منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-07-2024 01:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا أعِذر المرءَ يصبو وهو مختارُ
الحبُّ يُجمَعُ فيه العارُ والنارُ

فعارُه سَفَه العذَّال إن هَجروا
ونارُه حُرَقٌ إن شطّت الدارُ

لولا كَهانة عينى ما درت كبِدى
أن الخِمارَ سحابٌ فيه أقمارُ

يُهوىَ بياضُ محيّاها وحُمرتُهُ
كما يروقك دِرهامٌ ودينارُ

إيهٍ أحاديث نَعْمانٍ وساكنه
إنّ الحديثَ عن الأحباب أسمارُ

يا حبذا روضُة ألأحوىَ إذا احتجَبتْ
عنّى الثغورُ حكاها منه نُوّارُ

وحبَّذا البانُ أغصانا كَرُمنَ فما
لهنَّ إلا الحمَامُ الوُرقُ أثمارُ

ظلِلتَ مُغْرىً بذي عينينِ تعذُله
وقبلَه قد تعاطى العشقَ بشّارُ

عند العذول اعتراضات ومَعنفةٌ
وفي العتاب جواباتٌ وأعذارُ

لا سنَحتْ بعدهم عُفرُ الظباء ولا
ترَّجحتْ في الغصون الخُضْر أطيارُ

كأننى يومَ سُّلمانَيْنِ قد علِقتْ
بِي من أُسَامةَ أنيابٌ وأظفارُ

أفِّتُش الريحَ عنكم كلَّما نفحتْ
من نحو أرضكم نكباءُ مِعطارُ

وأسأل الركبَ أنباءً فيكتمُنى
كأنّكم في صدورِ القوم أسرارُ

حتى الخيال بدا جنبى ليوهمَنى
قُربا ومن دونكم بيدٌ وأخطارُ

ما تطمئنُّ بكم دارٌ كانّ عَلا
ءَ الدِّين مطلبُه في حيِّكم ثارُ

هو الذي لو حمىَ مَرعىً لما سَرحتْ
سوائم الدهر إلا حيث يختارُ

ولو تُجاوره الأغصانُ ما خطَرت
ريحُ النُّعامىَ عليها وهي مغوارُ

يُحكَى له في المعالى كلُّ مأثُرةٍ
تُصبى القلوبَ وتُروَى عنه أخبارُ

عظَّمتُمُ مَن له في المجد مَكُرمةٌ
وأين ممَّن له في المجدِ آثارُ

أنَّى أقام فذاك الشَّعبُ منتجَعٌ
وكلُّ يومٍ يُحيَّا فيه مختارُ

لولا ضمانُ يديه رىَّ عالَمِهِ
لجاءت السُّحبُ من كفَّيه تمتارُ

يلقَى العُفاةَ ببشرٍ شاغلٍ لهمُ
عن السؤال وللأنواء أنوارٌ

وحظُّته في العطايا أنَّ راحتَه
بين العُفاةِ وبين الرِّفدِ سُمّارُ

أخو المطامعِ بلقاه بِذلَّتها
وينثنِى وهو في عِطفْيه نَظَّارُ

أفنىَ الرجاء فما للخيل ما نحتوا
من السروج ولا للعِيس أكوارُ

لا يَنهَبُ الشكرَ إلا من كتائبِه
يومَ التغاورِ أضيافٌ وزُوّارُ

إذا القِرَى عَقَرت أُمَّ الحُسوارِ له
رأيته وهو للآمال عَقَّارُ

لله مقتبلُ الأيام همّتهُ
لها من البأس والإقبال أنصارُ

ثِقْ بالنجاح إذا ما اجتاب سابغةً
لها الثرّيا مساميرٌ وأزرارُ

لا يتوارى ضميرِّ عن سريرته
كأنما ظنُّه للغيب مِسبارُ

من الورى هو لكن فاقهم كرما
كذلك الدرُّ والحصباءُ أحجارُ

بأىِّ رأىٍ أبو نصرٍ يجاذبه
حبلَ الخلاف وبعضُ النقضِ إمرارُ

أما رأى أنَّ ليثَ الغاب مجتمعٌ
لوثبةٍ وفنيقَ النِّيبِ هَدّارُ

ولا جُناحَ على مُرسٍ كلا كلَه
إذا تقدّم إعذارٌ وإنذارُ

بدأتَهُ بابتسامٍ ظنَّه خَوَرا
فاغتَّر والكوكبُ الصبحىّ غرَّارُ

الآن إذ كشفَتْ عن ساقها ورمت
قناعَها الحربُ والفُرسان أغمارُ

غدَا يمسِّح أعطافَ الردَى ندما
وكيف تنهضُ ساقٌ مُخُّها رارُ

يُغشِى السفائنَ نيرانَ الوغَى سفَها
والنارُ أقواتُها الأخشابُ والقارُ

إن كان للأجَم العادىِّ مدّرعا
فالليثُ بين يراع الخيس مِذعارُ

أو كان يغترُّ بالأمواه طاميةً
فإن بالقاعِ من كَفيْه تيّارُ

إذا ترنَّم حَولىُّ البعوضِ له
ترنَّمت في قسى الترُّكِ أوتارُ

أنجِزْ مواعيدَ عزمٍ أنتَ ضامنُها
ولا يُنهنِهْكَ إِردبٌّ وقِنطارُ

فإنما المالُ رُوحٌ أنت مُتلفُها
والذِّكرُ في فلواتِ الدهر سَياَّرُ

لا تتَّرِكْ نُهزَةً عنَّتْ سلَّمَةً
إلى علاك فإن الدهرَ أطوارُ

وما ترشحَّ يومُ المِهرَجانِ لها
إلا وللسعدِ إيراد وإصدارُ

لما رآك نوى نَذار يقومُ به
حتى أتاك وشهرُ الصوم مِضمارُ

وقد زففنا هداياه مُنمنَمةً
كأنّها في رقاب المجد تِقصارُ

ولستُ أرخصُ أقوالى لسائمها
إلا عليك وللأشعارِ أسعارُ


صدرد

الحمدان 07-07-2024 01:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلَكم إلى ردِّ الشباب سبيلُ
أم عندكم لمشيبه تأويلُ

نُورٌ من الشعَراتِ ليتَ افولَه
فيها طلوعٌ والطلوعَ أفولُ

ما كان يشفع لى فجدَّد هِجرةً
فِقدانُهُ لكنّه تعليلُ

يا ليته جَنَبَ الغرامَ وراءه
فيقالَ لا غِرٌّ ولا معذولُ

ها تلك أشجانى كما خلَّفتها
لعبَ الزمانُ بها وليس تحولُ

يقتادُنى البرقُ اليمانِ كأنه
من عند إيماضِ الثغور رسولُ

وكأَنَّ قلبي والمهامهُ بيننا
جىٌّ على وادى العِضاهِ حُلولُ

تُفتِى براقِعُهم وما استفتيتُها
أنّ اللِّحاظَ إذا اختُلسنَ غُلولُ

اُنظر خليلى من قَرَارٍ هل ترى
قَطَنا فطَرفُ العامرىِّ كليلُ

وحلفتُ ما بَصِرى بأصدقَ منكما
نظرا ولكنَّ الغرامَ دليلُ

قالوا الديارُ وقد وقفت فزدانى
بثًّا رسومٌ رثَّةٌ وطلولُ

ونَشِقتُ خفّاقَ النسيم فما شفا
دائى وهل يشفِى العليلَ عليلُ

وكَرعتُ سَلسالَ الغدير وليس ما
بُلّ الشفاهُ به يُبَلُّ غليلُ

يا ضالة الوادى أَحُثّ مطيَّتى
أم عند ظبِيِك في الكناسِ مَقيلُ

عيناه أسلمُ لي ويُعجِبُ ناظرى
مُقَلُ كأن لحاظَهنُّ نُصولُ

مُقَلٌ لغِزلانِ الحِجازِ وسِحرُها
من بابلٍ مستجلَبٌ منقولُ

ولقد طرقتُ البيتَ يُكره ربُّه
والشوقُ ليس يَعيبه التطفيل

أيظُنُّ من عَقَر النجائبَ قومُها
الدماءَ جميعَها مطلولُ

من دون سفكِ مدامعى ما شئت من
حِلْم ودون دمىِ تغولك غولُ

وأنا امرؤٌ لو مُدَّ من غُلوَائه
نطقى لقيل كلامُه تنزيلُ

لا يطمع العظماءُ في مدحى ولا
طمَعى على أبوابهم معقولُ

ولو استطعتُ لما اغتبقتُ بشَربةٍ
مما يَمُدُّ فُراتُهم والنيلُ

وإذا تأملتُ الرجالَ تفاوتت
قِيَما وميَّز بينها التحصيلُ

بعضٌ همُ غُرر الجيادِ وبعضُهم
بين السنابك والصِّفاقِ حُجولُ

مِثل الِّحُلى دمالجٌ وخلاخلٌ
منه ومنه التاجُ والإكليلُ

لولاهُمُ غرَبتْ شموسُ محاسنٍ
وهوَى ببدر المكرمَات أُفُولُ

تبًّا لهذا الدهر لا مِيزانُه
قِسْطٌ ولا في قَسمه تعديلُ

جَوْرٌ يساوى عالما متعالمٌ
فيه ويُشبِهُ فاضلا مفضولُ

لا درَّ دَرُّ المرء يقطعُ دهرَه
رِخوَ الإزارِ وعزمُه مفلولُ

الَبيدُ تزرعُها المناسمُ وهي لا
تدرى أعرضُ شَوطُها أم طولُ

واليَعْمَلاتُ سياطُها وحذاؤها
نسبٌ نماه شَدقُم وجديلُ

فإذا كمالُ الملكِ سَحّ سحابُهُ
نبتَ الرجاءُ وأثمر المأمولُ

سبقت مواهبُه المديحَ فظنَّ مَن
عجِلتْ إليه أنها بِرطيلُ

عجِلٌ إلى المعروف يَحسبَ أنه
ظلٌّ إذا لم يغتنمه يزول

كثُر الكلامُ به وفي أمثالهم
من قبله أ الكرام قليلُ

وإذا جرى في غايةٍ شهِدت له
أن لا مخلِّقَ في مَداه رسيلُ

ضلَّتْ ركائبُ من يؤمُّ طريقَه
إنّ العلاءَ سبيلهُ مجهولُ

يتوارث المجدَ التليدَ بمعشر
أدنَتْ فروعَهمُ إليه أُصولُ

جازوا على عَنَت الحسودِ فلم يجد
عيبا وماذا في النجوم يقولُ

لهمُ إذا كرمُ الطباعِ هززْتَهُ
نصلٌ وأنت الرونقُ المحلولُ

وإذا انتهى نسبٌ إليك فإنه
فَلَقُ الصباح مع الضُّحى موصولُ

ولقد شددتَ وَثَاقَ كلِّ مُلَّمةٍ
يُلوَى عليها مُبَرمٌ وسحيلُ

وحمَيت أوطانَ الأمور وإنما
كانت غماما بالدماء تسيلُ

وإذا التقت حِلَقُ البِطان فإنما
يكفيك ثَمَّ رسالةٌ ورسولُ

بدلا من القُب العِتاق ضوامرٌ
رُقشُ المتونِ صريرُهن صهيلُ

يَنبُتنَ مثل الروض إلا أنّه
ترعاه أسماعٌ لنا وعقولُ

ومن الصِّفاح البِيض كل صحيفةٍ
لنزاعها بالراحتين صليلُ

سحَبت لكَ الأيامُ ردائها
مَرَحا يدوم بقاؤه ويطولُ

وتتابعت حِججٌ يؤرِّخ عصرَها
عُمرٌ به خُلدُ الزمان كفيلُ

ينتابك النوروز يجنُب إِثَرهُ
أعوامَ سعدٍ كلُّهن صقيلُ

هو خطةٌ همَّ المُصيفُ بقصدها
شوقا ونادى بالشتاء رحيلُ

أخذ الربيعُ زمامه حتى استوى
في عارضيه نبتُه المطلولُ

بك أشرقت إيّامه فكأننا
في عصِر كِسرَى يَزْدَجِرْدَ نُزولُ


صدرد

الحمدان 07-07-2024 01:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حرامٌ علىَّ طُروقُ الديارِ
ما دام فيها الغزالُ الربيبُ

أشاهد في جانبيها هواىَ
لغيري وماليَ فيه نصيبُ

وقد كان فوضَى فكان المنى
تعللنى والتمنِّى كذوبُ

فلمَّا تصيَّده قانصٌ
ألدُّ على ما حواه شَغوبُ

تداويتُ من مرضٍ في الفؤاد
بيأسىَ واليأسُ بئسَ الطبيبُ

فقد وهبَ الثأرَ ذاك الحريصُ
ونام على الحقدِ ذاك الطلوبُ

ومن عزَّ مطلبُه مُهمَلا
فكيف به وعليه رقيبُ

فلا حظَّ فيه سوى لمحةٍ
تُنافس فيها العيونَ القلوبُ

وُجود الأمير بأمثاله
فكلُّ بعيدٍ عليه قريبُ

وهوب الجيادِ وبيضِ القِيا
ن والظبي يرتجُّ منه الكثيبُ

وعَقَّار كُومِ الصَّفايا إذا
تعذَّرَ عند الضُّروع الحليبُ

تَعيثُ الأخلاّءُ في ماله
كما عاث في جانب السِّربِ ذيبُ

وما يسحَرُ القولُ أخلاقَهُ
ولكنّه الكرمُ المستجيبُ

ظفِرتَ وويلُ امّها حُظوةً
ببدرٍ تُزرُّ عليه الجيوبُ

إذا رُدِّد الطَّرفُ في حسنه
أثار البديعَ وماج الغريبُ

عُبوسٌ يُولَّد منه السرورُ
ومن خُلُقِ الخندريسِ القُطوبُ

وتيهٌ كأَنْ ليس بدرُ السماء
يُلمُّ الكسوفُ به والغُروبُ

ولولا حياءٌ تقمَّصتُهُ
لأجلكَ حجَّ إليه النسيبُ

سأطوِى على لَهبٍ غُلَّتى
إلى أن يُعطَّلَ ذاك القَليبُ

وأعلمُ أنْ سيباحُ الحمى
إذا أظهر الشَعراتِ الدبيبُ

طِرازٌ ينمنُمِ في العارضيْن
يُزَّينُ منه الرداء القشيبُ

فما ذلك الحسنُ مستقبَحا
بشَعرٍ ولو لاح فيه المشيبُ


صدرد

الحمدان 07-07-2024 01:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَجاجةُ قلبٍ ما يُفيق غُرورُها
وحاجةُ نفسٍ ليس يُقضَى يسيرُها

وعينٌ إلى الأطلالِ تُزجِى سحابَها
إذا لوعةُ الأحشاءِ هبَّ زفيرُها

أكلَّفها هطلا على كلِّ منزلٍ
فلو أنها أرضٌ لغارت بُحورُها

وما تجمع العينُ التوسُّمَ والبكا
فهل تعرفانِ مقلةً أستعيرُها

وقفنا صفوفا في الديار كأنها
صحائفُ ملقاةٌ ونحن سطورُها

يقول خليلى والظّباء سوانحٌ
أهذى التي تهوى فقلت نظيرُها

لئن أشبهتْ أجيادُها وعيونُها
لقد خالفت أعجازُها وصدورُها

فيا عجبى منها يَصُدّ أنيسُها
ويدنو على ذُعرٍ إلينا نَفورُها

وما ذاك إلا أنَّ غِزلانَ عامرٍ
يثقنَ بأن الزائرين صُقورُها

ألم يكفِها ما قد جنتهُ شموسُها
على القلب حتى ساعدتها بدورُها

نكَصنا على الأعقاب خوفَ إناثها
فما بالها تدعو نَزالِ ذُكورُها

ووالله ما أدرى غَداة نظرنَنا
أتلك سهام أم كئوسٌ تديُرها

فإن كنَّ من نَبلٍ فأين حَفيفُها
وإن كنَّ من خمرٍ فأين سرورهُا

أيا صاحبىّ استأذنا لىَ خُمْرَها
فقد أذِنتْ لي في الوصول خدورُها

هباها تجافتْ عن خليلٍ يروعُها
فهل أنا إلا كالخيال يزورُها

وقد قلتما لي ليس في الأرض جَنّةٌ
أما هذه فوق الركائب حُورُها

فلا تحسَبا قلبي طليقا فإنما
لها الصَّدرُ سجنٌ وهو فيه أسيرُها

يعِزُّ على الهِيم الخوامسِ وِردُها
إذا كان ما بين الشفاه غديرُها

أراكَ الحمى قل لي بأَيّ وسيلةٍ
وصلتَ إلى أن صادفتك ثغورُها

ومالي بها علمٌ فهل أنت عالم
أأفواهها أولى بها أم نحورُها

يطيب النسيمُ الرطبُ في كلّ منزلٍ
وما كلُّ أرض يستطابُ هجيرُها

وأنَّ فروعَ البان من أرض بِيشَةٍ
حبيبٌ إلىّ ظلُّها وحَرورُها

أَلذُّ من الورد الجنىّ عَرارُها
وأحلىَ من الشهدِ المصفَّى بَريرُها

على رِسْلكم في الحبّ إنّا عصابةٌ
إذا ظفِرتْ في الحبِّ عفَّ ضميرُها

سَواءٌ على المشتاق والهجر حظُّه
أألقت عصاها أم أجدَّ بُكورُها

لعمرُك ما سحرُ الغوانى بقادرٍ
على ذات نفسي والمشيبُ نذيُرها

وما الشَعراتُ البيضُ إلا كواكبٌ
مطالعُها رأسى وفي القلب نُورُها

ضياءٌ هدانى فاهتديتُ لماجدٍ
سُهولُ المعانى طُرقُه ووُعورُها

أجابَ به اللهُ الخلافةَ إذ دعت
وزيرا فكان من أجنَّ ضميرُها

به غَصَّ ناديها وأشرقَ سعدُها
وأُفعمَ واديها وسُدّت ثُغورُها

تَباهَى به يومَ الرحيل خيامُها
وتُزهَى له يومَ المقام قصورُها

وقد خفيتْ من قبله معجزاتُها
فأظهرها حتى أقرّ كَفورُها

فما رأيه إلا سمُوطُ لآلىء
يرصَّع منها تاجُها وسريرُها

ولا عجبٌ أن تستطيلَ عِمادُها
وهذا الهمامُ الأريحىّ وزيرُها

فقل للّيالي كيف شئتِ تقلَّبي
ففي يدِ عبلِ الساعدينِ أمورُها

يدٌ عبِقت بالمكرُمات وضُمِّختْ
وما الطيبُ إلا مِسكها وعبيرُها

إذا كان خاتامُ الخلافةِ حَلْيَها
فأىّ افتخار يستزيد فَخورُها

وما صيغ لولا معصماهُ سِوارُها
ولا صين لولا مَنكِباه حريرُها

أمانىُّ في صدور الوزارةِ بُلغِّتْ
به كُنهَها حتى استحقَّتْ نُذورُها

لوتْ وجهها عن كلّ طالب مُتعةٍ
إلى خاطبٍ حِلٍّ عليه سُفورُها

ومن ذا كفخر الدولة اتامها له
وما كلُّ نجم في السماء منيرُها

اَلانَ رأينا في مجالس عزِّها
مجالسَ تُملاَ بالعَلاء صدورُها

كأنَّ على تلك الأرائك ضيغما
له نأَماتٌ لا يجابُ زئيرُها

إذا مَثَلَ ألأفوامُ دون عَرينهِ
تساوَى به ذو طيشها ووقورُها

تكاد لِما قد أُلبست من سكينةٍ
ترِفُّ على تلك الرؤوس طيورُها

دعوا المجد للرّاقى إلى كل قُلَّةٍ
يُشقُّ على العَوْدِ الذلول خُدورُه
ا
لذى الخطَراتِ المخبراتِ يقينَه
بمستقبَل الحالاتِ ماذا مصيرُها

ألم تعلموا أن النعائمَ في الثرى
وأن البُزاةَ في الشِّعاب وُكورُها

وقد علمت أبناءُ هاشمَ كلُّها
بأي ابن هَمٍّ قد أمِرَّ مَريرُها

بمكتهلِ الآراء لو زاحموا به
جبالَ شَروْرَى لارحَجنَّت صُخورُها

مقيم بأطرافِ المكارم سائل
ركابَ بنى الحاجات أين مسيرُها

جزى اللهُ ربُّ الناس خيرَ جزائه
ركائبَ تخَدِى بالمكارم عِيرُها

وأسقَى جيادا سِرنَ بالبأس والندى
من الساريات الغاديات غزيرُها

تناقلن من علياءِ دارِ ربيعةٍ
وبكرٍ بأنواءٍ يفيض نميرُها

تخطَّت شُعوبا من ذؤابة عامرٍ
لها العزُّ حامٍ والنجاحُ خفيرُها

وساعدها من آلِ جُوثَةَ عصبةٌ
إذا ثوّب الداعى يعزُّ نصيرُها

حماةُ السيوف والرماح حِمَامُها
وأحشاءُ ذؤبانِ الفلاة قبورُها

قِبابهم السمرُ الطوالُ عِمادُها
ومُقرَبَةُ الخيلِ العتاقِ ستورُها

وأفنيةٌ مثلُ الروابى جِفانها
ومثل الجبال الراسيات قدورُها

إذا طَرقَ الأضيافُ غنَّت طلابُها
وناحت بشجوٍ شاتُها وبعيرُها

فما خَطَت الجُودِى حتى تراجفتْ
إليهنّ آكام العراقِ وقُورُها

وكادت لها بغدادُ يوم تطلّعت
تسيرُ مغانيها وتَجمحُ دُورُها

فلم تك إلا هِجرةٌ يثربيَّةٌ
حقيقٌ على رهطِ النبىِّ شُكورُها

فلله شمسٌ مغربُ الشمسِ شرقُها
وفي حيثما شاءت طُلوعا ذُرورُها

أعدْتَ إلى جسم الوزارة رُوحَهُ
وما كان يُرجَى بعثُها ونُشورُها

أقامت زمانا عند غيرك طامِثًا
وهذا الزمان قُرءُها وطَهورُها

من الحقّ أن يُحبَى بها مستحقُّها
ويُنزَعَها مردودةً مستعيرُها

إذا ملك الحسناء من ليس كفؤها
أشار عليها بالطلاقِ مُشِرُها

أظنَّ ابنُ دارستَ الوزارةَ تَلعةً
بفارسَ قد عُدَّتْ عليه بُدورُها

وإن هضاب المجد ليست بمَزلَقٍ
لأحنفَ كابى الحافرين عُثورُها

ألمَّا يكن في نسجِ تُوَّجَ شاغلٌ
له عن تعاطى رتبةٍ لا يطورُها

أقول وقد واراه عنّا حِجابهُ
رويدَكَ دون الفاحشات سُتورُها

وأعلقه بابن الحُصيْن سفاهةٌ
ألا خابَ مولاها وساء عشيرُها

فأعدَى إليه رَأيَهُ فأباده
كما أهلك الزَّبَّاءَ يوما قَصيرُها

وهل نجمه الهاوى سوى دَبَرانها
وهل ريحُه الهوجاءُ إلا دَبورُها

وأطربه تحت الرِّواق نُهاقُه
وليس يروق الأُتْنَ إلا حَميرُها

وما كان طنّى أن للذئب وقفةً
وقد جرَّ أرسانَ الأمور هَصورُها

فأرضُ رُعاءِ البَهْمِ إلا تُقِرَّه
يُعقَّرْ بنابٍ لا يُبِلُّ عقيرُها

ولا تُلقيَنَّ البأسَ عند احتقارهِ
ألا ربما جر الخطوبَ صغيرُها

بودّىَ لو لاقيتُ مجدَك تالياً
مناقبَ أُسديها له وأَنيرُها

ولكننى أبعدتُ في الأرض مذهبى
لإعزاز نفسٍ قد جفاها عَذيُرها

وهجهجَ بي عن أرض بغدادَ ذِلةٌ
كوخز سنانِ السمهرىّ حُصورُها

لأمثالها تعلو الجيادَ سُروجُها
ويلتقم الحَرْفَ العَلَنداةَ كُورُها

فكدت بأن أنسى لذاك فصاحتى
سوى أنّ طبعا في الحمَام هديرُها

تركنا رُبَى الزوراء ينزو خِلالَها
جَنادبُ يعلو في الهجير صَريُرها

وقلتُ بلادُ الله رحبٌ فسيحةٌ
فهل معجزى أفحوصة أستجيرُها

وقد تترك الأسدُ البلادَ تنزُّهاً
إذا ما كلابُ الحيّ لجَّ هريرُها

أقامت بمثواك الليالي مُنيخةً
مكرَّرةً أيامُها وشُهورُها

يؤرَّخُ من ميلاد سعدك عَصْرُها
وتُحصَى بأعمار النسور دُهورُها

فدونكها للتاج يُبتاع دُرُّها
فَرزدقُها غَوَّاصها وجَريُرها

وقد زادها حسنا لعينيك أنها
على مسمعَىْ داود يُتلَى زَبورُها


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قالوا وزيرانِ هوَى نجمُ ذا
ونجمُ هذا قد علا طالعا

كذلك الدهرُ يُرَى خافضا
طورا وطورا قد يُرَى رافعا

قلتُ قياسٌ ويحْكم زِبْرِجٌ
جوهرُه لا يقبلُ الطابعا

هذا أتى من آمدٍ ساميا
وذا أتى من فارسٍ خاضعا

كم بين من وُلِّىَ من فوقها
فقرَّ في مركزها وادعا

وبين من رُقِّىَ من تحتها
فخرَّ من ذِروتها واقعا

نطَّرِحُ الباطنَ ما بيننا
ونستفيدُ الظاهر الذائعا

ابِن جَهيرٍ وابنُ دارسْتِكم
بأىِّ لفظٍ يُعجِبُ السامعا

أليس مطبوعا على قلبه
من ظنَّ تيسا أسدا رائعا


صدرد

الحمدان 07-07-2024 01:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
من رأَى المجدَ يُثير القِلاصا
والعُلا تُزجى العِتاقَ الخِماصا

والقِبابَ البيضَ قد وعَدُوها
بالمعالى فاستطالتْ خِراصا

بعميد الدولةِ الأرضُ تُطوَى
حين لا ترجو النجومُ خَلاصا

وفجِاجُ السعى بين يديه
تشترِى الآمالَ منه رِخاصا

مذ رأيناهُ سحابا عجِبنا
كيف يحتلُّ ويأوِى العِراصا

كرمٌ فاضَ فما اختصَّ أرضا
دون أرضٍ بنداه اختصاصا

من يحبّ العزّ يَدأبْ إليه
وكذا من طلب الدُّرَّ غاصا

قرّت الأعينُ بالقربِ منه
فأراد البعدُ منها القِصاصا

لو مَلكنا الأرضَ أو لو أطقنا
لسَددنا برُباها الخَصاصا

وعقَلنا الناجياتِ خلاءً
وربَطنا المُقْرَباتِ ارتهاصا

فهِمتْ ما حمَلتْ في ذُراها
من جمالٍ فارتقصنَ ارتقاصا

ماجدٌ إن خاف أسهمَ ذمٍّ
لبس الجودَ عليه دِلاصا

أدواتُ الفخرِ ألقَّنَ فيه
حسَبا عِداًّ وعِرقا مُصاصا

رُبَّ عزمٍ إ يُحَكَّمْ له لم
تجد الأقدارُ عنه مَناصا

ساهر القلب إذا رامَ عُظمَى
إن كَرى النومِ للأعينِ حاصا

قذفتْ منه الليالي بِقرنٍ
تنكُص ألأبطالُ عنه انتكاصا

محسنٌ بالرأي ضربا وطعنا
يُخجل البيضَ ويُخزِى الخِراصا

ساحر الألفاظ ولو شاء ظبيا
أسر الوحش بهنَّ اقتناصا

كلما أبصرَه حاسدوه
كُلِّلتْ تلك العيونُ حُصَاصا

كشعاع الشمسِ ترجِع عنه
مَضْرِحيّاتُ العيون عِماصا

ففداه كلُّ جَهم المُحيَّا
مانعٌ عسجدَه والرَّصاصا

كالشَّموسِ الصَّعبِ إن ذلَّلوه
زادهم ذُعرا ولَجَّ قِماصا

مستهامٌ بالغوانى إذا ما
صقَلتْ خداًّ وأرختْ عِقاصا

أين تبغى قد زحَمتَ الثريّا
في مَداها وانتعلتَ النَّشاصا

غايةٌ لو ذو جَناحٍ إليها
طار لاعتاصت عليه اعتياصا

أنتمُ آلُ جَهِيرٍ عديدٌ
لا رأتْ فيه البنانُ انتقاصا

كلّما قيل الرحيلُ قريبٌ
غَصَّ بالبادر حَلْقى اغتصاصا

وأرى قلبي سيقتصُّ إمّا
سرتَ آثارَ المطىِّ اقتصاصا

اِقْضِ في أمري بما أنتَ قاضٍ
فبأنعامك أرجو الخَلاصا

ردَّك الله إلينا سليما
بك أيامُ الزمان تَواصَى


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ودِدتُ التصابى فيك إذ كان عاذرى
وعاديتُ حلمى إذ غدا عنك زاجرى

ومالي سوى قلبٍ يضلّ ويهتدي
فإما الهوى فيه وإما بَصائري

وإني لأدرِي أنما الغُنْجٌ واللَّمَى
وبيضُ الطُّلَى هنّ القذى في المحاجرِ

ولكنّها نفسٌ تروضُ طباعَها
بما حملته من عذاب الجآذِرِ

عدِمتُ فؤادي يبتغي الآنَ رشدَه
فهلاّ قُبيل الحبّ كان مشاورى

فما بالنا نُعطَى الدنيَّة في الهوى
وفي الروع لا نعطَى ظُلامةَ ثائرِ

كأنا جميمُ الروض يقطُف نَوْرَه الظ
باءُ ولا يحلو لأُسْدٍ خوادرِ

وإنّ انقيادى طوعَ ما أنا كارهٌ
يدلُّك أنَّ المرءَ ليس بقادرِ

لواحظُنا تجنىِ ولا علَم عندَها
وأنفسُنا مأخوذةٌ بالجرائرِ

ولم أرَ أغبىَ من نفوسٍ عفائفٍ
تصدّق أخبارَ العيون الفواجرِ

ومن كانت الأجفانُ حُجَّابَ قلبهِ
أَذِنَّ على أحشائه للفَواقِرِ

إذا لم أفز منكم بوعدٍ فنظرَةٍ
إليكم فما نفعى بسمعى وناظرى

وما زال لي عند الظباء ظُلامةٌ
تُرَدُّ إلى قاضٍ من الحبّ جائرِ

لعمرُك ما بي في الصبابة حَيرةٌ
تقسِّم فكرى بين ناهٍ وآمرِ

تصاممتُ عن عذل العذول لأنه
احتجاجٌ لسالٍ واعتذارٌ لعاذرِ

وكيف بنسياني الذي حفِظ الصِّبا
وبات به طيفُ الخيال مسامرى

بلى إِنّ بَردَ اليأس يطفىءُ حُرقةً
ولو سُقيت منه قلوبُ الهواجرِ

وإِنّا إذا ضلَّت من الحَزْنِ نفحةٌ
فزِعنا إلى نِشدانها بالمناخرِ

أصعِّد أنفاسي إذا ما تمرّغت
على تُربه هوجُ الرياح الخواطرِ

وأذكرُ يوما قصَّر الوصلُ عمرَهُ
كأنا التقينا منه في ظلِّ طائرِ

متى غَنت الورقاءُ كانت مدامتى
دموعى وزفراتي حنينَ مَزاهِري

خليليَّ هذا الحُلُم قد أطلق الأسَى
وبثَّ حُبولَ الشوق بين الضمائر

ولم يبق في الأحشاء إلا صُبابة
من الصبر تجرِي في الدموع البوادرِ

فَلَيًّا بأعناقِ المطىِّ فربّما
أصبنا الأماني في صدور الأباعرِ

وإن لم يكن في ربّة الخِدر مَطمعٌ
قنَعنا بآثار الرسوم الدوائرِ

مَرابط أفراس ومَبرك هَجمةٍ
وملعب ولدان ومجلس سامرِ

وسُفعِ أئافىٍّ كانّ رَمادَها
حمائمُ لكن هنَّ غيرُ طوائرِ

ويا حبّذا تلك النُّئىّ وليتها
تروح خلاخيلي وتغدو أساورى

إذا أنتَ لم تحفَظ عهودَ منازلٍ
فلستَ لعهد النازلين بذاكرِ

سقاها الذي أضحت ينابيعُ فضلهِ
تَمُدُّ شآبيبَ الغيوثِ البواكرِ

فجودُ عميد الدولة العُشبُ والحيا
ومقتَرَحُ الراجى وازادُ المسافرِ

كُفيتَ به أن تطلبَ الرزقَ جاهدا
على زعمهم بالسعي أو بالمقادرِ

تظَلُّ قَلوص الجُود ترقُص تحتهُ
إذا حُديتْ يوما بنغمة شاكرِ

تحدَّثْ ولا تحرَجْ بكلّ عجيبةٍ
من البحر أو تلك الخلال الزواهرِ

فما ذاق طعمَ الرىِّ من لم تُسَقِّه
أناملُه من صوبها المتواترِ

وكم من كسير للّيالي قد التقت
عليه أياديه التقاءَ الجبائرِ

ومنتَهب الجدوى يُريك سحابُه
زمانَ الربيع السكبِ في شهر ناجرِ

يسابقُ بالفعلِ المقالَ كأنه
يرى الوعدَ فنًّا من مِطال الضمائرِ

فأنت تراه ماطرا غيرَ بارقٍ
ولست تراه بارقا غيرَ ماطرِ

مواهبُ سمّاها العفاةُ صنائعا
وهنّ نجومٌ في سماء المآثرِ

ملوم على بذل البضائع في الندى
وما تاجرٌ في المكرُمات بخاسِر

قَطوبٌ وأطرافُ القيانِ عوابثٌ
ضحوك وأطرافُ القنا في الحناجرِ

به ازدانت الدنيا لنا وتلفّتت
إلينا الليالي بالخدود النواضرِ

تعلَّمت الأيامُ منه بشاشةً
أعادت إلىّ الدهرَ حَشَّن المَكاسِر

يذيبُ السؤالُ شَحمةَ الرفِد عنده
وهل يجمُد العنقودُ في كفِّ عاصِر

أبَى أن تُهزَّ العُنجُهِيَّةُ عِطفَهُ
يقيناً بأنّ الكبرَ إحدى الكبائرِ

ولا عيبَ في أخلاقه غيرَ أنها
فرائد دُرّ ما لها من نظائرِ

وما الناسُ إلا كالبحور فبعضُها
عقيمٌ وبعضٌ معدنٌ للجواهرِ

فتعساً لأقدام السُّعاةِ وراءه
ألم ينتهوا عنه بأوّل عاثرِ

يُقِرُّ له بالفضل كلُّ منازع
إذا قيل يومَ الجَمع هل من مُفاخرِ

أخو الحزم ليست في نواحيه فرصةٌ
لنُهزةِ مغتالٍ ونَفثةِ ساحر

إذا ركَضتْ آراؤه خلفَ فائتٍ
تدارك منه غائبا مثل حاضرِ

متى تأتهِ مستشفعا بصنيعهِ
إليك فقد لاقيته بأواصرِ

تتبَّع أوساطَ الأمور مجانبا
تورُّطَ عجلان ووَنيةَ قاصِر

وقد علم النُّزَّاعُ أ ديارَه
إذا انتجعوها نِعم دارُ المُهاجرِ

تسلَّوا عن الأوطان بالأبطح الذي
يلائم مَرعاه لبادٍ وحاضرِ

يطاول بالأقلام ما تبلغ القنا
ويفضُل أفعالَ الظُّبَا بالمخاصرِ

من العصبةِ الغُرِّ الذين سعودُهم
بآرائهم لا بالنجوم السوائرِ

فوارسُ هيجاءٍ وقولٍ ركوبُهم
ظهورُ الجيادِ أو ظهورُ المنابرِ

يظن الضيوفُ أن دارهمُ مِنىً
ودهرَهُمُ عيدٌ لعُظَم المناحرِ

وما أوقدوا النيرانَ إلا ليفضَحوا
بها الليلَ إن أخفى مسالكَ زائرِ

وقد علمتْ تلك المكارم والعلا
وقد ولدتهم أنها غيرُ عاقرِ

أيا شرفَ الدين المشَرِّف عصرِه
ومن حلَّ فيه بالعطايا البواهرِ

تناولْ بنيروز الأكاسِرِ غبطةً
تضاحك أفواهَ ألأماني الفواغرِ

هو اليومُ لا في حُلَّة الصيف رافلٌ
ولا في سرابيل الشتاء بخاطرِ

يكاد لسانَا طِيبهِ واعتدالهِ
يُبينان أنّ الدهرَ ليس بجائرِ

ولما رأيتُ المال عندك هيِّنا
جعلتُ هداياه رياضَ الدفاترِ

فإنك من حمد الرجال وشكرِهم
كثيرُ الكنوزِ واللُّهَى والذخائرِ


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أبَى اللهُ إلا أن تجودَ وتُنعِما
خلائقُك اللائى تَفيضُ تكرُّما

لك المَثلُ الأعلى بكلِّ فضيلةٍ
إذا ملأ الراوى بها النَّجدَ أتهما

لآلىءُ من بحر الفضائلِ إن بدت
لغائِصها صلَّى عليها وسلَّما

ولو ملَكتْها الغانياتُ بحيلةٍ
لِزنَّ بها جِيدا وحَلَّين مِعصما

وكم لك في غُمّاتِها من عزيمةٍ
تُسابق بالنصر الخميسَ العَرمرَما

يُقلِّل حدَّاها الحسامَ مصمِّما
ويُخجِل عِطفاها الوشيج مقوَّما

وما الجودُ إلا ما قتلتَ به اللُّهَى
فلم تُبق دينارا ولم تُبق درهما

فما يتعاطاك السحابُ إذا همى
ولا البحرُ يحكىِ ضَفَّتيك وإن طما

وهل يقدِر الأقوامُ أن يتكلَّفوا
مكارمَ قد أعيتْ سِماكا ومِرزَما

نهضتَ بأثقالِ المعالي ولو دُعِى
إلى حملها العَودُ الدِّيافىُّ أرزما

فسيّان من يبغى عُلاك وطالبٌ
ليبلغَ أسبابَ السمواتِ سُلَّما

وما المدحُ مستوفٍ علاك وإنما
حقيقٌ على المنطيق أن يتكلَّما

ألم ترَ أنّ الأرضَ رحبٌ فسيحةٌ
ونحن نولِّيها قلائصَ سُهَّما

أتتني عميدَ الدولة المِنَّةُ التي
نفختَ بها رُوحا وأحييتَ أعظما

كأنّ الرسولَ المُسمِعِى نَغماتِها
رسولٌ تلا وحْياً من الله مُحكما

فأُلِبستُ منها صِحّةً هي جُنَّتىِ
إذا ما قِسِىُّ الدهرِ فوَّقنَ أسهُما

ودارتْ بها كأسُ الشفاء وعُلِّقتْ
علىَّ رُقىً منها تُداوِى المتيّما

فقد كدتُ في عَجزى عن الشكرِ إن أرى
لسانىَ مجروما وقلبي مُفحَما

ولكنّها ريحُ الثناءِ إذا جرت
بذكرِك لم أملِكْ لسانا ولا فما

وأفضالُك الروضُ الربيعىُّ إن دعا
بزَهرته وُرقَ الحمام ترنَّما

فلا ضحِك الإصباحُ إلا نَحلْتَهُ
ببهجِتك الغرّاءِ ثغرا ومبِسما

ولا دجتِ الظلماءُ إلا أعرتَها
شمائَلك الغُرَّ اللوامعَ أنجُما

تطيعك أيام الزمان مصيخَةً
بأسماعِها حتى تقول وتَرسُما

ستأتيك من مدحى قوافٍ بديعةٌ
ينافس فيها الجاهلىُّ المُخَضرَما

وإني بمنثورِ الكلام لعالِمٌ
ولكنَّ الدرّ في أن يُنظَّما


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أبَيْنا أن نطيعَكُمُ أبَيْنا
فلا تُهدوا نصيحتَكُم إلينا

ركِبنا في الهوى خطَرا فإما
لنا ما قد كسَبنا أو علينا

فما تسآلُكم عن كلِّ صبٍّ
كأنَّ لكم على العشاق دَينا

ولو لم يَرضَ ربُّك ما رضينا
لَما أنشَا لنا قلبا وعينا

بنفسي رامياتٍ ليس تفنَى
نُصولُ سِهامنّ إذا رمينا

كأنّهمُ أعدوّا للرزايا
بكلِّ كحيلةٍ زِيرا وقَينا

تعوَّضنَ الخيامَ من المطايا
وحسبُك بالخيام قِلىً وبَيننا

ولوّينَ البنانَ فقلتُ زجرا
بمعيادي وآمالي لوَينا

عجائبُ في اصلبابة لو عقلَنا
نحبُّ محاسنا فتصير حَيْنَا

نسائلُ عن ثُمامات بُحزَوى
وبانُ الرمل يعلم مَن عَنَينا

وقد كُشِفَ الغِظاءُ فما نبالي
أصرَّحْنا بذكرِك أم كَنَينا

ولو أنى أنادي يا سُليَمى
لقالوا ما أردتَ سوى لبُيَنَى

ألآ لله طيفٌ منكِ يسقى
بكاسات الردى زُورا ومَينا

مطيَّته طَوالَ الدهرِ جفنى
فكيف شكا إليكِ وَجىً وأينا

فأمسينا كأنا ما افترقنا
وأصبحنا كأنا ما التقينا

ولولا نُورُ أزهرَ شمَّرِىٍّ
تبلَّج في الظلام لما اهتدينا

عميد الدولة المعِطى القوافي
رُهونَ سِباقهنَّ إذا جرَينا

فتىً يبنى على الغُلَواء بيتا
إذا نزل المقصِّر بينَ بينا

يقول لإبله مُوتى هُزالاً
ولا ترعَىْ بأكناف الهوَينَى

إذا ما السُّحبُ بالأمواهِ سَحَّتْ
تهلَّل عسجدا وهَمى لُجينا

بكلِّ قرارةٍ وبكلِّ ربع
رياضٌ من نداه قد انتشينا

غصونُ مكارم قيَظا وقُراًّ
نُصيب بها ثِمارا يُجتَنَينا

وما سلبَ الشتاءُ الأرضَ إلا
تسربلنَ المحامدَ فاكتسَينا

جَرى والسابُقون إلى المعالي
فجاء فُوَيقها وأَتَوا دُوَينا


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قد حصَلنا من الماش كما قيا
لقديما لا عطرَ بعد عَروسِ

ذهبَ القومُ بالأطايبِ منه
ودُعينا إلى الدّنىّ الخسيسِ

لا جميلٌ بمثله يحسُن الذكرُ
ولا عامرٌ خرابُ الكيِس

وإذا ما عِدمتُ في الأمر هذين
نفسيَّانِ نهضتى وجلوسي

عُرِضَت قبلَنا تَبالةُ للحجَّاج
فاعتافها بوجهٍ عَبوسِ

وتولَّى أمر العراقين صالٍ
نارَ حربٍ تُزْرى بحربِ البسوسِ

جلسةٌ في الجحيم أحَرى وأولى
من رحيل يُفضِى إلى تدنيسِ

ففرارا من المذلّة في آدَمَ
كان الفرارُ من إبليسِ

أتراني مزاحماً لأناسٍ
قُلِّدوها بالسيف والدبّوسِ

بين ذي عُجمة وآخرَ منقو
صٍ وذي جِنَّةٍ وذي تنميسِ

وبطينٍ وأبرصٍ وهمادا
ءانِ غضَّا من قدرِ كلّ رئيسِ

معشر ليس يبلغ الذمُّ فيهم
حدَّه وصفتهم بتيوسِ

غايةُ العلمِ عندهم وتمامُ ال
فضل حشنُ المركوب والملبوسِ

ما افتخار الفتى بثوبٍ جديدٍ
وهو من تحته بعِرضٍ لبيسِ

والغنىَ ليس باللُّجيْن وبالتِّبر
ولكن بعزّةٍ في النفوسِ

عادة للزمان يَجرِي عليها
أن تصير الأذنابُ فوق الرءوسِ

قد حويتُ الذي به ينجح السع
يُ فمن لي بحظىَ المنحوسِ

وإذا صحَّ لي هوى شرف الدي
ن تولَّى النعيمُ قتلَ البوسِ

قد توثَّقْتُ يا صروفَ الليالي
من اياديه فاحمُقى أو كِيسىِ

ليَ ما شئتُ روضةٌ وغديرٌ
ومِراحٌ من ربعهِ المأنوس


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لستُ أقضِى إذا رأيُتك نَذرا
غيرَ نثرى عليك حمدا وشكرا

وثناءً إذا تلقَّطه السمعُ
تحلُّى في موضع القُرط دُرَّا

مالىءٌ قلبَ من يواليك إطرا
با وأُذنَ الذي يعاديك وَقْراً

ليس لي من فضيلةٍ فيه إلا
أنني أُلبِس القلائدَ نحرا

أتلقَّى بحسن أخلاقك الغُرِّ
شبيابهنّ وجهاً أغرَّا

فكأني إذا تمضمضَ بالمد
ح لساني أديرُ في الفمِ خمرا

كلُّ هذا جَهدُ المقلِّ وما قصَّ
ر من يبتنى لمجدك ذِكرا

لا يزور الرقادُ عينا إذا سِرت
ولا يسكن الفؤادُ الصدرا

كيف لا تقشعِرُّ أرضٌ إذا أع
رضتَ عنها واستأنستْ بك أخرى

تستطيل الأوقاتَ حتى ترى السا
عةَ حَوْلا وتحسَب اليومَ شهرا

لو أطاقت سعيا إذا زُلتَ عنها
لغدت في أوائل الركب حسرى

أنت روحٌ لها ولا يعُمِر الجث
مانُ إلا ما دام للروح وَكرا

إنما تعدَم البِلادُ متى غبت
ضياءَ الآفاق شمساً وبدرا

وسحابا للجود يرعُد وعدا
ثم يَندىَ كفاًّ ويَبرُقُ بِشرا

فإذا ما أقمتَ أصبحنَ خُضرا
وإذا ماظعنتَ أمسين غُبرْا

نغفِرُ الصدَّ للحبيب ولانق
بلُ منه على التباعُد عُذرا

يتمنَّى المحبُّ قربا ووصلا
فإذا فاتَه فقربا وهَجرا

لا تُرعنا بُغربةٍ بعدُ إنَّا
ليس نُعطَى على التفرّق صبرا

إن سقانا إيابُك اليومَ حُلوا
فبما أسقت النوى أمسِ مُرّا

غيرَ أنَّا إذا السلامةُ حاطتك
وسِعنا الزمانَ عفوا وغَفْرا


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تفيض نفوسٌ بأوصابها
وتكتم عوَّادُها ما بِها

وما أنصفتْ مهجةٌ تشتِكى
هواها إلى غير أحبابها

ألا أرِنى لوعةً في الحشا
وليس الهوى بعضَ أسبابها

ومن شرفِ الحبِّ أن الرجالَ تشرِى أذاه بألبابها

وفي السِّرب مُثْرِيةٌ بالجمالِ
تُقسِّمه بين أترابها

فللبدر ما فوق أزرارها
وللغصن ما تحت جِلبابها

كأنّى ذَعرتُ بها في الخِباءِ
وحشيَّةً عند مِحرابها

أتبِّعها نظرا معجَلا
يعثِّر عينى بهُدّابها

متى شاء يقطِف وردَ الخدود
وقَتْهُ الأكفُّ بعُنّابها

كفانىَ من وصلها ذكرةٌ
تمرُّ على بَرْد أنيابها

وأن تتلألأ بروقُ الحمى
وإن أضرمتنى بإلهابها

وكم ناحلٍ بين تلك الخيام
تحسَبه بعضَ أطنابها

فمن مخبرٌ حاسدى أننى
وهبتُ الأمانى لطُلاّبها

فإن عرَضتْ نفسَها لم تجد
فؤادىَ من بعض خُطّابها

يُسرُّ الغطارفةَ الأكرمين
قَرعُ مديحى لأبوابها

فها هي من قبل رفع الحجاب
يضاحكنى بشرُ حُجّابها

أنزِّه قَعْبىَ عن خَلِّها
وآنَفُ من مخِض أوطابها

وأعلم أن ثيابَ العفاف
أجملُ زِىٍّ لمجُتابها

عدلتُ السرابَ بأوراقها
ولمعَ البروق بأذهابها

ولو شئتُ أرسلتُها غارةً
تعود إلىَّ بأسلابها

ولكننى عائفٌ شهدَها
فكيف أنافسُ في صابها

تذِلُّ الرجالُ لأطماعها
كذلِّ العبيد لأربابها

فلا تقطِفنّ ثمارَ المُنى
فبئسَ عُصارةُ أعنابها

وعُجْ بالأجلِّ أبي قاسمٍ
لتأتى المكارمَ من بابها

فنعمَ الرياضُ لمرتادِها
ونعمَ الديارُ لمنتابها

وأوديةٌ من يَرِدْ ماءَ هايرَ
السُّحبَ من بعض شُرّابها

إلى كعبة الجود من راحتيه
تُشدّ الرحالُ بأقتابها

مناقبُ مثلُ عِدادِ الرمالِ
تكُدُّ أناملَ حُسّابها

وتُتعبُ ألسنَ دُرَّاسِها
وتُفنِى قراطيسَ كُتَّابها

تجاوزتَ حدّ صفاتِ البليغ
فمادُحها مثلُ مُغتابها

يذُمُّ البضائعَ ما لم يُعِدَّ
من الشكر أوفرَ أكسابِها

تظُنُّ بأفواه مُدّاحهِ
عُقارا تدارُ بأكوابها

تُصافَحُ منه أكفُّ الرجاء
برطبِ الأنامل وَهَّابها

كأنّ الشؤالَ على رِفده
قِداحٌ تفوذ بأنصابها

إذا اشتكت الأرضُ داءَ المحولِ
داوَى رُباها بإخصابها

من العصبة المدركين العُلا
بأحسابها وبأنسابها

أجاروا على الدهر من صَرفِه
وجاروا على الأُسْد في غابها

وساسوا ولاءَ قلوبِ الرجال
بإرغابها ثم إرهابها

كنوزُ محامِدها والثناءِ
عليها ذخائرُ أعقابها

ولم تَلبَس الرَّيْطَ إلا رأيتَ
محاسنَها نقشَ أثوابها

تعجَّبُ من حُسن بهجاتها
إلى أن ترى حسنَ آدابها

وإنَّ مكارمَ أخلاقها
تقوم مقاماتِ ألقابها

تمَلَّ بأيّام هذا الزمان
تجرُّ ذلاذلَ جِلبابها

مقامَ السواد لأربصارها
ومثلَ النُّخاع لأصلابها

إذا أنت أفنيتَ أيّامَها
توالت عليك بأحقابها


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كلّ يومٍ خِلٌّ يُرحَّلُ عنّا
وديارٌ معطَّلاتٌ وَمغْنَى

وحبيبٌ فريسةٌ للمنايا
تجتويهِ كأنه ليس منّا

أعْلَمتْنَا مَصيرنَا حادثاتٌ
لو علمنا يوما بما قد علِمنا

هذه الأرضُ أمنُّا وأبونا
حملَتْنا بالكُرهِ ظَهرا وبطنا

إنما المرءُ فوقها هو لفظٌ
فإذا صار تحتها فهْو مَعنى

لو رجَعنا إلأى اليقين علِمنا
أنّنا في الدُّنا نُشيِّدُ سجنا

إنما العيشُ منزلٌ فيه بابَا
ن دخَلنا من ذا ومن ذا خرَجنا

مثلَما تسرَحُ السَّوامُ إلى المر
عَى وتُثْنَى عنه غَدونا ورُحنا

وضروبُ الأطيار لو طِرن ماطِر
نَ فلا بدَّ أن يراجِعنَ وَكْنا

يحسَبُ الهِمُّ عمرَه كلَّ حولٍ
فإذا استكثر الحسابَ تمنَّى

كلُّ شيء يُحصيه عدٌّ ولو كا
ن كئيبا من رملِ يبرينَ يفنى

والليالي لنا مطايا إذا خبَّ
ت بنا نحو غايةٍ بلَّغتنا

مبتدانا ومنتهانا سَواءٌ
فلماذا من الأخير عجِبنا

فوُجِدنا من بعد ما قد عُدمِنا
وعُدمنا من بعدِ ما قد وُجدنا

والأريبُ اللبيبُ من وعظْته
ألسنٌ في مواضع الموتِ لُكنا

قد رأينا وقد سمعنا لو أنّ النَّ
فسَ ترضَى عينا وتأمن أُذنا

وكأنّا لغير ذاك خُلقنا
أو سوانا بغير ذاك يُعنَى

كلَّما حُقّق الشفاهُ لفنٍّ
من سَقام الأيام أحدثنَ فَنّا

ليس ندرِى متى نُقاد لعَقرٍ
فبما تَعرِفُ الحُشاشاتُ أَمْنا

كلنُّا نجعلُ الظنونَ يقينا
ويقينُ الأمور يُجعَلُ ظنَّا

خُدَعاتٌ من الزمان إذا أب
كين عينا منهنّ أضحكن سنَّا

كلُّ يومٍ تأتي به يومُ نحرٍ
ومِنىً حيثُ شاء سهلا وحَزنا

ليس يُغنى عن النفوس فداءٌ
فضَياعٌ نَعُقُّ عنهنّ بُدْنا

والمليكُ الهمامُ بالحجفلِ المَجْ
ر لسمعِ الردَى يُقعِقع شَنَّا

لو درتْ هذه الحمائمُ ما ند
رى لما رجَّعتْ على الغصن لَحنا

طابِع الأسهم الصوائبِ لم يخ
لُقْ لأهدافهنّ عَمدا مِجَنَّا

نتوارى بالسابرىِّ وننسَى
من وراء الضلوعِ ضربا وطعنا

غَشِىَ الدهرُ أهلَه بجنودٍ
أسَرتْهُ وليس يعرِفُ مَنَّا

بين بلُقٍ منه يُغِير بها الصب
حُ وأخرَى دُهْمٍ توافيك وَهْنا

هو إما روحُ الحياة وإلا
فحياةٌ تظلُّ فيها مُعنَّى

وكأنّ المنونَ حادى ركاب
ردّ ظُعنْا عنه وقدَّم ظُعْنا

مَوردٌ غصَّ بالزحامِ فلولا
سبقُ من جاء قبلَنا لورَدنا

وأرَى الدهرَ مُفردا وهو في حا
لٍ يشُنّ الغاراتِ هَنَّا وهَنَّا

كصَفاةِ المسيلِ لا ترهَبُ اللي
ثَّ ولا ترحم الغزالَ الأغنَّا

ما عليهِ لو أنه كان أبقَى
من أبى نصرٍ المهذبِ رُكنا

والدا للصغير بَرًّا وللتِّر
بِ أخاً مشفقا وللأكبر ابنا

غُصُنٌ إن ذوَى فقد كان منه
ثمراتُ الخلائق الغُرِّتجُنَى

إن أَملناهُ بالمقالِ تلَوّى
أو هززناه للفَعال تثنَّى

من ذيولِ السحاب أطهرُ ذيلا
وقميِص النسيم أطيبُ رُدْنا

ما مشتْ في فؤاده قَدَم الغ
شِّ ولا أسكن الجوانح ضِغْنا

إن يكنْ للحياءِ ماءٌ فما كا
ن له غيرُ ذلك الوجه مُزْنا

لهفَ نفسي على حسام صقيلٍ
كيف أضحت له الجنادلُ جَفنا

وعتيقٍ أثار بالسَّبقِ نقعا
فغدا فوقه يُهال ويُبنَى

ونفيسٍ من الذخائر لم يؤ
مَن عليه فاستُودِع الأرضَ خَزْنا

أودعوا منه في الضرائح كافو
را ومِسكا ومندَليَّا ولبْنَا

أغمضِ العينَ بعده فغريبٌ
أن ترى مثلَه وأين وأنَّى

أيّ نور أَطفأتَ يا مُهَريقَ ال
ماء فوق الجسم الكلَّل حُسنا

ختمَ الضُّمَّر العِتاقَ وخلَّى
في الأَوراىِّ مُقرَفات وهُجْنا

عرفوا قدرَه كما تُعرفُ الش
مسُ ومقدارُها إذا الليلُ جَنَّا

ما رأينا طودَ الخلافةِ إلاّ
ووجدناه عادماً منه رَعْنا

فالقصورُ المشيَّداتُ تُعزَّى
والقبورُ المبَعثَراتُ تُهنَّا

ما عجِبنا كيفَ اشترته الليالي
بل عجِبنا كيف اختُدِعنا فبِعنا

ليتَه حين كان دَينا مع الفق
ر إليه بقبضه أجَّلَتنا

واستبدَّتْ بمن أرادت فداءً
واعتزاما وإن أحبَّت فرَهْنا

لو علِمنا أنَّ التفجُّعَ يُدني
ك بكينا دون النساءِ ونُحْنا

واختضبنا دمَ المحاجرِ صِرفاً
إن أماطَتْ بنانُهن اليَرَنَّا

ونزحنا الدموع سَحاًّ وبلاً
وأقمنا الضلوعَ وجدا وحُزنا

غَير أن الدارَ التي أنت فيها
منزلٌ من به أناخ أَبَنَّا

لا خَطَا تُربَك السحابُ المصرَّى
أو تؤدَّى فروضُه وتُسَنَّا

كلَّما أوسعتْ خُطاه النُّعامىَ
أثقلته أوساقُه فأُعنَّا

حسِبَ القَطرُ رعدَه نقرَ دُفٍّ
فتعاطَى على البسيطةِ زَفْنا

وقليلُ الجدوَى مقالىَ يا أط
لالُ حتى سُقيتِ رَبعاً ومَغنىَ

وعزيزٌ علىَّ أن صِرتَ في نظ
م القوافى تُسْمَى لنَدْبٍ وتُكنَى


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا مِرَيةٌ في الردَى ولا جدَلُ
العمر دَيْنٌ قضاؤه ألأجلُ

للمرء في حتفِ أنِفه شُغُلٌ
فما تريد السيوف والأسلُ

يَفرِى الدجىَ والضّحى بأسلحةٍ
سِيّانِ فيها الدروعُ والحُلَلُ

فأنجمُ الليل كالأسنةِ والصُّ
بحُ حسامٌ له الورى خِلَلُ

يا ليت عمرَ الفتى يُمَدُّ له
ما امتدّ منه الرجاءُ والأملُ

مواردٌ هذه الحياةُ وما
نصدُرُ عنها إلاّ بنا غُلَلُ

نكرَعُ في حَوضها ونحن كما
تُذاد من بَعد خمسها الإبلُ

كأسٌ أدرَّت على لذاذتها
عُدّل فيها الزُّعافُ والعسلُ

كلٌّ إلى غايةٍ يصير ولا
تمييزَ إلا الإسراعُ والمَهَلُ

والناسُ ركبٌ يَهووْن حثَّهمُ
ولا يُسَرُّون أنّهم نزلوا

وسوفَ تُطوَى مسافةٌ ذَمَلتْ
بقاطعيها ركائبٌ ذُلُلُ

كيف يَعُدُّ الدنيا له وطنا
من هو ينأَى عنها وينتقلُ

نسْخوا بأعمارنا ونبخل بال
مال فتَبَّ السخاءُ والبَخَلُ

ونبتغى البرءَ من يُسرع السُّ
قمُ إليه وتَصرعَ العِللُ

أضاع راقي الداءِ العضالِ كما
ضُيِّع في سمعِ عاشقٍ عذَلُ

ولو نجا الهائبُ الجبانُ من ال
حتف تحامىَ إقدامَه البطلُ

ما أسلموا هذه النفوسَ إلى ال
أجداث إلا إذ ضاقت الحيلُ

ضرورةٌ ذلَّت القُرومُ لها
وقد تقودُ المَصاعبَ الجُدُلُ

وخفَّف الخطبَ بعد شدّته
أَنْ كُلُّ حىّ لأمِّه الهَبَلُ

ومن حِذارٍ تبوّأَ الكُديْةَ الض
بُّ وأوفىَ في الشاهقِ الوَعِلُ

لا الجوّ يُنجِى الشغواءَ حائمةً
ولا سبوحٌ في لُجّةٍ يئلُ

يُقتادُ في عزِّه الخُبَعْثِنةُ الض
ارِى ويُدهَى في ذلّه الجُعَلُ

والحافظو عَورِة العشيرةِ للدّ
هر إذا شنَّ غارةً عُزُلُ

أيّ ديارٍ تُحمَى وقد راع تا
جَ الدِّين خطبٌ أنيابهُ عُصُلُ

مستلِبا من يديه لؤلؤةَ ال
غوّاصِ أدنَى أصدافِها الكِلَلُ

ما كان يُدرَى من قبلِ ما غرَبتْ
أنَّ الثريّا إلى الثرى تصِلُ

يا بؤس للنائبات كيفَ أرت
أُخوّة الفرقديْنِ تنفصلُ

وإن عجِبنا منها فلا عجبٌ
للشمسِ وارَى جبينَها الطَّفَلُ

لم يرتد المجدُ إذ أصيبَ بها
ولا مشى العزُّ وهو منتعلُ

سليلَةٌ من سوابق دَرَجوا
أمامَها فاستخفَّها العجَلُ

من الخدورِ التي بها احتجبوا
إلى القبور التي بها نزلوا

تُنحرُ في مكّة العِشارُ ولا
تُنحرُ إلا عليهم المُقَلُ

مهلا فما يربح الحزينُ ولا
يخشرُ إلا غناءَه الجَذِلُ

وهل يُردُّ الأحبابَ إن رحلوا
على محبٍّ أن يُندَب الطَلُل

حُوشيتَ من جلسةِ العزاءِ وأن
يُضربَ في أسوةٍ لك المثلُ

كم قد هَوَى من سمائكم قمرٌ
وغار في الأرضِ منكُمُ جبلُ

فما سكبتم له ذنَوبا من الد
مع ونارُ الأحزان تشتعلُ

ودّعتُموه كأنكم شُمُتُ
أو العِدَى عنكُمُ قد ارتحلوا

إذا مَراثى أحبابكم تُليتْ
سمعتموها كأنها غَزلُ

فليس ندرِى من صخرةٍ نُحتتْ
قلوبُكم أم دموعُكم وَشَلُ

وأنتمُ هَجْمَة تقاربتِ ال
أسنانُ فيها فكلُّها بُزُلُ

فظاعنٌ عنكُمُ له خَلَفٌ
وذاهبٌ منكُمُ له بدلُ

للدهر نُعمى ومنَّةٌ ويدٌ
ما قام في الناس منْكُمُ رجلُ


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وسلافةٍ بُزلت فأبرزَ دَنُّها
ذهباً يرصَّعُ عَسجدا إِبريزا

خَبرَ النَّدامى فعلَها فإذا بِهِ
كالمال يرجِع بالذليل عزيزا

فتناهبوها غيرَ شكّ إنهم
وجدوا بها مِلءَ الدِّنان كنوزا


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بدا ضاحكا لا لأحظَى بما
تُسَرُّ به النفسُ من بِشره

ولكن رأى وجهَه مقمرا
فأبَدى كواكبَ من ثغره


صردر

الحمدان 07-07-2024 01:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أضدَّانِ في جسدٍ واحدٍ
مقيمان قد جعلاه قَرارا

دموعٌ من العين فياّضةٌ
ووَقدٌ من القلب يَرمِى شَرارا

كأنِّى من السُّحُبِ الساريات
يَحمِلنَ فيهنَّ ماءً ونار


صردر .. العصر العباسي

الحمدان 07-07-2024 01:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا راحلينَ إلى منىً بقيادي
هيجتُمو يومَ الرحيل فؤادي

سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
والعيس أطربني وصوت الحادي

حرمتمُ جفني المنام لبعدكم
يا ساكنين المنحنى والوادي

فإذا وصلتُم سالمينَ فبلّغوا
منّي السلام أهيلَ ذاك الوادي

وتذكّروا عند الطواف متيماً
صبّاً فني بالشوق والإبعادِ

لي من ربا أطلال مكّة مرغبٌ
فعسى الإلهُ يجودُ لي بمرادي

ويلوحُ لي ما بين زمزم والصفا
عند المقام سمعت صوت منادي

ويقول لي يا نائماً جدَّ السُرى
عرفاتُ تجلو كلّ قلبٍ صادي

تاللَه ما أحلى المبيت على منى
في يوم عيد أشرفِ الأعيادِ

الناسُ قد حجّوا وقد بلغوا المنى
وأنا حججتُ فما بلغتُ مرادي

حجوا وقد غفر الإلهُ ذنوبَهُم
باتوا بِمُزدَلَفَه بغيرِ تمادِ

ذبحوا ضحاياهُم وسال دماؤُها
وأنا المتَيَّمُ قد نحرتُ فؤادي

حلقوا رؤوسَهمو وقصّوا ظُفرَهُم
قَبِلَ المُهَيمنُ توبةَ الأسيادِ

لبسوا ثياب البيض منشور الرّضا
وأنا المتيم قد لبست سوادي

يا ربِّ أنت وصلتَهُم وقطَعتني
فبحقِّهِم يا ربّ حل قيادي

باللَه يا زوّارَ قبرِ محمّدٍ
من كان منكُم رائحٌ أو غادِ

لِتُبلغوا المُختارَ ألفَ تحيّةٍ
من عاشقٍ متقطِّع الأكبادِ

قولوا له عبدُ الرحيم متيِّمٌ
ومفارقُ الأحبابِ والأولادِ

صلّى عليكَ اللَهُ يا علمَ الهدى
ما سارَ ركبٌ أو ترنَّمَ حادِ


البرعي
العصر المملوكي

الحمدان 07-07-2024 01:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا أيها الحافظُ الذي بسَنا
طلعتِه الدهرَ يُطرَدُ الحلَكُ

مجلسُك الآن قد سما فلِذا
مجالسُ الغيرِ حازَها الدّرَكُ

حفّ بك الطالبونَ فاستمعوا
لفظاً لألبابهم هو الشّرَكُ

فهُمْ نجومٌ تلوح زاهرةٌ
وأنت بدر والمجلسُ الفلكُ


ابن قلاقس

الحمدان 07-07-2024 01:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بك الإسلامُ قد لبسَ الشبابا
وكان سناه قد ولّى فآبا

وهزّ الملكُ عطفَيهِ بمَلْك
تقلّد أمره وكفى ونابا

ومذْ لبِسَتْ به الدنيا حِلاها
جلاها حُسنُها خَوْداً كَعابا

وما عطُلَتْ رِقابُ الدهرِ إلا
وحلاّها عقوداً لا سِخابا

فلو أنّ اللياليَ عُدْنَ غيداً
شجَتْ ليلى وتيّمتِ الرّبابا

وأحسبُ أن أنجُمَها كؤوسٌ
تكونُ لها مجرّتُها شرابا

ومَنْ للشمس أن تُكسى سَناه
فتُغشي الناظرينَ لها التهابا

ولو حيّا محيّاها بنورٍ
لما كان الظلامُ لها حِجابا

صباحٌ يملأُ الآفاقَ نوراً
يقيم إذا سنا الإصباحِ غابا

وغيثٌ بات يُردي المحلَ طوعاً
وليثٌ ينزِعُ المهجَ اغتصابا

وسعدٌ من بني سعدٍ تجلّى
وقد جعل الدروعَ لها سَحابا

ولم يُرَ قبلَهُ بحرٌ خضمٌّ
أفاضَ على معاطِفِه سَرابا

رسا طَوْداً وأسفرَ بدرَ تِمٍّ
وجادَ غمامةً وسَطا شِهابا

مَروضُ الحِلمِ طمّاح المواضي
إذا ساموهُ عفواً أو عقابا

وما صابَتْ سماءُ الحربِ إلا
سقى أبطالَها شرْياً وصابا

وكم زهِرَتْ رياضُ دمٍ تغنّى
ذُبابُ حُسامه فيها ذُبابا

يواصلُ شُرْبَ كأسِ البأسِ صِرْفاً
ويجتنبُ المُدامةَ والرّضابا

ويبتعدُ الأعارِب ناعماتٍ
ويستَدْني المُضمّرةَ العِرابا

وقالوا أطولُ الأبطالِ باعاً
فقلت نعمْ وأعلاهُم رِكابا

وأفصَحُهُم إذا نطقوا لساناً
وأفسَحُهُم إذا طُرِقوا جَنابا

وقد سمعوا رُقاهُ وجرّبوها
فلا ينسابُ كيدُهُمُ حُبابا

ولا يغْرُرْهُمُ عفوٌ لديه
فربّ عذوبةٍ نتِجَتْ عَذابا

سَلوا عنه بَني رُزّيكَ لما
أفادَ الحربَ منهم والحِرابا

وأقدَمَ نحوهُم أسَداً مُشيحاً
فولّوا بين أيديه ذئابا

فإن عمرَتْ جموعُهُمُ الفيافي
فقد تركوا رُبوعَهمُ خرابا

أهابَ بهم لسانُ الخوفِ حتى
أقامَهُمُ لراحتِه نهابا

ومنّتْهُم ظنونُهُم نجاةً
ورُبّ حجًى رأيَ خطأَ صوابا

فإن جعلوا الظلام لهم مطايا
فقد جعلَ النجومَ له رِكابا

فلا يهْنِ الذين نجوا هروبٌ
فلو آبوا لكان الملك يابى

ولو شاءَتْ صوارِمُهُ المواضي
أقامَتْ دونَهُم سوراً وبابا

ولم يُرسِلْ شفارَ ظُباه إلا
غدَتْ قُلَلُ الملوكِ لها جوابا

إذاً لأزارَهُم تيّارَ حربٍ
تكون له جماجِمُهُمْ حَبابا

وساقَ إليهمُ غرْباً ورُعْباً
يسمّيها الكتيبةَ والكتابا

وصدّعَ شعبَهُمْ بوميضِ عزمٍ
يروّي من دمائِهمُ الشِّعابا

وكم فتحٍ أبو الفتحِ اجتناهُ
بقُبٍّ في العُلى رفعَتْ قِبابا

ولما لم يجدْ رُزّيكُ عنه
الى غير الملاذِ به ذَهابا

أتاهُ ورهطُه في الهَوْنِ سعياً
وقد سُلِبوا الحميّةَ والثيابا

وقد قادوا الصواهلَ مُقرَباتٍ
فقُلْنَ لهم الى الذُلِّ اقترابا

وكم ملؤوا الدروعَ وليس تُغني
وقد مُلئَتْ قلوبُهُمُ ارتِعابا

وكم شاموا ظُباً بأكُفِّ غُلْبٍ
قضَتْ شؤماً عليهم أو غِلابا

وكم ركَزوا رماحَهُمُ كِناساً
وسمّوها وما صدَقوا غيابا

وخالوا أنّ راحَهمُ غمامٌ
فغادرَها مؤمِّلُهُم ضَبابا

فجازَهُمُ إليه المُلْكُ طوعاً
ومَنْ وصلَ الرؤوسَ جَفا الذُنابى

فحسّن رُتبةً قبُحَتْ لديهمْ
وكان التاجُ في الأرساغِ غابا

ليَهْنِ المُلكَ أن أمسى مَصوناً
عشيةَ راحَ عزُّهُمُ مُصابا

بأنّ الله أكرمَهُ بمَلْكٍ
أذلّ له الغطارفةَ الصِّعابا


ابن قلاقس

الحمدان 07-07-2024 01:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طوبى لمن ترك اللذاتِ وازدجَرا
وكان لم يقضِ من جهل الصِّبا وطَرا

يا أيها المُذْنبُ العاصي ازدَجِرْ ودَعِ ال
لّهوَ المضرَّ وكنْ بالدهرِ معتبِرا

طوبى لعبدٍ أطاعَ الله خالقَهُ
وحجّ حجّاً زكيّاً ثُمّتَ اعْتَمَرا

يا أيها الناسُ ضجّوا بالدُعاءِ لمَنْ
إذا دعاهُ مُسيءٌ مذنبٌ غفَرا

ومن زمانِكُم كونوا على حذَرٍ
فطالما بسواكُمْ ويحَكُم غدَرا

طوبى لعبدٍ أراهُ الله جنّتَهُ
وويْحَ عبدٍ أراهُ ربُّه سقَرا

ما العيشُ إلا لمَنْ ما زالَ ليلتَهُ
جنْحَ الدُجى قائماً عن ذاك ما فتَرا

كالحافظِ العالِمِ الحَبْرِ الإمامِ ومَنْ
ما مثلُه الآن في هذا الزمان يُرى

سبْطُ البنانِ لراجيه الزّمانَ فلوْ
أرادَ قبضاً على الأموالِ ما قدِرا

لما رأى الصالحُ الملْكُ السّنيُّ إذا
علاّمةُ الدهرِ أعلى الناسِ إذ نظَرا

أعطاهُ منه على رغمِ العِدى لِبِنا
مدارسٍ حبّذاها هكذا بِدَرا

من في الملوكِ كمثلِ الصّالحِ الملِكِ
الذي يفوحُ نَثاهُ عنبَراً ذَفِرا

كالليثِ لكن ترى يومَ الكفاح له
في هامِ الاعْداءِ طُرّاً صارِماً ذكَرا

كالغيثِ لكنْ حَيا هذا لُهًى أبدا
فمِنْ هنا هوَ حقّاً فارقَ المَطَرا

كالبحرِ لكنه تصفو مواهبُه
والبحرُ لا بدّ أن يبدو لنا كدِرا

كالشمسِ بل لو بدا للشمس أخجلها
كالبدر بل هو حقاً يُخجِلُ القمرا

إذا ارتقى في أعالي الرأيِ لاح له
ما في العيونِ إذاً عن غيره استترا

من غابَ يشهدُ أنّ الله بجّلَهُ
وأنه أوحدُ الدنيا وإن حضَرا

يا أيها الحافظ الحبر الإمام ومن
إذا بدا للورى فالفضل قد ظهرا

أنت الذي فقت أهلَ الأرضِ قاطبةً
منا فدم فبِكَ الآن العُلى افتخرا

واسلَمْ متى طلعت شمس الضُحاءِ وما
لناظرٍ لاح في جِنْحِ الدجى قمرا


ابن قلاقس

الحمدان 07-07-2024 01:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أُخيَّ دعِ البطالة والْهُ عنها
وجانِبْها فعُقباها الشّقاءُ

جمالُ المرءِ في الدنيا صلاحٌ
وخيرُ بضاعةِ الحرِّ الحياءُ

عجبتُ لمن يميل الى المعاصي
وتعجِبُه الملاهي والغِناءُ

وعقبى ذَينِ لو يدري شقاءٌ
يطولُ وبعده أيضاً عناءُ

تنبّهْ يا نؤومُ فلستَ تدري
عليك بما الذي سبقَ القضاءُ

وكِلْ لله أمرَك إنه في
جميع الخلق يفعلُ ما يشاءُ

ولُذْ بالحافظ الحَبْرِ المُرجّى
ففيه الفضلُ أجمع والوفاءُ

إمامٌ كل من في الأرض أرضٌ
إذا اختُبِروا وهمّتُهُ سماءُ

عليه من المفاخر والمعالي
لسواءٌ حبذا ذاك اللواءُ

أدام له البقا والعزّ ربّي
متى ما أعقبَ الصُبْحَ المساءُ


إبن قلاقس

الحمدان 07-07-2024 01:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أبدى شمائلَ جفوةٍ وبِعادِ
خِلٌّ عهدْناهُ أخا إسعادِ

وأطاعَ سُلطانَ الهوى ولطالما
أعيا نُهاهُ مكائدَ الحُسّادِ

وازورّ منه جانبٌ وتقلّصتْ
تلك الظلالُ وجفّ ذاك الوادي

وتكدرتْ تلك المناهلُ بعدما
صفتِ المياهُ بها على الإيراد

عفّى رسومَ مودةٍ قد شادها
قِدْماً برأي نُهًى وفرطِ سَدادِ

وا رحمتاه لواثقٍ بودادكم
خجِلٍ أضلّ مناهجَ الإرشادِ

ظنّ الزمانُ بمخلصٍ في ودّه
سمْجاً فضنّ وجاءَ بالمُعتادِ

عجباً لذاك البشْرِ عادَ تجهّماً
ومن المُحالِ نتائجُ الأضدادِ

أهملتُ حفظُكمُ مَعيني قانعاً
بتحمّلٍ بين العشيرةِ بادِ

فجبهتموني بالقبيح مِلالةً
هذا جزاءُ المُكثرِ المتمادي

ليستْ بأوّلِ وقفةٍ مذمومةٍ
خابتْ لديها صفقةُ الأمجادِ

ما كنتُ أولَ من تكلّفَ عِشرةً
تَسْبي برونقها نُهى المرْتادِ

دعوى التصابي في الأنامِ كثيرةً
لكنّ صدقَ الودّ في آحادِ

ما كنتُ بالزَيْف الرديّ وإنما
قلّتْ فديتُك خِبرةُ النُقّادِ

لا تُكرِهَنّ على المودةِ إنها
ليستْ تجودُ لعاشقٍ بقيادِ

هي شيمةٌ منه احتوتْ متغرِّباً
وصبَتْ لمؤثرِ هجرةٍ وبِعادِ

بدرٌ تجلّى للكُسوفِ وطالما
جلّى دياجي كلِّ خطب عادِ

وسراجُ هَدْيٍ كنتُ آنسُ قربَه
فخَبا سناهُ بعدما إيقادِ

شِمْتُ اعتزامُك بارقاً ومهنّداً
ذُخْراً ليومِ جَدا ويومِ جِلادِ

فانهلّ ذاك وما ظفِرْتُ ببَلّةٍ
منه لأشهرَ ذا عليّ أعادي

قلبي جَنى يا غادرين فما لكمْ
عذبتُمُ جَفْني بطول سُهادِ

أتنوحُ ورقاءُ الحَمام وإلفُها
يشدو بفرع أراكِها المُنآدِ

يبكي وما يطوي الضلوعَ على جوى
حُرَقٍ تلظّى في صميمِ فؤادي

وألوذُ بالصبرِ الجميلِ ولم أفُزْ
من عذْبِ خالصِ ودِّكُم بِبرَادِ

لا قرّ طرفي بالوصالِ ولا دَنا
بدُنوّ داركُمُ إليّ مُرادي

إن صنتُ دمعَ العينِ بعد عظيم ما
لاقيتُ من فَجْعي بأهلِ وِدادي


ابن قلاقس
العصر الاندلسي

الحمدان 07-07-2024 02:00 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سمع ابو تمام جارية تغني بالفارسية فشجاه صوتها فقال

ولم أفهمْ معانيها ولكن
شجت قلبي فلم أحملْ شجاها

فكنت كأنني أعمًى مُعنًّى
يحبُّ الغانياتِ ولا يراها

الحمدان 07-07-2024 02:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما الهمّ إلا كالغيوم تجمعتْ
سيزول همّك مثل غيمٍ أمطرَا

ستطيب من بعد العناءِ حياتنا
ونذوق من بعد المرارة سكّرَا


......

الحمدان 07-07-2024 02:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ماذا سأقرأُ مـِن شِعري ومن أدبي
حوافِرُ الخيلِ داست عندنا الأدبا

وحاصرتنا، وآذتنا، فلا قلمٌ
قالَ الحقيقةَ إلا اغتيلَ أو صُلِبا

نزار قباني

الحمدان 07-07-2024 03:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِمَن حِلَلٌ تَهاداها البِقاعُ
كأنَّ بيوتَها إبلٌ رِتاعُ

أَراهُم حَيثُما حلُّوا استَقَلُّوا
فَفيما تَطمَئِنُّ بِهم تُراعُ

أتَدري ما دَهاكَ فَكيفَ تَدري
إذا كانَ اللِّقاءُ هو الوَداعُ

وبينَ بيوتِ هَذا الحَيِّ بَيتٌ
لَه عِندي حَديثٌ لا يُذاعُ

فحسبُكَ لا تُنازِعُني عَلَيه
وإِلا طالَ بي وبكَ النِّزاعُ

وقَد يُخشَى مِن القَول اتِّصالٌ
يَطولُ بِه من الوَصل انقِطاعُ

وفي الخَيماتِ ألحاظٌ بِطاءٌ
لفَترتِها وفَتكاتٌ سِراعُ

وغصنٌ خِفتُ خِفَّتَه بقَلبي
فثقلَه الذي لا يُستَطاعُ

كثيبُ نَقاً يزلُّ الثوبُ عَنه
لَه مِن حيثُ طُفت بهِ ارتِفاعُ

ولم أرَ قطُّ مَحجوباً كقَلبي
وراءَ الصَّدرِ ليسَ له امتِناعُ

وآلى لا تُمدُّ يَدٌ فتُثنى
لخَيبَتها كما آلى سِباعُ

رأى الدُّنيا وللتَبذيرِ فيها
عَلَى التدبيرِ أمرٌ لا يُطاعُ

فأرسَلَها ولو شَدَّت يَداها
شَكائِمَها لحلَّتها الطِّباعُ

إذا لَم يَبقَ إلا الذكرُ مِنها
فذاكَ الذِّكرُ أرخَص ما يُباعُ

لَه في كلِّ مَكرُمةٍ سُلوكٌ
ولِلباقي مِن الدُّنيا اتِّباعُ

يعد الغبنَ أن تَمضي الليالي
ولا يَمضي له فيها اصطِناعُ

ومَن يَزرَع لَه المَعروفُ مجداً
ويثبتُه يريعُهُ اليَراعُ

وقد سَلفَ الكرامُ بمِثلِ ماذا
خَلَفتَ بِه فَهَل ظَمِئوا وجاعوا

أَرى المِلَلَ التي افتَرقَت قَديماً
لَها فيما تُسَرُّ بِه اجتِماعُ

وذلكَ بعضُ مُكتَسَبِ الليالي
وما يَبني لكَ الخلقُ الوساعُ

يَخصُّ العيدُ قَوماً دونَ قَومٍ
ولَكِنَّ السرورَ بِه مُشاعُ



عبدالمحسن الصوري

الحمدان 07-07-2024 03:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَرى جَنباتِ الأرضِ باسمكَ ترجفُ
وأطرافُها من ذِكرِه تَتَخوَّفُ

وإلا فَما بالي أَرَى كلَّ مارقٍ
من البُعدِ تُلقيه إليكَ وتقذِفُ

كأنَّكَ سَيفٌ ضَيَّعَ السُّخطُ غِمدَهُ
فها هُو صَلتٌ في يَدِ اللَّهِ مُرهَفُ

يخافُ الطليقُ النازِحُ الدار حدَّه
كما يتَوقاهُ الأسيرُ المكَتَّفُ

لئِن كنتَ ذا الفَخرَين إنَّ رِفاعةً
ببأسِكَ ذا النارَينِ قَد صارَ يُعرَفُ

حَريقانِ في الدَّارَينِ يَعتَقِبانه
فمن مثله مُستأنِفٌ مُتَسلِّفُ

ومَن لَم يصدِّق بالجَحيمِ يردُّه
إلى قعرِها التكذيبُ عجلانَ يُقذفُ

وكان يَرى التَّكليفَ في الدين باطِلاً
فهَل هُو فيما مَسَّهُ متكلِّفُ

وفيكَ لنا في المارِقينَ بَقيَّةٌ
وإن غرَّهُم مِنها ومنكَ التوقُّفُ

وكَم غمةٍ لَو لَم تكُن لم يكُن لَها
سِواكَ ولا كانَت لغَيرِكَ تُكشَفُ

ويوماكَ في سلمٍ وحَربٍ كِلاهُما
سَواءٌ دمٌ قانٍ وحَمراء قرقفُ

ألَما بِلَونٍ واحِدٍ وتَفَرَّقا
ألا ربَّ لَونٍ واحِدٍ يتصرَّفُ

فللَّهِ كفٌّ جودُها مثلُ بأَسِها
تَحوزُ الندى في الحالَتَينِ وتُسرِفُ

ونفسٌ تَضيقُ الأرضُ عَنها وهمَّةٌ
تطِلُّ عَلَيها من عُلوٍّ وتُشرِفُ

وقلبٌ عَلى أَطرافِ كلِّ مَخوفَةٍ
وإن لَم يخِفها نازِلٌ مُتَطرِّفُ

وخَيلانِ خَيلٌ قادَها لمُلِمَّةٍ
إلى مَوقِفٍ مُرَّانُه يَتَقَصَّفُ

وخيلٌ نَهاها ذكرُهُ عَن لِقائِه
فراحَت كأنَّ الريحَ بالخَيلِ تَعصِفُ

بلَغتَ إِلى أَعلَى المَنازِلِ في العُلى
وكُلٌّ يُمنِّي نَفسَه ويُسوِّفُ

وأنتَ أَبو شبلَينِ يكشرُ عَنهُما
لكَي يَكبرا والجَيشُ بالجَيشِ يُوصَفُ

سَتَبقى لرَيبِ الدَّهرِ حتَّى تكفَّهُ
وويلٌ لرَيبِ الدَّهرِ مِما تُخلفُ

تَخلَّف ستبقي نِقمةً وسَحابَتَي
عطاءٍ وما تِلكَ الفراسة تُخلفُ

كَأنِّي إِذا ما قُلتُ أسمعُ كلَّ ما
أُشاهِدُه حَولي يَقولُ ويحلفُ

من الشعرِ ما قامَت براهينُ صدقهِ
ومنهُ حَديثٌ في سِواك يؤلفُ


عبدالمحسن الصوري

الحمدان 07-07-2024 03:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما يَنبَغي لكَ أن تُجري أخاكَ عَلى
مَجرى التجارِ بِما قالوا وما وَصَفوا

ما كانَ يَبقَى عَلى الإِملاقِ وهوَ يَرى
أموالَهم بينَهم تَسعَى وتَختلِفُ

لَو لَم يَكُن يَقتَضيها من مَؤونَتِه
إلا لتَحملَ بَينَ الناس والشّغفُ

بكلِّ أغيَدَ إن خُطَّت بِوَجنَتِه
لامٌ تعقَّبها من قدِّه ألِفُ

حتَّى إِذا حَصلَ الحَرفان لا يَئِسَت
منه النُّفوسُ إِلى أَن يَحصُلَ اللطَفُ

فأحسبُ القَوم لم يَأتوا زكاتَهم
فَما أخَذتُهُم إِلا بِما اقتَرفوا

فهَل تَراني عَيِيّاً عَن جَوابهمُ
دَعني أردُّ عَليهم كلَّما هَتَفوا

وأنتَ تَعرفُ إِنفاقي ومُكتَسَبي
وإنَّما مثلُ ذا من مثل ذا سرفُ

ولستُ أملكُ إِلا ما وَقَعتَ به
أرددهُ أنتَ إذا أفلستَ تَعتَكِفُ


عبدالمحسن الصوري

الحمدان 07-07-2024 03:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
شيمٌ يلوحُ عَلى مَكارِمها الشَّرف
كمُلَت فلَيسَ تُعابُ إِلا بالسَّرَف

يَبدو أَبو الفَضلِ الشَّريفُ لخَصمِها
فإذا تَناكرَها وأبصرَهُ اعتَرَف

ولَو استَقامَ عَلى الجحودِ لأَعرَبَت
عَنه شهاداتُ الشهودِ بِما اقتَرَف

لمَّا عَلَت سِنِّي عَلَت سنُّ النَّدى
فخشِيتُ يَشمَلُني وإِيَّاهُ الخَرَف

حتَّى رأَيتُك عانِياً بمكانِه
فعَلقتُ من تِلكَ العِنايَة بالطَّرَف

فكأنَّني لمَّا اعترَضتُكَ حائِمٌ
ظمآن مرَّ بِسَيلِ وادٍ فاغتَرَف

وأَرَى النَّوائِبَ قَد تمكَّنَ صَرفُها
وإِذا صَرفتُ إِليكَ همَّتها انصَرَف


عبدالمحسن الصوري

الحمدان 07-07-2024 03:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إنَّما حامدٌ عَلى الحَمدِ وَقفُ
ليسَ بينَ الأنامِ في ذاكَ خُلفُ

يَنثَني رمحُهُ فَيُثنَى علَيهِ
ولَه في يَدَيهِ حطمٌ وقَصفُ

حَيثُ يلقى فَوارسَ الخَيلِ بالخَيلِ
فَتَهوى لِقاءهُ وهو حَتفُ

يتَلقَّى حُماتَها بالمَنايا
ثُمَّ يُبقي عَلى اقتِدارٍ ويَعفو

ثُمَّ يَأتي عَلَى المُدامِ بخلقٍ
مِثلها بالمِزاجِ لا وهيَ صِرفُ


عبدالمحسن الصوري

الحمدان 07-07-2024 03:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا ما تَولَّت نَكبةٌ مِن صُروفِه
أتَت نَكبةٌ أُخرى علَى الإثرِ تَقتَفي

ألَم تَرني لا جَورُهنَّ مُفارِقي
ولا أَحدٌ في الناسِ منهنَّ مُنصِفي

وها أَناذا في دَفعِهنَّ مُعوِّلٌ
عَلَيكَ ومُستَغنٍ بجودِكَ مُكتَفي

فَبادِر لَما يَبقى عَلَيكَ ثَناؤهُ
فَلَيسَ بِباقٍ غيرُه يا ابنَ يوسُفِ


عبدالمحسن الصوري

الحمدان 07-07-2024 03:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نَحنُ يَوماً وَصلٌ ويَوماً فِراقُ
ما لَكُم ما لِعَهدِكُم ميثاقُ

صبرت مهجَتي لرقِّ هَواكُم
وهي كانَت مَعي وفيها إباقُ

واغتَرَرتُم بِذلكَ الفِعل مِنها
وهو مكرٌ مِنها بِكُم ونِفاقُ

فاسأَلوا عَن حَديثِها مَع سِواكُم
وإليكم ذاكَ الحديثُ يُساقُ

ووَداعٍ كشَفتُ فيه قِناعي
حينَ حمِّلتُ منه ما لا يُطاقُ

واستَوَت حَلبةُ الدُّموع فَفي
الشُهبِ سباقٌ والكمت فيها لحاقُ

ثمَّ أصبَحتُ أستَريحُ إِلى كَشفِ
حَديثي ويتعبُ العُشَّاقُ

وولَقَد أَطرُقُ الحَوانيتَ والمَه
مُومُ مثلي لمِثلِها طَرَّاقُ

مُستَجيراً بعانِسٍ ذات بَيتٍ
طالَما جُهِّزَت إِلَيه الزِّقاقُ

زُرتُها في عِصابَةٍ كلَّما
أَظلَمَ لَيلٌ بَدا لهُم إِشراقُ

فاستَثاروا مِن الهُمومِ بِكاساتٍ
دماءُ الهُمومِ فيها تُراقُ

صَبَحَتهم فأَسكَرَتهم وولَّت
ثمَّ عادَت بِها وهُم ما أَفاقوا

تَتبَعُ السّكرةُ أختَها فتَرى الأيَّامَ
تُطوى كأنَّها أوراقُ

في زمانٍ صَفا ورَقَّت حَواشيهِ
فَأضحى كأنَّه إِسحاقُ

كُلَّما زُرتُه وجدتُ المَعالي
شيدَ مِنها بَيتٌ ومُدَّ رِواقُ

مِنَنٌ أَصبحَت تجولُ عَلى الأَع
ناقِ حتَّى كأنَّها أطواقُ

وعُلاً دونَها السَّماءُ عُلوّاً
وثَناءٌ مِن دونِه الآفاقُ

ومَطايا مِن العَطايا ثِقال
كلَّفت حَملَها سَجايا رِقاقُ

ومَساعٍ أمَرنَه بِافتِخارٍ
فَنَهَتهُ عَن ذلكَ الأخلاقُ

فانتَهى طائِعاً لهنَّ وقَد
بانَ علَيه الحَياءُ والإطراقُ

يَتَخَفَّى بِفعلِهِ عِندَما يَظهَرُ
في الناسِ فِعلُهُ المِخراقُ

فَلأَفعالِه التمامُ وللأش
عارِ من قَبل وصفِهنَّ المِحاقُ

ربَّما تَكثُر الأَيادي الجَليلاتُ
فَلا تَنفَعُ المَعاني الدِّقاقُ


عبدالمحسن الصوري

الحمدان 07-07-2024 03:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لئِن صدَقَت في وَعدِها أن سَنَلتَقي
فذاكَ لتَعجيلِ اجتِماعٍ مُفرِّقِ

ألَم تَرَ تَسليمَ الوَداعِ مُحَبَّباً
ويتبعُهُ ما لستَ تَبقى إِذا بَقي

أرَى دَمَ قَلبي فاضَ من قَبل عَبرتي
وإِنسانَ عَيني شابَ من قَبل مَفرقي

أطَلتِ احتِجاباً ضَرَّةَ الشَّمسِ في النَّوى
وإِن شِئتِ أَن تَعفي عَلى الشَّمسِ فاشرِقِ

لَعَمري لَقَد ألحَقتِ في حرقةِ البُكا
عَليَّ الغَواني بالحمامِ المطَوَّقِ

فإِن كُنتَ يا برقَ الثُّغورِ مُبَشِّراً
بِخَدَّيَّ من عَينَيَّ بِالغَيثِ فابرُقِ

وعاذِلَةٍ في الحُبِّ تُظهرُ غَيرَةً
وَوَجداً وتَأتِيني بِظاهِرِ مُشفِقِ

تَقسَّم وَجدي فيكِ بينَ مكذِّبٍ
بِه حينَ يَلقاني وبَينَ مُصدِّقِ

فيَعرفُه ذا باعتِرافِ مَدامِعي
ويُنكِرُهُ هَذا بإنكارِ مَنطِقي

وَما أَحدٌ لاقَى مِن الحبِّ لَوعَةً
رآني فَلَم أُشغِلهُ عَن ذِكرِ ما لَقي

كَما الحَمدُ قَد أَمسَت تواصلَ شُغلُه
بِها عَن جَميعِ الناسِ نُعمى أَبي التَّقي

إِذا ما رَأى السَّاعي إِلى المَجدِ سَعيَه
رأى طُرقاً من قَبله لَم تُطرقِ

أَخو هِمَّةٍ أَعلى مِن النَّجمِ مَنزِلاً
فإِن يَرم في أَمرٍ مَع النَّجمِ يَسبِقِ

تُغازِلُه العَلياءُ حينَ يَرومُها
سِواهُ فتَرميهِ برَأيٍ مُوفَّقِ

حَبيسُ المَعالي مُطلقُ المالِ بِالنَّدى
فأَصبَحَ وقفاً بينَ حَبسٍ ومُطلَقِ

فقُل لِليالي الرائِشاتِ إِذا غَدا
مِجَنِّي فَريشي ما استَطَعتِ وفَوِّقي

خَلائقُ هَذا نعتُها مُذ صَحبتَها
فقَد حَملَت عنكَ احتِمالَ التَّخلُّقِ

ويَنزِلُ أَحياناً إِلَينا بِحُكمِها
وطَوراً بِحُكمِ المَجدِ في الخَلقِ يَرتَقي

مكارِمُ يا آلَ المُعافى إِذا بَدَت
بَدا ذِكرُها ما بَينَ غَربٍ ومَشرِقِ

فإِن كانَ ثوبُ العزِّ أَصبحَ مُخلَقاً
عَليَّ فَما وَجدي عَلَيهِ بِمخلَقِ

ولي في زَماني إن تأمَّلتُ أَمرنا
مَعاني جَريرِ أَو هجاءُ الفَرزدَقِ


عبدالمحسن الصوري
العصر العباسي

الحمدان 07-07-2024 03:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مَن إِذا عارِضٌ تعرَّضَ بي
بادَرَه جودُ كفِّه طَرقَه

لا فرجٌ في العُلى أبا فَرجٍ
ما لَم تكُن من عُلاكَ مُسترقَه

باكرتُ أشكُو المُباكِرينَ غَداً
في فِرَقٍ لِلسَّلامِ مُفتَرقَه

قد نَصبُوني لتَهنِياتِهم
أسَمعُ من كلِّ واحدٍ وَرقَه

مُرهُم بأَن يَقصُدوا سِوايَ بِها
فَغَيرُ عيدٍ عيدٌ بِلا نَفَقَه

عَوائدٌ لم تَزَل تُعاوِدُني
واليومَ جدَّت فشدَّت الطَّبَقَه


عبدالمحسن الصوري

الحمدان 07-07-2024 03:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَرأَيتَ بي من حادثٍ إِشفاقا
في الحبِّ إِلا أَن يَكونَ فِراقا

ذلُّ التَّهاجرِ كالتَّواصُلِ عندَما
لاقى مُحبُّكَ في الهَوى ما لاقى

وجفونِ غانِيَةٍ رَمَت فتَراهَنَت
أَرواحُنا لنِصالِها أَسباقا

لا يَعشقُ العُشاقُ من لَحَظاتِها
إِلا سقاماً يَعشَقُ العُشاقا

صَدَّت فَلَم أجزَع وقلتُ مُؤمِّلاً
سَيَردُّها من رَدَّ لي إِسحاقا

من بَعد ما قَد حالَ صَرفُكَ دونَه
يا أَيُّها الزَّمنُ الخَؤون وعاقا

وصبرتُ للعَيشِ الذي كدَّرتَه
حتَّى صَفا بالرَّغم منكَ وراقا

بفَتىً كأنَّ المَجدَ أَعطاهُ بأن
لا يَستَجيبَ لِغَيرِهِ ميشاقا

لا تعجَبنَّ لمَن يَراكَ وبعض ما
تأتي فظَنَّ بكَ الشآمَ عِراقا


عبدالمحسن الصوري

الحمدان 07-07-2024 04:00 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نحن الذين نعانق الأفراحا
نصحو على ثغرالدنا إصباحا

نصحو كأنّا لم نكن في ليلنا
مثل اليتامى نادموا الأتراحا

وننفّض الآلام عنا بهجة
ونعبّ من شهدالهنا أقداحا

وندوس فوق جراحنا ما هزنا
يأس ونمضي لانمل كفاحا

فكأننا ما قد جرعنا مرّها
وكأنها ما أزهقت أرواحا


......

الحمدان 07-07-2024 06:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا راحلينَ وبي من قربهم أملٌ
لو أغنت الحيلتان القولُ والعملُ

سرتم وسار اشتياقي بعدكم مثلاً
من دونه السامران الشعرُ والمثلُ

وظلَّ يعذُلني في حبّكم نفرٌ
لا كانت المحنتان الحبُ والعذلُ

عطفاً علينا ولا تبغوا بنا بدلاً
فما استوى التابعان العطفُ والبدلُ

قد ذقتُ فضلكمُ دهراً فلا وأبي
ما طاب لي الأحمران الخمرُ والعسلُ

وقد هرمتُ أسى من هجركم وجوىً
وشبَّ مني اثنتان الحرصُ والأملُ

غدرتم أو مللتم يا ذوي ثقتي
لبئست الخصلتان الغدرُ والمللُ

قالوا كبرتَ ولمْ تبرح كذا غَزلاً
أزرى بك الفاضحان الشيبُ والغزلُ

لم أنسَ يوم نادوا للرحيل ضحىً
وقُرّب المركبان الطرفُ والجملُ

وأشرقت بهواديهم هوادجهم
ولاحت الزينتان الحليُ والحللُ

وودّعوني بأجفانٍ ممرضةٍ
تغضها الرقبتان الخوفُ والخجلُ

كم عفّروا بينَ أيدي العيسِ من بطلٍ
أصابه المضنيان الغنجُ والكحلُ

دارت عليهم كؤوس الحبِّ مترعةً
المسكران الخمرُ والمقلُ

وآخرين اشتفوا منهم بضمّهم
يا حبذا الشافيان الضمُّ والقبلُ

كأنما الروضُ منهم روضةٌ أنفٌ
يُزهي بها المثبتان السهلُ والجبلُ

من لمسترق الروابي والوهاد بهم
ما راقه المعجبان الخصرُ والكفلُ

يا حاديَ العيس خُذْني مأخذاً حسناً
لا يستوي الضدان الريث والعجلُ

لم يبق لي غيرُ ذكرٍ أو بكا طللٍ
لو ينفع الباقيان الذكرُ والطللُ

يا ليت شعري ولا أنس ولا جذل
هل يرفع الطيبان الإنسُ والجذلُ


مالك بن المرحل

الحمدان 07-07-2024 06:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَضعُ الناسُ صاحبَ الجاه فيهم
كلَّ يومٍ في كفّةِ الميزانِ

إن رأوه يوماً ترجّح وزناً
ضاعفوا البرّ فهو ذو رجحان

أو رأوا منهُ نقص حبّة وزنٍ
ماكسوهُ في حبّةٍ الجُلجلان


مالك بن المرحل

الحمدان 07-07-2024 06:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نزلتُ بكم طالباً رفدكم
فلم تُنز لوني ولم ترفدوني

وجاورتكم عندَ جوْر الزمانِ
فما كانَ في القوم من قامَ دوني

وأحببتكُم حبَّ نفسي الحياةَ
فكانَ جزائي أن تقتلوني


مالك بن المرحل


الساعة الآن 02:14 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية