مقال يستحق القراءه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المرأة ذلك المخلوق الضعيف ذلك الإنسان ذو الأحاسيس المرهفة والعواطف الجياشة ، من رحمِها أخرجت الرجال فتحو الديار عمروا الأرض .
خلق الله حواء من الضلع الأيسر بجانب قلب أدم عليه السلام والحكمة من دقة الخلق لتكون بجوار قلبه وإحساسه وروحه ، ليحبا الرجل ويحافظ عليها ويصونها
وتكتمل إنسانيته لكي لا يمشي متوحشاً في الأرض ، نعم هيَ هدية من الله وأمانة علينا الحفاظ عليها ، لقوله تعالى ( إنا جعلنا بينكم مودة ورحمة ) صدق الله العظيم ، ( الدنيا بستان أخضر وأزهارها النساء ) هكذا أقول
وهنا قول الشاعر السوداني عالم عباس بمقطوعةِ من قصيدتهِ الطويلةِ

هذا الجَسَدُ، و هذا الجِسْرُ، وهذا الجوهَرْ.
هذا الجَسَدُ، الجِسْرُ،الأرضُ،الأُنْثَى
المِرْآةُ، المَرْأةْ.
مزرعةُ الله الأولى، قنطَرَةٌ,
تعْبُرُ ما قد كان إلى ما سوف يكونْ
عَقْدُ قرانِ النشأةِ و الصيْرورَةِ
رُوحِ القُدْسِ النُّورانيِّ
بصلصالِ الحَمَإ المسنونْ.
امتَزَجَا،اخْتَلَجَا،
هاجا، ماجا،
في جوفِ الصَّدَفِ الكَوْنِيِّ،
الحافظِ سِرِّالله المكنونْ,
سِرّ الله الأعظَمِ,
هذا النورِ الرّعَّاشِ الطينْ!.

آه ليتك استبدلت كلمة المزرعة بالجنةِ لكن عافَ الله فاك
وعلى مر العصور ساندت المرأة الرجل في عمارة الأرض من زراعة وبناء وغيره ، لكن برغم كل ذلك تم إطهادها على مر العصور أقربها في العصر الجاهلي من دفن البنات وحرمانهن من الميراث وأن لا تتزوج بعد وفاة زوجها.
حتى جاء عهد الإسلام وحررها من تلك القيود والخرافات ، هذا حال المرأة من عصر صدر الإسلام إلى عهدٍ قريب
لكن اليوم تعيش في حالة من الرعب ، جفاء وغطرسة وسجن من التيار الصحوي المتطرف ، كل همز ولقط ذكر المرأة على ألسنتهم أن لا تقود السيارة أن لا تمسك منصب قيادي أن لا تخرج إلا ومعها محرم وكلها أقوال خرافية رجعية ، حتى وصل الحال بقطع رزقها من العمل بمهنة كاشيرات في الأسواق الكبيرة برغم ما تعاني المرأة اليوم من البطالة والحاجة للرزق وقبل كل هذا من تغطية وجهها بظلم برغم تلك العادة كانت اجتماعية اتخذها أسلافنا بجهل وتبناها الفكر المتشدد لسلاحهم الخاص يرمون بها بشرر، كأنها باتت أثم أو شيطان ممنوع الاقتراب ، ألا يوجد عقل لضبط النفس أو أنهم رجال شهوانيون متوحشون بنظرهم أداة لفتح الغريزة لا غير ، والأدهى والأمر بقولهم المرأة فاتنة ( إذن لماذا لا يغطي الرجل الوسيم وجهه خشية افتتان النساء به ) ألم يسجن نبي الله يوسف عليه السلام بسبب افتتان النساء فيه ، لا تقولوا حالة خاصة بل هذا الواقع الرجل جميل كما المرأة جميلة وعلى ذكر ذلك وتثبيت قولي هناك قبيلة في شمال غرب قارة أفريقيا تدعى الطوارق رجالها يرتدون اللثام والسبب واضح جمالهم طغى على نسائهم برغم كشفهن لوجوههن ، نترك الآن الجانب الصحوي الرجعي .
نأتي إلى التيار اللبرالي المتطرف وذلك استناداً لكل قاعدة شواذ أو لكل دين أو تيار لا بد من وجود متطرفين اللبراليون المتطرفون ويتبعهم العلمانيون المتطرفون يريدون من المرأة التحرر الكامل الغير أخلاقي خروجها متبرجة منحلة خروجها مع أي رجل كان لو كان بخلوة وتحضر للبارات وترقص أمام الرجال بعري كسلعة تجارية كل همهم أنها تحررت ، أين احترام المرأة لذاتها أين الحفاظ على أمانة الرب عز وجل ، أ نسوا أو تناسوا حقوقها الإنسانية حقها بدفع الحياة للتقدم جنباً إلى جنب وتعلو كذلك أصواتهم بحرية المرأة ، لكن كذبوا ليست حرية المرأة الحقيقية بل انفلاتها وضياعها بمعمعة الفقر والخذلان .
لقد ظُلمت من هذان التياران المظلمان المتطرفان ، تيار يردها تُسجن بزنزانة
والأخر يردها تضيع ، على كل وتيرة لسانهم المرأة لا عندهم شيء سواها .
أنا أقولها وبالفم المليان تكلمي يا حواء عما ينقصكِ من حقوقك الإنسانية في دينك في عملك في بيتك في زوجك في أبنائك في السياسة حبذا نجدكِ عضواً في السلطة التشريعية أو السلطة التنفيذية ، لا تنبهرون هناك امرأة في قديم الزمان تدعى حتشبسوت ملكة فرعونية حيث أزداد الرخاء وتطورت الحضارة وازداد دور المرأة لما قُدم لها من حقوق وامتيازات حيث لم توجد عند أي من الحضارات الأخرى ، وغيرهن من النساء حكمن فعدلن .
إذن هيَ من تطالب بحقها الشرعي لديها لسان لديها عقل ومكانتها في نصف المجتمع هي التي ربت وكافحت وبسببها أنُشئت الأمم .
لكن اليوم المرأة بين وبين كما قال أرسطو الفضيلة بين رذيلتين .
يا أيتها المرأة الفاضلة الوردة بين الصخور جعلكِ الزمان بين سندان ومطرقة بين اللذين لا يراعون هدية الله الأمانة التي خلقها الله من نفس الإنسان الأول.


م/ن