هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏خُذِ الحياةَ كما جاءتكَ مُبتسمًا
في كفِّها الغارُ أو في كفِّها العَدمُ

وارقُص على الوَرد والأشواكِ مُتَّئِدًا
غنَّت لكَ الطَّيرُ أو غنَّت لكَ الرُّجُمُ

......

‏دعيني أقاوم شوقي إليكِ
‏وأهربُ منكِ ولو في الخيال

‏لأني أحبك وهماً طويلاً
‏وحلمٌ بعيني بعيد المنال

‏دعيني أراكِ كما شئت يوماً
‏وإن كنتِ طيفاً سريع الزوال

‏فما زلتِ كالحلم يبدو قريبا
‏وتطويه منا دروب المُحال

......

ما شابَ عزمي ولا حزمي ولا خُلقي
ولا وفائي ولا ديني ولا كَرَمي

‏وإنَّما اعتاضَ رأسي غيرَ صِبغَتِهِ
‏والشيبُ في الرأسِ غير الشيبِ في الهِمَمِ

......

يا قهوةَ الروح يا فنجانَ ليلتِنا
‏صُبَّ القصيدَ فإن البحرَ منهمرُ

‏في ليلةٍ نُورُها شِعْرٌ على قَمَرٍ
‏نِعْمَ الليالي ونِعم الشعرُ والقمر

......

عِشْ في الحياة عزيزًا شامخًا أبدًا
لا تَقبلَنَّ بعيشٍ غيرِ ممدوحِ

بئسَ الحياةُ لمن ضاعت كرامتُه
إنَّ الكرامةَ في الإنسان كالروحِ

......

سَيَرْحَلُ القَوْمُ رَغْماً عَنْ أُنُوْفِهُمُ
بِلا حِذَاءٍ ولا مَاءٍ ولا زَادِ

في قِطْعَةٍ مِنْ قِمَاشِ الأرْضِ تَسْتُرُهُمْ
حَتَّىٰ يُوَارَوْا بِهَا في جَوْفِ ألْحَادِ

هُنَاكَ يَلْقَى جَمِيْعُ الخَلْقِ ما عَمِلُوا
وَفَازَ مُعْتَصِمٌ في شِرْعَةِ الهادي

......

‏ضاقت وما ليَ يا رحيمُ سِوَاكَا
فـرجـوت عـونـك لائذًا بِحِمَاكَا

جارَ الذي قد كنـت أرجـو أنَّـهُ
عـوني وليـسَ لكربتـي إلاكـا

وطـرقـتُ بابـكَ خاشعاً مُتَـذَلِّلاً
أنتَ المُجيـبُ لِكُـلِّ من نَادَاكَا

يا سامعَ الدعواتِ هـذا سُـؤلِـنَا
فاقــبـل فـؤاديَ كُـلَّـمَا نَـاجَاكَا

......

‏إذا مرضتُ سألتُ ( اللهَ ) عافيةً
فيُذهِبُ ( اللهُ ) أسقامِي و أنّاتِي

لأنّكَ ( اللهُ ) زالَ الضِّيقُ و ارتسمتْ
ملامحُ الأُنسِ في كُلِّ اتجاهاتِي

لأنَّكَ ( اللهُ ) ما شيءٌ يُضايقُنِي
وزَّعتُ في كُلِّ أنحائي ابتساماتِي

......

لا دامَ عزٌّ ولا حزنٌ ولا فرحٌ
ولا نعيمٌ ولا جاهٌ ولا مالُ

كانوا فراعنةً كانوا أباطرةً
كانوا قياصرةً بادوا وقد زالوا

الناسُ نوعان منهم طيّبٌ ورِعٌ
أما البقايا فأزلامٌ وأنذالُ

فعش عزيزاً كريمَ النفسِ مغتبطاً
فالدهرُ يا صاحبي للناسِ غربالُ

......

إذا كذب الفهيم على الصحاب
وكابر عن هوى من في الصواب

فلا خيرا ترى من بعد هذا
وإن زعم المحبة في اقتراب

و على الأوهام ما تبنى بيوت
ولا العطشان يُروى من سراب

وما الأزهار تلقاها أريجا
وقد ماتت ببطء من لهاب

وخاتمة الأمور لها شهود
يعد لها سويا ذو لُباب


......