مثل شعبي ( ما حك جلدك مثل ظفرك)🌾

مثل شعبي

ما حك جلدك مثل ظفرك

الكاتب/ ناصر الحميضي

لا يقضي حوائج الإنسان بالشكل المرضي إلا نفسه، فهو أدرى بمصلحته وأكثر معرفة بما يحققها على المراد المطلوب، ومن اعتمد على غيره مضطراً فإنه سيجد الكثير من القصور.

وهذا الأمر معروف وقد ضربوا لذلك الأمثال وورد في تجاربهم والأشعار ومنها:

ما حكّ جلدك مثلُ ظفرك

فتولّ أنت جميع أمرك

وإذا قصدت لحاجة

فاقصد لمعترف بقدرك

فالمثل «ما حك جلدك مثل ظفرك» يضرب لتوجيه الشخص بأن يتولى شؤونه بنفسه، والمقصد واضح من كل ذلك وهو أن يتولى الشخص حوائجه فلا يسندها لغيره ولا يتكل على الآخرين، فإنه إن فعل فلن تكون النتائج مرضية، وهذا خاص بالأفراد وعام للمجتمعات والدول.

ويلاحظ التشبيه بين قضاء حوائج الإنسان بنفسه لنفسه، وبين الحك بالظفر أيضاً، حيث يرافق الشعور والرغبة حركة الحك التي تزيد وتنقص بحسب الحاجة، فلا يبالغ ولا يقصر، ولو حك جلدك غيرك لم يستطع الوصول إلى رغبتك ومرادك ولا يزيل عنك الأذى.

تقول الشاعرة بدوية حجازية:

ما حك جلدي مثل ظفري يا مقراضي

وانته تبا أظافري حتى تقرضها

إن كنت زعلان والا يا ولد راضي

هذي مقادير رب الكون فارضها

في مقبل الوقت والا حقبة الماضي

الصبر لاشانت الايام روضها

ماكل من غاب بين الناس ينعاضي

بعض المخاليق والله ما تعّوضها

الخوة تبين المليان والفاضي

وتبين الطرقة الصعبة وتنفضها

إما حسبته مع العزبة والاغراضي

وإلا تحسبه عن الدنيا وعارضها

ما كل برق يجب السيل لا ناضي

ولا كل ساق مشاش العظم ينهضها