مقاطع من ذاكرة الزمن الجميل

رأيتُ ـ فيما يرى النائم ـ أنّني أجلس أمام التلفزيون، وإذا بي أستمع إلى صوت الشيخ عبدالله خيّاط يقرأ القرآن، وأرى الشيخ علي الطنطاوي يسردُ ويستطرد ويحلّل ويمتع..


لم أصدّق عينيّ، ففركتُهما، لأشاهد "لولو الصغيرة"، ثم أنشودة الأطفال "أنا عندي عروسة"..
أكرم صالح يعلّق على مباراة بين النصر والهلال، ويردّد كلّما أبدع ماجد عبدالله في مراوغاته: "بيبيع الأوّل، ويبيع الثاني..."، ويتفاءل بظهور نجم اسمه يوسف الثنيان قائلا: "أنا بحبو لهالولد"..
بين الشوطين "مونولوج" ساخر لحسن دردير، ومناظر من بلادي، أظنّها مستلّة من برنامج "ربوع بلادي" لخالد زارع..


لم أجد "الريموت كنترول"، وفي أثناء بحثي عنه، رأيتُ مقطعاً من المسلسل الأردني "العلم نور"، ثم استمعتُ إلى أذان العشاء، يليه محمد الصبيحي وهو يدعو "يا رب" ثم "نتوقف لأداء الصّلاة"..


فوزي محسون يغني "وسبحانه وقدروا عليك".. طلال مداح يشدو "شفت أبها" على مسرح التلفزيون، وألمحُ بين الجمهور محمد عبده، وحيدر فكري، وعبدالله محمد، وسعد إبراهيم، وأبو بكر سالم بالفقيه، وأبي وأصدقاءه.. الأغنيتان كانتا ضمن برنامج "اخترنا لكم" لعلي المشهدي..
الكرة الأرضيّة تدور، وتدور، وأمامها لفظة "الأخبار"، ليطلّ حسين نجّار، وغالب كامل قارئين للأخبار بلا لحنٍ ولا تأتاة..


مسلسل "البرادعي"، فـ "ما تبقّى من برامجنا"مع فهد الشايع، ليطلّ جميل محمود في "وتر وسمر"؛ مجس حجازي، وموال: "ولمّا تلاقينا.."، والعم جميل يهبُ الطربَ نكهتَه وهو يردّد: "حلو كتير، وياسلاااااام"..
اليوم التالي، ماجد الشبل يقدم "أحداث العالم في أسبوع"، وهو ملخّصٌ إخباريٌّ فريدٌ لذيذٌ ننتظره سبعاً.. وننتظر معه جميل سمّان في "مجلّة التلفزيون"، لنعرفَ الجديدَ، ونستعيد القديم الذي صارَ الآن "الأقدم"..


هذه مقاطع من أحلام الزمن الجميل، ومعها سؤال: لماذا لا تتم الاستعانة ببعض مذيعي الزمن الجميل في تقديم بعض البرامج، أو قراءة نشرات الأخبار؟ وليكن ذلك في فتراتٍ متفاوتة..
لكم أن تتخيّلوا نشرة أخبار يقرؤها علي النجعي، أو غالب كامل، أو بدر كريم، أو أمين قطان، أو .... سنشعر حينها بأننا لا نعيشُ عصر الرداءة الإعلاميّة..
نحتاج إلى استعادة أزمنتنا، نحتاج إلى ذلك حنيناً أو وفاء..





(أحمد التيهاني-الوطن)