منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدي الاسلامي خــاص لاهل السنة والجماعة فقط .!

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 03-14-2024, 01:09 AM   #1
 
الصورة الرمزية ابو مشعل القرني
 

ابو مشعل القرني is on a distinguished road
Lightbulb حق الجار (خطبة) 💚

حق الجار (خطبة)


للكاتب: أ.د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي

حق الجار

الحمد لله العزيز الغفَّار، الواحد القهَّار، مصرِّف الأمور ومقدِّر الأقدار، أوصى بالإحسان إلى الجار، ووفَّق مَنِ اجتباه ليكون من الأخيار، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد الأبرار، وعلى آله وصحبه المبرَّئين من الشوائب والأكدار؛ أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهِدْيِ هَدْيُ محمدٍ، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل مُحْدَثَةٍ بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أيها المؤمنون:
ما منا إلا ويعيش بين الناس ويخالطهم، ولا غِنى لأحد منا عن الناس من حوله؛ ولهذا فإن اقتراب الناس بهذه الصورة مظنَّة لهضم الحقوق بينهم أو ظلم بعضهم بعضًا، فتختلط الأموال، ويطغى أهل النفوذ والقوة على من لا نفوذ له ولا سلطان؛ لذلك جاءت الشريعة فأوجبت حقوقًا شرعية يطالب بها أهل الإسلام، ويؤاخَذون على منعِها أو التقصير فيها، ومن تلك الحقوق حق الجِوار.

والجار هو كل من جاورك، سواء كان جواره لك في مسكن أو دكَّان أو عمل أو غيرها، واعلموا أن الجيران ثلاثة:
1- جار مسلم قريب، فهذا له ثلاثة حقوق: حق الإسلام، وحق القرابة، وحق الجوار.
2- وجار مسلم ليس بقريب، فهذا له حقَّان: حق الإسلام، وحق الجوار.
3- وجار كافر، أبقت له الشريعة حق الجوار.

وللجوار أهمية عظيمة في الدين يا عباد الله؛ وذلك لأنه أولًا: وصية الله عز وجل ورسوله، فقد أمر الله بالإحسان إلى الجار في نسق عشرة أوامر في كتابه؛ فقال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء: 36].

قال أبو عبدالله البخاري: "ذي القربى: القريب، والجنب: الغريب، والجار الجنب يعنيك الصاحب في السفر"، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيوِّرثه))؛ [متفق عليه].

ثانيًا: لأن إساءة الجوار من عادات الجاهلية التي بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم لتغييرها، ويتضح هذا من جواب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي حين سأله عن هذا الدين الجديد، فقال له جعفر: "أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الْمَيتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعَفافَه، فدعانا إلى الله؛ لنوحِّده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام - فعدَّد عليه أمور الإسلام - فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئًا، وحرَّمنا ما حرَّم علينا، وأحللنا ما أحل لنا"؛ [رواه أحمد].

ثالثًا: لأن الإحسان إلى الجار والقيام بحقه سبب للتفاضل بين الناس؛ فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره))؛ [أخرجه الترمذي وصححه الألباني].

رابعًا: لأن الإحسان إلى الجار والقيام بحقه سبب لمغفرة الذنوب؛ فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه عز وجل قال: ((ما من عبدٍ مسلم يموت يشهد له ثلاثة أبيات من جيرانه الأدْنَين بخيرٍ، إلا قال الله عز وجل: قد قبِلتُ شهادة عبادي على ما علِموا، وغفرتُ له ما أعلم))؛ [رواه أحمد، وحسنه الألباني].

خامسًا: لأن الإحسان إلى الجار والقيام بحقه سبب للثناء والمدح في الدنيا، وعكسه موجب للذم والعقوبة، ذكر ابن إسحاق أن حسان بن ثابت قال يهجو حيًّا من العرب غدروا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقتلوهم على ماء يُقال له الرَّجيع:
إن سرَّك الغدرُ صرفا لا مزاج له نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فأتِ الرجيع فسَلْ عن دار لَحيانِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قوم تواصَوا بأكل الجار بينهم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فالكلب والقرد والإنسان مِثلانِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لو ينطق التَّيس يومًا قام يخطبهم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وكان ذا شرف فيهم وذا شانِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


سادسًا: ومما يدل على أهمية حق الجار أن الله عظَّم الخطيئة في حق الجار؛ فعن المقداد بن الأسود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((ما تقولون في الزنا؟ قالوا: حرمه الله ورسوله، فهو حرام إلى يوم القيامة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: لَأنْ يزنيَ الرجل بعشرة نسوة أيسرُ عليه من أن يزني بامرأة جاره، قال: فقال: ما تقولون في السرقة؟ قالوا: حرمها الله ورسوله، فهي حرام، قال: لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره))؛ [أخرجه أحمد وصححه الألباني].

سابعًا: أن الجار الصالح من أسباب سعادة العبد، وعكسه من أسباب شقائه؛ فعن سلمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء: الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق))؛ [خرجه الألباني في الصحيحة].

عباد الله:
إن الله جعل للجار حقوقًا شرعية على جيرانه، فإذا قام بها المسلمون بينهم سادت روح الأُلفة والمحبة والتسامح، واكتملت في المجتمع المسلم صفاته المثالية التي تعلو المجتمع بصبغة إسلامية رائعة تميزه عن باقي المجتمعات.

فمن حقوق الجار:
أولًا: كف الأذى عنه، وهذا الحق واجب على المسلمين، فلا يجوز لهم بحال إيذاء أحد من الناس ما دام مسالمًا؛ فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره))؛ [رواه البخاري]، وعنه رضي الله عنه قال: ((قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها وإنها تصدق بالأثوار من الأَقِطِ ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في الجنة))؛ [أخرجه أحمد وصححه الألباني].

ومن صور إيذاء الجار - عباد الله - حسده وتمنِّي زوال النعمة عنه، أو السخرية به واحتقاره، أو إشاعة أخباره وأسراره بين الناس، أو الكذب عليه وتنفير الناس منه، أو تتبُّع عثراته والفرح بزلَّاته، أو مضايقته في المسكن أو موقف السيارة، أو إلقاء الأذى عند بابه، أو التطلع إلى عوراته ومحارمه، أو إزعاجه بالصراخ والأصوات المنكرة، أو إيذاؤه في أبنائه.

وأما من ابتُلِيَ بجار يؤذيه فعليه بالصبر؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر، فأتاه مرتين أو ثلاثًا فقال: اذهب فاطْرَحْ متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه: فعل الله به وفعل وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى مني شيئًا تكرهه))؛ [رواه أبو داود وقال الألباني: "حسن صحيح"].

لهذا - معاشر المسلمين - فإننا مأمورون بتحرِّي حقوق جيراننا والقيام بها؛ لننال الفضل في الدنيا، وننجو من المؤاخذة في الآخرة.

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمد لله الحليم التواب، أحمَده سبحانه يغفر الذنب لمن تاب إليه وأناب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أفضل رسول أنزل الله عليه أفضل كتاب، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وسائر الأصحاب؛ أما بعد:
فإن من حقوق الجار أيضًا:
الحق الثاني: الإهداء إليه وبذل المعروف، فكم من هدية أوقعت في قلب الْمُهْدَى إليه أثرًا عظيمًا! فهي تقرِّب النفوس، وتُزيل الأحقاد، وتبرهن على صدق المودة وعظيم المحبة؛ فعن أبي شريح العدوي قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره))؛ [رواه البخاري]، وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذر، إذا طبخت مَرَقَةً فأكْثِرْ ماءها وتعاهد جيرانك))؛ [رواه مسلم].

فكان فيما بعد إذا طبخ لحمًا أكثر ماءه وأهدى إلى جيرانه ويقول: إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني: ((إذا طبخت مرقًا فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصِبْهم منها بمعروف))؛ [رواه مسلم].

وذبح لعبدالله بن عمرو شاة في أهله، فلما جاء قال: أَهْدَيتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه))؛ [رواه الترمذي].

وسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن لي جارتين فإلى أيهما أُهْدِي؟ قال: ((إلى أقربهما منك بابًا))؛ [رواه البخاري].


أيها المؤمنون، إن الهدية ليست فقط للجار الفقير المحتاج، بل الهدية أشمل من هذا، فقد أُهْدِي للنبي صلى الله عليه وسلم، مع أنه لو أراد المزيد من الرزق لدعا الله فأعطاه ما شاء من متاع الدنيا، بل كان صلى الله عليه وسلم يُهدي للناس ويقبل الهدية، حتى إنه ليستغني بها هو وأزواجه أيامًا طويلة، بل أشهرًا عديدة؛ فقد كانت عائشة رضي الله عنها تقول لابن أختها: ((والله يا بن أختي، إنْ كُنَّا لَننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أُوقِدَ في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، قال: يا خالة، فما كان يُعِيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار، وكانت لهم منائحُ، فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيناه))؛ [متفق عليه].

فهذه هي السُّنَّة في العطيَّة للجار، وعدم منع المعروف عنه، وإلا صار خصمًا له يوم القيامة عند الملك العدل سبحانه؛ فقد أخرج البخاري في الأدب المفرد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول: يا رب، هذا أغلق بابه دوني، فمنع معروفه!))؛ [حسنه الألباني].

الحق الثالث: محبة الخير له كما يحبها العبد لنفسه وعدم حسده؛ فعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبدٌ حتى يحب لجاره - أو قال: لأخيه - ما يحب لنفسه))؛ [أخرجه مسلم].

الحق الرابع: مساعدته ماديًّا فيما يحتاج إليه؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يمنع أحدكم جاره أن يغرِزَ خشبةً في جداره))، ثم يقول أبو هريرة للناس لما رأى من تقصيرهم في حقوق جيرانهم: ما لي أراكم عنها معرضين؟! والله لأرمِيَنَّ بها بين أكتافكم؛ [رواه مسلم].

ولقد ضرب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في التعاون والمساعدة فيما بينهم، حتى استحقوا إطراء النبي صلى الله عليه وسلم لهم وثناءه عليهم؛ فقال عليه الصلاة والسلام في الأشعريِّين: ((إن الأشعريين إذا أرْمَلوا في الغزو أو قلَّ طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسَّوِيَّة، فهم مني وأنا منهم))؛ [متفق عليه].

الحق الخامس: الحفاظ على عوراته وعدم خيانته في أهله؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة مَن لا يأمن جاره بوائقه))؛ [رواه مسلم].

وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: ((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: أن تجعل لله ندًّا وهو خَلَقَك، قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تقتل ولدك خشيةَ أن يَطْعَمَ معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزاني بحَلِيلة جارك، قال: ونزلت هذه الآية تصديقًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ﴾ [الفرقان: 68]))؛ [رواه البخاري].

الحق السادس: مواساته وعدم إضجاره وإحزانه، خاصة إذا كان كبير السن؛ قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (14/554): "سمعت محمد بن حامد البزاز يقول: دخلنا على أبي حامد الأعمشي وهو عليل، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أنا بخير لولا هذا الجار، يعني أبا حامد الجلودي، دخل عليَّ أمس وقد اشتدت بي العلة فقال: يا أبا حامد، علمت أن زنجويه مات، فقلت: رحمه الله، فقال: دخلت اليوم على المؤمل بن الحسن وهو في النزع، ثم قال أيضًا: يا أبا حامد، كم عمرك؟ قلت: أنا في السادس والثمانين، فقال: إذًا أنت أكبر من أبيك يوم مات، فقلت: أنا بحمد الله في عافية فعلت البارحة كذا، واليوم فعلت كذا وكذا، فخجِل وقام".
كن في البلاد إذا ما الجار جار بها نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
كالراح في الكاس لا تبقى على مَيلِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
واجفُ الخليل وبادر بالرحيل وقُلْ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هذا الدواء الذي يشفي من العِلَلِ نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عباد الله، هذه بعض حقوق الجوار التي شرع الله للمسلمين فِعْلَها، فلنبدأ من هذا اليوم بالإحسان إلى جيراننا والقيام بحقوقهم، ولنطرح الحقد والحسد جانبًا، ولنُنَقِّ أنفسنا وضمائرنا من كل ما يكدر صفو العلاقة مع جيراننا، ومن كان منا بينه وبين أحد من جيرانه نزاع أو خصومة فليدخل بينها من جيرانه من يكون سببًا في إصلاح ما فسد.

اللهم وفِّقْنا لخير الأعمال والأقوال، لا يوفِّق لخيرها وأحسنها إلا أنت، وجنِّبنا شرَّها لا يُجنِّب شرها إلا أنت.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّرْ أعداء الدين، اللهم من أراد الإسلام وأراد المسلمين بسوء، فاجعل كيده في نَحْرِهِ، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميع الدعاء.

اللهم عليك بالمفسدين في الأرض فإنهم لا يُعجزونك، اللهم اكشف أمرهم، واهتِك سرَّهم، وانشر خبرهم، واجعلهم عِبرة للمعتبرين يا رب العالمين.

اللهم إن زرع الشر والفساد قد نما فقيِّض له يدًا من الحق حاصدة، تقتلع جذوره، وتنزِع عنا وعن بلادنا شروره يا ذا الجلال والإكرام.


اللهم تولَّ أمرنا، وأحسن خلاصنا، واحفظ أمننا وبلادنا، وقُرانا ومساكننا، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.

اللهم أصلح شباب المسلمين ونوِّر قلوبهم، واهدهم إلى معالي الأمور، وقِهم شر الشيطان وشركه يا أرحم الراحمين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.



ابو مشعل القرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-14-2024, 03:00 PM   #2
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: حق الجار (خطبة) 💚

مشااركة رائعة
شكرا على مجهودك الطيب
بارك الله فيك وفي عملك
ودمت بخير
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-14-2024, 11:23 PM   #3
 
الصورة الرمزية عبير بنت شمران
 

عبير بنت شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: حق الجار (خطبة) 💚

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عبير بنت شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-15-2024, 12:11 AM   #4
مشرف
 
الصورة الرمزية ابو فراس الشمراني
 

ابو فراس الشمراني is on a distinguished road
افتراضي رد: حق الجار (خطبة) 💚

شكرا على المشاركة والمتابعة
جزاك الله خيرا
خالص تقديري لك



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ابو فراس الشمراني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-15-2024, 04:03 PM   #5
مشرفه عامه
 
الصورة الرمزية شمس الاصيل.
 

شمس الاصيل. is on a distinguished road
افتراضي رد: حق الجار (خطبة) 💚

شكرا على الطرح الرائع
دام لنا عطائكم المميز
تحياتي الوردية ...
لكـ خالص احترامي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شمس الاصيل. غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-16-2024, 05:26 PM   #6
مشرف المنتدى الإسلامي
 
الصورة الرمزية ابو طلال*
 

ابو طلال* is on a distinguished road
افتراضي رد: حق الجار (خطبة) 💚

شكرا على المشاركة المميزة
اثابك الله الأجر
واسعد قلبك في الدنيا والاخره
دمت بحفظ الرحمن




التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابو طلال* متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-19-2024, 11:20 PM   #7
مشرف
 
الصورة الرمزية ابو فراس الشمراني
 

ابو فراس الشمراني is on a distinguished road
افتراضي رد: حق الجار (خطبة) 💚

شكرا على المشاركة والمتابعة
جزاك الله خيرا
خالص تقديري لك




التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ابو فراس الشمراني متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-24-2024, 03:52 PM   #8
 
الصورة الرمزية جوهرة شمران
 

جوهرة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: حق الجار (خطبة) 💚

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
جوهرة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-23-2024, 05:04 PM   #9
 
الصورة الرمزية عبد الناصر الشمري
 

عبد الناصر الشمري is on a distinguished road
افتراضي رد: حق الجار (خطبة) 💚

بارك الله فيك
طرح مميز
أسأل الله لك السعادة






التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عبد الناصر الشمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية