منتديات قبائل شمران الرسمية


۩۩ الخيمة الرمضانية لشمران ۩۩

رمضـآن يجمعنــا

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 08-01-2011, 11:27 PM   #1
إداري سابق
 
الصورة الرمزية محمد آل حزمي
 

محمد آل حزمي is on a distinguished road
افتراضي رمـــضآن .. قبــــل مـــئة عــآم .. !!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عبد الفتاح بدوي
لنتخيلْ أننا عُدنا بالزمن للماضي مائة عام، لنجدَ أنفسَنا وسط أناسٍ بسطاء في قرية نائية، لا نلمح فيها أيًّا من مقوِّمات الحياة الحديثة التي نعهدها، فلا طرق ممهَّدة ولا حتى إنارة كهربائية، فقط بيوت طينية متجاورة وزروع وأشجار متكاثفة، حياة بسيطة وهادئة، ليس هناك ضجيج لسيارات، ولا مباراة كرة قدم يُهلِّلون من أجلها، الصوت المرتفع الوحيد هو صوت مؤذن القرية، والذي ركب دابته ليجوب القرية ليعلن أن "غدًا صيام على ما أفتى مفتي الديار".
يا لها من فرحة غامرة، ترى كيف كان هؤلاء يقضون هذا الشهر الكريم؟ وهل كانت الأجواء مختلفة عما نعرفه نحن اليوم؟ وإن كان ثمة اختلاف فهل اليوم هو الأفضل أم قديمًا؟



نفحات من الماضي


كان أجدادنا رحمهم الله يروون لنا كيف كان رمضان قديمًا، وكيف أنهم يجتمعون بالمسجد في نهار رمضان ليعقدوا مقرأة فيقرأ كل واحد منهم جزءًا حتى يتموا المصحف، ثم يتفرقون كلٌّ إلى بيته ليقضي وقت القيلولة أو إلى عمله أو حقله، وفي هذه الأثناء كانوا يتذوقون حلاوة الصيام بذكر الله وصلة الأرحام، حيث كانوا يتزاورون ويصل كل واحد منهم رحمه، الأمر الذي بلا شك أصبح نادرًا في عصرنا الحالي، ربما بسبب انشغال الناس الزائد بأعمالهم وتجارتهم.
في عصرنا الحالي تمتلئ الثلاجات بشتى الأصناف في هذا الشهر الكريم، الذي من المفترض أنه شهر الزهد والتقشف من ملذات الدنيا، حتى أصبح رمضان للأسف عبئًا ماديًّا عند بعض الأسر الفقيرة التي لا تستطيع تلبية كل ذلك، أما قديمًا فلم تكن هناك ثلاجات ولا تكييفات ولا حتى مواصلات كالتي نعهدها اليوم، ورغم ذلك كانوا يسعدون برمضان –في اعتقادي - أكثر منا نحن، وبالتالي لم يعرفوا أمراض التخمة ولا تصلب الشرايين ولا ضغط الدم والسكر، حياتهم بسيطة، أقل القليل يكفيهم، ليس هناك أفضل من متعة قراءة القرآن وتدارس الأحاديث وسير الأولين، كانوا يجتمعون بمكان واسع يسمى "الدوار " يجلسون ليحلوا ما يعن لهم من مشاكل، لا نميمة ولا بغضاء ولا تحاسد بينهم.



المسجد ودوره في القرية


ثم يحين وقت الإفطار فيذهب الكل إلى المسجد وقد أخرج كل بيت ما يستطيعه من طعام وشراب إلى المسجد، فيصلون ويختمون صلاتهم ثم يفطرون، ويقف أحدهم خارج المسجد ليدعو المارَّة إلى الإفطار، الكل في تجمع وفرحة لا يدانيها شيء، فرحة الصوم وفرحة اللقاء، يتفاكهون بغير إفحاش ويتحابون بغير ضغينة، ثم يذهب كل واحد منهم إلى بيته ليكمل إفطاره مع زوجته وأبنائه، ربما يكون الطعام بسيطًا لكن يجمعهم جوّ من الرضا يسمو بهم إلى الغاية المرجوَّة من هذا الشهر الكريم، والذي جعله الله زهدًا في كل شيء، حتى تطغى الروح على الجسد، وتتحرَّر من أسر الشهوات لتتفكر في أمر ربها الخالق القدير، على عكس ما يحدث الآن؛ إذ تحوَّل رمضان إلى موسم لتناول كل المشتهيات ومتابعة كل ما يعرضه التلفاز من برامج ومسلسلات ومسابقات وغير ذلك.
انتهى الإفطار فما يلبثون أن يذهبوا إلى المسجد حتى تحين صلاة العشاء، والمسجد تنيره مصابيح ليست كالتي نعرفها، وإنما تُضاء بالزيت، فيصلُّون التراويح في جو إيماني بديع، ثم يذهبون إلى بيوتهم وقد حمدوا الله على نعمته، وأن يُتمّ عليهم الشهر وقد غفر لهم.



أمسيات رمضانيَّة


و في أمسيات رمضان يحلو التسامر والتزاور، حيث يكونون في نهار رمضان ممسكين تقريبًا عن الكلام من فرط التعب والإعياء، فإذا حل المساء رجعت إليهم الحيوية وتشوقوا إلى الأقاصيص والعظات والأحاديث، فكانوا يجلسون عند بيت أحدهم ليتناولوا سير الأوائل وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الشئون الحياتية، تسليتهم في هذه الأوقات هو التمر و "الكنافة"، حيث كانت هي أطيب المأكولات المميزة في رمضان، ويسود جو من الألفة والمحبة بينهم نكاد لا نراه اليوم، حيث أصبحت العلاقات الإنسانية تحكمها بعض المصالح والاعتبارات الاجتماعية التي أرستها رغوة المدنية الغربية التي لم تعد علينا بأي نفع في رأيي، وهذه ليست دعوة للرجعية ولكنها دعوة لعدم الابتعاد عن تقاليدنا العربية الأصيلة، وعدم طغيان المادة على كل عاداتنا اليومية وحتى الدينية.



السَّحور


يجيء وقت السحور، فكانوا يؤخرون وقت السّحور قبل صلاة الفجر قليلا، فيأكلون ويشربون ويحمدون الله خالقهم، ثم يؤذن للفجر فيتوضئون ويذهبون للمسجد لأداء صلاة الفجر في جماعة، وكان المسجد يكتظ بالناس في هذه الصلاة عن غيرها، ربما نظرًا لعلمهم بفضلها، فيدعون الله أن يديم عليهم فضله، وأن يسترهم في الدنيا والآخرة، لكن للأسف في الحاضر نجد المساجد في صلاة الفجر تكاد تكون خاوية من الناس إلا من رحم، رغم أنه قديمًا كان عدد المساجد في كل قرية أقل بكثير مما هو عليه الآن.
انتهت الصلاة فيجلسون ليقرءوا جزءًا من القرآن ثم يذهب كل واحد إلى حقله وقد طلعت شمس يوم جديد بكل بطء وتؤدة مؤذنةً بالخير، وما هي إلا لحظات حتى تتربع في كبد السماء مشعَّة بهية تنير الحقول والسماء، تبعث شعاعها الدافئ في كل الأرجاء، الكل في سكينة وعمل وتسبيح، متوكلين على الله ربهم راجين فضله ونعمته.



نـــ




تبريـــــ د



محمد آل حزمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-2011, 02:30 AM   #2
اداري عام المنتديات
 
الصورة الرمزية أميرة الورد
 

أميرة الورد is on a distinguished road
افتراضي رد: رمـــضآن .. قبــــل مـــئة عــآم .. !!

بآرك الله فيك ,,

ع هذآ الطرح الرآئع

لك فآئق شكري وتقديري


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أميرة الورد



أميرة الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2011, 12:38 AM   #3
المدير العام لمنتديات قبائل شمران الرسمية
 
الصورة الرمزية حسن بن عبدالله
 

حسن بن عبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: رمـــضآن .. قبــــل مـــئة عــآم .. !!

شكرا لك اخي تبريد منخفض
على روعة ماطرحة من عبق الماضي الجميل
فبارك الله فيك



حسن بن عبدالله متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
جــــــدآول .. ختـــم القرآن في رمـــضآن .. !! محمد آل حزمي

۩۩ الخيمة الرمضانية لشمران ۩۩

4 08-13-2011 11:54 PM
معــــــجـــم رمـــضآن .. !! محمد آل حزمي

۩۩ الخيمة الرمضانية لشمران ۩۩

2 08-11-2011 12:41 AM
شاب يمـــــوت قبــــل الصلاه.............؟؟؟؟؟ المحروم الخواطر والقصص والروايات 9 02-02-2008 10:58 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية