منتديات قبائل شمران الرسمية


المنتدي الاسلامي خــاص لاهل السنة والجماعة فقط .!

 

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 12-21-2015, 07:02 PM   #1
Photobucket
 

عبدالله سعد حوفان is on a distinguished road
افتراضي هل من معتبر

قصة تحمل بين طياتها عظة وعبرة ..
فهل من معتبر ؟!
نسوق القصة بمناسبة مقطع صب دهن العود الملكي وغسل اليدين به ، ومقاطع صب السمن على اليدين ، والاستعراض بكثرة الذبائح وأحجامها ، ونحوها من مظاهر الاستخفاف بالنعم التي تستشري هذه الأيام .

*
قال الراوي :
... وأطلت السيدة أم الأمراء (اعتماد) من قصرها الإشبيلي فرأت - عن بعد - نسوةً بدوياتٍ يخضن في الوحل والطين ..
فأعجبها منظرهنّ ، وأرادت تجريبه فاستأذنت زوجها ملك إشبيلية الشاعر العاشق (المعتمد ابن عباد) في أن تخرج إلى ظاهر إشبيلية لتتمتع بالخوض في الطين مع بناتها !!

فمنعته رسوم السلطنة وهيبتها من أن يأذن لها في ذلك ، غير أنه تعود أن لا يرفض لها طلباً ، فمن فرط شغفه بها أصدر مرسوما إلى كل (عطار) بإشبيلية بأن يسوق كل ما لديه من عطر ومسك وأعواد طيب إلى قصر الملك بثمن يسيل له اللعاب .

وقام الخدم بعجن المسك والأعواد بالعطور في باحة القصر الواسعة ، فكانت أشبه بالطين والوحل إلا أن ماءه عطر ذو رائحة نفاذة .

ثم نزلت (اعتماد) مع بناتها يخضنَ في الطين المُعطر ذهاباً وجيئة .

وكان يوماً مشهوداً تسرب خبره من القصر إلى بيوتات الخاصة فالعامة بإشبيلية والأندلس ، وعلم الناس أي مكانة لاعتماد في قلب المعتمد .

قال الراوي :
ولم يكن هذا السرف ليذهب دون عقوبة إلهية ؛ فقد جاء (ابن تاشفين) والمرابطون وخلصوا الأندلس من تهديد النصارى القشتاليين ومن (ملوك الطوائف) .

ثم أخذوا المعتمد وزوجته اعتماد وبناتهما إلى الإقامة الجبرية في (أغمات) بالمغرب في ذل وهوان ، ورأى فيه أصناف البؤس والتعاسة ، حتى قيل : (أخبار ابن عباد تذيب الأكباد) !!

ولم تستسغ "اعتماد" حياة الفاقة ورأت (الطين الحقيقي) !!

وحصل أن تجادلت مع زوجها الملك الأسير (المعتمد) يوماً وتشاحنا حتى قالت له :
"منذ عرفتك ما رأيت منك خيراً قط"*!!
فقال لها - بدهشة وألم - : "ولا يوم الطين"*؟!
فخجلت وسكتت*!!


ودخلت عليه بناته - وهو في السجن في قبو قذر ينضح ماء مع برودة شديدة سببت له المرض - في يوم عيد بأسمالٍ بالية رثة وكن يغزلن للناس بأجور زهيدة حتى إن إحداهن غزلت لبيت صاحب الشرطة الذي كان في خدمة أبيها وهو في سلطانه ، ولما رآهن أبوهن في أطمار رثة قال هذه الأبيات :

فيما مضى كنت بالأعياد مســروراً
فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطـمار جـائـعــة
يغزلن للناس لا يملـكن قطميرا
برزن نحوك للتـسليـــم خاشعـــــة
أبصارهــن حـســيرات مـكاســـيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية
كأنهـا لم تطـأ مســكـاً وكـافــــورا
لا خد إلا ويشكو الجدب ظـاهـره
وليس إلا مع الأنفاس مـمـطــورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءته
فعــاد فطــرك للأكباد تفطيـــرا
قد كان دهرك إن تأمره مـمـتـثــلاً
فـردك الدهـــر منهـــيا ومــأمـــورا
من بات بعدك في ملـك يسر بــه
فإنما بات في الأحــلام مغـــرورا


وبعد حياة صاخبة ماتت اعتماد ..
ومات المعتمد ..

ومن عجائب الدهر أنه نودي على جنازته عندما مات : (الصلاة على الغريب) ..

فسبحان من لا يزول ملكه !!



عبدالله سعد حوفان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

 

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية