منتديات قبائل شمران الرسمية


مقالات الكاتب جبل الجليد إن من البلاغ لسحرا

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 07-02-2011, 08:18 AM   #1
Photobucket
 

جبل الجليد is on a distinguished road
افتراضي قصتي مع المضيفة فائقة الحسن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


صباح ذلك اليوم امتطيت طائرة السعودية بعد سهرة ممتعة مع رجال تسمو بالنفس مجالسهم ويرتقي بالفكر حديثهم ونعم الرجال هم . ما كدت ارتاح على المقعد إلا بتلك المضيفة فائقة الحسن تمر علينا بأطيب وأجمل التمر أبو عود الذي يملأ العين بشوفته . أخذت حبة تمر بكل صمت وطيب خاطر .أما الشاب الذي يقعد بجانبي فقد احتج على الطريقة التي يقدم بها التمر ولماذا لا يوضع بالصحن دون أعواد بحيث يستطيع الشخص أن يملأ يده وبلغ به الغضب أن وصف الخطوط بغير ما يسمع عنها . تدخلت بالحديث مهدئا من غضب الفتى وقلت له الكرم يا ابني هو ما يملأ العين وليس البطن . فقلت له اسمع هذه القصة قديما قديما

كان في طرف الدنيا رجل ميسور أتاه الله خير كثير من الإبل والحلال وقد كان يختلف عن أقرانه من قومه فهو لم يعتد على حساب عدد إبله وحلاله كل صباح ولا يقفل عليها ألف باب كما يفعل الآخرون بل سخر كل ما يملك لقومه ولمجلسه فقد كان ينحر البكار حسب عدد ضيوفه فلكل فرد من الضيوف ينحر له بكره حتى أصبح حديث الركبان بكرمه حتى وصل صيته لطرف الدنيا الأخر ( اللهم أعط كل منفقا خلفا)

في طرف الدنيا الأخر كان هناك شاب خادم لقومه وهذا الشاب كان يشعر بفخر عظيم بخدمته لقومه فقد كان هو وقومه يقطنون في ديار مسبعة مليئة بالسباع الضواري فكان قوتهم ينتزعونه انتزاعا من السباع حتى خلق ذلك نوع من التنافس مع السباع من اجل البقاء . كان همه هو ما يستطيع جلبه لقومه وهو ما يستطيع أن يفتك من الغزلان من بين تلك السباع فكان الطعام الذي يقدم للضيف لديه لا يكون كثيرا ولكنه يتسم بلذة لحبه للضيف

قرر ذلك الشاب أن يذهب برحلة إلى الطرف الأخر من اجل أن يتعرف على ذلك الرجل الكريم الذي صيته ملأ الأرض .
احتزم بخنجره الغير معكوف ورمحه ذو النصل الحديد وهي كل ما يملك وامتطى فرسه السبوق اخذ يطوي الأرض حتى وصل قبل المساء إلى ارض فلاة .
نوخ ركابه عند غدير ليرتاح وإذا به برجل ذو وقار يسلم عليه ويسأله إن كان شاهد ذئبين حول الغدير . قال له وما شأنها؟ قال له إنها تغير كل ليلة على ابلي وحلالي وبينما هما يتبادلا الحديث إذ بالذئبين يقتربان .
قال الرجل للشاب أنا عشائي الذي باليمين وأنت الذي باليسار. . ما إن بدءا الذئبين بالفرار حتى عالج الرجل الذئب بسهم في ظهره أرداه قتيلا.
أما الشاب فوثب على فرسه وبيده رمحه وكأنه في سباق مع الذئب الآخر . غاب طويلا مما أثار استغراب ذلك الرجل . عاد الشاب بالذئب محمولا والرمح مغروسا في نحره .

عاجله الرجل بسؤال من أنت ؟ومن هم قومك؟وعن ماذا تبحث؟ ولماذا فعلت هكذا ؟ كان بإمكانك قتله دون هذا التعب

وطلب منه الاجابه بعد إن يقلط في استراحته بعد اصرار كريم . طلب من الخادم أن يعد عشاء ذلك الرجل الغريب
بعد أن قدم له كريم القوم عشاءه وهو عبارة عن ساندويتش مشكل فيه كل ما لذا وطاب . درج الشاب بنظره حوله
بدأ الشاب في الإجابة فقال

- أنا شاب ورثني والدي أربعة أشياء – رمح ذو نصل حديد – وفرس سبوق- وفراسة في الرجال – وخدمة قومي – وأربع وصايا

- أما قومي هم رجال خفاف ثقال فمن خفهم لا ينوخ احدهم ناقته عندما يريد أن يمتطيها بل يثب فوق ظهرها واقفة. وأما ثقلهم فعندما يمشي احدهم تشب الأرض من تحت أقدامه- نحاف القوام مسمرة وجوههم من لفحة شمس البراري _ كرام يجودون من غير موجود- يباتون طوي من اجل أن يكرم ضيفهم – إنهم حديد في حديد إنهم نصل رمحي إذا لم يأخذوا الأولى لا يقبلون التالية (قال الكريم مثل صفات قومي تماما ما عدا لفحة الشمس)

- أما عن ماذا ابحث : فأنا أتيت ابحث عن رجل ملأ الأفق صيته انه كريم القوم أريد معرفته

- أما لماذا فعلت ما فعلت فانا اعتمد على رمح سديد وفرس سبوق وبها أنفذ وصية من وصايا والدي وهي أن لا اقتل السبع إلا من إمامه ولا اقتله من الخلف . وان لا اقبل لقومي التالية أبدا. وان انزل الرجال منازلها . وأهمها تقوى الله. هز كريم القوم رأسه

وعندما هم الشاب بالرحيل رمى الشاب خنجره لكريم القوم خذ هذه هديه . وأثناء محاولة كريم القوم التقافها سقطت منه !

استأذن الشاب من الرجل وقال له كثر الله خيرك يا كريم القوم . استغرب كريم القوم كلامه
قال له وكيف تصفني بكريم القوم وأنا لم أقدم لك سوى ساندويتش مشكل؟
قال إنها فراستي في الرجال فأنت كريم القوم وستبقى كريم القوم بالسندوتش المشكل أم بغيره

- عندما رميت لك الخنجر لم تستطع مسكه والسبب لأنني قلت لك خذ فأنت متعود على العطاء وليس الأخذ

- الوردة الحمراء التي في طرف الاستراحة لا تنبت إلا على دماء نحور البكار

- النجيلة الخضراء التي أجلستني عليها لمستها بقدمي ووجدتها كلها شحم وسمن وعسل مجرا

- البشاشة والابتسامة في وجه الضيف وطيبة النفس وكثرة التراحيب

إنني استشعر ما يختلج بخاطرك فأنت نسيت أن الكرم كرم العين وليس البطن يا سيدي

ولكنك ستبقى كريم القوم في نظري بالسندوتش أم بغيره وستظل كذلك ما دمت تقدح الشور من رأسك

وعندما أعلن الطيار عن وصولنا مطار البيك قلت للشاب متسائلا أعجبتك القصة؟ قال هاااااه واحد حراق (كان يغط في نوم عميق) وهنا ابتسمت المضيفة ابتسامة تحرق القلب وتعله


خاص اليك وحدك

القلب لولا أن وجدتك لرميته لرميته
والحب لولا أن عرفتك لنسيته لنسيته

حفظكم الله وحفظ لشمران رجالها الكرماء وشبابها الاوفياء



جبل الجليد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
رغم الازدحام.. تنظيف صحن المطاف من مياه الأمطار بسرعة فائقة روح الجروح الصحافة المحلية والعالمية 0 09-19-2017 07:11 PM
قصتي مع السكري الحمدان الطب والحياة 6 07-22-2014 04:34 PM
اتدرين ما هو الحزن حبيبتي .....اتدرون انتم ما هو الحزن ....الحزن هو!! طائر المحبين الخواطر والقصص والروايات 5 04-23-2011 03:04 AM
مدينة الرياض تختفي تحت الرمال صور جويه فائقة الدقة hashbool55 الصور والمناظر الطبيعية ومقاطع الفيديو 9 03-19-2009 12:38 PM
بكل صراحة هذه قصتي معها !!!!!!!!! بندروزا الضحك والفرفشة 4 11-20-2008 09:04 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية