قيد الصائد وصيد الآبد الحلقة الأولى (فلسفة الحب)

الفصل الرابع عشر

لم ألبث طويلا حتى لحق بي صاحبي وأخذ بيدي نمشي إلى المسجد ثم قال ما أحلى مجالسة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أي قوم كان هؤلاء الأصحاب ولماذا لا نكون كما كانوا على منهج السنة والكتاب قلت يا معنى الفؤاد رأوا ما لم نر نحن ولا الآباء ولا الأجداد لقد رأوا بأم العينين سيد المعشرين وعاينوا نزول الوحيين وخصهم الله بمنه وفضله والله يحكم لا معقب لحكمه فهم السلف قدوة الخلف من سار على نهجهم سلم من التلف والويل لمن كان لهم عدوا وخصيما لقد أتى بابا من الجرم عظيما قال وهل يعادي أصحاب الحبيب لبيب قلت لا ولكن أين هم أولوا الألباب إنهم قليل وباقي الناس بين مترد وعليل قال فماذا عن تبعهم هل لهم علينا كالذي لمن قبلهم قلت التابعون بإحسان وتبعهم وكل مؤمن له علينا حق الحب والولاية فإن الرب تعالى أنزل في ذلك غير ما آية فاسمع لربنا وهو يقول إنما المؤمنون إخوة وقال فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين قال عندي في هذا الأمر كثير مسائل أريد معرفة جوابها قلت دعها الآن فإن الصلاة قد آن أوانها فأطرق رأسه ومضى مسرعا إلى روضة المسجد والناس عن يمينه وشماله ركع سجد

حب أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم


د-عثمان قدري

وحب صحابة المختـار ديـنٌ أدين بـه،وعنـوانُ النجابـة
فقـد كانـوا جنـوداً أوفيـاءً لدين الله ، قـد رغبـوا ثوابـه
كتـاب الله يمدحهـم ،ويثنـي رسولُ الله إذ جـدّوا الإجابـة
هم الأحبابُ والأعـوان دومـاً ومن يكرَهْهُـمُ أودى صوابَـه
فمن يكـرهْ "أبا بكـر" تعـامى وخالط قلبَـَه الضـلُّ وشابـه
فمن بعد الرسـول سـواه طود لدين اللـه من وهـن أصابـه
فثبـّتَ ركنَـه بأسـاً وعـدلاً وجمّع شملَـه وحمى رحـابَـه
وخضّد شوكـة المرتـد قهـراً وكسّر سهْمه ولـَوى حِرابـه
وأرسـل جنده شـرقاً وغربـاً فأشرقـت العقيـدة مستطـابـة
وكان الحـق في يمنـاه يسعى وجال النصر يستهوي ركابـه
وذا الفاروق يمشي في خطـاهُ على التوحيـد قد أرسى جنابَـه
يمكّن رايـة الإسـلام فيهـم فعسّـل طعمـَه وحلا شـرابـَه
وأسس دولـة الإيمـان عشراً من الأعـوام تنمـو في صلابـة
فكـان العـدل سيرتـَه دوامـاً وكان الخيـر في صدق إهابـه
وكـانت مضرِبَ الأمثـال تحكي شواردَ إن ثـواباً أو عقابـه
فمـا يطـريـه إلا ذو فـؤاد ويقـليـه الحقـود أخو العِيابـة
ويسـتحيي رسـول الله إذمـا يرى عثمـان يقـدُم في رتـابـة
وزوّجـه ابنتيـه فكان صهراً كريـم الأصـل مَرضيّ القرابـة
وجهّـز غـزوة الإعسـار جـوداً لوجـه الله يرجـوه المثـابـة
علـيٌّ والـد السـبطيـن حِـبّ لكـل المؤمنـيـن بلا خَـلابـة
لقـد آخـاه خيـر الرسـل لمّـا تآخى المسلمـون على صَبابـة
وكـان لـه كهـارونٍ لمـوسى وظلاً مثلـمـا تغـدو السحابـة
فيا أصحـاب خير الرسـل أنتـم أحبتـنا وفي الخلـق الذؤابـة
فمـن يقليـكـم زوراً وإفكـاً لـه النيـران تنـتظـر اقترابـه

الفصل الخامس عشر

انتهت الصلاة وولى السرعان يجرون خارجين والله المستعان أما صاحبي فله بالأذكار وله فما تسمع إلا تسبيحا وحوقله وتكبيرا وحمد له يتلوها ولصدره أزيز يكتمه عن جار وعزيز فلما فرغ من تلك المثاني مال بعين كسيرة إلي وقال يا أخي الحاني عد بي إلى زمن الصحابة والذي براك قلت حبا وكرامة ويا بشراك أبشر بأثر طرأ لي بالبال قائله ابن مسعود وأنعم بما قال فقد أخرج ابن عبد البر الإمام ورزين الهمام أن فقيه الكوفة ابن مسعود رضي الله عنه قال من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنهم كانوا على الهدى المستقيم فلما انتهيت مما رويت نظرت إليه ويا ليتني ما نظرت لقد رأيت على وجه حب ووجل وشوق يخشى على صاحبه من أمر جلل فقلت مالك أبر الله أعمالك فلم يحر جوابا وأرتج عليه ورأيت لدمعه إيابا واضطربت منه اليدان وارتعشت منه الشفتان ثم قام مسرعا فقلت اللهم احشره وإياي مع من أحببنا

	بني الفاضل جعلك الله من أهل الفضائل الذين أتو بالفرض وزادو ال (نافل) يا ذئب الحي والذئب أغبر ما كنت أعلم أن عندك من علوم الشعر علما حتى رأيت قصيدة عصماء فيها الفن جما بوركت أبا سليمان على هذه الإضافة وعلى حسن الاختيار وجزى الله قائل تلك القصيدة وجعله من عبادة الأخيار واستئذنك يا ذئب الحي بالدخول إلى الفصل الخامس عشر فكن بجواري

لازلت متابعــه لهذه الروائع..

حماك المولى,,,

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت رجال

لازلت متابعــه لهذه الروائع..

حماك المولى,,,

بنيتي بنت الرجال أشكر لك متابعة ما يكتبه والدك حماك مولاك من شر عداك وتقبلي فائق الامتنان وكوني مع والدك في الفصول القادمة أصلح الله النوايا والمقاصد وحمانا شر مفتون وحاسد

الفصل السادس عشر

الفصل السادس عشر لم أستطع المكث خلف هذا العجيب ولا أخفيكم أنه صار في قلبي من حب هذا الحبيب دبيب سرت خلفه أتبع خطوه وكنت أسمع ذكره وشجوه يبدو أنه غارق في همه مشغول القلب بمرضاة ربه مطرق الرأس وهو يسير يمشي هونا وطرفه في المسير حسير لا يمنة ولا يسرة الدنيا عنده لا تسوى كسرة وبعد برهه أحس بي فالتفت إلى وقال الله حسبي لم يا من محبته أخفي مشيت خلفي قلت شيء في قلبي قال إن كان عندك أثر عن القوم صفحت وإلا فلا عذر لك عندي فيما فعلت قلت أبشر سألتمس لك من الكنانة أثرا كنت أحبسه في الخزانة قال هيه وأرفق بقلبي حين تروي قلت سآتيك بأثر خفيف ليس في سماعه عليك تكليف أخرجه حافظ بغداد وأعلم أهل زمانه الحاضر منهم والباد الحافظ أبو بكر الخطيب الثابت أحمد بن علي بن ثابت حيث قال في كتاب الكفاية في علم الرواية أخبرنا أبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني قال ثنا صالح بن أحمد الحافظ قال سمعت أبا جعفر أحمد بن عبدل يقول سمعت أحمد بن محمد بن سليمان التستري يقول سمعت أبا زرعة يقول إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فاعلم أنه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه و سلم عندنا حق والقرآن حق وانما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة قال صاحبي لله أبوك يا أبا زرعة وهل يجرح الأبرار من عنده من عقله مزعة قلت ما أكثر الجراحين تراهم يهاجمون الأبرار في كل حين قال اللهم احفظ علينا ديننا ثم قال يكفيني هذا منك الآن دعني أسير في ثنايا دربي ولا تتبعني فتغري بنا السفهاء قلت لن أذرك لكن سأذرك قال ماذا تقصد قلت سوف تعرف ثم مضينا

القدح في الناقل يستلزم

القدح في المنقول

إن القدح في الصحابة قدح في الشريعة

لأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة

وإذا كان ناقل الشريعة على الوصف الذي يسبهم به من سبهم لم يبق للناس ثقة بشريعة الله

والقدح في الصحابة قدح برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

لأنه لم يحسن اختيار أصحابه (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)

وفي الحكمة المشهورة :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي

والقدح في الصحابة طعن في حكمة الله

فهل من الحكمة أن يختار الله لأشرف خلقه محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأصحاب الفجرة الكفرة الفسقة ؟؟؟؟!!!!!!!!!

والله ليس من الحكمة.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سليمان

القدح في الناقل يستلزم

القدح في المنقول

إن القدح في الصحابة قدح في الشريعة

لأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة

وإذا كان ناقل الشريعة على الوصف الذي يسبهم به من سبهم لم يبق للناس ثقة بشريعة الله

والقدح في الصحابة قدح برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

لأنه لم يحسن اختيار أصحابه (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)

وفي الحكمة المشهورة :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي

والقدح في الصحابة طعن في حكمة الله

فهل من الحكمة أن يختار الله لأشرف خلقه محمد صلى الله عليه وسلم هؤلاء الأصحاب الفجرة الكفرة الفسقة ؟؟؟؟!!!!!!!!!

والله ليس من الحكمة.

أحسنت بني
أحسنت يا ذئب الحي
ليس على ما قلت من زيادة
بوركت أبا سليمان
ما قلته هو معنى ما قاله أبو زرعة
أستأذنك يا بني الغالي
لندخل إلى الفصل الآتي

الفصل السابع عشر

مضيت وصاحبي بين خمائل القرية الهوينا والشجر وبدائع الزهر علينا وحوالينا تركته من كلامي لكن لم أترك صحبته فهو في الخير إمامي فسبحان الذي أعطاه وجل من إلى الزهد في هذه الدنيا هداه له قلب من الأشواق والإشراق حراق وله حنون ودموع تفيض بها المآقي والإحداق قلت ياذا الأسيف ما سر هذا الرفيف وما الذي لوعك وطار بلبك قال أتظن أني حزين آسي كلا فأنا في سعة من العيش وبعد عن المآسي أعيش في كنف سيدي البر أحس بقربه وأعلم أنه معي بالسمع والبصر فجل ما تراه من فيض المآقي هيج عليك إيثار الباقي وفي قلبي على حِبي ونور دربي ما يزيد على عدد النجوم ويربي ثم قال كنت قد هممت بسؤالك عن زماني زمان أهل الهوى وعوج المسالك فهل تأذن لي بالسؤال الساعة فإني في معرفة المأثور قليل البضاعة قلت سل وقل قال تعلم أن أهل الاستقامة في زماننا قلة والكثرة منهم على معصية مذلة فهل أحبهم يا أستاذ الحب أم أقلاهم أم كيف السبيل عافى الله مبتلاهم قلت أبشر فعلى الخبير وقعت وسأوجز المقال وقد لا أسجع حتى تفهم سائر الأحول فقد أسلفت لك أن كل مؤمن فهو أخ لنا وإن عصى قال وإن سرق وإن زنى قلت وإن سرق وإن زنى قال أوضح قلت نحب إيمانه ونؤاخيه ونكره فعله ونواسية قال كيف نواسيه في معاصيه ومآسيه قلت ننصحه بحب وإشفاق فإنه صريع الهوى والشيطان ولولاهما لأفاق فإن تَرك المعصية فهو الأخ الكمال وإن أصر كنا على النصح في وصال قال قد عرفت مقالك في المسلمين فكيف بالفجار من المنافقين والكفار قلت نرحمهم ونكره كفرهم فندعوهم إلى الواحد القهار فإن آمنوا كانوا كمن أسلفنا وإن أبوا فلهم منا العداء والبغضاء ما حيينا قال فهل يتصور أن تميل القلوب لمن اتخذ الكفر مذهبا قلت نعم فقد تميل له إن كان أما أو أبا أو كانت زوجة اتخذت اليهودية أو النصرانية مذهبا أو كان قد أحسن إليك فإن الشرع يسامح في بعض الميل لكن كفره مبغوض مردود أبدا ونصحه مطلوب سرمدا قال فهل تأذن أن أزيد قلت لا فقد أطلت علي لكن آمل ألا يطول البين بيننا وهذه دعوتي إليك أن تزور حينا قال حبا وكرامة ثم اعتنقني ومضى