مثل شعبي «أبو وجهين»🍀

مثل شعبي

«أبو وجهين»

ناصر الحميضي

عندما يقال: «أبو وجهين» فهذا يعني أن الشخص مشابه لذي الوجهين، وليس بين الوجهين تشابه بل بينهما تباين، فأحدهما معك والآخر ضدك، أو أحدهما مبتسم مرحب مستقبل، والآخر مكشر عابس رافض كاره.

ولدينا مشكلة في إطلاق صفة المثل الشعبي على الكلمة أو العبارة القصيرة أو بيت الشعر، فبعض الأمثال الشعبية لا يقتنع مستخدمها أن ما قاله مثل شعبي، مثل لو قلنا: «أبو وجهين» أو «ولد» أو «صقر» أو «رخمة»، لكن يقتنع لو قلنا: «طير بر» أو «طير شلوى» أو «طق ومات» أو «طايلة خطاه».

وهذا لا يعني أن المتكلم عليه بالضرورة أن يعرف المثل الشعبي، ولكن عليه أن يجعل الكلمة أو العبارة في سياقها الصحيح لا أكثر لكي تؤدي غرض الإيضاح وتختصر الكلام.

فالمثل الشعبي «أبو وجهين» يختصر لنا صفة الشخص من حيث الثقة فيه من عدمها، وأهمية الحذر من الاغترار بالوجه الذي يقابل به، ويتوقع أن يكون لبعضهم وجه مخفي عكس الظاهر.

وقد جرب السابقون وعرفوا أن أخطر الناس «أبو وجهين»، الذي يتلاعب بهذا وبهذا ظناً منه أنه يخدعهم، وأنه يمكن أن يكسب في كل الأحوال ما دام متلوناً.

فمن يقابل هذا بتأييد، ثم يقابل الآخر برفض الأول، ويكون مع جماعة ثم في الخفاء ضدهم، ومع الباطل تارة ومع الحق متذبذباً لا يثبت على حال، يوصف بالمثل: «أبو وجهين»، لا يوثق به ولا يطمأن لما وعد به.

يقول الشاعر عبدالله المفضلي، مشيراً إلى ذلك:

اللي عن زحام المجالس حيادي

ما له ورى عوج السوالف مطاليب

لا شاف (أبو وجـهـيـن) عاند عنادي

مجنون والا كامل العقل ومصيب

هذاك أنا والله عـلـيـه اعـتـمـادي

وكل الخلايق في رجا عالم الغيب

نصبر على العثرات صبر المهادي

ونشري فراق مشتّتين الاصاحيب