قيد الصائد وصيد الآبد الحلقة الأولى (فلسفة الحب)

الفصل الخامس والعشرون


ها قد عدت لكم والعود أحمد لأروي لكم ما لم تسمعوا من خبر صاحبي


فقد ذهبت معه ومعنا ثالث إلى بيت أصهاره:


فقابلنا أبو الفتاة ومعه ثلة من بني عمومته


قابلونا بكل ترحاب


وجوه مبتسمه


ومشاعر مرتسمة


سمت حسن


وقول لسِن


وحب يفوح شذاه من ثنايا الحروف


أحسنوا القرى


وأعجزوا الورى


ولم نلبث حتى استأذنوا منا ليعقدوا عقد النكاح


فخرج الزوج والشاهدان والولي إلى علية الدار


ومعهم عاقدهم


فعقدوا عقدهم


وأنشؤوا نكاحهم


وعادوا إلينا والبسمة تعلوا الوجوه


ثم قال أبو الفتاة:


اعلموا أني قد أنكحت ابنتي لهذا الرجل


على كتاب الله وسنة رسوله على مهر يسير وهو أن يأجرني ثماني حجج وإن أكمل عشرا فمن عنده


يسكن معي في بيت لي بجوار منزلي ويوصلني في حاجتي حيث لا قائد لي والبيت له ولزوجته وذريته.


فقال صاحبي صدق صهري فيما قال وأشهدكم أني كابنه من اليوم ما حييت فحق على الكرام أن يُكرموا ويخدموا


فعجبنا من هذا الأمر كيف يسر الله لصاحبي زوجة صالحة عالمة


بلا مهر يغرمه من ماله مع بيت يسكنه وجيران خير حوله


ثم كيف يسر الله لأبي الفتاة من يسعى في شأنه ويوصله لحاجته


سبحان من جعل العباد بعضهم لبعض سخريا


ثم قال الأب تأتوننا في المساء


ومعكم من شئتم من ذوي الرحم والقرابة


ولا تأتوا معكم بشيء


أنا أكفيكم مؤونة العشاء ومؤونة النساء


جئت وصاحبي ومعنا ثلة من الجيران والقرابة لا بشيء


ووجدنا كل شيء قد أعد


كان الزواج ميسرا


والجمع مختصرا


دار عند الرجال حداء وحديث


وعند النساء دف وزف


وفي نهاية المساء عدنا وتركنا صاحبنا عند أصهاره


لكن خصصته قبل أن أغادر بحديث لن أقوله لكم الآن.


هنيئا لهم به وهنيئا له بهم