![]() |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ياأيُّها الجيلُ الجديدُ سلامُ
ألقت إليك بِثْقلِها الأعوامُ ورمْت بكلكلِها عليك فوادحٌ مما تجنّى " السادرون " ، جسام ألْقْت إليك وأنتَ أشرفُ ناهضٍ ثقلَيهمْا الآمال والآلام فرمى لكَ الماضي الأليم بِوزْرِهِ ورنا لكَ المستَقبلُ البسام والحاضرُ المرتجّ بينهما شجاً وتطُّلعاً تهفو به الأحلام ألقى إليك" الخائنون" نَتاجَ ما سدروا وشطوا وارتَعَوْا وأساموا والمخلصون ، رجاؤهم أن تنجلى كُرَبٌ وأن يِلد الصباحَ ظلام ياأيُّها الجيلُ الجديدُ وطالما لصقت بغير ذواتِها الأعلام ولطالما اشتطّ الطغاةُ وأرجفوا للمصلحين وأقعدوا وأقاموا سَمَّوكَ " هدّاماً " لأنكَ تَجْتَوي ما البغيُ سَنَّ وما جنى الإِجرام ولانك استمت العدالةَ خطةً من في يديه النقضُ والإِبرام وغضِبت أن تجدَ الرعايا مَغْنَماً بيدِ الرُّعاة كأنهم أنعام وشجبت أنّ الحكم في قاموسِهِمْ سوطٌ يشدُّ وشهوة وعُرام هوّنْ عليكَ فكلُّ ذلكَ فِريةُُ تَفْنى . ويَبْقى السعي والإِقْدام وكذاك كلُّ " مخرّبٍ " لرذيلة بانٍ ، وكلُّ " مُعَمِّرٍ " هدّام الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أأنتَ رأيتَ الشمسَ إذ حُمّ يومُها
تَحَدَّرُ في مهوىً سحيقٍ لتغربا تَحدَّرُ في مهوىً تلقفَ قُرْصَها تلقُّفَ تَنُّورٍ رغيفاً محصبا وما خلفت في الجو من خطراتها وما خلعت من مرقصات على الربى وما بدلت من زرقة البحر ألهَبَتْ بحمرتها آذيَّهُ فتلهبا تغيّر حتى حِوَّمَ الطيرُ فوقه يحاذر أن يدنو إليه ليشْرَبا وقد صَمَتَ الكونَ الرهيبُ ضجيجُه على أنّهُ في صمتهِ كان أرهبا وهيمنَ رَوحٌ من جِمام ورقةٍ على الشاطئين استيقظا فتوثّبا أأنت رايتَ الغيمَ يلتَمُّ فوقها يجاذِبُ متنَْها رداءً مذهَّبا يغازلها ما غازلتْهُ ، اخو هوىً يلاعبُها ما استمتعتْ منه ملعبا تجَمع من أطرافها ثم مسّه بروعته لالاؤها فتشعبا أأنت سألت الكون عن أي باعث بدا في غروب الشمس جذلان معجبا وأيّ يد مرت عليه كريمةٍ صناعٍ . فردَّتْهُ أديما مخضّبا وما هذه الأشباحُ تترى ؟ اغيمةٌ تولّد أظرفا ، ونابا ، ومخلبا غرابٌ تصبّاه غرابٌ ، وثعلبٌ يطارد في جَوْز السمواتِ ثََعْلبا وثمَّ سنامٌ مُستَجدٌّ وغاربٌ يناديك أن تسعى إليه فتركَبا وثَمَّ سفينٌ من دخانٍ قلوعُه ونوتيُّهُ رَوح رخيٌّ من الصبا واولاءِ رهطُ الجنَّ بين نديّهم يُقيمون من سحرٍ رواقا مطنّبا كأني أرى المزمارَ في فَم عازفٍ وأسْمَعُ – لو أقوى – الغناءَ المشببا وتلكمْ على النادي تطوفُ عرائسٌ بدا سافراً رهطٌ . ورهطٌ تَنَقَّبا وهاتيك اقزاعٌ لطافٌ كؤوسُها وخَمْرَتُها جَوْنُ السَّحاب تذوَّبا الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
تمرَّستَ " بالأولى " فكنتَ المُغامِرا
وفكَّرتَ " بالأخرى " فكنتَ المُجاهِرا وفضَّلتَ عيشاً بين تلك وهذه به كنتَ ، بل لولاهُ ، ما كنتَ شاعرا وما الشِّعرُ إلاَّ ما تفتَّقَ نُورهُ عن الذهنِ مشبوباً ، عن الفكر حائرا عن النفس جاشت فاستجاشت بفيضها عن القلبِ مرتجَّ العواطفِ زاخراً وما زجَّ في شتَّى المَهاوي بربِّه وقحَّمهُ " النَهجينِ " قصداً ، وجائرا وما هو بالحبلِ الذي رُحتَ مرغِماً " أوائلَه " أنْ تلتقي و " الأواخرا" وكنتَ جريئاً حين يدعوكَ خاطرٌ مِن الفكر أن تدعو إليك المَخاطرا على ثقةٍ أنْ لستَ في الناس واجداً على مِثله – إلاَّ القليلَ – مُناصراً وكنتَ صريحاً في حياتكَ كلِّها وكانَ – ومازالَ – المصارِحُ نادراً فانْ شابَها ما لم تجدْ عنه نُدحةً شَفَعْتَ به حُكم الظروف مُسايرا فقد كنتَ عن وحي الضرورةِ ناطقاً وقد كنتَ عن محضِ الطبيعة صادراً وقد كنتَ في تلك " الأماديحِ " شاتماً محيطاً " بأربابِ " القرائحِ كافرا وإلاَّ فأنتَ المانعُ الصُغرِ عن يدٍ أبتْ أنْ تُحلَّى في الجِنان أساورا وإنَّكَ أنقى من نُفوسِ خبيثةٍ تُراوِدُ بالصَّمت المريبِ المَناكرا تَعيبُ على الشِّعرِ التَّحايا رقيقةً وتلثُم من " بغلٍ هجينٍ " حوافرا تُريدُ القوافي المؤنساتِ غفيفةً وقد أشغرتْ – للفاحشاتِ – الضمائرا وتُنكر أنْ يُستنشقَ الشعرُ " نفحةً " وقد فَغرتْ أشداقَها والمناخرا وتطوي على " أُمِّ الدَّنايا " مَباطناً وتُلقي عليها من إباءٍ مظاهرا كما أسدلتْ ليلاً " هلوكٌ " مُلحَّةٌ على مخدعِ العُهرِ الحريرَ ستائرا من العارِ أنْ نرضى التذبذبَ صامتاً دنيئاً ، خبيثاً ، والغاً ، متصاغرا على حينَ نأبى أن تحرِّكَ شاعراً ضرورةُ حالٍ بدَّلَتْ منه خاطرا وإنيّ إذْ أُهدي إليكَ تحيَّتي أهزُّ بكَ الجْيلَ العَقوقَ المُعاصِرا أهزُّ بكَ الجيلَ الذي لا تهزُّه نوابغُه ، حتى تزورَ المقابرا الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
بلادٌ مُفَدّاةٌ وجيشٌ مظفرُ
وقائدُ جيشٍ في البلاد موقّرُ وفتحٌ مُبينٌ يَقْصُرُ الشعر دونَهُ وللنثرُ عما يعجز الشعر أقصر وحراس حق يرقب الكون كلّه مصيراً على أيديهم يتقرّر اذا خَطَروا فالبِيضُ تنطفُ بالدِّماء تحييّ خُطاهم . والجماجمُ تنشر وذكرى كأن الدهرَ في جَريَانه يُقاسُ بها والشمسَ منها تَنَوَّر ستالينَ يا لحنَ التخيّل والمنى تغنيه أجيالٌ وتَرْويه أعصُر ويا كوكباً في عالَمٍ غَمَّ جوُّهُ بلألائه يَسْترشِدُ المتحيّر أرد خطةً تَقْدِرْ وتَنْجَحْ فاننا عَرَفْناك تُمضي ما تُريد وتَقْدِر كأنَّ بناتِ الفكرِ في كُل خُطةٍ تَخُطُّ ورأيٍ عبقريٍ تُدبِّر حظايا ترجى نظرةً منك أيَّها تُريدُ وأيَّاً تنتقي وتَخَيَّر الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا عَذبَةَ الرُوح يا فتّانَة الجَسدِ
يا بنتَ " بيروتَ " يا أنشودةَ البَلدِ يا غيمةَ الشَعرِ مُلتاثاً على قَمر يا بَسمةَ الثغر مفترَّاً عن النَضَد يا رَوعةَ البحرِ في العينينِ صافيةً يا نشوةَ الجبَلِ الملتّفِ في العضُد يا قَطرةً من نِطاف الفجر ساقطها من " أرز " لبنانَ خفَّاقُ الظلالِ ندى يا نَبتة الله في عَليا مَظاهرِه آمنتُ بالله لم لم يُولَد ولم يَلِد يا تلعةَ الجيدِ نصَّته فما وقَعَت عَينٌ على مِثله يَزدانُ بالجَيَد يُطِلُّ منها بوجهٍ أيِّ مُحْتَملٍ ويَستريحُ بصدرٍ أيِّ مقتعَد يا جَوهرَ اللُطفِ يا معنىً يضيقُ به لَفظ فيقذِفُهُ الشِدقانِ كالزَبَد أعِيذُ وجهَكِ أن أشْقى بِرقَّتِه وفَيْضَ حُسنِك إن يَعيا برِيِّ صدى ولا يليقُ بأجفانٍ أنشِّرُها على جمالكِ أن تُطوى على السُهد يَدٌ مَسحتُ بها عَيني لأغمِضَها على الهوى ، ويدي الأخرى على كَبِدي وَرَدتُ عن ظمأٍ ماءً غَصِصتُ به فليتَ أنَّيَ لم أظَمأْ ولم أرِد قالَ الرِفاقُ ونارُ الحُبِّ آكلةٌ مِن وَجنْنتَّي أهذا وجهُ مُبَترِد لمْ أدرِ أذكُرُ " بيروتاً " بأيِّكما أأنتِ . أم لَوعتي ياليلةَ الأحد عَجّ الرصيفُ بأسرابِ المها وهَفا قلبي بزفرةِ قَنَّصٍ ولم يسِد فمِن مُوافيةٍ وعداً ، وراقبةٍ وعداً ، وأين التي وَّفت ولم تَعِد؟ فُويقَ صدرِكِ من رفق الشبابِ به أشهى وأعنفُ ما يُعطى لمنتهد كنزانِ مِن مُتَع الدُنيا يُقِلُّهُما جمُّ الندى سَرِفٌ في زيِّ مُقتَصِد قالوا تَشاغَلَ عن أهلٍ وعن ولَدٍ فقال نهداك : لم يَشغَلهْ من أحد سوى رَضيِعي لبانٍ توأمٍ حُبِسا رهنَ الغِلالة إشفاقاً مِن الحَسَد راجَعتُ نَفسي بما أبقى الشبابُ لها وما تخلَّف من أسئاره بِيدي فما أمرَّ وأقسى ما خرجتُ به لولا بَقيةُ قلبٍ فيَّ مُتَّقِد أمسى مَضى بلُبانات الهوى . وأتى يَومي يُمهِّد بادي بَدءةٍ لِغَدي الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
جدع الجبارُ أنَفَ المعجَبِ
واصطلى الطاغي بنيران الأبي ورأى التاريخُ ما لم يره من نضالِ الصابرِ المحتسِبِ يا يراع المجدِ هذي صفحةٌ اَمْلِ ما شئتَ عليها واكتُب خَبِّرِ الاجيالَ كيف افتخرت ساحةُ الموتِ بشيخٍ وصبي وفتاة بالردى هازئةٍ أمسِ كانت نجمةً في ملعب امةٌ تنفح عن " معتقد " وبلادٌ تدّري عن " مذهب " عانق الموت زؤاماً سادر ظنَّها " باريسَ " بنْتَ الطرب واراها كيف رجسُ المعتدي فأرتْه كيف طُهْرُ المُغضَب ثم تلته يدٌ " كادحةٌ " تُحْسِنُ الصَّفعةَ للمغتصِب يا رجاءَ الكونِ في محنته يا شُعاعَ الأملِ المستعذَب يا بُناة الحقِ والعدلِ على ملعب من قيصريٍ خرب سجدَ ابنُ العقلِ والفقرِ به مرغماً لابنِ الخنا والذهب يا ينابيعَ رجاءٍ فُجَّرتْ لظِماءٍ وجياعٍ سغّب يا نقاءَ الفكرِ في جوهره لم يُدَلَّسْ بالكُنىَ والرُّتَب تأنف القدرةُ في ذِرْوَتِها وإلهٌ في السما أن تُغْلَبي الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
هبت الشامُ على عاداتها
تملأ الأرضَ شباباً حَنِقا نادباً بيتاً أباحوا قُدْسَهُ في فِلَسْطينَ . وشملاً مِزَقا بَرَّ بالعهد رجالٌ أُنُفٌ أخذ الشعبُ عليهم مَوْثقا شرَفاً يومَ فِلسطينَ فقد بلغ القِمَّةَ هذا المرتقى ألبس الملكَ رداءً وازدهت روعةُ التاريخِ منه رَوْنقا اسمعي يا جِلَّقٌ !! إن دماً في فِلَسْطينَ هضيماً نطقا عربياً سال من أفئدةٍ عربياتٍ تلظت حُرَقا صبغ الأرضَ وألقى فوقها من فداءٍ وإباءٍ شفقا تَحْمِلُ الريحُ إلى أرجائها من زكّياتِ الضحايا عَبَقا اسمعي يا جلقٌ !! إن دما في فِلَسْطينَ ينادي جِلَّقا اسمعي : هذا دمٌ شاءت له نخوةٌ مهتاجةٌ أنْ يُهْرقا شدَّ ما احتاجت إلى أمثاله أممٌ يُعوِزُها أن تُعْتَقا شاهدٌ عدلٌ على الظلم إذا كَذَبَ التارِيخُ يوماً صدقا احملي ما اسطَعْتِ من حبّاته واجعليها لعيونٍ حَدَقا يسقطُ الطفْلُ على والده وارداً موردَه معتنِقا وتمر الأمُّ غضبى ساءها في سباق مِثلِهِ أن تُسبَقا نَسَقٌ للموت لم نسمعْ به ليتنا نَعْرِفُ هذا النسقا هكذا تُعْلِنُ صرعى أمةٍ أن شعباً من جديدٍ خُلِقا الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لعمرُك إنَّ العدلَ لفظٌ اداؤُهُ
بسيطٌ ولكن كنهُه متعسِّرُ تخيَّلَه عقلٌ نشيطٌ أرادَه دليلاً لقومٍ في الحياة تعثَّروا يفسِّرُهُ المغلوبُ أمراً مناقضاً لما يرتأيهِ غالبٌ ويفسِّر ولما رآه الحاكمون قذيفةً تُضعضِعُ من أهوائهم وتدمِّر ولم يجدوا مَندوحةً عن قَبوله لإرضاءِ مخدوعينَ بالعدل غَّرروا أتَوه بتاؤيلاتِهم يُفسدونه قوانينَ باسم العدل تَنهى وتأمُر لقد كانَ أولى بالرفاهِ وبالغِنى ذكيُ فؤادٍ جائع يتضوَّر وقد كان أولى بالحفاءِ وبالعَرى وبالجوعِ هذا الأبلهُ المتبختِر الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أوَّل العهدِ بالَّتي حَمَّلتني
شططاً في الهوى وأمراً فِرِيّا وَضْعُ كفّي في كفّها تتلظَّى مِن غرامٍ . كمَنْ يُناوِل شَيّا رجفَت رَجفْةً قرأتُ التشهّي فوقَها واضحاً . بليغاً . قويّا ثم قالت بطرفها بعدَ لأيٍ : عن طريقٍ سهلٍ وصَلْتَ إليّا! وهيَ سمراءُ في التقاطيع منها يجِدُ الحالمونَ شِبعاً ورِيّا ينفحُ العَطر جِلدُها ويسيلُ الدِفءُ في عِرْقها لذيذاً شهيّا لو قرأتَ الخطَّ ! الذي واسَطَ النهدينِ يستهدفُ الطريقَ السويّا! لتَمَشَّيْتَ فوقَه بالتمنّي ووصلت الكنزَ الثمينَ الخفيّا وتصبَّاكَ منتهاهُ تصبّي عالَمٍ آخرٍ تقيّاً نَقيّا الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لقد ساءَني علمي بخُبثِ السرائرِ
وأنّي على تطهيرِها غيرُ قادرِ وآلمني أني أخيذُ تفكُّرٍ بكلَّ رخيص النفسِ خِبٍّ مُماكِر تمشَّتْ به سَوءاتُ شعبٍ تلاءَمَت وسوءاتُه واستُدرِجَتْ بالمظاهر وها أنا بالنيّات سوداً معذَّبٌ تعاودُني فيهنَّ سودُ الخواطر وألمحُ في هذي الوجوهِ كوالِحاً من اللؤم أشباحَ الوحوش الكواسر وتوحِشُني الأوساطُ حتى كأنَّني أُعاشِرُ ناساً أُنهِضوا من مقابر تصفَّحتُ أعمالَ الوَرَى فوجدتُها مخازِيَ غطَّوها بشَتى الستائر. وفتَّشتُ عما استحدَثوا من مناقِبٍ تُروِّجُ من أطماعهم ومفاخِر فكانت حساناً في المظاهرِ خُدْعة على أنها كانت قِباحَ المخابر مشى الناسُ للغايت شتى حظوظهم وآمالهم من مستقيم وجائر وغطَّى على نقصِ الضعيف نجاحُه وراح القويُّ عرضةً للعواثر وقد حوسب الكابي بأوهَى ذنوبِه ولم يؤخَذِ الناجي بأمّ الكبائر وراحت أساليبُ النفاق مَفاخراً سلاحاً قوياً للضعيف المُفاخر وحُبِّبَ تدليسٌ وذُمَّت صراحةٌ فلا عيشَ إلاّ عن طريقِ التآمر وألَّفَ بين الضدِ والضدِ مغنمٌ وفرَّقَتِ الاطماعُ بين النظائر مُحيطٌ خَوَتْ فيه النفوسُ وأفسِدتْ طباعُ أهاليه بعدوْى التجاور هَوَت نبعةُ الأخلاق جراءَ ما اعتَدَتْ على الشعب أطماعُ السَّراةِ الأكابر وقد صِيح بالإخلاص نَهبْاً فلا تَرَى سوى بؤَر التضليلِ جِسراً لعابر وباتَ نصيبُ المرءَ رَهناً لِما يَرَى أولو الأمرِ فيه مثلَ لِعبِ المقامر فإما مُكَّبٌ للحضيض بوجهه على أنه سامي الذرى في المفاخر وإما إلى أوجٍ من المجد مُرتَقٍ على سُلَّمٍ من موبقاتٍ فواجر ولم يبقَ معنى للمناصب عندنا سوى أنها ملكُ القريبِ المصاهِر وإن ثيابَ الناس زُرَّت جميعُها على عاهةٍ إلاّ ثيابَ المؤازر تُسنُّ ذيولٌ للقوانين يُبتَغى بها جَلْبُ قوم " الكراسي " الشواغِر وقد يُضحِكُ الثكلى تناقضُ شارع قوانينُه مأخوذةٌ بالتناحر أُهينَتْ فلم تُنتَجْ قريحةُ شاعرٍ وضيِمَتْ فلم تَنشَ ط يراعةُ ناثر وهيمَنَ إرهابٌ على كل خَطرةٍ تَرَدَّدُ ما بين اللَّهى والحناجر لقد ملَّ هذا الشعبُ أوضاع ثُلَّةٍ غدت بينه مثلَ الحروفِ النوافر وما ضرَّ أهلَ الحكم أنْ كان ظلُّهم ثقيلاً على أهل النُهى والبصائر فحسبُهمُ هذي الجماهيرُ تقتَفِي خُطى كل مقتادٍ لها : من مناصر وحسبُهمُ أن يستجدُّوا " دعاية " تُعدِّدُ ما لم يعرفوا من مآثر وأوجع ما تَلقَى النفوس نكايةً مَعِزّةُ أفرادٍ بذُلِّ أكاثر لكي ينعُمَ الساداتُ بالحكم ترتوي بقاعٌ ظِماءٌ من دماءٍ طَواهر وكي لا ترى عينٌ على البَغي شاهداً تُغيرُ عمداً ناطقاتُ المحاضر وأهوِنْ بأرواح البريئين أُزهِقَت وأموالِهم طارت هباً من خسائر وكانت طباعٌ للعشائر ترتجى فقد لُوِّثَت حتى طباعُ العشائر وكان لنا منهم سلاحٌ فأصبحوا سلاحاً علينا بين حين وآخر وإنك من هذي الشنائعِ ناظرٌ إلى مُخزياتٍ هن شوكٌ لناظر اذا ما أجَلْتَ الطَرْف حولَك وانجلت بعينيك يوماً مُخَبئاتُ الضمائر وكشفت عن هذي النفوس غطاءها وأبرزتَها مثل الاماءِ الحواسِر وفتَّشتَ عما في زوايا الدوائر وغربَلْتَ ما ضمَّت بطونُ الدفاتر رجعتَ بعينٍ رقرَقَ الحزنُ ماءَها وأُبْتَ بقلب شاردِ اللُبِّ حائر وأيقنتَ أنّ الحالَ حالٌ تعسَّرَت على كلِّ طَبٍّ بالطبائع ماهر وقد يملأُ الحرَّ المفكرَ حرقةً تفكُّرُه يوماً بعُقبى المصاير ولا أملٌ إلاّ على يدِ مُصلحٍ حَقودٍ على هذا التدهوُرِ ثائر وإن عيوباً جلْبَبَ الكِذبُ كُنْهَها فغَطَينَ أضعافَ العيوبِ السوافِر ولا تحسبنَّ الشعرَ سهلاً مهبُّه بهذي المساوي بين بادٍ وحاضر فإن عظيماً أن يخلِّدَ شاعرٌ مخازيَ جيل بالقوافي السوائر سنُضحكُ قرّاءَ التواريخ بعدنا ونبدو لهم فيهن إحدى النوادر وسوف نُريهم للمهازل مَرسَحاً نَروح ونغدو فيه هُزأةَ ساخر فإن ترني أُذكي القوافي بنَفثَةٍ أُراني على كِتمانها غيرَ صابر فإني برغم العاصفات التي ترى أُقاسي رُكوداً لا يَليق بشاعر رجعتُ لنفسي أستثيرُ اهتمامَها وأُلزِمُها ذنبَ الصريح المجاهر وأُثقلها بالعَتْب أن كان لي غنى عن الشرِّ لولا حبُّها للمَخاطر وساءلتُها عما تُريد من التي تُرشِّحها للمُهلكات الجوائر أأنتِ بعَورات النفوس زعيمةٌ مُوَكَّلة عنها بِعَدِّ الجرائر وما أنتِ والغرمَ الذي راح مَغنَماً لقد غامر الاقوامُ فيه فغامري خذي وِجهةً في العيش يُرضيك غيُّها ولا تستطيبي منه قِعدَة خائر وإن شذوذاً أن تُثيري وتصدَعي شَذاةَ مُحيط بالمدجاة زاخر وأحسن مما تدَّعين صلابةً سماحُ المحابي وانتهازُ المساير الجواهري |
الساعة الآن 12:56 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية