03-19-2024, 12:44 AM | #1 | ||
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
|
الوَقْفَةُ الخَامِسَةُ حَوْلَ الجُزءِ الخَامِس
[٥-٣٠]
الوَقْفَةُ الخَامِسَةُ حَوْلَ الجُزءِ الخَامِس
﴿يُريدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُم وَخُلِقَ الإِنسانُ ضَعيفًا﴾ [النساء: ٢٨] يريد الله أن يُيسر عليكم بإذنه لكم في نكاح الفتيات المؤمنات إذا كنتم غيرَ مُستطيعي الطوْل للحرائر، لأنكم خُلِقتم ضُعفاء عجزةً عن ترك جماع النساء قليلي الصبر عنه. تفسير الطبري: [ ٤٢ / ٥ ] ﴿إِن تَجتَنِبوا كَبائِرَ ما تُنهَونَ عَنهُ نُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَنُدخِلكُم مُدخَلًا كَريمًا﴾ [النساء: ٣١] من اجتنب الشِّرك كُفِّرت عنه كبائره، ونِسبةُ الكبائر إلى الشِّرك كنِسبة الصَّغائر إلى الكبائر، فإذا وقعت الصَّغائرُ مُكفَّرةً باجتناب الكبائر فالكبائرُ تقعُ مُكفَّرَةً باجتناب الشِّرك، وتجد هذا المعنى في قوله ﷺ فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: " ابن آدم إنك لو أَتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تُشركُ بي شيئًا لأتيتُك بقُرابها مَغفرة». إعلام الموقعين لابن القيم: [ ١٨٣ / ١ ] ﴿وَمَن يُهاجِر في سَبيلِ اللَّهِ يَجِد فِي الأَرضِ مُراغَمًا كَثيرًا وَسَعَةً﴾ [النساء: ١٠٠] سَمّى الله المُهاجر الذي يُهاجِرُ إلى عبادة اللَّه مُراغِمًا يُراغِمُ عدوُّ اللَّه، فمُغايظةُ الكُفّار غايةٌ محبُوبَةٌ للرَّب مطلُوبةٌ له، وتُسمى عُبوديَّة المُراغمة، وشرع النبيُ ﷺ للمُصلِّي إذا سها في صلاته سجدتين وقال: "إن كانت صَلاتُهُ تامَّةً كانَتا تَرغيمًا للشَّيطان". مدارج السالكين لابن القيم: [ ١٧١ / ١ ] ﴿وَلَن تَستَطيعوا أَن تَعدِلوا بَينَ النِّساءِ وَلَو حَرَصتُم فَلا تَميلوا كُلَّ المَيلِ فَتَذَروها كَالمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصلِحوا وَتَتَّقوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ غَفورًا رَحيمًا﴾ [النساء: ١٢٩] فلا بد من التفاوت بين النساء في المحبة والشهوة والجماع، والنبي ﷺ كان يقسم بين نسائه ويعدل بينهن ثم يقول: "اللَّهُمَّ هَذَا قَسمي فيمَا أَملكُ، فَلَا تَلُمنِي فيما تَملكُ ولا أَملِكُ". حيث كان ﷺ يُحب عائشة أكثر من غيرها. فمتى قسَمتُم بِالعَدل فيما تملكون واتقيتُم اللَّهَ، غفر لكم ما كان من ميلٍ لبعض النِّساء دُونَ بَعض تفسير ابن كثير: ٣٠٥ / ٤ عبدالله المطلق
|
||
|
|