انتقوا أصدقاءكم 🌹💙

07-31-2022, 03:53 PM

انتقوا أصدقاءكم

يقول المثل العربي (رب ضارة نافعة) وهذه حقيقة كما جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).. وفي بيت من الشعر العربي «إن من السموم الناقعات دواء».. منذُ أن أصبحتُ مدركاً في تسعينات القرن الهجري الماضي كان لي صديق وضعه مثل وضع الكثير آنذاك لا نحبه كثيرًا ولكن مجبورون عليه .. كبرنا وبلغنا سن الرشد وكبرت معنا الاهتمامات وأخذتنا مشتتات الدنيا ومازال هذا الصديق موجودًا، ولكن كنت قليل التحدث معه والاهتمام به «رغم أنه ذو مقام ومكانة ومكسب لكل من يجالسه»... مؤخراً حين حلت علينا جائحة كورونا (الضارة والنافعة) وأصبحنا أسرى المنازل وجدت نفسي أبحث عن صديقي الذي لم أعره الاهتمام من قبل، وكأن هذه الجائحة تقول استشعروا النعم التي حولكم ولم تقدروها حق التقدير.. وهذا ما حدث معي أنا وصديقي الرائع فقد توطدت صداقتنا يوماً بعد يوم وأصبح يملأ وقتي بعد ان أُنهي مهامي اليومية.. وجدُته بحراً لا ينضبْ من الحكمة والمعرفة، وأصبحت من وقتٍ لآخر أعتذر له عن سنين خلت بعيداً عنه، بل وقادني إلى أفكار وتفكير وفكر وأن أبدأ جدياً بإكمال الدراسات العليا وهذا ما حصل بالفعل.. واتجهت إلى دراسة القانون بفضل الله، حين بدأت دراستي كان يتوجب عليَّ حضور يومين في الأسبوع لمدينة الرياض رغم أن استقراري في مدينة جدة، وأصبح هذا جدولي أُسبوعياً على مدار العامَيْن الماضيين (في أوقات الدراسة)، وفي آخر المطاف ولله الحمد كنت من الاوائل بتقدير ممتاز، وأثناء كل ذلك كان لي صديق في الطائرة وصالات الانتظار، حتى إذا تأخرت الرحلة لا أُبالي ولا أتضجر فصديقي بجواري، بل ودفعني أن أستفيد من أيام الإجازة الأسبوعية، والتحقت بماجستير إدارة أعمال في كلية جدة إلى جانب دراسة القانون في وقت واحد وبتفوق ولله الحمد والمنة دائماً وابداً.. لا تعتقدون أن وراء ذلك ذكاء أو قوة خارقة؛ فأنا شخص قليل الحفظ وكثير النسيان، وتقدم العمر وكثرة مشاغل الحياة لها دور في ذلك، ولكن بعد توفيق الله هي عبارة واحدة فقط (هل أنت صاحب همة؟ عزيمة؟ إرادة؟ ولديك هدف تؤمن به وتسعى لتحقيقه؟ إذاً بيدك مفتاح النجاح).. أضيف أخيراً.. رسالة للشباب.. انتقوا أصدقاءكم جيداً فمتى ما أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقد عرفت معنى الصداقة الحقيقية.

الكاتب/ علي آل مسعد
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة