تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصيده الشاعر أبو البقاء الرندي لكل شي إذا ماتم نقصان



أبو الرشد
07-15-2009, 12:24 AM
][ لكل شي إذا ماتم نقصان ][



لكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصـانُ ** فلا يُغرُّ بطيـب العيـش إنسـانُ


هي الأمـورُ كمـا شاهدتهـا دُولٌ ** مَن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتـهُ أزمـانُ


وهذه الدار لا تُبقـي علـى أحـد ** ولا يدوم على حـالٍ لهـا شـان


يُمزق الدهر حتمًـا كـل سابغـةٍ ** إذا نبـت مشْرفيّـاتٌ وخُرصـانُ


وينتضي كلّ سيـف للفنـاء ولـوْ ** كان ابنَ ذي يزَن والغمـدَ غُمـدان


أين الملوك ذَوو التيجان من يمـنٍ ** وأيـن منهـم أكاليـلٌ وتيجـانُ ؟


وأين مـا شـاده شـدَّادُ فـي إرمٍ ** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟


وأين ما حازه قارون مـن ذهـب ** وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطـانُ ؟


أتى على الكُل أمـر لا مَـرد لـه ** حتى قَضَوا فكأن القوم مـا كانـوا


وصار ما كان من مُلك ومن مَلِـك ** كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ


دارَ الزّمانُ علـى (دارا) وقاتِلِـه ** وأمَّ كسـرى فمـا آواه إيــوانُ


كأنما الصَّعب لم يسْهُل لـه سبـبُ ** يومًـا ولا مَلـكَ الدُنيـا سُليمـانُ


فجائـعُ الدهـر أنـواعٌ مُنوَّعـة ** وللزمـان مـسـرّاتٌ وأحــزانُ


وللحـوادث سُـلـوان يسهلـهـا ** وما لما حـلّ بالإسـلام سُلـوانُ


دهى الجزيرة أمرٌ لا عـزاءَ لـه ** هـوى لـه أُحـدٌ وانهـدْ ثهـلانُ


أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ ** حتى خَلت منـه أقطـارٌ وبُلـدانُ


فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيـةً) ** وأينَ (شاطبـةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّـانُ)


وأين (قُرطبـة)ٌ دارُ العلـوم فكـم ** من عالمٍ قد سما فيهـا لـه شـانُ


وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ ** ونهرهُا العَـذبُ فيـاضٌ ومـلآنُ


قواعدٌ كـنَّ أركـانَ البـلاد فمـا ** عسى البقاءُ إذا لـم تبـقَ أركـانُ


تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ ** كما بكى لفـراق الإلـفِ هيمـانُ


على ديار مـن الإسـلام خاليـة ** قد أقفرت ولهـا بالكفـر عُمـرانُ


حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما ** فيهـنَّ إلا نواقـيـسٌ وصُلـبـانُ


حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ ** حتى المنابرُ ترثي وهـي عيـدانُ


يا غافلاً وله في الدهـرِ موعظـةٌ ** إن كنت في سِنَةٍ فالدهـرُ يقظـانُ


وماشيًـا مرحًـا يلهيـه موطنـهُ ** أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطـانُ ؟


تلك المصيبةُ أنسـتْ مـا تقدمهـا ** وما لها مع طولَ الدهـرِ نسيـانُ


يا راكبين عتاق الخيـلِ ضامـرةً ** كأنها في مجـال السبـقِ عقبـانُ


وحاملين سيُـوفَ الهنـدِ مرهفـةُ ** كأنها فـي ظـلام النقـع نيـرانُ


وراتعين وراء البحـر فـي دعـةٍ ** لهـم بأوطانهـم عـزٌّ وسلطـانُ


أعندكـم نبـأ مـن أهـل أندلـسٍ ** فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبـانُ ؟


كم يستغيث بنا المستضعفون وهـم ** قتلى وأسرى فما يهتـز إنسـان ؟


ماذا التقاُطع فـي الإسـلام بينكـمُ ** وأنتـمْ يـا عبـادَ الله إخــوانُ ؟


ألا نفـوسٌ أبَّـاتٌ لـهـا هـمـمٌ ** أما على الخيرِ أنصـارٌ وأعـوانُ


يا مـن لذلـةِ قـومٍ بعـدَ عزِّهـمُ ** أحـال حالهـمْ جـورُ وطُغيـانُ


بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهـم ** واليومَ هم في بلاد الكفـرِّ عُبـدانُ


فلو تراهم حيـارى لا دليـل لهـمْ ** عليهمُ مـن ثيـابِ الـذلِ ألـوانُ


ولو رأيـتَ بكاهُـم عنـدَ بيعهـمُ ** لهالكَ الأمرُ واستهوتـكَ أحـزانُ


يـا ربَّ أمّ وطفـلٍ حيـلَ بينهمـا ** كمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبــدانُ


وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت ** كأنمـا هـي ياقـوتٌ ومـرجـانُ


يقودُها العلـجُ للمكـروه مكرهـةً ** والعيـنُ باكيـةُ والقلـبُ حيـرانُ


لمثل هذا يبكي القلـبُ مـن كمـدٍ ** إن كان في القلبِ إسـلامٌ وإيمـانُ

محمـد ع الرشيـدي
07-15-2009, 02:07 AM
فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيـةً) ** وأينَ (شاطبـةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّـانُ)



وأين (قُرطبـة)ٌ دارُ العلـوم فكـم ** من عالمٍ قد سما فيهـا لـه شـانُ
توضيح هذه القصيده رثاء في الأندلس التي بنينا نخن المسلمون حضاره ابهرت العالم لكن سرعان
ماندثرت
شكرا:أبو الرشد على هذه القصيده المحزنه لكل مسلم

أبو الرشد
07-15-2009, 02:17 AM
اخي محمد شاكر مرورك
وشكرا لك على التوضيح