منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 09-07-2024 09:26 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أنتِ كالزهرةِ الجميلةِ في الغابِ
ولكنْ مَا بَيْنَ شَوكٍ ودودِ

والرياحينُ تَحْسَبُ الحسَكَ الشِّرِّيرَ
والدُّودَ من صُنوفِ الورودِ

فَافْهِمي النَّاسَ إنَّما النَّاسُ خَلْقٌ
مُفْسِدٌ في الوجودِ غيرُ رشيدِ

والسَّعيدُ السَّعيدُ من عاشَ كاللَّيل
غريباً في أهلِ هذا الوجودِ

ودَعيهِمْ يَحْيَوْنَ في ظُلْمةِ الإثْمِ
وعيشي في طُهْرِكِ المحمودِ

كالملاك البريءِ كالوردة البيضاءِ
كالموجِ في الخِضَمِّ البَعيدِ

كأغاني الطُّيور كالشَّفَقِ السَّاحِرِ
كالكوكبِ البعيدِ السَّعيدِ

كَثُلوجِ الجبال يغمرُها النُّورُ
وتَسمو على غُبارِ الصَّعيدِ

أنتِ تحتَ السَّماءِ روحٌ جميلٌ
صاغَهُ الله من عَبيرِ الوُرودِ

وبنو الأرضِ كالقُرودِ وما أضْيَ
عَ عِطرَ الورودِ بَيْنَ القرودِ

أنتِ من ريشة الإله فلا تُلْقي
بفنِّ السّما لِجَهْلِ العبيدِ

أنتِ لم تُخْلَقي ليقْرُبَكِ النَّاسُ
ولكنْ لتُعْبَدي من بعيدِ


الشابي

الحمدان 09-07-2024 09:27 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ليتَ لي أنْ أعيشَ في هذه الدُّنيا
سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي

أصرِفُ العُمْرَ في الجبالِ وفي الغاباتِ
بَيْنَ الصّنوبرِ الميَّادِ

لَيْسَ لي من شواغلِ العيشِ مَا
يصرف نَفْسي عنِ استماع فؤادي

أرْقُبُ الموتَ والحياةَ وأصغي
لحديثِ الآزالِ والآبادِ

وأغنِّي مع البلابلِ في الغابِ
وأُصْغي إلى خريرِ الوادي

وأُناجي النُّجومَ والفجرَ والأطيارَ
والنَّهرَ والضّياءَ الهادي

عيشةً للجمال والفنّ أبغيها
بعيداً عنْ أمَّتي وبلادي

لا أُعَنِّي نفسي بأحْزانِ شعبي
فَهْوَ حيٌّ يعيش عيشَ الجمادِ

وبحسبي من الأسى مَا بنفسي
من طَريفٍ مسْتَحْدَثٍ وتَلاد

وبعيداً عن المَدينةِ والنّاسِ
بعيداً عن لَغْوِ تِلْكَ النّوادي

فهوَ من مَعْدَنِ السَّخافةِ والإفْكِ
ومن ذلك الهُراء العادي

أينَ هوَ من خريرِ ساقية الوادي
وخفْقِ الصَّدى وشدوِ الشَّادي

وحفيفِ الغصونِ نمَّقها الطَّلُّ
وهَمْسِ النَّسيمِ للأولادِ

هذه عيشةٌ تقدِّسُها نفسي
وأدعو لمجدها وأنادي



الشابي

الحمدان 09-07-2024 09:28 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا عَذارى الجمال والحُبِّ والأحلامِ
بَلْ يا بَهاءَ هذا الوُجودِ

قَدْ رأيْنا الشُّعورَ مُنْسَدِلاتٍ
كلّلَتْ حُسْنَها صباحُ الورودِ

ورَأينا الجفونَ تَبْسِمُ أو تَحْلُمُ
بالنُّورِ بالهوى بالنّشيدِ

ورَأينا الخُدودَ ضرّجَها السِّحْرُ
فآهاً من سِحْرِ تِلْكَ الخُدودِ

ورأينا الشِّفاهَ تَبْسِمُ عن دنْيا
من الوَردِ غَضّةٍ أُمْلودِ

ورأينا النُّهودَ تَهْتَزُّ كالأزهارِ
في نَشْوَة الشَّبابِ السَّعيدِ

فتنةٌ توقِظُ الغَرامَ وتُذْكيهِ
ولكنْ ماذا وراءَ النُّهودِ

مَا الَّذي خَلْفَ سِحْرِها الحالمِ
السَّكرانِ في ذلك القرار البعيدِ

أنُفوسٌ جميلةٌ كطيورِ الغابِ
تَشْدو بِساحِرِ التَغْريدِ

طاهراتٌ كأنَّها أرَجُ الأزهارِ
في مَوْلدِ الرَّبيعِ الجَديدِ

وقلوبٌ مضيئةٌ كنُجومِ اللّيلِ
ضَوّاعَةٌ كَغَضِّ الوُرودِ

أو ظَلامٌ كأنَّهُ قِطَعُ اللّيلِ
وهَوْلٌ يُشيبُ قلبَ الوليدِ

وخِضَمُّ يَموج بالإثمِ والنَّكْرِ
والشَّرِّ والظِّلالِ المَديدِ

لستُ أدري فرُبَّ زهرٍ شديِّ
قاتلٌ رُغْمَ حُسْنِهِ المَشْهودِ

صانَكُنَّ الإلهُ من ظُلْمةِ الرُّوحِ
ومن ضَلّة الضّميرِ المُريدِ

إنَّ لَيلَ النُّفوسِ ليلٌ مريعٌ
سَرْمَديُّ الأسى شنيعُ الخُلودِ

يرزَحُ القَلْبُ فيه بالألَم المرّ
ويَشقى بعيشِهِ المَنْكودِ

ورَبيعُ الشَّبابِ يُذبِلُهُ الدّهْرُ
ويمضي بِحُسِنهِ المَعْبودِ

غيرُ باقٍ في الكونِ إلاَّ جمالُ
الرُّوح غضًّا على الزَّمانِ الأبيدِ


الشابي

الحمدان 09-07-2024 09:29 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وأُناجيه في المساءِ ليُلْهِيني
مَرْآهُ عن الصَّباحِ السَّعيدِ

أَنْتَ مَا نلتُ من كهوفِ اللَّيالي
وتصفَّحتُ مِنْ كتابِ الخلودِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ حَلَكٍ داجٍ
وما فيه مِنْ ضياءٍ بعيدِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ نَغَمٍ
حُلْوٍ وما فيه من ضجيجٍ شَديدِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ جَبَلٍ وَعْرٍ
وما فيه مِنْ حَضيضٍ وهِيدِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ مِنْ حَسَكٍ يُدْمِي
وما فيه مِنْ غَضيضِ الوُرودِ

فيكَ مَا في الوُجُودِ حَبَّ بنو الأَرضِ
قصيدي أَمْ لَمْ يُحبُّوا قَصيدي

فسواءٌ على الطُّيورِ إِذا غنَّتْ
هُتافُ السَّؤُوم والمُسْتَعيدِ

وسواءٌ على النُّجومِ إِذا لاحتْ
سكونُ الدُّجى وقَصْفُ الرُّعودِ

وسواءٌ على النَّسيمِ أَفي القفرِ
تُغَنِّي أَمْ بَيْنَ غَضِّ الوُرودِ

وسواءٌ على الوُرودِ أَفي الغيرانِ
فاحَتْ أَمْ بَيْنَ نَهْدٍ وَجِيدِ


الشابي

الحمدان 09-07-2024 09:29 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَوَدُّ الفتى لوْ خاضَ عاصِفَةَ الرَّدَى
وصَدَّ الخميسَ المَجْرَ والأَسَدَ الوَرْدا

ليُدْرِكَ أَمجادَ الحُروبِ ولوْ دَرَى
حقيقَتَها مَا رامَ مِنْ بيْنها مَجْدا

فما المجدُ في أنْ تُسْكِرَ الأَرضَ بالدِّما
وتَرْكَبَ في هَيْجَائها فرساً نهْدا

ولكنَّهُ في أَنْ تَصُدَّ بِهمَّةٍ
عَن العالمِ المرْزُوءِ فيْضَ الأَسى صَدَّ


الشابي

الحمدان 09-07-2024 09:30 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كلُّ مَا هبَّ وما دبَّ وما
نامَ أَو حامَ على هذا الوُجُودْ

مِنْ طيورٍ وزُهورٍ وشذًى
وينابيعَ وأَغصانٍ تميدْ

وبحار وكهوف وذرى
وبراكين ووديان وبيد

وضياءٍ وظلالٍ ودجًى
وفصولٍ وغيولٍ ورعودْ

وثلوجٍ وضبابٍ عَابرٍ
وأَعاصيرَ وأَمطارٍ تجودْ

وتَعاليمَ ودِينٍ ورؤًى
وأَحاسيسَ وصَمْتٍ ونشيدْ

كلُّها تحيا بقلبي حرَّةً
غَضَّةَ السّحْرِ كأَطفالِ الخُلُودْ

ههُنَا في قلبيَ الرَّحْبِ العميقْ
يرقُصُ الموتُ وأَطيافُ الوجودْ

ههُنَا تَعْصِفُ أَهوالُ الدُّجى
ههُنَا تخفُقُ أَحلامُ الورودْ

ههُنَا تهتُفُ أَصداءُ الفَنا
ههُنَا تُعزَفُ أَلحانُ الخلودْ

ههُنَا تَمْشي الأَماني والهوى
والأَسى في موكبٍ فخْمِ النَّشيدْ

ههُنَا الفجرُ الَّذي لا ينتهي
ههُنَا اللَّيلُ الَّذي لَيْسَ يَبيدْ

ههُنَا ألفُ خِضَمٍّ ثَائرٍ
خالدِ الثَّورَةِ مجهولِ الحُدودْ

ههُنَا في كلِّ آنٍ تَمَّحي
صُوَرُ الدُّنيا وتبدو مِنْ جديدْ


الشابي

الحمدان 09-07-2024 09:30 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صَبِيَّ الحَيَاةِ الشَّقِيَّ العنيدْ
أَلا قدْ ضَلَلْتَ الضَّلالَ البعيدْ

أَتُنشدُ صوتَ الحَيَاةِ الرخيمَ
وأَنتَ سجينٌ بهذا الوجودْ

وتَطْلُبُ وَرْدَ الصَّبَاحِ المخ
ضَّبَ مِنْ كفِّ حَقْلٍ حَصِيدْ

إلى المَوْتِ إنْ شِئْتَ هَوْنَ الحي
اة فَخَلْفَ ظلامِ الرَّدى مَا تُرِيدْ

إلى المَوْتِ يا ابنَ الحَيَاةِ التعيسَ
ففي الموتِ صَوْتُ الحَيَاةِ الرخيمْ

إلى المَوْتِ إن عَذَّبَتْكَ الدُّهورُ
ففي الموتِ قَلْبُ الدُّهورِ الرَّحيمْ

إلى المَوْتِ فالموتُ رُوحٌ جميلٌ
يُرَفْرِفُ مِنْ فوقِ تِلْكَ الغُيومْ

فَرُوحاً بفَجْرِ الخُلُودِ البهيجِ
وما حَوْلَهُ مِنْ بَنَاتِ النُّجومْ

إلى المَوْتِ فالموتُ جامٌ رَوِيٌّ
لمنْ أَظْمَأَتْهُ سُمُومُ الفَلاةْ

ولَسْتَ براوٍ إِذا مَا ظَمِئْتَ
من المنبعِ العذْبِ قبلَ المَمَاتْ

فما الدَّمعُ إلاَّ شرابُ الدُّهورِ
وما الحزنُ إلاَّ غِذَاءُ الحَيَاةْ

إلى المَوْتِ فالموتُ مهدٌ وَثيرٌ
تَنَامُ بأَحضانهِ الكَائناتْ

إلى المَوْتِ إن حاصَرَتْكَ الخُطوبُ
وسَدَّتْ عليكَ سَبيلَ السَّلامْ

ففي عالمِ الموتِ تَنْضُو الحَيَاةُ
رِداءَ الأَسى وقِنَاعَ الظَّلامْ

وتبدو كما خُلِقَتْ غَضَّةً
يَفيضُ على وَجْهِها الإِبْتِسامْ

تُعيدُ عليها ظِلالَ الخُلودِ
وتهفو عليها قُلُوبُ الأَنامْ

إلى المَوْتِ لا تَخْشَ أعماقه
ففيها ضياءُ السَّماءِ الوَديعْ

وفيها تَمِيسُ عذارى السَّماءِ
عواريَ يُنْشِدْنَ لحناً بَديعْ

وفي رَاحِهنَّ غُصُونُ النَّخيلِ
يُحَرِّكْنَها في فَضَاءٍ يَضُوعْ

تضيءُ بهِ بَسَمَاتُ القُلُوبِ
وتخبو بهِ حَسَراتُ الدُّموعْ

هو الموتُ طيفُ الخلودِ الجميلُ
ونِصْفُ الحَيَاةِ الَّذي لا يَنُوحْ

هنالكَ خلفَ الفضاءِ البعيدِ
يَعيشُ المنونُ القَوِيُّ الصَّبُوحْ

يَضُمُّ القُلُوبَ إلى صَدْرِهِ
ليأسوَ مَا مَضَّها مِنْ جُروحْ

ويبعثَ فيها رَبيعَ الحَيَاةِ
ويُبْهِجُها بالصَّباحِ الفَرُوحْ


الشابي

الحمدان 09-07-2024 09:30 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أتفنى ابتِساماتُ تِلْكََ الجفونِ
ويَخبو توهُّجُ تِلْكََ الخدودْ

وتذوي وُرَيْداتُ تِلْكَ الشِّفاهِ
وتهوي إلى التُّرْبِ تِلْكَ النَّهودْ

وينهدُّ ذاك القوامُ الرَّشيقُ
وينحلُّ صَدْرٌ بديعٌ وَجيدْ

وتربَدُّ تِلْكََ الوُجوهُ الصِّباحُ
وفتنةُ ذاكَ الجمال الفَريدْ

ويغبرُّ فرعٌ كجنْحِ الظَّلامِ
أنيقُ الغدائرِ جَعْدٌ مَديدْ

ويُصبحُ في ظُلُماتِ القبورِ
هباءً حقيراً وتُرْباً زهيدْ

وينجابُ سِحْرُ الغرامِ القويِّ
وسُكرُ الشَّبابِ الغريرِ السَّعيدْ

أتُطوَى سَمواتُ هذا الوجود
ويذهبُ هذا الفضاءُ البعيدْ

وتَهلِكُ تِلْكََ النُّجومُ القُدامى
ويهرمُ هذا الزَّمانُ العَهيدْ

ويقضي صَباحُ الحياةِ البديعُ
وليلُ الوجودِ الرهيبُ العتيدْ

وشمسٌ توشِّي رداءَ الغمامِ
وبدرٌ يضيءُ وغيمٌ يجودْ

وضوءٌ يُرَصِّع موجَ الغديرِ
وسِحْرٌ يطرِّزُ تِلْكَ البُرودْ

وبحرٌ فسيحٌ بعيدُ القرارِ
يَضُجُّ ويَدْوي دويَّ الوليدْ

وريحٌ تمرُّ مُرورَ الملاكِ
وتخطو إلى الغابِ خَطْوَ الرُّعودْ

وعاصفةٌ من نباتِ الجحيم
كأنَّ صَداها زَئيرُ الأسودْ

تَعجُّ فَتَدْوي حنايا الجبال
وتمشي فتهوي صُخورُ النُّجودْ

وطيرٌ تغنِّي خِلالَ الغُصونِ
وتَهْتِفُ للفجرِ بَيْنَ الورودْ

وزهرٌ ينمِّقُ تِلْكََ التِّلالَ
ويَنْهَلُ من كلِّ ضَوءٍ جَديدْ

ويعبَقُ منه أريجُ الغَرامِ
ونَفْحُ الشَّبابِ الحَيِيِّ السَّعيدْ

أيسطو على الكُلِّ ليلُ الفناء
ليلهو بها الموتُ خَلْفَ الوجود

ويَنْثُرَها في الفراغِ المُخيفِ
كما تنثرُ الوردَ ريحٌ شَرودْ

فينضُبُ يمُّ الحياةِ الخضمُّ
ويخمدُ روحُ الرَّبيعِ الوَلودْ

فلا يلثمُ النُّورُ سِحْرَ الخُدودِ
ولا تُنْبِتُ الأرضُ غضَّ الورودْ

كبيرٌ على النَّفسِ هذا العفاءُ
وصَعْبٌ على القلبِ هذا الهمودْ

وماذا على القَدَر المستَمرِّ
لوِ اسْتمرَأ النَّاسُ طعمَ الخلودْ

ولم يُخْفَروا بالخرابِ المحيط
ولم يُفْجَعوا في الحبيب الودودْ

ولم يسلكوا للخُلود المرجَّى
سبيلَ الرّدى وظَلامَ اللّحودْ

فَدامَ الشَّبابُ وسِحْرُ الغرامِ
وفنُّ الرَّبيعِ ولُطفُ الورودْ

وعاش الوَرَى في سلامٍ أمينٍ
وعيشٍ غضيرٍ رخيٍّ رغيدْ

ولكنْ هو القَدَرُ المستبدُّ
يَلذُّ له نوْحُنا كالنَّشيدْ

تَبَرَّمْتَ بالعيشِ خوفَ الفناءِ
ولو دُمْتُ حيًّا سَئمتَ الخلودْ

وعِشْتَ على الأَرضِ مثل الجبال
جليلاً رهيباً غريباً وَحيدْ

فَلَمْ تَرتشفْ من رُضابِ الحياة
ولم تصطَبحْ من رَحيق الوجودْ

وما نشوةُ الحبِّ عندَ المحبِّ
وما سِحْرُ ذاك الرَّبيعِ الوليدْ

ولم تدرِ مَا فتنةُ الكائناتِ
وما صرخَةُ القلبِ عندَ الصّدودْ

ولم تفتكر بالغَدِ المسترابِ
ولم تحتفل بالمرامِ البعيدْ

وماذا يُرجِّي ربيبُ الخلودِ
من الكونِ وهو المقيمُ العهيدْ

وماذا يودُّ وماذا يخافُ
من الكونِ وهو المقيمُ الأَبيدْ

تأمَّلْ فإنَّ نِظامَ الحياةِ
نِظامٌ دقيقٌ بديعٌ فريدْ

فما حبَّبَ العيشَ إلاَّ الفناءُ
ولا زانَه غيرُ خوفِ اللُّحودْ

ولولا شقاءُ الحياةِ الأليمِ
لما أَدركَ النَّاسُ معنى السُّعودْ

ومن لم يرُعْهُ قطوبُ الدّياجيرِ
لَمْ يغتبط بالصَّباحِ الجديدْ

إِذا لم يكن مِنْ لقاءِ المنايا
مَناصٌ لمَنْ حلَّ هذا الوجودْ

فأيّ غِنَاءٍ لهذي الحياة
وهذا الصِّراعِ العنيفِ الشَّديدْ

وذاك الجمالِ الَّذي لا يُملُّ
وتلكَ الأَغاني وذاك النَّشيدْ

وهذا الظَّلامِ وذاك الضِّياءِ
وتلكَ النُّجومِ وهذا الصَّعيدْ

لماذا نمرُّ بوادي الزَّمانِ
سِراعاً ولكنَّنا لا نَعودْ

فَنَشْرَبَ مِنْ كلِّ نبعٍ شراباً
ومنهُ الرَّفيعُ ومنه الزَّهيدْ

ومِنْهُ اللَّذيذُ ومِنْهُ الكَريهُ
ومِنْهُ المشِيدُ ومِنْهُ المبيدْ

ونَحْمِلُ عبْئاً من الذّكرياتِ
وتلكَ العهودِ الَّتي لا تعودْ

ونشهدُ أشكالَ هذي الوجوهِ
وفيها الشَّقيُّ وفيها السَّعيدْ

وفيها البَديعُ وفيها الشَّنيعُ
وفيها الوديعُ وفيها العنيدْ

فيُصبحُ منها الوليُّ الحميمُ
ويصبحُ منها العدوُّ الحقُودْ

وكلٌّ إِذا مَا سألنا الحَيَاةَ
غريبٌ لعَمْري بهذا الوجودْ

أتيناه من عالمٍ لا نراه
فُرادى فما شأْنُ هذي الحقُودْ

وما شأْنُ هذا العَدَاءِ العنيفِ
وما شأْنُ هذا الإِخاءِ الوَدودْ

خُلِقنا لنبلُغَ شأْوَ الكمالِ
وَنُصبح أهلاً لمجدِ الخُلُودْ

وتطهر أرواحنا في الحياة
بنار الأسى
ونَكْسَبَ مِنْ عَثَراتِ الطَّريقِ

قُوًى لا تُهدُّ بدأْبِ الصُّعودْ
ومجداً يكون لنا في الخلود

أَكاليلَ من رائعاتِ الوُرودْ
خُلِقنا لنبلُغَ شأْوَ الكمالِ

وَنُصبح أهلاً لمجدِ الخُلُودْ
ولكنْ إِذا مَا لبسنا الخلودَ

ونِلنا كمالَ النُّفوسِ البعيدْ
فهلْ لا نَمَلُّ دَوَامَ البقاءِ

وهلْ لا نَوَدُّ كمالاً جديدْ
وكيف يكوننَّ هذا الكمالُ

وماذا تُراهُ وكيفَ الحُدودْ
وإنَّ جمالَ الكمالِ الطُّموحُ

وما دامَ فكراً يُرَى من بعيدْ
فما سِحْرُهُ إنْ غدا واقعاً

يُحَسُّ وأَصبحَ شيئاً شهيدْ
وهلْ ينطفي في النُّفوسِ الحنينُ

وتُصبحُ أَشواقُنا في خُمودْ
فلا تطمحُ النَّفْسُ فوقَ الكمالِ

وفوقَ الخلودِ لبعضِ المزيدْ
إِذا لم يَزُل شوقُها في الخلودِ

فذلك لعَمْري شقاءُ الجُدودْ
وحربٌ ضروسٌ كما قَدْ عهدنُ

ونَصْرٌ وكسرٌ وهمٌّ مديدْ
وإنْ زالَ عنها فذاكَ الفناءُ
وإنْ كان في عَرَصَاتِ الخُلودْ


الشابي

الحمدان 09-07-2024 09:31 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِسانِيَ ماضٍ فَما يَنْثَني
وَوَجْهِيَ حَيٌّ فَما يَقْدُمُ

فأَصْبَحْتُ وَالشِّعْرَ مِثْلَ الْجَبانِ
يَفرُّ وَفي يَدِهِ مِخْذَمُ

وَكُنْتَ تَحَمَّلْتَ لي حاجَةً
وَقَدْرُك مِنْ قدْرِها أَعْظَمُ


ابن رشيق

الحمدان 09-07-2024 09:31 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَرَفَّقْ بي ولا تَسْتَقْص أَمْري
فَلَمْ يَسْتَقْصِ واجِبَهُ كَريمُ

إِذا بَلَغَ الْكَريمُ إِلى مَداهُ
مُطالَبَةً فَلا يُلَمِ اللَّئيمُ


ابن رشيق


الساعة الآن 02:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية