كيف تتعامل مع الفشل؟🍁

08-07-2023, 03:16 PM

كيف تتعامل مع الفشل؟

الكاتب : خالد عمر حشوان

الفشل هو عدم قُدْرَة الإنسان على أداء المهام والإخفاق في تحقيق النجاحات بسبب الإهمال أو التقصير أو العجز وينتج عنه نتائج سلبية غير مرغوبة، وحديثاً تم اعتباره مرحلة انتقالية ودافعة للوصول إلى النجاح وهو فرصة عظيمة للتطور واكتساب المعرفة والتجدد والإبداع، لأن الإنسان في هذه الحياة مُعَرّض لحالات من الفشل المهني أو الأكاديمي أو العاطفي، ولكن الاختلاف يكون دائماً في كيفية التعامل مع هذا الفشل وإدارته والذي يختلف من شخص لآخر، لذا سوف نقسم هذا الاختلاف إلى نوعين من البشر ونتناول كل نوعٍ على حِدَة بالتفصيل التالي:
النوع الأول: وهو الذي لا يُحْسِنُ التعامل مع الفشل ويتعامل معه بطريقة غير صِحّية تزيد من الإخفاق فيه وتسيطر عليه خيبة الأمل ويكون لهذا النوع من البشر صفات أهمها الآتي:
* الاستسلام للفشل والقبول به وهبوط المعنويات وفقدان الحماس والغرق في اليأس والإحباط والسلبية.
* الحساسية المفرطة من الفشل وجلد الذات بسياط الندم والحسرة ومعاتبة النفس والمبالغة في اللوم.
* الإنكار وعدم الاعتراف بالفشل لدى البعض والإصرار على الأخطاء مع الاستكبار وعدم الرغبة في رؤية الصواب.
* فقدان الثقة بالنفس وعدم محاولة النهوض والإصرار على النجاح والتألق والتميز بعد تجربة الفشل المريرة.
النوع الثاني: وهو الأفضل والذي يُحْسِنُ التعامل مع الفشل بطريقة صحيحة ويتغلب عليه ويتجاوزه بأقل الأضرار ويكون له درساً ودافعاً قوياً للنجاح والتقدم وأهم صفاته هي:
* يؤمن بأن الفشل يواجه كل إنسان في الحياة ولا وجود للكمال ويعلم أن هناك عثرات لابد منها للتعلم والاستفادة. * الاعتراف بالفشل ودراسته وتحليله من أجل المحاولة بطريقة صحيحة في المستقبل لتحقيق النجاح والتألق.
* الثقة العالية بالنفس والتي تدعم الإصرار والتحدي في المُضي قدماً نحو النجاح والتميز من جديد والتألق.
* الإحساس بألم الفشل واستغلال الغضب في تفجير طاقة التحدي وبذل الجهد والمحاولة لتخطي الفشل.
* استذكار النجاحات السابقة والإنجازات عند الفشل للتأكيد على أنها عثرة عابرة وتجربة سوف تمضي.
* مُصاحبة الأخيار والناجحين لكسب الخبرات والتجارب والدعم عند الفشل والبعد عن الأشخاص السلبيين.
وهناك عدة خطوات للتعامل مع الفشل ونُلخص أهمها وأكثرها تأثيراً:
- الاعتراف بالفشل وتحمل المسؤولية ومواجهة الفشل بواقعية وشجاعة وعدم تحميله للآخرين.
- دراسة وتحليل الموقف لمعرفة أسباب الفشل الكاملة والأخطاء ووضع الحلول والبدائل المناسبة للنجاح.
- الإيجابية والتفاؤل والتخلص من المشاعر السلبية والوساوس القهرية التي تعيق القدرة على النجاح والتقدم.
- اتخاذ القرار لتجنب أخطاء الفشل السابقة والمحاولة من جديد لأن الفشل الحقيقي هو السقوط وعدم المحاولة.
- الاستفادة من أصحاب الخبرات في مجال الفشل والاستعانة بهم والمُضي على خُطاهم بالبصمة الشخصية الخاصة.
- التخطيط الجيد والمرن والمختلف عن السابق بتحديد المهام والأهداف المطلوبة وتقييم ومتابعة التنفيذ باستمرار.
- العمل بجد واجتهاد وإخلاص لمنح النفس القوة على الاستمرار في طريق النجاح وتحقيق الأهداف ونسيان الماضي.
وأخيرًا الشعور بالفشل يعتبر من أصعب ما قد يشعر به الإنسان من عجز عن تحقيق أهدافه وآماله وطموحاته، ولكنه لا يعني نهاية المطاف، بل لابد من اعتبار الفشل تجربةً لاستخلاص العِبَرْ والدروس وكونها نقطة بداية في طريق النجاح بكل إصرار وتحدٍ ورغبة جامحة للمُضي قُدماً مع العمل والمثابرة والاجتهاد لزيادة فرص النجاح والتميز وتحقيق الأهداف والطموحات المرسومة، وهناك حكمة رائعة تقول «هذه الحياة شئت أم أبيت.. لن تتعافى دون أن تتألم.. ولن تتعلم دون أن تخطئ.. ولن تنجح دون أن تفشل.. ولن تحب دون أن تفقد».
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة