منتديات قبائل شمران الرسمية


المنقولات الأدبية لكل ما هوا منقول من شعر وخواطر

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 01-14-2023, 09:13 PM   #1781
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وَلَقَد بَغى بِجِلادِ أَوسٍ قَومُهُ
ذُلّاً وَقَد عَلِمَت بِذَلِكَ سِنبِسُ

حاشا بَني عَمروِ بنِ سِنبِسَ إِنَّهُم
مَنَعوا ذِمارَ أَبيهِمِ أَن يَدنَسوا

وَتَواعَدوا وِردَ القُرَيَّةِ غُدوَةً
وَحَلَفتُ بِاللَهِ العَزيزِ لَنُحبَسُ

وَاللَهُ يَعلَمُ لَو أَتى بِسُلافِهِم
طَرفُ الجَريضِ لَظَلَّ يَومٌ مُشكِسُ

كَالنارِ وَالشَمسِ الَّتي قالَت لَها
بَيدَ اللُوَيمِسِ عالِماً ما يَلمِسُ

لا تَطعَمَنَّ الماءَ إِن أَورَدتَهُم
لِتَمامِ طَميِكُمُ فَفوزوا وَاِحبُسوا

أَو ذو الحُصَينِ وَفارِسٌ ذو مِرَّةٍ
بِكَتيبَةٍ مَن يُدرِكوهُ يَغرِسُ

وَمُوَطَّءُ الأَكنافِ غَيرُ مُلَعَّنٍ
في الحَيِّ مَشّاءٌ إِلَيهِ المَجلِسُ


حاتم الطائي



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2023, 09:13 PM   #1782
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَلا أَرِقَت عَيني فَبِتُّ أُديرُها
حِذارَ غَدٍ أَحجى بِأَن لا يَضيرُها

إِذا النَجمُ أَضحى مَغرِبَ الشَمسِ مائِلاً
وَلَم يَكُ بِالآفاقِ بَونٌ يُنيرُها

إِذا ما السَماءُ لَم تَكُن غَيرَ حَلبَةٍ
كَجِدَّةِ بَيتِ العَنكَبوتِ يُنيرُها

فَقَد عَلِمَت غَوثٌ بِأَنّا سَراتُها
إِذا أُعلِمَت بَعدَ السِرارِ أُمورُها

إِذا الريحُ جاءَت مِن أَمامِ أَخائِفٍ
وَأَلوَت بِأَطنابِ البُيوتِ صُدورُها

وَإِنّا نُهينُ المالَ في غَيرِ ظِنَّةٍ
وَما يَشتَكينا في السِنينَ ضَريرُها

إِذا ما بَخيلُ الناسِ هَرَّت كِلابُهُ
وَشَقَّ عَلى الضَيفِ الضَعيفِ عَقورُها

فَإِنّي جَبانُ الكَلبِ بَيتي مُوَطِّاً
أَجودُ إِذا ما النَفسُ شَحَّ ضَميرُها

وَإِنَّ كِلابي قَد أُهِرَّت وَعُوِّدَت
قَليلٌ عَلى مَن يَعتَريني هَريرُها

وَما تَشتَكي قِدري إِذا الناسُ أَمحَلَت
أُؤَثِّفُها طَوراً وَطَوراً أُميرُها

وَأُبرِزُ قِدري بِالفَضاءِ قَليلُها
يُرى غَيرَ مَضنونٍ بِهِ وَكَثيرُها

وَإِبلِيَ رَهنٌ أَن يَكونَ كَريمُها
عَقيراً أَمامَ البَيتِ حينَ أُثيرُها

أُشاوِرُ نَفسَ الجودِ حَتّى تُطيعَني
وَأَترُكُ نَفسَ البُخلِ لا أَستَشيرُها

وَلَيسَ عَلى ناري حِجابٌ يَكُنُّها
لِمُستَوبِصٍ لَيلاً وَلَكِن أُنيرُها

فَلا وَأَبيكَ ما يَظَلُّ اِبنُ جارَتي
يَطوفُ حَوالَي قِدرِنا ما يَطورُها

وَما تَشتَكيني جارَتي غَيرَ أَنَّها
إِذا غابَ عَنها بَعلُها لا أَزورُها

سَيَبلُغُها خَيري وَيَرجِعُ بَعلُها
إِلَيها وَلَم يُقصَر عَلَيَّ سُتورُها

وَخَيلٍ تَعادى لِلطِعانِ شَهِدتُها
وَلَو لَم أَكُن فيها لَساءَ عَذيرُها

وَغَمرَةِ مَوتٍ لَيسَ فيها هَوادَةٌ
يَكونُ صُدورَ المَشرَفِيِّ جُسورُها

صَبَرنا لَها في نَهكِها وَمُصابِها
بِأَسيافِنا حَتّى يَبوخَ سَعيرُها

وَعَرجَلَةٍ شُعثِ الرُؤوسِ كَأَنَّهُم
بَنو الجِنِّ لَم تُطبَخ بِقِدرٍ جَزورُها

شَهِدتُ وَعَوّاناً أُمَيمَةُ أَنّنا
بَنو الحَربِ نَصلاها إِذا اِشتَدَّ نورُها

عَلى مُهرَةٍ كَبداءَ جَرداءَ ضامِرٍ
أَمينٍ شَظاها مُطمَئِنٍّ نُسورُها

وَأَقسَمتُ لا أُعطي مَليكاً ظُلامَةً
وَحَولي عَدِيٌّ كَهلُها وَغَريرُها

أَبَت لِيَ ذاكُم أُسرَةٌ ثُعَلِيَّةٌ
كَريمٌ غِناها مُستَعِفٌّ فَقيرُها

وَخوصٍ دِقاقٍ قَد حَدَوتُ لِفِتيَةٍ
عَلَيهِنَّ إِحداهُنَّ قَد حَلَّ كورُها


حاتم الطائي العصر الجاهلي



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2023, 09:14 PM   #1783
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَلا أَبلِغا وَهمَ بنَ عَمروٍ رِسالَةً
فَإِنَّكَ أَنتَ المَرءُ بِالخَيرِ أَجدَرُ

رَأَيتُكَ أَدنى الناسِ مِنّا قَرابَةً
وَغَيرَكَ مِنهُم كُنتُ أَحبو وَأَنصُرُ

إِذا ما أَتى يَومٌ يُفَرِّقُ بَينَنا
بِمَوتٍ فَكُن يا وَهمُ ذو يَتَأَخَّرُ


حاتم الطائي



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2023, 09:14 PM   #1784
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

عَمروُ اِبنُ أَوسٍ إِذا أَشياعُهُ غَضِبوا

فَأَحرَزوهُ بِلا غُرمٍ وَلا عارِ

إِنَّ بَني عَبدِ وُدٍّ كُلَّما وَقَعَت

إِحدى الهَناتِ أَتَوها غَيرَ أَغمارِ


حاتم الطائي



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2023, 09:15 PM   #1785
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَلا سَبيلٌ إِلى مالٍ يُعارِضُني

كَما يُعارِضُ ماءُ الأَبطَحِ الجاري

أَلا أُعانُ عَلى جودي بِمَيسَرَةٍ

فَلا يَرُدُّ نَدى كَفَّيَّ إِقتاري


حاتم الطائي



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-14-2023, 09:15 PM   #1786
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ

وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ

عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ

إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ


حاتم الطائي



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2023, 03:53 PM   #1787
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

القصيدة التي حملت أسماء سور القرآن الكريم

في عام 1979 م/1400هجري نظّم القسم العربي بهيئة الإذاعة البريطانية مسابقة شعرية بمناسبة مرور 1400 سنة على هجرة النبي صلى اللّظ°ه عليه و آله و سلم ، فاشترك في هذه المسابقة ألف ومئتان من الشعراء، ولم يكن الفائز الأول في حلبتها عربيا، بل كان إفريقيّا من السنغال شاعر اسمه عبدالله باه.
وفيما يلي قصيدته الفائزة والتي أسماها
"نونية القرآن" .

والقصيدة تتضمن كل سور القرآن الكريم مرتبة حسب ورودها في المصحف الشريف

لله درك من شاعر
لله درك من مبدع

القصيدة :-

افتح كتاب الله إن الفاتحة
فتحٌ وبرهانٌ وسبع مثاني

بقرٌ وعمران كظلِّ سحابة
وعلى النساء موائد الرحمن

اجعل من الأنعام قُربى وارعها
في ذروة الأعراف والوديان

للهِ أنفال وآل محمدٍ
والتوبة تغشى يونس بأمان

أوما علمت بأنَّ هودا مرسل
وبأنّ يوسف أجمل الشبّان

وإذا سمعت الرعد حنَّ بصوتهِ
فاعلم بأنّ الماء ذو جريان

واسمع لإبراهيم لاتسمع لما
قد قال أهل الحِجر من نُكران

والنحل لمّا ربها أوحى لها
تاقت إلى الإسراء في الأوطان

ولقد علمنا أنّ كهفاً آمناً
وبأنَّ مريم أطهر النسوان

وبأنَّ طهَ أمَّ كلَّ الانبياء
في المسجد الاقصى بلا نقصان

وبأن حج البيت ركنٌ خامس
والمؤمنون أتوهُ في إذعان

والنور يكسوهم لحُسنِ خصالهم
ولهم كمال الوصف في الفرقان

وانهل من الشعراء علماً نافعاً
تكسب لساناً ناطقاً وبيان

واعلم بأنَّ النّمل جاء حديثها
قصصاً وبيت العنكبوت مهانِ

والروم في أدنى البلاد تدنَّسَت
واعمل بما أوصى به لقمان

واسجد لربك خاشعاً متذللاً
واحذر من احزابٍ ذوي خسران

سبأ وفاطر ثمّ ياسين بعدها
والصافات تقي من الشيطان

صادٌ تعلَّم والزمر لاتنسها
غافر ورتّل فُصِلَت باتقان

شورى فالزمها وهذا نهجنا
والزخرف احفظ لاتكُن ولهان

والساعة آتية ومن اشراطها
ماجاء في القرآن من دخّان

وبها ترى كل الخلائق جاثية
حتى قُرى الأحقاف تجتمعان

واعلم بأن محمد فتح الدُنى
والفتح الاعظم جاء بعد ثمان

وأقام في الحجرات طول حياتهِ
ومرتلاً(قافٍ) بكل أوان

والذاريات مفصلاً آياتها
والطور مسكٌ فاح في الاركان

والنجم نورٌ للخلائق تهتدي
وكذا القمر نورٌ من الرحمن

والله أخبر أن يوم الواقعة
فَصلٌ وأن الحكم للديان

جعل الحديد منزلاُ سبحانه
وسمع لخولة يوم يجتدلان

والحشر آتٍ ألف يوم طولهُ
وبه ترى الثقلان يمتحنانِ

وبه ترى الأملاك صفاً واحداً
في يوم جمعة ماله من ثانِ

واهل النفاق تهتكت استارهم
يوم التغابُن يُعرَفُ البهتان

أما الطلاق فلا تبادر لفظهُ
واجعلهُ كالتحريم في الميزانِ

والمُلك لله والقلم مخلوقهُ
الأول تعالى خالق الثقلان

والحآقّة حقٌ ومن أسمائها
يوم المعارج يخسف القمران

نوحٌ نبيٌّ مرسلٌ من ربه
والجِنّ حق جاء في القران

وإذا المزمِّل والمدثر جاءتا
يوم القيامة يبعث الإنسان

والمرسلات أتت تبشّرُ بالنبأ
والنازعات تزلزل الابدان

عبسى من الأعمى فقال الوحي لا
لا يامحمد ياعظيم الشأنِ

وإذا أتى التكوير آن الانفطار
يتلو وللمطففين نيرانِ

وترى انشقاقاً في السما ذات البروج
والطارق الأعلى تراهُ دانِ

وترى وجوهاً ذِكرها في الغاشية
وترى طلوع الفجر في البلدان

والشمس بعد الليل تُشرِقُ بالضحى
والانشراح لفائزٍ بجنان

والتين والزيتون حلوٌ طَلعُها
وبدأ بإقرأ في العلق أمران

في ليلة القدر المبارك أُنزلَت
في الوتر لا في الشفع من رمضان

ثم توالى للرسول منجّماً
والبيّنة في قولنا برهان

وإذا رأيت الأرض حولك زلزلت
والعاديات تصيح في الميدان

لعلمت أن القارعة قد آذنت
فلما التكاثُر يا أخا العرفانِ

والعصر إن الهمز شينٌ فعلهُ
والويل للهمّاز والطعّان

والفيل أدبر في شرودٍ عندما
عجزت قُريشٌ عن حِمى الأوطان

من يمنع الماعون يحرم شربةً
من ماء نهر الكوثر السيّان

والكافرون تنكست راياتهم
والنصر يوم الفتح للإيمانِ

ولقد علمنا أنَّ تبت والمسد
ويلٌ يذوق عذابهُ الزوجانِ

فاحرص على الإخلاص والزم حبلهُ
فبغيرهِ لايقبل الاحسانِ

واعلم بأنَّ الله مالك أمرهِ
ربّ الفلق والناس والأكوان

وبذا أكون قد ختمت قصيدتي
سمّيتها نونية القرآن



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2023, 04:01 PM   #1788
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا صاحب الهم إن الهم منفرج
أبشر بخير فإن الفارج الله

اليأس يقطع أحياناً بصاحبه
لاتياسن فإن الكافي الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة
لاتجزعن فان الصانع الله

إذا إبتليت فثق بالله وأرض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله

والله .. مالك غير الله من أحد
فحسبك في كلٍ لك الله



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2023, 09:24 PM   #1789
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ

وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ

كَأَنَّ حُدوجَ المالِكيَّةِ غُدوَةً
خَلايا سَفينٍ بِالنَواصِفِ مِن دَدِ

عَدَوليَّةٌ أَو مِن سَفينِ اِبنِ يامِنٍ
يَجورُ بِها المَلّاحُ طَوراً وَيَهتَدي

يَشُقُّ حَبابَ الماءِ حَيزومُها بِها
كَما قَسَمَ التُربَ المُفايِلُ بِاليَدِ

وَفي الحَيِّ أَحوى يَنفُضُ المَردَ شادِنٌ
مُظاهِرُ سِمطَي لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ

خَذولٌ تُراعي رَبرَباً بِخَميلَةٍ
تَناوَلُ أَطرافَ البَريرِ وَتَرتَدي

وَتَبسِمُ عَن أَلمى كَأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَملِ دِعصٌ لَهُ نَدي

سَقَتهُ إِياةُ الشَمسِ إِلّا لِثاتِهِ
أُسِفَّ وَلَم تَكدِم عَلَيهِ بِإِثمِدِ

وَوَجهٌ كَأَنَّ الشَمسَ حَلَّت رِدائَها
عَلَيهِ نَقِيُّ اللَونِ لَم يَتَخَدَّدِ

وَإِنّي لَأَمضي الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِهِ
بِعَوجاءَ مِرقالٍ تَروحُ وَتَغتَدي

أَمونٍ كَأَلواحِ الأَرانِ نَصَأتُها
عَلى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهرُ بُرجُدِ

جَماليَّةٍ وَجناءَ تَردي كَأَنَّها
سَفَنَّجَةٌ تَبري لِأَزعَرَ أَربَدِ

تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وَأَتبَعَت
وَظيفاً وَظيفاً فَوقَ مَورٍ مُعَبَّدِ

تَرَبَّعَتِ القُفَّينِ في الشَولِ تَرتَعي
حَدائِقَ مَوليِّ الأَسِرَّةِ أَغيَدِ

تَريعُ إِلى صَوتِ المُهيبِ وَتَتَّقي
بِذي خُصَلٍ رَوعاتِ أَكلَفَ مُلبِدِ

كَأَنَّ جَناحَي مَضرَحيٍّ تَكَنَّفا
حِفافَيهِ شُكّا في العَسيبِ بِمَسرَدِ

فَطَوراً بِهِ خَلفَ الزَميلِ وَتارَةً
عَلى حَشَفٍ كَالشَنِّ ذاوٍ مُجَدَّدِ

لَها فَخِذانِ أُكمِلَ النَحضُ فيهِما
كَأَنَّهُما بابا مُنيفٍ مُمَرَّدِ

وَطَيُّ مَحالٍ كَالحَنيِّ خُلوفُهُ
وَأَجرِنَةٌ لُزَّت بِدَأيٍ مُنَضَّدِ

كَأَنَّ كِناسَي ضالَةٍ يُكنِفانِها
وَأَطرَ قِسيٍّ تَحتَ صُلبٍ مُؤَيَّدِ

لَها مِرفَقانِ أَفتَلانِ كَأَنَّها
تَمُرُّ بِسَلمَي دالِجٍ مُتَشَدَّدِ

كَقَنطَرَةِ الروميِّ أَقسَمَ رَبُّها
لَتُكتَنَفَن حَتّى تُشادَ بِقَرمَدِ

صُهابيَّةُ العُثنونِ موجَدَةُ القَرا
بَعيدَةُ وَخدِ الرِجلِ مَوّارَةُ اليَدِ

أُمِرَّت يَداها فَتلَ شَزرٍ وَأُجنِحَت
لَها عَضُداها في سَقيفٍ مُسَنَّدِ

جُنوحٌ دِفاقٌ عَندَلٌ ثُمَّ أُفرِعَت
لَها كَتِفاها في مُعالىً مُصَعَّدِ

كَأَنَّ عُلوبَ النِسعِ في دَأَياتِها
مَوارِدُ مِن خَلقاءَ في ظَهرِ قَردَدِ

تَلاقى وَأَحياناً تَبينُ كَأَنَّها
بَنائِقُ غُرٌّ في قَميصٍ مُقَدَّدِ

وَأَتلَعُ نَهّاضٌ إِذا صَعَّدَت بِهِ
كَسُكّانِ بوصيٍّ بِدِجلَةَ مُصعِدِ

وَجُمجُمَةٌ مِثلُ العَلاةِ كَأَنَّما
وَعى المُلتَقى مِنها إِلى حَرفِ مِبرَدِ

وَخَدٌّ كَقِرطاسِ الشَآمي وَمِشفَرٌ
كَسِبتِ اليَماني قَدُّهُ لَم يُجَرَّدِ

وَعَينانِ كَالماوَيَّتَينِ اِستَكَنَّتا
بِكَهفَي حِجاجَي صَخرَةٍ قَلتِ مَورِدِ

طَحورانِ عُوّارَ القَذى فَتَراهُما
كَمَكحولَتَي مَذعورَةٍ أُمِّ فَرقَدِ

وَصادِقَتا سَمعِ التَوَجُّسِ لِلسُرى
لِهَجسٍ خَفِيٍّ أَو لِصَوتٍ مُنَدَّدِ

مُؤَلَّلَتانِ تَعرِفُ العِتقَ فيهِما
كَسامِعَتَي شاةٍ بِحَومَلَ مُفرَدِ

وَأَروَعُ نَبّاضٌ أَحَذُّ مُلَملَمٌ
كَمِرداةِ صَخرٍ في صَفيحٍ مُصَمَّدِ

وَأَعلَمُ مَخروتٌ مِنَ الأَنفِ مارِنٌ
عَتيقٌ مَتى تَرجُم بِهِ الأَرضَ تَزدَدِ

وَإِن شِئتُ لَم تُرقِل وَإِن شِئتُ أَرقَلَت
مَخافَةَ مَلويٍّ مِنَ القَدِّ مُحصَدِ

وَإِن شِئتُ سامى واسِطَ الكورِ رَأسُها
وَعامَت بِضَبعَيها نَجاءَ الخَفَيدَدِ

عَلى مِثلِها أَمضي إِذا قالَ صاحِبي
أَلا لَيتَني أَفديكَ مِنها وَأَفتَدي

وَجاشَت إِلَيهِ النَفسُ خَوفاً وَخالَهُ
مُصاباً وَلَو أَمسى عَلى غَيرِ مَرصَدِ

إِذا القَومُ قالوا مَن فَتىً خِلتُ أَنَّني
عُنيتُ فَلَم أَكسَل وَلَم أَتَبَلَّدِ

أَحَلتُ عَلَيها بِالقَطيعِ فَأَجذَمَت
وَقَد خَبَّ آلُ الأَمعَزِ المُتَوَقِّدِ

فَذالَت كَما ذالَت وَليدَةُ مَجلِسٍ
تُري رَبَّها أَذيالَ سَحلٍ مُمَدَّدِ

وَلَستُ بِحَلّالِ التِلاعِ مَخافَةً
وَلَكِن مَتى يَستَرفِدِ القَومُ أَرفِدِ

فَإِن تَبغِني في حَلقَةِ القَومِ تَلقَني
وَإِن تَقتَنِصني في الحَوانيتِ تَصطَدِ

مَتى تَأتِني أُصبِحكَ كَأساً رَويَّةً
وَإِن كُنتَ عَنها ذا غِنىً فَاِغنَ وَاِزدَدِ

وَإِن يَلتَقِ الحَيُّ الجَميعُ تُلاقِني
إِلى ذِروَةِ البَيتِ الرَفيعِ المُصَمَّدِ

نَدامايَ بيضٌ كَالنُجومِ وَقَينَةٌ
تَروحُ عَلَينا بَينَ بُردٍ وَمَجسَدِ

رَحيبٌ قِطابُ الجَيبِ مِنها رَقيقَةٌ
بِجَسِّ النَدامى بَضَّةُ المُتَجَرَّدِ

إِذا نَحنُ قُلنا أَسمِعينا اِنبَرَت لَنا
عَلى رِسلِها مَطروقَةً لَم تَشَدَّدِ

إِذا رَجَّعَت في صَوتِها خِلتَ صَوتَها
تَجاوُبَ أَظآرٍ عَلى رُبَعٍ رَدي

وَما زالَ تَشرابي الخُمورَ وَلَذَّتي
وَبَيعي وَإِنفاقي طَريفي وَمُتلَدي

إِلى أَن تَحامَتني العَشيرَةُ كُلُّها
وَأُفرِدتُ إِفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ

رَأَيتُ بَني غَبراءَ لا يُنكِرونَني
وَلا أَهلُ هَذاكَ الطِرافِ المُمَدَّدِ

أَلا أَيُّهَذا اللائِمي أَحضُرَ الوَغى
وَأَن أَشهَدَ اللَذّاتِ هَل أَنتَ مُخلِدي

فَإِن كُنتَ لا تَسطيعُ دَفعَ مَنيَّتي
فَدَعني أُبادِرها بِما مَلَكَت يَدي

وَلَولا ثَلاثٌ هُنَّ مِن عيشَةِ الفَتى
وَجَدِّكَ لَم أَحفِل مَتى قامَ عُوَّدي

فَمِنهُنَّ سَبقي العاذِلاتِ بِشَربَةٍ
كُمَيتٍ مَتى ما تُعلَ بِالماءِ تُزبِدِ

وَكَرّي إِذا نادى المُضافُ مُحَنَّباً
كَسيدِ الغَضا نَبَّهتَهُ المُتَوَرِّدِ

وَتَقصيرُ يَومَ الدَجنِ وَالدَجنُ مُعجِبٌ
بِبَهكَنَةٍ تَحتَ الطِرافِ المُعَمَّدِ

كَأَنَّ البُرينَ وَالدَماليجَ عُلِّقَت
عَلى عُشَرٍ أَو خِروَعٍ لَم يُخَضَّدِ

كَريمٌ يُرَوّي نَفسَهُ في حَياتِهِ
سَتَعلَمُ إِن مُتنا غَداً أَيُّنا الصَدي

أَرى قَبرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بِمالِهِ
كَقَبرِ غَويٍّ في البَطالَةِ مُفسِدِ

تَرى جُثوَتَينِ مِن تُرابٍ عَلَيهِما
صَفائِحُ صُمٌّ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدِ

أَرى المَوتَ يَعتامُ الكِرامَ وَيَصطَفي
عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ

أَرى العَيشَ كَنزاً ناقِصاً كُلَّ لَيلَةٍ
وَما تَنقُصِ الأَيّامُ وَالدَهرُ يَنفَدِ

لَعَمرُكَ إِنَّ المَوتَ ما أَخطَأَ الفَتى
لَكَالطِوَلِ المُرخى وَثِنياهُ بِاليَدِ

فَما لي أَراني وَاِبنَ عَمِّيَ مالِكاً
مَتى أَدنُ مِنهُ يَنأَ عَنّي وَيَبعُدِ

يَلومُ وَما أَدري عَلامَ يَلومُني
كَما لامَني في الحَيِّ قُرطُ بنُ مَعبَدِ

وَأَيأَسَني مِن كُلِّ خَيرٍ طَلَبتُهُ
كَأَنّا وَضَعناهُ إِلى رَمسِ مُلحَدِ

عَلى غَيرِ ذَنبٍ قُلتُهُ غَيرَ أَنَّني
نَشَدتُ فَلَم أُغفِل حَمولَةَ مَعبَدِ

وَقَرَّبتُ بِالقُربى وَجَدِّكَ إِنَّني
مَتى يَكُ أَمرٌ لِلنَكيثَةِ أَشهَدِ

وَإِن أُدعَ لِلجُلّى أَكُن مِن حُماتِها
وَإِن يَأتِكَ الأَعداءُ بِالجَهدِ أَجهَدِ

وَإِن يَقذِفوا بِالقَذعِ عِرضَكَ أَسقِهِم
بِكَأسِ حِياضِ المَوتِ قَبلَ التَهَدُّدِ

بِلا حَدَثٍ أَحدَثتُهُ وَكَمُحدِثٍ
هِجائي وَقَذفي بِالشَكاةِ وَمُطرَدي

فَلَو كانَ مَولايَ اِمرَأً هُوَ غَيرَهُ
لَفَرَّجَ كَربي أَو لَأَنظَرَني غَدي

وَلَكِنَّ مَولايَ اِمرُؤٌ هُوَ خانِقي
عَلى الشُكرِ وَالتَسآلِ أَو أَنا مُفتَدِ

وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً
عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ

فَذَرني وَخُلقي إِنَّني لَكَ شاكِرٌ
وَلَو حَلَّ بَيتي نائِياً عِندَ ضَرغَدِ

فَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ قَيسَ بنَ خالِدٍ
وَلَو شاءَ رَبّي كُنتُ عَمروَ بنَ مَرثَدِ

فَأَصبَحتُ ذا مالٍ كَثيرٍ وَزارَني
بَنونَ كِرامٌ سادَةٌ لِمُسَوَّدِ

أَنا الرَجُلُ الضَربُ الَّذي تَعرِفونَهُ
خَشاشٌ كَرَأسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّدِ

فَآلَيتُ لا يَنفَكُّ كَشحي بِطانَةً
لِعَضبٍ رَقيقِ الشَفرَتَينِ مُهَنَّدِ

حُسامٍ إِذا ما قُمتُ مُنتَصِراً بِهِ
كَفى العَودَ مِنهُ البَدءُ لَيسَ بِمِعضَدِ

أَخي ثِقَةٍ لا يَنثَني عَن ضَريبَةٍ
إِذا قيلَ مَهلاً قالَ حاجِزُهُ قَدّي

إِذا اِبتَدَرَ القَومُ السِلاحَ وَجَدتَني
مَنيعاً إِذا بَلَّت بِقائِمِهِ يَدي

وَبَركٍ هُجودٍ قَد أَثارَت مَخافَتي
بَوادِيَها أَمشي بِعَضبٍ مُجَرَّدِ

فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيفٍ جُلالَةٌ
عَقيلَةُ شَيخٍ كَالوَبيلِ يَلَندَدِ

يَقولُ وَقَد تَرَّ الوَظيفُ وَساقُها
أَلَستَ تَرى أَن قَد أَتَيتَ بِمُؤيِدِ

وَقالَ أَلا ماذا تَرَونَ بِشارِبٍ
شَديدٍ عَلَينا بَغيُهُ مُتَعَمِّدِ

وَقالَ ذَروهُ إِنَّما نَفعُها لَهُ
وَإِلّا تَكُفّوا قاصِيَ البَركِ يَزدَدِ

فَظَلَّ الإِماءُ يَمتَلِلنَ حُوارَها
وَيُسعى عَلَينا بِالسَديفِ المُسَرهَدِ

فَإِن مُتُّ فَاِنعيني بِما أَنا أَهلُهُ
وَشُقّي عَلَيَّ الجَيبَ يا اِبنَةَ مَعبَدِ

وَلا تَجعَليني كَاِمرِئٍ لَيسَ هَمُّهُ
كَهَمّي وَلا يُغني غَنائي وَمَشهَدي

بَطيءٍ عَنِ الجُلّى سَريعٍ إِلى الخَنى
ذَلولٍ بِأَجماعِ الرِجالِ مُلَهَّدِ

فَلَو كُنتُ وَغلاً في الرِجالِ لَضَرَّني
عَداوَةُ ذي الأَصحابِ وَالمُتَوَحِّد

وَلَكِن نَفى عَنّي الرِجالَ جَراءَتي
عَلَيهِم وَإِقدامي وَصِدقي وَمَحتِدي

لَعَمرُكَ ما أَمري عَلَيَّ بِغُمَّةٍ
نَهاري وَلا لَيلي عَلَيَّ بِسَرمَدِ

وَيَومٍ حَبَستُ النَفسَ عِندَ عِراكِهِ
حِفاظاً عَلى عَوراتِهِ وَالتَهَدُّدِ

عَلى مَوطِنٍ يَخشى الفَتى عِندَهُ الرَدى
مَتى تَعتَرِك فيهِ الفَرائِصُ تُرعَدِ

وَأَصفَرَ مَضبوحٍ نَظَرتُ حِوارَهُ
عَلى النارِ وَاِستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ

سَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما كُنتَ جاهِلاً
وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تُزَوِّدِ

وَيَأتيكَ بِالأَخبارِ مَن لَم تَبِع لَهُ
بَتاتاً وَلَم تَضرِب لَهُ وَقتَ مَوعِدِ



طرفة بن العبد



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-21-2023, 10:04 PM   #1790
مساعد للمدير العام ومستشار للمنتدى
 
الصورة الرمزية الحمدان
 

الحمدان is on a distinguished road
افتراضي رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَصَحَوتَ اليَومَ أَم شاقَتكَ هِر
وَمِنَ الحُبِّ جُنونٌ مُستَعِر

لا يَكُن حُبُّكِ داءً قاتِلاً
لَيسَ هَذا مِنكِ ماوِيَّ بِحُر

كَيفَ أَرجو حُبَّها مِن بَعدِ ما
عَلِقَ القَلبُ بِنُصبٍ مُستَسِر

أَرَّقَ العَينَ خَيالٌ لَم يَقِر
طافَ وَالرَكبُ بِصَحراءِ يُسُر

جازَتِ البيدَ إِلى أَرحُلِنا
آخِرَ اللَيلِ بِيَعفورٍ خَدِر

ثُمَّ زارَتني وَصَحبي هُجَّعٌ
في خَليطٍ بَينَ بُردٍ وَنَمِر

تَخلِسُ الطَرفَ بِعَينَي بَرغَزٍ
وَبِخَدَّي رَشَإٍ آدَمَ غِر

وَلَها كَشحا مَهاةٍ مُطفِلٍ
تَقتَري بِالرَملِ أَفنانَ الزَهَر

وَعَلى المَتنينِ مِنها وارِدٌ
حَسَنُ النَبتِ أَثيثٌ مُسبَطِرّ

جابَةُ المِدرى لَها ذو جُدَّةٍ
تَنفُضُ الضالَ وَأَفنانَ السَمُر

بَينَ أَكنافِ خُفافٍ فَاللِوى
مُخرِفٌ تَحنو لِرَخصِ الظِلفِ حُر

تَحسِبُ الطَرفَ عَلَيها نَجدَةٌ
يا لِقَومي لِلشَبابِ المُسبَكِر

حَيثُما قاظوا بِنَجدٍ وَشَتَوا
حَولَ ذاتِ الحاذِ مِن ثِنيَي وُقُر

فَلَهُ مِنها عَلى أَحيانِها
صَفوَةُ الراحِ بِمَلذوذٍ خَصِر

إِن تُنَوِّلهُ فَقَد تَمنَعُهُ
وَتُريهِ النَجمَ يَجري بِالظُهُر

ظَلَّ في عَسكَرَةٍ مِن حُبِّها
وَنَأَت شَحطَ مَزارِ المُدَّكِر

فَلَئِن شَطَّت نَواها مَرَّةً
لَعَلى عَهدِ حَبيبٍ مُعتَكِر

بادِنٌ تَجلو إِذا ما اِبتَسَمَت
عَن شَتيتٍ كَأَقاحِ الرَملِ غُر

بَدَّلَتهُ الشَمسُ مِن مَنبَتِهِ
بَرَداً أَبيَضَ مَصقولَ الأُشُر

وَإِذا تَضحَكُ تُبدي حَبَباً
كَرُضابِ المِسكِ بِالماءِ الخَصِر

صادَفَتهُ حَرجَفٌ في تَلعَةٍ
فَسَجا وَسطَ بِلاطٍ مُسبَطِر

وَإِذا قامَت تَداعى قاصِفٌ
مالَ مِن أَعلى كَثيبٍ مُنقَعِر

تَطرُدُ القُرَّ بِحُرٍّ صادِقٍ
وَعَكيكَ القَيظِ إِن جاءَ بِقُر

لا تَلُمني إِنَّها مِن نِسوَةٍ
رُقَّدِ الصَيفِ مَقاليتٍ نُزُر

كَبَناتِ المَخرِ يَمأَدنَ كَما
أَنبَتَ الصَيفُ عَساليجَ الخُضَر

فَجَعوني يَومَ زَمّوا عيرَهُم
بِرَخيمِ الصَوتِ مَلثومٍ عَطِر

وَإِذا تَلسُنُني أَلسُنُها
إِنَّني لَستُ بِمَوهونٍ فَقِر

لا كَبيرٌ دالِفٌ مِن هَرَمٍ
أَرهَبُ اللَيلَ وَلا كَلُّ الظُفُر

وَبِلادٍ زَعِلٍ ظِلمانُها
كَالمَخاضِ الجُربِ في اليَومِ الخَدِر

قَد تَبَطَّنتُ وَتَحتي جَسرَةٌ
تَتَّقي الأَرضَ بِمَلثومٍ مَعِر

فَتَرى المَروَ إِذا ما هَجَّرَت
عَن يَدَيها كَالفِراشِ المُشفَتِر

ذاكَ عَصرٌ وَعَداني أَنَّني
نابَني العامَ خُطوبٌ غَيرُ سِر

مِن أُمورٍ حَدَثَت أَمثالُها
تَبتَري عودَ القَويِّ المُستَمِر

وَتَشَكّى النَفسُ ما صابَ بِها
فَاِصبِري إِنَّكِ مِن قَومٍ صُبُر

إِن نُصادِف مُنفِساً لا تُلفِنا
فُرُحَ الخَيرِ وَلا نَكبو لِضُر

أُسدُ غابٍ فَإِذا ما فَزَعوا
غَيرُ أَنكاسٍ وَلا هوجٍ هُذُر

وَلِيَ الأَصلُ الَّذي في مِثلِهِ
يُصلِحُ الآبِرُ زَرعَ المُؤتَبِر

طَيِّبو الباءَةِ سَهلٌ وَلَهُم
سُبُلٌ إِن شِئتَ في وَحشٍ وَعِر

وَهُمُ ما هُم إِذا ما لَبِسوا
نَسجَ داوُودَ لِبَأسٍ مُحتَضِر

وَتَساقى القَومُ كَأساً مُرَّةً
وَعَلا الخَيلَ دِماءٌ كَالشَقِر

ثُمَّ زادوا أَنَّهُم في قَومِهِم
غُفُرٌ ذَنبَهُمُ غَيرُ فُخُر

لا تَعِزُّ الخَمرُ إِن طافوا بِها
بِسِباءِ الشَولِ وَالكومِ البُكُر

فَإِذا ما شَرِبوها وَاِنتَشوا
وَهَبوا كُلَّ أَمونٍ وَطِمِر

ثُمَّ راحوا عَبَقُ المِسكِ بِهِم
يُلحِفونَ الأَرضَ هُدّابَ الأُزُر

وَرِثوا السُؤدُدَ عَن آبائِهِم
ثُمَّ سادوا سُؤدُداً غَيرَ زَمِر

نَحنُ في المَشتاةِ نَدعو الجَفَلى
لا تَرى الآدِبَ فينا يَنتَقِر

حينَ قالَ الناسُ في مَجلِسِهِم
أَقُتارٌ ذاكَ أَم ريحُ قُطُر

بِجِفانٍ تَعتَري نادِيَنا
مِن سَديفٍ حينَ هاجَ الصِنَّبِر

كَالجَوابي لا تَني مُترَعَةً
لِقِرى الأَضيافِ أَو لِلمُحتَضِر

ثُمَّ لا يَخزُنُ فينا لَحمُها
إِنَّما يَخزُنُ لَحمُ المُدَّخِر

وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
آفَةُ الجُزرِ مَساميحٌ يُسُر

وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
واضِحو الأَوجُهِ في الأَزمَةِ غُر

وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
فاضِلو الرَأيِ وَفي الرَوعِ وُقُر

وَلَقَد تَعلَمُ بَكرٌ أَنَّنا
صادِقو البَأسِ وَفي المَحفِلِ غُر

يَكشِفونَ الضُرَّ عَن ذي ضُرِّهِم
وَيُبِرّونَ عَلى الآبي المُبِر

فُضُلٌ أَحلامُهُم عَن جارِهِم
رُحُبُ الأَذرُعِ بِالخَيرِ أُمُر

ذُلُقٌ في غارَةٍ مَسفوحَةٍ
وَلَدى البَأسِ حُماةٌ ما نَفِر

نُمسِكُ الخَيلَ عَلى مَكروهِها
حينَ لا يُمسِكُها إِلّا الصُبُر

حينَ نادى الحَيُّ لَمّا فَزَعوا
وَدَعا الداعي وَقَد لَجَّ الذُعُر

أَيُّها الفِتيانُ في مَجلِسِنا
جَرِّدوا مِنها وِراداً وَشُقُر

أَعوَجيّاتٍ طِوالاً شُزَّباً
دوخِلَ الصَنعَةُ فيها وَالضُمُر

مِن يَعابيبَ ذُكورٍ وُقُحٍ
وَهِضَبّاتٍ إِذا اِبتَلَّ العُذُر

جافِلاتٍ فَوقَ عوجٍ عُجُلٍ
رُكَّبَت فيها مَلاطيسُ سُمُر

وَأَنافَت بِهَوادٍ تُلُعٍ
كَجُذوعٍ شُذَّبَت عَنها القِشَر

عَلَتِ الأَيدي بِأَجوازٍ لَها
رُحُبِ الأَجوافِ ما إِن تَنبَهِر

فَهيَ تَردي فَإِذا ما أَلهَبَت
طارَ مِن إِحمائِها شَدُّ الأَزُر

كائِراتٍ وَتَراها تَنتَحي
مُسلَحِبّاتٍ إِذا جَدَّ الحُضُر

ذُلُقُ الغارَةِ في إِفزاعِهِم
كَرِعالِ الطَيرِ أَسراباً تَمُر

نَذَرُ الأَبطالَ صَرعى بَينَها
ما يَني مِنهُم كَمِيٌّ مُنعَفِر

فَفِداءٌ لِبَني قَيسٍ عَلى
ما أَصابَ الناسَ مِن سُرٍّ وَضُر

خالَتي وَالنَفسُ قِدماً أَنَّهُم
نَعِمَ الساعونَ في القَومِ الشُطُر

وَهُمُ أَيسارُ لُقمانٍ إِذا
أَغلَتِ الشَتوَةُ أَبداءَ الجُزُر

لا يُلِحّونَ عَلى غارِمِهِم
وَعَلى الأَيسارِ تَيسيرُ العَسِر

كُنتُ فيكُم كَالمُغَطّي رَأسَهُ
فَاِنجَلى اليَومَ قِناعي وَخُمُر

وَلَقَد كُنتُ عَلَيكُم عاتِباً
فَعَقَبتُم بِذُنوبٍ غَيرِ مُر

سادِراً أَحسَبُ غَيِّي رَشَداً
فَتَناهَيتُ وَقَد صابَت بِقُر


طرفة بن العبد



الحمدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
طريقة تحضير طاجين الفسيخ الفلسطيني شمرانية الروح المطبخ والغذاء الصحي 7 05-28-2021 07:34 PM
الشاعر محمد ابو شراره الشمراني يشارك في فعاليات شرفة الشعر بأكادمية الشعر العربي أبو شريح الشمراني منتدى الشاعر محمد ابوشرارة الشمراني 1 02-10-2021 05:24 PM
مالا تعرفه عن صلاة الجنازة ومايتعلق بها ‏‏( معلومات غائبة عن الكثير ) ساكتون المنتدي الاسلامي 7 04-07-2012 04:45 PM
قـصــة زواج الـسيد بـيـبـسي والـسـيدة مـيرنـدا بالصور خوفو الضحك والفرفشة 0 08-26-2010 06:05 PM
نرجع لموضوع (((الشيعة))) وفي هذا اليوم نقدم لكم ~-{المتعة ومايتعلق بها}-~ كركر المنتدي الاسلامي 4 02-09-2008 08:17 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية