ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

رَثَتْكَ بيوتُ اللهِ (*)


رَثَتْكَ بيوتُ اللهِ .. بلْ والمنابرُ


وأحياك فيها الذكرُ، والذكرُ عاطرُ
وقلّدكَ اللهُ المحاسنَ كلَّها


فكنتَ بفضلِ الله فيها مبادرُ
وكنتَ إماماً للفضائلِ والتقىٰ


وكنتَ خطيباً داعياً . . لا يُناظَرُ
وكنتَ مُحباً للصلاحِ وأَهْلِهِ


يزكِّيك إيمانٌ . . وللهِ شاكرُ
بلغتَ مقاماً في القلوبِ مُحبَبَاً


فأنتَ لنا الحُبُّ الذي لا يُغاِدرُ
وأنتَ لنا في الخير منهاجُ قدوةٍ


بعلمٍ أبانته النُهىٰ . . والدفاترُ
ترجَّل عنَّا الشيخُ .. للهِ ذاهباً


إلى جنةِ الفردوسِ فيها يُفاخِرُ
ترجَّل ذاك المتحميُّ مُنَعَّمَاً


بما حازه من أنْعُمٍ تتواترُ
كأنَّ نقاءَ الحقِّ إشعاعُ فكره


ونورَ الهدىٰ من وجهه يتطايرُ
فيارب هذا الشيخ جاءك عائداً


إليك . . فأكرم من أتاك يبادرُ

محمد أحمد شامي الصحبي

رحلَ المليكُ (*)


رحلَ المليكُ المؤمنُ المحبوبُ


الطيِّبُ، المتواضعُ، الموهوبُ
رحلَ المليكُ فودَّعته عيونُنا


وقلوبُنا، وعطاؤه، والطِّيبُ
ذاكَ الذي مَلكَ القلوبَ بحبه


فدعتْ له في العالمينَ قلوبُ
الشهمُ عبدُ اللهِ سيّدُ عصرِهِ


الصالحُ المتسامحُ المحبوبُ
ملكٌ له في نفس كلِّ مواطنٍ


حبٌ، وإجلالٌ ، له مكتوبُ
يا خادمَ الحرمين فَقْدُكَ مؤلمٌ


فبكَ المحامدُ إنْ ذُكرتَ تَطيبُ
أنت الكريمُ لكلِّ شعبك باذلٌ


فلأنتَ للغيثِ العميمِ نسيبُ
كمْ من يتيمٍ باتَ ينثرُ دمعَهُ


كالمزْنِ، من أحداقهِ مسكوبُ
أو مِنْ عجوزٍ أُلهبتْ أحزانهُ


جدَّتْ عليه مصائبٌ وكروبُ
أعطيتهمْ قلباً وحباً صادقاً


وبذلتهمْ خيراً فعمَّ خصيبُ
رحماك يا ربي عليه، فإنه


أفضى إليكَ كما يفيضُ الطيبُ

محمد أحمد شامي الصحبي

عودي


عودي .. فإنَّ الشوقَ مثلي ثائرُ


والعشقَ .. يزأرُ في فؤادي ظاهرُ
ملّيتُ هٰذا الحالَ والصمتَ الذي


قد باتَ يسرقُ مُهْجَتي .. ويغادرُ
عودي ..لأكتبَ في عيونِكِ قِصَّتي


من بعدِ مَا حلَّ الفِراقُ الجائرُ
فدفاتري ملأىٰ بأيامي التيْ


ما عاد فيها لي ربيعٌ ناضرُ
تجتاحني في كل يومٍ حَيْرَةٌ


وتهزّني كالوحشِ حينَ يُكاسِرُ
وكأنما هٰذا المكانُ كتائبٌ


للحُزْنِ .. أو ليلٌ علته مخاطرُ
فالبعد لملمَ من شتاتي فَرحتي


ورمىٰ بها هذا المصيرُ العاثرُ
عودي .. لتبتدئَ الحياةُ .. وينتهي


هذا الشُحوبُ المستديمُ الغادرُ
أحْيِيْ بطَلَّتِكِ البهيَّةِ دُنيتي


وتَبَسَّمِيْ .. فَبَهَاءُ ثَغْرِكِ نادرُ
وعيونُكِ الحَوراءُ .. متُّ فداءَها


ياقوتتان .. بها جمالٌ ساحرُ
وحديثُكِ المعسولُ نهْرُ مَوَدَّةٍ


يسقي المُحِبَّ، وفيه عِطْرٌ آسرُ
عودي .. فلا صبحٌ يُعيدُ سعادتي


إلا صَباحُك .. حِيْنَمَا يَتَبَادَرُ

محمد أحمد شامي الصحبي