منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدى العام مخصص للمشاركات العامة والمتنوعة)(تطوير الذات)(سوق الأسهم)

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 04-16-2020, 09:01 PM   #1
مشرف المنتدى الإسلامي
 
الصورة الرمزية ابو طلال*
 

ابو طلال* is on a distinguished road
Arrow أزمة الثقافة في مجتمعاتنا العربية!

أزمة الثقافة في مجتمعاتنا العربية!

اسم الكاتب: الأستاذ/ ظاهر صالح

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عندما نتحدث عن الثقافة العربية في هذه الأيام تواجهنا مجموعة من العبارات والأوصاف التي تندب واقع هذه الثقافة فيتمثل أمامنا عدد من التعبيرات منها مأساة الثقافة العربية ومعاناة المثقفين العرب وتهميش الثقافة العربية وكلها تعبيرات وأوصاف مستمدة من قاموس المحن والمعاناة والنكسات التي أصابت العرب في بلدانهم والتي ارتبط مفهومها اعتباطاً بمفهوم آخر عبر شعورها بالدونية والتخلف من جهة وبالانبهار الحضاري بالبلدان المتقدمة والثقافات المستوردة من جهة أخرى. فنقع في سوء تقدير نظن أن الثقافة هي جمعاً لمعلومات وتكديساً لأرقام ورصاً لأخبار إضافة إلى اقتصارها في تصورها على التراث المادي وشبه المعنوي متمثلاً في بعض الممارسات الثقافية التي تتقاطع في بعض جوانبها مع الانتماء العام لهذه الهوية المسماة بالعربية بينما في جانبها العمومي تتمثل في ممارسات الجهات المحلية التي باتت تستند على تعريفها من دولتها، بل وصل الأمر إلى حد أن بعض الثقافات المحلية العربية باتت تود أن تفرض نفسها باعتبارها الأصيلة وباقي الثقافات الأخرى دخيلة ومقلدة وهو ما خلق بيئة تنافسية غير محمودة ونضل طريقها، ساهمت بها حالة من الترهل المؤسسي وكبت سلطوي يعم أغلب البلدان العربية.

تختلف المجتمعات من حيث الثقافة التي تسودها وتبقى الثقافة العربية بتنوعها وتلاقحها الأكثر حظاً وقوة في مواجهة عوامل التعرية الثقافية التي تفرزها تبدلات الأزمان والأحوال، ذلك أتها ثقافة ثابتة وراسخة في التاريخ، ولم تتشكل عبر الهجرة أو غيرها كما في أقوام أخرى وعليه فإن الحماية الثقافية لعناصر الهوية والأخلاق والقيم هي الضامن الوحيد لتراث الأمة العربية. فثقافتنا هي انعكاس لطبيعة الحياة الاجتماعية والفكرية والوجدانية وهي منصة للتعبير عن وعي المجتمع ورسم قيمه الخاصة به، كما تشكل الثقافة الخطاب الأكثر نفاذاً إلى العالم في نقل الصورة الحقيقية إلى الشعوب الأخرى فلا تواجه الثقافة إلا بالثقافة ولا تحارب إلا بالسلاح نفسه، لذلك لابد من الاهتمام بشتى مناحي الحياة الثقافية وعليها أن تُظهر ذلك في إنشاء المكتبات والمسارح ومراكز الفنون ودعم دور النشر والمجلات الثقافية وتنظيم مهرجانات ومنتديات ومعارض ومؤتمرات يلتقي فيها أهل الفكر والأدب والفن لتشجيع ودعم الإبداع الثقافي والفكري في العالم العربي.

وإذا كان لنا أن نقتنع كمثقفين بأن حضارات الأمم وإنجازات الدول جميعها وفي مختلف عصور نموها وتطورها هي في ذات الوقت جزء من تراثنا الإنساني ومصدر لثقافتنا، فذلك لا يعني التهرب والتنصل من وجهنا في حضارتنا لاستعارة قناع من حضارة أخرى بل نستفيد قدر ما يتناسب معنا منها كأساليب لدراسة واقعنا، ويستوجب ذلك الإيمان بقدرتنا على الأخذ والتطوير ليكون لنا من بعد إمكانية التفاعل الحي مع تلك الحضارات الوافدة على أساس من إحساسنا بواقعنا في الأرض والتاريخ والمجتمع دون الانبهار بالتقنية الغربية ونسيان الأصل والشعور بالنقص والتخلف وبالتالي عدم القدرة على العطاء المثمر لأمتنا لانتمائها ذهنياً إلى واقع آخر أقام بينهم وبين واقعهم حالة من اليأس والسخرية والأزمات انعكست عبر أحاديثهم وكتاباتهم ونقاشاتهم على أننا أمة متخلفة ومهزومة ولا أمل لها في الانتصار على غيرها.

وفي إطار الحديث عن أزمة الثقافة او تنافس الثقافات المحلية العربية هو وجود بيئة السلطوية التي كابدتها المجتمعات العربية الحديثة والتي تصدت لأي شكل من الثقافة العربية الجامعة ذات الطابع المعرفي المتشبع بقيم الحرية والكرامة الإنسانية والأصالة العربية التاريخية، فثمة ثقافات تسعى إلى غزونا من الخارج وعلى غير إدراك ووعي فإذ بنا نسقط في شرك ما نصب إلينا ويسهل عندها التهامنا. إن الثقافة التي نريدها، هي تلك التي لا تنعزل بنا عن تراثنا ولا عن شعوبنا ولا عن عصورنا، هي الثقافة العلمية والفكرية التي لها من وعيها بنفسها ما يجنبها السقوط في مستنقع الماضي أو انبهار المستقبل، إنها الثقافة التي تنبع من احترام الإنسان لقدراته وتطلعه للمستقبل .لذلك ينبغي علينا أن لا نفقد ثقتنا بأنفسنا وبثقافتنا وتراثنا، وعلى كل مثقف منا ان يقف بوجه كل دعاوى الانبهار الساذج بالتقنية الغربية التي تسعى إلى عزلنا عن واقعتا والنيل من إحساسنا به تحت وطأة الشعور بالتخلف والنقص لإبقائنا في موقف المثقف المستهلك لثقافات غيره.

إن مسؤولية المثقف العربي اليوم تبدو على جانب من كبير من الأهمية بعد أن تحول العالم إلى قرية صغيرة ليس من السهل أن تعزل نفسك عنه وليس من المفروض أن تمحي شخصيتك فيه ولا يتم ذلك إلا عبر الإيمان بأن التعاون الثقافي لا يكون إلا من خلال عاملين الاول هو في أرضه ووطنه وتراثه عبر روافد الثقافة كالنشر والطباعة والإعلام، والثاني هو قدرته على استيعاب تجارب الآخرين وتطويرها بطريقة علمية ومدروسة.[/IMG]


عندما نتحدث عن الثقافة العربية في هذه الأيام تواجهنا مجموعة من العبارات والأوصاف التي تندب واقع هذه الثقافة فيتمثل أمامنا عدد من التعبيرات منها مأساة الثقافة العربية ومعاناة المثقفين العرب وتهميش الثقافة العربية وكلها تعبيرات وأوصاف مستمدة من قاموس المحن والمعاناة والنكسات التي أصابت العرب في بلدانهم والتي ارتبط مفهومها اعتباطاً بمفهوم آخر عبر شعورها بالدونية والتخلف من جهة وبالانبهار الحضاري بالبلدان المتقدمة والثقافات المستوردة من جهة أخرى. فنقع في سوء تقدير نظن أن الثقافة هي جمعاً لمعلومات وتكديساً لأرقام ورصاً لأخبار إضافة إلى اقتصارها في تصورها على التراث المادي وشبه المعنوي متمثلاً في بعض الممارسات الثقافية التي تتقاطع في بعض جوانبها مع الانتماء العام لهذه الهوية المسماة بالعربية بينما في جانبها العمومي تتمثل في ممارسات الجهات المحلية التي باتت تستند على تعريفها من دولتها، بل وصل الأمر إلى حد أن بعض الثقافات المحلية العربية باتت تود أن تفرض نفسها باعتبارها الأصيلة وباقي الثقافات الأخرى دخيلة ومقلدة وهو ما خلق بيئة تنافسية غير محمودة ونضل طريقها، ساهمت بها حالة من الترهل المؤسسي وكبت سلطوي يعم أغلب البلدان العربية.

تختلف المجتمعات من حيث الثقافة التي تسودها وتبقى الثقافة العربية بتنوعها وتلاقحها الأكثر حظاً وقوة في مواجهة عوامل التعرية الثقافية التي تفرزها تبدلات الأزمان والأحوال، ذلك أتها ثقافة ثابتة وراسخة في التاريخ، ولم تتشكل عبر الهجرة أو غيرها كما في أقوام أخرى وعليه فإن الحماية الثقافية لعناصر الهوية والأخلاق والقيم هي الضامن الوحيد لتراث الأمة العربية. فثقافتنا هي انعكاس لطبيعة الحياة الاجتماعية والفكرية والوجدانية وهي منصة للتعبير عن وعي المجتمع ورسم قيمه الخاصة به، كما تشكل الثقافة الخطاب الأكثر نفاذاً إلى العالم في نقل الصورة الحقيقية إلى الشعوب الأخرى فلا تواجه الثقافة إلا بالثقافة ولا تحارب إلا بالسلاح نفسه، لذلك لابد من الاهتمام بشتى مناحي الحياة الثقافية وعليها أن تُظهر ذلك في إنشاء المكتبات والمسارح ومراكز الفنون ودعم دور النشر والمجلات الثقافية وتنظيم مهرجانات ومنتديات ومعارض ومؤتمرات يلتقي فيها أهل الفكر والأدب والفن لتشجيع ودعم الإبداع الثقافي والفكري في العالم العربي.

وإذا كان لنا أن نقتنع كمثقفين بأن حضارات الأمم وإنجازات الدول جميعها وفي مختلف عصور نموها وتطورها هي في ذات الوقت جزء من تراثنا الإنساني ومصدر لثقافتنا، فذلك لا يعني التهرب والتنصل من وجهنا في حضارتنا لاستعارة قناع من حضارة أخرى بل نستفيد قدر ما يتناسب معنا منها كأساليب لدراسة واقعنا، ويستوجب ذلك الإيمان بقدرتنا على الأخذ والتطوير ليكون لنا من بعد إمكانية التفاعل الحي مع تلك الحضارات الوافدة على أساس من إحساسنا بواقعنا في الأرض والتاريخ والمجتمع دون الانبهار بالتقنية الغربية ونسيان الأصل والشعور بالنقص والتخلف وبالتالي عدم القدرة على العطاء المثمر لأمتنا لانتمائها ذهنياً إلى واقع آخر أقام بينهم وبين واقعهم حالة من اليأس والسخرية والأزمات انعكست عبر أحاديثهم وكتاباتهم ونقاشاتهم على أننا أمة متخلفة ومهزومة ولا أمل لها في الانتصار على غيرها.

وفي إطار الحديث عن أزمة الثقافة او تنافس الثقافات المحلية العربية هو وجود بيئة السلطوية التي كابدتها المجتمعات العربية الحديثة والتي تصدت لأي شكل من الثقافة العربية الجامعة ذات الطابع المعرفي المتشبع بقيم الحرية والكرامة الإنسانية والأصالة العربية التاريخية، فثمة ثقافات تسعى إلى غزونا من الخارج وعلى غير إدراك ووعي فإذ بنا نسقط في شرك ما نصب إلينا ويسهل عندها التهامنا. إن الثقافة التي نريدها، هي تلك التي لا تنعزل بنا عن تراثنا ولا عن شعوبنا ولا عن عصورنا، هي الثقافة العلمية والفكرية التي لها من وعيها بنفسها ما يجنبها السقوط في مستنقع الماضي أو انبهار المستقبل، إنها الثقافة التي تنبع من احترام الإنسان لقدراته وتطلعه للمستقبل .لذلك ينبغي علينا أن لا نفقد ثقتنا بأنفسنا وبثقافتنا وتراثنا، وعلى كل مثقف منا ان يقف بوجه كل دعاوى الانبهار الساذج بالتقنية الغربية التي تسعى إلى عزلنا عن واقعتا والنيل من إحساسنا به تحت وطأة الشعور بالتخلف والنقص لإبقائنا في موقف المثقف المستهلك لثقافات غيره.

إن مسؤولية المثقف العربي اليوم تبدو على جانب من كبير من الأهمية بعد أن تحول العالم إلى قرية صغيرة ليس من السهل أن تعزل نفسك عنه وليس من المفروض أن تمحي شخصيتك فيه ولا يتم ذلك إلا عبر الإيمان بأن التعاون الثقافي لا يكون إلا من خلال عاملين الاول هو في أرضه ووطنه وتراثه عبر روافد الثقافة كالنشر والطباعة والإعلام، والثاني هو قدرته على استيعاب تجارب الآخرين وتطويرها بطريقة علمية ومدروسة.



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابو طلال* متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-16-2020, 10:04 PM   #2
المدير العام لمنتديات قبائل شمران الرسمية
 
الصورة الرمزية حسن بن عبدالله
 

حسن بن عبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: أزمة الثقافة في مجتمعاتنا العربية!

اخي أبوطلال
حياك الله ودمت بهذا التميز بطرحك
لمواضيعك المفيدة ودمت بحفظ الرحمن ورعايته
تقبل مروري مع خالص
تقديري واحترامي



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




( ابوحوفان )

حسن بن عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-17-2020, 12:10 AM   #3
مشرفة قسم الرياضة والرياضيين
 
الصورة الرمزية شذى الياسمين
 

شذى الياسمين is on a distinguished road
افتراضي رد: أزمة الثقافة في مجتمعاتنا العربية!

الله يعطيك العافيه
والف شكر ع الطرح الرائع
دمت بحفظ الرحمن



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شذى الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-17-2020, 01:53 AM   #4
مراقب عام وأداري للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: أزمة الثقافة في مجتمعاتنا العربية!

شكرا اخي الغالي ابو طلال على موضوعك القيم
بارك الله فيك وبعملك
ودمت بخير



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-17-2020, 11:49 PM   #5
مشرف المنتدى الإسلامي
 
الصورة الرمزية ابو طلال*
 

ابو طلال* is on a distinguished road
افتراضي رد: أزمة الثقافة في مجتمعاتنا العربية!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن بن عبدالله مشاهدة المشاركة
اخي أبوطلال
حياك الله ودمت بهذا التميز بطرحك
لمواضيعك المفيدة ودمت بحفظ الرحمن ورعايته
تقبل مروري مع خالص
تقديري واحترامي
مديرنا القدير حسن بن عبد الله
جزاكم الله خيرا على الحضور
اشكرك جزيل الشكر
كل الموده والتقدير



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابو طلال* متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-17-2020, 11:49 PM   #6
مشرف المنتدى الإسلامي
 
الصورة الرمزية ابو طلال*
 

ابو طلال* is on a distinguished road
افتراضي رد: أزمة الثقافة في مجتمعاتنا العربية!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريحانة الطيب مشاهدة المشاركة
شكرا اخي الغالي ابو طلال على موضوعك القيم
بارك الله فيك وبعملك
ودمت بخير
جزاكم الله خيرا على الحضور
اشكرك جزيل الشكر
كل الموده والتقدير



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابو طلال* متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-17-2020, 11:50 PM   #7
مشرف المنتدى الإسلامي
 
الصورة الرمزية ابو طلال*
 

ابو طلال* is on a distinguished road
افتراضي رد: أزمة الثقافة في مجتمعاتنا العربية!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذى الياسمين مشاهدة المشاركة
الله يعطيك العافيه
والف شكر ع الطرح الرائع
دمت بحفظ الرحمن

جزاكم الله خيرا على الحضور
اشكرك جزيل الشكر
كل الموده والتقدير



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابو طلال* متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
فنانة سعودية تصنع النسخة العربية من أبرز الأعمال الغربية بأغلفة الحلوى! ريحانة شمران الصور والمناظر الطبيعية ومقاطع الفيديو 5 10-11-2020 08:17 AM
كسوف حلقي تشهده المنطقة العربية وخاصة المملكة العربية السعودية ريحانة شمران المنتدى العام 3 01-19-2020 12:35 AM
أزمة مناصب أو أزمة رجال ؟؟؟ دموع الوطن المنتدى العام 0 01-21-2011 12:57 AM
أصمت ثم أصمت ثم أصمت لكن إياك أن تسكت!!!!!!! ابو راما المنتدى العام 14 02-21-2010 03:08 PM
أدب الثقافة الجنسية تركي آل غريب الطب والحياة 5 04-27-2009 12:13 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية