وفاة الشيخ / علي بن حوفان بن منير ال رفيع الشمراني

يا قبر أعز إنسان غالي رقد فيـك :: خفف عليه من التـراب الثقيلـي

يا قبر ماني طيب عقـب راعيـك :: اللي رعاني صـار عنـدك نزيلـي

أغليك أنا يا قبر من حب راعيـك :: مرحوم يا راعي الوفـا والجميلـي

ياللي سكنت القبر صوتي يناديـك :: موتك جرح قلبي وهديـت حيلـي

ما أنساك والله لين قبري يوازيـك :: وأعلن من الدنيا العريضه رحيلـي

وأمـوت كـل مـا حـل طاريـك :: كنت أفتكر عمرك معانـا طويلـي

يبكي عليك البيت من عرض أهاليك :: لي دخلت البيـت دمعـي يسيلـي


الحمدلله الذي كتب على الناس الموت وجعله يقيناً فكل نفس ذائقة الموت, وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أنزل الله عز وجل قوله تعالى فيه (إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون)
ولا يخفى على الجميع أن الموت طريق مسلوك ومنهل مورود، وقد مات الرسل وهم أشرف الخلق عليهم الصلاة والسلام، فلو سلم أحد من الموت لسلموا، قال الله سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ}[1]،

وبعد :
فعلى قدر المصيبة يكون الحزن, وعلى قدر المصاب يكون العزاء, وعلى قدر الرجال تكون الفواجع, ويكون الصبر عليها ، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم

أحسن الله عزاءكم وجبر مصيبتكم وغفر للفقيد وتغمده برحمته ورضوانه وأصلح ذريته جميعاً.


كان رحمه الله – من خُلق سمح, وكرم طبع, وسجايا حميدة, وخصالٍ كريمة ، اجتمعت في شخصه رحمه الله فكان مثالاً للمؤمن التقي, والمسلم النقي, وقد وسع الناس بخلقه الكريم و جوده ،,وقل أن يُجمعَ الناس في الثناء على شخص، ولكن لا يمكن للكلمات أن تعبر عنه رحمه الله , وتضيق اللغة عن وصفه.

وإذ أكتب هذا فإني أرفع العزاء بوفاته - رحمه الله – إلى أفراد العائلة الكريمة متأسياً في ذلك بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا مايرضي الرب,فإنا لله وإنا إليه راجعون , وعزاؤنا هو أن ماعند الله له خير وأبقى ،فهو من السابقين في الخيرات قال تعالى(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي).


ونوصيكم بالصبر والاحتساب، والتعاون على البر والتقوى، والاستغفار لوالدكم، والدعاء له بالفوز بالجنة والنجاة من النار، جبر الله مصيبة الجميع، وضاعف لكم جميعاً الأجر، وغفر لوالدكم، وأسكنه فسيح جنته، إنه سميع قريب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.