اخترنا لكم شعر نبطي وفصيح

تَجوَّع فَإِنَّ الجُوعَ مِن عَملِ التُقى
وَإِنَّ طَويلَ الجَوعِ يَوماً سَيَشبَعُ

جانِب صِغارَ الذَنبِ لا تَركَبنَّها
فَإِنَ صِغارَ الذَنبِ يَوماً سُتجمَعُ

.....

لا تَجزَعَنَّ مِنَ الحَوادِثِ إِنَّما
خَرقُ الرِجالِ عَلى الحَوادِثِ يُجزِعُ

وَأَطِع أَباكَ بِكُلِّ ما أَوصى بِهِ
إِنَّ المُطيعَ أَباهُ لا يَتَضَعضَعُ

.....

ذُنوبيَ إِن فَكَّرتُ فيها كَثيرَةٌ
وَرَحمَةُ رَبّي مِن ذُنوبي أَوسَعُ

فَما طَمَعي في صالِحٍ قَد عَمِلتُهُ
وَلَكِنَّني في رَحمَةِ اللَهِ أَطمَعُ

فَإِن يَكُ غُفرانٌ فَذاكَ بِرَحمَةٍ
وَإِن لَم يَكُن أُجزى بِما كُنتُ أَصنَعُ

مَليكي وَمَولائي وَرَبّي وَحافِظي
وَإِنّي لَهُ عَبدٌ أَقِرُّ وَأَخضَعُ

.....

لَكَ الحَمدُ إِمّا عَلى نَعمَةٍ
وَإِما عَلى نَقمَةٍ تُدفَعُ

تشاءُ فَتَفعَلُ ما شئتَهُ
وَتَسمَعُ مِن حَيثُ لا يُسمَعُ

.....

لا تَجزَعَنَّ إِذا نابَتكَ نائِبَةٌ
واصبر ففي الصّبر عند الضّيقِ متَّسعُ

إن الكريمَ إذا نابتهُ نائبةٌ
لَم يَبدُ مِنهُ عَلى عِلّاتِهِ الهَلَعُ

.....

ماتَ الوَفاءُ فَلا رَفدٌ وَلا طَمَعُ
في الناسِ لَم يَبقَ إِلّا اليَأسُ وَالجَزَعُ

فَاِصبِر عَلى ثِقَةٍ بِاللَهِ وَاَرضَ بِهِ
فَاللَهُ أَكَرَمُ مَن يُرجى وَيُتَّبَعُ

.....

وَكُن مَعدناً لِلحِلمِ وَاصفَح عَنِ الأَذى
فَإِنَكَ لاقٍ ما عَمِلتَ وَسامِعُ

أَحِبُّ إِذا أَحبَبتُ حُباً مُقارِباً
فَإِنَكَ لا تَدري مَتى أَنت نازِعُ

وَأَبغِض إِذا أَبغَضتُ بَغضاً مُقارِباً
فإِنَكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راجِعُ

.....

أَفادَتني القَناعَةُ كُلَّ عِزٍّ
وَهَل عِزٌّ أَعَزُّ مِنَ القَناعَة

فَصَيِّرها لِنَفسِكَ رَأسُ مالٍ
وَصَيِّر بَعدَها التَقوى بِضاعَه

تَحُز رِبحاً وَتُغني عَن بَخيلٍ
وَتَنعَمُ في الجِنانِ بِصَبرِ ساعَه

.....

رَأَيتُ العَقلَ عَقلَينِ
فَمَطبوعٌ وَمَسموعُ

وَلا يَنفَع مَسموعٌ
إِذا لَم يَكُ مَطبوعُ

كَما لا تَنفَعُ الشَمسَ
وَضوءُ العَينِ مَمنوعُ

.....

دَعَتْنِي إِلَى الْإِسْلامِ يَوْمَ لَقِيتُها
فَقُلْتُ لَها لا بَلْ تَعالَيْ تَهَوَّدِي

فَنَحْنُ عَلَى تَوْراةِ مُوسَى وَدِينِهِ
وَنِعْمَ لِعَمْرِي الدِّينُ دِينُ مُحَمَّدِ

كِلانا يَرَى أَنَّ الشَّرِيعَةَ دِينُهُ
وَمَنْ يَهْدِ أَبْوابَ الْمَراشِدِ يُرْشَدِ

.....