ابتسم من أجلك

ابتسم من أجلك

قِيل: إنَّ الإنسانَ سُمِّي إنسانًا؛ لأنَّه مفطورٌ على الأنسِ، وهذا يفسِّرُ لماذا كانَ السِّجنُ الانفراديُّ عقوبةً يتحاشَاهَا السُّجناءُ؟!


هذَا الأنسُ لا يمكن أنْ يتمَّ إلَّا بالرَّوابط الحسنة بين النَّاس، فتنفرجُ أساريرُ الوجه حينئذٍ، ويشعرُ الإنسانُ بالسَّعادة والرَّاحة النفسيَّة، التي تثمرُ النَّشاط والإنتاجيَّة.

لا يستطيعُ الإنسانُ أنْ ينعزلَ ويستغنِيَ عن النَّاسِ كُليًّا، وإلَّا سوف تلحقه الوساوسُ والكآبةُ، التي تزدادُ وتستفحلُ مع الوقت؛ ممَّا قد يؤدِّي إلى أنْ يجعلَ حدًّا لحياتِهِ وحياة الآخرِينَ.


وإذا عجزَ الإنسانُ عن تقويةِ الرَّوابطِ وتوطيدِهَا، فلا أقل من الابتسامةِ، التي لها تأثيرٌ سحريٌّ على ذاتِ المُبتسم، وعلى الآخرِينَ. فالابتسامةُ بريدُ السَّعادةِ إلى القلوب، تشرحُ الصدرَ، وتزيلُ الضَّغينةَ، وتُفرحُ الحزينَ، وتداوِي الجراحَ المكلومةَ، وتهدِّئ روعَ الخائفِ فيشعرُ بالأمان، وتسكن الغضبانَ.

فكُنْ بسَّام الثَّغر، طلقَ المُحيَّا، فلا ريبَ إنْ كانت الابتسامةُ فِي وجهِ أخيكَ صدقةً، فلطالمَا داوت قلوبًا منكسرةً. إنَّها دعوةٌ جماعيَّةٌ لنتناسَى همومنَا، وأنْ ننشرَ الابتسامةَ في بيوتِنَا، وطرقاتِنَا، وأعمالنَا، وفي كلِّ حياتِنَا.


بقلم/ محمد البلوي