منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-05-2024 09:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَما أَقَلتَ أَبا سُفيانَ حينَ طَوى
عَنكَ الهَدِيَّةَ مُعتَزّاً بِمُهديها

لَم يُغنِ عَنهُ وَقَد حاسَبتَهُ حَسَبٌ
وَلا مُعاوِيَةٌ بِالشامِ يَجبيها

قَيَّدتَ مِنهُ جَليلاً شابَ مَفرِقُهُ
في عِزَّةٍ لَيسَ مِن عِزٍّ يُدانيها

قَد نَوَّهوا بِاِسمِهِ في جاهِلِيَّتِهِ
وَزادَهُ سَيِّدُ الكَونَينِ تَنويها

في فَتحِ مَكَّةَ كانَت دارُهُ حَرَماً
قَد أَمَّنَ اللَهُ بَعدَ البَيتِ غاشيها

وَكُلُّ ذَلِكَ لَم يَشفَع لَدى عُمَرٍ
في هَفوَةٍ لِأَبي سُفيانَ يَأتيها

تَاللَهِ لَو فَعَلَ الخَطّابُ فَعلَتَهُ
لَما تَرَخَّصَ فيها أَو يُجازيها

فَلا الحَسابَةُ في حَقٍّ يُجامِلُها
وَلا القَرابَةُ في بُطلٍ يُحابيها

وَتِلكَ قُوَّةُ نَفسٍ لَو أَرادَ بِها
شُمَّ الجِبالِ لَما قَرَّت رَواسيها


حافظ ابراهيم

الحمدان 07-06-2024 12:06 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اليتيمه ...

هَل بِالطُلولِ لِسائِل رَدُّ
أَم هَل لَها بِتَكَلُّم عَهدُ

أبلى الجَديدُ جَديدَ مَعهَدِها
فَكَأَنَّما هو رَيطَةٌ جُردُ

مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى
عَرَصاتِها وَيُقَهقِهُ الرَعدُ

وَتُلِثُّ سارِيَةٌ وَغادِيَةٌ
وَيَكُرُّ نَحسٌ خَلفَهُ سَعدُ

تَلقى شَآمِيَةٌ يَمانِيَةً
لَهُما بِمَورِ تُرابِها سَردُ

فَكَسَت بَواطِنُها ظَواهِرَها
نَوراً كَأَنَّ زُهاءَهُ بُردُ

يَغدو فَيَسدي نَسجَهُ حَدِبٌ
واهي العُرى وينيرُهُ عهدُ

فَوَقَفت أسألها وَلَيسَ بِها
إِلّا المَها وَنَقانِقٌ رُبدُ

وَمُكَدَّمٌ في عانَةٍ جزأت
حَتّى يُهَيِّجَ شَأوَها الوِردُ

فتناثرت دِرَرُ الشُؤونِ عَلى
خَدّى كَما يَتَناثَرُ العِقدُ

أَو نَضحُ عَزلاءِ الشَعيبِ وَقَد
راحَ العَسيف بِملئِها يَعدو

لَهَفي عَلى دَعدٍ وَما حفَلت
إِلّا بحرِّ تلَهُّفي دَعدُ

بَيضاءُ قَد لَبِسَ الأَديمُ أديم
الحُسنِ فهو لِجِلدِها جِلدُ

وَيَزينُ فَودَيها إِذا حَسَرَت
ضافي الغَدائِرِ فاحِمٌ جَعدُ

فَالوَجهُ مثل الصُبحِ مبيضٌ
والشعر مِثلَ اللَيلِ مُسوَدُّ

ضِدّانِ لِما اسْتُجْمِعا حَسُنا
وَالضِدُّ يُظهِرُ حُسنَهُ الضِدُّ

وَجَبينُها صَلتٌ وَحاجِبها
شَختُ المَخَطِّ أَزَجُّ مُمتَدُّ

وَكَأَنَّها وَسنى إِذا نَظَرَت
أَو مُدنَفٌ لَمّا يُفِق بَعدُ

بِفتورِ عَينٍ ما بِها رَمَدٌ
وَبِها تُداوى الأَعيُنُ الرُمدُ

وَتُريكَ عِرنيناً به شَمَمٌ
وتُريك خَدّاً لَونُهُ الوَردُ

وَتُجيلُ مِسواكَ الأَراكِ عَلى
رَتلٍ كَأَنَّ رُضابَهُ الشَهدُ

والجِيدُ منها جيدُ جازئةٍ
تعطو إذا ما طالها المَردُ

وَكَأَنَّما سُقِيَت تَرائِبُها
وَالنَحرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو

وَاِمتَدَّ مِن أَعضادِها قَصَبٌ
فَعمٌ زهتهُ مَرافِقٌ دُردُ

وَلَها بَنانٌ لَو أَرَدتَ لَهُ
عَقداً بِكَفِّكَ أَمكَنُ العَقدُ

وَالمِعصمان فَما يُرى لَهُما
مِن نَعمَةٍ وَبَضاضَةٍ زَندُ

وَالبَطنُ مَطوِيٌّ كَما طُوِيَت
بيضُ الرِياطِ يَصونُها المَلدُ

وَبِخَصرِها هَيَفٌ يُزَيِّنُهُ
فَإِذا تَنوءُ يَكادُ يَنقَدُّ

وَالتَفَّ فَخذاها وَفَوقَهُما
كَفَلٌ كدِعصِ الرمل مُشتَدُّ

فَنهوضُها مَثنىً إِذا نَهَضت
مِن ثِقلَهِ وَقُعودها فَردُ

وَالساقِ خَرعَبَةٌ مُنَعَّمَةٌ
عَبِلَت فَطَوقُ الحَجلِ مُنسَدُّ

وَالكَعبُ أَدرَمُ لا يَبينُ لَهُ
حَجمً وَلَيسَ لِرَأسِهِ حَدُّ

وَمَشَت عَلى قَدمَينِ خُصِّرتا
واُلينَتا فَتَكامَلَ القَدُّ

إِن لَم يَكُن وَصلٌ لَدَيكِ لَنا
يَشفى الصَبابَةَ فَليَكُن وَعدُ

قَد كانَ أَورَقَ وَصلَكُم زَمَناً
فَذَوَى الوِصال وَأَورَقَ الصَدُّ

لِلَّهِ أشواقي إِذا نَزَحَت
دارٌ بِنا ونوىً بِكُم تَعدو

إِن تُتهِمي فَتَهامَةٌ وَطني
أَو تُنجِدي يكنِ الهَوى نَجدُ

وَزَعَمتِ أَنَّكِ تضمُرينَ لَنا
وُدّاً فَهَلّا يَنفَعُ الوُدُّ

وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم
يُعطَف عَلَيهِ فَقَتلُهُ عَمدُ

تَختَصُّها بِالحُبِّ وُهيَ على
ما لا نُحِبُّ فَهكَذا الوَجدُ

أوَ ما تَرى طِمرَيَّ بَينَهُما
رَجُلٌ أَلَحَّ بِهَزلِهِ الجِدُّ

فَالسَيفُ يَقطَعُ وَهُوَ ذو صَدَأٍ
وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ

هَل تَنفَعَنَّ السَيفَ حِليَتُهُ
يَومَ الجِلادِ إِذا نَبا الحَدُّ

وَلَقَد عَلِمتِ بِأَنَّني رَجُلٌ
في الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو

بَردٌ عَلى الأَدنى وَمَرحَمَةٌ
وَعَلى الحَوادِثِ مارِنٌ جَلدُ

مَنَعَ المَطامِعَ أن تُثَلِّمَني
أَنّي لِمَعوَلِها صَفاً صَلدُ

فَأَظلُّ حُرّاً مِن مَذّلَّتِها
وَالحُرُّ حينَ يُطيعُها عَبدُ

آلَيتُ أَمدَحُ مقرفاً أبَداً
يَبقى المَديحُ وَيَذهَبُ الرفدُ

هَيهاتَ يأبى ذاكَ لي سَلَفٌ
خَمَدوا وَلَم يَخمُد لَهُم مَجدُ

وَالجَدُّ حارثُ وَالبَنون هُمُ
فَزَكا البَنون وَأَنجَبَ الجَدُّ

ولَئِن قَفَوتُ حَميدَ فَعلِهِمُ
بِذَميم فِعلي إِنَّني وَغدُ

أَجمِل إِذا طالبتَ في طَلَبٍ
فَالجِدُّ يُغني عَنكَ لا الجَدُّ

وإذا صَبَرتَ لجهد نازلةٍ
فكأنّه ما مَسَّكَ الجَهدُ

وَطَريدِ لَيلٍ قادهُ سَغَبٌ
وَهناً إِلَيَّ وَساقَهُ بَردُ

أَوسَعتُ جُهدَ بَشاشَةٍ وَقِرىً
وَعَلى الكَريمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ

فَتَصَرَّمَ المَشتي وَمَنزِلُهُ
رَحبٌ لَدَيَّ وَعَيشُهُ رَغدُ

ثُمَّ انثنى وَرِداوُّهُ نِعَمٌ
أَسدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمدُ

لِيَكُن لَدَيكَ لِسائِلٍ فَرَجٌ
إِن لِم يَكُن فَليَحسُن الرَدُّ

يا لَيتَ شِعري بَعدَ ذَلِكُمُ
ومحارُ كُلِّ مُؤَمِّلٍ لَحدُ

أَصَريعُ كَلمٍ أَم صَريعُ ردى
أَودى فَلَيسَ مِنَ الرَدى بُدُّ


دوقله المنبجي
العصر العباسي

الحمدان 07-06-2024 12:33 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ياقلبُ لا تبكي عليها إنها
‏تهوى الفِراق وبالمشاعِر تلعَبُ

‏يا قَلبُ لا ترضى علينا ذِلةً
‏إني عزيزٌ شامخٌ لا أُغلَبُ

‏أنت الذي أكرمت فقر شعورِها
‏وجعلت مِنها ثعلبًا يتقلبُ

‏حتى تمادت بالفراق كأنها
‏تراكَ شيئًا كأنه لا يُحسبُ

‏ونَسيتَ أنك مِن رجالٍ بأسهم
‏يلوي الحديد وبالصواعقِ يضربُ


......

الحمدان 07-06-2024 12:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَبيحٌ مِن الإنسانِ ينسى عيوبَهُ
وَ يَذكرُ عيبًا في أخيهِ قَدِ اختفى

وَ لو كانَ ذا عَقلٍ لما عابَ غيرهُ
وَ فيه عيوبٌ لو رآها بِهِ اكتفى

......

الحمدان 07-06-2024 07:27 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إلىٰ اللّٰهِ مَا نَرجُوهُ فِي كُلِّ حَاجَةٍ
وَ عِندَ إلٰهِ الكَونِ تُقضَىٰ الحَوَائِجُ

إلىٰ اللّٰهِ حَبلٌ بِاليَقِينُ نَمُدُّهُ
إذَا قُطِعَت بِالأقرَبينَ الوَشَائِجُ

إلىٰ اللّٰهِ فِي فَجرٍ أتَىٰ بَعدَ ظُلمَةٍ
إلىٰ اللّٰهِ فِي حُزنٍ تَلِيهِ المَبَاهِجُ

إلىٰ اللّٰهِ فِي ضِيقِ الحَيَاةِ وَ عُسرِهَا
وَ مَن غَيرُ رَبِّي فِي المُلِمَّاتِ فَارِجُ!.

محمد المقرن

الحمدان 07-06-2024 07:33 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قَبيحٌ مِن الإنسانِ ينسى عيوبَهُ
وَ يَذكرُ عيبًا في أخيهِ قَدِ اختفى

وَ لو كانَ ذا عَقلٍ لما عابَ غيرهُ
وَ فيه عيوبٌ لو رآها بِهِ اكتفى

......

الحمدان 07-06-2024 12:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مما يروى عن ابن عباس أنه قال :
لكل شيءٍ أساس، وأساس الإسلام الخلق الحسن وكانَ يتمثل بشعرِ الأعشى :

ما كلّ من تـهوى يحبّك قلبـه
ولا كلّ من صاحبته لك منصـف

إذا المرء لم يحببك إلا تكلّفـا
فذره إذا مـا قلّ منه التعطف

فما الناس بالناس الذيـن عهدتهم
ولا الدار بالدارِ التي كنت تعرف

الاعشى

الحمدان 07-06-2024 01:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وتشرق في فؤادي مثل شمسٍ
‏تشع النور مختلطًا وصافي

‏صباحك بين أضلاعي حنون ٌ
‏كوقع ِالغيث في فصل ِالجفافِ

‏صباح الخير ِللدنيا جميعًا
‏وصبحك َعن جميع الناس ِكافي

......

الحمدان 07-06-2024 01:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أعظمُ الصبرِ صبرُ المرءِ يتبعُهُ
حمدٌ وشكرٌ وتسليمٌ لذي الكرمِ

كم من فقيرٍ صحيحٍ طابَ مرقدُهُ
وكم ثريٍّ من الأوجاعِ لم ينمِ

وكِسْرةُ الخبزِ في أكنافِ عافيةٍ
ألذُّ طعمًا من السلوى مع السقمِ

كم مِن لسانٍ بحلوِ القولِ يلسعُنا
كمَنْ يدسُّ نقيعَ السُّمِ في الدَّسمِ

مَنْ عاملَ الناس بالإحسانِ يملكُهم
إنّ النفوسَ لَتهوى كلَّ مُحترَمِ

ومَنْ أساءَ فمحقورٌ بأعينهم
من مَفرِقِ الرأسِ حتى أخمَصِ القدمِ

......

الحمدان 07-06-2024 01:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بنور تجلى وجه قدسك دهشتي
وفيك على أن لا خفا بك حيرتي

