منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-03-2024 02:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حُلَّتْ عَليكَ مَعَاقدُ الأَنْدَاءِ
ونَحَتْ ثَراكَ قوافِلُ الأنواءِ

وسَرَتْ عَلى أكنَافِ قبرِكَ نَسْمَةٌ
بَلَّتْ حَوَاشِيها يدُ الأنداءِ

ما بَاليَ استسْقيتُ أنداءَ الحَيَا
وأرحتُ أجفاني مِنَ الإسْقاءِ

ما ذَاكَ إلا أنَّ بِيْضَ مَدَامِعي
غَاضَتْ مُبَدَّلَةً بحُمْرِ دِماءِ

هتفتْ أياديكَ الجِسَامُ بأعيني
فَسَمَحْنَ بالبيضاءِ والحمراءِ

أنَّى يجازيْ شُكْرَ نعمتِكَ التي
جَلَّلتَنيها قطرةٌ من مَاءِ

يا دُرَّةً سمحتْ بها الدنيا على
يَأْسٍ من الإحسانِ والإعطاءِ

واسترجَعَتْها بعدما سَمَحَتْ بها
وكَذَاكَ كانتْ شيمةُ البخلاءِ

فلئنْ قَصَرْتَ من الإقامةِ عندَنا
حتى كأنَّكَ لمحةُ الإِيماءِ

فلقد أقمتَ بنا غريباً في العُلا
وكذاكَ قُصْرُ إقامةِ الغُرَبَاءِ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَاثَ الحِمامُ فما أبقَى وما تَرَكَا
ولم يَدَعْ سُوقَةً مِنَّا ولا مَلِكَا

فما سألتُ امرأً يوماً بصاحبِهِ
والعهدُ لم ينأ إلاّ قالَ قد هَلَكَا

تُراهُ أقسمَ لا يُبقي على بَشَرٍ
ولا يغادِرُ إنساناً ولا مَلَكَا

ما بَثَّ في سَاكِنِ الغَبراءِ أسهُمَهُ
إلاّ ويُصمِي بها من يَسْكُنُ الفَلَكَا

فما يشُدُّ على شَخْصٍ فيعْصِمُهُ
إن يَمتَطِ العيسَ أو يستبطِنِ الفُلُكَا

يا للرزيّةِ لم يسمعْ بها أحدٌ
إلاّ وأجهَشَ من حُزْنٍ لها وبَكَى

ما للجَليدِ بها ما ساورتْهُ يدٌ
لو خَامَرَتْ قلبَ أيّوبَ الصبورِ شَكَا

تبَّتْ يدا الدهرِ لم يعلمْ بأيِّ فتًى
أودَى وأيِّ هُمَامٍ سَيِّدٍ فَتَكَا

بواحدٍ مَرَّ فَرْداً في مكارِمِهِ
ما افترَّ عن مثلِهِ دَهْرٌ ولا ضَحِكا

وَكَارِعٍ في حِيَاضِ المكرُماتِ فَمَا
زاحَمهُ واغِلٌ فيها ولا شُرَكا

متى يُفَاخِرْهُ حيٌّ مَتَّ منتسباً
بمَحْتِدٍ تتوارَى مِنْ سَنَاهُ ذُكَا

من دَوْحَةٍ طَابَ مَجْنَاهَا وحَلَّقَ أَعْ
لاها كما قَرَّ مَسْرَى عِرْقِها وَزَكَا

تكادُ تخرقُ سَمْكَ الأرضِ راسخَةً
عُروقُها ويناجي فَرْعُها الحُبُكا

شَهَادَةُ اللّهِ في التنزيلِ كَافِيةٌ
في فَضلِهِم عَنْ رَوَاهُ جابرٌ وحَكَى

يُرْبِعْ على ضلعِهِ السَّاعي ليُدركَهُ
فليس يلحقُهُ إنْ خبَّ أو بَرَكا

عَفُّ السريرةِ صَفَّاحُ الجَرِيرةِ مِقْ
دَامُ العَشيرةِ جَوَّادٌ بما مَلَكَا

ما مَدَّ يوماً إلى الدنيا وزينتِها
طَرْفاً ولا كانَ في اللذاتِ مُنْهَمِكَا

ما ضَمَّ يوماً على الدينارِ راحتَهُ
بخلاً ولا شَدَّ من حرصٍ عليهِ وِكا

أثرَى فما كانَ فيما أحرزتْ يَدُهُ
لفرطِ ما جَادَ إلاَّ وَاحِدَ الشُّرَكَا

الشَّهْدُ ما مَجَّهُ زَجْراً ومَوْعِظةٌ
لِسَانُهُ الطَّلْقُ لا ما أودعَ العَكَكَا

والعضبُ ما استلَّ من رأيٍ إذا التَحَمَتْ
عُرَى الخُطُوبِ وأَمرُ الأُمَّةِ التَبَكَا

يا منْ مَضَى وبقينا بعده هُمُلاً
لو أَنْصَفَ الدهرُ أَفنَانا وخَلَّدَكَا

لو سَامَنَا فيكَ مَحْتُومُ القضا بَدلاً
فَدَاكَ كلُّ امرئٍ مِنَّا وقَلَّ لَكَا

أَبعِدْ به من غَريمٍ لو خَضَعَتَ لهُ
ذُلاًّ قَسَا وإنِ اسْتمحلتَهُ مَحكَا

ما لامرِئٍ تَتَقاضَاهُ الدُّيُونُ يدٌ
بِدَفْعِهِ أَلَوَاهُ الدَّيْنُ أمْ مَعَكَا

فلستُ أعلمُ ما مَتَّ الحِمَامُ بِهِ
حتى لوَى بِكَ عَنَّا واستبدَّ بِكَا

إنْ يَغْتَصِبْكَ الردَى مِنَّا فقد غُصِبَتْ
بالأَمسِ أُمُّكَ صَافِي إرثِهَا فَدَكَا

فاذهبْ فما زالَ هَامِي الغَيْثِ يصحبُهُ
مُرفَضُّ دَمْعِي على مَثْوَاكَ مُنْسَفِكا


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بكيتُكِ لو أنّ الدموع تُديلُ
من الحزن أو يُطفَى بهن غليلُ

وناوحتُ فيك الوُرْقَ شجواً فلي إذا
شدتْ ولها تحت الظلامِ هديل

وعاتبتُ دهري فيكِ جهلاً ومن غدا
يعاتب هذا الدهر فَهْو جهول

فما كان هذا الدهرُ يوماً عَنِ الذي
غدا وَهْو مطبوعٌ عليه يحول

إلى الله من دهرٍ كأنّ صروفَهُ
لها أبداً عند الأنام ذُحول

أبى أن يُرينا وجهَ يومٍ وما بهِ
على إثْر ماضٍ رنّةٌ وعويل

فمن هالكٍ يلقى الرَّدى حتفَ أنفهِ
وآخرَ منزوفِ الحياة قتيل

ومستكثرٍ من حاشد الجند والردى
شَروبٍ لأعمار الرجالِ أكول

تعَاظمَ حتى كاد من فرط منعةٍ
وعزٍّ على صرف القضاءِ يطول

رماهُ الردى من حيث لم يدرِ بالتي
يروح لها ذو الأكلِ وَهْو أكيل

فباء من الجمِّ الغفير بقلّةٍ
وأصبح بعد العزِّ وَهْو ذليل

ألا في سبيل الله أقمارُ أوجهٍ
لها أبداً تحت الترابِ أُفول

وأغصانُ قاماتٍ ترفّ نضارةً
لها عند ريعانِ النموِّ ذبول

ولا كالتي أمسى بها الترْبُ مُؤْنَساً
وأوحشَ منها منزلٌ ومَقيل

وأهدتْ إلى أهل القبورِ مَسرّةً
وساء حليلٌ بعدها وسليل

وعَائِدَةٍ من حَجِّها لم يكنْ لها
على غَيرِ أَصْحَابِ القُبُورِ نُزُول

كأن لم تَؤبْ بعد المغِيبِ ولم يكنْ
لها بعد إِزْمَاعِ الرَّحيلِ قُفُول

لأَسرَعُ ما وافَتْ وفَاءَتْ كأنَّمَا
عَلَيها بأنْ لا تَستقِرَّ كفيل

وما قابلَ البُشْرَى النعيُّ وقَبَّحَتْ
يَدُ الحزنِ وجْهَ البِشْرِ وَهْو جَمِيلُ

وسَاءَتْ كما سَرَّتْ وأَبْعِدْ بِفرحةٍ
يُعَقِّبُها رُزْءٌ أَلَمَّ جَليلُ

لعمرُ أبي المَسْرُورِ بالشيءِ إنَّهُ
إلى الحُزْنِ فيما بعدُ سَوفَ يؤولُ

رأتْ أَبَويها طَالَ عَهدُهَما بِهَا
فزارتْهما إنَّ المُحبَّ وَصُولُ

فيا ابنةَ مَنْ لو كانَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
رَسُولٌ لَما أَمْسَى سِوَاهُ رَسُولُ

وزوجةَ من لو فَتَّشَ الخَلقُ لم يكنْ
ليلقى له في العَالَمينَ مَثيلُ

وأُختَ الذينَ استفرغُوا الجَهْدَ في العُلا
وأثرَى بهم عَافٍ وعَزَّ نَزِيْلُ

وأُمَّ الذي والسِّنُّ خَمسٌ جَرَى إلى
مَدَى لذَوِي الخمسِينَ عنهُ نُكُولُ

وإحدَى النِّساءِ اللائِي هُنَّ لِفَرْطِ ما
كَسَبْنَ مِنَ اخْلاقِ البُعُولِ بُعُولُ

عَفَائِفُ ما زُرَّتْ لَهُنَّ على الخَنَا
جُيُوبٌ ولا جُرَّتْ عليهِ ذُيُولُ

جَمَعنَ إلى عَقْلٍ عُلاً جَابَ قُمْصَهَا
لَهُنَّ عليٌّ ذُو العُلا وعَقِيلُ

وأثرينَ من هَدْيِ البَتُولِ وِرَاثةً
فَمَنْ شِئْتَها مِنْهُنَّ فَهْيَ بَتُولُ

ومن لا يُعزّى عِفَّةً ونَجَابةً
على مِثلها طُولَ الزمانِ حَليلُ

لَهوَّنْتِ أرزاءَ الحَواصِنِ فَلْتَغُلْ
خلافَكِ مَنْ لاَثَ العِصَابةَ غُوْلُ

فإنْ قَلَّ بعدَ العَوْدِ لَبْثُكِ فالأَسَى
عليكِ وإن طَالَ الزَّمانُ طَويلُ

فَزَارَكِ من رَبِّ العِبَادِ سَلامُهُ
وزَارَكِ مِرْزَامُ العَشيِّ هَطُولُ

ويا أصبرَ النَّاسِ الذينَ نَرَاهُمُ
وأَحمَلَهُمْ للعِبْءِ وَهْو ثَقيلُ

عَزاءً ولا أرضاهُ لكنْ مَقَالةً
بها أَبَداً يُوصِي الخليلَ خليلُ

فإنَّ أَسَاكَ اليومَ يستأصِلُ العَزَى
ويتركُ رَبْعَ الصَّبْرِ وَهْوَ مَحيلُ

ودونكَها كالروضِ بَاكَرَهَا الحَيَا
وهَبَّتْ جَنُوبٌ فوقَهُ وقَبُولُ

وإنِّيَ لَلْخلُّ الذي لا ترونَهُ
يميلُ مع النَّعْمَاءِ حَيثُ تميلُ

لسانُكُمُ الطَّلْقُ الذي لو رميتُمُ
بِهِ قائِلاً لم يدرِ كيفَ يَقُولُ

وسيفُكُمُ العضْبُ الذي إن ضَرَبتُمُ
بهِ لم يُصافحْ مَضْرِبَيْهِ فُلُولُ

وإنْ كانَ فيكمْ من يُنَاجِيهِ ظَنُّهُ
عليَّ بِشَيءٍ ما عليهِ دَليلُ

خلا أنَّ مَدْحاً سَارَ لي فيهِ لم تزلْ
شَواردُهُ في الخَافِقَينِ تجولُ

فدومُوا كما شئْتُمْ وشَاءَ وليُّكُمْ
يَزُرْكم بمدحي بُكرةً وأصِيْلُ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا يا قومُ ما للدهْرِ عِندي
لأَسَرَفَ في الإسَاءَةِ والتعدِّي

تَخَرَّمَ أُسْرتي فَبَقيْتُ فَرْداً
أُبَارِزُ نَائِبَاتِ الدَّهْرِ وَحْدِي

وكَرَّ على ذَوِي ودِّي فأورَى
بفقدِهِمُ من الأَحْزَانِ زَنْدِي

فما خُلِقَتْ لِدَمْعٍ غَيرُ عَيني
ولا مَجْرًى لِدَمعٍ غَيرُ خَدِّي

لَوَ انَّ الدهرَ حينَ أبادَ رَهْطي
وقعقعَ من مَبَانِي العزِّ عُمْدي

وأفنَى الغُرَّ من سَرَوَاتِ قَومي
وثَنَّى بعد ذَاكَ بأهلِ وِدِّي

تدارَكني فأوفَدني عليهِمْ
لأَحْسَنَ حيثُ سَاءَ وكان سَعْدِي

إذَا استعْظمتُ فَقْدَ أَخٍ كَرِيمٍ
رَمَاني من أَخٍ ثَانٍ بِفَقْدِ

فَمَنْ لي أَنْ أَموتَ أمَامَ خِلٍّ
تُعَزِّيهِ الأنامُ عَلَيَّ بَعْدي

وكنتُ لا ألوذُ بمُستَغَاثٍ
وإن ثَلَمَتْ يدُ الأَيَّامِ حَدِّي

أَليجُ من الحِمامِ على حَميمي
وجدتُ فكدتُ أرْحَمُ منه ضِدِّي

فَمَنْ شَمَخَ الإِبَاءُ به وألغَى
مَقَالَ الناسِ هل مُعْدٍ فيُعدي

فَهَا أَنَذَا على أيامِ دَهْري
قد استعديتُ لو أَلفيتُ مُعْدي

ومِمَّا غَادرَ الأجفانَ سَكْرَى
بأدمعِهِنَّ كالقَرْحِ المُمَدِّ

وأورَدَني حِيَاضَ الهمِّ حتَّى
صدرتُ وهَمُّ أهلِ الأرضِ عِندي

مَصائبُ هَانَ عند الناسِ فيها
عظيمُ الرُزءِ من مالٍ ووُلْدِ

أناختْ بَرْكَها ببَنِي عَلِيٍّ
نُزُولَ أخِي قِرىً فيهِمْ ورِفْدِ

قَرَوْهُنَّ النفوسَ وليس شيءٌ
أَعزَّ من النفوسِ قِرىً لوَفْدِ

فأضْحَوا بعد جَمْعِهِمُ فُرَادَى
كما نَثَرَتْ يدٌ خَرَزَاتِ عِقْدِ

فيا لِلّهِ ما رَمَتِ الليالي
بهِ الساداتُ من سَلَفَيْ مَعَدِّ

تخوَّنَ جَمْعَهُمْ مَيتٌ فَمَيْتٌ
يُسَارُ بِهِ إلى لَحْدٍ فَلَحْدِ

يُعيدُ مَسَاءَ يومِهِمُ عليهِمْ
جَوَى ثَكْلٍ له الإصباحُ يُبْدِي

سَقَى الأجداثَ شَرقيَّ المُصَلَّى
وإن رُفِعَتْ إلى جنَّاتِ خُلْدِ

حَياً متَهزِّمُ الأَطْبَاءِ إنْ لم
يكنْ دَمْعِي على الأجْداثِ يُجْدِي

وجَرَّ بِها نسيمُ الريحِ ذَيْلاً
يَمُرُّ بهِ على بَانٍ ورَنْدِ

فكمْ حَمَلَتْ إلى ساحاتِها مِنْ
قَناً خَطِّيَةٍ وسُيُوفِ هِنْدِ

كُهُولٌ كالرِّمَاحِ اللُّدْنِ شِيْبٌ
وأَغلمةٌ كَبِيْضِ الهِنْدِ مُرْدِ

وكلُّ كَرِيمَةِ الأَبَوَيْنِ ليستْ
كهندٍ في النِّسَاءِ ولا كَدَعْدِ

عفيفةُ ما يُكِنُّ الخِدْرُ ملء الْ
مُلاَءَةِ مِن صَلاَحةِ بَلْهَ زُهْدِ

ولا مِثْلُ التي بالأَمْسِ أودتْ
طَهَارَةَ مَوْلِدٍ وسُمُوَّ جَدِّ

قضَتْ نَحْباً على آثَارِ أُخْرَى
تَوَافِيَ سَاعِيَيْن مَعاً لِوَعْدِ

هُمَا لأَبٍ إذَا اعْتُزِيَا وأُمٍّ
رُجُوعَ القِدَّتَينِ معاً لِجِلْدِ

فيا لكريمتَي حَسَبٍ ودِيْنٍ
ويا لعَقِيلَتي شَرَفٍ ومَجْدِ

كلا رُزْأَيْهِمَا نَارٌ فَهَذَا
لَظَى قلبٍ وذَاكَ حَرِيقُ كِبْدِ

ونَالَ الصهرُ ثالثةً فأودتْ
خِلالَهما كأنَّ الرزءَ يُعْدِي

ثلاثٌ ما سَمَتْ علياءُ بَيْتٍ
بِغَوْرٍ في مَنَاكِبِها ونَجْدِ

على مَثَلٍ لَهُنَّ تُقىً ودِيناً
وطِيبَ مَغَارسٍ ووُفُورَ رُشْدِ

أولئِكَ خَيرُ مَنْ وَارَاهُ سِتْرٌ
وأكرمُ من سَحَبْنَ فُضُولَ بُرْدِ

نَزَلْنَ من النَّباهَةِ في مَكَانٍ
يُميّزُهُنَّ عن نُعْمٍ وهندِ

بناتُ أُبوَّةٍ ليستْ كبَكْرٍ
إذا عُدَّ الرجالُ ولا كَسَعْدِ

سَجَاياها إذَا ذُمَّ السَّجَايَا
ضَوَاربُ دُونَ غِيبتِها بِسَدِّ

حَرَائِرُ ما أَغَرْنَ الدهرَ بَعْلاً
بجرسِ حُلِيْ ولا تكليمِ عَبْدِ

أَلِفْنَ بيوتَهُنَّ عُكُوفَ طَيْرٍ
على مُسْتَودَعَاتِ الوَكْرِ رُبْدِ

فلم يعرفْنَ غيرَ البيتِ دَاراً
سِوَى لحدٍ سَكَنَّ بِهِ ومَهْدِ

أما لو كنَّ للعَرَبِ المواضي
وقد نَظَروا البناتِ بعَينِ زُهْدِ

إذن كَرُمَتْ بناتُهُمُ عليهِمْ
وما أَوْدَتْ لهم أُنثَى بِوَأْدِ

أَمَا لو كَانَ غَيرُ الموتِ مُدَّتْ
يَدَاهُ لَهنَّ والآجالُ تُرْدِي

لكادتْ أن تسوخَ الأرضُ ممّا
تَظَلُّ بها جيادُ الخيلِ تُرْدِي

عليها الشُّوسُ منْ عُلْيا قُرَيشٍ
أُولي النَّجَداتِ والعَزْمِ الأَشَدِّ

إذا استصرختَهم وَافُوكَ غَضْبَى
كما هَجْهَجْتَ في غاباتِ أُسْدِ

بِكُلِّ مُثَقَّفِ الأُنْبُوبِ لَدْنِ الْ
مَهَزِّ وكلِّ مَصْقُولِ الفِرَنْدِ

كأنَّكَ تَسْتكِفُّ الخَطْبَ مِنْهُمْ
بِذِي الرُّمْحَينِ أَو عَمرو بنِ وُدِّ

بني عبدالرءوفِ وكلُّ حيٍّ
لِمصرعِهِ أخو سَيْرٍ مُجِدِّ

عَزَاؤكُمُ فأوفَى النَّاسِ أَجْراً
أَخُو ضَرَّاءَ قابَلَها بِحَمْدِ

فِدَاكُمْ من يكاثرُكُمْ ويُخْفِي
لَكُمْ تحتَ الضُّلُوعِ غَلِيلَ حِقْدِ

أُنبِّئُكُمْ وما في ذَاكَ بأسٌ
فَهَذَا الناسُ من هَادٍ ومَهْدِي

بِأَنِّي خَيرُ من أَرعَيتُمُوهُ
لَكُمْ وِدّاً وأَوفَاهُ بِعَهْدِ

فقد جَرَّبتُمُ الإخوانَ غَيري
وأكثرتُمْ فَهَلْ سَدُّوا مَسَدِّي

فلا تتمسَّكُوا بِحِبالِ غَيرِي
وإنْ ما استمسكُوا بِعُرَى مُوِدِّ

ودونَكُمُ بلا مَنٍّ عليكمْ
ثَنَاءَ مُبَرَّزٍ في النظمِ فَرْدِ

يُجيدُ الحفرَ عن ماءِ المَعَاني
فَيُنْبِطُهُ وحَفْرُ الناسِ يُكدِي

تُشَاركُنِي الورَى في الشِّعْرِ دَعْوَى
على أَنِّي المَبَرَّزُ فيهِ وحدِي


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا تَسْتنطقُ الدِمَنَ الخَوَالي
فَنَسْألُها عن الحيِّ الحِلالِ

أَبَتْ إلاَّ أَثَافي جَاثِمَاتٍ
على الكَانُونِ كالخَدَمِ الصَّوَالي

وأشعثَ غيرَ مَمْسُوسٍ بدُهْنٍ
ولا عَبَثَتْ بِهِ أيدي الغوالي

عَوَاطِلُ بَعدَمَا كانتْ زَمَاناً
بأُنْسِ القَاطِنينَ بها حَوَالي

دعاهُم رَيْبُ دهْرِهِمُ فَبَانُوا
سِرَاعاً والمقيمُ إلى ارتِحَالِ

ولا تبقَى على الحَدَثَانِ شُمُّ الْ
هِضَابِ ولا مُنيفاتُ القِلالِ

فَعَدِّ على الدِّيَارِ فإنَّ خَطْباً
تَوَخَّانا بهِ صَرْفُ الليالي

أَطَارَ كَرَى العُيُونِ فَخِيطَ جَفْنٌ
على سَهَرٍ وَقَلْبٍ باشْتِغَالِ

وبَيَّضَ لِمَّةً وأَحَالَ وَجْهاً
كَأَنَّ الوجْهَ يُصبَغُ بالقَذَالِ

غَدَاةَ نُعِي لَنَا حَسَنٌ وقَالُوا
هَوَى من أفْقِهِ نَجْمُ المَعَالي

فَظَلْنَا حِينَ جَدَّ بنا نَعَاهُ
وقد ضَاقَتْ بِنا سَعَةُ المَجَالِ

كَشَرْبٍ طَوَّحتْ بِهِمُ شَمُولٌ
فَطَاحُوا لليَمينِ وللشِمَالِ

نَلُوذُ إذَا غَليلُ الحُزْنِ أَغْرَى
لَظَاهُ بنا إلى الدمْعِ المُذَالِ

سَلِ الأَجْدَاثَ مَاذَا أَوْدَعُوهُ
بِها من شُهْرَةٍ وظُهُورِ حَالِ

وما واروهُ فيها من جَميلٍ
بهِ يُبْكَى عَلَيهِ ومن جَمَالِ

أَوالدَهُ ولَسْتَ تُلامُ عندي
سِوَى شَيءٍ على وَجْهِ السُّؤَالِ

عَلامَ غَسلتَهُ من كلِّ عَيْبٍ
فجاءَ كقطرةِ الماءِ الزُلالِ

فَهَلاَّ كُنتَ تتركُ فيهِ عيباً
فَكَانَ يقيهِ من عَينِ الكَمَالِ

أَلاَ قُولوا لِحِمْيَرَ حَيثُ كَانتْ
أُولي العَزَمَاتِ والهِمَمِ العَوَالي

وفُرْسَانِ الحروبِ إذَا تداعتْ
فَوَارِسُهَا بحيَّ عَلَى النِزَالِ

أَصَابكُمُ الحِمَامُ فلم يَهَبْكُمْ
بِأَشْرَفِ أوّلٍ فيكُمْ وتَالي

فَتًى عُظَمَاءُ بلدتِهِ عِيَالٌ
عليهِ في المهَابَةِ والجَلالِ

على حينِ استتبَّ لَهُ عُلاهُ
وقِيلَ قد استوَى ضَوْءُ الهِلالِ

أَمَا لو كان ثَأراً عندَ غيرِ الْ
مَنيَّةِ والنفوسُ إلى زَوَالِ

لأَوجفْنَا عليهِ الخَيلَ شُعْثاً
تُعادي في الأَعِنَّةِ كالسَّعَالي

إذَا أَرسَلْتَهنَّ وراءَ نَبْلٍ
تَجَاوزتِ المدَى قَبلَ النِّبَالِ

عليها كلُّ ضِرْغَامٍ إذَا ما
استطالَ السِّلْمَ حَنَّ إلى القِتَالِ

وَأجْلَبنَا بِبِيضِ الهِنْدِ تُدْمَى
مَضَارِبُهُنَّ والسُّمْرِ الطِّوَالِ

خليليَّ ازْجُرَا السُّحْبَ الغَوَادِي
على ما تشتكِيهِ من الكَلالِ

بطيئاتٍ تنوءُ إذا استُثيرتْ
من السُّقْيَا بأَعْبَاءٍ ثِقَالِ

إِذَا جَاوَزْنَ سِيْفَ أوالَ صُبْحاً
وشَارفنَ القطيفَ مع الزَّوَالِ

فَصَبّاً ما حَمَلْنَ من الرَّوَايَا
على قَبْرٍ بِجَرْعَاءَ الشِّمَالِ

وتحبُسُ نَفْسَها أبداً عَلَيهِ
عُكُوفَ المُرْضِعَاتِ على الفِصَالِ

بحيثُ يُشَقُّ يَومَ البَعْثِ رَطْباً
بما قد أَسْأَرتْهُ من البِلالِ

أرَى الأَيَّامَ تُقْسِمُ ظالماتٍ
فتبدلُنا الأَسَافِلَ بالأَعَالي

فتتركُ من تَرَاهُ النَّاسُ كَلاَّ
على المولَى وتذْهبُ بالمَوَالِي

فيا ابنَ أبي سِنَانَ وكلُّ ثَاوٍ
وإنْ طَالَ المدَى فإلى انتقالِ

عَزَاءً فالنفوسُ إلى فَنَاءٍ
وصَبْراً فالقَطينُ إلى زِيَالِ

فمثلُكَ تَسْتمِدُّ الصَّبْرَ منهُ
عَلى البَأْسَاءِ أَعْيَانُ الرجَالِ

فما دُفِعَ امرؤٌ يوماً إلى ما
دُفِعْتَ له ولستَ من الحُبالِ

صَبَرْتَ وليسَ ذلكَ عَنْ سُلُوٍّ
طُوِي عَنْهُ الأَسَى لَكنْ تَسَالي

على ما نَابَ من نَفْسٍ وآلٍ
كما شَمِتَ العُدُوُّ بهِ ومَالِ

جراحٌ لا تطيبُ وفَوْتُ مَالٍ
يَضِيقُ بهِ الفضاءُ وفقدُ آلِ

فلستُمْ بالقطيفِ أشَدَّ حزناً
عليهِ اليومَ مِنَّا في أُوَال

لنا مُهَجٌ تَذُوبُ عليهِ حَرَّى
وإنْ فَاءَتْ إلى بَرْدِ الظِّلالِ

أَمَا والراقصاتِ كَأَنَّ وَحْشاً
تندُّ بما حَمَلنَ من الرِّجَالِ

إِذَا شَارَفْنَ مَكَّةَ كِدْنَ شَوْقاً
يَطِرْنَ وإنْ عُقِلْنَ مَعَ العِقَالِ

عَلَيها كلُّ عُرْيَانِ الضَّواحي
كَنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ

إذا اسْتَجلَى البنيّةَ من بَعِيدٍ
تَرَاءَى كالمطيَّةِ في الجَلالِ

تَرَدَّى عن رحالتها نُزُولاً
وأكثرَ من دُعَاءٍ وابْتِهالِ

وطَوَّفَ حَوْلَها سَبْعاً وأَدَّى
مَنَاسِكَهُ وفَاءَ إلى انفِتَالِ

لقد عَقَدَتْ لَكَ الأيامُ مِنِّي
وَفَاءً غَيْرَ مُنْصَرِمِ الحِبَالِ

فَسَهْمي فَوقَ سَهْمِكَ في سُرُورٍ
يَسُرُّكَ حَيْثُ كُنتَ وشُغْلِ بالِ

ودونَكَ من خبيرٍ بالتعازِي
رُقَىً تعدُو على الدَّاءِ العُضَالِ

تَعزٍّ لو رقَى يعقوبُ منهُ
ببيتٍ أو أقَلَّ لَظَلَّ سَالِي

وَعَدِّ عن استماعِكَ شِعْرَ غَيري
فأينَ حَصَى الطريقِ منَ اللآلي

مَكَانُ قريضِ غيري من قريضي
مَكَانُ النَّغْلِ من وَلَدِ الحَلالِ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَشادِنٍ ثَمِلِ الأَعْضَا كَأنَّ بهِ
من نَشْوَةِ التيهِ أَغْصاناً تحرِّكُهُ

يُدمي القلوبَ بألحاظٍ مجرَّدَةٍ
قد وُكِّلَتْ بِدَمِ العُشَّاقِ تسفُكُهُ

كَتمتُ سِرَّ هَوَاهُ ما استطعتُ فَما
أفَادَ كتمانُهُ والدمْعُ يهتكُهُ

ملَّكتُهُ في الهَوَى قلبي فَصَارَ لهُ
عَبْداً مُطيعاً وفيما شَاءَ يسلكُهُ

ثم انثنَى مُعْرِضاً والقلبُ في يدِهِ
هَلاَّ جَفَاني وقلبي كنتُ أملُكُهُ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَهْدَى لنا طيفَهُ بعد الهدوِّ عِشا
فكانَ مِنَّا قِرَاهُ مهجةً وحَشَا

ظبيٌ فرشْتُ خدودي إذْ أُلِمُّ بهِ
أَرضاً فلو شَاءَ يمشي فوقَهَا لمشَى

كأنَّهُ غُصْنُ بانٍ تحتَ بدرِ دُجىً
على نقاً من رمالِ الأبرقينِ نَشَا

بتنا وباتَ يعاطينا مُروَّقَةً
من رِيقِهِ لو حَسَاها الميْتُ لانتعَشَا


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمَا لفراقِنا هذا اجتماعُ
ولا لمدى تقاطعِنا انقطاعُ

حمَلْنَا بعدكم يا أهلَ نجدٍ
مِنَ الأشواقِ ما لا يُستَطاعُ

مننتُمْ آنِفاً بالقُرْبِ منكُمْ
فهلْ لزمانِ وَصلِكُمُ ارْتِجاعُ

رَحلْتُمْ بالنُّفُوسِ فليتَ شِعْري
أكانَ لكُمْ بأنفُسِنَا انْتِفاعُ

وخَلَّفتم جُسُوماً بالياتٍ
عَلَى جَمْرِ الغَرَامِ لها اضْطِجَاعُ

وأَكْبَاداً وأفئِدَةً مِرَاضاً
بِهَا مِنْ لاعِجِ الشَّوْقِ انصداعُ

وأَلْسِنةً خَرَسْنَ فلا كَلامٌ
وآذَاناً صَمَمْنَ فَلا اسْتِمَاعُ

وأجْفَاناً مُؤرَّقَةً دَوَاماً
لهَا عَنْ خاطِبِ الغَمْضِ امتِنَاعُ

كَأَنَّ قُلوبَنا لمَّا استَقَلَّتْ
ركائِبُكُمْ ضُحىً ودَنَا الوَدَاعُ

فِراخُ قَطاً تَخَطَّفَها بُزاةٌ
وعَرجُ ظِبَاً تَعاوَرُها سِبَاعُ

أَهيمُ بكُمْ أسَىً وأَضيقُ وَجْداً
ومَا بَيْنِي وبينِكُمُ ذِرَاعُ

فَكَيفَ وبَيْنَنَا آذِيُّ بَحْرٍ
وبِيدٌ في مَفَاوِزِهَا اتِّسَاعُ

ألاَ حَيّا الحَيَا أَحْيَاءَ قَومٍ
أَذَاعُوا بالفِرَاقِ ولَمْ يُرَاعُوا

وظَبْيٍ من ظِبَاءِ الأُنْسِ حَالٍ
يَرُوعُ القَانِصِينَ ولا يُرَاعُ

يُبَارزُنِي بألْحَاظٍ مِراضٍ
فتَصْرَعُنِي لهُ وأنَا الشُّجَاعُ

ذَكَرْتُ جَمَالَهُ والخيلُ حَسْرَى
عَوَابِسُ قد أضَرَّ بِها القِرَاعُ

وسُمْرُ الخَطِّ مرْكَزُهَا التَّرَاقِي
وبِيضُ الهِنْدِ مَغمُدها النُّخَاعُ

فَمَا لِيْثَ الخِمَارُ علَى مُحيّاً
كَغُرَّتِهِ ولا عُقِدَ القِنَاعُ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَوْ تَمْرَضُون وحُوشِيْتُمْ لَعُدْتُكُمُ
سَعْياً فَما لِي مريضاً لا تَعُودُوني

إِنْ لَمْ تَرَوْنِيَ أَهْلاً أن أُزَارَ فَمِنْ
إحسَانِكُمْ شَرَّفوا قَدْرِي وزُوروني

ما بِي وحقِّكُمُ حُمّىً ولا مَرَضٌ
بل من هوىً في صَمِيمِ القَلْبِ مَكْنونِ

لَو أنَّ بالرَّاسِيَاتِ الشُّمِّ أيْسَرَهُ
ذَابتْ فَكَيْفَ بِشَخْصٍ صِيغَ من طِينِ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا خَلِيلَيَّ احْبِسَا الرَّكْبَ إذَا مَا
جِئْتُمَا عَن أَيْمَنِ الحَيِّ الخِيَامَا

وابلُغَا سُعدَى عن الصَّبِّ الذي
غَادرَتْهُ غَرَضَ السُّقْمِ السَّلامَا

واسْأَلاهَا وارْفُقَا جهدَكُما
عَجَباً واسْتَفْهِمَاهَا لا مَلامَا

ما لَهَا تحمِلُ أعْبَاءَ دَمِي
وَهْيَ لا تسطيعُ مِنْ ضَعْفٍ قِيَامَا

وبَرِيقٍ لاحَ وَهْناً بعدَمَا
هَدَأَ الطَّائِرُ في الوَكْرِ ونَامَا

في كَثِيفَاتِ الحَواشي دُلَّجٍ
يتجاوبْنَ فَيُشْبهنَ السَّوَامَا

بِتُّ أَرْنُوهُ بعينٍ ثَرَّةٍ
تَكِفُ الدَّمْعَ فُرَادَى وتُوَامَا

وَهْوَ يَفْرِي حِلَلَ اللَّيّلِ كَمَا
جَرَّدَ الفَارِسُ في الحَرْبِ حُسَامَا

وصَباً هَبَّتْ سُحَيْراً فَرَوَتْ
خَبَراً أوْقَعَ في القَلْبِ كَلامَا

حَدَّثَتْ أنَّ عُرَيباً باللّوَى
نَقَضُوا العَهْدَ ولمْ يَرْعَوا ذِمَامَا

واسْتَحَلّوا من دَمِ الصَّبِّ ولَمْ
يرْقُبُوا إلاًّ ولمْ يَخْشَوا أَثَامَا

يا عُرَيْباً حلَّلُوا سفكَ دَمِي
إنَّما حَلَّلتُمُ شَيْئاً حَرَامَا

نمتُمُ عَنْ سَهَرِي لَيلاً بِكُمْ
ومَنَعْتُمْ جفنَ عيني أن يَنَامَا

ما لكُمْ بدَّلْتُمونِي سَادَتِي
بالرِّضَا سُخْطاً وبالوصْلِ انْصِرَامَا

كُلَّما عَنَّ لهُ ذِكْرُكُمُ
أسْبَلَتْ أجفانُهُ الدَّمعَ سِجَامَا

وإذَا غَنَّتْ حَمَاماتُ الحِمَى
حَمَتِ النَّومَ وأَهْدتْهُ الحِمَامَا

لا يَلَذُّ العَيْشَ في يَقِظَتِهِ
لا ولا يَأْلفُ باللَّيْلِ المنَامَا

فَهْوَ بينَ اليَأْسِ مِنْكُمْ والرَّجَا
مَيِّتٌ حَيٌّ فَدَاووهُ لِمَامَا


ابو بحر الخطي


الساعة الآن 08:06 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية