منتديات قبائل شمران الرسمية


الأسرة السعيدة والمجتمع أمومة,الاسرة وشئونها الاجتماعيه وأسرار الحياة الزوجيه

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 04-03-2007, 05:48 PM   #1
مشرف سابق
 

بوسعد الشمراني is on a distinguished road
افتراضي كلام في الختان

كلام في الختان

ليس الختان سنّة إسلامية فحسب، بل هو من سوابق عقائد اليهود كما دلّ على ذلك كتابهم المقدّس، فالقاعدة الأساسيّة في التوراة هي وجوب الختان لكلّ مولود ذكر يهوديّ في يومه الثامن، وحملت هذه القاعدة في طياتها عدّة مشاكل:
أوّلها: تعيين مَن هو اليهودي؟
والثانية: هل يختن الذكر إذا وقع موعد الختان يوم السبت؟
والثالثة: هل يمكن تأخير الختان أو تركه في حالة المرض والخوف من خطر الموت؟
فأمّا من هو اليهوديّ حسب التعاليم اليهودية؟ فجوابه: إنّه من ولد من أُمّ يهوديّة، مهما كان دين والده، وإذا أصبحت الأُمّ يهوديّة قبل ميلاد الطفل ـ وإن كان في زمن الحمل ـ فإنّ طفلها يصبح يهوديّاً بالتبعيّة، أمّا إذا أصبحت يهوديّة بعد ولادته فيجب أن يحوّل الطفل يهوديّاً قبل أن يختن.
وقد كان هناك جدل عام 1864م في "نيو أورليانز" حول ختان أطفال من أب يهوديّ وأُمّ غير يهوديّة، وقد قرّر أحد الحاخامات اليهود وأيّده على ذلك الحاخامات الاوربيون. إلاّ أن الحاخام "تسفي هيرش كاليشرى" أيّد ختان الأطفال غير اليهود عموماً، والأطفال من أب يهوديّ خاصة; لأنّ التوراة في رأيه لجميع البشريّة، وقد خصّ بها اليهود قديماً بسبب حالة الشعوب في ذلك الوقت، وعليه فيجب إجراء كلّ ما يمكن أن يشجّع الآخرين لقبول التوراة. وبما أنّ الختان على كبر قد يكون مانعاً لتحوّل البالغين لليهوديّة، لذلك ينصح بإجرائه على الأطفال الذين كانوا من أب يهوديّ، إذ أنّهم من بذر يهوديّ، وهكذا يسهل عليهم التحوّل إلى اليهوديّة عندما يكبرون(1).

سِنّ الختان ويوم السبت

أمّا سِنّ الختان عند اليهود فقد ذهبوا إلى أنّه في اليوم الثامن كما في التوراة، فإذا تمّ الختان في اليوم السابع بدلا من اليوم الثامن لا يعتبر ختاناً، بل جرحاً كغيره من الجروح، والخاتن يأثم، ولو غلط الأب فختن أحد طفليه في التاريخ المحددّ لختن الثاني، أي ختن الطفل الثاني يوم السبت وختن الأوّل قبله أو بعده، يأثم ويجب عليه إعطاء الكفّارة.
وكانت شريعة اليهود تقدّس يوم السبت وتحتّرمه، وتعاقب من يستبيح حرمته بالقتل. وكما مر في ختن الأطفال الأحرار عند اليهود كذلك فرض على اليهوديّ أن يختن عبيده، وكانت العادة أنّهم يختنوهم عند شرائهم، ولكن لا يمكن ختانهم يوم السبت إذ أنّ للسبت حرمة لا تخرق.
ولا يسمح بالختان إلاّ لطفل يكون يومه الثامن يوم السبت.
وأمّا المسيحيّون فقد رفضوا سنّة الختان التي ورثت من اليهود، رغم أنّ بعضهم كان يمارسها!! ولكن رفضهم للختان لا ينطلق من دليل منطقي كاحترام الجسد وعدم إيصال الأذى إليه، كما يتصوّر البعض من كون الختان جرحاً مضرّاً لطفل برىء، غافلين عن الفوائد الصحيّة والأثار الإيجابيّة التي تترتّب عليه، بل ألغوه عن منطق لاهوتي سياسي (كي يجذبوا الوثنين للدخول في الدين الجديد)، ومن العجيب أنّ المسيح الذين رفضوا الختان آمنوا ببتر الأعضاء وإخصاء الذكر.
فتروي الاُسطورة المسيحيّة أن "أتيس" عشيق أحد الآلهة قد بتر أعضاءه الجنسيّة في حمية الشوق، ومات من نزيف الدم تحت شجرة، وكلّ من يريد أن يصبح خادماً لـ (سيبيل) وهو أحد الآلهة كان عليه أن يبتر أعضاءه الجنسيّة مثل عشيقها ضمن احتفالات دينيّة صاخبة، ويرميها على جموع الحاضرين!!
ومع إنكار المسيح للختان فإنّهم يحتفلون باليوم الأوّل من السنة لذكرى اليوم الثامن من ميلاد المسيح، وهو يوم ختانه، ولتكريم العذراء مريم(عليه السلام)، ولا يعرف دقيقاً تاريخ دخول هذا الحدث في شعائرهم، وأوّل من ذكره هو المجمع الذي عقد في مدينة "توز" الفرنسيّة عام 567م، وهذا المجمع تكلّم عنه وكأنّه عادة قديمة يتمّ الاحتفال بها في أولّ يوم من السنة، وهذا اليوم يصادف في روماً وفي مدن رومانيّة اُخرى عيداً وثنياً شهيراً لتكريم "يانوس"، ومن هنا جاء اسم الشهر "يناير" وهو يوم عبث وفواحش، والقصد من وضع العيد المسيحي في هذا اليوم هو تجنّب المسيحيين المشاركة في العيد الوثني، والتفكير بالصلاة والصوم بدلا عن الآثام التي تقترف في هذا اليوم، فانظر إلى السياسة كيف تغسل الأذهان، وكيف تتداخل مع الدين فتفسد الأهداف التي من أجلها شرّعت الأحكام؟!!

الختان في الشريعة الإسلامية المقدّسة

من كمال العقل أن يعتقد الإنسان للواجبات والمحرّمات ملاكات لا يعلمها إلاّ الله تعالى والراسخون في العلم، وكلّ حكم شرعيّ قبل أن يُجعل يسبق بمرحلتين هما: الإرادة، والملاك. أي وجود غرض لأجله يتمّ تشريع هذا الحكم، أعمّ من كونه واجباً أو محرّماً أو مستحباً أو مكروهاً أو مباحاً اقتضائياً.
فلوكان واجباً كان ملاكه وجود المصلحة، ولو كان محرّماً فملاكه وجود المفسدة الناتجة من القيام به، وهي التي قد غفل عنها كثير من العصاة.
وما نحن فيه من مسألة الختان التي وجبت في شرعنا المقدّس على الذكور من مصاديق ما ذكر، وهنا سؤال يطرح نفسه: هل يوجد دليل من القرآن الكريم على وجوب الختان؟
والجواب: نعم، فقد جاء في تفسير القرطبي في قوله تعالى: « صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ »(2): أن الصبغة هي الختان، وهو صبغة الله للمسلم التي تحلّ محلّ العماد الذي يصبغ به المسيحيون أطفالهم بقصد الطهارة.
وقد استدلّوا على تشريع الختان ووجوبه أيضاً بقوله تعالى: « وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ »(3)ففسروا حنيفاً بمعنى أنّه كان مختوناً.
وقال العلاّمة الطباطبائي في الميزان(4) نقلا عن تفسير القمي لقوله تعالى: « قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ »: أنزل الله على ابراهيم الحنيفيّة، وهي الطهارة، وهي عشرة، خمسة في الرأس وخمسة في البدن، فأمّا التي في الرأس: فأخذ الشارب، وإعفاء اللحى، وضفر الشعر(5)، والسواك، والخلال. وأمّا التي في البدن: فأخذ الشعر من البدن، والختان، وقلم الأظفار، والغسل من الجنابة، والطهور بالماء. وهي الحنيفيّة التي جاء بها إبراهيم(عليه السلام) فلم تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة.
وجاء عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنّه قال: "ما أبقت الحنيفيّة شيئاً حتى أنّ منها قصّ الشارب وقلم الأظفار والختان"(6).
وجاء عن الرسول(صلى الله عليه وآله): "من كرامتي على ربّي أنّي ولدت مختوناً، ولم ير أحدٌ سوأتي"(7) أي لأجل الختان، وقد يقال: إنّه لم يتمّ ختانه بل تممّه ملكان أو جدّه عبدالمطلب(عليه السلام).

فوائد الختان

قال أحد اساتذة الجامعة الدمشقيّة في مقدّمة كتابه الختان بين الطب والشريعة: أمّا السبب الذي دفعني لأن أتطرّق لموضوع الختان، فهو أحد الأساتذة من الأطباء كان يتهجّم على عمليّة الختان أثناء إلقائه لمحاضرة أمام الطلاب، وكان يصفها بالعمليّة الوحشيّة الهمجيّة، إضافة الى زعمه أنّ الله لم يخلق شيئاً زائداً عند الإنسان يحتاج إلى قطع.
كما أنّه كان يشجّع على إيقاف عملّية الختان والإقلاع عنها، لكنّه بعد أن تبيّن لي أثناء حياتي العمليّة فوائد الختان العديدة من النواحي الطبيّة، ومنها الوقاية من سرطانات الأعضاء التناسلية، راحت ذاكرتي تشكّ بأحد الأمرين اللذين يجولان في تفكير ذلك الأستاذ وهما: أن يكون الاُستاذ الكريم يجهل فنون الطب، أو تفكيره ينطوي على نيّة خبيثة غايتها محاربة هذه الشعيرة التي أقرّها الدين القويم(8).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1) ختان الذكور والإناث: 142.
(2) البقرة 2:138.
(3) البقرة 2:136.
(4) الميزان 1:306.
(5) الضفر: نسج الشعر وغيره، والضفيرة: العقيصة: يقال: ضفرت المرأة شعرها. الصحاح 2:721، "ضفر".
(6) تفسير الميزان 1:310.
(7) ختان الذكور والإناث: 278.
(8) ختان الذكور والاناث: 271.



بوسعد الشمراني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر



أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
أمين منظمة التعاون الإسلامي يدين الهجوم الإرهابي الجبان على سفينة مخصصة لنقل الوقود في جدة أبو شريح الشمراني الصحافة المحلية والعالمية 0 12-14-2020 10:41 PM
منظمة التعاون الإسلامي تدين بشدة الاعتداء الإرهابي الجبان على محطة توزيع منتجات بترولية بجدة أبو شريح الشمراني الصحافة المحلية والعالمية 1 11-26-2020 12:45 AM
كلام الله عز وجل الحمدان المنتدى العام 8 09-21-2019 08:27 AM
كلام مهم عبدالله سعد حوفان المنتدي الاسلامي 2 12-22-2014 09:40 AM
كلام من ذهب غريب في غربه المنتدي الاسلامي 5 10-15-2010 06:37 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية