دعونا ندلف الأن إلى الفصل الثاني من الحلقة الأولى (فلسفة الحب)
هتف بي صاحبي وقال
يا مقيد الكلم أعلاه
ألغزت ولم تبن
ولم توضح لنا السَّنن.
فهلا بينت ما أجملت
وأطلقت ما قيدت
وفسرت ما أكننت
فإنا لما قلت مشتاقون
فقلت يا صويحبي
أوتظن أن ما تقدم هو ما أضمرت بيانه
وأردت إعلانه
كلا
فذاك موجز سيأتي تفصيلة
ورمز سيأتي تحليله
إن منطلق الحب سماوي مداده واستمداده
فعلى من أراده أن يرفع رأسه لا أن يدسيه
فحبل الحب علوي علو المحبوب.
قال لم أفهم
قلت يا صويحبي
الحب الكامل لا يجوز ولا يحل ولا يعقل ولا يشرع ولا يتصور إلا أن يكون للذي
خلق
ورزق
وأعطى فما أبقى.
الحب إنما هو لله الذي أعطانا كل ما نريد
فالنعم كلها منه
الحب كله للجميل
للرحيم الرحمن
للودود
للغفور
للباري
لذي الأسامي العلى والمعاني
للذي خلقني فهو يهدين
والذي هو يطعمني ويسقين
وإذا مرضت فهو يشفين
للذي ينزل ليناديني في آخر الليل
يتحبب إلي بالدعوات
هل من سائل
هل من مستغفر
هل من تائب
الحب لا يكون إلا للذي يكلؤني بالليل والنهار
كما حماني من ملمة
كم نجاني من مدلهمة
كم عافاني من مكر أمة
آه يا صاحبي
لو عرفت سرَّ حبَّه
لما راق لك نوم وهو ينادي
آه يا صاحبي لو عرفت ودَّه
لما صرفت القلب إلى الدنايا
أخي دعني قليلا
فقد ذكرتني بالحبيب
فلسوف أقوم أناجيه بكتابه
وسأعود لك في الحلقة الثالثة إن أذن لي
وهو خليفتي عليك حتى أعود |