يا جبل ما يهزك ريح

يا جبل ما يهزك ريح

عبدالرحمن حسن جان

نواجهُ في حياتنَا اليوميَّةِ العديدَ من الأشخاصِ المستهزئِين، وبالطبعِ يهمنَا التعرُّف على كيفيَّةِ التَّعاملِ الأمثلِ مع هؤلاءِ التَّافهينَ والسخفاءِ، والسَّطحيِّين، وذوي الأفكارِ المحدودةِ، فلا شكَّ في أنَّ الاستهزاءَ والسخريَّةَ بالغيرِ مرفوضٌ دينيًّا واجتماعيًّا، وعمومًا فإنَّ هذهِ الشخصيَّاتِ تعانِي من صراعاتٍ نفسيَّةٍ؛ لذلكَ هم يستهزئِون من المحيطينَ بهم، فيوثِّر ذلكَ على المتعرِّضين للاستهزاءِ سلبيًّا، وإذا ما تعرَّضنَا إلى مثلِ هذهِ المواقفِ الاستفزازيَّةِ، فعلينَا تطبيقُ مجموعةٍ من الأساليبِ الدفاعيَّةِ؛ لتخفيفِ أقصَى ما يمكنُ تخفيفهُ من السخريةِ أو الاستهزاءِ الموجَّهِ إلينَا، وصد المستهزئِ وتحجيمه، وذلكَ باختيارِ الأسلوبِ الملائمِ لكَ ممَّا يلي:


- توجيهُ استفهامٍ مباشرٍ إلى المستهزئِ عن ما هي أسبابُ السخريةِ والاستهزاءِ منكَ؟

- وضعُ حدودٍ للتواصلِ والتفاعلِ مع المستهزئِ.


- الانسحابُ من مكانِ وجودِ الشخصِ المستهزئ. (يرى علماءُ الاجتماعِ أنَّ الانسحابَ يعتبرُ أضعفَ العمليَّاتِ الدفاعيَّةِ).

وللمعلوميَّةِ إنَّ أيَّ شخصٍ يستهزئُ بكَ، أو يسخرُ منكَ، يريدُ تحقيقَ هدفٍ واحدٍ فقطْ، هو أنْ تردَّ عليهِ، وأنْ تدافعَ عن نفسِكَ، وأنْ تقاومَ ما يقولهُ، وأنْ تتفاعلَ معهُ؛ لأنَّ ردَّكَ عليهِ سيبرِّر لهُ السخريةَ منكَ أكثر؛ لهذَا فإنَّ أفضلَ، أو أسهلَ، أو أبسطَ طريقةٍ لتجنُّب أيِّ شخصٍ يستهزئ بكَ، بل وسوفَ تجعلهُ يفقدَ صوابَهُ، هو أنْ لا تجيبهُ، وأنْ تتجاهلهُ تمامًا، وكأنَّه غيرُ موجودٍ، ولا تعطهِ قيمةً وأهميَّةً؛ لأنَّ البعضَ عندما تعطيهِ أهميَّةً فأنتَ بذلكَ تعطيهِ القوةَ ليصبحَ أفضلَ منكَ، ويبرهن أنَّكَ شخصٌ أقلُّ منه، فالأشخاصُ الذين يسخرُون منكَ يحاولُون إثباتَ أنَّكَ شخصٌ ضعيفٌ، وذلكَ من خلالِ ردِّكَ عليهم، فكلَّما زادَ ردُّكَ عليهم، وتفاعلكَ معهم، زادتْ سخريتهُم منكَ، والتحقيرُ من شأنكَ، والإساءةُ إليكَ أكثر، وتصبحُ أنتَ مثلهُم في نفسِ المستوَى.

والأهمُّ من ذلكَ كلِّه أنَّكَ إذَا أردتَ أنْ لا يسخرْ منكَ الآخرُون، فلا تكترثْ لهم على الإطلاقِ، ولا يؤثِّر بكَ استهزاؤهُم إطلاقًا، ولا تأخذ الأمرَ بجديَّةٍ وكأنَّه حقيقيٌّ، فعندما يسخرُ منكَ أيُّ شخصٍ، فَقُل لنفسِكَ بأنَّ لديهِ نقصًا أو مشكلاتٍ نفسيَّةً، أو يمرُّ بأزمةٍ، فهو مجرَّد شخصٍ ويقولُ كلامًا تافهًا جدًّا، لا صحةَ لهُ، ولكنْ عندما تقولُ بأنَّ هذَا الشخصَ يسخرُ منكَ وتتعاملُ معهُ على أنَّه شيءٌ كبيرٌ جدًّا، وتعظِّمه وتعطيهُ أكبرَ من حجمِهِ، فهنَا تبدأُ المشكلاتُ عندمَا تردُّ عليهِ، ويردُّ عليكَ؛ لأنَّكَ أنتَ الذِي فتحتَ لهُ بابَ الردِّ عليكَ؛ لذلكَ لا تتفاعلْ معهُ على الإطلاقِ، وتجاهلهُ، بل أشكرهُ على أنَّه استقطعَ من وقتِهِ ليسخرَ منكَ.

الخلاصةُ: لا تسلِّم للآخرِينَ نفسَكَ، وتبيِّن لهُم أنَّكَ منزعجٌ منهم، بل دائمًا بيِّن لهم أنَّكَ هادئٌ، وغيرُ مزعوجٍ من تفاهتِهم، ومن استهزائِهم منكَ، وأنَّ ليسَ لهم أيُّ تأثيرٍ عليكَ، وأيضًا عندمَا يرَى المستهزئُ ردَّةَ فعلِكَ هي الهدوءُ سيشعرُ بالضيقِ وطاقة سخريتهِ سترتدُّ عليهِ، فكنْ كالجبلِ لا تهزُّه الريحُ، وكالصقرِ لا يهتمُّ بمشاكسةِ العصافيرِ لهُ.

مستشار اجتماعي

شكرا على المشاركة الرائعة
بارك الله فيك وفي عملك

ودمتم بخير

تسلم الايادي على المشاركة

بارك الله فيك

شكرا على المشاركة
تسلم يداك
لاحرمنا الله من نورك

قوافل التحايا لسموك

شكرا على المشاركة
جزاك الله خير الجزاء
تحياتي وتقديري لك

بارك الله فيك على الطرح الرائع
إستمر ولك التوفيق بـإذن الله
ونفعا الله وإياك بما تقدمه

تقديري وإحترامي