بصراحة... وأشياء أخرى💔

بصراحة... وأشياء أخرى


الكاتب /علي حسين






الطلاق المؤدب!




العلاقة بين الزوج وزوجته علاقة أساسها المودّة والمحبّة، الرضا والقبول، السّكَنْ والحبور، التقاء جسمين في روح، والكثير من السرور، زوج متيّم بزوجته، وزوجة عاشقة لزوجها.

حين تبدأ مراسم الخِطْبة، هنا تبدأ قصة عشقٍ غير لِبْس دِبَل الخاتمين، حكاية غرامية تعرفها وتودّ أن تعرف عنك أكثر، تتضايق مرّة، تغضب قليلا وهي كذلك، لكن صدقوني لم ولن يدوم ذاك العتاب، بل تدوم السعادة في عنق العلاقة قلادة، تتدلّع عليك، تشاكسها، تمرحان وتضحكان معاً!


وحين يلتقي الزوج وزوجته في ليلة الفرح يكتمل هذا الحُب لتصبح على مدار العمر أجمل رواية، وقلادة معلّقة في جيد الزواج الطاهر والعلاقة المباركة، تشبه كثيرًا المعلقات الشعرية التي قديما يعلقونها -قبل الإسلام- بأستار الكعبة!

وقد يسأل سائل بلهجته الشعبية بقوله: «يا عم فكنا من مثالياتكم».. هنا مضطر لهذا السائل الكريم أن أقف بعد فرد القرفصاء والنهوض كمن نشط من عقال وأسرد على مسامعه وأنتم طبعًا هذه القصّة التي حكاها لي زميلي في العمل: يقول زميلي أعرفُ رجلا حكيمًا كان يعشق زوجته وهي كذلك قبل الخطبة وبعد الزواج خلال سنين سِمان وأولاد وبنات بعد فترة وصل الاثنان لطريق مسدود هنا قرر هذا الزوج الحكيم أن ينهي هذه العلاقة بطريقة حب كما بدأها.. طلب منها أن تلبس أجمل الثياب حيث سيخرج معها في عشاء عاطفي بالمقهى بعد عجاف السنين، لم تكن تصدق نفسها مترددة محتارة أخيرًا قررت أن تنفّذ الطلب، جلس الزوج وزوجته على طاولة العشّاق بعد نصف ساعة صار أبغض الحلال الطلاق، متفقون على كل شيء، تمت مراسم الانفصال وهو يبتسم وهي تدعو له أن يجد زوجة غيرها.. نعم هذا هو الطلاق المؤدب إن صحّت هذه التسمية لماذا؟!

لأن هذه العلاقة الشريفة بين الزوجة وزوجها كان أساسها متينًا لينتهي آخر فصل منها، وهما يضحكان!

وأخيرًا...

أحلامي غدت تطوي صفحة.. ‏فأناخت على كفيّ حرفٍ

‏بين فاصلة الغياب والعتاب.. ‏أحلامي لم تعد سعيدة

‏بل في مشانق الهوى.. ‏سراب في سراب

‏أحلامي في قمم القارورة.. ‏وآخر رسالة منها

‏في جناح الحَمَام..

أحلامي بين سطر ونقطة.. ‏وارتال جدار وباب

‏أحلامي مخنوقة في ارتعاش

سطوة فكرٍ.. ‏خفّة صوتٍ.. ‏ملبدة بالغمام