معــــــجـــم رمـــضآن .. !!

الكتاب:
معجم رمضان
المؤلف: فؤاد مرسي
الطبعة:الأولى -2009 م
الصفحات: 252 صفحة من القطع المتوسط
الناشر: الهيئة العامة لقصور الثقافة – القاهرة –مصر
عرض: محمد بركة

صَدَر حديثًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر كتاب بعنوان معجم رمضان للكاتب الأديب فؤاد مرسي، ويسعى المؤلف في هذا الكتاب للإلمام بعناصر شهر رمضان، وتفاصيله بما يشكِّل قاعدة معلومات تساعد على الإجابة عن الأسئلة المتعلِّقة به.

لماذا هذا الكتاب ؟

يَرَى الكاتب أنه لا يوجد - حسب علمِه - معجم كامل عن هذا الشهر، وإنما تتناثر موادُّه بين المراجِع، والكتب التي اتخذت من شهر رمضان عنوانًا رئيسًا لها، وقفت على بعض الجوانب من دون الأخرى، وذلك حسب اهتمام كل كاتب.
ويرى الكاتب أن تقلص واندثار العديد من المظاهر والممارسات الاحتفالية بهذا الشهر كانت حافزًا له لتجميعها في كتاب، خصوصًا الجانب الاحتفالي من هذه المظاهر، ولقد عاصرنا نحن الجيل الذي عاش في القرية قبل دخول الكهرباء بها في أواخر السبعينيات من القرن الميلادي الماضي بعض هذه المظاهر، والتي تعرضت للاندثار تمامًا، وكان تسجيلُها واحدًا من أعمال الحفاظ على الذاكرة القومية، لهذا كانت فكرة الكتاب.
في مقدمة الكتاب يوضح الكاتب أنه ثمة إشكالية تعترض مثل تلك الأعمال، وهي منهج ترتيب وتصنيف مواده المعجمية، فهل يرتبها أبجديًّا؟ أو من حيث الموضوع؟
ويخلص مرسي إلى استخدام المنهجين، لترتيب الموضوعات أبجديًّا، والفروع داخلها، بحسب الترتيب الزمني أو الأبجدي.

موضوعات وأحداث في شهر رمضان

يضُمُّ الكتاب عدة موضوعات متعلقة كلها بالشهر، منها: فقه شهر رمضان.. في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، عبادات شهر رمضان.. رؤية الهلال، السحور، صلاة التراويح، الاعتكاف، زكاة الفطر، أحداث وتواريخ.. توقيت فرض الصيام، أجندة الشهر، آداب وفنون.. الأغاني الشعبية، أغاني التوحيش وكذلك الشهر في السينما، الشهر في الأمثال الشعبية، الشهر في ذاكرة الأدباء، الشهر في كتب الرحلات، المسحراتي، أطعمة رمضانية.. الأمثال الشعبية، وذاكرة الأدباء والكتاب المحدثين، كما تطرق الكتاب للأطعمة الرمضانية الشهيرة بالشهر، كما تناول مظاهر الاحتفال برؤية الهلال، والفانوس ومدفع رمضان، وعرض الكاتب لحال الأسواق في الشهر، وكذلك للمنشدين مثل الشيخ محمد رفعت وسيد النقشبندي.
كما يشير المؤلف إلى أن لشهر رمضان بعض الأطعمة المميزة، ويتوقف مع التمر لتقديم شرح موسع حول ذلك، الكنافة، النقل، الكعك، أعمال البر في رمضان.. موائد الأطعمة، الوقف، أيام مخصوصة.. يوم الشك، ليلة القدر، الجمعة اليتيمة، يوم الوقفة، مظاهر احتفالية ومعانٍ ومفاهيم حول الشهر الكريم.
وفي مضمون وسياق موضوع أجندة شهر رمضان يرصد مرسي دقائق وتفاصيل كل يوم في هذا الشهر، ساردًا أهم الأحداث:
ففي 1 رمضان (عام 1256م تعرض المسجد النبوي لحريق، وفي 2 رمضان (عام 732م احتدام معركة بلاط الشهداء في فرنسا بين المسلمين وشارل مارتل).
وفي 3 رمضان (عام632م توفيت السيدة فاطمة بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم.
وفي 4 رمضان (عام 1521م، نجح السلطان العثماني القانوني في فتح مدينة بلغراد.
وفي 5 رمضان (عام 731م مولد عبد الرحمن الداخل أو صقر قريش)..
وهكذا يتابع المؤلف تدوين وإدراج جميع الأحداث وتواريخها، ليصل حتى اليوم الثلاثين من شهر رمضان.

رمضان في الوجدان الشعبي والأدب

وتحت عنوان من الأغاني الشعبية في رمضان، يسجِّل الكاتب العديد منها، مثل تلك المقطوعة حول استقبال الشهر: (رمضان يا منور نورت وادينا / يا أحلى من السكر حلوة ليالينا / نلعب ونتمخطر ونقول أغانينا / حالو يا حالو...).
كما يأتي الكاتب بإحدى الأغاني التي اشتهرت في الإذاعة المصرية:
رمضان جانا.. وفرحنا به / بعد غيابه.. وبقاله زمان/ غنوا معانا.. شهر بطوله/ هنوا وقولوا.. أهلا رمضان).
ويقدم الكاتب أيضًا واحدة من أغاني المسحراتي: (يا عباد الله وحّدوا الله/ قوم وحد ربك واستغفر/ وقت الاستغفار والطلب من الله/ واتسحر علشان ما تجعش/ اصحي يا نايم وحّد الدايم).
وكذلك من أغاني وداع الشهر الكريم: (تم البدر بدري/ والأيام بتجري/ والله لسه بدري يا شهر الصيام) ثم ينتقل مرسي إلى أغاني التوحش: (لا أوحش الله منك يا شهر الصيام/ لا أوحش الله منك يا شهر القيام/ لا أوحش الله منك يا شهر الولائم/ لا أوحش الله منك يا شهر العزائم..).
ويسرد الكاتب في كتابه بعض الأفلام السينمائية التي دارت الأحداث فيها خلال هذا الشهر الكريم، مثل: (العزيمة)- إخراج كمال سليم 1939م، (قلبي على ولدي)- إخراج بركات1950م، (ضربة معلم)- إخراج عاطف سالم1987م.
وأما عن شهر رمضان في الأمثال الشعبية، فيسرد منها الكاتب: (اتصدقوا ترزقوا، اللي يخرج منه زكاة عنه، اللي يكذب نهار الوقفة، يسود وشه نهار العيد، اللي ما يصوم ويصلي، رزقه يولي، صامت يوم واتمخطرت للعيد..).
ثم يتحوَّل الكاتب بعدها لإبراز طبيعة رصد وعكس وتضمين الشعر العربي لشهر رمضان، حيث يدرج مجموعة من الأمثلة، وفي مقدمها قول الشاعر الأندلسي دراج القسطلي (958-1030م) في وداع شهر شعبان:

فلئن غنمت هناك أمثال الدمى

فهنا بيوت المسك فاغنم

وانتهب تحفا لشعبان

جلا لك وجهه عوضًا

من الورد الذي أهدى رجب

فأقبل هديته فقد وافى بها

قدرًا إلى أمد الصيام إذا وجب

ويقول الأديب مصطفى صادق الرافعي (18881-1937م):

فديتك زائرًا في كل عام

تحيا بالسلامة والسلام

وتقبل كالغمام بفيض حينا

ويبقى بعده أثر الغمام

وكم من الناس كلف مشوق

إليك وكم شجي مستهام

ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي (1868- 1932م):

يا مديم الصوم في الشهر الكريم

صُمْ عن الغيبة يومًا والنميمة

وصل صلاة من يرجو ويخشى

وقبل الصوم صمْ عن كل فحشا

وأيضًا يقول الشاعر معروف الرصافي (1877- 1945م):

ولو أني أستطع صيام دهري

لصمت فكان ديني الصيام

ولكنني لا أصوم صيام قوم

تكاثر في فطورهم الطعام

وعن شهر رمضان في ذاكرة الأدباء والكتاب المحدثين، يعرفنا الكاتب على أن هذا الموضوع رصدَتْه بعض الأعمال الروائية، مثل الشمندورة للأديب المصري النوبي محمد خليل قاسم وخان الخليلي لنجيب محفوظ وغيرها، كما سرد طه حسين بعضًا من ذكرياته، ولا أدري لماذا اختص الكاتب هذه الأعمال دون غيرها؟ فالأدب العربي المعاصر احتفى احتفاءً كبيرًا بهذا الشهر الفضيل
وكمْ هي شيقة، وربما مثيرة أيضًا، تلك الصفحات التي تناولت وصف شهر رمضان في كتابات الرحالة الأجانب والمستشرقين، ومنهم: الرحالة الإيطالي برنار دي بريد بناخ، الرحالة الفرنسي جان باليرن، الرحالة الفرنسي فيلامون، الرحالة التركي أوليا جلبي... وغيرهم، وقد وصفوا الشوارع وأحوال الناس في نهار الشهر، وحالة الأسواق، وسَرَدوا بعض التقاليد المتّبعة، ووصفوا بعض الأطعمة المميزة للشهر، وكذا شكل الاحتفال بمقدم العيد... إلخ.
وليس ثمة شك في أهمية الكتاب، ولكنه اقتصر على رمضان في مصر، وإن كانت كل الدول العربية والإسلامية لها سمت خاص في ذلك الشهر الكريم، ولذا من الممكن أن يعد هذا الكتاب مقدمة لمعجم رمضان في العالم الإسلامي معجم يتناول كل مظاهر الاحتفاء بهذا الشهر في كل منطقة من مناطق ذلك العالم الشاسع قبل اندثارِها..

نـــ

تبريـــــــ د

طرح رآئع ,,

بآرك الله فيك

وجزآك الله خيراً

لك مني جزيل الشكر والتقدير



أميرة الورد

شكرا لك اخي تبريد منخفض
على طرحك ونقلك المميز والمفيد
فبارك الله فيك