مهلاً أيها اللاهثون 0

أعزائي وعزيزاتي سلام عليكم من الله ورحمة منه وبركات

أحبابي وصلني هذا الموضوع على إيميلي فأعجبني حبيت أنقله لمنتدانا الغالي ولكم أخواني وأخواتي عسى أن يفيدنا ، وكتب الله الأجر للجميع 0

إن ما يتبادله الناس منذ سنوات عبر الانترنت من صور تلتقط في الأفراح والدعوات الخاصة، لهو أمر يثيرالفزع بكل ما تحمل كلمة فزع من معنى ومضمون، فإذا تآكلت العقول صار البحث عن المظهر وسيلة لإخفاء ضآلة الجوهر والفكر العميق.

أي هزال في الفكر هذا الذي يسمح بقبول تلك الولائم المترفة البالغة السرف التي ترمى بها مئات شوالات الأرز فوق مئات الكيلو جرامات من لحوم الإبل والخراف والحمام والسمك والحلويات والعصيرات أثناء عرس أو حفل عام؟!!

من المخجل والمثير للشعور بالرثاء من مثل هذا الحال، وأن تظل هذه الصور في الأعراس أمرا متكررا في كل يوم وأسبوع وشهر وموسم، ولو جلسنا نحسب بالريال والدولار تلك المبالغ الهائلة التي تصرف دون سبب معقول في حفلاتنا وأعراسنا، لهالنا الرقم الضخم الذي سنقف عليه، والذي بالإمكان تحويله لصالح أسرنا ومشاريعنا في التنمية والبناء!!

إنها الأنانية تسفر عن وجهها القبيح والشرود عن الذات، انشغالا باللهاث خلف المظاهر أو الرغبة في المنافسة والزعامة في الوسط الاجتماعي هي التي تقف محرضة ومحفزة لمئات الملايين التي تهدر في هذه المناسبات مما لذ وطاب 0

اقول للمتدافعين على البنوك للاقتراض من أجل إتمام الزواج - اقصد من اجل البهرجة الفاضية - رويدكم، فليس هناك أي معنى للظهور أمام الناس بأكبر من حجم الموارد الممكنة والمتاحة !!

لماذا تغرقون أنفسكم في الديون ولإرضاء من تتنافسون؟

إن العيش وفق الظروف والميزانيات الحقيقية هو الطريق الأمثل والصحيح ، أما التعامل مع المظاهر على أنها قصة الفرح وعقدة السعادة الزوجية فتلك خيانة للذات، ومخالفة صريحة لمنطق الأشياء.

فمن سيتحمل الفاتورة ؟ أنهما العروسين لا المدعوين، ومن سيظل يدفع أغلب راتبه الشهري أقساطا تلو أقساط هو ذلك العريس الذي أسعد قلب زوجته ليلة وأحزنها أعواما قادمة!!

رويدكم أيها اللاهثون خلف المظاهر، فلا الخرفان التي ذبحت، ولا الهيل والزعفران، الذي أهدر فوق شوالات الأرز، ولا العصائر والحلويات سينقذان حياتكم الزوجية التي تدلفان إليها، وثمة فاتورة باهظة تجثم على صدر الزوج وتطارده في الليل والنهار!!

رويدكم يا من أرهقتم أنفسكم بالجري خلف المظاهر إن البركة لا تأتي من إغضاب الله ولا من الإسراف والتبذير .. رويدكم، ففي كل ثانيتين يوميا يموت طفلين جوعا،لأنه ما من ماء أو طعام حتى ولو في القمامة – اكرمكم الله - في مكانهم القفر وحياتهم النكدة!!

رويدكم، فالمسلم أخو المسلم، وهو يشعر به ويحس بألمه لأنه يشاطره الألم فما كل هذه القسوة، ومن أين أتيتم بها ؟

إن ما نراه من صور تكون فيها صواني الطعام ذات حجم يفوق حد الخيال، وتكون النفايات المليئة بالنعم لهي عنوان تقزم في التفكير، مهما كان حجم التبريرات لذلك الإسراف وتلك الغيبوبة الفكرية.

يا أيها المتدافعون نحو الديون من أجل الولائم الباذخة إن نظرة واحدة على صور الأطفال المحرومين في العالم، قد تساعدكم على إدراك حجم الخلل الكبير الذي تسببتم به قاصدين أو غافلين!!

ولعل السؤال البسيط: هل كان أبائنا وأجدادنا يعرفون مثل هذا التبذير ؟ وهل نأمن عقاب الله ان استمرينا على فعلنا هذا 0

ومما لاشك فيه بأن هناك فرق بين الكرم وبين الإسراف والتبذير 0

لا نقول سوى هداكم الله هداكم الله لتعودو لرشدكم ، وكمال قيل في المثل الشعبي 0 على قد لحافك مد رجليك

وسلامتكم جميعاً 0
وتقبلوا تحيات أخوكم ومحبكم / المطاعي