اجازتنا بين حمى الأسعار وحمى الخنازير !

حزمت حقائبي لاألوي على شيء فدرجات الحرارة المرتفعة تجعلك غير قادر على ترتيب أفكارك ، وتنظيم إجازتك كما يجب ! وماالعمل وقد بدأت إجازتنا الصيفية هذه السنة بداية مختلفة عن بقية الأعوام فهي وإن كانت معتادة على تحمل أقصى درجات الحرارة إلا أن حظها العاثر أوقعها هذه المرة بين نوعين من الحمى من ذوات الحرارة العالية الضراوة والتي لاتنفع معها المسكنات ولايهدي من ضراوتها تناول أقوى المسكنات والمضادات تلكما هي حمى الأسعار وحمى الخنازير واللتان اتفقتا على مايبدو على أن يصبحا كالتوأمين السياميين والذي لن تجدي معهما أية عملية فصل مهما كانت براعة الجراح ومهارة الطبيب .
أما حمى الأسعار فهي تبدوا وكأن القلوب قد ألفتها - ولو على مضض - خلال السنوات الماضية ولكن لهيبها لايزال يحرق الجيوب خصوصاً عندما تقوم بممارسة هوايتها السنوية في الارتفاع التصاعدي وكأنها في سباق مارثوني مع درجات الحرارة تلك التي آثرت هي الأخرى أن لايطيب لها المقام الا فوق الخمسين .
كانت حقائبي لاتزال تئن الى جواري مما قد حشوت فيها مما يلزم ومما لايلزم من بضائع السفر المختلفة وكأنها بذلك الأنين تستحثني على سرعة البت في خيارات الإجازة وأين ستكون وجهة السفر فهي على مايبدو لم تعد تطيق الإنتظار أمام جحافل الغبار المتصاعد وألسنة الشمس المحرقة ، وكنت حينئذ لازلت أفكر في مغامرة السفر تلك فعندما تناهى الى سمعي أن حمى الخنازير لاتزال تمارس هوايتها المفضلة في الدوران حول العالم وزيارة مطارتها والبحث عن ضحايا لها في عقر المستشفيات آثرت أن أغامر بجيبي ذاك الذي تم تفصيله على أن لايحمل أكثر من ورقة واحدة من أوراق البنكنوت الأحمر على أن أغامر بحياتي التي لاأملك أغلى منها في هذا الوجود ، فحمى الأسعار - على الأقل من وجهة نظري - هي أخف وطأة وأقل ضرراً من عواقب حمى الخنازير تلك الحمى التي لن يهدأ لها بال ولن يرتاح لها ضمير حتى تمنحني كساءً أبيض اللون أتدثر به على ثرى أول منزل من منازل الأخرة وحينها لن ينفع الندم ولات ساعة مندم وياأمان الخائفين .

ياترى ماذا عنكم أنتم وكيف ستكون اجازاتكم أمام هذان التوأمان ؟!
سأكون سعيداً بمداخلاتكم وتعليقاتكم .

__________________