فيا أقرب الأشياء من كل نظرة
لأبعد شيء أنت عن كل رؤية

ظهرت فلما أن بهرت تجليا
بطنت بطوناً كاد يقضي بردتي


فأوقعت بين العقل والحس عندما
خفيت خلافا لا يزول بصلحه

إذا ما أدعى عقل وجودك منكراً
على الحس ما ينفيه قال له أثبت

فمن ها هنا منشأ الخلاف ويص
عب الوفاق بخلف في اقتضاء الجبلة

فإنت قلت لم أبصرك في كل صورة
أراها أحالت ذاك عين بصيرتي

وإن قلت أني مبصر لك أنكرت
مقالي ولم تشهد بذلك مقلتي

تجليت مني في حتى ظهرت لي
خفيت خفاء دق عن كل فكرة

على أنه لم يبق لي جبل رأى
تجليك لي ألا ودك بصعقة

وناجيتني في السر مني فأصبحت
وقد طويت عما سواك طويتي

فما في فضل عنك يخطر فيه لي
سواك فوقتي فيك غير موقت

وديعة روح القدس نفسك ردها
فمن واجبات العقل رد الوديعة

وما ردها إلا بتكميلها بما
يليق بها من كسب كل فضيلة

فمهما تجلت من كدورات عالم
الطبيعة شفت جوهراً وتجلت

نصحتك جهدي أن قبلت فلا تكن
على حكم غشى حاملاً لنصيحة

وعابة مقدوري فقلت وإنما
قبولك مما ليس في وسعد قدرتي

وهل ممكن إسعاد من كل قد جرى
له قلم في اللوح يوماً بشقوة

يظن الفتى لذات دنياه نعمة
وما هي إلا نقمة في الحقيقة

ويبلغ منه الجهل ما ليس يبلغ
العدو بحد السيف عند الحضيضة

ونفسك فاحفظها وصنها فإنما
سعادتها في فعل كل مشقة

وخالف هواها ما استطعت فأنه
عدو لها يبغي لها كل نكبة

لعمري لقد أنذرت إنذار مشفق
وجاوزت في الإيضاح حد الوصية

فقم واسع وانهض واجتهد وابغ مطلقاً
بداك على ما فيك شر صنيعة

فإنك من نور مضيء وكظلمة
بما فيك من جسم ونفس نفيسة

تسوس الحياة الجسم وهي مسوسة
بما فيك من أسرار علم مصونة

فشيطان رجم أنت أو ملك بما
تعانيه من فعل قبيح وعفة

ألا أن لي بالنفس مني شاغلاً
به تم لي ما دمع من ملكية

جلت شبهة الأعراض عني بديهة
توقد كالمصباح في جوهريتي

رأيت بها النور الإلهي لائحاً
وراء ستور للأمور دقيقة

فحققت ما قد كنت فيه مشككاً
وعاينت ما قد كان في سر خفية

وأدركت ما المقصود من بدأتي وما
المراد بإحيائي وموتي ورجعتي

بمرآة نفس لاح في صقالها
المقابل للكونين كل حقيقة

ولم يبق عندي ريبة في الذي استرا
ب منه أناس في أمور كثيرة

فألقت عصاها النفس مني وأيقنت
بأن سفرت عن وجه نجعي سفرتي

يدل على ما قلته حالة الكرى
إذا ركد الإحساس منك برقدةٍ

فما شفيت نفس أطاعته رهبة
وما سعدت نفس عصته لرغبة

ولكن بنور العلم تسلم هذه
وتعطب جهلاً تيك أقبح عطبه

فيا عجباً ممن يروم لنفسه
خلاصاً ولم يرغب بها عن جريرة

ومن تائب من ذلة لا ترى له
دموع كأفواه الغمام المكبة

ومن مخبر لا يعجز اللَه قدره
عليه ولا يخشى بوادر نقمة

ومن أشرقت أنوار مرآة عقله
على ظلمات الطبع منه تجلت

وثبت غرس العقل في القلب مثمراً
لباغي الحيا استقباح كل رذيلة

وما وصلت نفس إلى عالم الصفا
بما دون تحصيل العلوم الجلية

وتمييزها عن نوعها بمعارف
يروجها في عالم البشرية

وقد يملأ الأناء فيمتلئ
به الماء حتى لا مزيد لقطرة

فأخرجتني عني بإدخال محنة
وأوحشتني مني بأنس محبة

وأسقيتني من خمر حبك شربة
خماري بها باق إلى يوم بعثتي

محاني بها سكري واثبتني معاً
فأعجب شيء أن ما حي مثبتي

وأقربتني من رمز طرسي أسطراً
فتمت بها تفصيل عقدك جملتي

وأقررتني مني على بأنني
صحيفة سر طيها فيه نشرتي

وأفشيت بي سري إلي فأصبحت
وقد أعربت إذ أفصحت عنه عجمتي

وأفهمتني مني بأن ليس موطني
مكاناً به في عالم الحس نشأتي

فأبهت ما أفهمت إذ ليس مدرك
لذلك إلا من خصصت بحكمة

ومن ذا الذي خصصت منك بحكمة
ولم تك قد عممت منك برحمة

فكم أظهرت تلك الإشارات خافيا
وإن عزبت عن فهم قومٍ ودقت

وما لاح ذاك البرق إلا ليهتدي
به الركب لكن ظلمة الجهل أعمت

لقد سمع الواعي وقل الذي وعى
لسكرٍ به أهوى أصمت فأصمت

وكم لك داع منك فيك مبصر
لعقلك لكن لست تصغي لدعوة

وكل مريض الجسم يمكن برؤه
ويعجز أن يشفى مريض البديهة

ويستبعد الجهال كوناً بموطن
إذ كان لا في جنب منبت شعبة

ولو علموا ما عالم العقل منهم
وأنهم بالحس في دار غربة

إذا ولد المولود سروا بفرحة
ومن حقه أن يبدلوها بترحة

ويبكونه عند الممات جهالة
ومن حقه أطهار كل مسرة

ولم يعلموا أن الولادة غربة
أبيحت له عن خير دار وأسرةد
وموتته عود له نحو أهله
وأوطانه الأصلية المستلذة

وأعجم من هذا مقال جميعهم
ترى عابدي الأوثان أجهل أمة

وما عظم الأوثان من كان قلبهم
كتعظيم أجسام لهم مضمحلة

فكل غدا معبوده الجسم فاستووا
ولكنهم لم يستووا عند نية

لقد وقعوا مع علمهم في ظلالة
إذا اعتبرت أربت على كل ضلة

فيا ليت شعري كيف صمت عقولهم
وداعيك فيهم مسمع من كل كل فطنة

وكل فعال لم أكن متقرباً
إلي به أعظمت فيه خطيتي

فقربي به بعد وربحي خسارة
وعزي به ذل ونفعي مضري

لأني فيه قمت غير موجه
لدى فعله وجهي إلى وجه وجهتي

فدنت بأمر حرمته شريعتي
وأحييت حكماً قد أماتته سنتي

فكانت بتركي في مناهيه غفلتي
نهاية تأديبي وفرط عقوبتي

تشتت عقلي فيك بعد تجمع
كما اجتمعت بلواي بعد تشتت

هوىً فيك لي لا منتهى لامتداده
لدي ولا منه خلاص بلوة

أزيد بلىً إذ يستجد ولم يكن
بتجديد صبري فيه أبىل بليتي

ويبدي أولا منه وآخر
فقد شف جسمي سر عودٍ وبدأةٍ

ألا لا تلمني أن شطحت فإنه
قليل لسكر حل بي منك شطحتي

ولا تنهني أن تهت سكراً معربداً
فأنت الذي استحسنت فيك هنيكتي

ولا تلحأن غنيت فيك تطرباً
فلو وجدت وجدي الجبال لغنت

ومن عجب حمل الجبال هوى به
طلعت وعن حملي قديماً تأبت

فمن قيس ليلى العامرية في الهوى
ومن قيس لبنى أو كثير عزة

إذا تليت ذكري فقابل ال
مجنون ذكري بالسجود لحرمتي

وأوجب كل منهم الوقف عندما
وسلم أن لا قصة مثل قصتي

فمن فضل كاسي شرب غيري ولم يكن
يقاس بسكري سكر شارب فضلتي

يبلبل بالي لا لنوح حمامة
وينهل دمعي لا لإيماض برقة

لو كنت محتاجاً للتنمم باعث
يحرك أشجاني لبانت نقيصتي

ولكنني مني وفي نواعش
تحركني في كل سرٍ وجهرة

فلا رقدة تغدو علي بفترةٍ
ولا يقظة تغدو علي بغفلة

فمن يشك يوماً في هواه فإنني
لي الشكر أولى في الهوى من شكيتي

تسترت جهدي في هواك وطاقتي
فلما منعت الصبر أبديت صفحتي

فأعلنت ما أسررت فيك فلم يكن
بقول ولا فعل سواك فضيحتي

فما لاشتياقي في افتضاحي مدخل
ولا لدموع فيك لي مستهلة

وقد كان لي في الصبر ستر على الهوى
بهتكك ستر الصبر أظهرت عورتي

فلا تذهب في الحب يشبه مذهبي
ولا ملة فيه تقاس بملتي

بكل لساني عن صفاتي وإنما
يعبر عني أنني ذات وحدة

فكل نعيم دون وصلي شقوة
وكل ملذ مؤلم عند لذتي

وكل سبيل ليس يفضي سلوكه
إلي فقد أفضى إلى كل خيبة

ولالا هوىً لي فيك يحملني على
حنوي لم أعهد إليك بلفظة

وكنت إذا زلت بك النعل هاوياً
أقول ألا فاذهب إلى حيث ألقت

ولكن ما ينجيك ينجي هويتي
كما أن ما يؤذيك نفس أذيتي

وهل أنا إلا أنت ذاتاً ووحدة
وهل أنت إلا نفس عين هويتي

ولولا اعتبار الجسم بالنسبة التي
إليه له ما صح عني سيرتيدي

ولست بذي شكل فيوجب كثرة
لذاتي ولا جزءاً فتمكن قسمتي

ويقع ما بيني وبينك نسبة
يظن بها غيري لموضع شبهة

وإني لم أهبط إلى الأرض يبتغي
بذلك وضعي بل هبوطي ورفعتي

وتقرير هذا أن دعيت خليفة
وما كنت أدعى قبل ذا بخليفة

وصير ملكي عالم الجسم محنة
لغاية تدبيري ومبلغ حلمتي

فإن أنا أحسنت الولاية أحسنت
إلى العالم العلوي عودي وعزلتي

وعاينت ما لا عاينت مقلة ولا
أحاطت به أذن وعت حس سمعة

وآثرت لذاتي ونيل مآربي
واتبعت نفسي كل شيءٍ أحبت

سددت على نفسي سبيل تخلصي
إلى الملأ الأعلى الذي هو نزهتي

وأوقعتها في أسر من لا يرى لها
مكاناً ولا يحنو عليها بعطفة

فلا ندم يجزي ولا حسرة يرى
بها فرج يرجى لكشف لشدة

فيا ويح نفس آثرت طيب زائل
على طيب باق لا يحد بمدة

يموت الفتى بالجهل من قبل موته
ويحيى بروح العلم من بعد ميتة

فما مات حي العلم يوماً ولم يكن
بحي ممات الجهل مقدار لحظة

وانظر أحوال الرجال وقوفهم
على برزخ ما بين نار وجنة

فأما إلى آلام نفس خبيئة
وأما إلى لذات نفس نفيسة

فآلام تلك الترك في دار غربة
ولذات هذا العود من بعد غربة

وهل حسرة في النفس أعظم غصة
من البعد عن أهل ودار وجيرة

كما أنه لا شيء أعظم لذة
لذي غربة من ملتقى بعد فرقة

كأني لم أحجب بها وكأنما
هي احتجبت بي فازدهى الناس عشقتي

وغودرت لا يثني على حسن فعلي ال
جميل ولا يلوي على حسن طلعتي

ولو قايسوا بالحسن بيني وبينها
لكانت لديهم لا تسام بحبة

وشق القلب الجاهلات التي بها
محبتها قالت بهم عن محبتي

وما ذاك شيء يسقط العذر لامرئ
أطاع الهوى وانقاد عبداً لشهوةٍ

وهل نافع شق الفؤاد ندامة
لذي قدمٍ زلت ولم تتشبت

فكيف يليق الوصل مني لمؤثر
على طيب وصل وصل من هي عبدتي

إذا رضيت عنه يهون عليه في
رضاها وأدنى ذاك تسهيل غصة

على أنها أعدى عداه ترتبت
له حيلة منها لا مكان فرصة

فهام بها عشقاً وآثر وصلها
فزل فنادمته إلى ألف لعنة

ولولا الشقا والجهل ما آثر العدى
رضاها وجانب طيب وصل الأحبة

وهل أمني بالفضل مثلي وإنما
بمثل طباع السوء نحو الدنية

وتأبى الطباع الفاضلات ارتكابها
الأمور التي تفضي إلى حط رتبة

فكم حسرات في نفوس يثيرها
بعادي إذا ما العيس للبين ذمت

وكم عبرة تجري علي تأسفاً
وقد فات ما لا يسترد بعبرة

وكم قارع سناً علي ندامة
وآخر مكوي بنيران حسرة

وكم أنةٍ تغدو علي ورنة
بروح إذا ما استشعر القوم فرقتي

وهل هاجري وجداً بغيري بالغ
رضاي لصب طالب دار هجرة

لشتان من بين المقامين إنما
المبرز من لاهمه غير عشرتي

ألم تر أني منتهي قصد مبدعي
ولم تبدع الأشياء إلا لخدمتي

وإن لإكرامي وتعظيم حرمتي
أشار إلى الأملاك نحوي بسجدة

وصير ما في عالم الكون كله
بحكم إراداتي وطوع مشيتي

فإن كنت في وصل دعيت فلا تمل
إلى وصل غيري واغتنم وصل صحبتي

وخذ جانباً من رفقة بك وكلوا
ببعدك عن وصلي وإثبات جفوتي

فعند ارتفاع الحجب ما بيننا ترى
محاسن وجه الغانيات وبهجتي

ولا عجنت إلا بحبك طينتي
ولا لهجت إلا بكذرك لهجتيدي

وردت ورود الهيم فيك من الهوى
شريعة حب هيجت لي غلتي

ولا عجب إن هيجت لي غلة
فما تملك منك أولا محنة

إذا كان بي أمر أرى فيه لي أذى
رضاك فما أحلاه في قلب ذلتي

لذاك ما أرضاك مني فعلته
ولو غضبت منه كرام عشيرتي

وما بعت فيك النفس إلا لعل أن
أفوز بوصلٍ منك تربح صفقتي

فإن أنت أمضيت التبايع بيننا
فبعت وإن لم تمض أكسدت سلعتي

وما قدر نفس لي لديك حقيرة
فأجعلها مهراً لأشرف وصلة

ولكن مقل بادل فيك جهده
أحق بوصل من أخي كل ثروة

توحشت من أبناء نوعي ولم يكن
لشيء سوى أنسي بقربك وحشتي

تغربت عن أهلي إليك وإنني
ليعذب لي في طيب أنسك غربتي

فكم خلوة قد فزت فيها بجلوة
خرجت بها عني إليك بفرحة

وطلقت فيها عالم الحس بتة
لتعلم أني لا أقول برجعة

وفارقت أوطاني وأهل وجيرتي
لتعلم أني باذل فيك مهجتي

ولولا دخولي في رضاك بكل ما أس
تطعت لعزت فيك عني خرجتي

وكان بودي لو قبلت تقربي
إليك ولكن لست أهلاً لقربة

وهل أنا ألا نطفة من سلالة
لطين وما مقدار قيمة نطفة

لعمري لقد حاولت أمراً مرامه
عزيز ولكن أنت أهل العطية

وليس اعترافي باتضاعي بمانعي
سؤالك أمراً دونه قدر قيمتي

وليس على قدر سؤال فإنني
أرى أن قدري دون مقدار ذرة

ولكن على مقدار إحسانك الذي
عممت به تخصيص كوني بخلقتي

ولا أنا مما يخجل الطرد وجهه
فيأنف من عود مخافة طردة

على كل ليس لي عنك مذهب
فيصرفني عن جعل بابك قبلتي

فما شئت فاصنع وارض عني فإنني
أرى كل صنع منك إسباغ نعمة

كفاني اعترافي توبة
وحسبي رضاً على قبولك توبتي

وهل أنا إلا دوحة قد غرستها
فإن لم يصبها وابل منك جفت

إذا حصلت لي كيف ما كان نسبة
إليك فلا أخشى ضياعاً لنسبتي

فيا حيرتي كم حيرة فيك لي غدت
مخصصة بي ما به منك عمت

وكم نعمة أسبغت من سر حكمة
أنرت بها من ناطق كل ظلمتي

وأحببت مني ما أماتت جهالتي
حياةً محال بموتتي

ومن حييت من موتة الجهل نفسه
بعلم نجت من قطع كل منية

وكم مرجة من بحر علم أثرتها
لدي بريح منك أجرت سفينتي

فمرت تشق الكون حين مهبها
ملححة حتى أفادت معيتي

وأدركت معنى آخراً دق فهمه
أريد بوضع الصورة الألفية

ومن لم يحط علماً بمعنى وصورة
له فبصير العين أعمى البصيرة

فزرع ولكن لم يفد حصد حبه
ومخض ولكن لم يفد مخض زبدة

إذا جهل الإنسان تحقيق أمره
فكيف بتحقيق الأمور الغريبة

فيا عجباً للمرء يجهل نفسه
ويطمع في فهم المعاني البعيدة

وما ناهض بالنفس يزداد رتبة
من العلم تسميها كوان مقوت

وما موقظ من رقدة الجهل عقله
لتحصيله تكميلها مثل ميت

إذا كملت نفس الفتى بصفاته ال
جميلة من قول وفعل ترقت

وأصبح يدعي عالم العقل عالماً
لها وتخطت نفسه كل خطة

وبالعلم بالنفس النفيسة يدرك ال
محصل فهم العلة الأولية

ومن لم يحط علماً بذاك فإنه
وإن كان حيا حكمه حكم ميت

وما الحي عن العقل من كان غالباً
على نفسه حكم القوى البدنية

ولكنه من شرفت قدره على
بني نوعه أوصاف نفس زكية

ففي العالم العلوي ذا ملك وذا
لدى العالم السفلي شيطان جنة

وما اختلفا بالنوع حتى يظن ما
به اختلفا فعلاً لخلق الغريزة

وكل أبوه آدم ويخص ذا
لذا خص ذا من سر معنى النبوة

ومن أعجب الأشياء فرعاً أرومة
وما اتحدا بالطبع في الثمرية

بأي لسان أوثر الشكر مثنياً
عليك بما أوليتني من فضلة

وأكملت من عقلي ووصفي وصورتي
وفهمي وأحشائي وحولي وقوتي

وصفحك عني أن عصيت تكرماً
ووعدك لي عن طاعتي بالمثوبة

وهل ممكن إحصاء ذرات كلما
على الأرض من كثبان رمل مهيلة

وأحصاء ما في البحر من كل قطرة
بحيث يحيط المحصي منها بعدة

وذلك أمر مستحيل وكلما اس
تحال فمنفي لحكم الضرورة

وما كل هذا لو أتيت بضعفه
من الشكر أدنى شكر أصغر حبة

فكيف بشكري كل عضو وقوة
جعلت لنفعي عند تأليف بنيتي

وشكر التي قد حجبت بي وأنها
لأظهر لي من نور شمس تبدت

بعيدة أطلال الديار قريبة
وأعجب شيء بعد دار قريبة

بها مثل ما بي من هواها وعندها
من الود ما ليس دون مودتي

وقد أدركتها رقة لي أطمعت
بنيل المنى لولا مخافة وفقتي

وقلت لها مني علي بنظرة
أنا بها من حسن وجهك منيتي

ألم تعلمي ما حل بي منك من جوى
وكابدت من أشجان قلب ولوعة

فإن الجبال الشم وهي رواسخ
لو احتملت بعض الذي بي لدكت

فأحزان قلبي لا تجود بسلوة
وأجفان عيني لا تسح بدمعةد
ولولا حنيني لم تحن مطية
ولولا نواحي لم تنح ورق أيكة

ولولا خطابي لم يقع عين عابد
علي لما مني الصبابة أبلت

فلا ماء إلا بعض فيض مدامعي
ولا نار إلا دون أنفاس زفرتي

فقالت بعيني ما لقيت وإنه
ليؤلم قلبي أن تشاك بشوكة

وإني على ما في من صلف لها
لراغبة في الوصل أعظم رغبة

ولكن وشاة السوء فيك كثيرة
وليست مع الواشين تمكن رؤيتي

وأنت فعغرى بالحسان وإنني
لأكره ما بي أن أرى وجه ضرتي

ومن لم يصني صنت وجهي ببرقه
وصور فيه صورة دون صورتي

ليمتحن الخطاب لي إذ يرونها
أيلهون عني أم يتمنون خطبتي

وما هي إلا عبدة لي جميلة
تظن وما أفعالها بجميلة

فما كان إلا أن رأى الناس وجهها
فهاموا بها في فج وجه ووجهة

ويعلم ما قد كان بالأمس والذي
يكون غداً أو كائن بعد برهة

ويخبر بالأمر المغيب مثل ما
يخبر عن ما كان منك بحضرة

ويعلم ما مفهوم معنى معبر
لسامعة عنه بوحي النبوة

وما الوحي إلا خلع نفس قوية
ملابس أحساس على العقل غطت

وأنى لها نحو المحيط بذاتها
على عالم العقل الذي عنه شبت

وإدراك ما يلقى إليها هناك من
إشارات رمز للعقول دقيقة

وأفهام أفهام النفوس لطائف ال
معاني التي ذاتها قد تهيت

وما أطرب الأرواح منا لدى الفنا
سوى نغمات أدركتها قديمة

وذلك أن النفس قبل اتصالها
بتدبيرها الجسم الذي قد تولت

وعى سمعها من طيب ألحان نغمة
ينغمها الأفلاك أعظم لذة

إذا أقبلت أجرامها بأصكاكها
يرجعها في قطعها كل ذروة

وشذت لبعد العهد عنها فلم تكن
تذكرها إلا بتجديد نغمة

فلما أحست بالسماع بمثلها
تذكرت العهد القديم فحنت

وحاولت التجريد عن عالم الفنا
إلى العالم الباقي الذي عنه شذت

فجاذبها الجسم الزمام وأقبلت
تجاذب فاهتزت لذاك برقصة

ولا شك في أن العقول محيلة ال
سامع والأبصار للحس رنتدت

فإن لم يكن في عالم العقل ما يرى
ويسمع كانت تلك غير مفيدة

وذلك تعطيل وليس بحكمة
يعطلها عماله قد أعدت

وقد يطرب الدولاب عند حنينه
فكيف حنين النغمة الفلكية

وناهيك أن الطفل عند بكائه
يغني فيغشاه سكينة سكتة

ويذهل عما كان فيه من الأذى
وتبدو لنا منه مخايل طربة

ولولا إدكار النفس منه لدى الغنى
عهوداً قديمات لها ما استلذت

وقد تطرب العجماء عند استماعها ال
غناء وتنسى عنده كل غمة

وإلا فما بال المطي إذا ونت
عن السير هيجت في الفلاة بحدوة

فتصغي بالحادي بأسماعها كما
يكون استماع العاقل المتنصت

وتوسع مد الخطو حتى كأنها
سفائن بحر مقلعات بلجة

ويرتاح بعض الطير عند سماعه
تجاوب أوتار إذا هي خشت

وما ذاك إلا أن أفلاكها على
مراكزها لما استدارت فعنت

فصارت بحكم الطبع تشتاق ما به
يخصصها من دون كل مصوت

فلا تحسب الأشياء مهملة كما
توهم أصحاب العقول الضعيفة

وللحوت بل للدود في العود بل لما
سوى ذاك أفلاك عليها أديرت

وفيها لها آفاق جو فسيحة
عليها نراها نحن غير فسيحة

فما خص نوع لا يتم سواه من
مراكز أفلاك وأوضاع هيئة

وكل له عقل يسدده إلى
مقاصد أفعال وترك شديدة

وما النحل في أوضاعها لبيوتها
مسدسة من حكمة بخيلة

وقد يعجز المرء المهندس وضعها
بآلاته الحكمية الهندسية

وجعل لعاب العنكبوت لصيده ال
ذباب شباكاً ليس إلا لخبرة

ويفهم بعض الذر مقصود بعضه
بقوة إدراك لنفس زكية

وحسبك ألف النوع بالنوع شاهد
بمعرفة في طبعه مستحثة

فإن ازدواج الشكل بالشكل مشعر
بقوة تمييز وصحة فطرة

ولو لم يكن ألا تفاهمها إذا
تناغت بأصوات لها أعجمية

لكان لنا فيه دليل يدلنا
على أن ذا لا عن نفوس بليدة

فمن ظن شيئاً غير هذا فإنه
لتقصيره عن فكرة مستقيمة

وقد شهد الذكر الحكيم بأنها
مسبحة والذكر أعظم حجة

وهل يصدق التسبيح من غير عاقل
ولكن عيون الجهل غير بصيرة

تأمل صلاة الشمس عند وقوفها
لدى الظهر في وسط السماء بخشية

وإثباتها وقت الزوال بركعة
وإتمامها عند الغروب بسجدة

كذا جملة الأفلاك راكعة بما
جرت سجدة للَه في كل طرفة

وما الذي أعمى عيون قلوبهم
ونورك فيهم مستطير الأشعة

لقد عظمت تلك الرزية موقعاً
لدى كل ذي عقل سليم وجلت

أرى كل ذي سكر سيصحو من الهوى
سواي فصحوي فيك علة سكرتي

فما اتفقت لي مذ عرفتك خلوة
بنفسي إلا همت فيك بجلوة

ولا عرضت لي في دجى الفكر هجمة
فأغفيت إلا فزت فيك بيقظة

ولا استغرقتني في المحاسن بهتة
فثارت بحسن غير حسنك بهتتي

ولا سنحت في باطن القلب خشية
فكانت لشيء غير هجرك خشيتي

ولا خضعت نفسي لأمر ترومه
فكانت لشيء غير وصالك خضعتي

ولا استقبلتني من جنابك نفحة
أسرت حديثاً عنك إلا وسرت

وأصغي إلى تحصيله في مسامع ال
مشاعر من كل منبت شعرة

وأحسست في نفسي بلطف دبيب ما
سقطت من محيا الحب لما تمشت

وهل شارب كأساً من الحب جاهل
بما أحدثت في عقله حين دبت

فقد حقق الدعوى القياس وأين من
كثافة جسم الخمر لطف المحبة

إذا غبت عني كنت عندك حاضراً
ومن عجب أن غيبتي فيك حضرتي

فيا با طناً ألقاه في كل ظاهر
ويا أولا ما زال آخر فكرتي

تشابه إعلاني وسري ومشهدي
وغيبي وستري في هواك وشهرتي

تجمع الأضداد في ولم يكن
بمستغرب لي في الهوى كل بدعة

فنوعي في شخصي لأني نتيجة
لشكل قياس عن ضروب عقيمة

ملأت جهاتي الست منك فأنت لي
محيط وأيضاً أنت مركز نقطتي

فصرت إذا وجهت وجهي مصلياً
فرايض أوقاتي فنفسي كعبتي

فصار صيامي لي ونسكي وطاعتي
ونحري وتعريفي وحجي وعمرتي

وحولي طوافي واجب وخلاله اس
تلامي لركني من مناسك حجتي

وذكري وتسبيحي وحمدي وقربتي
لنفسي وتقديسي وصفو سيرتي

ولو هم مني خاطر بالتفاتة
لم كان لي إلا ألي تلفتي

ولو لم أود الفرض مني ألي لم
يصح بوجه لي ولم تبر ذمتي

وكنت على أني أوحد ظاهراً
ففي باطني قد دنت بالثنوية

كذا من يكن قد صح عقد وداده
ولم يتهم يوماً بسقم عقيدة

وينفي اتصال النفس بالعقل واقفاً
على حس ما في عالم الحس أبلت

فإن قهرت فيه قوى الجسم ألحقت
بعالمها مملوءة بالمسرة

وتبقى كما قد جاء تهوى وليتها
هوت ما هوت ثم ارعوت واستقرت

ولكنها تبقى بنيران حسرة ال
بعاد تقاسي ضيق أغلال كرية

مذبذبة لا عالم العقل أدركت
ولا عالم الأجسام فيه تبقت

فترجع إلى أحدى الحنين حنينها
إلى عالم العقل الذي عنه صدت

وهيهات أن يطوي لسير حنينها
إلي الذي قد حال من بعد شقة

وأنى لها والحس قد حال بينها
وبين حماه أن تفوز بنظرة

إذا ذكرته هز هامس طائف
من الشوق لو هز الجبال لهدت

وما ذاك بالمدني إليه ولا الذي
إذا لم يكن يدني فربح بوقفة

أسى كلما قيل انقضت منه لوعة
أعيدت بأخرى مثلها مستحثة

تزول الجبال الشم وهي مقيمة
على حالة منكوسة مستمرة

وذلك أمر نسأل اللَه عصمة
منجية منه ومن كل حيرة

ألم يك فيما نال آدم عبرة
ومتعظ للعاقل المتثبت

على قربه من ربه واصطفائه
ومنحته إياه أعظم منحة

وإبعاده من بعد ذاك وصده
وتجريعه إياه أعظم غصة

ولم يأت ذنباً عامداً غير أنه
بأول حكم اللَه طالب رخصة

فأخطأ في التأويل جهلاً فحطمه
إلى الأرض من أعلى الجنان المنيفة

ولم يخف ما لا قى إذا انحط هابطاً
إلى الأرض من هول الأمور العظيمة

وما زال يدعو اللَه سراً وجهرةً
وحاول منه العفو عنه بتوبة

وكيف بمن يأتي ذنوباً كثيرةً
ويقضي وما وافى بتوبة مخبت

وكم جاهل لم يزدجر الذي جرى
على آدم من فعله كل خزية

لقد شمل الخير الوجود بأسره
فما كان من نشر فذاك لندرة

ولم يكن المقصود بالذات إنما
أتى بطريق الضمن والتبعية

ألم أن الغيث خير وأنه
ليحصل منه وكف بعض الأكنة

وإن لهيب النار المثوب محرق
ويحصل منه نضج كل معيشة

فقد يتبع الخير الكثير الذي نرى
لنا فيهما شر يسير المضرة

ولو روعي الضر الذي فيهما لنا
ولم يخلقنا لاختل نظم الخليقة

وكان هلاك الحرث والنسل عاجلاً
وذاك بلا شك خراب البسيطة

ولم يك إلا عالم الأمر وحده
ولم يخف ما في ذاك من نقص خلقة

وفي الحشرات الساقطات منافع
يحيط بها أهل العقول السليمة

ولو لم تكن ما عاش من نوعنا امرؤ
لفضل بخارات الهيولي الردية

فمن ذلك الفضل الردي تكونت
وفي مدخل الأوساخ في الأرض حلت

وغودر ما نلقيه منا غذاؤنا
لصفو الهوى من شوب كل أذية

لتنتعش الأرواح منا بطيبة
ويصفو لنا ورد الحياة الهنية

وقد ركب الأجسام منا وكل ما
تركب منحل ولو بعد برهة

وألبس منا كل جزء بحيز
لأركاننا الذاتية العنصرية

وما جمعنا بعد افتراق بمعجز
وهل آخر يخلو عن الأولية

وإن معاد الشيء بعد انعدامه
لأسهل من إنشاء إنشاء بدأة

ومطلع شمس النفس من مشرق الخلا
سيطلعها من مغرب العلمية

سبحان من يحيى بقدرته الذي
يميت كما أحياه أول مرة


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 01:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وما الدهر إلا دولتان فدولةٌ
عليك وأخرى نلت منها الأمانيا

فلا تك من ريب الحوادث آمناً
فكم آمنٍ للدهر لاقى الدواهيا



يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 01:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ومن يأمن الأيام يوماً يرعنه
كما رنما قد كن روعاً فواجيا

كعهدٍ أبي العباس في نور ملكه
يسوس أموراً ثم أصبح غاديا

صروف الليالي رمنه ففجعنه
بمهجة نفس كان عنها محامياً

عدون عليه وهو في دار ملكه
وكن على المغبوط قدماً عواديا


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:00 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فإن يك هذا الشيب جاء وأصبحت
لوائحه يشهقن منك الغواديا

فإني رأيت الموت أول رشقه
ولم أر مثل الدهر أصوب راميا

رمتني الليالي بالمشيب فأصبحت
لوائح هذا الشيب تبقى شبابيا

ومن يلتقص يبلغ دخيرة عمره
ولو عاش أعصاراً يعد اللياليا

كأني وهذا الشيب كنا بموعد
فلما أتى الميعاد جاء عوافيا

كأن المشيب جاءها وهو ساخط
علينا فانحنى بالملامة لاحيا


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:00 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وكل فتىً أخطأته الحتوف
له زمن سوف يختانه

فيوماً يروق الورى غصنه
ويوماً ستيبس أغصانه

أمورٌ تبيد وأخرى تفيد
وكل ستوحش أمطائه


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عنت واعدتني الليالي فلا أرى
لأهل نعيم غبطةً لم تضرم

قضى قبلنا قوم رجوا أن يقوموا
بلا تعب عيشاً فلم يتقوم

فكلهم لما رأى الدهر خانه
أقر على ذل فلم يترمرم

وما نحن إلا كالذي تفارطوا
وإن الذي يبقى لك المتقدم


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حلفت برب العيس تهدي بركبها
إلى حرم ما عنه للركب معدل

ولا بلغت أيدي المنيلين بسطةً
من الطول إلا بسطة الشكر أطول

ولا ثقلت في الوزن أعباءً منةٍ
على المرء إلا منة الشكر أثقل

فمن شكر المعروف يوماً فقد أتى
أخا العرف من جنس المكافأة من غل


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أقول لذي طربٍ ضاحكٍ
إذا مل ذو النسك من نسكه

دع النسك ويحك لا تبغه
وعاون أخاك على فتكه

ولا تقع الدهر في صاحب
وإن أكثروا فيه بل زكه

ولا تبكين على ناسكٍ
وإن مات ذو طربٍ فابكه

وبك من وجدت من العالمين
فإن الندامة في تركه


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا أنت خونت الأمين بظنةٍ
فتحت له باباً إلى الخون مغلقا

فإياك إياك الظنون فإنها
أو أكثرها كالآل لما ترقرقا


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نعى ناعياً عمرو بليل فأسمعا
فراعا فؤاداً لا يزال مروعا

وما دنس الثوب الذي زودوكه
وإن خانه ريب البلى فتقطعا

دفعنا بك الأيام حتى إذا أتت
تريدك لم نسطع لها عنك مدفعا

فطاب ثرىً أفضى إليك وإنما
يطيب إذا كان الثرى لك مضجعا

مضى فمضت علي به كل لذة
تقر بها عيناي فانقطعا معا

مضى صاحبي واستقبل الدهر صرعتي
ولا بد أن ألقى حمامي فأضرعا

وما كنت إلا السيف لاقى ضريبة
فقطعها ثم انثنى فتقطعا


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وإذا تخيرت الرجال لصحبةٍ
فالعاقل البر السجية فاختر

وإذا وزنتهم فاحكم وزنهم
وأعرف سجاياهم بقلبٍ مبصر


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تخالهم صماً عن الجهل والخنا
وخرساً عن الفحشاء عند التهاجر

ومرضى إذا لاقوا حياء وعفه
وعند الحفاظ كالليوث الخوادر

لهم ذل إنصافٍ وأنس تواضع
بهم ولهم ذلت رقاب المعاشر

كأن بهم وصماً يخافون عاره
وما وصمهم إلا اتقاء المعاير


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تهادى رجال إن مرضت بشارةً
بذاك وأي الناس سالمه الدهر

وإن امرءا بالموت أصبح شامتاً
لرهن به يوماً وإن غره العمر

فإن مت فاسدد ما سددت ولا تهن
إذا قيل يوماً من لهاتكيم الثغر

وإلا فلا يغممك أني ابن حرة
صبورٌ لريب الدهر إن فقد الصبر


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أعاذل ليت البحر خمر وليتني
مدى الدهر حوت ساكن لجة البحر

فأضحى وأمسي لا أفارق لجةً
أروي بها عظمي وأشفي بها صدري

طوال الليالي ليس عندي بناضبٍ
ولا ناقصٍ حتى أساق إلى الحشر


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ولما رأيت الشيب لاح بياضه
بمفرق رأسي قلت للشيب مرحبا

ولو خفت أني أن كففت تحيتي
تنكب عني رمت أن يتنكبا

ولكن إذا ما حل كثرة فسامحت
به النفس يوماً كان للكره أذهبا


يحي بن زياد الحارثي

الحمدان 07-06-2024 02:35 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما بال نفس تطيل شكواها
إلى الورى وهي ترتجي اللَه

يفسد إخلاصها شكايتها
ذاك الذي راعها وأرداها

لو أنها من مليكها اقتربت
وأخلصت ودُّها لأدناها

لكنها آثرت برتيه
عليه جهلاً به فأقصاها

أفقرها المورى ولو لجأت
إليه من دونهم لأعتاها

تشكو إلى خلقه كأنهم
قد ملكوا نفعها وضراها

لو فوضت أمرها لخالقها
وصححت صدقها وتكلاها

عرضها من همومها مزجاً
ولم يدعها يطول غماها

تسخطه في رضا بريته
تباً له ما أجل يلواها

لو أنها للعباد مسخطة
مرضية ربها لأرضها

لدي نفس أحب أنعتها
لتعرفوا نعتها وأسماها

فاسمع صفاتي لها لعلك أن
تفهم ذا اللب سر معناها

تسعى إلى اللهو وهو غايتها
يا ويلها ما أضر مسعها

أزجرها وهي لي مخالفة
كأنني لست من أوداها

تنظر في عيب غيرها سفهاً
وكم عيوبٍ لها فتنساها

قد ظلَمتني بسوء عثرتها
ولم تدع لي تقوى ولا جاها

كثيرة اللغو في مجالسها
قليلة الذكر في مصلاها

قليلة الشكر عند نعمتها
ضعيفة الصبر عند بلواه
ا
بطيئة السعي في مصالحها
سريعة الجري في بلاياها

كثيرة المطل في مواعدها
كذوبة في جميع دعواها

بصيرة بالهوى وفتنته
عمية عن أمور أخراها

نشيطة عند وقت لذتها
كاسلة عند وقت ذكراها

تؤومة العين عند صحتها
عظيمة الخوف عند ضراها

حليفة الكبر والرياء فقد
أفسدها كبرها وأطغاها

عظيمة المدح والثناء لمن
يرفع مقدارها ومثواها

مطيلة الذم بالقبيح لمن
عرفها قدرها وطغياها

تفرح في أكلها ومشربها
وحبها للمنام أغراها

ذاكرة للورى مساويهم
ناسية ما جناه كفراها

كم بين نفسي وبين نفس فتى
طهرها بالتقى ونقاها

علمها رشدها وبصرها
ثم بقوت الحلال غداها

أقامها في الدجى على قدم
فانهملت بالدموع عيناها

إذا اشتهت شهوة يعودها
بخوف معبودها فسلاها

وراضها بالصيام فانقمعت
بالرغم عن غيها ومغراها

ذاكرة للإله شاكرة
مخلصة سرها ونجواها

للَه نفس امرئٍ موفقة
آوت إلى ربها فآواها

شرفها ربها وكرمها
ومن مياه اليقين أرواها

سمت إليه بحسن فكرتها
ثم صافي ودادها فصفاها

تلك التي أن دعت لحاجتها
أجابها مسرعاً ولباها

إن بليت بالخطوب صبرها
أو سألت ما يريد أعطاها

ليست كنفسٍ لدي عاصية
آمرها جاهداً وأنهاها

وهي لأمر الإله عاصية
ويلي لما قد جنت ويلاها

كيف إلى ربها تنوب وقد
ذلت لشيطانها فأغراها

فكلما قلت نفس أزدجري
وراقبي في أمورك اللَه

صمت عن الحق وهي سامعة
كأنني ما أريد إياها

لو علمت بعض ما له خلقت
أحزنها علمها وأبكاها

لو تعرف اللَه حق معرفة
لصححت برها وتقواها

لكنها جهلها بخالقها
أغفلها رشدها وألهاها

يا ويح نفسي والويح حق لها
أن صدها ربها وأرداها

تغرها لذة الحياة وما
تدري إلى ما يكون عقباها

قد ضقت ذرعاً بها وأحبسها
لم أك أعصي الإله لولاها

إن أنا حاولت طاعت فترت
وأظهرت وحشة وأكراها

صرت مع النفس في محاربةٍ
تأمرني بالهوى وأنهاها

نحن كقرنين في معاركة
أدرع الصبر عند لقياها

وهي بجند الهوى مبارزتي
وأي صبر يطيق هيجاها

إن جبنت بالقتال شجعها
أو ضعفت في اللقاء قواها

أصرعها تراة وتصرعني
لكن لها السبق حين ألقاها

أحبها وهي لي معادية
كأنني لست من أحباها

عدوة لا أطيق أبغضها
يا ليتني أستطيع أنساها

سابحة في بحار فتنتها
جاثية في سدول ظلماها

أحسبها أن أبت موفقتي
خاسرة دينها ودنياها

يا رب عجل لها بتوبتها
واغسل بماء التقى خطاياها

إن تك يا سيدي معذبها
من ذا الذي يرتجي لرحماها

فألطف بها واغتفر خطيئتها
أنك خلاقها ومولاها


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 02:50 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَرضى عَنِ الخَيراتِ في بَحرِ الرَّدَى
غَرقَى فَلاَ دَاعٍ لِنَهجٍ أَقوَمِ

شُغِفُوا بِكُلِّ رَذِيلَةٍ مَذمُومَةٍ
صَرَفَت وُجُوههم لِوَجهِ الدِّرهَم

نَامُوا عَنِ المَقصُودِ لم يَستَيقِظُوا
سَتَكُونُ يَقظَتُهُم لِخَطبٍ أعظَمِ


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 02:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَرضى عَنِ الخَيراتِ في بَحرِ الرَّدَى
غَرقَى فَلاَ دَاعٍ لِنَهجٍ أَقوَمِ

شُغِفُوا بِكُلِّ رَذِيلَةٍ مَذمُومَةٍ
صَرَفَت وُجُوههم لِوَجهِ الدِّرهَم

نَامُوا عَنِ المَقصُودِ لم يَستَيقِظُوا
سَتَكُونُ يَقظَتُهُم لِخَطبٍ أعظَمِ


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 02:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَأنثُرُ دُرّاً بَينَ سَارِحَةِ النَّعَم
فَأُصبِحُ مَخزُوناً بِرَاعِيَةِ الغَنَم

لأنَّهم أمسَوا بِجَهل لِقَدرِهِ
فَلا أنَا أُضحي أَن أُطوِّقه البَهَم

فَإن لَطَفَ الله اللَّطِيفُ بِلُطفِهِ
وَصَادَفتُ أهلاً لِلعُلُومِ وَلِلحِكَم

نَشَرتُ مُفيداً واستَقَدتُ مَوَدَّةً
وَإِلاَّ فَمَخزُونٌ لَدَيَّ وَمُكتَتَم

فَمَن مَنَحَ الجُهَّالَ عِلماً أضَاعَهُ
وَمَن مَنَعَ المُستَوجِبين فَقَد ظَلَ


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 02:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا ما كنت ملتمساً لرزق
ونيل القصد من عبدٍ وحر

وتظفر بالذي ترجو سريعاً
وتأمن من مخالفة وعذر

ففاتحة الكتاب فإن فيها
لما أملت سراً أي سر

تلازم درسها عقبى عشاء
وفي صبح وفي ظهر وعصر

وعقبي مغرب في كل ليل
إلى التسعين تتبعها بعشر

تنل ما شئت من عز وجاه
وعظم مهابة وعلو قدر

وستر لا تغيره الليالي
بحادثة من النقصان تجري

وتوفيق وأفراح دواماً
وتأمن من مخاوف كل شر

ومن عري وجوع وانقطاع
ومن بطش لذي نهي وأمر


الغزالي
العصر المملوكي

الحمدان 07-06-2024 02:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تظنوا الموت موتاً أنه
لحياة وهي غاية المنى

أحسنوا الظن برب راحم
تشكروا السعي وتأتوا أمنا

ما أرى نفسي إلا أنتم
واعتقادي أنكم أنتم أنا


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 02:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا ولد المولودُ سروا بفرحةٍ
ومن حقهِ أن يبدلوها بترحةِ

ويبكونهُ عندَ المماتِ جهالَةً
ومن حقهِ إظهار كُلِّ مسرَّةِ

ولم يعلموا أن الولادَةَ غربة
أُبِيحَت لهُ عن خيرِ دارِ وأَسرتِ

ومؤتته عود لَهُ نحوَ أهلِهِ
وأَوطانِهِ الأصلية المستلذةِ


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 02:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَإن كُنتَ فِي هَدي الأَئِمَّةِ رَاغِباً
فَوَطِّن عَلَى أَن تَنتَحِيكَ الوَقَائِعُ

بِنَفسٍ وَقَدرٍ عِندَ كُلِّ ملمَّة
وَقَلبٍ صَبُورٍ وَهُوَ في الصّورِ مَانعُ

لِسَانُكَ مَخزُونٌ وَطَرفُكَ مُلجَمٌ
وَسِرُّكَ مَكتُومٌ لَدى الرَّبِّ ذَائعُ

وَذِكرُكَ مَغمُورٌ وَبَالُكَ مُغلَقٌ
وَثَغرُكَ بَسّامٌ وَبَطنُكَ جَائِعُ

وَقَلبُكَ مَجروحٌ وَسُوقكَ كَاسدٌ
وَفَضلُكَ مَدفُونٌ وَطَيفُكَ شَائعُ

وَفِي كًلِّ نَومٍ أنتَ جَارعُ غصَّةً
مِنَ الدَّهرِ وَالإخوَانِ وَالقَلب طَائِعُ

نَهَارُكَ شُغلٌ وَالنَّاسُ مِن غَير مِنَّةٍ
ولَيلُكَ شَوقٌ غَابَ عَنهُ الطَّلاَئِعُ

فَدُونَكَ هَذَا اللَّيلُ خُذهُ ذَرِيعَةً
لِيَومٍ عَبُوسٍ عَزَّ فِيهِ الذَّرائِعُ


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 02:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أسعد بِبَالِ امرِئ يُمسي عَلَى ثِقَةٍ
أنَّ الَّذِي خَلَقَ الأرزاقَ يَرزُقُهُ

فَالعِرضُ مِنهُ مَصُونٌ لا يُدَنِّسُهُ
وَالوَجهُ مِنهُ جَديدٌ لَيسَ يُخلقهُ

إنَّ القَنَاعَةَ مَن يحلل بِسَاحَتِهَا
لَم يَلقَ في دَهرِهِ شَيئاً يُؤرقهُ


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 02:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قُل لِمَن يَفهَمُ عَنِّي ما أَقُولُ
قَصِّرِ القَولَ فَذَا شَرحٌ يَطُولُ

ثمّ سِرٌّ غَامِضٌ مِن دُونِهِ
قَصرت واللهِ أعنَاقُ الفُحولِ

أنتَ لا تَعرِف إيَّاكَ ولاَ
تَدري مَن أنتَ وَلاَ كَيفَ الوُصُولُ

لاَ وَلاَ تَدري صِفَات رُكِّبَت
فِيكَ حَارَت فِي خَفَايَاها العُقُولُ

أَنتَ أكل الخُبزِ لاَ تَعرِفهُ
كَيفَ يَجري مِنكَ أم كَيفَ تَبُول

أين مِنك الرُّوحُ في جَوهَرِهَا
هَل تَرَاهَا فَتَرَى كَيفَ تجولُ

أينَ مِنكَ العَقلُ والفَهمُ إذَا
غَلَبَ النَّومُ فَقُل لي يَا جَهُولُ

فَإذَا كانَت طَوَايَاكَ الَّتي
بَينَ جَنبَيكَ كَذَا فِيهَا ضَلُولُ

كَيفَ تَدري مَن عَلَى العَرشِ استوى
لاَ تَقُل كَيفَ استَوَى كَيفَ النُّزُولُ

فَهُوَ لاَ أَينَ وَلاَ كَيفَ لَهُ
وَهُوَ في كُلِّ النَّوَاحي لاَ يَزُولُ

جَلَّ ذَاتاً وَصِفَاتٍ وَسَمَا
وَتَعَالَى رَبّنَا عَمَّا تَقُولُ


الغزالي

الحمدان 07-06-2024 02:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏يا راحلين بعذب الذكريات قفوا
ردوا علي بقايا الروح وانصرفوا

لا تتركوني على الأعتاب منتظراً
وأنصفوني من الأشواق وانتصفوا

لي فيكم قصة في الحب دامية
وكلما قلت تمت عادني الشغف

أحيا بها شوق يعقوب ليوسُفه
لكنني بقميص الوهم ألتحف

هذا قليل من الأوجاع بحت به
وما أداريه عنكم فوق ما أَصف


......

الحمدان 07-06-2024 03:00 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَـا صَاحِـبِي ، رِفقًا بِقَلبِك مَا الَّذِي
زَرَع الأسَىٰ فِي مُقلتَيك وَ أدمَعَك

لِمَ مَـاتَت الآمَـالُ وَ انقَطَع الرَّجَـا
وَ مَخـاوفُ الأيَّام تَسكُنُ أضـلُعَك

عُـد للِحَـياة وَ كُـن لآخِـر لَحـظةٍ
مُتفَـائلًا ، فَلـطَائِف المَولىٰ مَعَك

أيَّـامُ عُمـرِك لَـن يطُولَ بَـلاؤهَـا
وَ غَدًا سَتنسَىٰ كلَّ هَـمٍّ أوجَعَك


......

الحمدان 07-06-2024 03:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا طالتْ مسافاتُ التنائي
تلاقينا .. ولو عزَّ اللقاءُ

فلا تعني لنا الأبعاد شيئًا
وللأرواحِ وصْلٌ والتقاء

ونحيا الودَّ بل نحيا التداني
وفي الله المحبَّةُ والإخاءُ

ونذكركُم وأنتم تذكرونا
بظهْر الغيب يجمعُنا الدعاءُ


......

الحمدان 07-06-2024 03:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يابحرُ قلْ لي متى الأمواجُ تحمِلُني
أنا الغريبُ فلا أهلٌ ولا وطنُ

قلبي هنالك لم يبرح مراتعَهُ
والحالُ أني كما الأمواتِ لي بدنُ

أمشي وطرفي كَلِيلٌ لا يرى أبدًا
غيرَ السوادِ فلا حُسْنٌ ولا حَسَنُ

العمرُ ضاع بذي الأسفارِ يا أسفي
والأصلُ ضاع وضاع المُهر والرسنُ

......

الحمدان 07-06-2024 03:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تكوني عصبيَهْ!

لَنْ تثيريني بتلكَ الكلمات البربريَهْ

ناقشيني بهدوءٍ و رويَهْ

مَنْ بنا كانَ غبياً؟ يا غبيَهْ

إنزعي عنكِ ، الثياب المسرحيَهْ

و أجيبي ، مَنْ بنا كانَ الجبانا؟

مَنْ هو المسؤولْ عن موت هوانا؟

مَنْ بنا قَدْ باعَ للثاني ، القصورَ الورقيَهْ؟

من هو القاتلُ فينا و الضحيَهْ؟

مَن ترى أصبحَ منّا بهلوانا؟

بينَ يومٍ و عشيَهْ؟

إمسحي دمعَ التماسيحَ

و كوني منطقيَهْ

أزمة الشك التي نجتازها

ليسَ تنهيها الحلولَ العاطفيَهْ

أنتِ نافقتِ كثيرا

و تجبرتِ كثيرا

و وضعتِ النارْ في كل الجسور الذهبيَهْ

أنتِ منذ البدءْ ، يا سيدتي

لَمْ تعيشي الحبَّ يوماً ، كقضيَهْ

دائماً ، كنتِ على هامشهِ

نقطةً حائرةً في أبجديَهْ

قشةً تطفو ، على وجه المياه الساحليَهْ

كائناً ، من غير تاريخٍ و من غير هويَهْ

لا تكوني عصبيَهْ!

كل ما أرغبُ أنْ أسأله

منْ بنا كانَ غبياً ، يا غبيَهْ؟

نزار قباني

الحمدان 07-06-2024 04:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أتيتُ نحوكَ لما الدّهر أتعبَني
‏فما لبثتُ و زادت بي جِراحاتي

‏إنّي أتيتُك بأشتاتي لتجمعها
‏ما لي أراكَ و قد شتّتَ أشتاتي

......


الساعة الآن 05:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية