هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يُداهمني الحنينُ إليكِ ماذا
‏أقول له وقد شابت لغاتي

‏فمَن أشكو فؤادكِ أم فؤادي
‏وما أبكي حياتكِ أم حياتي

مِنْ جَمِيلِ مَا أَنْشَدَ الْحَافِظُ
ابْنُ عَسَاكِرَ رَحِمَهُ اللَّهُ :

وَاظَبْ عَلَى جَمْعِ الْحَدِيثِ وَكَتْبِهِ
وَاجَهَدْ عَلَى تَصْحِيحِهِ فِي كُتُبِهِ.

وَاحْفَظْهُ مِنْ أَرْبَابِهِ نَقْلًا كَمَا سَمِعُوهُ مِنْ أَشْيَاخِهِمْ تَسْعَد بِهِ

وَاعْرِفْ ثِقَات رُوَاتِهِ مِنْ غَيْرِهِمْ
كَيْمَـا تُمَيّـزْ صِدْقَـهُ مِـنْ كَـذِبِـهِ

فَهُوَ الْمُفَسِّرُ لِلْكِتَابِ وَإِنَّمَا
نَطَـقَ النَّبِيُّ لَنَــا بِــهِ عًَــنْ رَبِّــهِ

فَتَفهمُ الْأَخْبَار تَعْرِفُ حِلَّهُ
مَنْ حَرمِهُ مَـعَ فَرْضِـهِ مِـنْ نَدْبِـهِ

وَهُوَ الْمُبِينُ لِلْعِبَادِ بِشَرْحِهِ
سُنَـنَ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى مَعَ صَحْبِـهِ

وَتَتَبَّعَ الْعَالِي الصَّحِيحَ فَإِنَّهُ
قُـرْبٌ مِنَ الرَّحْمَــنِ تَحْظَ بِقُـرْبِـهِ

وَتَجَنَّب التَّصْحِيف فِيهِ فَرُبَّمَا
أَدَّى إِلَـى تَحْـرِيـفِهِ بَــلْ قَلْبِهِ

وَاتْرُك مَقَالَةَ مِنْ لَحَاكَ لِجَهْلِهِ
عَنْ كَتْبِـهِ أَوْ بِدْعَــةٍ فِي قَلْبِهِ

فَكَفَى الْمُحْدِثُ رِفْعَةً أَنْ يُرْتَضَى
وَيُعَدَّ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَحِزْبِهُ

‏وضِيئةُ الوجهِ لا بدرٌ يُشابِهُها
‏مُحمرّة الثّغرِ لا وردٌ يُدانِيها

‏بيضَاءُ حمراءُ لا وصفٌ يُطابِقُها
‏كأنَّها الشّمسُ قَد مالت خطاوِيها ..

حُسْنُ الكَلَامِ كَمِثْلِ العِطْر فَوَّاحُ
إِنَّ القُلُوْبَ بِطِيْبِ القَوْلِ تَرْتَاحُ

فخلِّ ثغرك بين الناس مُبْتَسِمًا
مَنْ أَبْهَجَ النَّاسَ عَنْهُ الهَمُّ يَنْزَاحُ

فاجْعَلْ حروفَك بالأفْرَاحِ ناطقةً
حسن البيان لبابِ الحبِّ مفتاحُ

‏كَثُرَت خَطَايَانَا وَأَنتَ الأكرَمُ
عَظُمَت أَمَانِينَا وَأَنتَ الأعظَمُ

جَارَت بَلايَانَا وَلَيسَ سِوَاكَ مَنْ
يَحْنُو عَلَى مُرِّ الزَّمَانِ وَيَرْحَمُ

يَا رَبُّ لا نَشقَى وَأَنتَ رَجَاؤُنَا
وَالعُروَةُ الوُثقَى التِي لا تُهزَمُ

وَلأنتَ أَكرَمُ حِينَ نَلهَجُ بِالدُّعَاء
مِن أنْ تُخَيِّبَ مَن إليكَ استَعصَمُوا

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

إنِّي صبورٌ على دهـري وما فـيهِ
أُكفكفُ الدمعَ من عيني وأُخفيهِ

أُحاربُ اليأسَ بالآمالِ في جـلَدٍ
وأسـألُ، اللـهَ عنِّـي أن يُـجافيـهِ

‏وكُلُّ بابٍ وإنْ طالـتْ مَغالِقُهُ
يومًا لهُ من جميلِ الصَّبرِ مفتاحُ

كم مِن كروبٍ ظنَنّا لا انفراجَ لها
حتّـى رأيـنا جليلَ الهـمِّ ينـزاحُ

فاصبر لربِّكَ لا تيأس فرحمتُهُ
للخـلقِ ظـلٌّ ولـلأيَّـامِ إصـباحُ

صباحٌ بذكر اللهِ قــــــد شـعَّ نورُهُ
‏على الرُّوح وانهلَّت عليها سحائبُهْ

‏وهـــل تُشــــرقُ الأرواحُ إلا بذكرهِ
‏فطوبى لمن بالذَّكر سارت مراكبُهْ

كما يرى الوردُ في أنفاسهِ العبقا
يراكَ قلبي معَ الأضلاعِ مُلتصقا

أراك تَمشي عَلى قَلبي وأضلعِهِ
كأنّما اللّٰهُ لم يخلقْ لكَ الطُّرُقا