هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا رَبُّ أَبُغضُ بَيتٍ أَنتَ خالِقُهُ
بَيتٌ بِكَوفانَ مِنهُ أُشعِلَت سَقَرُ

مَثوى تَجَمَّعَ فيهِ الناسُ كُلُّهُم
شَتّى الأُمورِ فَلا وَردٌ وَلا صَدَرُ

دارٌ عَلَيها عَفاءُ الدَهرِ موحِشَةٌ
مِن كُلِّ إِنسٍ وَفيها البُدوُ وَالحَضَرُ


جحدر العكلي
العصر الأموي

إِنّي دَعَوتُكَ يا إِلَهَ مُحَمَّدٍ
دَعوى فَأَوَّلُها لِيَ اِستِغفارُ

لِتُجيرَني مِن شَرِّ ما أَنا خائِفٌ
رَبَّ البَرِيَّةِ لَيسَ مِثلَكَ جارُ

تَقضي وَلا يُقضى عَلَيكَ وَإِنَّما
رَبّي بِعِلمِكَ تَنزِلُ الأَقدارُ

كانَت مَنازِلُها الَّتي كُنّا بِها
شَتّى وَأَلَّفَ بَينَنا دَوّارُ

سجنٌ يُلاقي أَهلَهُ مِن خَوفِهِ
أَزلاً وَيُمنَعُ مِنهُمُ الزُوّارُ

يَغشَونَ مِقطَرَةً كَأَنَّ عَمودَها
عُنُقٌ يُعَرِّقُ لَحمَها الجَزّارُ


جحدر العكلي

يا صاحِبَيَّ وَبابُ السِجنِ دونَكُما
هَل تُؤنِسانِ بِصَحراءَ اللِوى نارا

لَوى الدَخولِ إِلى الجَرعاءِ موقِدُها
وَالنارُ تَبدي لِذي الحاجاتِ أَذكارا

لَو يُتبَعُ الحَقُّ فيها قَد مَنَيتُ بِهِ
أَو يُتبَعُ العَدلُ ما عَمَّرتُ دَوّارا

إِذا تَحَرَّكَ بابُ السِجنِ قامَ لَهُ
قَومٌ يَمُدّونَ أَعناقاً وَأَبصارا


جحدر العكلي

ذَكَرتُ هِنداً وَما يُغني تَذَكُّرُها
وَالقَومُ قَد جاوَزوا ثَهلانَ وَالنيرا

عَلى قَلائِصَ قَد أَفنى عَرائِكَها
تَكليفُناها عَريضاتِ الفَلا زورا


جحدر العكلي

إِنّي أَرِقتُ لِبَرقٍ ضافَني سارِ
كَأَنَّ في العَينِ مِنهُ مَسَّ عُوّارِ

أَو حَرَّ فُلفُلَةٍ كانَت بِها قَذِيَت
لَمّا بَرى قِشرَها عَن حَرِّها البار

إِنَّ الهُمومَ إِذا عادَتكَ وارِدَةً
إِن لَم تُفَرِّج لَها وَرداً بِإِصدارِ

كانَت عَلَيكَ سقاماً تَستَكينُ لَهُ
وَأَنصَبَتكَ لِحاجاتٍ وَإِذكارِ

فَصِرتُ في السِجنِ الحُرّاسُ تَحرُسُني
بَعدَ التَلَصُّصِ في بِرٍّ وَأَمصارِ

وَسَيرِ حَرفٍ تَجوبُ اللَيلَ جافِلَةً
عَومَ السَفينَةِ في ذي اللُجَّةِ الجاري

يا نَفسُ لا تَجزَعي إِنّي إِلى أَمَدٍ
وَكُلُّ نَفسٍ إِلى يَومٍ وَمِقدارِ

وَما يُقَرِّبُ يَومي مِن مَدى أَمَلي
فاقَني حَياءَكِ تَرحالي وَتِسياري

إِنّي إِلى أَجَلٍ إِن كُنتِ عالِمَةً
إِلَيهِ ما مُنتَهى عِلمي وَآثاري

لِلَّهِ أَنتِ فَإِن يَعصِمكِ فَاِعتَصِمي
وَإِن كَذَبتِ فَحَسبِيَ اللَهُ مِن جارِ

إِدعيهِ سِرّاً وَناديهِ عَلانِيَةً
وَاللَهُ يَعلَمُ إِعلاني وَإِسراري

وَما السَعادَةُ في الدُنيا لِذي أَمَلٍ
إِنَّ السَعيدَ الَّذي يَنجو مِنَ النارِ

سُقياً لِسِجنِكَ مِن سِجنٍ وَساكِنه
بِديمَةٍ مِن ذَهابِ الماءِ مِدرارِ

بِكُلِّ جَون رَواياهُ مُطَبِّقَةٌ
واهي العَزالي مِنَ الجَوزاءِ جَرّارِ

وَقَد دَعَوتُ وَما آلو لِأُسمِعَهُ
أَبا الوَليدِ وَدوني سِجنُ دَوّارِ

في جَوفِ ذي شُرُفاتٍ سُدَّ مَخرَجُهُ
بِبابِ ساجٍ أَمينِ القِفلِ صَرّارِ

أَدعوهُ دَعوَةَ مَظلومٍ لِيَنصُرَني
ثُمَّ اِستَغَثَتُ بِذي نُعمى وَأَخطارِ

أَشكو إِلى الخَيرِ إِبراهيمَ مَظلَمَتي
في غَيرِ جُرمٍ وَإِخراجي مِنَ الدارِ

الدَهرَ أَرسُفُ في كَبلٍ أُعالِجُه
وَحَلقَةٍ قارَبوا فيها بِمِسمارِ

أَدورُ فيهِ نَهاري ثُمَّ مُنقَلِبي
بِاللَيلِ أَدهمُ مَزرورٌ بِأَزرارِ

كَأَنَّهُ بَينَ إِستارَينِ قَدَّهُما
سُراةُ أَورَقَ مَطلِيٍّ مِنَ القارِ

يا أَقرَبَ الناسِ مِن حَمدٍ وَمَكرَمَةٍ
وَأَبعَدَ الناسِ مِن ذَمٍّ وَمِن عارِ

وَأَعظَمَ الناسِ عَفواً عِندَ مَقدَرةٍ
وَلَيثَ غابٍ عَلى أَعدائِهِ ضارِ

وردٌ هِزَبرٌ تُميتُ القَرنَ صَولَتَهُ
وَضَمُّهُ بَينَ أَنيابٍ وَأَظفارِ

أَنعِم عَلَيَّ بِنِعمى مِنكَ سابِغَةٍ
مِن سيبِ أَروعَ نفاعٍ وَضَرارِ

أَوفى اليَمامَةِ مَن يَعلَق بِذِمَّتِهِ
تَأَخُذ يَداهُ بِحَبلٍ غَيرِ خُوارِ


جحدر العكلي

أَقولُ لِلصَحبِ في البَيضاءِ دونَكُم
مَحَلَّةً سَوَّدَت بَيضاءَ أَقطاري

مَأَوى الفَتوَةِ لِلأَنذالِ مُذ خُلِقَت
عِندَ الكِرامِ مَحَلُّ الذُلُّ وَالعارِ

كَأَنَّ ساكِنَها مِن قَعرِها أَبَداً
لَدى الخُروجِ كَمُنتاشٍ مِنَ النارِ


جحدر العكلي

نَظرتُ وَأَصحابي تَعالى رِكابُهُم
وَبِالسَرِّ وادٍ مِن تَناصُفَ أَجمَعا

بِعَينٍ سَقاها الشَوقُ كُحلَ صَبابَةٍ
مَضيضاً تَرى إِنسانَها فيهِ مُنقَعا

إِلى بارِقٍ جادَ اللوى مِن قَراقِرٍ
هَنيئاً لهُ إِن كانَ جيدَ وَأَمرَعا

إِلى الثَمدِ العَذبِ الَّذي عن شِمالِهِ
وَأَجرُعِهِ سُقياً لِذَلِكَ أَجرَعا


جحدر العكلي

قَد يَتَمَت بِنتي وَآمَت كَنَّتي
وَشُعِّثَت بَعدَ الرِهانِ جُمَّتي

رُدّوا عَلَيَّ الخَيلَ إِن أَلَمَّتِ
إِن لَم يُناجِزها فَجُزّوا لِمَّتي

قَد عَلِمَت والِدَةٌ ما ضَمَّتِ
ما لَفَّفَت في خِرَقٍ وَشَمَّتِ

إِذا الكُماةُ بِالكُماةِ إِلتَفَّتِ
أَمُخدَجٌ في الحَربِ أَم أَتَمَّتِ


جحدر الوائلي
العصر الجاهلي

دَعَوتُ بَني قَيسٍ إِلَيَّ فّشّمَّرّت
خَناذيذُ مِن سَعدٍ طِوالُ السَواعِدِ

إِذا مت قُلوبُ القَومِ طارَت مَخافَةً
مِنَ المَوتِ أَرسَوا بِالنُفوسِ المَواجِدِ


جحدر الوائلي

وبعثتَ بالحقّ المبين تبثّهُ
في العالمين مبشّرًا ونذيرا

تدعو إلى الله العظيم بإذنهِ
تمضي سراجًا للعباد منيرا

كلّ الصّلاةِ عليك ياخير الورى
مسكًا تفوحُ وأذفرًا وعبيرا