منتديات قبائل شمران الرسمية


المنقولات الأدبية لكل ما هوا منقول من شعر وخواطر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 07-07-2023, 01:15 AM   #2191
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وَإِن بادَهوني بِالعَداوَةِ لَم أَكُن
أَبادُهُم إِلّا بِما يَنعَت الرُشدا

وَإِن قَطَعوا مِنّي الأَواصِر ضَلَّةً
وَصَلتُ لَهُم مُنّي المَحَبَّةِ وَالوُدّا

وَلا أَحمِلُ الحِقدَ القَديمَ عَلَيهِم
وَلَيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا

فَذلِكَ دَأبي في الحَياةِ وَدَأبُهُم
سَجيسَ اللَيالي أَو يُزيرونَني اللَحدا

لَهُم جُلُّ مالي إِن تَتابَعَ لي غَنّى
وَإِن قَلَّ مالي لَم أُكَلِّفهُم رِفدا

وَإِنّي لَعَبدُ الضَيفِ ما دامَ نازِلاً
وَما شيمَةٌ لي غَيرُها تُشبهُ العَبدا

عَلى أَنَّ قَومي ما تَرى عَين ناظِرٍ
كَشَيبِهِم شَيباً وَلا مُردهم مُرداً

بِفَضلٍ وَأَحلام وجودِ وَسُؤدُد
وَقَومي رَبيع في الزَمانِ إِذا شَدّا



المقنع الكندي



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2023, 01:15 AM   #2192
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما
دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرَ مَرَّة
وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً
وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا

أَسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا
ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا

وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها
مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا

وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ
حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا

وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي
وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ
دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم
وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم
وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا

وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ
دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا

وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي
زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا

وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يَسؤني
طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدا

فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني
قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا


المقنع الكندي



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2023, 02:09 AM   #2193
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا أيّها الإنسانُ ما هذا القَلَقْ
أوَلَيسَ ربُّكَ قَد تكَفَّلَ ما خَلَق

أوَلَيسَ بعدَ العُسرِ يُسْرٌ مِثلَما
بَعدَ اللَّيالِي دائماً يأْتي الفَلَق

لا بأْسَ فالأَحزانُ يَتبَعُها رِضاً
يُضفِي عَلَيكَ بإِذنِ مولاكَ الأَلَق

كُن مِثلَ سَهْمٍ إِن تراجَعَ للوَرا
جَدَّ النَّشاطَ بِهِمَّةٍ ثُمَّ انطَلَقْ .



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2023, 02:22 AM   #2194
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وكمْ تغافلتُ عن أشياء أعرفُها
وكمْ تجاهلتُ قولاً كان يُؤذيني

وكمْ أقابلُ شخصاً من ملامحهِ
أدري يقيناً وحقّاً لا يُدانيني

وكمْ تغاضيتُ لا جُبناً ولا خوراً
هي المروءةُ من طبعي ومن ديني

جازيتُ بالطيبِ كلّ الناسِ مجتهداً
لعلَّ ربّي عن طيبي سيجزيني


يحي رياني



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2023, 04:09 AM   #2195
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

بحسن الوعظ تمتلك القلوب
وصخر الطبع من لين يذوب

فقل للمسرفين ألا رجعتم
فإن الله يقبل من يتوب

ورحمته اوسع من خيال
ولو كثرت من العبد الذنوب

يجرك من العذاب ان اتيت
ويدخلك الجنان بلا عيوب



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2023, 02:25 PM   #2196
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إذا بكيتَ بجوفِ الليلِ مبتهلاً
ففي الصباح بإذن الله تبتسمُ

وإن أتَتك جيوشُ الهمِّ غازيةً
فبالصلاةِ على المختارِ تنهزمُ



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2023, 11:46 PM   #2197
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا وَردَ جورِ الذي حيّا فأحيانا
أشبَهتَ خَدّاً بماءِ الحُسن ريّانا

اذا رأيتكَ لاح الكونُ مُبتسِماً
كالثَّغر واخضرَّت الآمالُ أَغصانا

وإن جنيتُك أذكرْ غادةً حملَت
من الأزاهِر أشكالاً وألوانا

كم باقةٍ مِنكَ ضمّتها أنامِلُها
كأنها لؤلؤٌ قد ضمَّ مُرجانا

ومنكَ لونٌ وطِيبٌ في غلالِتها
وهي التي تَكتسي نوراً وريحانا

إليَّ أهدَتكَ مضموماً بأنملِها
حتى رأيتُ الهوى حُسناً وإحسانا

ولا أزالُ بزَهرٍ مِنكَ أَذكرُها
لأنني لم أزل بالطّيبِ نشوانا

وقد تجودُ بخَدٍّ لي فأحسبُه
مما جَنَتهُ ومن رياكَ ريانا

قلبي تعشَّقَ خدَّيها كما عشِقَت
فراشةُ الرّوضِ لوناً منكَ فتانا

يا وردَ جورٍ عليك الرّيحُ نافحةٌ
نهزُّ في الصّبحِ أزهاراً وأفنانا

وتحملُ الطّبَ مثلَ النفسِ حاملة
للحبِّ حتى يَصيرَ الكونُ أكوان


أبو الفضل الوليد



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2023, 11:46 PM   #2198
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

تنزَّهتُ في روضٍ خضيلٍ مطلَّلِ
كوجهٍ جميلٍ تحتَ شعرٍ مُسَدَّلِ

وفوقَ الهضابِ الشّمسُ تحكي مليكةً
أطلّت على العُشّاق من سجفِ مخمل

فمالَ جناني ذاكراً مُتشوّقاً
كما مالتِ الأزهارُ من لمس أنمُل

على العشبِ أبصرتُ الحبيبةَ صدفةً
وفي يدِها البيضاء زهرُ القرُنفُل

فقالت وقد مالت إليَّ ببسمَةٍ
هو الزهرُ فانشُق وانتعِش وتعلّل

فقلتُ لها إن القرُنفُلَ زهرَةٌ
تلوحُ على رأسِ الملاك المُكلَّل

وحواءُ في الجنّاتِ كانت تشُمُّها
وتحفظُها حفظَ الجوَاهِرِ والحلي

شذا الحبِّ والسّلوى يُعطّر قلبها
ففي شمَّةٍ منه الكآبةُ تنجلي

أيحظى بِشَمِّ الزَّهرِ خداً وباقةً
مُحِبٌّ يُعاني مطمعاً بعد مأمل

بإضمامةِ جاء القُرنفلُ خاضعاً
وفي راحة بيضاءَ راحةُ مُثقَل

دعيها لِشاكٍ أو ضعيها لِناحلٍ
فخَصرُكِ مهما ينضر الزّهرُ يذبُل


أبو الفضل الوليد



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2023, 11:47 PM   #2199
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أبكي على الصّيفِ كالباكي على الطَّللِ
وإنّه كالصِّبا يمضي على عجَلِ

جاءَ الشتاءُ فأذوى بردُه حبقاً
قد كان في الصيفِ ذا نضرٍ وذا ميل

كم كنتُ أقطفهُ أو كنتُ أنشقُه
والعطرُ والنضرُ مثلُ الحبّ والأمل

عندَ الغنيِّ تراهُ والفقيرِ فلا
تعجَب لباذلِ حسنٍ غيرِ مُبتذل

للكلّ نعمتُهُ تُرجى ورحمتُه
وعَرفُه ناعشٌ كالبرءِ في العِلل

وأبيضُ الزّهرِ مِنهُ كالنقوشِ على
بُردٍ وكالدّمعِ في سودٍ من المُقل

أما تراهُ على تقواه مُتّضِعاً
يهوى بياضَ الحلى في خِضرَةِ الحِلل

والرّيحُ شيّقةٌ ولْهَى تقبِّلُهُ
فليتَ لي ما له من أطيبِ القُبَل

حفظتُ في البردِ والأمطارِ واحدةً
منهُ وكنتُ أُداريها على وجل

حتى إذا ذبُلَت أصبَحتُ أنشدُها
يا رحمة اللهِ ما أولاكِ بالطّلَل

يا ربّ لا تخلينَّ القلبَ من أملٍ
والروضَ من زهَرٍ والأرضَ من بَلل


أبو الفضل الوليد



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-2023, 11:48 PM   #2200
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا أرض أندلس الخضراء حيينا
عدد الابيات : 131


يا أرض أندلسَ الخضراءَ حيّينا
لعلّ روحاً من الحمراءِ تُحيينا

فيكِ الذخائرُ والأعلاقُ باقيةٌ
من الملوكِ الطريدينَ الشّريدينا

منّا السلامُ على ما فيكِ من رممٍ
ومن قبورٍ وأطلالٍ تصابينا

لقد أضعناكِ في أيامِ شَقوَتِنا
ولا نَزالُ محبّيكِ المشوقينا

هذي ربوعُكِ بعدَ الأُنسِ مُوحِشةٌ
كأننا لم نكن فيها مقيمينا

من دَمعِنا قد سقيناها ومِن دَمِنا
ففي ثراها حشاشاتٌ تشاكينا

عادت إِلى أهلها تشتاقُ فتيتَها
فأسمعت من غناءِ الحبّ تلحينا

كانت لنا فعنَت تحت السيوفِ لهم
لكنّ حاضرَها رسمٌ لماضينا

في عزّنا حبلت منا فصُورتُنا
محفوظةٌ أبداً فيها تعزّينا

لا بدعَ إن نَشَقَتنا من أزاهرها
طيباً فإنّا ملأناها رَياحينا

وإن طربنا لألحانٍ تردِّدُها
فإنها أخذت عنّا أَغانينا

تاقت إلى اللغةِ الفصحى وقد حفظت
منها كلاماً بدت فيه معانينا

إنّا لنذكرُ نُعماها وتذكُرنا
فلم يضع بيننا عهدُ المحبّينا

في البرتغالِ وإسبانيّةَ ازدهرت
آدابُنا وسمت دهراً مبانينا

وفي صقلّية الآثارُ ما برحت
تبكي التمدُّنَ حيناً والعُلى حينا

كم من قصورٍ وجنّاتٍ مزخرفةٍ
فيها الفنونُ جمعناها أفانينا

وكم صروحٍ وأَبراجٍ ممرّدةٍ
زدنا بها الملكَ توطيداً وتأمينا

وكم مساجدَ أَعلَينا مآذنَها
فأطلَعت أَنجماً منها معالينا

وكم جسورٍ عَقَدنا من قَناطِرِها
أقواسَ نصرٍ على نهرٍ يرئّينا

تلك البلادُ استمدّت من حضارتنا
ما أَبدعَته وأولته أَيادينا

فيها النفائسُ جاءت من صناعَتِنا
ومن زراعتِنا صارت بساتينا

فأجدَبَت بعدَنا واستوحَشَت دمناً
تصبو إلينا وتبكي من تنائينا

أيامَ كانت قصورُ الملكِ عاليةً
كانَ الفرنجُ الى الغاباتِ آوينا

وحين كنا نجرُّ الخزَّ أَرديةَ
كانوا يسيرون في الأسواقِ عارينا

لقد لبسنا من الأبرادِ أفخرَها
لما جَرَرنا ذيولُ العصبِ تزيينا

وقد ضَفَرنا لإدلال ذوائبَنا
لما حمينا المغاني من غوانينا

وقد مَسَحنا صنوفَ الطيبِ في لممٍ
لما ادّرعنا وأَسرجنا مذاكينا

كل الجواهر في لبّاتِ نسوتنا
صارت عقوداً تزيدُ الدرَّ تثمينا

وأَكرمُ الخيلِ جالت في معاركنا
وإذ خلا الجو خالت في مراعينا

تردي وقد علمت أَنّا فوارسها
ولا تزالُ لنعلوها وتُعلينا

زدنا السيوفَ مضاءً من مضاربنا
ومن مطاعننا زدنا القنا لينا

من للكتائبِ أو من للمواكبِ أو
من للمنابرِ إِلا سادةٌ فينا

جاءت من الملأ الأعلى قصائدُنا
والرومُ قد أَخذوا عنا قوافينا

لم يعرفوا العلَم إِلا من مدارسِنا
ولا الفروسةَ إِلا من مجارينا

أَعلى الممالكِ داستها جحافِلُنا
وسرّحت خيلَنا فيها سراحينا

تلك الجيادُ بأبطالِ الوغى قطعت
جبالَ برناتَ وانقضّت شواهينا

في أرض إفرنسةَ القصوى لها أَثرٌ
قد زادَهُ الدهرُ إيضاحاً وتبيينا

داست حوافرُها ثلجاً كما وطئت
رَملاً وخاضت عباباً في مغازينا

الشمسُ ما أَشرقت من علوِ مطلعِها
إِلا رأَتنا الى الأوطارِ ساعينا

كسرى وقيصرُ قد فرَّت جيوشُهما
للمرزبانِ وللبطريقِ شاكينا

حيث العمامةُ بالتيجانِ مزريةٌ
من يومِ يرموكَ حتى يومِ حطّينا

وللعروشِ طوافٌ بالسرير إذا
قامَ الخليفةُ يعطي الناسَ تأمينا

بعدَ الخلافةِ ضاعت أرضُ أندلسٍ
وما وقى العرب الدنيا ولا الدينا

الملكُ أصبحَ دَعوى في طوائفهم
واستمسكوا بعرى اللّذاتِ غاوينا

وكلُّ طائفةٍ قد بايعت ملكاً
لم يُلفِ من غارة الأسبانِ تحصينا

وهكذا يفقدُ السلطانُ هيبتَهُ
إن أكثرَ القومُ بالفوضى السلاطينا

والرأيُ والبأسُ عندَ الناسِ ما ائتلفوا
لكن إذا اختلفوا صاروا مجانينا

تقلّصَ الظلُّ عن جناتِ أندلسٍ
وحطَّمَ السيفُ ملكَ المستنيمينا

فما المنازلُ بالباقينَ آهلةٌُ
ولا المساجدُ فيها للمصلّينا

لن ترجعنَّ لنا يا عهدَ قرطبةٍ
فكيفَ نبكي وقد جفّت مآقينا

ذبّلتَ زهراً ومن ريّاك نشوتُنا
وإِن ذكراك في البلوى تسلينا

ما كانَ أعظمَها للملكِ عاصمةً
وكان أكثرها للعلمِ تلقينا

لم يبقَ منها ومن ملكٍ ومن خولٍ
إِلا رسومٌ وأطيافٌ تباكينا

والدهرُ ما زالَ في آثارِ نعمتِها
يروي حديثاً لهُ تبكي أعادينا

أينَ الملوكُ بنو مروانَ ساستُها
يُضحونَ قاضينَ أو يُمسونَ غازينا

وأينَ أبناءُ عبّادٍ ورونَقُهم
وهم أواخرُ نورٍ في دياجينا

يا أيها المسجدُ العاني بقرطبةٍ
هلا تذكّرُكَ الأجراسُ تأذينا

كانَ الخليفةُ يمشي بينَ أعمدةٍ
كأنه الليثُ يمضي في عفرّينا

إن مالَ مالت به الغبراء واجفةً
أو قالَ قالت له العلياءُ آمينا

يا سائحاً أصبحت حجّاً قيافتُهُ
قِف بالطلول وسَلها عن ملاهينا

بعدَ النعيمِ قصورُ الملكِ دارسةٌ
وأهلُها أصبحوا عنها بعيدينا

فلا جمالٌ تروقُ العينَ بهجتُه
ولا عبيرٌ معَ الأرواحِ يأتينا

صارت طلولاً ولكنّ التي بَقِيَت
تزدادُ بالذكرِ بعدَ الحسنِ تحسينا

تلكَ القصورُ من الزهراءِ طامسةٌ
وبالتذكُّرِ نبنيها فتنبينا

على الممالك منها أشرفَت شرفاً
والملكُ يعشقُ تشييداً وتزيينا

وعبدُ رحمانِها يَلهو بزخرفِها
والفنُّ يعشقُ تشييداً وتزيينا

كانت حقيقةَ سلطانٍ ومقدرةٍ
فأصبحت في البلى وهماً وتخمينا

عمائمُ العربِ الأمجادِ ما برحت
على المطارفِ بالتمثيلِ تصبينا

وفي المحاريبِ أشباحٌ تلوحُ لنا
وفي المنابرِ أصواتٌ تنادينا

يا برقُ طالع قصوراً أهلُها رحلوا
وحيّ أجداثَ أبطالٍ مُنيخينا

أهكذا كانت الحمراءُ موحشةً
إذ كنتَ ترمقُ أفواجَ المغنينا

وللبرودِ حفيفٌ فوقَ مرمرِها
وقد تضوعَ منها مسكُ دارينا

ويا غمامَ افتقد جناتِ مرسيةٍ
وروِّ من زَهرِها ورداً ونسرينا

وأمطرِ النخلَ والزيتونَ غاديةً
والتوتَ والكرمَ والرمانَ والتينا

أوصيكَ خيراً بأشجارٍ مقدّسةٍ
لأنها كلُّها من غرسِ أيدينا

كنا الملوكَ وكان الكونُ مملكةً
فكيفَ صرنا المماليكَ المساكينا

وفي رقابِ العدى انفلّت صوارمُنا
واليومَ قد نزعوا منا السكاكينا

ليست بسالتُنا في الحربِ نافعةً
ومن براقيلِهم نلقى طواحينا

فلو فطنّا لقابلنا قذائفَهم
بمثلِها وامتنعنا في صياصينا

واشتدَّ عسكرُنا يحمي منازلنا
وارتدَّ أسطولُنا يحمي شواطينا

إذاً لكانوا على بأسٍ ملائكةً
وما أتونا على ضعفٍ شياطينا

فنحنُ في أرضِنا أسرى بلا أملٍ
والدارُ كالسجنِ والجلادُ والينا

شادوا القلاعَ وشدوا من مدافِعهِم
ما يملأ الأرضَ نيرانا ليفنينا

بعدَ اعتداءٍ وتدميرٍ ومجزرةٍ
قالوا أماناً فكونوا مستكينينا

وكم يقولون إنّا ناصبونَ لكم
ميزانَ عدلٍ ولم توفوا الموازينا

تحكَّموا مثلما شاءَت مطامعُهم
وصيّروا بِيننا التهويلَ تهوينا

فلا تغرنّ بالآمالِ أنفُسَنا
وللفرنسيسِ جوسٌ في نواحينا

هل يسمحون ولو صرنا ملائكةً
بأن نصيرَ لهم يوماً مبارينا

لا يعرفون التراضي في هوادتِنا
ولا سلاحٌ به يخشى تقاضينا

إن لم تكن حكمةٌ من علمِ حاضرِنا
أما لنا عبرةٌ من جهلِ ماضينا

إنَّا نعيش كما عاشت أوائلُنا
ولا نريدُ من الأعلاجِ تمدينا

إن قدّموا المنّ والسلوى على ضرعٍ
نختر على العزّ زقوماً وغسلينا

يا مغربيّةُ يا ذات الخفارةِ يا
ذات الحجابِ الذي فيه تُصانينا

صدّي عن العلجِ واستبقي أخا عربٍ
من وُلدِ عمِّكِ يهوى الحورَ والعينا

يا نعمَ أندلسياً كان جَدّكِ في
عهدِ النعيمِ وهذا العهدُ يشقينا

خذي دموعي وأعطيني دموع أسى
طالَ التأسّي وما أجدى تأسّينا

ذكرُ السعادةِ أبكانا وأرّقنا
ما كنتُ لولا الهوى أبكي وتبكينا

بكى ابن زيدونَ حيثُ النونُ أنّتُهُ
ولم يزل شعرُهُ يُبكي المصابينا

كم شاقني وتصبّاني وأطربني
إذ كنتِ ورقاءَ في روضٍ تنوحينا

ومن دموعكِ هاتيكَ السموطُ حكت
أبياتَ نونيّةٍ فيها شكاوينا

ولاّدةُ استنزفت أسمى عواطِفهِ
فخلّدَ الحبَّ إنشاداً وتدوينا

تلكَ الأميرةُ أعطَته ظرافَتَها
فأخرجَ الشعرَ تنغيماً وتحنينا

يا بنتَ عمي وفي القُربي لنا وطرٌ
صوني المحيا وإن زرناكِ حيينا

ليلُ الأسى طالَ حتى خلت أنجمَهُ
بقيّةَ الصبحِ تبدو من دياجينا

نشتاقُ فجراً من النُّعمَى وظالمُنا
يقولُ إنّ ضياءَ الفجرِ يؤذينا

فلنُطلعنَّ إذن صبحَ القلوبِ على
ليلِ الخطوبِ وهذا النورُ يكفينا

أما كفانا بفقدِ الملكِ نائبةً
حتى أتانا علوجٌ الرومِ عادينا

عدا علينا العدى في بَرِّ عَدوتنا
وقد رضيناهُ منفَى في عوادينا

فيه الفرنسيسُ ما انفكّت مدافعُهم
تمزّقُ العربَ العُزلَ المروعينا

فوسطَ مرّاكشِ الكبرى لقائِدهم
دستٌ وقد شرَّدوا عنها السلاطينا

وفي الجزائرِ ما يُبكي العيونَ دماً
على أماجدَ خرُّوا مستميتينا

وفي طرابلس الغرب استجدَّ لنا
وَجدٌ قديمٌ وقد ضاعت أمانينا

وهذه تونسُ الخضراءُ باكيةٌ
ترثي بنيها المطاعيمَ المطاعينا

من الفرنسيسِ بلوانا ونكبتُنا
فهل يظلّونَ فينا مستبدّينا

صهبُ العثانين مع زرقِ العيونِ بدت
شؤماً به حدثانُ الدهرِ يرمينا

فلا رأينا من الأحداقِ زرقَتها
لا شَهِدنا من الصهبِ العثانينا

وا طولَ لهفي على قومٍ منازلُهم
تأوي العلوجَ ثقالاً مستخفِّينا

قد كافحوا ما استطاعوا دونَ حرمتِها
ثم استكانوا على ضيمٍ مطيعينا

لا يملكونَ دفاعاً في خصاصَتِهم
وينصرونَ الفرنسيسَ الملاعينا

أعداؤهم قطعوا أوطانهم إرباً
فأصبحوا مثلَ أنعامٍ مسوقينا

هذا لعمري لسخطُ الله أو غضبٌ
من النبي على ساهينَ لاهينا

من ذا يصدّقُ أن التائهين ثبىً
كانوا جيوشاً ترى الدنيا ميادينا

مشوا على ناعمٍ أو ناضرٍ زمناً
واليومَ يمشون في الصحراءِ حافينا

لا طارقٌ يطرق الأعلاجَ من كثبٍ
وإن دعونا فلا موسى يلبينا

بالقهر قد أخذوا مسكاً وغاليةً
ومنهما عوّضونا الوحلَ والطينا

وأدركوا ثأرَهم في شَنّ غارتِهم
لما أتونا لصوصاً مُستبيحينا

في الأرضِ عاثوا فساداً بعد ما شربوا
خمرَ الحوانيتِ وامتصّوا المداخينا

فما لنا قوةٌ إِلا بسيّدنا
محمدٍ فهو يرعانا ويهدينا

قد اصطفى بين كل الناسِ أمته
كما غدا المصطفى بين النبيينا

يا أحمد المرتضى والمرتجى أبداً
ألستَ من سطواتِ الرومِ تحمينا

يا أرفعَ الناسِ عند الله منزلةً
متى نرى السيفَ مسلولاً ليشفينا



أبو الفضل الوليد لبنان



الحمدان متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني شمرانية الروح المطبخ والغذاء الصحي 7 05-28-2021 07:34 PM
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي أبو شريح الشمراني منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني 1 02-10-2021 05:24 PM
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ‏‏( معلومات غائبة عن الكثير ) ساكتون المنتدي الاسلامي 7 04-07-2012 04:45 PM
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور خوفو الضحك والفرفشة 0 08-26-2010 06:05 PM
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ كركر المنتدي الاسلامي 4 02-09-2008 08:17 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية