منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 06-30-2024 06:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
للسبت عندي يُدٌ سأشكرُها
شُكْرَ مقرٍّ له ومعترفِ

اصطدتُ ظبيَ الفلاة في طَرفٍ
منه وظبيَ الأنيسِ في طرف

قَلَّدَني الفألُ إذ ظفرتُ بداً
بأنَّ هذا منِّي على شَرَف

عاديتُ ذا أوّلاً ورحتُ إلى
هذا أخيراً في وقتِ منصرفي

وكان ما بين ذين من تُحَف ال
قَصْفِ كما أَشتهي من التُّحَف


الصنوبري

الحمدان 06-30-2024 06:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أُحِبُّ نحافةَ الرشأ النحيف
وهل يهوى اللطيفَ سوى اللطيفِ

قليلُ المسكِ أكثرُ من كثيرٍ
من الطيبِ انقياداً في الأنوف

كذاك نحولُ جسمِ الراح مما
يُزَيِّنها إلى قلبِ الظريف

أتُنْكِرُ أنَّ الهلالَ يخافُ يوماً
كخوفِ البدرِ من قُبْحِ الكسوف

وَوَصْفُهمُ لِغُصنِ البانِ ممّا
يدلُّ على السمين أم القضيف

إليك فَعُظْمُ جِرْمَ البَمِّ جاءت
فضيلته أم الزيرِ الرهيف

إذا كان الأليفُ كذا دقيقاً
رشيقاً كان ريحانَ الأليف

ينوبُ عن النديم وإن أردنا
وصيفاً قام نابَ عن الوصيف

وما أَرَبُ الخفيفِ الرُّوحِ إلا
خفيفُ الروحِ ذو جسمٍ خفيف

يُميلُهُمَا العناقُ إذا استكانا
له مَيْلَ النزيف إلى النزيف


الصنوبري

الحمدان 06-30-2024 06:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما حلَّ بي منكَ وَقْتَ مُنْصَرَفي
ما كنتُ إلا فريسةَ التلفِ

كم قال لي الشوقُ قفْ لتلثمَهُ
فقال خوفُ الرقيبِ لم أَقِف

بسطتُ خطوي كَرْهاً وقد قبَضَتْ
رجلي عن الخطو شِدَّةُ الكَلَف

فكان جسمي في زيِّ منطلِقٍ
وكان قلبي في زيِّ منعطف


الصنوبري

الحمدان 06-30-2024 06:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
جاريةٌ شعرُها ملاحِفُها
تعجزُ عن حمله وصائفُها

تنالُ أطرافُهُ إذا سقطت
في المشي ما لم تنلْ مطارفُها

مفترقُ الشَّمْل هاهنا وهنا
قد فَرَّقت شملَه روادفها

للَّيل فجرٌ يَسُرُّ منظرُهُ
وليلُها فجرُهُ سوالفها


الصنوبري

الحمدان 06-30-2024 06:33 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وجوه شقائقٍ تبدو وتَخْفى
على قُضُبٍ تميدُ بهنَّ ضَعْفا

تراها كالعذارى مُسبِلاتٍ
عليها من جميمِ النبت سَجفا

تنازعتِ الخدودِ الحمرَ حُسناً
فما إِن أخطأت منهنَّ حرفا

إذا طَلَعتْ أَرَتْكَ السُّرجَ تُذكى
وإن غَرَبتْ أرتك السُّرجَ تطفا

تُخالُ إذا هي اعتدلت قياماً
زجاجاتٍ مُلِئن الخمرَ صِرْفا

إذا ما جمَّشتْها الريحُ أومَتْ
لتقبيل الخدود حياً وظرفا

يُجَنُّ بهنَّ زهرُ الرَّوض عُجباً
إذا ما زهرهُنَّ بهنَّ حَفَّا

فما تألو أقاحيهنَّ ضِحْكاً
وليس يُغضُّ نرجسهنَّ طَرْفا

وما ينفكُّ سُوسنُهنَّ يُصغي
بآذانٍ جَفَت قُرطاً وَشِنْفا

أَبيتُ فما أكفُّ عن التصابي
بهنَّ وكيف يَحسُننُ أن أَكفّا


الصنوبري

الحمدان 06-30-2024 06:33 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أبا يوسفٍ يا أبا يوسفِ
دعاءَ صديقٍ شفيقٍ وفي

ألست ترى الجوَّ في مُطرَفٍ
من الغيم أَبهى من المطرف

وعينُ السماءِ كعين المَشوقِ
إِن يَدْعُها شوقُها تَذرف

وقد قلتَ هل لكَ في قَرْقَفٍ
وكيف أكونُ بلا قَرْقَفِ


الصنوبري

الحمدان 06-30-2024 06:33 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مهما وَصَفتَ فَدَتك النفسُ من حسنٍ
فأنت أولى أبا عمروٍ بما تَصِفُ

يا فيلسوفاً يُقرُّ الفيلسوفُ له
ولابساً شرفاً ما مثلُه شرَف

ما بحرُ بقراطَ إلا غَرفةٌ بيدٍ
من بحركَ الصَّخِبِ التيار يُغتَرف

لا تصرفنَّ إلى الداءِ الدواءَ بلى
أَشِر إليه فإن الداءَ يَنصرف

كم مُدنَفٍ جُلْتَ في أوهامِه فغدا
كأنه ما درى مذ كان ما الدَّنَف

وخائفٍ تلَفاً ما زلتَ توسِعُهُ
نصراً فأمّته من خوفه التلف

أنت امرؤٌ شيمةُ الإنسان شيمتُهُ
لم تعدُهُ تُحَفُ الإحسان والطرف

في كلِّ يوم هدايا منك تُسرفُ في
إِهادئها هكذا يُستحسَن السَّرف

وبعد هذا فقد أَلْبَسْتَني نعماً
فلا تزد قد كفاني ذلك السَّلَف


الصنوبري

الحمدان 06-30-2024 06:34 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نزعتَ عن المودة والتصافي
ومِلتَ إلى القطيعة والخِلافِ

وأوطأك العَشا ذو الجهل حتى
لكاد يَحُلُّ عقدَ الإئتلاف

أعرضي للذي ترميه ضاحٍ
وعرضُ سوايَ في ذمَمِ الغلاف

فهل أخلَلْتُ بعدكَ بالمعالي
أم استعجمتُ عن نظم القوافي

ثنائي عن عتابِكَ في أمور
حذارُ تعجرُفٍ بك أو تجافي

وكم من صعدةٍ ذاتِ اعوجاجٍ
أقام كعوبها غَمْزُ الثقاف

ولي خُلُقانِ ذا أرْيٌ مَشُورٌ
وذا في هيئة السّمِ الذُّعاف

جديرٌ إن أُجازيَ كل قومٍ
بما اجترموا إِليَّ وأن أُكافي

إليكَ فكم فتىً قد رام ثلبي
فأضحى وهو يَرضى بالكفاف

فلا تجمع إلى الحَلْفاءِ ناراً
فإن النارَ تُسرعُ في الحلافي

بعثتُ إلى دعيِّ عقيلَ هَجْواً
يُشَبّه وَقْعُهُ وَقْعَ الأشافي

فلم تُبْقِ القصائدُ منه إلا
كما أَبْقَتْ من التُّرْبِ السوافي

أبنْ لي كيفَ ينهضُ ذو جناحٍ
وَهَتْ منه القوادمُ والخوافي

علامَ وفيمَ أُصفي الودَّ جهلاً
أُناساً وُدُّهُمْ ليَ غيرُ صافي

وما ضرَّ البحارَ إذا علاها
قذى زَبَدٍ على الحافاتِ طافي

ومن قاس الرؤوس إلى الذُّنَابَى
فقد قاس السيولَ إلى النطاف

متى تكُ ذا انحرافٍ عن وصالي
تَجِدْني عن وصالِكَ ذا انحراف

وَمَنْ هذا الذي يجفو خليلاً
فلا يَلْقَى الخليلَ له بِجَاف


الصوبري

الحمدان 06-30-2024 06:34 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَجْهُ عهدي على الذي كنتَ تَعْرِفْ
غيرُ ما منزوٍ ولا مُتَحرِّفْ

وهواي الذي طُبِعْتُ عليه
كالذي كان لا هوى مُتَكَلف

غيرَ ناسٍ ذاك التآلف بالرّقَّةِ
إذ شَمْلُنَا بها مُتألِّف

لم يُغَيِّرْنيَ التنائي ولكنّ
الليالي وصَرْفَها المتصرّف

وُدِّيَ الدهرَ أَمردٌ يا أبا القاسمِ
في حينِ وُدُّ غيريَ مُسْلِف

لستُ استحسن الرِّبا في سوى الود
فأجزي مِثلاً بمثلٍ وأُضعِف

ولئن كان في كتابي تراخٍ
وتراخي الكتاب بالودِّ مُجحِف

فالتماسُ الجواب ضرب من التث
قيلِ عندي وعادتي أن أُخفِّف

يا أبا القاسم الذي ناظرُ الشو
قَ إليه مُحَدَّدٌ ليس يَطرِف

يا شهابَ الكتّاب أستشهدُ الخل
قَ على ما أَقولُ فيك وأَحلف

أَمنَ الصخر أنت تَنحتُ ألفا
ظَكَ في الكتب أم من البحر تغرف

كُلنا الدرَّ من كلامك نَستخ
رجٌ والزهرَ من كلامك نَقطِف

قد ألفتَ الإسراف في الجود حتى
خلتَ من كان مُسرفاً غيرَ مُسرف

فلذا أنت في الكلام رفيقٌ
فإذا جُدتَ جدت كالمتعجرف

مُتلفٌ مُخلفٌ وما اتصل الأت
لافُ من متلفٍ فليس بمخلِف

الأديبُ اللبيبُ أنت وأنت ال
متأتّي الملاطفُ المتلطِّف

السخيُّ الطباعِ لا المتساخي
والظريفُ النِّجارِ لا المتظرِّف

جارَ دهرٌ نأى بشخصِكَ عنّي
وعسى الدهرُ بعدما جارَ يُنْصِف

وأخي مدركٌ فنفسي التي أح
نو عليها وأَنحني وأرفرف

زار مصراً وهاتفٌ باسمِ مصرٍ
من أقاصي البلادِ باسمكَ يَهْتِف

وهو يرجو الإِسعافَ عندك والعط
فَ وما زلتَ مسعفاً متعطف

وإذا ما أَسعفتَ مستسعِفاً بي
قلتُ أم لم أَقل فإنِّيَ تُسعِف

أنا إِما خَلَفتني فيه بالح
نى ولم أَجْزِ عاجزٌ متخلِّف

وانتظاري لما يؤوبُ به عن
ك انتظارُ المستشرف المتشوِّف

قد جرى الشكرُ قبل أن تجريَ النع
مةُ يا من إليه ذو الشكر يُوجِف

وسبيلي أن لا أُكافئَ بالش
كر على نعمة ولكن أُسلِّف


الصنوبري

الحمدان 06-30-2024 06:34 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عليُّ يا مَنْ عُلاهُ فَوْقَ ما أَصِفُ
لا تعتذرْ إِنني بالعُذْرِ مُعتَرِفُ

أنت الذي صِحَّةُ الآدابِ صِحَّتُهُ
فإن تَشَكَّى تشكَّى المجدُ والشَّرف

إذا اشتكيتَ فما الشكوى بضائرةٍ
تأتي فَتُعْقِبُ أَجراً ثم تَنْصَرِف

وأنجمُ الليل ما تنفكُّ يسترُها
سِتْرُ الغمامِ قليلاً ثم تَنْكَشِف

والبدرُ يلمسُهُ كفُّ المحاقِ فلا
يضرُّهُ لَمْسُها والشمسُ تنكف

لله قافِيةٌ أَهْدَيْتَها كلفاً
بودِّ ذي كَلَفٍ ما بَعْدَهُ كَلَف

فائيةٌ صَغُرَتْ في قلْب سامعها
استقبلَ الحيُّ بطنَ البِشْرِ أم عسفوا

أَحْبِبْ بها تُحْفَةً لو لم تكن ضَمِنَتْ
شكوى عواقِبُها للمشتكي تُحَف

قَصَفْتَ ظهري ببيتٍ قلت آخرَه
تكادُ مني قناةُ الظَّهْرِ تَنْقَصِف

بل يرْفُقُ اللهُ بالآمالِ فيك فلا
ينالُها بكَ لا عَسْفٌ ولا عُنُف

ويُنْصِفُ الدهرُ حتى لا تزال تُرى
كالبدر ليلةَ كاد الشهرُ يَنْتَصِف

مجدٌ أبوك أبو إِسحاق أَوَّلُهُ
والمجدُ سيَّانِ فيه الأصْلُ والطَّرَف

تصفو خلائقُ أيامِ الزمان بكم
إذ الخلائقُ فيها التمرُ والحَشَف

ويكتسي الدهرُ من عُجْبٍ بكمْ صَلَفاً
وليس من شأنه عُجْبٌ ولا صَلَف

ماذا أقولُ لمن شخصُ العلى بهمُ
بالحلمِ مؤتزرٌ بالحلمِ مُلْتَحِف

مَن حُبُّ أل رسولِ الله دينُهُمُ
دينٌ به عُرفوا في الناس مذ عُرفوا

وكلُّ وصفٍ جميلٍ ظلَّ مفترقاً
في الناس متَّفِقٌ فيهم ومؤتلف

أبا محمدٍ الماضي إلى أمَدٍ
من المكارم كلٌّ دونه يَقف

إن عُروَتي من بني بُسطامٍ انفصَمت
فأنت لي من بني بُسطامٍ الخَلَف

أَكرم بعمٍّ وخالٍ قمتَ بينهما
كما تقومُ على تَعديلها الألِف

أَهلُ الرياسة بل أهلُ السياسة لم
يخِلطْ سياسَتَهم زَيغٌ ولا جنف

كأن أقلامَهم فيمن يخالِفُهُم
سُمرٌ وبيضٌ خلالَ النَّقع تختلف

بلغتَ أقصى العلى قبل البلوغ لقد
أسرفْتَ حيث لعمري يُحمَد السَّرف

أعتدُّ إحدى وعشرٍ من سنيك مَضت
أدركتَ في الفخر ما لا يُدرِك السلف

أنشأَتَ تنظمُ شعراً لا تزال تعي ال
أسماعُ من درِّه ما لا تعي الصَّدَف

في كلَّ يوم لنا من روضه زَهَرٌ
لكنه زَهَرٌ بالفهم يُقتطَف

إذا تُصُفِّحَ لم نَملُلْ تصفُّحَه
لا كالذي صحَّفتْ ألفاظه الصحف

لله أنت صغيرٌ عقلهُ جَبلٌ
لله أنت صبيّاً حلُمه نَصَف

في كلِّ حبل من الآداب محتطِبٌ
من كل بحر من الآداب تَغترف

فاسلم فليس على شيء سواك إذا
سلمتَ نفديك لا غمٌّ ولا أَسف


الصنوبري
العصر العباسي

الحمدان 06-30-2024 07:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني
بَصَري وَفِيَّ لِمُصلِحٍ مُستَمتِعُ

فَلَئِن هَلَكتُ لَقَد بَنَيتُ مَساعِياً
تَبقى لَكُم مِنها مَآثِرُ أَربَعُ

ذِكرٌ إِذ ذُكِرَ الكِرامُ يَزينُكُم
وَوِراثَةُ الحَسَبِ المُقَدَّمِ تَنفَعُ

وَمَقامُ أَيّامٍ لَهُنَّ فَضيلَةٌ
عِندَ الحَفيظَةِ وَالمَجامِعُ تَجمَعُ

وَلُهىً مِنَ الكَسبِ الَّذي يُغنيكُمُ
يَوماً إِذا اِختَصَرَ النُفوسَ المَطمَعُ

وَنَصيحَةٌ في الصَدرِ صادِرَةٌ لَكُم
ما دُمتُ أُبصِرُ في الرِجالِ وَأَسمَعُ

أوصيكُمُ بِتُقى الإِلَهِ فَإِنَّهُ
يُعطي الرَغائِبِ مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ

وَبِبِرِّ والِدِكُم وَطاعَةِ أَمرِهِ
إِنَّ الأَبَرَّ مِنَ البَنينَ الأَطوَعُ

إِنَّ الكَبيرَ إِذا عَصاهُ أَهلُهُ
ضاقَت يَداهُ بِأَمرِهِ ما يَصنَعُ

وَدَعوا الضَغينَةَ لا تَكُن مِن شَأنِكُم
إِنَّ الضَغائِنَ لِلقَرابَةِ توضِعُ

وَاِعصوا الَّذي يُزجي النَمائِمَ بَينَكُم
مُتَنَصِّحاً ذاكَ السَمامُ المُنقَعُ

يُزجي عَقارِبَهُ لِيَبعَثَ بَينَكُم
حَرباً كَما بَعثَ العُروقَ الأَخدَعُ

حَرّانَ لا يَشفي غَليلَ فُؤادِهِ
عَسَلٌ بِماءٍ في الإِناءِ مُشَعشَعُ

لا تَأمَنوا قَوماً يَشِبُّ صَبِيُّهُم
بَينَ القَوابِلِ بِالعَداوَةِ يُنشَعُ

فَضِلَت عَداوَتُهُم عَلى أَحلامِهِم
وَأَبَت ضِبابُ صُدورِهِم لا تُنزَعُ

قَومٌ إِذا دَمَسَ الظَلامُ عَلَيهِمُ
حَدَجوا قَنافِذَ بِالنَميمَةِ تَمزَعُ

أَمثالَ زَيدٍ حينَ أَفسَدَ رَهطَهُ
حَتّى تَشَتَّتَ أَمرُهُم فَتَصَدَّعوا

إِنَّ الَّذينَ تَرَونَهُم إِخوانَكُم
يَشفي غَليلَ صُدورِهِم أَن تُصرَعوا

وَثَنِيَّةٍ مِن أَمرِ قَومٍ عَزَّةٍ
فَرَجَت يَدايَ فَكانَ فيها المَطلَعُ

وَمَقامِ خَصمٍ قائِمٍ ظَلِفاتُهُ
مَن زَلَّ طارَ لَهُ ثَناءٌ أَشنَعُ

أَصدَرتُهُم فيهِ أُقَوِّمُ دَرأَهُم
عَضَّ الثِقافِ وَهُم ظِماءٌ جُوَّعُ

فَرَجَعتُم شَتّى كَأَنَّ عَميدَهُم
في المَهدِ يَمرُثُ وَدعَتَيهِ مُرضَعُ

وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ قَصري حُفرَةٌ
عَبراءُ يَحمِلُني إِلَيها شَرجَعُ

فَبَكى بَناتي شَجوَهُنَّ وَزَوجَتي
وَالأَقرَبونَ إِلَيَّ ثُمَّ تَصَدَّعوا

وَتُرِكتُ في غَبراءَ يُكرَهُ وِردُها
تَسفي عَلَيَّ الريحُ حينَ أُوَدَّعُ

فَإِذا مَضَيتُ إِلى سَبيلي فَاِبعَثوا
رَجُلاً لَهُ قَلبٌ حَديدٌ أَصمَعُ

إِنَّ الحَوادِثَ يَختَرِمنَ وَإِنَّما
عُمرُ الفَتى في أَهلِهِ مُستَودَعُ

يَسعى وَيَجمَعُ جاهِداً مُستَهتِراً
جِدّاً وَلَيسَ بِآكِلٍ ما يَجمَعُ

حَتّى إِذا وافى الحِمامُ لَوقَتِهِ
وَلِكُلِّ جَنبٍ لا مَحالَةَ مَصرَعُ

نَبَذوا إِلَيهِ بِالسَلامِ فَلَم يُجِب
أَحَداً وَصَمَّ عَنِ الدُعاءِ الأَسمَعُ


عبده بن يزيد
المخضرمون

الحمدان 06-30-2024 07:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
شَرَيتُ الأُمورَ وَغالَيتُها
فَأَولى لَكُم يا بَني الأَعرَجِ

تَدِبّونَ حَولَ رِكِيّاتِكُم
دَبيبَ القَنافِذِ في العَرفَجَ


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَدارَكتُ عَبدَ اللَةِ قَد ثُلَّ عَرشُهُ
وَقَد عَلِقَت في كَفَّةِ الحابِلِ اليَدُ

سَمَوتُ لَهُ بِالرُكبِ حَتّى لَقيتُهُ
بِتيمارَ يَبكيهِ الحَمامُ المُغَرِّدُ


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما مَعَ أَنَّكَ يَومَ الوِردِ ذو لَغَطٍ
ضَخمُ الجُزارَةِ بِالَسلمَينِ وَكّارُ

تَكفي الوَليدَةَ في النادِيِّ مُؤتَزِراً
فَاِحلُب فَإِنَّكَ حَلّابٌ وَصَرّارُ

ما كُنتَ أَوَّلَ ضَبٍّ صابَ تَلعَتَهُ
غَيثٌ فَأَمرَعَ وَاِستَرخَت بِهِ الدارُ

أَنتَ الَّذي لا نُرَجّي نَيلَهُ أَبَداً
جَلدُ النَدى وَغَداةَ الرَوعِ خَوّارُ

تَدعو بُنَيَّيكَ عَبّاداً وَحَذيَمَةً
فا فَأرَةٍ شَجَّها في الجُحرِ مِحفارُ


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِن كُنتَ تَجهَلُ مَسعاتي فَقَد عَلِمَت
بَنو الحَوَيرِثِ مَسعاتي وَتَكراري

وَالحَيُّ يَومَ أُشَيٍّ إِذ أَلَمَّ بِهِم
يَومٌ مِنَ الدَهرِ إِنَّ الدَهرَ مَرّارُ

لَولا يَجودَةُ وَالحَيُّ الَّذينَ بِها
أَمسى المَزالِفُ لا تَذكو بِها نارُ


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَذَكَّر ساداتُنا أَهلَهُم
وَخافوا عُمانَ وَخافوا قَطَر

وَخافوا الرَواطي إِذا عَرَّضَت
مَلاحِسَ أَولادِهِنَّ البَقَر


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خَليلَيَّ ما أَنصَفتُما إِذ وَجَدتُما
بِذي الأَثلِ داراً ثُمَّ لا تَقِفانِ

وَلَو كُنتُما مِثلي إِذاً لَوَقَفتُما
عَلى الرَبعِ أَو وَجدي الَّذي تَجِدانِ

فَلا تَقبَلَنَّ الدَهرَ مِن ذي خَلاخِلٍ
حَديثاً وَلا تُؤمِن لَها بِأَمانِ


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ قَيسَ بنَ عاصِمٍ
وَرَحمَتُهُ ما شاءَ أَن يَتَرَحَّما

تَحِيَّةَ مَن أَلبَستَهُ مِنكَ نِعمَةً
إِذا زارَ عَن شَحطٍ بِلادَكَ سَلَّما

فَما كانَ قَيسٌ هُلكُهُ هُلكُ واحِدٍ
وَلَكِنَّهُ بُنيانُ قَومٍ تَهَدَّما


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا أُمَّ عَمرٍو لا تَجُدّي صُرمَنا
وَكَيفَ تَصرِمينَ حَبلَ مَن يَصِل

وَذاكَ جَهلٌ بِكِ إِلّا أَنَّنا
قاتِلُنا حُبُّكِ إِن حُبٌّ قَتَل

باكَرني بِسُخرَةٍ عَواذِلي
وَلَومُهُنَّ خَبَلٌ مِنَ الخَبَل

يَلُمنَني في حاجَةٍ ذَكَرتُها
في عَصرِ أَزمانٍ وَدَهرٍ قَد نَسَل


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي
يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا

وَلَكِن أَخوكَ النائِي ما كُنتَ آمِناً
وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خَليلَيَّ ما أَنصَفتُما إِذ وَجَدتُما
بِذي الأَثلِ داراً ثُمَّ لا تَقِفانِ

وَلَو كُنتُما مِثلي إِذاً لَوَقَفتُما
عَلى الرَبعِ أَو وَجدي الَّذي تَجِدانِ

فَلا تَقبَلَنَّ الدَهرَ مِن ذي خَلاخِلٍ
حَديثاً وَلا تُؤمِن لَها بِأَمانِ


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَيرانَةٌ كَأَتانِ الضَحلِ ناجِيَةٌ
إِذا تَرقَّصُ بِالقَوزِ العَساقيلُ

مِن دونِها لِعِتاقِ العيسِ إِن طَلَبَت
خَبتٌ بَعيدٌ نِياطُ الماءِ مَجهولُ


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هَل حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ
أَم أَنتَ عَنها بَعيدُ الدارِ مَشغولُ

حَلَّت خُوَيلَةُ في دارٍ مُجاوِرَةً
أَهلَ المَدائِنِ فيها الديكُ وَالفيلُ

يُقارِعونَ رُؤوسَ العُجمِ ضاحِيَةً
مِنهُم فَوارِسُ لا عُزلٌ وَلا ميلُ

فَخامَرَ القَلبَ مِن تَرجيعِ ذِكرَتِها
رَسٌّ لَطيفٌ وَرَهنٌ مِنكَ مَكبولُ

رَسٌّ كَرَسِّ أَخي الحُمّى إِذا غَبَرَت
يَوماً تَأَوَّبَهُ مِنها عَقابيلُ

وَلِلأَحِبَّةِ أَيّامٌ تَذَكَّرُها
وَلِلنَوى قَبلَ يَومِ البَينِ تَأويلُ

إِنَّ الَّتي ضَرَبَت بَيتاً مُهاجِرَةً
بِكوفَةِ الجُندِ غالَت وُدَّها غولُ

فَعَدِّ عَنها وَلا تَشغَلكَ عَن عَمَلٍ
إِنَّ الصَبابَةَ بَعدَ الشَبِّ تَضليلُ

بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ دَوسَرَةٍ
فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ

عَنسٍ تُشيرُ بِقِنوانٍ إِذا زُحِرَت
مِن خَصبَةٍ بَقِيَت فيها شَعاليلُ

قَرواءَ مَقذوفَةٍ بِالنَحضِ يَشعَفُها
فَرطُ المِراحِ إِذا كَلَّ المَراسيلُ

وَما يَزالُ لَها شَأوٌ يُوَقِّرُهُ
مُحَرَّفٌ مِن سُيورِ الغَرفِ مَجدولُ

إِذا تَجاهَدَ سَيرُ القَومِ في شَرَكٍ
كَأَنَّهُ شَطَبٌ بِالسَروِ مَرمولُ

نَهجٍ تَرى حَولَهُ بَيضَ القَطا قُبَصاً
كَأَنَّهُ بِالأَفاحيصِ الحَواجيلُ

حَواجِلٌ مُلِئَت زَيتاً مُجَرَّدَةً
لَيسَت عَلَيهِنَّ مِن خوصٍ سَواجيلُ

وَقَلَّ ما في أَساقي القَومِ فَاِنجَرَدوا
وَفي الأَداوى بَقِيّاتٌ صَلاصيلُ

وَالعيسُ تُدلَكُ دَلكاً عَن ذَخائِرِها
يُنحَزنَ مِنهُنَّ مَحجونٌ وَمركولُ

وَمُزجَياتٍ بِأَكوارٍ مُحَمًّلَةٍ
شَوارُهُنَّ خِلالَ القَومِ مَحمولُ

تَهدي الرِكابَ سَلوفٌ غَيرُ غافِلَةٍ
إِذا تَوَقَّدَتِ الحِزّانُ وَالميلُ

رَعشاءُ تَنهَضُ بِالذِفرى مُواكِبَةٌ
في مِرفَقَيها عَن الدَفَّينِ تَفتيلُ

عَيهَمَةٌ يُنتَحى في الأَرضِ مَنسِمُها
كَما اِنتَحى في أَديمِ الصَرفِ إِزميلُ

تَخدي بِهِ قُدُماً طَوراً وَتَرجِعُهُ
فَحَدُّهُ مِن وِلافِ القَبضِ مَفلولُ

تَرى الحَصى مُشفَتِرّاً عَن مَناسِمِها
كَما تُجَلجِلُ بِالوَغلِ الغَرابيلُ

كَأَنَّها يَومَ وِردِ القَومِ خامِسَةً
مُسافِرٌ أَشعَبُ الرَوقَينِ مَكحولُ

مُجتابُ نِصعٍ جَديدٍ فَوقَ نُقبَتِهِ
وَلِلقَوائِمِ مِن خالٍ سَراويلُ

مُسَفَّعُ الوَجهِ في أَرساغِهِ خَدَمٌ
وَفَوقَ ذاكَ إِلى الكَعبَينِ تَحجيلُ

باكَرَهُ قانِصٌ يَسعى بِأَكلُبِهِ
كَأَنَّهُ مِن صِلاءِ الشَمسِ مَملولُ

يَأوي إِلى سَلفَعٍ شَعثاءَ عارِيَةٍ
في حِجرِها تَولَبٌ كَالقِردِ مَهزولُ

يُشلي ضَوارِيَ أَشباهاً مُجَوَّعَةً
فَلَيسَ مِنها إِذا أُمكِنَّ تَهليلُ

يَتبَعنَ أَشعَثَ كَالسِرحانِ مُنصَلِتاً
لَهُ عَلَيهِنَّ قَيدَ الرُمحِ تَمهيلُ

أَورَدتُهُ القَومَ قَد رانَ النُعاسُ بِهِم
فَقُلتُ إِذ نَهِلوا مِن جَمِّهِ قيلوا

حَدَّ الظَهيرَةِ حَتّى تَرحَلوا أُصُلاً
إِنَّ السِقاءَ لَهُ رَمٌّ وَتَبليلُ

لَمّا وَرَدنا رَفَعنا ظِلَّ أَردِيَةٍ
وَفارَ بِاللَحمِ لِلقَومِ المَراجيلُ

وَرداً وَأَشقَرَ لَم يُنهِئهُ طابِخُهُ
ما غَيَّرَ الغَليُ مِنهُ فَهوَ ماكولُ

ثُمِّتَ قُمنا إِلى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ
أَعرافُهُنَّ لِأَيدينا مَناديلُ

ثُمَّ اِرتَحَلنا عَلى عيسٍ مُخَدَّمَةٍ
يُزجي رَواكِعَها مَرنٌ وَتَنعِيلُ

يَدلَحنَ بِالماءِ في وُفرٍ مُخَرِّبَةٍ
مِنها حَقائِبُ رُكبانٍ وَمعدولُ

نَرجو فَواضِلَ رَبٍّ سَيبُهُ حَسَنٌ
وَكُلُّ خَيرٍ لَدَيهِ فَهوَ مَقبولُ

رَبٌّ حَبانا بِأَموالٍ مُخَوَّلَةٍ
وَكُلُّ شَيءٍ حَباهُ اللَهُ تَخويلُ

وَالمَرءُ ساعٍ لِأَمرٍ لَيسَ يُدرِكُهُ
وَالعَيشُ شُحٌّ وَإِشفاقٌ وَتَأميلُ

وَعازِبٍ جادَهُ الوَسمِيُّ في صَفَرٍ
تَسري الذِهابُ عَلَيهِ فَهوَ مَوبولُ

وَلَم تَسَمَّع بِهِ صَوتاً فَيُفزِعَها
أَوابِدُ الرُبدِ وَالعينُ المَطافيلُ

كَأَنَّ أَطفالَ خيطانِ النَعامِ بِهِ
بَهمٌ مُخالِطُهُ الحَفّانُ وَالحولُ

أَفزَعتُ مِنهُ وُحوشاً وَهيَ ساكِنَةٌ
كَأَنَّها نَعَمٌ في الصُبحِ مَشلولُ

بِساهِمِ الوَجهِ كَالسِرحانِ مُنصَلِتٍ
طِرفٍ تَكامَلَ فيهِ الحُسنُ وَالطولُ

خاظي الطَريقَةِ عُريانٍ قَوائِمُهُ
قَد شَفَّهُ مِن رُكوبِ البَردِ تَذبيلُ

كَأَنَّ قُرحَتَهُ إِذ قامَ مُعتَدِلاً
شَيبٌ يُلَوَّحُ بِالحِنّاءِ مَغسولُ

إِذا أُبِسَّ بِهِ في الأَلفِ بَرَّزَهُ
عوجٌ مُرَكَّبَةٌ فيها بَراطيلُ

يَغلو بِهِنَّ وَيَثني وَهوَ مُقتَدِرٌ
في كَفتِهِنَّ إِذا اِستَرغَبنَ تَعجيلُ

وَقَد غَدَوتُ وَقَرنُ الشَمسِ مُنفَتِقٌ
وَدونَهُ مِن سَوادِ اللَيلِ تَجليلُ

إِذ أَشرَفَ الديكُ يَدعو بَعضَ أُسرَتِهِ
لَدى الصَباحِ وَهُم قَومٌ مَعازيلُ

إِلى التِجارِ فَأَعداني بِلِذَّتِهِ
رِخوُ الإِزارِ كَصَدرِ السَيفِ مَشمولُ

خِرقٌ يَجِدُّ إِذا ما الأَمرُ جَدَّ بِهِ
مُخالِطُ اللَهوِ وَاللَذّاتِ ضِلّيلُ

حَتّى اِتَّكَأنا عَلى فُرشٍ يُزَيِّنُها
مِن جَيِّدِ الرَقمِ أَزواجٌ تَهاويلُ

فيها الدَجاجُ وَفيها الأُسدُ مُخدِرَةً
مِن كُلِّ شَيءٍ يُرى فيها تَماثيلُ

في كَعبَةٍ شادَها بانٍ وَزَيَّنَها
فيها ذُبالٌ يُضيءُ اللَيلَ مَفتولُ

لَنا أَصيصٌ كَجِذمِ الحَوضِ هَدَّمَهُ
وَطءُ العِراكِ لَدَيهِ الزِقُّ مَغلولُ

وَالكوبُ أَزهَرُ مَعصوبٌ بِقُلَّتِهِ
فَوقَ السِياعِ مِنَ الرَيحانِ إِكليلُ

مُبَرَّدٌ بِمِزاجِ الماءِ بَينَهُما
حُبٌّ كَجَوزِ حِمارِ الوَحشِ مَبزولُ

وَالكوبُ مَلآنُ طافٍ فَوقَهُ زَبَدٌ
وَطابَقُ الكَبشِ في السَفّودِ مَخلولُ

يَسعى بِهِ مِنصَفٌ عَجلانُ مُنتَطِقٌ
فَوقَ الخِوانِ وَفي الصاعِ التَوابيلُ

ثُمَّ اِصطَبَحتُ كُمَيتاً قَرقَفاً أُنُفاً
مِن طَيِّبِ الراحِ وَاللَذّاتُ تَعليلُ

صِرفاً مِزاجاً وَأَحياناً يُعَلِّلُنا
شِعرٌ كَمُذهَبَةِ السَمّانِ مَحمولُ

تُذري حَواشِيَهُ جَيداءُ آنِسَةٌ
في صَوتِها لِسَماعِ الشَربِ تَرتيلُ

تَغدو عَلَينا تُلَهّينا وَنُصفِدُها
تُلقى البُرودُ عَلَيها وَالسَرابيلُ



عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 07:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كَأَنَّ اِبنَةَ الزَيدِيِّ يَومَ لَقيتُها
هُنَيدَةَ مَكحولُ المَدامِعِ مُرشِقُ

تُراعي خَذولاً يَنفُضُ المُردَ شادِناً
تَنوشُ مِنَ الضالِ القِذافَ وَتَعلَقُ

وَقُلتُ لَهُ يَوماً بَوادي مَبايِضٍ
أَلا كُلُّ عانٍ غَيرَ عانيكَ يُعتَقُ

يُصادِفُ يَوماً مِن مَليكٍ سَماحَةً
فَيَأخُذُ عَرضَ المالِ أَو يَتَصَدَّقُ

وَذَكَّرَنيها بَعدَ ما قَد نَسيتُها
دِيارٌ عَلَيها وابِلٌ مُتَبَعِّقُ

بِأَكنافِ شَمّاتٍ كَأَنَّ رُسومَها
قَضيمُ صَناعٍ في أَديمٍ مُنَمَّقُ

وَقَفتُ بِها وَالشَمسُ دونَ مَغيبِها
قَريباً وَهاجَ الشَوقُ مَن يَتَشَوَّقُ

قَليلاً فَلَما اِستَعجَمَت عَن جَوابِنا
تَعَزَّيتُ عَنها وَالدُموعُ تَرَقرَقُ

فَلا الدارُ تُدنيها لَنا غَيرَ فَينَةٍ
وَلا حُبُّها عَن شاحِطِ النَأيِ يُخلِقُ


عبده بن يزيد

الحمدان 06-30-2024 08:00 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني
بَصَري وَفِيَّ لِمُصلِحٍ مُستَمتِعُ

فَلَئِن هَلَكتُ لَقَد بَنَيتُ مَساعِياً
تَبقى لَكُم مِنها مَآثِرُ أَربَعُ

ذِكرٌ إِذ ذُكِرَ الكِرامُ يَزينُكُم
وَوِراثَةُ الحَسَبِ المُقَدَّمِ تَنفَعُ

وَمَقامُ أَيّامٍ لَهُنَّ فَضيلَةٌ
عِندَ الحَفيظَةِ وَالمَجامِعُ تَجمَعُ

وَلُهىً مِنَ الكَسبِ الَّذي يُغنيكُمُ
يَوماً إِذا اِختَصَرَ النُفوسَ المَطمَعُ

وَنَصيحَةٌ في الصَدرِ صادِرَةٌ لَكُم
ما دُمتُ أُبصِرُ في الرِجالِ وَأَسمَعُ

أوصيكُمُ بِتُقى الإِلَهِ فَإِنَّهُ
يُعطي الرَغائِبِ مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ

وَبِبِرِّ والِدِكُم وَطاعَةِ أَمرِهِ
إِنَّ الأَبَرَّ مِنَ البَنينَ الأَطوَعُ

إِنَّ الكَبيرَ إِذا عَصاهُ أَهلُهُ
ضاقَت يَداهُ بِأَمرِهِ ما يَصنَعُ

وَدَعوا الضَغينَةَ لا تَكُن مِن شَأنِكُم
إِنَّ الضَغائِنَ لِلقَرابَةِ توضِعُ

وَاِعصوا الَّذي يُزجي النَمائِمَ بَينَكُم
مُتَنَصِّحاً ذاكَ السَمامُ المُنقَعُ

يُزجي عَقارِبَهُ لِيَبعَثَ بَينَكُم
حَرباً كَما بَعثَ العُروقَ الأَخدَعُ

حَرّانَ لا يَشفي غَليلَ فُؤادِهِ
عَسَلٌ بِماءٍ في الإِناءِ مُشَعشَعُ

لا تَأمَنوا قَوماً يَشِبُّ صَبِيُّهُم
بَينَ القَوابِلِ بِالعَداوَةِ يُنشَعُ

فَضِلَت عَداوَتُهُم عَلى أَحلامِهِم
وَأَبَت ضِبابُ صُدورِهِم لا تُنزَعُ

قَومٌ إِذا دَمَسَ الظَلامُ عَلَيهِمُ
حَدَجوا قَنافِذَ بِالنَميمَةِ تَمزَعُ

أَمثالَ زَيدٍ حينَ أَفسَدَ رَهطَهُ
حَتّى تَشَتَّتَ أَمرُهُم فَتَصَدَّعوا

إِنَّ الَّذينَ تَرَونَهُم إِخوانَكُم
يَشفي غَليلَ صُدورِهِم أَن تُصرَعوا

وَثَنِيَّةٍ مِن أَمرِ قَومٍ عَزَّةٍ
فَرَجَت يَدايَ فَكانَ فيها المَطلَعُ

وَمَقامِ خَصمٍ قائِمٍ ظَلِفاتُهُ
مَن زَلَّ طارَ لَهُ ثَناءٌ أَشنَعُ

أَصدَرتُهُم فيهِ أُقَوِّمُ دَرأَهُم
عَضَّ الثِقافِ وَهُم ظِماءٌ جُوَّعُ

فَرَجَعتُم شَتّى كَأَنَّ عَميدَهُم
في المَهدِ يَمرُثُ وَدعَتَيهِ مُرضَعُ

وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ قَصري حُفرَةٌ
عَبراءُ يَحمِلُني إِلَيها شَرجَعُ

فَبَكى بَناتي شَجوَهُنَّ وَزَوجَتي
وَالأَقرَبونَ إِلَيَّ ثُمَّ تَصَدَّعوا

وَتُرِكتُ في غَبراءَ يُكرَهُ وِردُها
تَسفي عَلَيَّ الريحُ حينَ أُوَدَّعُ

فَإِذا مَضَيتُ إِلى سَبيلي فَاِبعَثوا
رَجُلاً لَهُ قَلبٌ حَديدٌ أَصمَعُ

إِنَّ الحَوادِثَ يَختَرِمنَ وَإِنَّما
عُمرُ الفَتى في أَهلِهِ مُستَودَعُ

يَسعى وَيَجمَعُ جاهِداً مُستَهتِراً
جِدّاً وَلَيسَ بِآكِلٍ ما يَجمَعُ

حَتّى إِذا وافى الحِمامُ لَوقَتِهِ
وَلِكُلِّ جَنبٍ لا مَحالَةَ مَصرَعُ

نَبَذوا إِلَيهِ بِالسَلامِ فَلَم يُجِب
أَحَداً وَصَمَّ عَنِ الدُعاءِ الأَسمَعُ


عبده بن يزيد
المخضرمون

الحمدان 06-30-2024 08:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لعمرك ما الدّنيا بدار بقاء
كفاك بدار الموت دار فناء

فلا تعشق الدّنيا أخيّ فإنّما
يرى عاشق الدّنيا بجهد بلاء

حلاوتها ممزوجة بمرارة
وراحتها ممزوجة بعناء

فلا تمش يوماً في ثياب مخيلة
فإنّك من طين خلقت وماء

لقلّ امرؤ تلقاه لله شاكراً
وقلّ امرؤ يرضى له بقضاء

وللّه نعماء علينا عظيمة
ولله إحسان وفضل عطاء

وما الدهر يوماً واحداً في اختلافه
وما كلّ أيام الفتى بسواء

وما هو إلاّ يوم بؤس وشدة
ويوم سرور مرّة ً ورخاء

وما كلّ ما لم أرج أحرم نفعه
وما كلّ ما أرجوه أهل رجاء

أيا عجبا للدهر لا بل لريبه
يخرّم ريب الدّهر كلّ إخاء

وشتّت ريب الدّهر كلّ جماعة
وكدّر ريب الدّهر كلّ صفاء

إذا ما خليلي حلّ في برزخ البلى
فحسبي به نأياً وبعد لقاء

أزور قبور المترفين فلا أرى
بهاءً وكانوا قبل أهل بهاء

وكلّ زمان واصل بصريمة
وكلّ زمان ملطف بجفاء

يعزّ دفاع الموت عن كلّ حيلة
ويعيا بداء الموت كلّ دواء

ونفس الفتى مسرورة بنمائها
وللنقص تنمو كلّ ذات نماء

وكم من مفدًّى مات لم ير أهله
حبوه ولا جادوا له بفداء

أمامك يا نومان دار سعادة
يدوم البقا فيها ودار شقاء

خلقت لإحدى الغايتين فلا تنم
وكن بين خوف منهما ورجاء

وفي النّاس شرّ لو بدا ما تعاشروا
ولكن كساه الله ثوب غطاء


ابو العتاهية

الحمدان 06-30-2024 10:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمِنكَ البَرقُ أَرقُبُهُ فَهاجا
فِبِتُّ إِخالُهُ دُهماً خَلاجا

تَكَلَّلَ في الغِمادِ فَأَرضُ لَيلى
ثَلاثاً لا أُبينُ لَهُ اِنفِراجا

فَما أَصحى هَمِيُّ الماءِ حَتّى
كَأَنَّ عَلى نَواحي الأَرضِ ساجا


ابو ذؤيب الهذلي
المخضرمون

الحمدان 06-30-2024 10:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وأَبلِغ لَدَيكَ مَعقِلَ بنَ خُوَيلِدٍ
مَلائِكَ يَهديها إِلَيكَ هُداتُها

عَلى إِثرِ أُخرى قَبلَ ذلِكَ قَد أَتَت
إِلَيكَ فَجاءَت مُقشَعِرّاً شَواتُها

وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ أَنَّكَ سَيِّدٌ
وَأَنَّكَ مِن دارٍ شَديدٍ حَصاتُها

فَلا تُتبِعِ الأَفعى يَدَيكَ تَنوشُها
وَدَعها إِذا ما غَيَّبَتها سَفاتُها

وَأَطفِىء وَلا توقِد وَلا تَكُ مِحضَأً
لِنارِ العُداةِ أَن تَطيرَ شَكاتُها

فَإِنَّ مِنَ القَولِ الَّتي لا شَوى لَها
إِذا زَلَّ عَن ظَهرِ اللِسانِ اِنفِلاتُها

وَمَوقِعُها ضَخمٌ إِذا هِيَ أُرسِلَت
وَلَو كُفِتَت كانَت يَسيراً كِفاتُها

وَلَمّا تَطِب نَفسي بِإِرسالِها لَكُم
وَهَل يَنفَعَن نَفسي إِلَيكُم أَناتُها


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا لَيتَ شِعري هَل تَنظَّرَ خالِدٌ
عيادي على الهِجرانِ أَم هُوَ يائِسُ

فَلَو أَنَّني كُنتُ السَليمَ لَعُدتَني
سَريعاً وَلَم تَحبِسكَ عَنّي الكَوادِسُ

وَقَد أَكثَرَ الواشونَ بَيني وَبَينَهُ
كَما لَم يَغِب عَن غَيِّ ذُبيانَ داحِسُ

فَإِنّي عَلى ما كُنتَ تَعهَدُ بَينَنا
وَليدَينِ حَتّى أَنتَ أَشمَطُ عانِسُ

لِشانِئِهِ طولُ الضَراعَةِ مِنهُمُ
وَداءٌ قَد أَعيا بِالأَطِبّاءِ ناجِسُ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا هَل أَتى أُمَّ الحُوَيرِثِ مُرسَلٌ
نَعَم خالِدٌ إِن لَم تَعُقهُ العَوائِقُ

يُرى ناصِحاً فيما بَدا وَإِذا خَلا
فَذلِكَ سِكّينُ عَلى الحَلقِ حاذِقُ

وَقَد كانَ لي دَهراً قَديماً مُلاطِفاً
وَلَم تَكُ تُخشى مِن لَدَيهِ البَوائِقُ

وَكُنتُ إِذا ما الحَربُ ضُرَّسَ نابُها
لِجائِحَةٍ وَالحَينُ بِالناسِ لاحِقُ

وَزافَت كَمَوجِ البَحرِ تَسمو أَمامَها
وَقامَت عَلى ساقٍ وَآنَ التَلاحُقُ

أَنوءُ بِهِ فيها فَيَأمَنُ جانِبي
وَلَو كَثُرَت فيها لَدَيَّ البَوارِقُ

وَلكِن فَتىً لَم تُخشَ مِنهُ فَجيعَةٌ
حَديثاً وَلا فيما مَضى أَنتَ وامِقُ

أَخٌ لَكَ مَأمونُ السَجِيّاتِ خِضرِمٌ
إِذا صَفَقَتهُ في الحُروبِ الصَوافِقُ

نُشَيبَةُ لَم توجَد لَهُ الدَهرَ عَثرَةٌ
يَبوحُ بِها في ساحَةِ الدارِ ناطِقُ

نَماهُ مِن الحَيَّينِ قِردٍ وَمازِنٍ
لُيوثٌ غَداةَ البَأسِ بيضُ مَصادِقُ

هُم رَجَعوا بِالعَرجِ وَالقَومُ شُهَّدُ
هَوازِنَ تَحدوها حُماةٌ بَطارِقُ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَساءَلتَ رَسمَ الدارِ أَم لَم تُسائِلِ
عَنِ السَكنِ أَم عَن عَهدِهِ بِالأَوائِلِ

لِمَن طَلَلٌ بِالمُنتَضى غَيرُ حائِلِ
عَفا بَعدَ عَهدٍ مِن قِطارٍ وَوابِلِ

عَفا بَعدَ عَهدِ الحَيِّ مِنهُم وَقَد يُرى
بِهِ دَعسُ آثارٍ وَمَبرَكُ جامِلِ

عَفا غَيرَ نُؤيِ الدارِ ما إِن أُبينُهُ
وَأَقطاعِ طُفيٍ قَد عَفَت في المَعاقِلِ

وَإِنَّ حَديثاً مِنكِ لَو تَبذُلينَهُ
جَنى النَحلِ في أَلبانِ عوذٍ مَطافِلِ

مُطافيلَ أَبكارٍ حَديثٍ نِتاجُها
تُشابُ بِماءٍ مِثلَ ماءِ المَفاصِلِ

رَآها الفُؤادُ فَاِستُضِلَّ ضَلالُهُ
نِيافاً مِنَ البيضِ الحِسانِ العَطابِلِ

فَإِن وَصَلَت حَبلَ الصَفاءِ فَدُم لَها
وَإِن صَرَمَتهُ فَاِنصَرِم عَن تَجامُلِ

لَعَمري لِأَنتَ البيتُ أُكرِمُ أَهلَهُ
وَأَجلِسُ في أَفيائِهِ بِالأَصائِلِ

وَما ضَرَبٌ بَيضاءُ يَأوي مَليكُها
إَلى طُنُفٍ أَعيا بِراقٍ وَنازِلِ

تُهالُ العُقابُ أَن تَمُرَّ بَريدِهِ
وَتَرمي دُروءٌ دونَهُ بِالأَجادِلِ

تَنَمّى بِها اليَعسوبُ حَتّى أَقَرَّها
إِلى مَألَفٍ رَحبِ المَباءَةِ عاسِلِ

فَلَو كانَ حَبلٌ مِن ثَمانينَ قامَةً
وَسَبعينَ باعاً نالَها بِالأَنامِلِ

تَدَلّى عَلَيها بِالحِبالِ مُوَثِّقاً
شَديدَ الوَصاةِ نابِلٌ وَاِبنُ نابِلِ

إِذا لَسَعَتهُ الدَبرُ لَم يَرجُ لَسعَها
وَخالَفَها في بَيتِ نوبٍ عَواسِلِ

فَحَطَّ عَلَيها وَالضُلوعُ كَأَنَّها
مِنَ الخَوفِ أَمثالُ السِهامِ النَواصِلِ

فَشَّرجَها مِن نُطفَةٍ رَجَبِيَّةٍ
سُلاسِلَةٍ مِن ماءِ لِصبٍ سُلاسِلِ

بِماءٍ شُنانٍ زَعزَعَت مَتنَهُ الصَبا
وَجادَت عَلَيهِ ديمَةٌ بَعدَ وابِلِ

بِأَطيَبَ مِن فيها إِذا جِئتَ طارِقاً
وَأَشهى إِذا نامَت كِلابُ الأَسافِلِ

وَيَأشِبُني فيها الأولاءِ يَلونَها
وَلَو عَلِموا لَم يَأشِبوني بِطائِلِ

وَلَو كانَ ما عِندَ اِبنِ بُجرَةَ عِندَها
مِنَ الخَمرِ لَم تَبلُل لَهاتي بَناطِلِ

فَتِلكَ الِّتي لا يَبرَحُ القَلبَ حُبُّها
وَلا ذِكرُها ما أَرزَمَت أُمُّ حائِلِ

وَحَتّى يَؤوبَ القارِظانِ كِلاهُما
وَيُنشَرَ في القَتلى كُلَيبٌ لِوائِلِ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَعاذِلُ إِنَّ الرُزءَ مِثلُ اِبنِ مالِكٍ
زُهَيرٍ وَأَمثالُ اِبنِ نَضلَةَ واقِدِ

وَمِثلُ السَدوسِيَّينِ سادا وَذَبذَبا
رِجالَ الحِجازِ مِن مَسودٍ وَسائِدِ

أَقَبّا الكُشوحِ أَبيَضانِ كِلاهُما
كَعالِيَةِ الخَطِّيِّ وارى الأَزانِدِ

أُعاذِلُ أَبقي لِلمَلامَةِ حَظَّها
إِذا راحَ عَنّي بِالجَلِيَّةِ عائِدي

فَقالوا تَرَكناهُ تَزَلزَلُ نَفسُهُ
إِذا أَسنَدوني أَو كَذا غَيرَ سانِدِ

وَقامَ بَناتي بِالنِعالِ حَواسِراً
وَأَلصَقنَ ضَربَ السِبتِ تَحتَ القَلائِدِ

يَوَدّونَ لَو يَفدونَني بِنُفوسِهِم
وَمَثنى الأَواقي وَالقِيانِ النَواهِدِ

وَقَد أَرسَلوا فُرّاطَهُم فَتَأَثَّلوا
قَليباً سَفاها كَالإِماءِ القَواعِدِ

مُطَأطَأَةً لَم يُنبِطوها وَإِنَّها
لَيَرضى بِها فُرّاطُها أُمَّ واحِدِ

قَضَوا ما قَضَوا مِن رَمِّها ثُمَّ أَقبَلوا
إِلَيَّ بِطاءَ المَشيِ غُبرَ السَواعِدِ

يَقولونَ لَمّا جُشَّتِ البِئرُ أَورِدوا
وَلَيسَ بِها أَدنى ذُفافٍ لِوارِدِ

فَكُنتُ ذَنوبَ البِئرِ لَمّا تَبَسَّلَت
وَسُربِلتُ أَكفاني وَوُسِّدتُ ساعِدي

أَعاذِلَ لا إِهلاكُ مالِيَ ضَرَّني
وَلا وَارِثي إِن ثُمَّرَ المالُ حامِدي


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَعَمرُكَ وَالمَنايا غالِباتٌ
لِكُلِّ بَني أَبٍ مِنها ذَنوبُ

لَقَد لاقى المَطِيَّ بِجَنبِ عُفرٍ
حَديثٌ لَو عَجِبتَ لَهُ عَجيبُ

أَرِقتُ لِذِكرِهِ مِن غَيرِ نَوبٍ
كَما يَهتاجُ مَوشِيٌّ ثَقيبُ

سَبِيٌّ مِن يَراعَتِهِ نَفاهُ
أَتِيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ وَلوبُ

إِذا نَزَلَت سَراةُ بَني عَدِيٍّ
فَسَلهُم كَيفَ ما صَعَهُم حَبيبُ

يَقولوا قَد وَجَدنا خَيرَ طِرفٍ
بِرُقيَةَ لا يُهَدُّ وَلا يَخيبُ

دَعاهُ صاحِباهُ حينَ خَفَّت
نَعامَتُهُم وَقَد حُفِزَ القُلوبُ

مَرَدٌّ قَد يَرى ما كانَ فيهِ
وَلكِن إِنَّما يُدعى النَجيبُ

فَأَلقى غِمدَهُ وَهَوى إِلَيهِم
كَما تَنقَضُّ خائِتَةٌ طَلوبُ

مُوَقَّفَةُ القَوادِمِ وَالذُنابى
كَأَنَّ سَراتَها اللَبَنُ الحَليبُ

نَهاهُم ثابِتٌ عَنهُ فَقالوا
تُعَيِّبُنا العَشائِرُ لَو يَؤوبُ

عَلى أَنَّ الفَتى الخُثَمِيَّ سَلّى
بِنَصلِ السَيفِ حاجَةَ مَن يَغيبُ

وَقالَ تَعَلَّموا أَن لا صَريخٌ
فَأُسمِعَهُ وَلا مَنجىً قَريبُ

وَأَن لا غَوثَ إِلّا مُرهَفاتٌ
مُسالاتٌ وَذو رُبَدٍ خَشيبُ

فَإِنَّكَ إِن تُنازِلُني تُنازَل
فَلا تَكذِبكَ بِالمَوتِ الكَذوبُ

كَأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسدِ تَرجٍ
يُنازِلُهُم لِنابَيهِ قَبيبُ

وَلكِن خَبِّروا قَومي بَلائي
إِذا ما اِسّاءَلَت عَنّي الشُعوبُ

وَلا تُخنوا عَلَيَّ وَلا تَشِطّوا
بِقَولِ الفَخرِ إِنَّ الفَخرَ حوبُ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَبى اللَهُ إِلّا أَن يُقيدَكَ بَعدَما
تَراءَيتُموني مِن قَريبٍ وَمَودِقِ

وَمِن بَعدِ ما أُنذِرتُمُ وَأَضاءَني
لِقابِسِكُم ضَوءُ الشِهابِ المَحَرِّقِ

فَأَعشَيتُهُ مِن بَعدِ ما راثَ عِشيُهُ
بِسَهمٍ كَسَيرِ الثابِرِيَّةِ لَهوَقِ

وَقُلتُ لَهُ هَل كُنتَ آنَستَ خالِداً
فَإِن كُنتَ قَد آنَستَهُ فَتَأَرًّقِ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما بالُ عَيني لا تَجِفُّ دُموعُها
كَثيرٌ تَشَكّيها قَليلٌ هُجوعُها

أُصيبَت بِقَتلى آلِ عَمرٍ وَنَوفَلٍ
وَبَعجَةَ فَاِختَلَّت وَراثَ رُجوعُها

إِذا ذَكَرَت قَتلى بِكَوساءَ أَشعَلَت
كَواهِيَةِ الأَخراتِ رَثٍّ صُنوعُها

وَكانوا السَنامَ اِجتُثَّ أَمسِ فَقَومُهُم
كَعَرّاءَ بَعدَ النَيِّ راثَ رَبيعُها


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَقائِلَةٍ ما كانَ حِذوَةُ بَعلِها
غَداتَئِذٍ مِن شاءِ قِردٍ وَكاهِلِ

تَوَقّى بِأَطرافِ القِرانِ وَعَينُها
كَعَينِ الحُبارى أَخطَأَتها الأَجادِلُ

رَدَدنا إِلى مَولىً بَنيها فَأَصبَحَت
تُعَدُّ بِها وَسطَ النِساءِ الأَرامِلِ

وَأَشعَثَ بَوشِىٍّ شَفَينا أُحاحَهُ
غَداتَئِذٍ ذي جَردَةٍ مُتَماحِلِ

أَهَمَّ بِنَيهِ صَيفُهُم وَشِتاؤُهُم
فَقالوا تَعَدَّ وَاِغزُ وَسطَ الأَراجِلِ

تَأَبَّطَ نَعلَيهِ وَشِقَّ فَريرِهِ
وَقالَ أَلَيسَ الناسُ دونَ حَفائِلِ

دَلَفتُ لَهُ تَحتَ الوَغى بِمُرِشَّةٍ
مُسَحسِحَةٍ تَعلو ظُهورَ الأَنامِلِ

كَأَنَّ اِرتِجازَ الجُعثُمِيّاتِ وَسطَهُم
نَوائِحُ يَجمَعنَ البُكا بِالأَزامِلِ

غَداةَ المُلَيحِ نَحنُ كَأَنَّنا
غَواشي مُضِرٍّ تَحتَ ريحٍ وَوابِلِ

رَمَيناهُمُ حَتّى إِذا اِربَثَّ أَمرُهُم
وَعادَ الرَصيعُ نُهيَةً لِلحَمائِلِ

عَلَوناهُمُ بِالمَشرَفِيِّ وَعُرِّيَت
نِصالُ السُيوفِ تَعتَلي بِالأَماثِلِ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صَبا صَبوَةً بَل لَجَّ وَهُوَ لَجوجُ
وَزالَت لَها بِالأَنعَمَينِ حُدوجُ

كَما زالَ نَخلٌ بِالعِراقِ مُكَمَّمٌ
أُمِرَّ لَهُ مِن ذي الفُراتِ خَليجُ

فَإِنَّكَ عَمري أَيَّ نَظرَةِ عاشِقٍ
نَظَرتَ وَقُدسٌ دونَنا وَدَجوجُ

إِلى ظُعُنٍ كَالدَومِ فيها تَزايُلٌ
وَهِزَّةُ أَجمالٍ لَهُنَّ وَسيجُ

غَدَونَ عَجالى وَاِنتَحَتهُنَّ خَزرَجٌ
مُعَفِّيَةٌ آثارَهُنَّ هَدوجُ

سَقى أُمَّ عَمروٍ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ
حَناتِمُ سودٌ ماؤُهُنَّ ثَجيجُ

تَرَوَّت بِماءِ البَحرِ ثُمَّ تَنَصَّبَت
عَلى حَبَشِيّاتٍ لَهُنَّ نَئيجُ

إِذا هَمَّ بِالإِقلاعِ هَبَّت لَهُ الصَبا
فَأَعقَبَ نَشءٌ بَعدَها وَخُروجُ

يُضىءُ سَناهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً
أَغَرَّ كَمِصباحِ اليَهودِ دَلوجُ

كَما نَوَّرَ المِصباحُ لِلعُجمِ أَمرَهُم
بُعَيدَ رُقادِ النائِمينَ عَريجُ

أَرِقتُ لَهُ ذاتَ العِشاءِ كَأَنَّهُ
مَخاريقُ يُدعى وَسطَهُنَّ خَريجُ

تُكَركِرُهُ نَجدِيَّةٌ وَتَمُدُّهُ
يَمانِيَةٌ فَوقَ البِحارِ مَعوجُ

لَهُ هَيدَبٌ يَعلو الشِراجَ وَهَيدَبٌ
مُسِفٌّ بِأَذنابِ التِلاعِ خَلوجُ

ضَفادِعُهُ غَرقى رِواءٌ كَأَنَّها
قِيانُ شُروبٍ رَجعُهُنَّ نَشيجُ

لِكُلِّ مَسيلٍ مِن تِهامَةَ بَعدَما
تَقَطَّعَ أَقرانُ السَحابِ عَجيجُ

كَأَنَّ ثِقالَ المُزنِ بَينَ تُضارِعٍ
وَشامَةَ بَركٌ مِن جُذامَ لَبيجُ

فَذلِكَ سُقيا أُمُّ عَمرٍ وَإِنَّني
لِما بَذَلَت مِن سَيبِها لَبَهيجُ

كَأَنَّ اِبنَةَ السَهمِيِّ دُرَّةُ قامِسٍ
لَها بَعدَ تَقطيعُ النُبوحِ وَهيجُ

بِكَفَّي رَقاحِيٍّ يُحِبُّ نَماءَها
فَيُبرِزُها لِلبَيعِ فَهِيَ فَريجُ

أَجازَ إِلَيها لُجَّةً بَعدَ لُجَّةٍ
أَزَلُّ كَغُرنوقِ الضُحولِ عَموجُ

فَجاءَ بِها ما شِئتَ مِن لَطَمِيَّةٍ
يَدومُ الفُراتُ فَوقَها وَيَموجُ

فَجاءَ بِها بَعدَ الكَلالِ كَأَنَّهُ
مِنَ الأَينِ مِحراسُ أَقَذُّ سَحيجُ

عَشِيِّةَ قامَت بِالفَناءِ كَأَنَّها
عَقيلَةُ نَهبٍ تُصطَفى وَتَغوجُ

وَصُبَّ عَلَيها الطيبُ حَتّى كَأَنَّها
أَسِيٌّ عَلى أُمِّ الدِماغِ حَجيجُ

كَأَنَّ عَلَيها بالَةً لَطَمِيَّةً
لَها مِن خِلالِ الدَأيَتَينِ أَريجُ

كَأَنَّ اِبنَةَ السَهمِيِّ يَومَ لَقيتُها
مُوَشَّحَةٌ بِالطُرَّتَينِ هَميجُ

بِأَسفَلِ ذاتِ الدَبرِ أُفرِدَ خَشفُها
فَقَد وَلِهَت يَومَينِ فَهيَ خَلوجُ

فَإِن تَصرِمي حَبلي وَإِن تَتَبَدَّلي
خَليلاً وَمِنهُم صالِحٌ وَسَميجُ

فَإِنّي صَبَرتُ النَفسَ بَعدَ اِبنِ عَنبَسٍ
وَقَد لَجَّ مِن ماءِ الشُؤونِ لَجوجُ

لِأُحسَبَ جَلداً أَو لِيُنبَأَ شامِتٌ
وَلِلشَّرِّ بَعدَ القارِعاتِ فُروجُ

فَذلِكَ أَعلى مِنكِ فَقداً لِأَنَّهُ
كَريمٌ وَبَطني بِالكِرامِ بَعيجُ

وَذلِكَ مَشبوحُ الذِراعَينِ خَلجَمٌ
خَشوفٌ بِأَعراضِ الدِيارِ دَلوجُ

ضَروبٌ لِهاماتِ الرِجالِ بِسَيفِهِ
إِذا حَنَّ نَبعٌ بَينَهُم وَشَريجُ

يُقَرِّبُهُ لِلمُستِضيفِ إِذا أَتى
جِراءٌ وَشَدٌّ كَالحَريقِ ضَريحُ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَيلُ أُمِّ قَتلى فَوَيقَ القاعِ مِن عُشَرٍ
مِن آلِ عُجرَةَ أَمسى جَدُّهُم هِصرا

كانَت أَرِبَّتَهُم بَهزٌ وَغَرَّهُمُ
عَقدُ الجِوارِ وَكانوا مَعشَراً غُدُرا

كانوا مَلاوِثَ فَاِحتاجَ الصِدّيقُ لَهُم
فَقدَ البِلادِ إِذا ما تُمِحلُ المَطَرا

لا تَأمَنَنَّ زُبالِيّاً بِذِمَّتِهِ
إِذا تَقَنَّعَ ثَوبَ الغَدرِ وَأتَزَرا


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا زَعَمَت أَسماءُ أَن لا أُحِبُّها
فَقُلتُ بَلى لَولا يُنازِعُني شُغلي

جَزَيتُكِ ضِعفَ الوُدِّ لِما شَكَيتِهِ
وَما إِن جَزاكِ الضِعفَ مِن أَحَدٍ قَبلي

لَعَمرُكَ ما عَيساءُ تَتبَعُ شادِناً
يَعِنُّ لَها بِالجِزعِ مِن نَخِبِ النَجلِ

إِذا هِيَ قامَت تَقشَعِرُّ شَواتُها
وَيُشرِقُ بَينَ الليتِ مِنها إِلى الصُقلِ

تَرى حَمَشاً في صَدرِها ثُمَّ إِنَّها
إِذا أَدبَرَت وَلَّت بِمُكتَنِزٍ عَبلِ

وَما أُمُّ خِشفٍ بِالعَلايَةِ تَرتَعي
وَتَرمُقُ أَحياناً مُخاتَلَةَ الحَبلِ

بِأَحسَنَ مِنها يَومَ قالَت كُلَيمَةً
أَتَصرِمُ حَبلي أَم تَدومُ عَلى الوَصلِ

فَإِن تَزعُميني كُنتُ أَجهَلُ فيكُم
فَإِنّي شَرَيتُ الحِلمَ بَعدَكِ بِالجَهلِ

وَقالَ صِحابي قَد غُبِنتَ وَخِلتُني
غَبَنتُ فَلا أَدري أَشَكلُهُمُ شَكلي

فَإِن تَكُ أُنثى في مَعَدٍّ كَريمَةً
عَلَينا فَقَد أُعطيتِ نافِلَةَ الفَضلِ

عَلى أَنَّها قالَت رَأَيتُ خُوَيلِداً
تَنَكَّرَ حَتّى عادَ أَسوَدَ كَالجِذلِ

فَتِلكَ خُطوبٌ قَد تَمَلَّت شَبابَنا
زَماناً فَتُبلينا الخُطوبُ وَما نُبلي

وَتُبلى الأُولى يَستَلئِمونَ عَلى الأولى
تَراهُنَّ يَومَ الرَوعِ كَالحِدَإِ القُبلِ

فَهُنَّ كَعِقبانِ الشُرَيفِ جَوانِحٌ
وَهُم فَوقَها مُستَلئِمو حَلَقِ الجَدلِ

مَنايا يُقَرِّبنَ الحُتوفَ لِأَهلِها
جِهاراً وَيَستَمتِعنَ بِالأَنَسِ الجَبلِ

وَمُفرِهَةٍ عَنسٍ قَدَرتُ لِرِجلِها
فَخَرَّت كَما تَتّابَعُ الريحُ بِالقَفلِ

لِحَيٍّ جِياعٍ أَو لِضَيفٍ مُحَوَّلٍ
أُبادِرُ ذِكرا أَن يُلَجَّ بِهِ قَبلي

رَوَيتُ وَلَم يَغرَم نَديمي وَحاوَلَت
بَني عَمِّها أَسماءُ أَن يَفعَلوا فِعلي

فَما فَضلَةٌ مِن أَذرِعاتٍ هَوَت بِها
مُذَكَّرَةٌ عَنسٌ كَهادِيَةِ الضَحلِ

سُلافَةُ راحٍ ضُمِّنَتها إِداوَةٌ
مُقيَرَّةٌ رِدفٌ لِآخِرَةِ الرَحلِ

تَزَوَّدَها مِن أَهلِ مِصرٍ وَغَزَّةٍ
عَلى جَسرَةٍ مَرفوعَةِ الذَيلِ وَالكِفلِ

فَوافى بِها عُسفانَ ثُمَّ أَتى بِها
مَجَنَّةَ تَصفو في القِلالِ وَلا تَغلي

فَرَّوحَها مِن ذي المَجازِ عَشِيَّةً
يُبادِرُ أَولى السابِقاتِ إِلى الحَبلِ

فَجِئنَ وَجاءَت بَينَهُنَّ وَإِنَّهُ
لَيَسمَحُ ذِفراها تَزَغَّمُ كَالفَحلِ

فَجاءَ بِها كَيما يُوافِيَ حِجَّةً
نَديمُ كِرامٍ غَيرُ نِكسٍ وَلا وَغلِ

فَباتَ بِجَمعٍ ثُمَّ تَمَّ إِلى مِنىً
فَأَصبَحَ رَأداً يَبتَغي المَزجَ بِالسحلِ

فَجاءَ بِمَزجٍ لَم يَرَ الناسُ مِثلَهُ
هُوَ الضَحكُ إِلّا أَنَّهُ عَمَلُ النَحلِ

يَمانِيَةٍ أَحيا لَها مَظَّ مَأبِدٍ
وَآلِ قَراسٍ صَوبُ أَسقِيَةٍ كُحلِ

فَما إِن هَما في صَحفَةٍ بارِقِيَّةٍ
جَديدٍ أُرِقَّت بِالقَدومِ وَبِالصَقلِ

بِأَطيَبَ مِن فيها إِذا جِئتُ طارِقاً
وَلَم يَتَبَيَّن ساطِعُ الأُفُقِ المُجلى

إِذا الهَدَفُ المِعزابُ صَوَّبَ رَأسَهُ
وَأَمكَنَهُ ضَفوٌ مِنَ الثَلَّةِ الخُطلِ


ابو ذؤيب الهذلي

الحمدان 06-30-2024 10:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَقولونَ لي لَو كانَ بِالرَملِ لَم يَمُت
نُشَيبَةُ وَالطُرّاقُ يَكذِبُ قيلُها

وَلَو أَنَّني اِستَودَعتُهُ الشَمسَ لَاِرتَقَت
إِلَيهِ المَنايا عَينُها وَرَسولُها

وَكُنتُ كَعَظمِ العاجِماتِ اِكتَنَفنَهُ
بِأَطرافِهِ حَتّى اِستَدَقَّ نُحولُها

عَلى حينَ ساواهُ الشَبابُ وَقارَبَت
خُطايَ وَخِلتُ الأَرضَ وَعثاً سُهولُها

حَدَرناهُ بِالأَثوابِ في قَعرِ هُوَّةٍ
شَديدٍ عَلى ما ضَمَّ في اللَحدِ جولُها


ابو ذؤيب الهذلي


الساعة الآن 03:24 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية