02-01-2024, 02:25 AM
|
#1
|
اداري
|
كن حكيمًا ويقظًا واحذر مفاجآت الطريق!
كن حكيمًا ويقظًا واحذر مفاجآت الطريق!
تكتظُّ شوارعُ جدَّة بالمركباتِ والسيَّارات على أنواعها المختلفة، محدثةً أزمةَ سيرٍ خانقة، لاسيَّما مع أوقات الذروة، وفي الصَّباح الباكر، مع بدء خروج الموظَّفين إلى دواماتِهم الرسميَّة، ومع انصراف، أو عودة الطُّلاب من وإلى مدارسهم، وهو أمرٌ معتاد، أَلِفَه سكَّان جدَّة بشكلٍ عامٍّ، وسكَّان شرق الخط السَّريع بشكلٍ خاصٍّ، وكمرتادين لهذا الطَّريق -على الأرجح- لابُدَّ من أنْ يعترضنا سائقون متهورون، منهم مَن يشقُّ الطَّريق شقًّا بسيارته، رغم زحمة السَّير، معرِّضًا نفسه والآخرين للخطر، ومنهم مَن لا يُبالي بمَن حوله من مركبات السَّير، ولا بأفراد المشاةِ الذين يقفُون أو يمشُون على أطراف الطَّريق، هو في عَجَلةٍ من أمره، همُّه الأوَّل الوصول إلى مرادِهِ ومبتغاه، مهما كلَّف الأمر، وإنْ كان ثمنُ ذلك أضرارًا ماديَّةً ومعنويَّةً، ناتجةً عن تهوُّرِهِ، وسائقٌ آخرُ انشغلَ بهاتفِهِ الجوَّال، لم يلتزمْ بقواعد المرورِ، فضلًا من أنْ يكترثَ بما نصَّت عليه المخالفاتُ المروريَّة من جزاءاتٍ.
قبل عدَّة أيَّام، وفي مشوارٍ صباحيٍّ بصحبة عائلتي الصَّغيرة، باغتتنَا سيَّارةٌ صغيرةُ الحجمِ، ظهرت فجأةً من مخرجٍ على خطٍّ دائريٍّ دونَ إنذارٍ مُسبقٍ، أخذتْ تتمايلُ ذاتَ اليمينِ وذاتَ اليسارِ، خارجةً عن مسارها المُفترض أنْ تكون فيه، توقَّفت هذه السيَّارة أمامي فجأةً، ثم استأنفَ سائقُها مواصلًا السَّير، استطعتُ تفاديه -بفضلٍ من اللهِ- بعد جُهدٍ جهيدٍ، لم يتسنَّ لي اللِّحاق به، لكنَّ هذه التصرُّفات المثيرة للرِّيبة والقلق، تدلُّ على أنَّ شخصيَّة هذا السائق شخصيَّة غير طبيعيَّة، أو في حالة نفسيَّة غير مستقرَّة، بعد أنْ هدأت الأمورُ، وغابت السيَّارةُ عن الأنظارِ، حمدتُ اللهَ أنْ تمالكتُ نفسِي وإلَّا لحدثَ مَا لا يُحمد عُقْباه.
هذا السلوكيَّات والتصرُّفات المفاجئة على الطَّريق يواجهها الكثيرُ من سائقِي المركباتِ في شوارعنا العامَّة بشكلٍ شبه يوميٍّ، ولولا لطفُ اللهِ، ثُمَّ يقظةُ كثيرٍ من السَّائقين، وحنكتهم، وحكمتهم، ورباطة جأشهم؛ لكانت هناك عواقبُ كثيرةٌ وخيمةٌ، سوف نراها على قارعة الطُّرقات.
بقلم/ عدنان هوساوي
|
|
|