منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-12-2024 02:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا دارَ زَينَبَ بِالعَقيقِ تَبَسَّمي
مِنْ فِي السّرورِ وَبالعذيبِ تكلَّمي

دَارٌ لِغانِيةٍ كَشمسٍ وَجهُها
وَالبرقُ يَلمَعُ مِن خِلالِ المبسمِ

غَيداءَ بِنتُ الأُسدِ تَرتَعُ في الفَلا
وَهيَ الغَزالَةُ في الكناسِ المُحتمي

قَد أُولِعَت بِالصّيد غيرَ مَصيدَةٍ
وَمَصيدُها لبُّ الهِزَبرِ الضّيغَمِ

مِن كلِّ صمصامٍ تَقلَّد صارِماً
مِن كلّ مُعتقِل بِأَسمرَ لَهذَمِ

مِن كلِّ لَيثٍ في الكَريهَةِ صائلٍ
يَهوى المنيّةَ لَيسَ مِنها يَحتَمي

يُعطي وَيَأخُذُ في الكَريهَةِ ثابتاً
وَيَعودُ لَيسَ بِمُعدَمٍ بل معدمِ

يَعدو عَلى طِرْفٍ أَصيلٍ فارِهٍ
مثلِ النّسيمِ وَإِنّها لَم تلجَمِ

يَسطو عَلَيهِ غَضَنفَراً بِزَئيرِهِ
لَكِنّهُ لَو خَرّ مِثلَ الهَيثَمِ

لَو خاضَ في صفّ العِداةِ رَأَيتَهُ
بِجَوادِهِ قَد داسَ فَوقَ الديسَمِ

عَلَّقتها حَوراءَ خوطَة بانَةٍ
شَمساً تَلوح فلَيلُها لم يُظلمِ

كَحلاءَ تَبدو شامَةٌ في خَدِّها
زادَتهُ حُسناً كَالسّوار لِمَعصَمِ

هاتيكَ مِن دَمِها اِستَحالَت عَنبَراً
فَاِسْودَّ بعدُ وَكانَ مِثلَ العَندَمِ

وَالمِسكُ بَعضُ دَمِ الغَزالِ وَإِنّما
في المِسكِ مَعنىً لَيسَ يوجَدُ في الدمِ

يا زينَ إِنّي في هَواكِ مُتيّمٌ
أَصبَحت فيهِ بِذي الغَرامِ الأَهيمِ

جُبتُ الفَيافي لَستُ أَدري مَقصداً
تيهاً وَذا حالُ المحبِّ المُغرَمِ

أَحرَقتِ قَلبي بِالنّوى يا جَنَّتي
وَحَللتِ فيهِ وَإِنّه كَجَهنَّمِ

أَفَلا حَسستِ بِنارِهِ وَلَهيبِهِ
فَحبَوتِهِ بِتَرَأُّفٍ وترحُّمُ

قالَت بَلى اِستَحلَيت مُرَّ عذابهِ
كَالظّبيِ يَستَحلي مَذاقَ العلقمِ

يا زين هَل للصبِّ قُربٌ واِلْتِقا
فبُعادُه عينُ العَذابِ المُؤلمِ

لَيسَ البعاد عليك حَتماً لازِماً
وعليكِ وَصْلي لم يكن بمحرّمِ

أَسمَعتِ قَولَ اللائِمينَ وَعِذلِهم
يا زينَ بئسَ القولُ قولُ اللُّوَّمِ

يا لَهفَ قَلبي وَالغَرامُ أَذابَهُ
فَبَكيته دَمعاً جَرى كَالعَندَمِ

كَيفَ الخَلاصُ مِنَ الهَوى ما حيلَتي
وَمَذاقُهُ حُلوٌ لَذيذُ المَطعَمِ

وَلَقَد طُبِعتُ عَلى الهَوى وَاِعتَدتُهُ
وَتغيُّرُ العادات غيرُ مسلَّمِ

وَاِعتَدت طَبعاً مَدحَ أَكرمِ ماجدٍ
وأجلِّ شهمٍ في الأكارِمِ أفخمِ

لَيث العَرينِ وَشِبل قَسورَة الوغَى
مُردي الأسودَ وذاكَ شَأنُ الضّيغَمِ

شاكي السّلاح مُقذّفٌ مُتقدّمٌ
أَظفارُهُ حينَ الوَغى لَم تقلَّمِ

بَطلٍ إِذا رَكِبَ الجَواد رأيتَهُ
أَسَداً على طَوْدٍ رَفيعٍ شَيظَمِ

فَسلاحُهُ وَصهيل طِرفٍ تَحتَهُ
بَرقٌ وَرعدٌ في العَجاجِ الأقتَمِ

ذي الجاهِ بَل هوَ جاهُهُ وَقوامُهُ
لَولاهُ كانَ الجاهُ غير مقوَّمِ

ذي المَجدِ وَالعَلياءِ مَن قَد فاقَ في
حُسنِ الوَفا وَالعزّ مِثل محلَّمِ

بَحرُ المَكارِمِ وَالنّدى لا حاتمٌ
يَحكيهِ في جودٍ ولا بِتَكرُّمِ

طَلقِ المُحيّا في لِثامِ بَشاشَةٍ
وَوَسامَةٍ تَزهو ضحوكِ المَبسمِ

فَردٍ نَبيهٍ فاضِلٍ متأدّبٍ
فَخمٍ وَجيهٍ كامِلٍ ومكرَّمِ

قِسُّ البلاغَةِ كَم أَرى سَحبانها
يَبدو لَدَيهِ بالأرتِّ الأبكَمِ

يا ذا المَعالي وَالمَكارِمِ وَالتّقى
وَأَخا المَفاخِرِ وَالجَنابِ الأَكرَمِ

إِنّي اِمرُؤٌ مُهدٍ إِلَيكَ خَريدَةً
بِكراً مُهفهَفةً وَباسمةَ الفمِ

خوداً تَقَرطقُ بِالجَواهِر أُذنَها
ومِثالُه لنظيرها لم يُنظَمِ

وَتَقلّدَت أَحلى العقود بِنَحرِها
مِن كلّ دُرٍّ كَالجُمانِ منظَّمِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 02:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سَلامٌ يَفوقُ الرّوضَ فيه الأزاهرُ
ويُزري بعِقد الدّرِّ فيه الجواهرُ

سَلامٌ يُحاكي المِسكَ عَرفاً وَنَفحَةً
بِه الكَونُ مَنفوحٌ بِهِ الكونُ عاطِرُ

سَلامٌ غَريبٌ في التّحايا وَبالِغٌ
نِهايَتَها القُصوى وَباهٍ وباهرُ

سَلامٌ بِهِ التوقيرُ أَصبَحَ حائِطاً
سَلامٌ بِهِ التعظيمُ وافٍ ووافرُ

سَلامٌ لِأَنواعِ المَحاسِنِ جامِعٌ
سَلامٌ بديعُ الحسنِ زاهٍ وزاهرُ

سَلام مَشوق لِلأَحبَّةِ في الهَوى
يَهيمُ الدّياجي وَالنجومَ يُساهرُ

سَلامُ مَشوقٍ تاهَ في مَهمَهِ الهَوى
وَصاحَبَ وَحشَ القَفرِ وَهو المسامرُ

سَلامُ محبٍّ صادقٍ في وِدادِهِ
وَفي كلِّ وَقتٍ للأحبّة ذاكرُ

سَلام محبٍّ مُغرمٍ بِحَبيبهِ
تَفوهُ بِه عندَ الحَواس المَشاعرُ

سَلامٌ بِهِ تَبدو التحيّاتُ أَنجُماً
وَذاكَ لَها بَدرٌ ولا غَروَ ظاهِرُ

سَلامٌ بِهِ تَغلو التحايا وَتَعتَلي
وفيه له عزّاً تتمُّ المفاخرُ

سَلامٌ بِهِ أَضحَت تُسَرُّ خواطرٌ
كَما أَصبَحَت فيه تقرُّ النواظرُ

سَلامٌ عَلى الخلِّ الوفيّ أَبي الوفا
ومَن هو للأزمان عينٌ وناظرُ

حُسين خَليلُ الحِذقِ وَالفهمِ والحِجى
خَليٌّ عَنِ الأَشباهِ أنّى النّظائرُ

بَليغٌ لَهُ تَبدو القَوافي خَوادِماً
تُطيعُ لِما يَنهى وَما هوَ آمِرُ

فَصيحٌ بِهِ سَحبانُ قَد عُدَّ باقِلاً
وَإِن قالَ أمّا بعدُ حين يناظرُ

بِنَغمَةِ داود بِصَوتِ رَخيمِهِ
بِهِ تبهجُ الأَبصارُ ثمَّ البَصائِرُ

إِذا ما شَدانا أَنعَشَ الجِسمَ وَالحَشا
فَيَرقص ما يَخفى وَما هوَ ظاهِرُ

فَيا أَيّها النّدبُ النبيلُ أَخو الذّكا
نَظَمت ثَمينَ الدُرِّ والدرّ فاخرُ

وَأَهديتَني مِنهُ عَروساً فَريدةً
وَخَيرُ الهَدايا النظمُ يُهديهِ شاعِرُ

فَلا زالَ مِنكَ الفكرُ يَصفو تَخيُّلاً
فَيبرزُ مِنهُ الدرُّ ثمَّ الجَواهِرُ

وَدُمْ بِأَمانِ اللَّهِ ما هَبَّتِ الصَّبا
وما ناحَ قُمريٌّ وَغَرَّدَ طائرُ

وَما كانَ مِن ذي الودّ خَتمُ كَلامِهِ
سَلامٌ يَفوقُ الرّوضَ فيهِ الأزاهُِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 02:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الثّغرُ أَقاحٌ بِهِ السُّلافَةُ وَالراحْ
وَالخدُّ كَرَوضٍ بِهِ الورودُ وَتُفّاحْ

وَالوَجنَةُ شَمسٌ بَدَت تُضيء نَهاراً
وَالوَجهُ كَبَدرٍ عَلى المَحاسِنِ قد لاح

وَالطّرَّةُ تَعلو على الجَبينِ فَتَسبي
ما أَحسَن لَيلاً بِه تزاهر مِصباح

وَاللّحظُ حسامٌ أَراهُ يَلمَعُ سحراً
كَم سلَّ عُقولاً وَكَم تَناهَب أَرواح

وَالخالُ كَمِسكٍ يحلُّ وَردَةَ خدٍّ
ما أَعطَرَ وَرداً بِعرف مِسكِكَ تفّاح

وَالجيدُ عَمودٌ مِنَ الضّياءِ مُنيرٌ
سُبحانَ بَديعِ السّماءِ فالقِ الإِصباح

وَالقدُّ كَرُمحٍ يَميسُ خُوطةَ بانٍ
كَم أَخجَلَ غُصناً تُميله يدُ أَرواح

وَالعِشقُ كَسَعيرٍ تَحلّ مُهجَةَ صَبٍّ
إِن قسْتَ عَليها تَرى جَهنَّمَ ضَحضاح

يا روحَ قُلوبٍ وَيا حَياةَ نُفوسٍ
أَهلَكت مُعنّىً مِنَ التّباعد قَد ساح

وَالمَاءُ حَياةٌ وَكَم أَماتَ أُناساً
مَن لَيسَ بِسبّاحِهِ وَمَن هو سبّاح

أَسررتُ غَرامي ولا أبوحُ بِعشقي
لَكِن نُحولي أَذاعَهُ وَبِهِ باح

أَغدو بِهَيامي إِلى الغَرامِ وَأُمسي
ما أَصدق صبّاً غَدا لِحبّك أَو راح

في اللّيلِ سُهادٌ وَفي النَّهارِ هُيام
ذا حالٌ كئيبٌ لَوِ اِستَراحَ اِرتاح

ما بالُ عَذولي يَلومُ وَهوَ خَليٌّ
لا عاشَ عَذولٌ يَلومُ فيك وَلا لاح

لا تُصغِ لِعَذلٍ وَلا تُطِعْ لِعَذولٍ
فَالعَذْل مُضرٌّ وَمَن يَلوم كذرّاح

وَالوَصلُ حَميدٌ وَمَن وَصَلت سَعيدٌ
وَالقُرب حياةٌ لذي الغَرامِ وَإِصلاح

وَالهَجرُ مُبيدٌ وَمَن هَجَرت صَريعٌ
وَالبُعدُ عذابٌ بِهِ الهُمومُ وَأَتراح

يا بَدرَ جمالٍ جَعلتني كَخلالٍ
الغم بِوصالٍ لِمَن بِهَجرك قَد طاح

يا خُوطةَ بانٍ وَلَم يَُن لك ثانٍ
بَل كَم لَك ثانٍ مِنَ النّسيمِ وَأَرياح

أَفديك بِروحي وَطارِفي وتِلادي
لَو شَحَّ مُحِبٌّ بِروحِهِ لَكَ سمّاح

وَاِسلَم وَعِشِ الدّهرَ في أَجلِّ جمالٍ
في جَوهَر حسنٍ وَفي مَلابِس أَفراح

ما ناحَ حَمامُ على مَنابِرِ دَوْحٍ
ما البُلبلُ صُبحاً رقَى الغصونَ وَقَد صاح

ما هَبَّ نَسيمٌ وَما يُعربِد سُكراً
في الحبِّ نَديمٌ على السُّلافَةِ وَالراح


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 02:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَد كَسَتني بحلّةِ الأَوصابِ
مَنْ تَحَلَّتْ بِحلَةِ الإعجابِ

وَاِستَباحَت عذابَ صَبٍّ مُطيعٍ
مَنَعته مِن الشِّفاهِ العِذابِ

خَضَّبَت مِن دَمِ الكئيبِ بَناناً
لَيتَ روحي فِداءُ ذاكَ الخضابِ

حينَ حَكَّت خُدودَها بِبَنانِ
أَثمَرَ الوردُ أَحمَرَ العُنّابِ

أَسبَلَت سالِفاً فَجاءَ لِفيها
يَطلُبُ الشّربَ مِن طَهورِ الشّرابِ

فَسَقاهُ مِنَ الرّضابِ وأحلى ال
آسِ ما كان شارباً للرضابِ

حَدّثَتني بِريقِها عَن سُلافٍ
وَعَنِ السّكّرِ النباتِ المُذابِ

كُلّما أَسبَلَت لِثامَ المحيّا
تَتَوارى شَمسُ الضُّحى بالحجابِ

أَتَصابى بِها وَإِنْ كُنتُ شَيخاً
وَحَميدٌ مِن الشّيوخِ التّصابي

غادَةٌ تَجعَلُ النِّفارَ اِقتِراباً
يا بِعادي بِذَلكَ الاِقتِرابِ

يَنسِجُ السّحرَ لَحظُها كشباكٍ
لِاِصطِيادِ الأسودِ أسْدِ الغابِ

أَلبَسَتني جُفونُها وَهيَ مَرضى
مِن ثِيابِ النّحولِ أَردى الثيابِ

شَيَّبتني وَعارِضي كَغُرابٍ
بِبعادٍ وَجَفوةٍ وَاِغتِرابِ

وَمَشيبي لا شكّ كانَ مُحالاً
إِذ مِنَ المُستَحيلِ شيبُ الغرابِ

لَو حَبَتني بِوَصلِها بَعدَ شَيبي
عادَ بَعدَ المَشيبِ حسنُ شبابي

لَو ترى الصّبَّ بعد بُعدٍ وهجرٍ
أبصَرَتْه في ذلّةٍ وَاِكتِئابِ

وَرَأتهُ كَمَيّتٍ لا يُوارَى
وَعَليهِ دُموعُهُ في اِنسِكابِ

فَهيَ بَدرٌ وَإِنّها لَشهابٌ
تَأخُذُ الشّمسَ لَو بَدا في الغيابِ

مَن رَأى البدرَ كَوكباً من نجومٍ
كان في ذاك مُخطئاً للصوابِ

لَيسَ بَدراً مَن لَم يَكُن بشهابٍ
إِنّما البدرُ عَينُ ذاتِ الشّهابِ

أَحمَدُ البريرُ الإِمامُ المُفدّى
مُفردُ الوقتِ جُملةُ الأنجابِ

عَلَمُ الفَضلِ مَن يُشارُ إِلَيهِ
أَنَّه مُفردٌ بِغَيرِ اِرتِيابِ

ذي مَعالٍ عَلى دَعائِمِ عزٍّ
بُنِيَت وَهيَ عالِياتُ الجنابِ

يَتَغابى وَهوَ الفريدُ ذكاءً
وَحَميدٌ مِنَ الكِرامِ التّغابي

ذي كَمالٍ عَلى المَحاسِن يَطوى
طَيّب النّشرِ في الثّنا المُستَطابِ

وَهوَ فيهِ يُحيطُ ذاتاً وَفِعلاً
وَصِفاتٍ وَفي المَقالِ الصّوابِ

لَيسَ مِنهُ بِغَيرِه غَيرُ شيءٍ
نِيلَ مِنهُ تَكرُّماً بِاِكتِسابِ

النّبيهُ الفَصيحُ أَعلى بليغٍ
قد حوى حكمةً وفصلَ خطابِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 02:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِلحَمائِمِ لا تَكادُ تطيرُ
ما للأراضي بالأنام تَمورُ

ما لِلجبالِ الشّامِخاتِ تَدكْدَكَت
وأبو قُبيس قد هوى وثبيرُ

ما للنّفوسِ تَكادُ تَزهَقُ لَوعةً
وَلَها شَهيقٌ قَد عَلا وَزَفيرُ

ما لِلعُيونِ دُموعُها مَصبوبَةٌ
مِثلُ الدّماءِ عَلى الخُدودِ تَسيرُ

فَكأنّها حُمراً وسوداً أحرفٌ
لَكِنّها فَوقَ الخدودِ سُطورُ

ما بالُ قلبي قد تهلّب حُرقةً
مِن أَين فيهِ جهَنّمٌ وَسعيرُ

ما لِلنّجومِ غَربن وهيَ طوالعٌ
جنحَ الدّجى وَخسفن وَهيَ بُدورُ

ما لِلشّموسِ لَبِسنَ في رأَدِ الضّحى
ثَوبَ الكسوفِ وَما لَهنَّ ظُهورُ

ما لِلجِنانِ تَزخرَفَت ثمّ اِغتَدى
مِنها يَلوحُ مِنازلٌ وقصورُ

وَتَزيَّنَت وُلدانها وَتَقلَّدت
عِقْدَ الجَواهرِ في النّحورِ الحورُ

فَعَجِبت مِن هذا وَقُلنا حادِثٌ
في الكَونِ بانَ وَإنّه لَكَبيرُ

فَأُجبتُ لا تَذهل وَقيلَ لِيَ اِنتَبِه
فَاليومَ ماتَ العالِمِ النحريرُ

شَيخُ الجَهابِذِ وَالأفاضِلِ مُفرداً
نَجمُ العُلومِ الجَهبَذُ المَشهورُ

بَدرُ الشّريعَةِ وَالطّريقَةِ وَالهُدى
شَمسُ الحَقيقَةِ أَحمد البربيرُ

بَحرُ المَعارِفِ ما لَه مِن ساحلٍ
مِنهُ اِستَمدّت في الأنامِ بُحورُ

رَبُّ الفَطانةِ والفُهومِ مَع الذّكا
في طَوعِهِ التّحقيقُ والتحريرُ

عَنهُ الحَديث سَماعُهُ قَد يَنبَغي
وَالفِقهُ وَالتوحيدُ وَالتفسيرُ

وَكَذا الأصولُ وَكلُّ مَن يَنتمي
لِلنّقلِ أَو لِلعقلِ وَهوَ شَهيرُ

كَم قَلب علمٍ سَرّهُ تَأليفه
وَأَقرَّ منهُ طرفَهُ تَقريرُ

مَولَى القَوافي قَد تَملَّك أَمرَها
فَأَطاعَهُ المَنظوم وَالمَنثورُ

فيها تَصرَّفَ كيفَ شاءَ وَصاغَها
صَوْغاً عَلى الإِتقانِ ظلَّ يَدورُ

مِن كلِّ مَعنى لَيسَ مَسبوقاً لَهُ
كَلّا وَلا بسِواهُ فيهِ شُعورُ

مِن كلِّ مُختَرِعٍ يَسيلُ بَلاغَةً
وَيَكادُ في سِحرِ البيانِ يَطيرُ

ما البحتريُّ لَديهِ ما سَحبانُ ما
نَحو الفَرزدَق عِندَهُ وجريرُ

فيه أُصِبنا والمصائبُ جمّةٌ
منها العظيمُ كَمَوتِهِ وَحقيرُ

لا بِدْعَ إنْ ذهبَ الكرامُ فإنَّما
عمرُ الكِرامِ مِنَ الأنامِ قَصيرُ

يا لَيتَ أَعمارَ الكِرامِ مَديدةٌ
وَيَكونُ فيها الطولُ وَالتّأخيرُ

يا وَيحَ بَيروت وَقِلّةَ حظِّها
هَيهاتَ مِنها مِثلهُ وَنَظيرُ

لَكِنْ لَها فَخرٌ بِهِ لا يَنتَهي
يَفنى الزّمانُ وَما لَهُ تَغييرُ

أَرواحُنا لَو كانَ فيها يُفتَدى
جُدنا بِها وَبِها الفِداءُ يَسيرُ

لَكِن فناءُ الخَلقِ حُكمٌ نافِذٌ
لَم يَنجُ مِنه كَبيرُنا وَصَغيرُ

ما كانَ في الدّنيا خُلودٌ لِامرِئٍ
ظَنُّ الخلودِ جَهالَةٌ وَغرورُ

لَو كانَ فيها لَم يَمُت فيها اِمرِؤٌ
بَل لَم يَكُن لِلأنبِياءِ قبورُ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 02:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَرَوضٍ أَرانا حسانَ الزّهورِ
وَنَرجِسُهُ الغَضُّ أَشهى لِنَفسي

فَكَم فيهِ نَرجِسةٌ قَد تَبدَّت
أَراها هِلالاً يدورُ بِشَمسِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 02:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَكرِم بِعُثمان وَالأَنوارُ ساطِعَةٌ
مِنهُ بِها تَستَنيرُ الدَّهرَ أَكوانُ

نورٌ بِجَبهَتِهِ نورٌ بِمُهجَتِهِ
وَدَّت بِمِثلِهما الجَوزاءُ تَزدانُ

يا مَن تَعجَّبَ مِن هَذا بِلا نَظَرٍ
لا تَعجَبَنَّ فَذو النورينِ عُثمانُ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 02:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مُحيّاهُ رَوضٌ مِنَ الحسنِ زاهٍ
وَكُلُّ جَمالٍ غَدا يَعتَليهِ

وَإِنّ المَحاسِنَ فيهِ أَقامَت
فَصارَ فَريداً بِدونِ شَبيهِ

وَبانَ لِطَرفي على وَردِهِ
وأرِّخ عذارٌ هو المسكُ فيهِ


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 02:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قُدومٌ بِهِ الأفراحُ تحلو وتَعذُبُ
وَقامَت بِهِ الأرواحُ تَحيا وتطرَبُ

أَضاءَت بِهِ الأكوانُ من كلِّ جانبٍ
تَجرُّ ذُيولَ التيهِ بِشْراً وَتَسحَبُ

وَقامَ عَلى غُصنِ السّرورِ حمامُه
خَطيباً بِحُسنِ السّجع وَالصّدْح يَخطُبُ

وَغَنّى على دَوحِ الهناءِ هِزارُهُ
فَكانَ بِأَندى اللّحنِ يَشدو ويُطرِبُ

وَخِلْتُ نُجومَ اللّيلِ تَرقُصُ فَرحَةً
بِأَكمامِ أَنوارٍ بِها العقلُ يسلبُ

تَراها عَلى رَقصٍ بما يُدهِشُ الحِجى
إِلى الأَرضِ قَد صارَت تَجيءُ وَتذهَبُ

فَمِن كَوكبٍ ماشٍ وَمِن كَوكَبٍ عَدا
وَمِن كَوكَبٍ يَبدو وَلَم يَكُ يغرُبُ

تَمُدّ إِلَينا كَالخيوطِ شُعاعَها
فَخِلناهُ مِنّا كَالرِّماحِ تصوَّبُ

خُيوطٌ مِنَ الأنوارِ منها تَساقَطَت
كَما المَطرُ الهامي يسحُّ ويسكبُ

قُدومٌ بِهِ سلَّ السّرورُ حُسامَهُ
وَقامَ بِهِ في الغمِّ يَسطو وَيَضربُ

وَصالَ بِهِ فيه فَمَزَّقَ جَيشهُ
فَما شِمْتُهُ إِلّا يَفرُّ وَيَهرُبُ

بِعام ثَمانٍ بَعدَ ألفٍ لَقَد مَضى
كَذا مايتا عامٍ وَعُشرونَ تُحسَبُ

بِشَهرِ ربيعٍ بَعدَ شَهرٍ لِمَولدٍ
لِسَيّدنا الهادي النبيِّ المقرَّبِ

قُدومٌ لَقَد كنّا محالاً نعدُّهُ
وَلَيسَت لَهُ الأَفكارُ يَوماً تقرّبُ

قُدومٌ بِهِ جاءَ البشيرُ مبشّراً
لَنا مِن دِمَشق الشّامِ للبِشرِ يَصحَبُ

وَلَمّا أَتى فيهِ البشيرُ فَمَنكِبٌ
يُزاحِمُهُ مِنّا لِمَلقاهُ مَنكِبُ

قُدومٌ لِنَجلِ الكزبريِّ إِمامنا
إِمامِ دِمَشقَ مَنْ لَهُ الفضلُ يُنسَبُ

هُوَ الحَبرُ بَحرُ العلمِ وَهوَ فَقيهُها
مُحَدِّثها المَشهورُ وَهوَ المُهذّبُ

هُوَ العارِفُ النّسّاكُ ذو الزّهدِ وَالتّقى
هُوَ العالِمُ النحريرُ وَهوَ المؤدَّبُ

عَلى حُسنِ تَحريرٍ بِأَعذَبِ مَنطِقٍ
بِبَهجَةِ تَحقيقٍ يَعزُّ وَيغرُبُ

عَلى حُسنِ خَلقٍ بِالجَمالِ مُزيَّنٌ
على حسن خُلقٍ بِالكمالِ يهذّبُ

عَلى حُسنِ حِلمٍ لِلوقارِ مُقارِنٍ
بِإِتقانِ رأيٍ لِلأَناةِ يصحَبُ

بِعزَّةِ نَفسٍ تَمتَطي العزَّ وَالعُلى
وَقَد رَفَعَت شَأناً لَهُ المَجدُ منصبُ

لَقَد زارَ بَيروتاً وَشرَّفَ أَرضَها
فَقامَت عَلى الدُّنيا تَتيهُ وتعجَبُ

وَأَلبَسَها مَجداً وَأَحيا رُبوعَها
فَرَبعٌ غَدا يَزهو وآخرُ يُخصِبُ

وَحَلَّ بِها كالشَّمسِ حَلَّت سَماءَها
وَبي كَوكَبٌ لَم يَحكِهِ الدّهرَ كَوكَبُ

فَخِلتُ سَماءَ الشَّمسِ بَيروت موقناً
وَحاشايَ أَنّي في الّذي خِلتُ أَكذِبُ

وَزارَ بِها يَحيى الحَصورَ يسارُهُ
بِجامِعِها المَشهورِ بِالذّكرِ يُرغَبُ

كَذا الشّيخُ شَمسُ الدّين أَعني شَهيدها
بِزاوِيَةٍ تُعزى إِليهِ وتُنسَبُ

كَذا اِبنُ عِراقٍ وَالشّويخ الَّذي اِبنُهُ
غَدوت لَهُ سِبطاً يُعدُّ ويُحسَبُ

وَزارَ بِها شَيخاً يُضاف لِسربة
بِسورٍ عَلَيها لِلحِمايَةِ يُضربُ

وَزارَ الرِّجالَ الأَربَعينَ عَليهمُ
يُصَبّ مِنَ الرّضوانِ وَبْلٌ وصَيِّبُ

وَأُمّ حَرامٍ عَمّةٌ لِاِبن مالكٍ
خَديمِ رَسولِ اللَّه وَهوَ المُحبَّبَ

وَزارَ أَبا العبّاسَ أَعني مَقامَهُ
هوَ الخضِرُ الحيُّ النبيُّ المُقرّبُ

لَدى نَهرِها السلسالِ طابَ زُلالُهُ
وَسالَ لُجَيناً وَهوَ يَحلو وَيَعذُبُ

وَقَد زارَ أَوزاعيَّها العارِفَ الّذي
لَهُ قَد فَشا في الشَّامِ وَالغربِ مَذهَبُ

إِمامُ عَظيمٌ في الحَديثِ مُقدَّمٌ
لَهُ أَثبَتوا التقديمَ فيهِ وَأَوجَبوا


عبداللطيف فتح الله

الحمدان 08-12-2024 02:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حَمَّلْتني مِنَناً عَجزتُ وَلي قُوى
عَن أَن أَقومُ بِشُكرِها المَفروضِ

وَلِسانُ نَثري لَو يَطولُ فَقاصِرٌ
عَن شُكرِها وَكَذا لِسانُ قَريضي

ما كانَ عِندي ما يُكافيها سِوى
قَولي حَباكَ اللَّهُ بِالتّعريضِ


عبداللطيف فتح الله


الساعة الآن 08:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية