منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-30-2024 02:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يومٌ من العُمْرِ في واديكِ مَعدودُ
مُستوحِشاتٌ به أيَّاميَ السُودُ

نزلتُ ساحتَكِ الغنَّاءَ فانبعثَتْ
بالذكرياتِ الشَّجيَّاتِ الأناشيد

واجتَزتُ رغمَ الليالي بابَ ساحرةٍ
مرَّ الشبابُ عليه وهو مسدود

قامَتْ قِيامتُه بالحُسْنِ وانتشرتْ
فيه الأهازيجُ والأضواءُ والغيد

ما وحدَهُ غرَّدَ الشادي لِيرْقِصَهُ
الماءُ والشجرُ المهتزُّ غِرِّيد

واد هو الجَّنةُ المحسودُ داخلُها
أو أنَّه من جِنان الخُلدِ محسود

ثقي " زحيْلةُ " أنَّ الحسْنَ أجمَعَهُ
في الكونِ عن حُسنكِ المطبوعِ تقليد

أنتِ الحياةُ وعمرٌ في سواكِ مضى
فإنما هو تبذيرٌ وتبديد

أقسمتُ أُعطي شبابي حقَّ قيمتهِ
لو أنَّ ما فاتَ منه اليومَ مردود

وكيفَ بي ونصيبُ المرء مُرْتَهَنٌ
به ، ومَغْنَمُهُ في العُمْرِ محدود

لم يأتِ للجَبَلْينِ العاطفَيْنِ على
واديكِ أبهى وأنقى منهُ مولود

زَفَّتْ له مُتَعُ الدُّنيا بشائرَها
واستقبلَتْهُ مِن الطيرِ الأغاريد

أوفى عليه يَقيهِ حَرَّ هاجرةٍ
سُرادِقٌ من لطيفِ الظلِّ ممدود

بالحََوْرِ قامَ على الجنبينِ يحْرُسُهُ
مُعَوَّذٌ من عُيونِ الناسِ مرصود

تناولَ الأفْقَ معتزّاً بقامتهِ
لا ينثني فَنَنٌ منه ولا عود

يقولُ للعاصفاتِ النازلاتِ بهِ
إليكِ عنيّ ، فغيرُ " الحَوْرِ " رِعديد

صُنْعُ الطبيعةِ ، بالأشجارِ وارفةً
لَهُ ، وبالنَّهَرِ الرّقراقِ ، تحديد

خَصَّتْهُ باللُطفِ منها فهو مُنْبَعِثٌ
ورُبَّ وادٍ جَفتْهُ فهو موءود

طافَ الخيالُ على شَتَّى مظاهرهِ
واستوقَفَتْني بهِ حتَّى الجْلاميد

تَفَجَّرَ الحجرُ القاسي بهِ وبدا
في وَجْنَةِ الصَّخرةِ الصَّماءِ توريد

تجري المياهُ أعاليهِ مُبعَثرَةً
لها هُنالكَ تصويبٌ وتصعيد

حتى إذا انحدَرَتْ تبغي قَرارتَهُ
تَضيقُ ذرعاً بمجراها الأخاديد

استقبلَتْها المجاري يَسْتَحِمُّ بها
زاهي الحصى فَلهُ فيهنَّ تمهيد

فهُنَّ في السفحَِّْ عَتْبٌ رقَّ جانبُهُ
وهن يزفُرْنَ فوقَ الصخرِ تهديد

ما بينَ عَيْنٍ وأُخرى فاضَ رَيِّقُها
أنْ تُلْفَتَ العينُ أو أنْ يُعطَفَ الجْيد

هذي " المسيحيَّةُ " الحسناءُ تكَّ على
شرعِ " المسيحِ " لها بالماءِ تعميد

كأنَّها ، وعُيونُ الماءِ تَغْمُرُها ،
مُستْنزَفُ الدَّم مِن عِرْقَيْهِ مفصود

بُشرى بأيلول شَهرٍ الخْمرةِ اجتَمَعَتْ
على العرائشِ تَلْتَمُّ العناقيد

للهِ درُّ العَشِيَّاتِ الحِسانِ بها
يُسْرِجْنَ ظُلمتَها الغِيدُ الأماليد

لُطْفُ الطبيعةِ محشودٌ يتّمِمُهُ
جمعٌ لطيفٌ من الجنسَيْنِ محشود

في كلِّ مُقهىً عشيقاتٌ نزلنَ على
" وادي الغرامِ " وعُشَّاقٌ معاميد

تدورُ بينهُمُ الأقداحُ لا كَدَرٌ
يعلو الحديثَ ولا في العيشِ تنكيد

الرَّشْفَةُ النزرُ من فرط ارتياحِهِمِ
كأسٌ مُفايَضَةٌ والكأسُ راقود

خَوْدَ البِقاعِ لقد ضُيّعْتِ في بَلدٍ
تنَاثَرتْ فوقهُ أمثالُكِ الخُود

أُسلوبُ حُسْنكِ مُمتازٌ فلا عَنتٌ
في الروح منهُ ، ولا في السَبْكِ تعقيد

نهداكِ والصدرُ ثالوثٌ أُقدّسُه
لو كانَ يُجمَعُ تثليثٌ وتوحيد

الخَمْرُ ممزوجةً بالرِّيقِ راقصةٌ
والكأسُ مرَّتْ بثغرٍ منكِ عِربيد

لو يُستجاب رجائي ما رجوتُ سوى
أنّي وشاحٌ على كَشْحيكِ مردود

جارَ النِطاقُ عليها في حكومتهِ
فالرِّدفُ مُنتعِشٌ والخَصْرُ مجهود

وأْعلَنَتْ خيرَ ما فيها مَلابسُها
مُنَمَّقاتٌ عليهنَّ التجاعيد

وكشَّفَتْ جَهْدَ ما اسطاعَتْ محاسنَها
ولم تدَعْ خافياً لو لا التقاليد

ما خَصرُها وهو عُريانٌ تتيهُ بهِ
أرقُّ منه إذِ الزُّنَّارُ مشدود

أمَّا البديعانِ من عالٍ ومُنْخَفِضٍ
فِداهما كلُّ حُسْنٍ أُعطىَ الغيد

فقد تجسَّمَ هذا غيرَ محتَشِمٍ
من فرطِ ما ضَيَّقتهُ فهو مشهود

ونطَّ ذيّاك مرتجّاً تقولُ : بهِ
رِيِشُ النعامِ على الوِرْكَيْنِ منضود

إيَّاكَ والفتنةَ الكبرى فنظرتُها
مسحورةٌ ، كلّها همٌّ وتسهيد

إذا رَمَتْكَ بعينَيْها فَلبِّهِما
واعلَمْ بأنَّكَ مأخوذٌ فمصفود

وإنَّما الحبُّ زَحليٌّ فلا صِلةٌ
ولا صدودٌ ، ولا بُخْلٌ ، ولا جود

يا موطِنَ السِحرَ إنَّ الشِعر يُنعْشُه
فيضٌ من الحُسْنِ في واديكَ معهود

خيالُهُ من خيالٍ فيكَ مأخذهُ
ولطفُ معناه من معناكَ توليد

اهتاجني موعدٌ لي فيك يجمعُني
كأنَّني بالشَّباب الطَّلْقِ موعود

وريعَ قلبيَ من ذكرى مُفارَقَةٍ
كأنَّني من جِنانِ الخُلْدِ مطرود

لا أبعدَ اللهُ طيفاً منك يؤنسني
إذا احتوتنيَ في أحضانها البيد


الجواهري

الحمدان 07-30-2024 02:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هو الحُكم – إن حقَّقتَ – لُعبةُ لاعبِ
يُسَمُّونَ ترقيعاتهِ بالتجارِبِ

فتجرِبةٌ للحكمِ خَلقُ موظفٍ
وتجرِبةٌ للشعبِ تخريجُ نائب

وإنَّ بلاداً بالتجارِب هُدّمت
وضُيّعَ أهلوها لإحدى العجائب

وأعجبُ منه أن يُمنِّي رجالُها
نفوسَهمُ خيراً بعقبى المصائب

تُعطَّلُ أربابُ المواهبِ ريثما
يُتمَّمُ تخريجُ الضِّعاف المواهب

ولو جَرَّبوا أهل المناصب وحدَهم
لهانَ ، ولكنْ جُربّوا في المناصب

من الظلم أن تأتي قصيدةُ شاعر
لتُصلِحَ حالاً أو مقالةُ كاتب

فما دامَ حُكمٌ للتجاريب راهن
فليس لنا غيرُ انتظارِ العواقب

ولكنَّ دأبَ الشاعِرينَ تحرُّشٌ
ومن عادةٍ الكُتابِ خلقُ المتاعبّّ

دعوا القومَ أحراراً يؤدُّونَ واجباً
ولا تحسَبِوا سهلاً قياماً بواجبّ

ولا تحسبوا سهلاً بناءَ دوائرٍ
وتوقيع أوراقٍ وتوزيعَ راتب!

غزا الجهلُ أرض الرافدْينِ فحلَّها
كثيرَ السَّرايا مُستجاشَ الكتائب

طليعةُ جيشٍ للمصائبِ هدَّدتْ
كرامتَهُ والجْهلُ رأسُ المصائب

وما خيرُ شعب لستَ تعثرُ بينه
على قارئٍ من كلِّ ألفٍ وكاتب

تمشَّى يجرُّ الفَقْر ردفاً وراءهُ
وأتعِسْ بمصحوبٍ وأتعِسْ بصاحب

وراحا على الجُمهور ضيفينِ ألفْيَا
مُناخاً جميلاً بين هذي الخرائب

فكان لِزاماً أنْ تحوزَ عصابةٌ
تفيتْ بظلِّ الجاه أعلى المراتب

وكان لزاماً أن تتمَّ سيادةٌ
عليه لأبناءِ " الذوات " الأطايب

وكان لزاماً أن تُقادَ جموعُه
حفاةً عراةً مهطعينَ لراكب

وكان لزاماً أن تحاكَ دسائسٌ
له تحت أستار الخِداع الكواذب

وكان لزاماً أن تعطَّل صنعةٌ
وأن يُصبحَ التوظيفُ أغلى المكاسب

مشى الشعب منهوكَ القُوى واهنَ الخُطى
كواهلُه قد أُثقِلتْ بالضرائب

وقد حِيلَ ما بين الحياةِ وبينهُ
فللموت منه بين عَينٍ وحاجب

وكُمَّت به الأفواه عن كشف سوءَةٍ
كأنْ لم يكن من ثَمَّ عتبٌ لعاتب

وأوجعُ ما يُصمي الغيورَ مقْاصرٌ
أطلَّتْ على مجحورةٍ في الزرائب

يَبينُ على الحيطان شرخُ نعيمها
وتغمُرها اللذاتُ من كلِّ جانب

وتحيي ليالي الرّقْص فيها خليعةٌ
تكشَّف عن سوق الحسان الكواعب

ويجبى إليها خمرُها من مشارقٍ
يجادُ بها تقطيرُها وَمغارب

وتلك من الإدقاع تتَّسد الثرى
يلاعبُ جنبيها دبيبُ العقارب

وقد ذيدَ عنها الزادُ رَفهاً لآكلٍ
وحُرّم فيها الماء صفواً لشارب

وإنيَّ في إرضائيَ الشِعرَ حائرٌ
وإني لمأخوذٌ بهذا التضارب

فقد يُعجِز التفكيرَ ذكرُ محاسنٍ
وقد يُخجل القرطاسَ ذِكرُ المثالب


الجواهري

الحمدان 07-30-2024 02:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سكُت وصدري فيه تغلي مراجلُ
وبعض سكوتِ المرءِ للمرءِ قاتلُ

وبعضُ سكوتِ المرءِ عارٌّ وهُجْنَةٌ
يحاسَبُ من جّراهُما ويُجادَل

ولا عجبٌ أنْ يُخْرِسَ الوضعُ ناطقاً
بلى عجبٌ أنْ يُلْهَمَ القولَ قائل

جزى الله والشعرُ المجوَّدُ نَسْجُهُ
بأنكد ما تُجْزَى لئامٌ أراذل

مخامِرُ غدرٍ طوَّحَتْ بي وعودُهُ
فغُِررتُ والتفَّتْ علىَّ الحبائل

وكنتُ امرَءاً لي عاجلٌ فيه بُلْغَةٌ
سدادٌ ومرجُوٌّ من الخير آجل

رخياً أمينَ السربِ محسودَ نِعمةٍ
تَرِفُّ على جنَبيَّ منها مباذل

فغُودرتُ منها في عَراءٍ تَلُفُّني
مَفاوِزُ لا أعتادُها ومجاهل

طُموحٌ إلى الحتفِ المدبَّر قادني
وقد يُزهِقُ النفسَ الطُموحُ المُعاجل

كَرِهْتُ مداجاةً فرُحْتُ مشاغبا
ولم يُجدِني شَغْب فرُحْتُ أُجامل

وأغْرقْتُ في إطراءِ من لا أهابُه
وساجلت بالتقريع من لا يساجَل

وأصْحَرْتُ عن قلبي فكان تكالُبٌ
عليّ لإصحاري وكان تواكُل

نزولاً على حكمٍ وحفظاً لغاية
يكون وسيطاً بينهن التعاُدل

وما خِلْتُني عبْءا عليهم وأنهم
يريدون أن يُجتَثَّ متنٌ وكاهل

ولما بدا لي أنه سدُّ مَخْرَجٍ
وقد أُرتِجَ البابُ الذي أنا داخل

وأخلَتْ صدورٌ عن قلوبٍ خبيثةٍ
ولاحت من الغدرِ الصريحِ مخايل

رجعت لعُش ٍّ مُوحشٍ أقبلتْ به
علي الهمومُ الموحشاتُ القواتل

وكنتُ كعُصفورٍ وديعٍ تحاملت
عليه ممن الستِ الجهاتِ أجادِل

ورَوَّضْتُ بالتوطينِ نفساً غريبةً
تراني وما تبغيه لا نتشاكل

وقلتُ لها صبراً وان كان وطؤهُ
ثقيلا ولكن ليس في الحزن طائل

وكَظْمُ الفتى غيظاً على ما يسوؤه
من الأمر دربٌ عبَّدته الأماثل

ولِلعْقلِ من معنى العقالِ اشتقاقُه
إذا اقتِيدَ إنسان به فهو عاقل

وكنتُ ودعوايَ احتمالا كفاقدٍ
حُساماً وقد رَفَّت عليه الحمائل

حبستُ لساني بين شِدْقَيَّ مُرغماً
على أنه ماضي الشَّبا إذ يناضل

وعهدي به لا يُرسلُ القولَ واهناً
ولا في بيانٍ عن مرادٍ يعاضل

وبيني وبينَ الشعرِ عهدٌ نكثتُه
ورثَّتْ حبالٌ أُحكِمَتْ ووسائل

وجهّلتُ نفسي لا خمولا وإنما
تيقنت – ان السيّدَ المتجاهل

وما خلت أني في العراق جميعِه
سأفقِدُ حراً عن مغيبي يسائل

سَتَرْتُ على كَرْهٍ وضِعْنٍ مَقاتلي
إلى أن بدتْ للشامتينّ المقاتل

أهذا مصيري بعد عشرين حِجَّةً
تحلت بأشعاري فهن أواهل

أهذا مصيرُ الشعرِ ريّانَ تنتمي
إليه القوافي المغدقاتُ الحوافل!؟

سلاسلُ صِيغتْ من معانٍ مُبَغَّضٍ
لها الذهبُ الأبريزُ وهو سلاسل

ومن عجبٍ أنّ القوافي سوائلا
اذا شُحِذَتْ للحَصْدِ فِهي مَناجل

وهنَّ كماءِ المُزْنِ لطفاً ورقةً
وهنَّ إذا جدَّ النضالُ مَعاول

فأمّا وقد بانت نفوسٌ وكُشِّفَتْ
ستائرُ قومٍ واستُشِفَّت دخائل

ولم يبق إلا أن يقالَ مساومٌ
أخو غرضٍ أو ميّتُ النفسِ خامل

فلا عذرَ للأشعار حتى يردَّها
إلى الحق مرضيُّ الحكومةِ فاصل

لأمِّ القوافي الويلُ إن لم يَقُمْ لها
ضجيجٌ ولم ترتجَّ منها المحافل

سأقذِفُ حُرَّ القولِ غيرَ مُخاتِل
ولا بدّ أن يبدو فيُخْزَى المُخاتل

لئن كان بالتهديم تُبْنى رغائبٌ
وبلخبط والتكديرِ تصفو مناهل

وإن كان بالزلفى يؤمَّلُ آيسٌ
وبالخُطَّةِ المُثلى يُخيَيَّبُ آمل

فَلَلْجهلُ مرهوبُ الغرارين صائبٌ
ولَلْحِلْمُ رأيٌ بَيّنُ النقصِ فائل

ولَلْغَرَضُ الموصومُ أعلى محلةً
من المرءِ منبوذاً علته الأسافل

أرى القومَ من يُقرَّبْ إليهِمُ
ومن يَجْتَنِبْ يَكْثُرْ عليه التحامل

على غيرِ ما سنَّ الكرامُ وما التقت
عليه شعوبٌ جمةٌ وقبائل

فلا ينخدعْ قومٌ بفرط احتجازةٍ
تَخَيَّلَ أني قُعْدُدٌ متكاسل

فإني لذاكَ النجمُ لم يخبُ نَوُؤه
ولا كَذَبَتْ سيماؤُه والشمال

وما فَلَّتِ الايامُ مني صرامة
ولا زحزحت علمي بانيَ باسل

ولكنني مما جناه تسرُّعٌ
توهمت أنَّ الأسْبَقَ المتثاقل

وإنّي بَعْدَ اليومِ بالطيش آخذُّ
وإني على حكمٍ الجهالةِ نازل

وإني لوثابٌ إلى كل فرصةٍ
تعِنُّ وعدّاءٌ إليها فواصل

بخيرٍ وشرٍ ان ما ادرك الفتى
به سُؤْلَه فهو الخدينُ المماثل

وأعلَمُ علماً يقطعُ الظنَّ أنَّه
لكلِ امرئٍ في كلِّ شيءٍ عواذل

فانْ لم يقولوا إنَّه مُتعنِّتٌ
عَنُودٌ يقولوا مُصْحِبٌ متساهل

تخالُفَ أذواقٍ وبغياً وإثْرَةً
ومن آدمٍ في العيش كان التّقاتُل

فما اسطعتَ فاجعلْ دأبَ نفسِكَ خَيرَها
ولا تُدخِلَنَّ الناسَ فيما تحاول

فما الحرّ إلا من يُشاورُ عَقْلَهُ
وأمُّ الذي يستنصِحُ الغيرَ ثاكل

نَصيحُكَ إما خائفٌ أو مغَرَّرٌ
كلا الرجلينِ في الملماتِ خاذل

وبينهما رأيٌ هو الفصلُ فيهما
ومعنىً هو الحقُ الذي لا يجادَل

على أنها العقبى – فباطلُ ناجحٍ
يَحِقُّ . وحق العاثرِ الجَدِّ باطل


الجواهري

الحمدان 07-30-2024 02:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عقابيلُ داءٍ ما لهُنَّ مطبَّبُّ
ووضعٌ تغشَّاهُ الخَنا والتذَبذُبُ

ومملكةٌ رهنُ المشيئاتِ أمرُها
وأنظمةٌ يُلهى بهنَّ ويُلْعَب

وناهيكِ مِن وضعٍ يعيشُ بظّله
كما يتَمنَّى مَن يخونُ ويكذِب

وقرَّ على الضيمِ الشبابُ فلم يَثُرْ
وأخلدَ لا يُسدي النصيحةَ أشيب

كأنْ لم يكنْ في الرافدينِ مُغامرٌ
وحتى كأنْ لم يبقَ فيه مجرِّب

أعُقماً وأُمَّاتُ البلادِ ولودةٌ
وإنَّكِ يا أُمَّ الفراتينِ أنجب

وما أنكَّ يُزهى منكِ في الصِّيدِ أصيدٌّ
ويَلْمَعُ في الغُلْبِ الميامينِ أغلب

إذا قيلَ مِن أرضِ العراق تطَّلعَتْ
عيونٌ له وانهالَ أهلٌ ومرحب

يُحكِّمُ في الجُلَّى أغرُّ مُشَّهَرٌ
ويحْتاجُ في البلوى عذيقٌ مرَجَّب

فما لكِ لا بينَ السواعدِ ساعدٌ
يُحَسُّ ولا بينَ المناكبِ مَنكِب

تنادتْ بويلٍ في دياركِ بومة
وأعلنَ نَحْساً في سماكِ مُذَنَّب

وأُلْبِسْتِ من جَورٍ وهضمٍ ملابساً
أخو العزِّ عنها وهو عريانُ يرغب

تكاثرت الأقوالُ حَقاً وباطلاً
وقالَ مقالَ الصدقِ جلْفٌ مُكذَّب

وشُكِّكَ فيما تدَّعيه تظنِّياً
ولو أنَّه شحمُ الفؤادِ المذَوَّب

وباتَ سواءً من يثورُ فيغتلي
حماساً ومن يلهو مُزاحاً فيلعب

فما لكَ من أمرينِ بُدٌّ وإنما
أخفهما الشرُّ الذي تتجنب

سكوتٍ على جمرِ الغضا من فضائحٍ
تُمَثَّلُ أو قولٍ عليه تُعذَّب

تحفَّتْ أُباةٌ حين لم يُلْفَ مركبٌ
نزيهٌ إلى قصدٍ من العيشِ يُركب

فلا العلمُ مرجوٌّ ولا الفَهمُ نافعٌ
ولا ضامنٌ عيشَ الأديبِ التأدُّب

ومُدَّخَرٌ سوطُ العذابِ لناهضٍ
ومُدَّخَرٌ للخاملِ الغِرّ مَنْصِب

أقولُ لمرعوبٍ أضلَّ صوابَه
تَردّي دساتيرٍ تُضِلُّ وتُرْعِب

تداولَ هذا الحُكْمَ ناسٌ لوَ انَّهم
أرادُوهُ طيفاً في منامٍ لخُيّبوا

ودعْ عنكَ تفصيلاً لشَتَّى وسائلٍ
بها مُلِّكُوا هذي الرقابَ وقرِّبوا

فأيسَرُها أنْ قد أُطِيلَ امتهانُهم
إلى أنْ أدَرُّوا ضَرعَها وتحَلَّبوا

وأعجبُ ما قد خلَّفتْهُ حوادثٌ
قليلٌ على أمثالهنَّ التَّعّجب

سكونٌ تَغشَّى ثائرينَ عليهمُ
يُعَوَّلُ أنْ خطبٌ تجرَّمَ أخْطب

عتابٌ يحُزُّ النفسَ وقعاً وإنه
لأنزهُ من صوبِ الغوادي وأطيب

عليكُمْ لأنَّ القصدَ بالقولِ أنتمُ
وليسَ على كلّ المسيئينَ يُعتب

هَبوا أنَّ أقواماً أماتَ نفوسَهُم
وألهاهُمُ غُنْمٌ شهيٌّ ومكسَب

قصورٌ وأريافٌ يَلَذُّونَ ظِلَّها
وجاهٌ وأموالٌ ومَوطيً ومَركب

يخافونَ أنْ يَشْقوا بها فيؤاخَذو
إذا كشفوا عمَّا يَروَن وأعربوا

فما بالُ محروبينَ لم يحلُ مَطعمٌ
لهُم ، فيُلهيهمْ ، ولم يصفُ مَشْرَب

خَلِيَّينَ لا قُربى فيُ خْشَى انتقاصُها
لديهمْ ، ولا مالٌ يُبَزُّ فيُسْلَب

سلاحُ البلادِ المرهفُ الحدِّ ماله
نَبا منهُ في يومِ التَّصادُم مضرب؟

على أنَّني إذ أُسْعُ الأمرَ خِبْرَةً
يلوحُ ليَ العذرُ الصحيح فأصْحِب

همُ القومُ نِعم القومُ لكنْ عراهمُ
ذهولٌ به تُصْبي الغَيارى وتُخلَب

تَغوَّلَ منهم حزمَهُم إلْبُ دهرِهم
عليهم وقد يُوهي القويَّ التألّب

وكلّ شُجاعٍ عاونَ الدهرَ ضَّده
مرّجيهمُ فهو المضامُ المغلَّب

قليلونَ في حين ِ الرزايا كثيرةٌ
وطيدونَ في حينِ الأساليبُ قُلَّب

جريئونَ لكنْ للجراءةِ موضعٌ
وعاقبةٌ ، إنّ العواقبَ تُحْسَب

يُلاقون أرزاءاً يَشُقّ احتمالُها
وليس بميسورٍ عليها التَّغلّب

فهاهم كمَنْ سُدَّ الطريقُ أمامَه
وضلَّله داجٍ من الليلِ غَيْهَب

على أنَّهم لا يهتدُونَ بكوكبٍ
وقد يُرشِدُ الحَيرانَ في اللِّيل كوكب

إلى الأممِ اللاَّتي استَتَمَّتْ وُثُوبَها
تَشَكَّى اهتِضاماً أُمَّةٌ تَتوَّثب

إذا خلصَتْ مِن عَثْرةٍ طوَّحتْ بها
عَواثرُ مَن يُؤخذْ بها فهو مُحْرَب

وإنْ فاتَها وحشٌ صَليبٌ فؤادُه
تَعَرَّضَ وحشٌ منه أقسى وأصلَب

يُعينُ سِياسياً عليها تفرُّقٌ
وَينصُرُ رَجعيّاً عليها تَعصّب

أُريدَ لها وجهٌ يُزيلُ قُطوَبها
فزيدَ بها وجهٌ أغمُّ مُقطَِّب

وَرِّبتما لاحتْ على السنِّ ضِحكةٌ
له تَنفُثُ السمَّ الزعافَ وتَلصِب

يُرى أبداً رَّيانَ بالحِقْدِ صَدرهُ
كما شالَ لَّلْدغِ الذنابَينِ عَقرب

وتلكَ من المُستَحْدثِ الحُكمِ عادةٌ
يَرى فُرصةً منه اقتِداراً فيضرِب

وما جِثتُ أهجوهُ فلمْ يبقَ مَوضعٌ
نَزيهٌ له بالهجو يُؤتى فيُثْلَب

ولكنه وصفٌ صَحيحٌ مُطابقٌ
يجىءُ به رائي عَيانٍ مُجِرّب

تُشَرَّدُ سُكَّانٌ لسُكنى طوارئ
وتُؤَخذُ أرضٌ من ذويها فتوَهب

وواللهِ لولا أنّ شَعباً مُغَلَّباً
يُلَزُّ بَقرنيهِ كمِعزى ويحلَب

لما عَبِثَتْ فيه أكُفٌّ جَذيمةٌ
ولمْ يَعُلهُ هذا الهجينُ المهلَّب

ولكن رَضوا من حُبّهمْ لبلادِهمْ
بأنَّهمُ يَبكُونها حينَ تُنكَب

فيا لكَ مِن وضعٍ تعاضلَ داؤهُ
تُشاطُ له نَفْسُ الأبيِّ وتُلهب

وللهِ تَبريحُ الغَيارى بحالةٍ
كما يَشتهيها أشعبيُّ تُقَلَّب

يُنَفَّذُ ما تَبغي وتَنهى عقائلٌ
وتَعزِلُ فينا " غانياتٌ " وتَنصِب

كأندلُسِ لَمَّا تَدَهْوَرَ مُلْكُها
مُكَنّى جُزافاً عِندنَا ومُلَقَّب

ورُبَّ وسامٍ فوقَ صدرٍ لو انَّهُ
يُجازَى بحّقٍ كانَ بالنعلِ يُضرَب

نشا ربُّهُ بينَ المخازي وراقهُ
وِسامٌ عليها فهو بالخزيِ مُعْجَب

أفي كلِّ يومٍ في العراقِ مؤمَّرٌ
غريبٌ به لا الأمُّ منه ولا الأب

ولم يُرَ ذا بَطْشٍ شَديدٍ وغِلظَةٍ
على بَلَدٍ إلا البعيدُ المُجنَّب

أكُلُّ بَغيضٍ يُثقِل الأرضَ ظِلُّهُ
وتأباهُ يُجبى للعراقِ ويجْلَب

وحُجَّتُهم أن كانَ فيما مضى لنا
أبٌ ، اسمهُ عندَ التواريخِ يَعْرُب

عِديدُ الحَصى أنباؤهُ ولِكلِّهمْ
مَجالٌ ومَلهىَ في العراقين طَيّب

وقد أصبحوا أولى بنا من نُفُوسِنا
لأنَّهمُ أرحامُنا حينَ نُنْسَب

فأمَّا بَنُوه الأقربونَ فما لهمْ
نصيبٌ به إلَّا مُشاشٌ وطَحْلب

فيا أيُّها التاريخُ فارفُضْ مَهازِلاً
سَتْرفُضها أقلامُنا حين تُكتَب

وقُلْ إنَّني أُودعتُ شتَّى غَرائبٍ
ولا مثلَ هذي فهي منهُنَّ أغرَب


الجواهري

الحمدان 07-30-2024 02:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أغْرَى صِحابي بتقريعي وتأنيبي
طولُ اصطِباري على همٍّ وتَعذيبِ

أيسْتُ من كلِّ مطلوبٍ أُؤمِّلُهُ
وأصبحَ الموتُ من أغلى مطاليبي

إذا اشتهيتُ فزادي غيرُ مُحْتَمَلٍ
وان ظَمِئْتُ فوِرْدي غيرُ مشروب

جارتْ عليَّ الليالي في تقلُّبِها
وأوهَنَتْ جَلَدي من فَرْطِ تقليبي

عَوْداً وَبَدْءاً على شرٍّ تُعاوِدُهُ
كأنَّني كرةٌ لِلّعْبِ تلهو بي

يا مُضغْةً بين جنبيَّ ابتُليِتُ بها
لا كنتِ من هدفٍ للشرِّ منصوب

ومن مثارِ همومٍ لا انتهاءَ له
ومن مَصَبِّ عناءٍ غيرِ منضوب

وقد رددتُ رزايا الدهرِ أجْمَعَها
إلى سِجِلَّيْنِ محفوظٍ ومكتوب

ما بين مُكْتَشَفٍ بالشعرِ مُفْتَضَحٍ
وبين مُخْتَزَنٍ في القلب محجوب

إني على الرّغْمِ مما قد نُكِبْتُ به
فقد يحزّ فؤادي لفظُ منكوب

شكت إلىّ القوافي فرطَ ما انتبذَتْ
مني وكنتُ أراها خيرَ مصحوب

وعاتَبَتْني على الهجرانِ قائلةً
أكنتُ عِنْدَكَ من بعض الألاعيب!

تلهو بها وإذا ما شئتَ تَطْرَحُها
موقوفةً بين تَبعيدٍ وتقريب

كم ساعدتْك على الجُلِّى وكم دَفَعَتْ
هواجساً عن فؤادٍ منكَ متعوب

سَجَّلْتُها آهةً حرَّى وكم دَفَعَتْ
طيَّ الرياحِ سُدىً آهاتُ مكروب

فقلتُ حسبي الذي ألهبتكُنّ به
من لاعجٍ في حنايا الصدرِ مشبوب

ومن قوافٍ بذَوْبِ الدَّمْع نشأتُها
ومن قصيدٍ لفرطِ الحُزْنِ منسوب

لو اكتسى الشعرُ لوناً لاقتصرتُ على
شعرٍ بِقاني نجيعِ القلبِ مخضوب

وما اشتكائي إلى الأشعارِ من مُضَضٍ
إلا شكيَّةَ محروبٍ لمحروب

إنّ الأديبَ وإنَّ الشعرَ قَدْرُهُما
مطرَّحٌ بين منبوذٍ ومسبوب

لم يبقَ منْ يستثيرُ الشِعْرُ نَخوَتَهُ
ومن يُحرِّكُهُ لُطْفُ التراكيب

أعلى مِنَ الشّعرِ عندَ القومِ منزلةً
نَفْخُ البطونِ وتَطْريزُ الجلابيب

ورُبَّ قافيةٍ غرّاءَ قد ضَمِنَتْ
أرقَّ معنىً تَرَدَّى خَيْرَ أُسْلُوب

من اللواتي تُغَذِّيهنَّ عاطفةٌ
جياشةٌ بين تصعيدٍ وتصويب

هززتُ فيها نياطَ القلبِ فانتثرت
بها شظايا فؤادٍ جدِّ مشعوب

رهنتُها عند فجِّ الطَّبْعِ محتقنٍ
بغيرِ صُمِّ العوالي غيرِ مجذوب

ظننتُني صادقاً فيما ادَّعَيْتُ بها
حتى انبرى لؤمُ جانيها لتكذيبي

أرخَصّتُها وهي علقٌ لا كِفاءَ لَهُ
ورُحْتُ أصْفِقُ فيها كَفَّ مغلوب

تشكو اغتراباً لَدَى من ليسَ يَعْرفُها
كما شكَتْ طبعَ راميها بتغريب

عفواً فلولا اضطرارُ الحالِ يُلجئني
لكنتُ أنفَسَ مذخورٍ ومكسوب

قالوا استفدتَ من الأيامِ تَجرِيةً
والموتُ أرْوَحُ من بعضِ التّجاريب

تُعْفي الشدائدُ أقْواماً بلا أدَبٍ
وتبتلي غيرَ مُحتاجٍ لتأديب

ما كان مِن قبلِها عُودي بذي خَوَرٍ
للعاجمينَ ولا قلبي بمرعوب

ولا ذُعِرْتُ لشرٍّ غيرِ مُنْتَظَرٍ
ولا نزقتُ لخيرٍ غيرِ محسوب

يا خيرَ موهبةٍ تزكو النفوسُ بها
بعداً فانك عندي شرُّ موهوب

يُرضِي الفتى عَيْشُهُ ما دامَ يَغمُرُهُ
بالطيباتِ ويُغْريهِ بتحبيب

حتى اذا رَمَتِ الويلاتُ نِعَمَتَهُ
ونَغَّصّتْها بتقويضٍ وتخريب

سمَّى مُعاكسةَ الأيامِ تَجْربَةً
وراح يَخْدَعُ نَفْساً بالأكاذيب

والعيشُ بالجهلِ أو بالحِلمِ إن خَبُثَتْ
مِنْهُ الحواشي فشيٌْ غيرُ محبوب


الجواهري

الحمدان 07-30-2024 02:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما أحوجَ الشاعرَ الشاكي لمُغضِبَةٍ
وميزةُ الشاعرِ الحساسِ في الغضبِ

أمّا القوافي فأنغامٌ تُوَقِّعُها
يدُ الخُطُوبِ إذا ما هيَّجَتْ عصبي

أصِخْ لتلحينِ روحي وهي ناقمةٌ
فما يهزُّك لحنُ الروحِ إن تَطِب

شجتْك كربةُ أبياتٍ وجدتَ بها
على كآبتها تفريجةَ الكُرَب

ثقافةُ الشعبِ قل لي أين تَنشُدها
أفي الصحافةِ مزجاةً أم الكُتُب

هذي كما اندفعتْ عشواءُ خابطةٌ
وتلك فيما حوت حمالةُ الحطب

أما الشعورُ فإنّي ما ظَفِرْتُ به
في مجلسِ العلمِ أو في مَحْفِلِ الأدب

لا ثورةُ النفسِ في الأشعارِ ألْمَسُها
إلا القليلَ ولا التأثيرُ في الخطب

باكون ما حُرِّكَتْ في النفس عاطفةٌ
وضاحكون ولاشيءٌ من الطرب

مُسَخّرون بما توحي الوحاةُ لهم
كما تُهَزُّ دواليبٌ من الخشب

لو عالج المصلحون " الجوعَ " ما فَسَدَتْ
أوضاعُنا ، هذه الفوضى من السغب

شعبي وما أتوقّى من مصارَحَةٍ
عارٌ على يعربٍ كُلُّ على العرب

ألهاه ماضيه عن تشييدِ حاضره
وعن لبابِ المساعي قِشْرَةُ النَّسَب

عشنا على شرفِ الأجداد نَلصقُهُ
بنا ، كما عاش قُطَاعٌ على السَّلَب

قامت تُرَوّجُ آداباً عَفَتْ عُصَبٌ
ما أبعدَ الأدبَ العالي عن العُصب

هُزَّ القلوبَ بإحساسٍ تَفيضُ به
ثم ادعُ حتى صخوراً صمةً تُجب

شانت أديباً وحطَّتْ عالماً فَهماً
مشاحناتٌ على الألقابِ والرُّتَب

قالوا " أِدْ " لركيكٍ غيرِ مُنْسَجِمٍ
لو في يدي قلتُ عدّ القولَ وانسحب

حتى صديقٌ عن التقليدِ أرفَعُهُ
مصاخبٌ إذ سوادُ الناسِ في صَخَب

دومي قوافيّ طولَ الدّهْرِ خالدةً
إن صحَّ أنّكِ أوتادٌ من الذهب

أوْلا فبيني أدالَ اللهُ من أثرٍ
تنالُ منه يدُ الأعصارِ والحِقَب


الجواهري

الحمدان 07-30-2024 02:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نَهَضْتُمْ بها جمعيةً يُرْتَجَى بها
هدى كَتْلةٍ فيما تُحاولُ خابطَهُ

عسى أن تُنيروا للشبابِ طريقَهمْ
وأنْ تُنْعِشوا روحاً من اليأس قانطه

إذا فَشِلَتْ كلُّ الروابطِ بيننا
فرابطةُ الآدابِ أمتنُ رابطه


الجواهري

الحمدان 07-30-2024 02:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دعِ النُبلَ للعاجز القُعْدَدِ
وما اسطعتَ من مَغنمٍ فازْدَدِ

ولا تُخْدَعَنَّ بقولِ الضِعافِ
من الناس أنّك عَفُّ اليد

وأنك في العيش لا تقتفي
خطا الأدنياءِ ولا تقتدي

سفاسفُ تضحك من أمرها
صرامةُ ذي القوةِ الأيّد

فلا تغد طوعاً لأمثالها
متى ما تُغرَّرْ بها تَنْقَد

ولا تَبْقَ وحدَكَ في حِطّة
ومهما يكن سلّمٌ فاصعد

فانك لو كنت محضَ الاباء
ومحضَ الشهامة والسُّؤدَد

وأصْدَقُ في القول من هُدْهُدٍ
وأخشنُ في الحق من جلمد

وأعطيتَ في الخلق طُهرَ الغمام
وفي الفضل منزلةَ الفرقد

شريفاً تشير إليك الأكفُّ
وتُنْعَتُ بالعَلَمِ المُفْرَد

لما زاد حظُّك من عِيشة
على حظّ ذي العاهةِ المُقْعَد

إليكَ النصيحةَ من مُصْطَلٍ
بنار التجارب مُستَحْصِد

ستطلُبُها عند عضّ الخطوب
عليك بأنيابها الحرّد

رِدِ العيشَ مزدحمَ الضِفَّتَيْنِ
من الغِشّ ملتحمَ المورد

ملياً بذي قوة يَسْتقي
وذي عِفّةٍ مستضامٍ صدي

وجُلْ فيه أروغَ من ثعلبٍ
وأشجعَ من ضيغمٍ مُلْبِد

وكن رجلَ الساعةِ المجتبَى
من اليوم ما يرتجى في غد

وإلا فإنّك من منكد
من العيش تمشي إلى أنكد

ذليلاً متى تمضِ لا يُبتأسْ
عليك وإن تبقَ لا تُنْشَد

وأنت إذا لم تماش الظروفَ
على كل نقص حريبٍ ردي

إذا ما مخضتَ نفوسَ الرجالِ
من الأقربين إلى الأبعد

وأوقفتَ نفسك للمدعين
سموّ المقاصدِ بالمرصد

تيقنتَ أن الذي يدّعون
من المجد للآن لم يُولَد

هم الناسُ لا يفضُلون الوحوشَ
بغير التحيُّلِ للمقْصِد

فلا تأتِ ساحةَ هذي الذئابِ
تُنازِلُها بفمٍ أدرد

وخذ مخلباً لك من غَدْرَةٍ
وناباً من الكِذْبِ فاستأسد

ولا تتديَّنْ بغير الرّياءِ
وغَيْرَ النفاق فلا تعبُد

وصلِّ على سائرِ الموبقاتِ
صلاةَ المُحالِفِ للمسجد

وما اسطعت فاقطع يد المُعْتَدَي
عليه وقبّلْ يدَ المُعتَدي

ومجّدْ وضيعاً بهذي الهِنات
تحدّى مكانهَ ذي المَحتِد

ونفسَك في النفع لا تبلُها
وعَقْلَكَ في الخير لا تُجهِد

يغطّي على شَرَفِ المنتَمى
ويسحق من عزّة المَوْلِد

ويقضي على مُطْرِفِ المكرُمات
ويأتي على الحَسَب المُتلد

مهارشةَ الواغلِ المدّعي
وتهويشةَ المُغْرِضِ المُفسِد

أقول لنفسي وقد عربدتْ
رجالٌ لغاياتها : عربدي

ولا تَحْسَبينيَ في مأزِقٍ
قليلَ الغَنا ضيِّقَ المَنْفْد

وهيهاتَ لا تدركين المنى
بسيرِ أخي مَهَلٍ مُقْصِد

وإنكِ إن لم تواني الحياةَ
بنفس المخُاطِرِ تُستْعْبَدي

ولا بدّ أن تقحمي مقحماً
وإلا فلا بد أن تُطْرَدي

فحِصّةُ مستحفزٍ مجرمٍ
لأشرفُ من حِصّةِ المجتدي

رأيت المغامر في موقف
به يفْتََدي نفسَهُ المفتدي

تناوَلُهُ الألْسُنُ المُقْذِعات
ويعصِفُ بالشتم منه الندى

وحيداً كذي جَرَبٍ مزدَرىً
يروح هضيماً كما يغتدي

ولم يَطُلِ العهدُ حتى انجلت
كوارثُ ما هنّ بالسرمد

فكان الأميرَ وكان الزعيمَ
وكان مثالَ الفتى السّيد

وكان المبَّجلَ عند المغيب
وكان المقَدَّمَ في المشهد

يَلَذُّ لكلِ فمٍ ذكْرُهُ
متى يجْرِ في مَحْفِلٍ يُحْمَد

وكان وأمثالُه عبرةً
على ضوئها يهتدي المهتدي


الجواهري

الحمدان 07-30-2024 02:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
جَهِلْتُ ، أحظُّ المرءِ بالسعي يُقْتَنَى
أم الحظُّ سرٌّ حَجَّبتْهُ المقادرُ

وهل مثلَما قالوا جدودٌ نواهضٌ
تقوم بأهليها وأخرى عواثر

فمن عجب أن يُمْنَحَ الرزقَ وادعٌ
ويُمْنَعَهُ ثَبْتُ الجَنانِ مُغامر

تفكّرتُ في هذي الحياةَ فراعنى
من الناسِ وحشٌ في التزاحُمِ

ولا فرقَ إلاّ أنَّ هذا مراوغٌ
كثيرُ مُداجاهٍ وهذا مجاهر

وقد ظنَّ قومٌ أنَّ في الشِعر حاجةً
إلى فاقةٍ تهتزُّ منها المشاعر

وأنَّ نَتاجَ الرفهِ أعْجَفُ خاملٌ
وأنَّ نَتاجَ البُؤسِ ريّانُ زاهر

كأنَّ شعوراً بالحياة وعيشة
بها يشتهى طَعْمَ الحياةِ ضرائر

وما إن يُرى فكرٌ كهذا مُزَيَّفٌ
لدى أمّةٍ للفنِّ فيها مناصر

ولا أمةٌ تحيا حياةً رفيهةً
يَجيشُ بها فيما يُصوّرُ شاعر

ولكنّهُ في أمّةٍ مستكينةٍ
طغى الذُّلُّ فيها فهو ناهٍ وآمر

وآنسها بؤسُ الأديبِ وأُعْجِبَتْ
بِشِعرٍ عليه مهجةٌ تتناثر

وللحزنِ هزّاتٌ وللأُنْسِ مِثْلُها
يُخالِفُ بعضٌ بَعْضَها ويُناصر

ومثلُ قصيدٍ جسَّدَ الحزنَ رائعاً
قصيدٌ بتجسيدِ المسراتِ زاخر

نُسَرُّ بشِعرٍ رقرق الدمعُ فوقَه
إذا عَصَرَ الذهنَ المفكّرَ عاصر

وقد فاتنا أنّ الذي نستلذُّهُ
قلوبٌ رقاقٌ ذُوِّبَتْ ومرائر

وما أحوجَ القلبَ الذكيَّ لعيشةٍ
يَعِنُّ بها فِكْرٌ ويَسْبَحُ خاطر

ورُبَّ خصيبِ الذهنَ مَضَّتْ خَصاصةٌ
به فهو مقتولُ المواهبِ خائر

وشتّانَ فنّانٌ على الفنِّ عاكفٌ
وآخرُ في دوّامِةِ العَيْشِ حائر

وقد يطرق البؤسُ النعيمَ اعتراضة
كما مَرّ مجتازاً غريبٌ مسافر

ولكنّ بؤساً مُفْرِخاً حَطَّ ثِقْلَهُ
وألقى عصاه فهو موتٌ مخامر


الجواهري

الحمدان 07-30-2024 02:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أنا إنْ كنت مُرهقاً في شبابي
مُثقلاً بالهموم والأوصابِ

فمتى أعرف الطلاقةَ والأنسَ
ألمَّا أكونُ تحت التراب؟

خبَّروني فانني من لُباناتي
وعيشي رهينُ أمرٍ عُجاب

أيُّ حالٍ هذي ، وما السرُّ في تكوين
خلقٍ بهذه الأعصاب

أبداً ينظرُ الحوداثَ والعالمَ
والناسَ من وراءِ ضَباب

ليس شيءٌ من التجانس في نفسٍ
نواسيَّةٍ وعيشٍ صَحابي

شمتتْ بي رجعيَّةٌ ألهبتها
فكرةٌ حرَّة بسوطِ عذاب

وشكتني مسرَّةٌ وارتياحٌ
وبكتني مُجانةٌ وتصابي

تدَّعيني لِما وراء ثيابِ البعض
نفسٌ سريعةُ الاِلتهاب

فتَراني وقد حُرِمت أُسلّي
النفس عنها بلمس تلك الثياب

فإذا لم تكنْ تعوَّضْتُ عنها
صُوراً من تخيّلاتٍ عِذاب

ولقد تخطر " المباذل " في بالي
بشكلٍ يدعو إلى الاِضطراب

أو بشكل يدعو إلى استحياء
أو بشكل يدعو إلى الاعجاب

فتُراني مفكراً هل مواتاة التراضي ..
أحلى من الاغتصاب ..؟

وهل " الفَعلةُ " التي خنتُ فيها
خَلَّتي ، والتي دعت لاجتنابي

والتي جِئتُها أُكفّر عنها
بكتابٍ أردفته بكتاب

كنت عينَ المصيب فيها ، وكانت
فَعلةٌ مثلَ تلك عينَ الصواب..؟

بشر جاش بالعواطف حتى
جذبتهُ جريمةُ الاِرتكاب

أم تُراني لبست فيها على حين
اندفاع مني لباسَ ذئاب ؟

أتُراها نتيجة الشرب أم أنيَ
ظلماً ألصقتها بالشراب ؟


الجواهري


الساعة الآن 12:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية