منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 06-22-2024 05:41 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ريمٌ رَمى قاصِداً قَلبي بِمُقلَتِهِ
‏أَفديهِ مِن قاصِدٍ قَلبي وَأَحميهِ

‏يا حَبَّذا مَوطِني ما دامَ ساكِنُهُ
‏فَالقَلبُ مِنّي رَهينٌ في نَواحيهِ


العباس بن الاحنف

الحمدان 06-22-2024 05:42 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَنَا الْمَرءُ لا يَثْنِيهِ عَنْ دَرَكِ الْعُلا
نَعِيمٌ وَلا تَعْدُو عَلَيْهِ الْمَفَاقِرُ

قَؤُولٌ وَأَحْلامُ الرِّجَالِ عَوَازِبٌ
صَؤُولٌ وَأَفْوَاهُ الْمَنَايَا فَوَاغِرُ

فَلا أَنَا إِنْ أَدْنَانِيَ الْوَجْدُ بَاسِمٌ
وَلا أَنَا إِنْ أَقْصَانِيَ الْعُدْمُ بَاسِرُ


محمود سامي البارودي

الحمدان 06-22-2024 05:44 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَلَيلٍ كَيوم الحَشرِ طُولاً سَهرتُهُ
وَبين جُفوني وَالمَنام بَرازِخُ

وَكَم لَيلَةٍ مَدَّت دُجاها كأَنَّما
كواكِبُها فيها رواسٍ رواسِخُ

أَرِقتُ بها وَالصبحُ قد حالفَ الدُجى
فَما نَسرُها سارٍ ولا الديك صارخُ

فَيا لكَ من لَيلٍ طَويلٍ كأَنَّه
على كُلِّ لَيلٍ بالتَطاول باذِخُ


ابن معصوم

الحمدان 06-22-2024 05:45 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طَرِبتَ وَما هَذا الصِبا وَالتَكالُفُ
وَهَل لِمَهوى إِذ راعَهُ البَينُ صارِفُ

طَرِبتَ بِأَبرادٍ وَذَكَّرَكَ الهَوى
عِراقِيَّةٌ ذِكرٌ لِقَلبِكَ شاعِفُ

تَعُلُّ ذَكِيَّ المِسكِ وَحفاً كَأَنَّهُ
عَناقيدُ ميلٌ لَم يَنَلهُنَّ قاطِفُ


جرير

الحمدان 06-22-2024 05:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَعَلَّكَ تُصغي سَاعَةً وَ أَقولُ
لَقَد غابَ وَاشٍ بَينَنا وَ عَذولُ

وَ في النَّفسِ حَاجَاتٌ إِلَيكَ كَثيرَةٌ
أَرىٰ الشَّرحَ فيها وَ الحَديثُ يَطولُ

تَعَالَ فَمَا بيني وَ بَينِكَ ثالِثٌ
فَيَذكُرُ كُلٌّ شَجوَهُ وَ يَقولُ

فَمَا بَلَغَ العُشَّاقُ حَالًا بَلَغتُها
هُنَاكَ مُقَامٌ مَا إِلَيهِ سَبيلُ

وَ مَا كُلُّ مَخضوبِ البَنَانِ بُثَينَةٌ
وَ مَا كُلُّ مَسلوبِ الفُؤادِ جَميلُ

وَ لِي عِندَكُم قَلبٌ أَضَعتُمْ عُهودَهُ
عَلىٰ أَنَّهُ جَارٌ لَكُم وَ نَزيلُ


.....

الحمدان 06-22-2024 05:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَ قَد فَارَقَ النَّاسُ الأَحِبَّةَ قَبلَنا
وَ أعيا دَواءُ المَوتِ كُلَّ طَبيبِ

فَرُبَّ كَئيبٍ لَيسَ تَندى جُفونُهُ
وَ رُبَّ كَثيرِ الدَّمعِ غَيرُ كَئيبِ

فَدَتكَ نُفوسُ الحَاسِدينَ فَإِنَّها
مُعَذَّبَةٌ في حَضرَةٍ وَ مَغيبِ

المتنبي

الحمدان 06-22-2024 05:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَعَلَّكَ تُصغي سَاعَةً وَ أَقولُ
لَقَد غابَ وَاشٍ بَينَنا وَ عَذولُ

وَ في النَّفسِ حَاجَاتٌ إِلَيكَ كَثيرَةٌ
أَرىٰ الشَّرحَ فيها وَ الحَديثُ يَطولُ

تَعَالَ فَمَا بيني وَ بَينِكَ ثالِثٌ
فَيَذكُرُ كُلٌّ شَجوَهُ وَ يَقولُ

فَمَا بَلَغَ العُشَّاقُ حَالًا بَلَغتُها
هُنَاكَ مُقَامٌ مَا إِلَيهِ سَبيلُ

وَ مَا كُلُّ مَخضوبِ البَنَانِ بُثَينَةٌ
وَ مَا كُلُّ مَسلوبِ الفُؤادِ جَميلُ

وَ لِي عِندَكُم قَلبٌ أَضَعتُمْ عُهودَهُ
عَلىٰ أَنَّهُ جَارٌ لَكُم وَ نَزيلُ

......

الحمدان 06-22-2024 10:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏إن شئتَ أن يغدو حديثك سُكرا
وشذى حروفك كالعبير معطرا

ويزول عنك دجى الهموم وحزنها
ويصير قلبُك مرجَ حب أخضرا

فاملأ حديثك بالصلاة على الذي
*أهداه ربك للوجود مبشرا

يافوز من باعوا بحب محمدٍ
أغلى النفوس ومالكُ الملك اشترى

صلوا عليه وسلموا بِعِداد ما
أجرى الإلهُ من الأمور وقدرَا

.....

الحمدان 06-22-2024 11:33 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مجنون ليلى العامرية

الشاعر قيس بن الملوح بن
مزاحم العامري الملقب
(بمجنون ليلى )هو شاعرٌ من
أهل نجد يُعد من أشهر شعراء الغزل العربي لقب عبر
التاريخ بمجنون ليلى
لشدة هيامهُ وحبهُ لمحبوبته ليلى

عُرِف قيسٌ بأنّه رجلٌ مُستقلّ الفكر وراجح العقل كثيرُ السّخاء وكان جميل الوَجهِ ذا شخصيّةٍ جذّابة فلقد وُصِف بأنّه طويلَ القامة أجعدَ الشّعر، أبيضَ البشرة ولم تتغيَّر أحوالُه إلّا بسبب العشق والهيام أما معشوقتُه فهي ليلى العامرية بنت مهديّ بن سعد بن ربيعة ابن الحريش بن كعب بن ربيعة

وتُعد قصتهما من أجمل واحزن قصص الحب العذري في تاريخ الأدب العربي
أختلفت الأقوال عن كيفية نشوء هذا الحب التي لم تكتمل كسابق عهدها بسبب العادات في القبائل العربية
سابقا لان الحب كان يُعد عاراً وفضيحة

قال في محبوبته ليلى شعراً كثيراً

وهذه الابيات من شعره التي غُنِت كثيراً

لو كانَ لي قلبان لعشت بواحدٍ
وأفردتُ قلباً في هواكَ يُعذَّبُ

لكنَّ لي قلباً تّمَلكَهُ الهَوى
لا العَيشُ يحلُو لَهُ ولا الموتُ يَقْرَبُ

كَعُصفُورةٍ في كفِّ طفلٍ يُهِينُها
تُعَانِي عَذابَ المَوتِ والطِفلُ يلعبُ

فلا الطفل ذو عقلٍ يرِقُّ لِحالِها
ولا الطّيرُ مَطلُوقُ الجنَاحَينِ فيذهبُ


وأنشد قائلاً
عشقتك يا ليلى وأنتِ صغيرةٌ
وأنا ابن سبعٍ ما بلغت الثّمانيا

يقولون ليلى في العراق مريضةٌ
ألا ليتني كنتُ الطّبيبَ المُداوِيا

وقالوا عنك سوداء حبشيّةٌ
ولولا سوادُ المسك ما انباع غاليا


ويقول في موضع آخر

بلّغوها إذا أتيتم حِماها
أنّني متُّ في الغرام فِداها

واذكروني لها بكلِّ جميلٍ
فعساها تَحنُّ عليَّ عساها

واصحبوها لتُربَتي فعظامي
تشتهي أن تدوسَها قدماها

إنّ روحي من الضّريح تُناجيها
وعيني تسير إثرَ خُطاها

لم يُشقِني يومَ القيامةِ
لولا أملي أنّني هّناك أراها

الحمدان 06-23-2024 12:45 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ
وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ

قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِباً
مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ

أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً
إِلّا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ

فَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنَّهُ
أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ فَوَدَّعوا

أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني غُصَّةً
بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تُقلِعُ

سَبَقوا هَوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ
فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

فَغَبَرتُ بَعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ
وَإَخالُ أَنّي لاحِقٌ مُستَتبَعُ

وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ
فَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ

وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها
أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ

فَالعَينُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها
سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ

حَتّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَروَةٌ
بِصَفا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُ

لا بُدَّ مِن تَلَفٍ مُقيمٍ فَاِنتَظِر
أَبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ

وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ
وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُ

وَليَأتِيَنَّ عَلَيكَ يَومٌ مَرَّةً
يُبكى عَلَيكَ مُقَنَّعاً لا تَسمَعُ

وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ
أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ

وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها
فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ

كَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ الهَوى
باتوا بِعَيشٍ ناعِمٍ فَتَصَدَّعوا

فَلَئِن بِهِم فَجَعَ الزَمانُ وَرَيبُهُ
إِنّي بِأَهلِ مَوَدَّتي لَمُفَجَّعُ

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
في رَأسِ شاهِقَةٍ أَعَزُّ مُمَنَّعُ

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
جَونُ السَراةِ لَهُ جَدائِدُ أَربَعُ

صَخِبُ الشَوارِبِ لا يَزالُ كَأَنَّهُ
عَبدٌ لِآلِ أَبي رَبيعَةَ مُسبَعُ

أَكَلَ الجَميمَ وَطاوَعَتهُ سَمحَجٌ
مِثلُ القَناةِ وَأَزعَلَتهُ الأَمرُعُُ

بِقَرارِ قيعانٍ سَقاها وابِلٌ
واهٍ فَأَثجَمَ بُرهَةً لا يُقلِعُ

فَلَبِثنَ حيناً يَعتَلِجنَ بِرَوضَةٍ
فَيَجِدُّ حيناً في العِلاجِ وَيَشمَعُ

حَتّى إِذا جَزَرَت مِياهُ رُزونِهِ
وَبِأَيِّ حينِ مِلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ

ذَكَرَ الوُرودَ بِها وَشاقى أَمرَهُ
شُؤمٌ وَأَقبَلَ حَينُهُ يَتَتَبَّعُ

فَاِفتَنَّهُنَّ مِن السَواءِ وَماؤُهُ
بِثرٌ وَعانَدَهُ طَريقٌ مَهيَعُ

فَكَأَنَّها بِالجِزعِ بَينَ يُنابِعٍ
وَأولاتِ ذي العَرجاءِ نَهبٌ مُجمَعُ

وَكَأَنَّهُنَّ رَبابَةٌ وَكَأَنَّهُ
يَسَرٌ يُفيضُ عَلى القِداحِ وَيَصدَعُ

وَكَأَنَّما هُوَ مِدوَسٌ مُتَقَلِّبٌ
في الكَفِّ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَضلَعُ

فَشَرَعنَ في حَجَراتِ عَذبٍ بارِدٍ
حَصِبِ البِطاحِ تَغيبُ فيهِ الأَكرُعُ

فَشَرِبنَ ثُمَّ سَمِعنَ حِسّاً دونَهُ
شَرَفُ الحِجابِ وَرَيبَ قَرعٍ يُقرَعُ

وَنَميمَةً مِن قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ
في كَفِّهِ جَشءٌ أَجَشُّ وَأَقطُعُ

فَنَكِرنَهُ فَنَفَرنَ وَاِمتَرَسَت بِهِ
سَطعاءُ هادِيَةٌ وَهادٍ جُرشُعُ

فَرَمى فَأَنفَذَ مِن نَجودٍ عائِطٍ
سَهماً فَخَرَّ وَريشُهُ مُتَصَمِّعُ

فَبَدا لَهُ أَقرابُ هذا رائِغاً
عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرجِعُ

فَرَمى فَأَلحَقَ صاعِدِيّاً مِطحَراً
بِالكَشحِ فَاِشتَمَّلَت عَلَيهِ الأَضلُعُ

فَأَبَدَّهُنَّ حُتوفَهُنَّ فَهارِبٌ
بِذَمائِهِ أَو بارِكٌ مُتَجَعجِعُ

يَعثُرنَ في حَدِّ الظُباتِ كَأَنَّما
كُسِيَت بُرودَ بَني يَزيدَ الأَذرُعُ

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
شَبَبٌ أَفَزَّتهُ الكِلابُ مُرَوَّعُ

شَعَفَ الكِلابُ الضارِياتُ فُؤادَهُ
فَإِذا يَرى الصُبحَ المُصَدَّقَ يَفزَعُ

وَيَعوذُ بِالأَرطى إِذا ما شَفَّهُ
قَطرٌ وَراحَتهُ بَلِيلٌ زَعزَعُ

يَرمي بِعَينَيهِ الغُيوبَ وَطَرفُهُ
مُغضٍ يُصَدِّقُ طَرفُهُ ما يَسمَعُ

فَغَدا يُشَرِّقُ مَتنَهُ فَبَدا لَهُ
أَولى سَوابِقَها قَريباً توزَعُ

فَاِهتاجَ مِن فَزَعٍ وَسَدَّ فُروجَهُ
غُبرٌ ضَوارٍ وافِيانِ وَأَجدَعُ

يَنهَشنَهُ وَيَذُبُّهُنَّ وَيَحتَمي
عَبلُ الشَوى بِالطُرَّتَينِ مُوَلَّعُ

فَنَحا لَها بِمُذَلَّقَينِ كَأَنَّما
بِهِما مِنَ النَضحِ المُجَدَّحِ أَيدَعُ

فَكَأَنَّ سَفّودَينِ لَمّا يُقتَرا
عَجِلا لَهُ بِشَواءِ شَربٍ يُنزَعُ

فَصَرَعنَهُ تَحتَ الغُبارِ وَجَنبُهُ
مُتَتَرِّبٌ وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

حَتّى إِذا اِرتَدَّت وَأَقصَدَ عُصبَةً
مِنها وَقامَ شَريدُها يَتَضَرَّعُ

فَبَدا لَهُ رَبُّ الكِلابِ بِكَفِّهِ
بيضٌ رِهافٌ ريشُهُنَّ مُقَزَّعُ

فَرَمى لِيُنقِذَ فَرَّها فَهَوى لَهُ
سَهمٌ فَأَنفَذَ طُرَّتَيهِ المِنزَعُ

فَكَبا كَما يَكبو فِنيقٌ تارِزٌ
بِالخُبتِ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَبرَعُ

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ
مُستَشعِرٌ حَلَقَ الحَديدِ مُقَنَّعُ

حَمِيَت عَلَيهِ الدِرعُ حَتّى وَجهُهُ
مِن حَرِّها يَومَ الكَريهَةِ أَسفَعُ

تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفصِمُ جَريُها
حَلَقَ الرِحالَةِ فَهِيَ رِخوٌ تَمزَعُ

قَصَرَ الصَبوحَ لَها فَشَرَّجَ لَحمَها
بِالنَيِّ فَهِيَ تَثوخُ فيها الإِصبَعُ

مُتَفَلِّقٌ أَنساؤُها عَن قانِيٍ
كَالقُرطِ صاوٍ غُبرُهُ لا يُرضَعُ

تَأبى بِدُرَّتِها إِذا ما اِستُكرِهَت
إِلّا الحَميمَ فَإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ

بَينَنا تَعَنُّقِهِ الكُماةَ وَرَوغِهِ
يَوماً أُتيحَ لَهُ جَرىءٌ سَلفَعُ

يَعدو بِهِ نَهِشُ المُشاشِ كَأَنّهُ
صَدَعٌ سَليمٌ رَجعُهُ لا يَظلَعُ

فَتَنادَيا وَتَواقَفَت خَيلاهُما
وَكِلاهُما بَطَلُ اللِقاءِ مُخَدَّعُ

مُتَحامِيَينِ المَجدَ كُلٌّ واثِقٌ
بِبَلائِهِ وَاليَومُ يَومٌ أَشنَعُ

وَعَلَيهِما مَسرودَتانِ قَضاهُما
داودٌ أَو صَنَعُ السَوابِغِ تُبَّعُ

وَكِلاهُما في كَفِّهِ يَزَنِيَّةٌ
فيها سِنانٌ كَالمَنارَةِ أَصلَعُ

وَكِلاهُما مُتَوَشِّحٌ ذا رَونَقٍ
عَضباً إِذا مَسَّ الضَريبَةَ يَقطَعُ

فَتَخالَسا نَفسَيهِما بِنَوافِذٍ
كَنَوافِذِ العُبُطِ الَّتي لا تُرقَعُ

وَكِلاهُما قَد عاشَ عيشَةَ ماجِدٍ
وَجَنى العَلاءَ لَو أَنَّ شَيئاً يَنفَعُ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-23-2024 02:45 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وأنا الَّذي قَدْ قضَّ شوقِي مَضجعِي
وطُيوفُهــم أحيَـت قديــمَ توجُّعِــي

والقلــبُ غادرنِــي ليسكُـنَ قُربَهــم
تـركَ الحنيـنَ ينـوبُ عنـهُ بأضلُعِـي

أَمُعذِّبِــــي رِفْقًـــا فإنِّـــي لـــمْ أزلْ
أهفُـو لهمسِـكَ يَستكِيـنُ بِمسمَعِـي

والرُّوحُ عطشَـى للوصالِ فكنْ لَها
زخَّــاتِ غيــثٍ تَستقِيهـا أدمُعِــي

ردُّوا علَــى قلبِــي المُعَنَّـى نبضَـهُ
أيَّـامُ عمُـرِي ناشَـدَتْ كونُوا معِـي

......

الحمدان 06-23-2024 02:47 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَا أجْملَ العِيدُ والحنّاءُ فِي يَدهَا
وصَوتُ ضحكتِها مثْلُ الأغاريْدِ

مَا أجمَل العِيدُ في طِفلٍ يطالعنَا
تَقُول عَيناه حبًّا:أعْطني عِيدِي

مَا أجمَل العِيدُ في شَيخٍ يُعلّمنَا
درس السنين بتكبير وتحميدِ

غِبتُم عَن العينِ مَا صافحتُكم بِيَدِي
لكنكُم فِي فؤادي زينة العيد

.....

الحمدان 06-23-2024 02:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَا كُلَّ أسبَابِ الجَمالِِ وسِرَّهُ
يَا مَالكًا قلبيْ ومَا مَلكَتْ يَدِي

يَا عِطر أنفَاسِي وبَلسم خَافِقيْ
أنا ميِّتٌ أحيَا بِقربكَ سَيِّدي


......

الحمدان 06-23-2024 02:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سأظلّ عُمري في لُقاكَ مُؤمّلاً
ويَظلّ حضنكَ حينَ أبكي مَرجعي

لو كنتَ تعرفُ كيفَ بُعدكَ جارحٌ
ما كنتَ زدتَ الملحَ فوقَ مواجعي

لكَ نبضُ قلبي والْتِفَاتَةُ مُقلتي
وحَشاشتي والرّوحُ بَعدَ مسامعي

والدمّ يَجري في العُروقِ مُهَللاً
للهِ إذ غطّى بحُبّكَ أضلعي


......

الحمدان 06-23-2024 02:52 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قالت العربُ: شرُّ الناس مَن هو في الظاهرِ صديقٌ موافقٌ، وفي الباطن عدوٌّ منافق.

قال شاعر:

لَعَمرُك ما وُدُّ اللسانِ بنافعٍ
إذا لم يكنْ أصلُ المَودّةِ في القلبِ

الحمدان 06-23-2024 02:53 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَاللَهِ لَو حَلَفَ العُشّاقُ أَنَّهُم
مَوتي مِنَ الحُبِّ أَو قَتلى لِما حَنَثوا

قَومٌ إِذا هُجِروا مِن بَعدِ ما وُصِلَوا
ماتوا وَإِن عادَ وَصلٌ بَعدَهُ بُعِثوا

تَرى المُحِبّينَ صَرعى في دِيارِهِمُ
كَفِتيَةِ الكَهفِ لا يَدرونَ كَم لَبِثوا


الحلاج

الحمدان 06-23-2024 02:56 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الحب كالدهر يعطينا ويرتجع
لا اليأس يصدقنا عنه ولا الطمعُ

صحبته والصبا يغري الصبابة بي
والوصل طفل غرير والهوى يفع

أيام لا النوم في أجفاننا خلس
ولا الزيارة من أحبابنا لمع

وليلة لا ينال الفكر آخرها
كأنما طرفاها الصبر والجزع

إذا الشبيبة سيفي والهوى فرمي
ورايتي اللهو واللذات لي شيع

أحييتها ونديمي في الدجى أمل
رحب الذرى وسميري خاطر صنع

حتى تبسم إعجاباً بزينته
لفظ بديع ومعنى فيك مخترع


بوالحسن السلامي

الحمدان 06-23-2024 02:57 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏أِني أَرى فَوق النِّساءِ جَمالها
وأَرى تُقاهَا فُوق كُل فتاةِ

ويَجُول فِي ذَهني سُؤال واحدً
إِن ماخَلَوتُ عَن الجمِيعَ بذاتي

هل كان في شِبْهِ الجزيرةِ مثلها
أم إِّنها نَزلت من الجناتِ


.....

الحمدان 06-23-2024 02:59 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مُرُّوا عَلَيَّ وَلَوْ مُرُورَ كِرَام ِ
فَإِذَا أَبَيْتُمْ فَابْعَثُوا بِسَلام ِ

فَإِذَا بَخِلْتُمْ بِالسَّلام ِفَأَرْسِلُوا
طَيْفًا لألْقَاكُمْ وَلَوْ بِمَنَام ِ

فَإِذَا مَنَعْتُمْ ذَاكَ فَلْتَتَرَحَّمُوا
عَمَّنْ قَضَى فِيكُمْ شَهِيدَ غَرَام ِ

مَاهَذِهِ الدُّنْيَا بِعَيْنِيْ بَعْدَكُمْ
إِلا حُطَامٌ قَامَ فَوْقَ حُطَام ِ

يَا سَاكِنِيْ رُوحِيْ وَلَوْلاكُمْ لَمَا
عَاشَتْ سِوَى فِيْ وَحْشَةٍ وَظَلام ِ

أَنْتُمْ نُجُومُ الليْلِ لَوْلاكُمْ لَمَا
سَارَتْ عَلَى هَدْيِ السَّنا أَقْدَامِيْ

أَنْتُمْ ظِلالُ الْقَلْبِ فَهْوَ بِدُونِكُمْ
وَقْفٌ عَلَى الأَحْزَان ِ وَالآلام ِ

أَنْتُمْ نَسِيمُ الفَجْرِ مَرَّ عَلَى الرُّبَا
فَشَفَى بِلُطْفِ مُرُورِهِ أَسْقَامِيْ

يَا آسِرِيْ عَقْلِيْ وَبَيْنَ أَكُفِّكُمْ
أَلْقَيْتُ دُونَ تَردُّدٍ بِزِمَامِيْ

لَوْ تَعْلَمُونَ بِنَارِ شَوْقِيْ وَالذِيْ
فِيْ الصَّدْرِ مِنْ وَجْدٍ وَجَمْرِ هُيَام ِ

كُنْتُمْ وَثِقْتُمْ أَنَّ هَجْرِيَ لَمْ يَكُنْ
إِلا حَرَامًا فَاقَ كُلَّ حَرَام ِ


.....

الحمدان 06-23-2024 04:36 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رأيت العلم صاحبُه كريمٌ
و لو ولدته آباء لئامُ

و ليس يزال يرفعه إلى أن
يعظّم أمرَه القومُ الكرامُ

و يتّبعونه في كل حال
كراعي الضأن تتْبعه السَّوامُ

فلو لا العلم ما سعدتْ رجالٌ
و لا عُرف الحلال و لا الحرامُ


الشافعي

الحمدان 06-23-2024 04:44 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لأنَّكَ الله لا يأسٌ سيهزمُني
فأنتَ أنتَ غياثي في المُلِماتِ

لأنَّكَ الله فالآمالُ مُشرِقةٌ
مَهما تطاولَ حَوليْ لَيليَ العاتي

لأنَّكَ الله لا أرجو سواكَ وهَلْ
إلاّكَ يسمعُ يا مولايْ آهاتي

إلى رحِابكَ قد يَمَّمتُ يا أمَلِي
فأنتَ وحدَكَ تَقضيْ كُلَّ حاجاتي .

......

الحمدان 06-23-2024 04:55 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَمَا لِلفِرَاقِ وَمَا لِلجَمِيع
وَمَا لِلرِّيَاحِ وَمَا لِلدِّمَنْ

كَأَنْ لَم يَكُن بَعدَ أَن كَانَ لِي
كَمَا كَانَ لِي بَعدَ أَن لَم يَكُنْ

المتنبي

الحمدان 06-23-2024 04:56 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هَلْ تذكُرونَ غريبًا عادَهُ شَجَنُ
مِنْ ذِكْرِكُمْ وجفَا أجْفانَه الوَسَنُ؟

يُخْفي لواعِجَهُ والشَّوقُ يَفْضَحُهُ
فقدْ تساوَى لدَيْه السِّرُّ والعَلَنُ

يا وَيلَتاهُ، أيبْقَى في جوانِحِه
فؤادُه وهُو بالأطْلالِ مُرْتَهَنُ؟

وأرَّق العينَ والظلماءُ عاكفةٌ
ورقاءُ قد شفَّها إذْ شفَّني حزَنُ

فبتُّ أشكو وتشكو فوق أيكتِها
و باتَ يهفُو ارتياحًا بيننَا الغُصنُ

يَاهَلْ أُجالِسُ أقوامًا أُحِبُّهم
كُنَّا وكَانوا علىَ عَهْدٍ فقَدْ ظَعنُوا؟

أو تَحْفظُون عهُودًا لا أُضَيِّعُها
إنَّ الكرامَ بِحفظِ العَهْدِ تُمْتَحنُ

إن كانَ عادَكُمُ عيدٌ فَرُبَّ فتًى
بالشَّوْقِ قد عادَهُ من ذِكْرِكُمْ حزَنُ

وأَفْرَدتْه اللَّيالِي من أَحِبَّته
فباتَ يُنْشِدُها مما جنى الزَّمَنُ

بِمَ التَّعلُّل لا أهلٌ ولا وطنٌ
ولا نَديمٌ، ولا كأسٌ ولا سَكنُ

ابن زيدون

الحمدان 06-23-2024 05:00 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أفاعل بي فعال الموكس الزّاري
ونحن نسأل فيما كان من عار

قل لي بحرمة من ضيّعت حرمته
أكان قدرك ذا أم كان مقداري

لا عشت إن رضيت نفسي ولا ركبت
رجلٌ سعيت بها في مثل دينار

وليّك الله لم صيّرتني مثلًا
كالمستجير من الرّمضاء بالنّار

المتنبي

الحمدان 06-23-2024 05:02 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قد تَيَّمتك مهاةٌ تزدري قمرًا
والحسنُ في وجهها تمت معانيهِ

وأوقدت في صميمِ القلبِ نار هوى
وجرَّعَتكَ كؤوسَ الصدّ والتيهِ

فاصبر على الحب إن لم تستطع بدَلًا
والصبّ أيسرُ ما في الصبرِ يكفيهِ

ما أنتَ أولَ حِبٍّ نالهُ شططٌ
متيمٍ في الهوى الحبِ شافيهِ


......

الحمدان 06-23-2024 05:22 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَالوا جُنِنْتَ ؟ فَقُلتُ لَيسَ يُلامُ
مَنْ ذَلَّهُ في ذي العيونِ هيامُ

وَ أصابهُ مِنْ سِحرِهنَّ تَلَهّفٌ
وَ تَوجّعٌ وَتَذَلّلٌ وَغَرامُ

سَيَظلُّ مَفتوناً بِهنَّ وَ يَكتَوي
مَا دَامَت الأيّامُ وَ الأعوامُ

فَ جفونهنَّ الوَاسِعاتُ مَدَائِنٌ
وَ رموشهُنَّ صَوَارِمٌ وَ سِهامُ

وَ إذَا بَدَونَ مِنَ الخِمارِ تَهافَتَتْ
كُلُّ العيـــونِ وَ كفّت الآلامُ

لا تَسألوا ، فَأنا المُولّعُ فيهِما
مَا يَنْفَعنَّ العاشِقَ استِفْهَــامُ


......

الحمدان 06-23-2024 05:25 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ولقد وقفْت على القوافي قائلا
أنّ الحرارة مـصرع الإنسانِ

يا من عشقت الصيف تلك حـرارةً
تشـوي دماغك من لظـى النيرانِ

......

الحمدان 06-23-2024 05:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قِف بِالدِيارِ وَصِح إِلى بَيداها
فَعَسى الدِيارُ تُجيبُ مَن ناداها

دارٌ يَفوحُ المِسكُ مِن عَرَصاتِها
وَالعودُ وَالنَدُّ الذَكِيُّ جَناها

دارٌ لِعَبلَةَ شَطَّ عَنكَ مَزارُه
وَنَأَت لَعَمري ما أَراكَ تَراها


عنترة بن شداد

الحمدان 06-23-2024 05:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَأَت وَجهَ مَن أَهوى بِلَيلٍ عَواذِلي
فَقُلنَ نَرى شَمساً وَما طَلَعَ الفَجرُ

رَأَينَ الَّتي لِلسِحرِ في لَحَظاتِها
سُيوفٌ ظُباها مِن دَمي أَبَداً حُمرُ

تَناهى سُكونُ الحُسنِ في حَرَكاتِها
فَلَيسَ لِراءٍ وَجهَها لَم يَمُت عُذرُ


المتنبي

الحمدان 06-23-2024 05:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَعَينُ الرِضا عَن كُلِّ عَيبٍ كَليلَةٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُخطِ تُبدي المَساوِيا

وَلَستُ بِهَيّابٍ لِمَن لا يَهابُني
وَلَستُ أَرى لِلمَرءِ ما لا يَرى لِيا

فَإِن تَدنُ مِنّي تَدنُ مِنكَ مَوَدَّتي
وَإِن تَنأَ عَنّي تَلقَني عَنكَ نائِيا

كِلانا غَنيٌّ عَن أَخيهِ حَياتَهُ
وَنَحنُ إِذا مِتنا أَشَدُّ تَغانِيا



الشافعي

الحمدان 06-23-2024 05:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وكلُّ حسٍّ تُخيفُ القلبَ دَقّتُهُ
يصيرُ حبّاً وإن حاولتَ إيقافا

ويفرضُ الشكلَ والتوقيتَ ثمّ إذا
كتمتَ خوفاً فشا روحاً وأطرافا

ولا يكونُ حقيقيّاً وذا آثَرٍ
إذا لقيتَ بهِ عدلاً وإنصافا

ولا نجاةَ مُحالٌ إنّهُ ثِقَلٌ
إذا تخففتَ منهُ زادَ أضعافا

لهِ قلبي بما عانى وورّطني
ضننتُ فيهِ وغالى فيَّ إسرافا


حذيفة العرجي

الحمدان 06-23-2024 06:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تميم البرغوثي
البردة
عدد الابيات : 207


ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا
وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا

إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم
والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا

وَسُنَّةُ اللهِ في الأحبَابِ أَنَّ لَهُم
وَجْهَاً يَزِيدُ وُضُوحَاً كُلَّمَا اْبْتَعَدَا

كَأَنَّهُمْ وَعَدُونِي فِي الهَوَى صِلَةً
وَالحُرُّ حَتِّى إذا ما لم يَعِدْ وَعَدَا

وَقَدْ رَضِيتُ بِهِمْ لَوْ يَسْفِكُونَ دَمِي
لكن أَعُوذُ بِهِمْ أَنْ يَسْفِكُوهُ سُدَى

يَفْنَى الفَتَى في حَبِيبٍ لَو دَنَا وَنَأَى
فَكَيْفَ إنْ كَانَ يَنْأَى قَبْلَ أن يَفِدَا

بل بُعْدُهُ قُرْبُهُ لا فَرْقَ بَيْنَهُمَا
أزْدَادُ شَوْقاً إليهِ غَابَ أَوْ شَهِدَا

أَمَاتَ نفسي وَأَحْيَاها لِيَقْتُلَها
مِنْ بَعدِ إِحيَائِها لَهْوَاً بِها وَدَدَا

وَأَنْفَدَ الصَّبْرَ مِنِّي ثُمَّ جَدَّدَهُ
يَا لَيْتَهُ لَمْ يُجَدِّدْ مِنْهُ مَا نَفِدَا

تعلق المَرْءِ بالآمَالِ تَكْذِبُهُ
بَيْعٌ يَزِيدُ رَوَاجَاً كُلَّمَا كَسَدَا

جَدِيلَةٌ هِيَ مِن يَأْسٍ وَمِنْ أَمَلٍ
خَصْمانِ مَا اْعْتَنَقَا إلا لِيَجْتَلِدَا

يَا لائِمي هَلْ أَطَاعَ الصَّبُّ لائِمَهُ
قَبْلِي فَأَقْبَلَ مِنْكَ اللَّوْمَ واللَّدَدَا

قُلْ للقُدَامَى عُيُونُ الظَّبْيِ تقتلُهُم
مَا زالَ يَفْعَلُ فِينا الظَّبْيُ ما عَهِدَا

لَمْ يَصْرَعِ الظَّبْيُ مِنْ حُسْنٍ بِهِ أَسَدَاً
بَلْ جَاءَهُ حُسْنُهُ مِنْ صَرْعِهِ الأَسَدَا

وَرُبَّمَا أَسَدٍ تَبْدُو وَدَاعَتُهُ
إذا رَأَى في الغَزَالِ العِزَّ والصَّيَدَا

لَولا الهَوَى لَمْ نَكُنْ نُهدِي ابْتِسَامَتَنَا
لِكُلِّ من أَوْرَثُونا الهَمَّ والكَمَدَا

وَلا صَبَرْنَا عَلَى الدُّنْيَا وَأَسْهُمُها
قَبْلَ الثِّيابِ تَشُقُّ القَلْبَ والكَبِدَا

ضَاقَتْ بِمَا وَسِعَتْ دُنْياكَ وَاْمْتَنَعَتْ
عَنْ عَبْدِهَا وَسَعَتْ نَحوَ الذي زَهِدَا

يا نَفْسُ كُونِي مِنَ الدُّنْيَا عَلَى حَذَرٍ
فَقَدْ يَهُونُ عَلَى الكَذَّابِ أَنْ يَعِدَا

وَلْتُقْدِمِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِلِي
فَالخَوْفُ أَعْظَمُ مِنْ أَسْبَابِهِ نَكَدَا

لْتَفْرَحِي عِنْدَمَا تَدْعُوكِ أَنْ تَجِدِي
فِإنَّهَا لا تُسَاوِي المَرْءَ أَنْ يَجِدَا

وَلْتَعْلَمِي أَنَّهُ لا بَأْسَ لَوْ عَثَرَتْ
خُطَى الأكارمِ حَتَّى يَعرِفُوا السَّدَدَا

ولا تَكُونِي عَنِ الظُلام راضِيَةً
وَإنْ هُمُو مَلَكُوا الأَيْفَاعَ وَالوَهَدا

وَلْتَحْمِلِي قُمْقُمَاً في كُلِّ مَمْلَكَةٍ
تُبَشِّرِينَ بِهِ إِنْ مَارِدٌ مَرَدَا

وَلْتَذْكُرِي نَسَبَاً في الله يَجْمَعُنَا
بِسَادَةٍ مَلأُوا الدُّنْيَا عَلَيْكِ نَدَى

فِدَاً لَهُمْ كُلُّ سُلْطَانٍ وَسَلْطَنَةٍ
وَنَحْنُ لَوْ قَبِلُونَا أَنْ نَكُونَ فِدَا

عَلَى النَّبِيِّ وَآلِ البَيْتِ والشُّهَدَا
مَوْلايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا

إِنِّي لأَرْجُو بِمَدْحِي أَنْ أَنَالَ غَدَاً
مِنْهُ الشَّجَاعَةَ يَوْمَ الخَوْفِ وَالمَدَدَا

أَرْجُو الشَّجَاعَةَ مِنْ قَبْلِ الشَّفَاعَةِ إِذْ
بِهَذِهِ اليَوْمَ أَرْجُو نَيْلَ تِلْكَ غَدَا

وَلَسْتُ أَمْدَحُهُ مَدْحَ المُلُوكِ فَقَدْ
رَاحَ المُلُوكُ إِذَا قِيسُوا بِهِ بَدَدَا

وَلَنْ أَقُولَ قَوِيٌّ أَوْ سَخِيُّ يَدٍ
مَنْ يَمْدَحِ البَحْرَ لا يَذْكُرْ لَهُ الزَّبَدَا

وَلا الخَوَارِقُ عِنْدِي مَا يُمَيِّزُهُ
فَالله أَهْدَاهُ مِنْهَا مَا قَضَى وَهَدَى

لكنْ بِمَا بَانَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ تَعَبٍ
أَرَادَ إِخْفَاءَهُ عَنْ قَوْمِهِ فَبَدَا

وَفِي خُطَاهُ إذا مَا مَالَ فَاْسْتَنَدَا
بِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرَيْنِ أُمَّتُهُ

وَقْفٌ عَلَى أَيِّ أَمْرٍ مِنْهُمَا اْعْتَمَدَا
بِمَا تَحَمَّلَ فِي دُنْياهُ مِنْ وَجَعٍ

وَجُهْدِ كَفِّيْهِ فَلْيَحْمِدْهُ مَنْ حَمِدَا
بَمَا أَتَى بَيْتَهُ فِي الليْلِ مُرْتَعِدَاً

وَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَظِيمِ الخَطْبِ مُرْتَعِدَا
وَقَدْ تَدَثَّرَ لا يَدْرِي رَأَى مَلَكَاً

مِنَ السَّمَاءِ دَنَا أَمْ طَرْفُهُ شَرَدَا
بِمَا رَأَى مِنْ عَذَابِ المُؤْمِنِينَ بِهِ

إِنْ قِيلَ سُبُّوهُ نَادَوْا وَاحِدَاً أَحَدَا
يَكَادُ يَسْمَعُ صَوْتَ العَظْمِ مُنْكَسِرَاً

كَأَنَّهُ الغُصْنُ مِنْ أَطْرَافِهِ خُضِدَا
بِمَا رَأَى يَاسِرَاً وَالسَّوْطُ يَأْخُذُهُ

يَقُولُ أَنْتَ إِمَامِي كُلَّمَا جُلِدَا
مِنْ أَجْلِهِ وُضِعَ الأَحْبَابُ فِي صَفَدٍ

وَهْوَ الذي جَاءَ يُلْقِي عَنْهُمُ الصَّفَدَا
لَمْ يُبْقِ فِي قَلْبِهِ صَبْرَاً وَلا جَلَدَاً

تَلْقِينُهُ المُؤْمِنِينَ الصَّبْرَ وَالجَلَدَا
بِمَا تَرَدَّدَ فِي ضِلْعَيْهِ مِنْ قَلَقٍ

عَلَى الصَّبِيِّ الذي فِي فَرْشِهِ رَقَدَا
هَذَا عَلِيٌّ يَقُولُ اللهُ دعهُ وَقَدْ

بَاتَ العَدُوُّ لَهُ فِي بَابِهِ رَصَدَا
بَدْرٌ وَضِيٌّ رَضِيٌّ مِنْ جَرَاءَتِهِ

لِنَوْمِهِ تَحْتَ أَسْيَافِ العِدَى خَلَدَا
تِلْكَ التي اْمْتَحَنَ اللهُ الخَلِيلَ بِهَا

هَذَا اْبْنُهُ وَسُيُوفُ المُشْرِكِينَ مُدَى
بِخَوْفِهِ عن قَليلٍ حِينَ أَبْصَرَهُ

فَتَىً يَذُوقُ الرَّدَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رَدَى
يُدِيرُ فِي بَدْرٍ الكُبْرَى الحُسَامَ عَلَى

بَنِي أُمَيَّةَ حَتَّى مُزِّقُوا قِدَدَا
وَعِنْدَهُ تْرْبة جبريلُ قَالَ لَهُ

بَأَنْ أَوْلادَهُ فِيهَا غَدَاً شُهَدَا
بِمَا بَكَى يَوْمَ إِبْرَاهِيمَ مُقْتَصِدَاً

وَلَمْ يَكُنْ حُزْنُهُ وَاللهِ مُقْتَصِدَا
يُخْفِي عَنِ النَّاسِ دَمْعَاً لَيْسَ يُرْسِلُهُ

والدَّمْعُ بَادٍ سَوَاءٌ سَالَ أَوْ جَمَدَا
بِمَا اْنْتَحَى لأبي بَكْرٍ يُطَمْئِنُهُ

وَحَوْلَ غَارِهِمَا حَتَّى الرِّمَالُ عِدَى
يَقُولُ يَا صَاحِ لا تَحْزَنْ وَدُونَهُمَا

عَلا لأَنْفَاسِ خَيْلِ المُشْرِكِينَ صَدَى
بِمَا تَفَرَّسَ مُخْتَارَاً صَحَابَتَهُ

وَهْوَ الوَكِيلُ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْنْتَقَدَا
يَدْرِي بَأَنْ قُرَيْشَاً لَنْ تُسَامِحَهُ

وَأَنْ سَتَطْلُبُ مِنْ أَحْفَادِهِ القَوَدَا
يَدْرِي وَيَحْلُمُ عَنْهُمْ حِينَ يَغْلِبُهُمْ

وَلا يُعَيِّرُهُمْ بَدْرَاً وَلا أُحُدَا
بِمَا تَحَمَّلَ مِنْهُمْ يَوْمَ قَالَ لَهُمْ

بِأَنَّهُ للسَّمَاواتِ العُلَى صَعَدَا
لَوْ كَانَ يَكْذِبُهُمْ مَا كَانَ أَخْبَرَهُمْ

أَفْضَى بِمَا كَانَ وَلْيَجْحَدْهُ مَنْ جَحَدَا
ظُلْمُ العَشِيرَةِ أَضْنَاهُ وَغَرَّبَهُ

عِشْرِينَ عَامَاً فَلَمَّا عَادَ مَا حَقَدَا
بِمَا تَذَكَّرَ يَوْمَ الفَتْحِ آَمِنَةً

لَمْحَاً فَشَدَّ عَلَى تَحْنَانِهِ الزَّرَدَا
بِخَلْجَةِ الخَدِّ لَمْ يَعْلَمْ بِهَا أَحَدٌ

في سَاعَةِ الفَتْحِ مَرَّتْ عِنْدَمَا سَجَدَا
بِمَا خَشِيتَ عَلَيْنَا يَاْ بْنَ آمِنَةٍ

والأُمُّ تَخْشَى وَإِنْ لَمْ تَتْرُكِ الوَلَدَا
وَلَو بُعِثْتَ غَدَاً أَصْبَحْتَ تَحْفَظُنَا

بِالاسْمِ وَالوَجْهِ أَوْ أَحْصَيْتَنَا عَدَدَا

لنا نَبِيٌّ بَنَى بَيْتَاً لِكُلِّ فَتَى
مِنَّا وَكُلَّ رَضِيعٍ لَفَّهُ بِرِدَا

وَكُلَّ عُرْسٍ أَتَاهُ للعَرُوسِ أَبَاً
يُلْقِي التَّحِيَّةَ للأَضْيافِ وَالوُسُدَا

وَكُلَّ حَرْبٍ أَتَاها للوَرَى أَنَسَاً
وَاْسْتَعْرَضَ الجُنْدَ قَبْلَ الصَّفِّ وَالعُدَدَا

مُمَسِّحَاً جَبَهَاتِ الخَيْلِ إِنْ عَثَرَتْ
حَتَّى تَرَى المُهْرَ مِنْهَا إنْ هَوَى نَهَدَا

مُذَكِّرَاً جَافِلاتِ الخَيْلِ مَا نَسِيَتْ
أَنْسَابَهَا كَحَلَ العَيْنَيْنِ وَالجَيَدَا

حَتَّى لَتَحْسَبُ أَنَّ المُهْرَ أَبْصَرَهُ
أَو أَنَّ مَسَّاً أَصَابَ المُهْرَ فَانْجَرَدَا

شَيْخٌ بِيَثْرِبَ يَهْوَانَا وَلَمْ يَرَنَا
هَذِي هَدَايَاهُ فِينَا لَمْ تَزَلْ جُدُدَا

يُحِبُّنَا وَيُحَابِينَا وَيَرْحَمُنَا
وَيَمْنَحُ الأَضْعَفِينَ المَنْصِبَ الحَتِدَا

هُوَ النَّبِيُّ الذي أَفْضَى لِكُلِّ فَتَىً
بِأَنَّ فِيهِ نَبِيَّاً إِنْ هُوَ اْجْتَهَدَا

يَا مِثْلَهُ لاجِئاً يَا مِثْلَهُ تَعِبَاً
كُنْ مِثْلَهُ فَارِسَاً كُنْ مِثْلَهُ نَجُدَا

مِنْ نَقْضِهِ الظُلْمَ مَهمَا جَلّ صَاحِبُهُ
إِنْقَضَّ إِيوانُ كِسْرَى عِنْدَما وُلِدَا

وَرَدَّتِ الطَّيْرُ جَيْشَاً غَازِياً فَمَضَى
وَقَدْ تَفَرَّقَ عَنْ طَاغِيهِ مَا حَشَدَا

يا دَاعِياً لم تَزَلْ تَشْقَى المُلُوكُ بِهِ
والعَبْدُ لَوْ زُرْتَهُ فِي حُلْمِهِ سَعِدَا

أَنْكَرْتَ أَرْبَابَ قَوْمٍ مِنْ صِنَاعَتِهِمْ
وَرُبَّمَا صَنَعَ الإنْسَانُ مَا عَبَدَا

وَرُحْتَ تَكْفُرُ بِالأصْنَامِ مُهْتَدِياً
مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنْزِلَ اللهُ الكِتَابَ هُدَى

كَرِهْتَهُ وَهْوَ دِينٌ لا بَدِيلَ لَهُ
غَيْرَ التَّعَبُّد فِي الغِيرَانِ مُنْفَرِدَا

وَيَعْذِلُونَكَ فِي رَبِّ تُحَاوِلُهُ
إِنَّ الضَّلالَةَ تَدْعُو نَفْسَهَا رَشَدَا

وَالكُفْرُ أَشْجَعُ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ
وَرُبَّ كُفْرٍ دَعَا قَوْمَاً إلى رَشَدٍ

وَرُبَّ إِيمَانِ قَوْمٍ للضَّلالِ حَدَا
وَرُبَّمَا أُمَمٍ تَهْوَى أَبَا لَهَبٍ

لليَوْمِ مَا خَلَعَتْ مِنْ جِيدِهَا المَسَدَا
مِنَ المُطِيعِينَ حُكَّامَاً لَهُمْ ظَلَمُوا

وَالطَّالِبِينَ مِنَ القَوْمِ اللئامِ جَدَا

وكان جِبْرِيلُ مرآة رأَيْتَ بِها
في الليلِ نوراً وفي المُسْتَضْعَفِ الأَيَدَا

أَهْدَاك في الغَارِ بَغْدَادَاً وَقُرْطُبَةً
وكلَّ صَوْت كريم بالأَذَانِ شَدَا

تَرَكْتَ غَارَ حِرَاءٍ أُمَّةً أَنِسَتْ
وَقَدْ أَتَيْتَ لَهُ مُسْتَوْحِشَاً وَحِدَا

إنْ شَاءَ رَبُّكَ إِينَاسَ الوَحِيدِ أَتَى
لَهُ بِكُلِّ البَرَايَا نِسْبَةً صَدَدَا

فَأَنْتَ تَنْمِيقَةُ الكُوفِيِّ صَفْحَتَهُ
قَدْ هَدَّأَ الليْلَ فِي أَوْرَاقِهِ فَهَدَا

وَأَنْتَ تَرْنِيمَةُ الصُّوفِيِّ إِنْ خَشِنَتْ
أَيَّامُهُ عَلَّمَتْهَا الحُسْنَ وَالمَلَدَا

أَكْرِمْ بِضَيْفِ ثَقِيفٍ لَمْ تُنِلْهُ قِرَىً
إِلا التَّهَكُّمَ لَمَّا زَارَ وَالحَسَدَا

ضَيْفَاً لَدَى الله لاقى عند سدرته
قِرىً فَضَاقَ بِمَا أَمْسَى لَدَيْهِ لَدَى

أَفْدِي المُسَافِرَ مِنْ حُزْنٍ إلى فَرَحٍ
مُحَيَّر الحَالِ لا أَغْفَى وَلا سَهِدَا

تَعْرِيجَ رَمْلٍ أَتَاهُ السَّيْلُ فَالْتَبَدَا
والرُّسْلُ فِي المَسْجِدِ الأَقْصَى عَمَائِمُهُمْ

بِيضٌ كَأَنَّ المَدَى مِنْ لُؤْلُؤٍ مُهِدَا
يُهَوِّنُونَ عَلَيْهِ وَاْبْتِسَامَتُهُمْ

نَدَى تَكَثَّفَ قَبْلَ الصُّبْحِ فَاْنْعَقَدَا
والرِّيحُ تَنْعَسُ فِي كَفَّيْهِ آمِنَةً

وَالنَّجْمُ مِنْ شوقه للقوم مَا هَجَدَا
يَكَادُ يَحْفَظُ آثَارَ البُرَاقِ هَوَاءُ

القُدْسِ حَتِّى يَرَى الرَّاؤُونَ أَيْنَ عَدَا
يَا مَنْ وَصَلْتَ إلى بَابِ الإلهِ لِكَي

تَقُولَ للخَلْقِ هَذَا البَابُ مَا وُصِدَا
مِنْ قَابِ قَوْسِينِ أَوْ أَدْنَى تَصِيحُ بِهِمْ

لَمْ يَمْتَنِعْ رَبُّكُمْ عَنْكُمْ وَلا بَعُدَا
فَتْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ تَرْتُقُهُ

بِإذْنِ رَبِّكَ حَتَّى عَادَ مُنْسَرِدَا
اللهُ أَقْرَبُ جِيرَانِ الفَقِيرِ لَهُ

يُعْطِي إِذَا الجَارُ أَكْدَى جَارَهُ وَكَدَى
اللهُ جَارُ الوَرَى مِنْ شَرِّ أَنْفُسِهِمْ

فَاْمْدُدْ إِلَيْهِ يَدَاً يَمْدُدْ إِلَيْكَ يَدَا
لَوْلاكَ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ وَلا غَرَبَتْ

وَلا قَضَى اللهُ للأُفْقَيْنِ أَنْ يَقِدَا
وَلا رَأَيْتَ مُلُوكَ الأَرْضِ خَائِفَةً

إِذَا رَأَتْ جَمَلاً مِنْ أَرْضِنَا وَخَدَا
أَفْدِي كِسَاءَكَ لَفَّ الأَرْضَ قَاطِبَةً

قَمِيصَ يُوسُفَ دَاوَى جَفْنَها الرَّمِدَا

رُعْتَ الجَبَابِرَ مِنْ جِنٍّ وَمِنْ أَنَسٍ
مَنْ يَسْفِكُ الدَّمَ أَوْ مَنْ يَنْفِثُ العُقَدَا

وَرَدَّتِ الصَّخْرَ مَنْقُوشَاً حَوَافِرُها
كَأَنَّمَا الصَّخْرُ غَيْمٌ تَحْتَ أَرْجُلِهَا

أَو صَارَتِ الخَيْلُ غَيْمَاً قَاسِيَاً صَلِدَا
لَو قَارَبَ المَوْتُ مِنْهُمْ فِي الوَغَى طَرَفَاً

لَحَادَ مُعْتَذِراً أَنْ لَمْ يَكُنْ عَمِدَا
حَتَّى تَرَى المَوْتَ فِي أَيْدِيهِمُو فَزِعَاً

تَوَقَّفَتْ رُوحُهُ في الحَلْقِ فَازْدَرَدَا
حَرْبٌ تُشِيبُ الفَتَى مِنْ هَوْلِهَا فِإذَا

مَا شَابَ رَدَّتْ سَوَادَ الشَّعْرِ وَالمَرَدَا
يَحِنُّ للحَرْبِ كَالأَوْطَانِ فَارِسُهُمْ

قد خَالَطَ الشَّوْقُ في إِقْدَامِهِ الحَرَدَا
يَلْقَى السِّهامَ وَلا يَلْقَى لَهَا أَثَراً

تَظُنُّ أَصْوَاتَها فِي دِرْعِهِ البَرَدَا
كَأَنَّما رُوحُهُ دَيْنٌ يُؤَرِّقُهُ

في الحَرْبِ مِنْ قَبْلِ تَذْكِيرٍ بِهِ نَقَدَا
تُنَازِعُ السَّهْمَ فِيهِمْ نَفْسُهُ وَجَلاً

وَالرُّمْحُ يِعْسِلُ حَتَّى يَسْتُرَ الرِّعَدَا
وَالسَّيفُ يُشْهَرُ لَكِنْ وَجْهُ صَاحِبِهِ

مُنَبِّئٌ أَنَّهُ ما زالَ مُنْغَمِدَا
لو أَمْسَكُوا بِقَمِيصِ الرِّيحِ ما بَرِحَتْ

أو أَظْهَرُوا بَرَمَاً بالتَّل ما وَطَدَا
وَيَخْجَلُ اللَيْثُ أن يَسْتَكْثِرَ اللِّبَدَا

وَكُنْتَ تُنْصَرُ في الهَيْجَا بِكَفِّ حَصَىً
إذا رَمَيْتَ بِهِ جَمْعَ العِدَى هَمَدَا

لكنَّ رَبِّي أرادَ الحَرْبَ مُجْهِدَةً
وَالنَّفْسُ تَطْهُرُ إنْ عَوَّدْتَهَا الجُهُدَا

لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ لَمَا
كَانُوا لِمُتْعَبَةِ الدُّنْيا أُسَىً وَقُدَى

لو كانَ رَبِّي يُرِيحُ الأَنْبِياءَ دَعَا
لِنَفْسِهِ خَلْقَهُ وَاْسْتَقْرَبَ الأَمَدَا

قَالُوا مُحَمَّدُ قُلْنَا الاسْمُ مُشْتَهِرٌ
فَرُبَّما كانَ غَيْرُ المُصْطَفَى قُصِدَا

فَحِينَ نَادَى المُنادِي «يا مُحَمَّدُ»
لم يَزِدْ عَلَيْهَا تَجَلَّى الاسمُ وَاتَّقَدَا

حَرْفُ النِّدَاءِ اْسْمُكَ الأَصْلِيُّ يَا سَنَدَاً
للمُسْتَغِيثِينَ لَمْ يَخْذِلْهُمُو أَبَدَا

وَالظَّنُّ أَنَّا لِتَكْرَارِ اْسْتِغَاثَتِنَا
بِهِ تَكَرَّرَ فِينَا الاسْمُ وَاْطَّرَدَا

لا يَلْقُطُ الحَبَّ إلا فِي مَنَازِلِكُمْ
ولا يُقِيمُ سِوَى مِنْ شَوْقِهِ الأَوَدَا

حَتَّى شَفَى غُلَّةً مِنْهَا وَبَلَّ صَدَى
الشَّامِ الشَّرِيفِ تُصِيبُ الجُنْدَ والقَعَدَا

رَمْلٍ إَذَا طَلَبَتْهُ العَيْنُ مَا وُجِدَا
وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ رَاحَ يَشْهَدُ فِي

إِسْتَنْفَدَتَ في بَنِي عُثْمَانِهَا المُدَدَا
وَاْنْقَضَّتِ الرُّومُ والإفْرِنْجُ تَنْهَبُهَا

وَقَسَّمُونا كَمَا شَاؤُوا فَلَو دَخَلُوا
مَا بَيْنَ شِقَّي نَواةِ التَّمْرِ مَا اْتَّحَدَا

إِنَّ الزَّمَانَيْنِ رَغْمَ البُعْدِ بَيْنَهُمَا
تَطَابَقَا فِي الرَّزَايَا لُحْمَةً وَسَدَى

حَتَّى أَقُولَ اْسْتُجِدَّ الجُرْحُ أو فُصِدَا
لِيُكْمِلَ السَّرْدَ مِنْهُ كُلَّمَا سَرَدَا

يا سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله يَا سَنَدِي
هذا العِرَاقُ وهذا الشَّامُ قَدْ فُقِدَا

لَوْ كانَ ليْ كَتَدٌ حَمَّلْتُهُ ثِقَلِي
لكن بِذَيْنِ فَقَدْتُ الظَّهْرَ والكَتَدَا

يَا جَارَيِ الغَارِ أَعْلَى اللهُ قَدْرَكُما
عَيِيِتُ بَعْدَكُما أَن أُحْصِيَ الرِّدَدَا

لَنَا مُلُوكٌ بِلا دِينٍ إذا عَبَرُوا
أَنْيَابُهُمْ فِي ذَوِي الأَرْحَامِ نَاشِبَةٌ

وَلِلأَعَادِي اْبْتِسَامٌ يُظْهِرُ الدَّرَدَا
حُمَّى الزَّمانِ إذا ماتوا أَوِ اْرْتَحَلُوا

وَللحَمَامِ يُخِيفُ الصَّقْرَ والصُّرَدَا

يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَطْرُودَاً وَمُغْتَرِبَاً
يَا مِثْلَنَا كُنْتَ مَظْلُومَاً وَمُضْطَهَدَا

يَا مُرْجِعَ الصُّبْحِ كالمُهْرِ الحَرُونِ إلى
مَكَانِهِ مِنْ زَمَانٍ لَيْلُهُ رَكَدَا

وَيَا يَدَاً حَوْلَنَا دَارَتْ تُعَوِّذُنَا
مِنْ بَطْنِ يَثْرِبَ حَتَّى الأَبْعَدِينَ مَدَى

أَدْرِكْ بَنِيكَ فَإِنَّا لا مُجِيرَ لَنَا
الليلُ مُعْتَلِجُ الأَمْوَاجِ مَنْ زَمَنٍ

لكنَّ مِجْمَرَ هَذَا الدِّينِ مَا خَمَدَا
وَلَمْ تَزَلْ أُمَّةٌ تَحْتَ السَّمَاءِ إَذَا

وَتَسْتَدِرُّ يَدَاكَ المَنْهَلَ الثَّمِدَا
وَتَجْعَلُ الطَّيْرَ جُنْدَاً ظَافِرِينَ عَلَى

جَيْشٍ شَكَتْ أَرْضُهُ الأَثْقَالَ والعَتَدَا
أَنْشَأْتَ أُمَّتَنَا مِنْ مُفْرَدٍ وَحِدٍ

حَتَّى تَحَضَّرَ مِنْهَا عَالَمٌ وَبَدَا
وإنَّ مَوْؤُدَةً أَنْقَذْتَهَا وَلَدَتْ

وُلْدَانَ يَعْيَى بَها المُحْصِي وَإِنْ جَهِدَا
أَقُولُ بَاهِ لأَنَّ الدَّهْرَ عَذَّبَهُمْ

حَتَّى يَمُوتَ عَلَى مَا اْخْتَارَ وَاْعْتَقَدَا
وَلَوْ يُقَالُ لَهُ سِرْ فَوْقَ جَمْرِ غَضَىً

كَمْ مِنْ بِلالٍ عَلَى أَضْلاعِهِ حَجَرٌ
مَا مَرَّ مِنْ أَزَمَاتِ الدَّهْرِ أَوْ وَرَدَا

وللوَلِيَّيْنِ مِنْ قَبْلِي فَشِعْرُهُمَا
أَبَانَ للشُّعَرَاءِ اللاحِبَ الجَدَدَا

تَتَبُّعَاً وَاْخْتِلافَاً صُغْتُ قَافِيَتِي
مَولايَ صَلِّ وَسَلِّمْ دَائِمَاً أَبَدَا

وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاتِّبَاعِ سِوَى
أَنِّي وَجَدْتُ مِنَ التَّحْنَانِ مَا وَجَدَا

وَلَيْسَ مَعْذِرَةٌ فِي الاْخْتِلافِ سِوَى
أَنِّي أَرَدْتُ حَدِيثَاً يُثْبِتُ السَّنَدَا

وَخَشْيَةً أَنْ يَذُوبَ النَّهْرُ فِي نَهَرٍ
وَأَنْ يَجُورَ زَمَانٌ قَلَّمَا قَصَدَا

وَرَاجِيَاً مِنْ إِلَهِي أَنْ يُتِيحَ لَنَا
يَوْمَاً عَلَى ظَفَرٍ أَنْ نُنْشِدَ البُرَدا

وَصَلِّ يَا رَبِّ مَا غَنَّتْ مُطَوَّقَةٌ
تُعَلِّمُ الغُصْنَ مِنْ إِطْرَابِهَا المَيَدَا
عَلَى مُحَمَّدٍ الهَادِي مُحَمَّدِنَا

نَبِيِّنَا شَيْخِنَا مَهْمَا الزَّمَانُ عَدَا
وَهَذِهِ بُرْدَةٌ أُخْرَى قَدِ اْخْتُتِمَتْ

أَبْيَاتُها مِائتَانِ اْسْتُكْمِلَتْ عَدَدَا
يَارَبِّ وَاْجْعَلْ مِنَ الخَتْمِ البِدَايَةَ
وَاْنْــصُرْنَا وَهَيِّءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا

الحمدان 06-23-2024 06:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا حمام الايك اقريك السلام
يا اخا العشاق من اهل الغرام

انني اهوى عزالاً اهيفا
لحظه اقطع من حد الحسام

في الهوى احرق قلبي والحشى
وعلا جسمي نحول وسقام

ولذيذ الزاد قد احرمته
مثل ما احرمت من طيب المنام

كيف يهن العيش لي من بعدهم
وهموا روحي وقصدي والمرام


الف ليلة وليلة

الحمدان 06-23-2024 06:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أرْدَينَ عُروةَ والمُرَقَّش قبله
وأخا بني نهـــد تركنَ قتيلا

ولقد تركن أبا ذُؤيب هائمًا
ولقد قتلنَ كُثَيِّـرًا وجَمـيلا

وتركن لابن أبي ربيعةَ منطقًا
فيهنّ أصبح سائرًا

مروان بن أبي حفصة

الحمدان 06-23-2024 06:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
باللَهِ يا حُلوَةَ العَينَينِ زوريني
قَبلَ المَماتِ وَإِلّا فَاِستَزيريني

هَذانِ أَمرانِ فَاِختاري أَحَبَّهُما
إِلَيكَ أَو لا فَداعي المَوتَ يَدعوني

إِن شِئتِ موتاً فَأَنتِ الدَهرَ مالِكَةٌ
روحي وَإِن شِئتِ أَن أَحيا فَأَحيِيني


ابو العتاهية

الحمدان 06-23-2024 06:41 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا لَيتَ قاسِيةَ الفُؤادِ تَرفَّقَتْ
بِمُتَيَّمٍ لَمَحَ الجَمالَ فَذابا

ما ضَرَّها لَو أنّها ابتَسمَتْ لهُ
فلَرُبَّ مُـبتَــسِمٍ يَنالُ ثَوابا

......

الحمدان 06-23-2024 10:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَهَونا لَعَمرُ اللَهِ حَتّى تَتابَعَت
ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ

فَيا لَيتَ أَنَّ اللَهَ يَغفِرُ ما مَضى
وَيَأذَنُ في تَوباتِنا فَنَتوبُ

أبو العتاهية

الحمدان 06-23-2024 10:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏فَإنّ الأُخْتَ فِي الدُّنْيَا رَبِيعٌ


‏الأخت هي طب يُستطبُّ به
وغيثُ لُطف على الأرواحِ هتانًا.

ما أكثر الأحبابِ بين مشاعري
لكن أختي في المقامِ الأولي


اللهم احفظ أخواتنا ووفقهن لما تحب وترضى

الحمدان 06-23-2024 10:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏إن شئتَ أن يغدو حديثك سُكرا
وشذى حروفك كالعبير معطرا

ويزول عنك دجى الهموم وحزنها
ويصير قلبُك مرجَ حب أخضرا

فاملأ حديثك بالصلاة على الذي
أهداه ربك للوجود مبشرا

يافوز من باعوا بحب محمدٍ
أغلى النفوس ومالكُ الملك اشترى

صلوا عليه وسلموا بِعِداد ما
أجرى الإلهُ من الأمور وقدرَا

اللهم صل وسلم على نبينا محمد

الحمدان 06-23-2024 11:49 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نحنُ التقينا وفي أحلامنا أملٌ
‏ثمَّ افترقنا وفي آمالنا كدَرُ

‏نُكابرُ الآنَ لكن في دواخلنا
‏نموتُ شوقًا ولانأتي فنعتذرُ

‏للحُبِّ أهلٌ ولسنا أهلُهُ أبدًا
‏نحنُ الظّلامُ الّذي مازارهُ قمرُ

‏ننامُ ملءَ جفونِ الليلِ سيّدتي
‏ولا يليقُ الهوى إلا بمن سَهروا



......


الساعة الآن 07:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية