![]() |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ألا ليتني وحبيبة قلبي
في روضةٍ أُنُفٍ زاهره فنمشي أُطوِّقُها بالذراعِ وأنشُقُ أنفاسَها العاطره نسيرُ كذلك جنباً لجنبٍ وعيني إلى عينها ناظره فأقرأُ في وجهها للطبيعةِ أكبرَ آياتها الساحره وتعقُد من فوق هاماتنا مِظَلاّاتها الأغصنُ الناضره ونلعبُ في المرج مستأنِسَين بصوت عصافيره الطائره تقبلُ أذيالَها الزهراتُ وهي بتقبيلها فاخره تداعبُ هذي الأزاهرَ لطفاً وتجني أناملُها الماهره وتصنعُ منها صفوفاً صفوفاً لتكليل هامتها الزاهره فتعقصها من هنا وهناك ناظمةً جمعها ناثره وترنو إليَّ كما تتألَّقُ في جوها الأنجم السافره فأفدي بروحي وأهلي ومالي محاسِنَها الغَضَّة الباهره وتقطفُ بعض ثمار الغصون وتطعمني يدُها الطاهره ونأتي إلى النبع نشرب في الأكُفِّ من الجُرَعِ الفائره ونجلسُ فوق الحصى نَتَحدَّث عن كل واردةٍ صادره وفي الليلِ نرعى نجومَ السماءِ ونرقبُ أفلاكَها الدائره نناجي الغرامَ وخلّاقَه بأعماقِ أرواحنا الساهره تباركنا الشمسُ كل صباحٍ بنور أشعتها الفاتره وننشقُ ملء الفؤادِ الهواء فتُنعشنا النسمُ العاطره وتبسم لي وتجيء بقربي فتؤنسني الظبيةُ النافره سعاد فريدةُ عقد الحياةِ ودُرَّتُها الحرةُ النادره إذا تَمَّ لي بعضُ أمنيتي سمحتُ بدنياي والآخره خليل شيبون |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أحب الضحى وأحب المساءَ
وأهوى الظلامَ وأهوى الضياءَ ووقتاً ترفرفُ روحي فيه يُنازعني من بقائي البقاءَ معاني الحياة كأوقاتها فما سُر سَر وما سيءَ ساءَ إذا الشمسُ أرسلت النور لاحت كنبع عقيقٍ تَدفَّقَ ماءَ وسالَ كتبرٍ أُذيبَ وصُبَّ على الكونِ يسقي الفضا والهواءَ تَرقرَقَ مثل دموعِ العذاري حسبتَ الخدود لهن إناءَ وما البردُ في الليلِ إلا لجينٌ يذوب سنى وينير السناءَ كان الحسان لبسن الحدادَ وأسفرنَ عن كل وجهٍ أضاءَ وإن خيَّم الليلُ قام السوادُ بهيماً كعقلٍ أضاعَ الذكاءَ كأن الغواني نشرن الشعورَ وستَّرنَ أوجُهَهُنَّ حياءَ فشمسُ الصباح عقيقٌ يسيل ونحنُ دعونا العقيقَ ذكاءَ وبدرُ الظلام لجينٌ لذاك يلألئُ نور اللجينِ صفاءَ وليس الدجُنَّةُ إلّا فَناءٌ إذا ما تراءَت لنا يتراءى وما قولُنا الشمس وَالبدرَ والصبحَ والليل في العمر إلا امتراءَ وإن الحياة لَتُقضى كذا طوراً ظلاماً وطوراً ضياءَ وما اختَلَفَت غيرُ عينٍ تراها شقاءً وعينٍ تراها هناءَ وما النورُ إلّا الحياةُ فهذا رآهُ صباحاً وذاك مساءَ خليل شيبون |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
قالَ الطبيبُ.. وقالَ اللهُ: اُدْعونِي
ما قالَهُ اللهُ يَكفِيني ويُرضِيني أَقولُ ما قالَ إبراهِيمُ سيِّدُنا: إذا مَرِضتُ فإنَّ اللهَ يَشفِيني ما كنتُ أَقنَطُ مِن رَبِّي وَرحمَتهِ اليأسُ كفرٌ، وَحُسْنُ الفألِ مِن دِيني بالرُّوحِ والنفسِ وَالإيمانِ كُنتُ أَنا وَليسَ بالجسمِ إنَّ الجسمَ مِن طِينِ آمَنتُ باللهِ، سَوَّى الجِسمَ مِن عَدمٍ وإنَّهُ بَعدَ مَوتي سَوفَ يُحْيِيني ولَستُ بالعَيشِ مَشغُوفاً ولا دَنِفاً مَا عِشتهُ فَوقَ وَجهِ الأَرضِ يَكفِيني عَبَرتُها زائراً حِيناً على قَدَرٍ تَروحُ تُضحِكُني آناً وتُبكِيني وَالكونُ تَمتدُّ حَولي لا نِهايتُهُ والدُّهرُ يَمتدُّ عُمراً بِالملايينِ وقَد شَهِدتُ بها إبداعَ بَارئِها حتَّى تمشَّى يَقِيني في شَرايِيني وقَد رأَيتُ مِنَ الأسرارِ أَروعَهَا وإنَّ أروعَهَا أَسْرارُ تَكوِيني وكَيفَ جِئتُ إلى الدُّنيا، وكَيف نَمَتْ مَطامِحي وارتَقَتْ عَن عَالمِ الدُّونِ وكَيفَ حلَّقَ رُوحِي في مَعارجِهِ كالصَّقرِ، أو كَيفَ أَحوِيهِ ويَحوِيني تَجَلِّياتٌ مِن الرَّحمنِ يَكشِفُها للعارِفينَ، بِلا دَرسٍ وتَلقِينِ سِرُّ الحَياةِ وسِرُّ المَوتِ قد سَطَعا كالشَّمس فِيها وطَابا كالرَّياحِينِ وَالمُؤمِنونَ جِنانُ الخُلدِ مَوعِدُهُمْ لَهُمْ مِنَ اللهِ أَجرٌ غَيرُ مَمنُونِ سليم عبدالقادر |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
غَرِيبٌ تَهُزُّ الْحَيَاةُ حَنِينِي
وَتَتْرُكُنِي غَارِقًا فِي شُجُونِي فَأَصْرُخُ فِي وَجْهِهَا مُغْضَبًا إِذَا كُنْتِ أُمِّي فَلاَ تُهْمِلِينِي وَإِنْ كُنْتُ وَحْدِيَ سِرَّ الوُجُودِ كَمَا تَزْعُمِينَ، فَجُلِّي ظُنُونِي أَأَنْتِ الَّتِي عَلَّمَتْ أَهْلَهَا بِأَنْ يَطْلُبُونِي لِكَيْ يَصْلِبُونِي وَقَدْ كُنْتُ فِي دَرْبِهِمْ وَاحَةً أَبُلُّ صَدَاهُمْ بِمَاءٍ مَعِينِ وَرَوْضًا زَكِيًّا قَرِيبَ الثِّمَارِ فَمَا أَزْمَعُوا غَيْرَ أَنْ يَحْرِقُونِي وَنَايًا فَتِيَّ اللُّحُونِ فَجَاؤُوا بِأَبْوَاقِ فِسْقٍ لِكَيْ يُخْرِسُونِي وَشَمْسًا تُضِيءُ الدُّرُوبَ، وَلَكِنْ أَرَادُوا وَهَيْهَاتَ أَنْ يُطْفِئُونِي أَنَا يَا حَيَاةُ رَضِيتُ بِمَا قَدْ دَرَ اللهُ لِي، وَبِهَمِّ السِّنِينِ وَلَكِنْ لِمَاذَا نَثَرْتُ أَحِبَّا يَ بَيْنَ شَرِيدٍ، شَهِيدٍ، سَجِينِ وَفِي رُوحِ كُلِّ أَخٍ لِي حَيَاةٌ أَمُوتُ إِذَا غَرَبَتْ عَنْ عُيُونِي وَكَيْفَ تَكُونُ حَيَاةُ الْمُشَرَّدِ فِي كُلِّ أَرْضٍ وَفِي كُلِّ حِينِ تَبَسَّمَتِ الأُمُّ فِي رِقَّةٍ وَقَالَتْ بِصَوْتٍ شَجِيِّ الرَّنِينِ هُوَ الدَّرْبُ، دَرْبُ الهُدَاةِ الأُبَاةِ مَلِيءٌ بِشَوْكِ الأَسَى وَالأَنِينِ وَمَنْ كَانَ يَبْغِي جِنَانَ النَّعِيمِ يَجِدْ سُكْرَهُ فِي كُؤُوسِ الْمَنُونِ فَيَا عَاشِقَ الخُلْدِ، إِنِّي وَلَدْتُ كَ حُرًّا، طَمُوحًا، فَسِرْ بِيَقِينِ وَيَرْعَى خُطَاكَ الَّذِي سَيَّرَ الكَوْنَ فِي بَحْرِ أَقْدَارِهِ كَالسَّفِينِ سليم عبدالقادر |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
خَجِلْتُ لِطُولِ مَا عَاهَدتُ رَبِّي
عَلَى التَّقْوَى، وَمَا جَدَّدْتُ تَوْبِي أُعَاهِدُهُ دُجًى وَأَعُودُ ظُهْرًا وَأَسْأَلُهُ دُجًى غُفْرَانَ ذَنْبِي خَجِلْتُ، إِلاَمَ أَبْقَى وَالمَعَاصِي كَمَوْجِ البَحْرِ فِي دَفْعٍ وَجَذْبِ فَمَا مِنْ مَوْسِمٍ لِلْخَيْرِ وَلَّى وَلَمْ يَعْجَبْ لِحَالِي أَيُّ عَجْبِ إِذَا رَمَضَانُ أَقْبَلَ قُلْتُ: هَذَا لَمَوْسِمُ تَوْبَةٍ وَهُدًى وَقُرْبِ وَأَزْمَعُ أَنْ يَكُونَ النُّورُ رُوحِي وَأَطْمَعُ أَنْ يَكُونَ الطُّهْرُ ثَوْبِي وَفِي عَرَفَاتِ عَامًا بَعْدَ عَامٍ أَتُوبُ، غَدَاةَ أَصْمُتُ، أَوْ أُلَبِّي وَأَرْجِعُ بَعْدَهَا مِنْ حَيْثُ آتِي إِلَى خَطَئِي وَزَلاَّتِي وَكَرْبِي فَهَلْ كُلُّ الْمَوَاسِمِ كُنَّ بُورًا وَلَمْ يُفْلِحْنَ فِي إِخْصَابِ جَدْبِي أَلاَ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ يَوْمِي كَأَمْسِي، ضَاعَ فِي لَعِبٍ وَرُعْبِ وَفِي أَشْوَاقِ رُوحٍ لاَ تُلَبَّى تُبَعْثِرُهَا الرِّيَاحُ بِكُلِّ صَوْبِ وَآمَالٍ عِذَابٍ قَدْ تَهَاوَتْ كَمَا تَهْوِي المُنَى فِي صَدْرِ صَبِّ وَلَكِنِّي أُعَزِّي النَّفْسَ أَنِّي أَشُقُّ مِنَ الصُّخُورِ الصُّمِّ دَرْبِي وَأُبْرِمُ بِالصَّغَائِرِ مِنْ ذُنُوبِي وَأَجْتَنِبُ الكَبَائِرَ، وَهْيَ تَسْبِي وَأَسْعَى نَحْوَ رَبِّي فِي ثَبَاتٍ وَأَمْنَحُهُ بِحُبٍّ ذَوْبَ قَلْبِي سليم عبدالقادر |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
هَذَا الحِصَارُ الرَّهِيبُ المُتْعِبُ القَاسِي
حَتَّامَ يَضْرِبُ فِي جَنْبَيَّ كَالفَاسِ هَذَا الحِصَارُ الَّذِي مَا زَالَ يَضْرِبُهُ حَوْلِي العَبِيدُ بِأَوْهَامٍ وَأَمْرَاسِ لَوْ كَانَ حَوْلَ الجِبَالِ الصُّمِّ لاَنْفَطَرَتْ مِنْهُ الصُّخُورُ، وَخَرَّ الشَّامِخُ الرَّاسِي لَوْ كَانَ حَوْلَ أُسُودِ الغَابِ لاَرْتَعَدَتْ وَأَسْلَسَتْ بَعْدَ كِبْرٍ أَيَّ إِسْلاَسِ هَذَا الحِصَارُ حِصَارٌ فَاجِرٌ شَرِسٌ يُرِيدُ تَصْفِيَتِي، أَوْ كَتْمَ أَنْفَاسِي إِنِّي أَرَاهُ يَقِينًا، حَيْثُمَا رَحَلَتْ خَوَاطِرِي عَبْرَ آفَاقٍ وَأَجْنَاسِ كَأَنَّنِي ضَائِعٌ فِي غَابَةٍ، طَمِعَتْ بِهِ الوُحُوشُ، وُحُوشٌ دُونَ إِحْسَاسِ فَمَا يُمَزِّقُ مِنْ حَوْلِي مَكَايِدَهُمْ إِلاَّ الَّذِي فِيَّ مِنْ صَبْرٍ وَأَقْبَاسِ فَيَرْجِعُونَ خَزَايَا، لاَ نَصِيبَ لَهُمْ مِمَّا يُرِيدُونَ مِنِّي غَيْرَ إِفْلاَسِ الغَدْرُ وَالفَقْرُ وَالتَّشْرِيدُ أَعْرِفُهَا وَلَسْتُ لِلْقَهْرِ وَالأَغْلاَلِ بِالنَّاسِي وَالأَهْلُ، وَالغَدُ، وَالأَطْفَالُ، إِنَّ لَهُمْ رَبًّا يُوَاسِي، أَبَى أَمْ أَسْعَفَ الآسِي إِنِّي لأَضْحَكُ مِنْ مَوْتِي وَأَرْقُبُهُ بِغَيْرِ ذُعْرٍ، وَأَحْيَا مِثْلَ نِبْرَاسِ زَهِدْتُ بِالأَرْضِ، هَذَا الزُّهُدُ أَرْعَبَهُمْ وَعَافَهُمْ بَيْنَ وَسْوَاسٍ وَخَنَّاسِ سَلَّ الخُيُوطَ جَمِيعًا مِنْ أَصَابِعِهِمْ فَيَضْرِبُ القَوْمُ أَخْمَاسًا بِأَسْدَاسِ لاَ أَزْدَهِي بِثَبَاتِي، إِنَّنِي رَجُلٌ قُرْبِي مِنَ اللهِ أَغْنَانِي عَنِ النَّاسِ سليم عبدالقادر |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لِمَاذَا تَخَافُونَنِي، لَسْتُ أَدْرِي
فَلَيْسَ لَدَيَّ قُصُورٌ وَجُنْدُ؟! لِمَاذَا تَفُورُونَ غَيْظًا عَلَيَّ وَلَيْسَ لَدَيَّ سُعَادٌ وَهِنْدُ وَلاَ المَالُ يَرْقُصُ بَيْنَ يَدَيَّ وَإِنْ كَانَ مَا عِنْدَكُمْ لاَ يُعَدُّ وَلاَ الخَمْرُ، عِفْتُ الخُمُورَ لَكُمْ صُنُوفًا بِأَوْصَالِكُمْ تَسْتَبِدُّ وَعِفْتُ السَّلاَلِمَ لِلْمُغْرَمِينَ وَعِفْتُ الكَرَاسِيَّ وَهْيَ تُشَدُّ وَعِفْتُ المَسَارِحَ حَتَّى لَأَجْهَلُ إِنْ غَابَ نَجْمٌ مَتَى كَانَ يَبْدُو وَعِفْتُ البَرِيقَ، فَلَوْ قَدْ تَأَلَّهَ كُلُّ العَبِيدِ، فَإِنِّيَ عَبْدُ تَرَكْتُ لَكُمْ مُغْرَيَاتِ الحَيَاةِ جَمِيعًا فَمَاذَا تُرِيدُونَ بَعْدُ؟! أَمَا زِلْتُ فِي حَلْقِكُمْ شَوْكَةً عَلَى رَغْمِ أَنْفِي، وَمَا لِيَ قَصْدُ أَمَا زِلْتُ فِي دَرْبِكُمْ شَامِخًا يُعِيقُ مَسِيرَتَكُمْ، أَوْ يَصُدُّ؟ أَمَا زَالَ حُبِّي لِرَبِّي، وَطُهْرِي عَلَى بَعْضِكُمْ خَطَرًا لاَ يُرَدُّ؟! كَأَنَّ الَّذِي بَيْنَ جَنْبَيَّ مِنْ يَقِينٍ وَنُورٍ، رَدًى أَوْ أَشَدُّ فَتَجْتَمِعُونَ حُشُودًا عَلَيَّ يُؤَلِّفُهُنَّ ضَلاَلٌ وَحِقْدُ فَحَشْدُ ذِئَابٍ، وَحَشْدُ ذُبَابٍ وَحَشْدُ جَرَادٍ، وَحَشْدٌ، وَحَشْدُ سَأَبْقَى نَهَارَ الحَيَاةِ الوَحِيدَ أَرَادَ أَمِ احْتَجَّ عَمَرٌو وَزَيْدُ سَأْبَقَى فَلاَ تَسْأَلُوا النَّائِبَاتِ وَكَيْفَ عَلَى السَّادِرِينَ تَرُدُّ؟! وَكَيْفَ يَعِي دَوْرَةَ الدَّهْرِ عُمْيُ الْ بَصَائِرِ، مَهْمَا طَغَوْا وَاسْتَبَدُّوا سَأُشْرِقُ فِي اليَوْمِ، أَوْ فِي غَدٍ فَإِنَّ المَقَادِيرَ جَزْرٌ وَمَدُّ سليم عبدالقادر |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ماضٍ وأعرف ما دربي وما هدفي
والموت يرقص لي في كل منعطف وما أبالي به حتى أحاذره فخشية الموت عندي أبرد الطرف ولا أبالي بأشواكٍ ولا محنٍ على طريقي وبي عزمي ولي شغفي أنا الحسام ، بريق الشمس في طرفٍ مني وشفرة سيف الهند في طرف ورب سيل لحون سال من كلمي ورب سيل جحيم سال من صحفي أهفو إلى جنة الفردوس محترقاً بنار شوقي إلى الأوفياء والغرف يا دهر ! ماذا من الأيام أطمع في سعودهن ؟ وما فيهن يطمع في مضى الذين شغاف القلب يعشقهم من الأحبة من حولي فوا لهفي وصرت حقل هشيم غربة وأسىً يجتاحني شرر التحنان والأسف وا حر شوقي إليهم كلما هجست نفسي ونفسي بهم مجنونة الكلف إني سئمت هوى الدنيا وزهرتها ومل قلبي ذرا روضاتها الأنف وقد بلوت لياليها وأنهرها فتىً وحزت لآليها من الصدف فلم أجد غير درب الله درب هدىً وغير ينبوعها نبعـاً لمغترفِ فطرت أسعى إليه أبتغي تلفي به ورب خلودٍ كان في تلفِ والناس تصرخ أجحم والوغى نشبتْ والله يهتف بي أقدم ولا تخفِ ماضٍ فلو كنتُ وحدي والدنا صرختْ بي قِفْ لسرتُ فلم أبطئ ولم أقِفِ سليم عبدالقادر |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
إنهم يطلعـون مـن كـلِّ أفْـقٍ
كلُّ وجـهٍ منهم كوجه الشِّهابِ بجسومٍ فـوق الهضاب صِـلابٍ وقلوبٍ تحـوم فـوق السَّـحابِ يملؤونَ الوجـود حُبـاً وحـرباً ويجـوبونه بخُضْر الثِّـيـابِ يتحدُّونَ الجور بالسيف والموت بإقـدامٍ والـهوى بالكـتابِ إنهم قادمون أحنى من الطّـير وأضرى من اللُّيوثِ الغـضابِ كالقضاءِ المحتومِ فالفجر خلف الليل كالشمس من سجوف الضَّبـاب يرفعون الإسـلام نـوراً ونـاراً في الدُّنـا بعد غـربةٍ وغـيابِ فاحضنيهم يا أرض إن شئتِ خيراً وانثـريهم مشـاعلاً في الرّوابي أو فـصدِّي العُباب وهـو مُحالٌ أو فميـدي وآذنـي بالخـرابِ سليم عبدالقادر سوريا |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ويحملني الحنين إليك طفلا
وقد سلب الزمان الصبر مني وألقى فوق صدرك أمنياتي وقد شقي الفؤاد مع التمني غرست الدرب أزهارا بعمري فخيبت السنون اليوم ظني وأسلمت الزمان زمام أمري وعشت العمر بالشكوى أغني وكان العمر في عينيك أمنا وضاع العمر يوم رحلت عني فاروق جويدة |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
عِلمِي بِقَلبِيَ ما لانَت قَساوَتُهُ
حَتّى تَصَدّت لَهُ عَيناكَ يا قاسِي بِسِحرِ عَينَيك لَمّا أَستَطِع جَلَدًا فَها أَنا الآن مِن صَبري عَلى ياسِ دَعِ التَجَنّيَ إِنّي مُغرَمٌ كَلِفٌ رَهِينُ وَجدٍ وَأَشواقٍ وَوَسواسِ أَلا مَنَنتَ بِعَطفٍ مِنكَ يا أَمَلي فَما عَلَيك فَدَتكَ النَفسُ مِن باسِ لَقَد تَناهَت بِيَ الأَشواقُ فَاِشتَعَلَت نِيرانُ قَلبي وَأَذكَت حَرَّ أَنفاسِي لَولاك لَولاكَ لَم أَعرِف هَوىً أَبَدًا فَحُبّكُم في فُؤادِي ثابِتٌ راسِ هَذِي أَوائِلُ أَبياتي مُخَبّرَةٌ باسمِ الَّذي حُبُّهُ رُوحِي وَإِيناسِي عبدالمجيد الأزدي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
كان المتنبي يهوى خولة أخت سيف الدَّولة ، وكان يذكرها في شِعره تلميحاً لا تصريحاً ، ومن بديع ذلك قوله:
لِهَوى النُّفوسِ سَريرَةٌ لا تُعلَمُ عَرَضاً نَظَرتُ وَخِلتُ أَنَّي أَسلَمُ يا أُختَ مُعتَنِقِ الفَوارِسِ في الوَغى لَأَخوكِ ثَمَّ أَرَقُّ مِنكِ وَأَرحَمُ فقد جمع في بيتين فقط : الحِكمة والنَّسيب والمدح والشَّكوى ، بأوجز لفظ وأتمِّ معنى |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
وَالهَمَّ يَختَرِمُ الجَسِيمَ نَحَافَةً
وَيَشِيبُ نَاصِيَةَ الصَّبِيِّ وَيُهرِمُ ذُو العَقلِ يَشقَى بِالنَّعِيمِ بِعَقلِهِ وَأَخُو الجَهَالَةِ فِي الشَّقَاوَةِ يَنعَمُ المتنبي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لكعب بن مالك الأنصاري قصيدةٌ في رثاء أسد الله وعم النبي حمزة بعدَ مَقتَلِهِ فقال:
بَكَتْ عَيْني وحُقَّ لَهَا بُكَاهَا وَمَا يُغنِي البُكَاءُ ولا العَوِيلُ عَلَى أَسَدِ الإله غَدَاةَ قالوا أحمزةُ ذَاكُمُ الرّجُلُ القَتِيلُ أُصِيبَ المُسْلِمُونَ بِهِ جميعًا هُنَاكَ وَقَدْ أُصِيبَ بهِ الرّسُولُ أبَا يَعْلَى لكَ الأَرْكَانُ هُدَّتْ وأَنْتَ المَاجِدُ البَرُّ الوَصُولُ عليكَ سَلاَمُ رَبِّكَ في جِنَانٍ مُخالِطُهَا نعيمٌ لا يَزولُ ألا يَا هَاشِمَ الأخيْيَارِ صَبْرًا فكُلُّ فِعالِكُمْ حَسَنٌ جميلُ رَسُولُ اللهِ مصطبرٌ كَرِيمٌ بأمْرِ اللهِ ينطقُ إذْ يَقُولُ ألاَ مَنْ مُبَلغٌ عنّي لؤيًّا فَبَعْدَ اليومِ دَائِلَةٌ تَدُولُ وقبلَ اليومِ ما عَرَفُوا وَذَاقُوا وَقَائِعُنَا بِهَا يُشفَى الغَلِيلُ نَسِيتُم ضَرْبَنَا بِقَلِيبِ بَدْرٍ غَدَاةَ أَتَاكُمُ الموتُ العَجيلُ غَدَاةَ ثَوَى أبو جهلٍ صَرِيعًا عليهِ الطيرُ حَائِمةٌ تَجُولُ وَعُتْبَةُ وابنُهُ خَرَّا جَمِيعًا وَشَيْبَةُ عَضَّهُ السَّيْفُ الصَّقِيلُ ومُتْرِكُنَا أُميّةَ مُجْلَعِبًّا وَفِي حَيزُومِهِ لَدْنٌ نَبِيلُ وَهَامُ بني رَبيعَةَ سَائِلُوهَا فَفِي أسْيَافِنَا مِنْهَا فُلُولُ ألا يا هندُ فابكِي لاَ تَمَلِّي فَأَنْتِ الوَالِهُ العَبْرَى الهَبُولُ ألا يا هِنْدُ لا تُبدِي شِماتًا بحمزةَ إِنَّ عِزَّكُمُ ذَليلُ |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
جريح السَّيف يُشفى بعد حين
فهل يشفى جريح باللِّسان هي الكلمات تجرح دون حد وتفعل فوق أفعال السِّنان تذوَّق كلماتكَ قبل أن تنطقها |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى اسقني واشرب على أطلاله واروِ عني طالما الدمع روى كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى وبساطا من ندامى حلم هم تواروا أبداً وهو انطوى يا رياحا ليس يهدا عصفها نضب الزيت ومصباحي انطفا وأنا أقتات من وهم عفا وأفي العمر لناسٍ ما وفى كم تقلبت على خنجره لا الهوى مال ولا الجفن عفا وإذا القلب على غفرانه كلما غار به النصل عفا يا غراما كان مني في دمي قدراً كالموت أوفى طعمه ما قضينا ساعة في عرسه وقضينا العمر في مأتمه ما انتزاعي دمعة من عينه واغتصابي بسمة من فمه ليت شعري أين منه مهربي أين يمضي هارب من دمه لست أنساك وقد أغريتني بفمٍ عذبِ المناداة رقيق ويد تمتد نحوي كيدٍ من خلال الموج مُدّت لغريق آه يا قِبلة أقدامي إذا شكت الأقدام أشواك الطريق وبريقاً يظمأ الساري له أين في عينيك ذياك البريق لست أنساك وقد أغريتني بالذرى الشم فأدمنت الطموح أنت روح في سمائي وأنا لك أعلو فكأني محض روح يا لها من قمم كنّا بها نتلاقى وبسرّينا نبوح نستشف الغيب من أبراجها ونرى الناس ظلالاً في السفوح أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَل وأنا عنديَ أحزان الطفَل وبقايا الظل من ركب رحل وخيوط النور من نجم أفل ألمح الدنيا بعيني سئمٍ وأرى حولي أشباح الملل راقصات فوق أشلاء الهوى معولات فوق أجداث الأمل ذهب العمر هباء فاذهبي لم يكن وعدك إلا شبحا صفحة قد ذهب الدهر بها أثبت الحب عليها ومحا انظري ضِحكي ورقصي فرحا وأنا أحمل قلباً ذبحا ويراني الناس روحاً طائراً والجَوى يطحنني طحن الرحى كنت تمثال خيالي فهوى المقادير أرادت لا يدي ويحها لم تدر ماذا حطمت حطمت تاجي وهدت معبدي يا حياة اليائس المنفرد يا يباباً ما به من أحد يا قفاراً لافحاتٍ ما بها من نجي يا سكون الأبد أين من عيني حبيب ساحر فيه نبل وجلال وحياء واثق الخطوة يمشي ملكاً ظالم الحسن شهي الكبرياء عبق السحر كأنفاس الربى ساهم الطرف كأحلام المساء مشرق الطلعة في منطقه لغة النور وتعبير السماء أين مني مجلس أنت به فتنَة تمت سناء وسنى وأنا حب وقلب ودم وفراش حائر منك دنا ومن الشوق رسول بيننا ونديم قدم الكأس لنا وسقانا فانتفضنا لحظة لغبارٍ آدمي مسنا قد عرفنا صولة الجسم التي تحكم الحي وتطغى في دماه وسمعنا صرخة في رعدها سوط جلاد وتعذيب إله أمرتنا فعصينا أمرها وأبينا الذل أن يغشى الجباه حكم الطاغي فكنا في العصاه وطردنا خلف أسوار الحياه يا لمنفيين ضلا في الوعور دميا بالشوك فيها والصخور كلما تقسو الليالي عرفا روعة الآلام في المنفى الطهور طردا من ذلك الحلم الكبير للحظوظ السود والليل الضرير يقبسان النور من روحيهما كلما قد ضنت الدنيا بنور أنت قد صيرت أمري عجبا كثرت حوليَ أطيار الربى فإذا قلت لقلبي ساعة قم نغرد لسوى ليلي أبى حجبت تأبى لعيني مأربا غير عينيك ولا مطلبا أنتِ من أسدلها لا تدعي أنني أسدلت هذي الحجبا ولكم صاح بي اليأس انتزعها فيرد القدر الساخر دعها يا لها من خطة عمياء لو أنني أبصر شيئاًَ لم أطعها وليَ الويل إذا لبيتها ولي الويل إذا لم أتبعها قد حنت رأسي ولو كل القوى تشتري عزة نفسي لم أبعها يا حبيبا زرت يوما أيكه طائر الشوق أغني ألمي لك ابطاء الدلال المنعم وتجني القادر المحتكم وحنيني لك يكوي أعظمي والثواني جمرات في دمي وأنا مرتقب في موضعي مرهف السمع لوقع القدم قدم تخطو وقلبي مشبه موجة تخطو إلى شاطئها أيها الظالم بالله إلى كم أسفح الدمع على موطئها رحمة أنت فهل من رحمة لغريب الروح أو ظامئها يا شفاء الروح روحي تشتكي ظلم آسيها إلى بارئها أعطني حريتي أطلق يديّ إنني أعطيت ما استبقيت شيّ آه من قيدك أدمى معصمي لمَ أبقيه وما أبقى عليّ ما احتفاظي بعهود لم تصنها وإلام الأسر والدنيا لديّ ها أنا جفت دموعي فاعف عنها إنها قبلك لم تبذل لحي وهب الطائر عن عشك طارا جفت الغدران والثلج أغارا هذه الدنيا قلوب جَمَدت خبت الشعلة والجمر توارى وإذا ما قبس القلب غدا من رماد لا تسله كيف صارا لا تسل واذكر عذاب المصطلي وهو يذكيه فلا يقبس نارا لا رعى الله مساءً قاسياً قد أراني كل أحلامي سدى وأراني قلب من أعبده ساخراً من مدمعي سخر العدا ليت شعري أي أحداث جرت أنزلت روحك سجناً موصدا صدئت روحك في غيهبها وكذا الأرواح يعلوها الصدا قد رأيت الكون قبراً ضيقا خيّم اليأس عليه والسكوت ورأت عيني أكاذيب الهوى واهيات كخيوط العنكبوت كنت ترثي لي وتدري ألمي لو رثى للدمع تمثال صموت عند أقدامك دنيا تنتهي وعلى بابك آمال تموت كنت تدعونيَ طفلاً كلما ثار حبي وتندت مقلي ولك الحق لقد عاش الهوى فيّ طفلاً ونما لم يعقل ورأى الطعنة إذ صوبتها فمشت مجنونة للمقتل رمت الطفل فأدمت قلبه وأصَابت كبرياء الرجل قلت للنفس وقد جزنا الوصيدا عجلي لا ينفع الحزم وئيدا ودعي الهيكل شبت ناره تأكل الركع فيه والسجودا يتمنّى لي وفائي عودة والهوى المجروح يأبى أن نعودا لي نحو اللهب الذاكي به لفتة العود إذا صار وقودا لست أنسى ابداً ساعة في العمر تحت ريح صفقت لارتقاص المطر نوّحت للذكر وشكت للقمر وإذا ما طربت عربدت في الشجر هاك ما قد صبت الريح بأذن الشاعر وهي تغري القلب إغراء النصيح الفاجر أيها الشاعر تغفو تذكر العهد وتصحو وإذا ما التام جرح جد بالتذكار جرح فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو أو كل الحب في رأ يك غفرانٌ وصفح هاك فانظر عدد الرمل قلوبا ونساء فتخير ما تشاء ذهب العمر هباء ضل في الأرض الذي ينشد أبناء السماء أي روحانية تعصر من طين وماء أيها الريح أجل لكنما هي حبي وتعلاتي ويأسي هي في الغيب لقلبي خلقت أشرقت لي قبل أن تشرق شمسي وعلى موعدها أطبقت عيني وعلى تذكارها وسدت رأسي جنت الريح ونادته شياطين الظلام أختاما كيف يحلو لك في البدء الختام يا جريحا أسلم الجرح حبيبا نكأه هو لا يبكي إذا الناعي بهذا نبأه أيها الجبار هل تصرع من أجل امرأة يا لها من صيحة ما بعثت عنده غير أليم الذكر أرقت في جنبه فاستيقظت كبقايا خنجر منكسر لمع النهر وناداه له فمضى منحدراًللنهر ناضب الزاد وما من سفر دون زادٍ غير هذا السفر يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعد ما عز اللقاء فإذا أنكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كل إلى غايته لا تقل شيئاً وقل لي الحظ شاء يا مغني الخلد ضيعت العمر في أناشيد تغنّى للبشر ليس في الأحياء من يسمعنا ما لنا لسنا نغني للحجر للجمارات التي ليست تعي والرميمات البوالي في الحفر غنّها سوف تراها انتفضت ترحم الشادي وتبكي للوتر يا نداء كلما أرسلته رد مقهوراً وبالحظ ارتطم وهتافاً من أغاريد المنى عاد لي وهو نواحٌ وندم رب تمثال جمالٍ وسنا لاح لي والعيش شجو وظلم ارتمى اللحن عليه جاثياً ليس يدري أنه حسن أصم هدأ الليل ولا قلب له أيها الساهر يدري حيرتك أيها الشاعر خذ قيثارتك غن أشجانك واسكب دمعتك رب لحن رقص النجم له وغزا السحب وبالنجم فتك غنّه حتى نرى ستر الدجى طلع الفجر عليه فانهتك وإذا ما زهرات ذعرت ورأيت الرعب يغشى قلبها فترفق واتئد واعزف لها من رقيق اللحن وامسح رعبها ربما نامت على مهد الأسى وبكت مستصرخات ربها أيها الشاعر كم من زهرة عوقبت لم تدر يوماً ذنبها ابراهيم ناجي .. مصر |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ
وَيُنصَرُ دينُ اللَهِ أَيّانَ تَضرِبُ وَما السَيفُ إِلّا آيَةُ المُلكِ في الوَرى وَلا الأَمرُ إِلّا لِلَّذي يَتَغَلَّبُ فَأَدِّب بِهِ القَومَ الطُغاةَ فَإِنَّهُ لَنِعمَ المَرَبي لِلطُغاةِ المُؤَدِّبُ وَداوِ بِهِ الدولاتِ مِن كُلِّ دائِها فَنِعمَ الحُسامُ الطِبُّ وَالمُتَطَبِّبُ تَنامُ خُطوبُ المُلكِ إِن باتَ ساهِراً وَإِن هُوَ نامَ اِستَيقَظَت تَتَأَلَّبُ أَمِنّا اللَيالي أَن نُراعَ بِحادِثٍ وَأَرمينيا ثَكلى وَحَورانَ أَشيَبُ وَمَملَكَةُ اليونانِ مَحلولَةُ العُرى رَجاؤُكَ يُعطيها وَخَوفُكَ يُسلَبُ هَدَدتَ أَميرَ المُؤمِنينَ كَيانَها بِأَسطَعَ مِثلِ الصُبحِ لا يَتَكَذَّبُ وَمازالَ فَجراً سَيفُ عُثمانَ صادِقاً يُساريهِ مِن عالي ذَكائِكَ كَوكَبُ إِذا ما صَدَعتَ الحادِثاتِ بِحَدِّهِ تَكَشَّفَ داجي الخَطبِ وَاِنجابَ غَيهَبُ وَهابَ العِدا فيهِ خِلافَتَكَ الَّتي لَهُم مَأرَبٌ فيها وَلِلَّهِ مَأرَبُ سَما بِكَ يا عَبدَ الحَميدِ أُبُوَّةٌ ثَلاثونَ خُضّارُ الجَلالَةِ غُيَّبُ قَياصِرُ أَحياناً خَلائِفُ تارَةً خَواقينُ طَوراً وَالفَخارُ المُقَلَّبُ نُجومُ سُعودِ المَلكِ أَقمارُ زُهرِهِ لَوَ اَنَّ النُجومَ الزُهرَ يَجمَعُها أَبُ تَواصَوا بِهِ عَصراً فَعَصراً فَزادَهُ مُعَمَّمُهُم مِن هَيبَةٍ وَالمُعَصَّبُ هُمُ الشَمسُ لَم تَبرَح سَماواتِ عِزِّها وَفينا ضُحاها وَالشُعاعُ المُحَبَّبُ نَهَضتَ بِعَرشٍ يَنهَضُ الدَهرُ بِهِ خُشوعاً وَتَخشاهُ اللَيالي وَتَرهَبُ مَكينٍ عَلى مَتنِ الوُجودِ مُؤَيَّدٍ بِشَمسِ اِستِواءٍ مالَها الدَهرَ مَغرِبُ تَرَقَّت لَهُ الأَسواءُ حَتّى اِرتَقَيتَهُ فَقُمتَ بِها في بَعضِ ما تَتَنَكَّبُ فَكُنتَ كَعَينٍ ذاتِ جَريٍ كَمينَةٍ تَفيضُ عَلى مَرِّ الزَمانِ وَتَعذُبُ مُوَكَّلَةٍ بِالأَرضِ تَنسابُ في الثَرى فَيَحيا وَتَجري في البِلادِ فَتُخضِبُ فَأَحيَيتَ مَيتاً دارِسَ الرَسمِ غابِراً كَأَنَّكَ فيما جِئتَ عيسى المُقَرَّبُ وَشِدتَ مَناراً لِلخِلافَةِ في الوَرى تُشَرِّقُ فيهِم شَمسُهُ وَتُغَرِّبُ سَهِرتَ وَنامَ المُسلِمونَ بِغَبطَةٍ وَما يُزعِجُ النُوّامَ وَالساهِرُ الأَبُ فَنَبَّهَنا الفَتحُ الَّذي ما بِفَجرِهِ وَلا بِكَ يا فَجرَ السَلامِ مُكَذِّبُ حُسامُكَ مِن سُقراطَ في الخَطبِ أَخطَبُ وَعودُكَ مِن عودِ المَنابِرِ أَصلَبُ وَعَزمُكَ مِن هوميرَ أَمضى بَديهَةً وَأَجلى بَياناً في القُلوبِ وَأَعذَبُ وَإِن يَذكُروا إِسكَندَراً وَفُتوحَهُ فَعَهدُكَ بِالفَتحِ المُحَجَّلِ أَقرَبُ وَمُلكُكَ أَرقى بِالدَليلِ حُكومَةً وَأَنفَذُ سَهماً في الأُمورِ وَأَصوَبُ ظَهَرتَ أَميرَ المُؤمِنينَ عَلى العِدا ظُهوراً يَسوءُ الحاسِدينَ وَيُتعِبُ سَلِ العَصرَ وَالأَيّامَ وَالناسَ هَل نَبا لِرَأيِكَ فيهِم أَو لِسَيفِكَ مَضرِبُ هُمُ مَلَئوا الدُنيا جَهاماً وَراءَهُ جَهامٌ مِنَ الأَعوانِ أَهذى وَأَكذَبُ فَلَمّا اِستَلَلتَ السَيفَ أَخلَبَ بَرقُهُم وَما كُنتَ يا بَرقَ المَنِيَّةِ تُخلِبُ أَخَذتَهُمُ لا مالِكينَ لِحَوضِهِم مِنَ الذَودِ إِلّا ما أَطالوا وَأَسهَبوا وَلم يَتَكَلَّف قَومُكَ الأُسدُ أُهبَةً وَلَكِنَّ خُلقاً في السِباعِ التَأَهُّبُ كَذا الناسُ بِالأَخلاقِ يَبقى صَلاحُهُم وَيَذهَبُ عَنهُم أَمرُهُم حينَ تَذهَبُ وَمِن شَرَفِ الأَوطانِ أَلّا يَفوتَها حُسامٌ مُعِزٌّ أَو يَراعٌ مُهَذَّبُ مَلَكتَ سَبيلَيهِم فَفي الشَرقِ مَضرِبٌ لِجَيشِكَ مَمدودٌ وَفي الغَربِ مَضرِبُ ثَمانونَ أَلفاً أُسدُ غابٍ ضَراغِمٌ لَها مِخلَبٌ فيهِم وَلِلمَوتِ مَخلِبُ إِذا حَلِمَت فَالشَرُّ وَسنانُ حالِمٌ وَإِن غَضِبَت فَالشَرُّ يَقظانُ مُغضِبُ فَيالِقُ أَفشى في البِلادِ مِنَ الضُحى وَأَبعَدُ مِن شَمسِ النَهارِ وَأَقرَبُ وَتُصبِحُ تَلقاهُم وَتُمسي تَصُدُّهُم وَتَظهَرُ في جِدِّ القِتالِ وَتَلعَبُ تَلوحُ لَهُم في كُلِّ أُفقٍ وَتَعتَلي وَتَطلُعُ فيهِم مِن مَكانٍ وَتَغرُبُ وَتُقدِمُ إِقدامَ اللُيوثِ وَتَنثَني وَتُدبِرُ عِلماً بِالوَغى وَتُعَقِّبُ وَتَملِكُ أَطرافَ الشِعابِ وَتَلتَقي وَتَأخُذُ عَفواً كُلَّ عالٍ وَتَغصِبُ وَتَغشى أَبِيّاتِ المَعاقِلِ وَالذُرا فَثَيِّبُهُنَّ البِكرُ وَالبِكرُ ثَيِّبُ يَقودُ سَراياها وَيَحمي لِواءَها سَديدُ المَرائي في الحُروبِ مُجَرِّبُ يَجيءُ بِها حيناً وَيَرجِعُ مَرَّةً كَما تَدفَعُ اللَجَّ البِحارُ وَتَجذِبُ وَيَرمي بِها كَالبَحرِ مِن كُلِّ جانِبٍ فَكُلُّ خَميسٍ لُجَّةٌ تَتَضَرَّبُ وَيُنفِذُها مِن كُلِّ شِعبٍ فَتَلتَقي كَما يَتَلاقى العارِضُ المُتَشَعِّبُ وَيَجعَلُ ميقاتاً لَها تَنبَري لَهُ كَما دارَ يَلقى عَقرَبَ السَيرِ عَقرَبُ فَظَلَّت عُيونُ الحَربِ حَيرى لِما تَرى نَواظِرَ ما تَأتي اللُيوثُ وَتُغرِبُ تُبالِغُ بِالرامي وَتَزهو بِما رَمى وَتُعجَبُ بِالقُوّادِ وَالجُندُ أَعجَبُ وَتُثني عَلى مُزجي الجُيوشِ بِيَلدِزٍ وَمُلهِمِها فيما تَنالُ وَتَكسِبُ وَما المُلكُ إِلّا الجَيشُ شَأناً وَمَظهَراً وَلا الجَيشُ إِلّا رَبُّهُ حينَ يُنسَبُ تُحَذِّرُني مِن قَومِها التُركِ زَينَبُ وَتُعجِمُ في وَصفِ اللُيوثِ وَتُعرِبُ وَتُكثِرُ ذِكرَ الباسِلينَ وَتَنثَني بِعِزٍّ عَلى عِزِّ الجَمالِ وَتُعجَبُ وَتَسحَبُ ذَيلَ الكِبرِياءِ وَهَكَذا يَتيهُ وَيَختالُ القَوِيُّ المُغَلِّبُ وَزَينَبُ إِن تاهَت وَإِن هِيَ فاخَرَت فَما قَومُها إِلّا العَشيرُ المُحَبَّبُ يُؤَلِّفُ إيلامُ الحَوادِثِ بَينَنا وَيَجمَعُنا في اللَهِ دينٌ وَمَذهَبُ نَما الوُدُّ حَتّى مَهَّدَ السُبلَ لِلهَوى فَما في سَبيلِ الوَصلِ ما يُتَصَعَّبُ وَدانى الهَوى ما شاءَ بَيني وَبَينَها فَلَم يَبقَ إِلّا الأَرضُ وَالأَرضُ تَقرُبُ رَكِبتُ إِلَيها البَحرَ وَهوَ مَصيدَةٌ تُمَدُّ بِها سُفنُ الحَديدِ وَتُنصَبُ تَروحُ المَنايا الزُرقُ فيهِ وَتَغتَدي وَما هِيَ إِلّا المَوجُ يَأتي وَيَذهَبُ وَتَبدو عَلَيهِ الفُلكُ شَتّى كَأَنَّها بُؤوزٌ تُراعيها عَلى البُعدِ أَعقُبُ حَوامِلُ أَعلامِ القَياصِرِ حُضرٌ عَلَيها سَلاطينُ البَرِيَّةِ غُيَّبُ تُجاري خُطاها الحادِثاتِ وَتَقتَفي وَتَطفو حَوالَيها الخُطوبُ وَتَرسُبُ وَيوشِكُ يَجري الماءُ مِن تَحتِها دَماً إِذا جَمَعَت أَثقالَها تَتَرَقَّبُ فَقُلتُ أَأَشراطُ القِيامَةِ ما أَرى أَمِ الحَربُ أَدنى مِن وَريدٍ وَأَقرَبُ أَماناً أَماناً لُجَّةَ الرومِ لِلوَرى لَوَ اَنَّ أَماناً عِندَ دَأماءَ يُطلَبُ كَأَنّي بِأَحداثِ الزَمانِ مُلِمَّةً وَقَد فاضَ مِنها حَوضُكِ المُتَضَرِّبُ فَأُزعِجَ مَغبوطٌ وَرُوِّعَ آمِنٌ وَغالَ سَلامَ العالَمينَ التَعَصُّبُ فَقالَت أَطَلتَ الهَمَّ لِلخَلقِ مَلجَأٌ أَبَرُّ بِهِم مِن كُلِّ بَرٍّ وَأَحدَبُ سَلامُ البَرايا في كَلاءَةِ فَرقَدٍ بِيَلدِزَ لا يَغفو وَلا يَتَغَيَّبُ وَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ لَوابِلٌ مِنَ الغَوثِ مُنهَلٌ عَلى الخَلقِ صَيِّبُ رَأى الفِتنَةَ الكُبرى فَوالى اِنهِمالَهُ فَبادَت وَكانَت جَمرَةً تَتَلَهَّبُ فَما زِلتُ بِالأَهوالِ حَتّى اِقتَحَمتُها وَقَد تُركِبُ الحاجاتُ ما لَيسَ يُركَبُ أَخوضُ اللَيالي مِن عُبابٍ وَمِن دُجىً إِلى أُفقٍ فيهِ الخَليفَةُ كَوكَبُ إِلى مُلكِ عُثمانَ الَّذي دونَ حَوضِهِ بِناءُ العَوالي المُشمَخِرُّ المُطَنَّبُ فَلاحَ يُناغي النَجمَ صَرحٌ مُثَقَّبٌ عَلى الماءِ قَد حاذاهُ صَرحٌ مُثقَبُ بُروجٌ أَعارَتها المَنونُ عُيونَها لَها في الجَواري نَظرَةٌ لا تُخَيَّبُ رَواسي اِبتِداعٍ في رَواسي طَبيعَةٍ تَكادُ ذُراها في السَحابِ تُغَيَّبُ فَقُمتُ أُجيلُ الطَرفَ حَيرانَ قائِلاً أَهَذى ثُغورُ التُركِ أَم أَنا أَحسَبُ فَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مُشرِقٌ وَمِثلَ بِناءِ التُركِ لَم يَبنِ مَغرِبُ تَظَلُّ مَهولاتُ البَوارِجِ دونَهُ حَوائِرَ ما يَدرينَ ماذا تُخَرِّبُ إِذا طاشَ بَينَ الماءِ وَالصَخرِ سَهمُها أَتاها حَديدٌ ما يَطيشُ وَأَسرَبُ يُسَدِّدُهُ عِزريلُ في زِيِّ قاذِفٍ وَأَيدي المَنايا وَالقَضاءُ المُدَرَّبُ قَذائِفُ تَخشى مُهجَةُ الشَمسِ كُلَّما عَلَت مُصعِداتٍ أَنَّها لا تُصَوَّبُ إِذا صُبَّ حاميها عَلى السُفنِ اِنثَنَت وَغانِمُها الناجي فَكَيفَ المُخَيَّبُ سَلِ الرومَ هَل فيهِنَّ لِلفُلكِ حيلَةٌ وَهَل عاصِمٌ مِنهُنَّ إِلّا التَنَكُّبُ تَذَبذَبَ أُسطولاهُمُ فَدَعَتهُما إِلى الرُشدِ نارٌ ثَمَّ لا تَتَذَبذَبُ فَلا الشَرقُ في أُسطولِهِ مُتقى الحِمى وَلا الغَربُ في أُسطولِهِ مُتَهَيَّبُ وَما راعَني إِلّا لِواءٌ مُخَضَّبٌ هُنالِكَ يَحميهِ بَنانٌ مُخَضَّبُ فَقُلتُ مَنِ الحامي أَلَيثٌ غَضَنفَرٌ مِنَ التُركِ ضارٍ أَم غَزالٌ مُرَبَّبُ أَمِ المَلِكُ الغازي المُجاهِدُ قَد بَدا أَمِ النَجمُ في الآرامِ أَم أَنتِ زَينَبُ رَفَعتِ بَناتَ التُركِ قالَت وَهَل بِنا بَناتِ الضَواري أَن نَصولَ تَعَجُّبُ إِذا ما الدِيارُ اِستَصرَخَت بَدَرَت لَها كَرائِمُ مِنّا بِالقَنا تَتَنَقَّبُ تُقَرِّبُ رَبّاتُ البُعولِ بُعولَها فَإِن لَم يَكُن بَعلٌ فَنَفساً تُقَرِّبُ وَلاحَت بِآفاقِ العَدُوِّ سَرِيَّةٌ فَوارِسُ تَبدو تارَةً وَتُحَجَّبُ نَواهِضُ في حُزنٍ كَما تَنهَضُ القَطا رَواكِضُ في سَهلٍ كَما اِنسابَ ثَعلَبُ قَليلونَ مِن بُعدٍ كَثيرونَ إِن دَنَوا لَهُم سَكَنٌ آناً وَآناً تَهَيُّبُ فَقالَت شَهِدتَ الحَربَ أَو أَنتَ موشِكٌ فَصِفنا فَأَنتَ الباسِلُ المُتَأَدِّبُ وَنادَت فَلَبّى الخَيلُ مِن كُلِّ جانِبٍ وَلَبّى عَلَيها القَسوَرُ المُتَرَقِّبُ خِفافاً إِلى الداعي سِراعاً كَأَنَّما مِنَ الحَربِ داعٍ لِلصَلاةِ مُثَوِّبُ مُنيفينَ مِن حَولِ اللِواءِ كَأَنَّهُم لَهُ مَعقِلٌ فَوقَ المَعاقِلِ أَغلَبُ وَما هِيَ إِلّا دَعوَةٌ وَإِجابَةٌ أَنِ اِلتَحَمَت وَالحَربُ بَكرٌ وَتَغلِبُ فَأَبصَرتُ ما لَم تُبصِرا مِن مَشاهِدٍ وَلا شَهِدَت يَوماً مَعَدٌّ وَيَعرُبُ جِبالَ مَلونا لا تَخوري وَتَجزَعي إِذا مالَ رَأسٌ أَو تَضَعضَعَ مَنكِبُ فَما كُنتِ إِلّا السَيفَ وَالنارَ مَركَباً وَما كانَ يَستَعصي عَلى التُركِ مَركَبُ عَلَوا فَوقَ عَلياءِ العَدُوِّ وَدونَهُ مَضيقٌ كَحَلقِ اللَيثِ أَو هُوَ أَصعَبُ فَكانَ صِراطُ الحَشرِ ما ثَمَّ ريبَةٌ وَكانوا فَريقَ اللَهِ ما ثَمَّ مُذنِبُ يَمُرّونَ مَرَّ البَرقِ تَحتَ دُجُنَّةٍ دُخاناً بِهِ أَشباحُهُم تَتَجَلبَبُ حَثيثينَ مِن فَوقِ الجِبالِ وَتَحتِها كَما اِنهارَ طَودٌ أَو كَما اِنهالَ مِذنَبُ تُمِدُّهُمُ قُذّافُهُم وَرُماتُهُم بِنارٍ كَنيرانِ البَراكينِ تَدأَبُ تُذَرّى بِها شُمُّ الذُرا حينَ تَعتَلي وَيَسفَحُ مِنها السَفحُ إِذ تَتَصَبَّبُ تُسَمَّرُ في رَأسِ القِلاعِ كُراتُها وَيَسكُنُ أَعجازَ الحُصونِ المُذَنَّبُ فَلَمّا دَجى داجي العَوانِ وَأَطبَقَت تَبَلَّجَ وَالنَصرَ الهِلالُ المُحَجَّبُ وَرُدَّت عَلى أَعقابِها الرومُ بَعدَما تَناثَرَ مِنها الجَيشُ أَو كادَ يَذهَبُ جَناحَينِ في شِبهِ الشِباكَينِ مِن قَنا وَقَلباً عَلى حُرِّ الوَغى يَتَقَلَّبُ عَلى قُلَلِ الأَجبالِ حَيرى جُموعُهُم شَواخِصُ ما إِن تَهتَدي أَينَ تَذهَبُ إِذا صَعَدَت فَالسَيفُ أَبيَضُ خاطِفٌ وَإِن نَزَلَت فَالنارُ حَمراءُ تَلهَبُ تَطَوَّعَ أَسراً مِنهُمُ ذَلِكَ الَّذي تَطَوَّعَ حَرباً وَالزَمانُ تَقَلُّبُ وَتَمَّ لَنا النَصرُ المُبينُ عَلى العِدا وَفَتحُ المَعالي وَالنَهارُ المُذَهَّبُ فَجِئتُ فَتاةَ التُركِ أَجزي دِفاعَها عَنِ المُلكِ وَالأَوطانِ ما الحَقُّ يوجِبُ فَقَبَّلتُ كَفّاً كانَ بِالسَيفِ ضارِباً وَقَبَّلتُ سَيفاً كانَ بِالكَفِّ يَضرِبُ وَقُلتُ أَفي الدُنيا لِقَومِكِ غالِبٌ وَفي مِثلِ هَذا الحِجرِ رُبّوا وَهُذِّبوا رُوَيداً بَني عُثمانَ في طَلَبِ العُلا وَهَيهاتَ لَم يُستَبقَ شَيءٌ فَيُطلَبُ أَفي كُلِّ آنٍ تَغرِسونَ وَنَجتَني وَفي كُلِّ يَومٍ تَفتَحونَ وَنَكتُبُ وَما زِلتُمُ يَسقيكُمُ النَصرُ حُمرَهُ وَتَسقونَهُ وَالكُلُّ نَشوانَ مُصأَبُ إِلى أَن أَحَلَّ السُكرَ مَن لا يُحِلُّهُ وَمَدَّ بِساطَ الشُربِ مَن لَيسَ يَشرَبُ وَأَشمَطَ سَوّاسِ الفَوارِسِ أَشيَبُ يَسيرُ بِهِ في الشَعبِ أَشمَطُ أَشيَبُ رَفيقاً ذَهابٍ في الحُروبِ وَجيئَةٍ قَدِ اِصطَحَبا وَالحُرُّ لِلحُرِّ يَصحَبُ إِذا شَهِداها جَدَّدا هِزَّةَ الصِبا كَما يَتَصابى ذو ثَمانينَ يَطرُبُ فَيَهتَزُّ هَذا كَالحُسامِ وَيَنثَني وَيَنفُرُ هَذا كَالغَزالِ وَيَلعَبُ تَوالى رَصاصُ المُطلِقينَ عَلَيهِما يُخَضِّلُ مِن شَيبِهِما وَيُخَضِّبُ فَقيلَ أَنِل أَقدامَكَ الأَرضَ إِنَّها أَبَرُّ جَواداً إِن فَعَلتَ وَأَنجَبُ فَقالَ أَيَرضى واهِبُ النَصرِ أَنَّنا نَموتُ كَمَوتِ الغانِياتِ وَنُعطَبُ ذَروني وَشَأني وَالوَغى لا مُبالِياً إِلى المَوتِ أَمشي أَم إِلى المَوتِ أَركَبُ أَيَحمِلُني عُمراً وَيَحمي شَبيبَتي وَأَخذُلُهُ في وَهنِهِ وَأُخَيِّبُ إِذا نَحنُ مِتنا فَاِدفِنونا بِبُقعَةٍ يَظَلُّ بِذِكرانا ثَراها يُطَيِّبُ وَلا تَعجَبوا أَن تَبسُلَ الخَيلُ إِنَّها لَها مِثلُ ما لِلناسِ في المَوتِ مَشرَبُ فَماتا أَمامَ اللَهِ مَوتَ بَسالَةٍ كَأَنَّهُما فيهِ مِثالٌ مُنَصَّبُ وَما شُهَداءُ الحَربِ إِلّا عِمادُها وَإِن شَيَّدَ الأَحياءُ فيها وَطَنَّبوا مِدادُ سِجِلِّ النَصرِ فيها دِماؤُهُم وَبِالتِبرِ مِن غالي ثَراهُم يُتَرَّبُ فَهَل مِن مَلونا مَوقِفٌ وَمَسامِعٌ وَمِن جَبَلَيها مِنبَرٌ لي فَأَخطُبُ فَأَسأَلُ حِصنَيها العَجيبَينِ في الوَرى وَمَدخَلُها الأَعصى الَّذي هُوَ أَعجَبُ وَأَستَشهِدُ الأَطوادَ شَمّاءَ وَالذُرا بَواذِخَ تُلوي بِالنُجومِ وَتُجذَبُ هَلِ البَأسُ إِلّا بَأسُهُم وَثَباتُهُم أَوِ العَزمُ إِلّا عَزمُهُم وَالتَلَبُّبُ أَوِ الدينُ إِلّا ما رَأَت مِن جِهادِهِم أَوِ المُلكُ إِلّا ما أَعَزّوا وَهَيَّبوا وَأَيُّ فَضاءٍ في الوَغى لَم يُضَيِّقوا وَأَيُّ مَضيقٍ في الوَرى لَم يُرَحِّبوا وَهَل قَبلَهُم مَن عانَقَ النارَ راغِباً وَلَو أَنَّهُ عُبّادُها المُتَرَهِّبُ وَهَل نالَ ما نالوا مِنَ الفَخرِ حاضِرٌ وَهَل حُبِيَ الخالونَ مِنهُ الَّذي حُبوا سَلاماً مَلونا وَاِحتِفاظاً وَعِصمَةً لِمَن باتَ في عالي الرِضى يَتَقَلَّبُ وَضِنّي بِعَظمٍ في ثَراكِ مُعَظَّمٍ يُقَرِبُهُ الرَحمَنُ فيما يُقَرِّبُ وَطِرناوُ إِذ طارَ الذُهولُ بِجَيشِها وَبِالشَعبِ فَوضى في المَذاهِبِ يَذهَبُ عَشِيَّةَ ضاقَت أَرضُها وَسَماؤُها وَضاقَ فَضاءٌ بَينَ ذاكَ مُرَحِّبُ خَلَت مِن بَني الجَيشِ الحُصونُ وَأَقفَرَت مَساكِنُ أَهليها وَعَمَّ التَخَرُّبُ وَنادى مُنادٍ لِلهَزيمَةِ في المَلا وَإِنَّ مُنادي التُركِ يَدنو وَيَقرُبُ فَأَعرَضَ عَن قُوّادِهِ الجُندُ شارِداً وَعَلَّمَهُ قُوّادُهُ كَيفَ يَهرُبُ وَطارَ الأَهالي نافِرينَ إِلى الفَلا مِئينَ وَآلافاً تَهيمُ وَتَسرُبُ نَجَوا بِالنُفوسِ الذاهِلاتِ وَما نَجَوا بِغَيرِ يَدٍ صِفرٍ وَأُخرى تُقَلِّبُ وَطالَت يَدٌ لِلجَمعِ في الجَمعِ بِالخَنا وَبِالسَلبِ لَم يَمدُد بِها فيهِ أَجنَبُ يَسيرُ عَلى أَشلاءِ والِدِهِ الفَتى وَيَنسى هُناكَ المُرضَعَ الأُمُّ وَالأَبُ وَتَمضي السَرايا واطِئاتٍ بِخَيلِها أَرامِلَ تَبكي أَو ثَواكِلَ تَندُبُ فَمِن راجِلٍ تَهوي السِنونُ بِرِجلِهِ وَمِن فارِسٍ تَمشي النِساءُ وَيَركَبُ وَماضٍ بِمالٍ قَد مَضى عَنهُ وَألُهُ وَمُزجٍ أَثاثاً بَينَ عَينَيهِ يُنهَبُ يَكادونَ مِن ذُعرٍ تَفُرُّ دِيارُهُم وَتَنجو الرَواسي لَو حَواهُنَّ مَشعَبُ يَكادُ الثَرى مِن تَحتِهِم يَلِجُ الثَرى وَيَقضِمُ بَعضُ الأَرضِ بَعضاً وَيُقضِبُ تَكادُ خُطاهُم تَسبِقُ البَرقَ سُرعَةً وَتَذهَبُ بِالأَبصارِ أَيّانَ تَذهَبُ تَكادُ عَلى أَبصارِهِم تَقطَعُ المَدى وَتَنفُذُ مَرماها البَعيدَ وَتَحجُبُ تَكادُ تَمُسُّ الأَرضَ مَسّاً نِعالُهُم وَلَو وَجَدوا سُبلاً إِلى الجَوِّ نَكَّبوا هَزيمَةُ مَن لا هازِمٌ يَستَحِثُّهُ وَلا طارِدٌ يَدعو لِذاكَ وَيوجِبُ قَعَدنا فَلَم يَعدَم فَتى الرومِ فَيلَقاً مِنَ الرُعبِ يَغزوهُ وَآخَرَ يَسلُبُ. ظَفِرنا بِهِ وَجهاً فَظَنَّ تَعَقُّباً وَماذا يَزيدُ الظافِرينَ التَعَقُّبُ فَوَلّى وَما وَلّى نِظامُ جُنودِهِ وَيا شُؤمَ جَيشٍ لِلفَرارِ يُرَتِّبُ يَسوقُ وَيَحدو لِلنَجاةِ كَتائِباً لَهُ مَوكِبٌ مِنها وَلِلعارِ مَوكِبُ مُنَظَّمَةٌ مِن حَولِهِ بَيدَ أَنَّها تَوَدُّ لَوِ اِنشَقَّ الثَرى فَتُغَيَّبُ مُؤَزَّرَةٌ بِالرُعبِ مَلدوغَةٌ بِهِ فَفي كُلِّ ثَوبٍ عَقرَبٌ مِنهُ تَلسِبُ تَرى الخَيلَ مِن كُلِّ الجِهاتِ تَخَيُّلاً فَيَأخُذُ مِنها وَهمُها وَالتَهَيُّبُ فَمِن خَلفِها طَوراً وَحيناً أَمامَها وَآوِنَةً مِن كُلِّ أَوبٍ تَأَلَّبُ فَوارِسُ في طولِ الجِبالِ وَعَرضِها إِذا غابَ مِنهُم مِقنَبٌ لاحَ مِقنَبُ فَمَهما تَهِم يَسنَح لَها ذو مُهَنَّدٍ وَيَخرُج لَها مِن باطِنِ الأَرضِ مِحرَبُ وَتَنزِل عَلَيها مِن سَماءِ خَيالِها صَواعِقٌ فيهِنَّ الرَدى المُتَصَبِّبُ رُؤىً إِن تَكُن حَقّاً يَكُن مِن وَرائِها مَلائِكَةُ اللَهِ الَّذي لَيسَ يُغلَبُ وَفِرسالُ إِذ باتوا وَبِتنا أَعادِياً عَلى السَهلِ لُدّاً يَرقُبونَ وَنَرقُبُ وَقامَ فَتانا اللَيلَ يَحمي لِواءَهُ وَقامَ فَتاهُم لَيلَهُ يَتَلَعَّبُ تَوَسَّدَ هَذا قائِمَ السَيفِ يَتَّقي وَهَذا عَلى أَحلامِهِ يَتَحَسَّبُ وَهَل يَستَوي القِرنانُ هَذا مُنَعَّمٌ غَريرٌ وَهَذا ذو تَجاريبَ قُلَّبُ حَمَينا كِلانا أَرضَ فِرسالَ وَالسَما فَكُلُّ سَبيلٍ بَينَ ذَلِكَ مَعطَبُ وَرُحنا يَهُبُّ الشَرُّ فينا وَفيهِمُ وَتَشمُلُ أَرواحُ القِتالِ وَتَجنُبُ كَأَنّا أُسودٌ رابِضاتٌ كَأَنَّهُم قَطيعٌ بِأَقصى السَهلِ حَيرانَ مُذئِبُ كَأَنَّ خِيامَ الجَيشِ في السَهلِ أَينَقُ نَواشِزُ فَوضى في دُجى اللَيلِ شُزَّبُ كَأَنَّ السَرايا ساكِناتٍ مَوائِجاً قَطائِعُ تُعطى الأَمنَ طَوراً وَتُسلَبُ كَأَنَّ القَنا دونَ الخِيامِ نَوازِلاً جَداوِلُ يُجريها الظَلامُ وَيُسكَبُ كَأَنَّ الدُجى بَحرٌ إِلى النَجمِ صاعِدٌ كَأَنَّ السَرايا مَوجُهُ المُتَضَرِّبُ كَأَنَّ المَنايا في ضَميرِ ظَلامِهِ هُمومٌ بِها فاضَ الضَميرُ المُحَجَّبُ كَأَنَّ صَهيلَ الخَيلِ ناعٍ مُبَشِّرٌ تَراهُنَّ فيها ضُحَّكاً وَهيَ نُحَّبُ كَأَنَّ وُجوهَ الخَيلِ غُرّاً وَسيمَةً دَرارِيُّ لَيلٍ طُلَّعٌ فيهِ ثُقَّبُ كَأَنَّ أُنوفَ الخَيلِ حَرّى مِنَ الوَغى مَجامِرُ في الظَلماءِ تَهدا وَتَلهُبُ كَأَنَّ صُدورَ الخَيلِ غُدرٌ عَلى الدُجى كَأَنَّ بَقايا النَضحِ فيهِنَّ طُحلُبُ كَأَنَّ سَنى الأَبواقِ في اللَيلِ بَرقُهُ كَأَنَّ صَداها الرَعدُ لِلبَرقِ يَصحَبُ كَأَنَّ نِداءَ الجَيشِ مِن كُلِّ جانِبٍ دَوِيُّ رِياحٍ في الدُجى تَتَذَأَّبُ كَأَنَّ عُيونَ الجَيشِ مِن كُلِّ مَذهَبٍ مِنَ السَهلِ جُنَّ جُوَّلٌ فيهِ جُوَّبُ كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ جُنودَنا مَجوسٌ إِذا ما يَمَّموا النارَ قَرَّبوا كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ الرَدى قِرىً كَأَنَّ وَراءَ النارِ حاتِمَ يَأدِبُ كَأَنَّ الوَغى نارٌ كَأَنَّ بَني الوَغى فَراشٌ لَهُ مَلمَسُ النارِ مَأرَبُ وَثَبنا يَضيقُ السَهلُ عَن وَثَباتِنا وَتَقدُمُنا نارٌ إِلى الرومِ أَوثَبُ مَشَت في سَراياهُم فَحَلَّت نِظامَها فَلَمّا مَشَينا أَدبَرَت لا تُعَقِّبُ رَأى السَهلُ مِنهُم ما رَأى الوَعرُ قَبلَهُ فَيا قَومُ حَتّى السَهلُ في الحَربِ يَصعُبُ وَحِصنٌ تَسامى مِن دُموقو كَأَنَّهُ مُعَشِّشُ نَسرٍ أَو بِهَذا يُلَقَّبُ أَشُمُّ عَلى طَودٍ أَشَمَّ كِلاهُما مَنونُ المُفاجي وَالحِمامُ المُرَحِّبُ تَكادُ تَقادُ الغادِياتُ لِرَبِّهِ فَيُزجي وَتَنزُمُّ الرِياحُ فَيَركَبُ حَمَتهُ لُيوثٌ مِن حَديدٍ تَرَكَّزَت عَلى عَجَلٍ وَاِستَجمَعَت تَتَرَقَّبُ تَثورُ وَتَستَأني وَتَنأى وَتَدَّني وَتَغدو بِما تَغدي وَتَرمي وَتَنشُبُ تَأبّى فَظَنَّ العالِمونَ اِستَحالَةً وَأَعيا عَلى أَوهامِهِم فَتَرَيَّبوا فَما في القِوى أَنَّ السَماواتِ تُرتَقى بِجَيشٍ وَأَنَّ النَجمَ يُغشى فَيُغضِبُ سَمَوتُم إِلَيهِ وَالقَنابِلُ دونَهُ وَشُهبُ المَنايا وَالرَصاصُ المُصَوَّبُ فَكُنتُم يَواقيتَ الحُروبِ كَرامَةً عَلى النارِ أَو أَنتُم أَشَدُّ وَأَصلَبُ صَعَدتُم وَما غَيرُ القَنا ثَمَّ مَصعَدٌ وَلا سُلَّمٌ إِلّا الحَديدُ المُذَرَّبُ كَما اِزدَحَمَت بَيزانُ جَوٍّ بِمَورِدٍ أَوِ اِرتَفَعَت تَلقى الفَريسَةَ أَعقَبُ فَما زِلتُمُ حَتّى نَزَلتُم بُروجَهُ وَلَم تَحتَضِر شَمسُ النَهارِ فَتَغرُبُ هُنالِكَ غالى في الأَماديحِ مَشرِقٌ وَبالَغَ فيكُم آلَ عُثمانَ مَغرِبُ وَزَيدَ حَمى الإِسلامَ عِزّاً وَمَنعَةً وَرُدَّ جِماحُ العَصرِ فَالعَصرُ هَيِّبُ رَفَعنا إِلى النَجمِ الرُؤوسِ بِنَصرِكُم وَكُنّا بِحُكمِ الحادِثاتِ نُصَوِّبُ وَمَن كانَ مَنسوباً إِلى دَولَةِ القَنا فَلَيسَ إِلى شَيءٍ سِوى العِزِّ يُنسَبُ فَيا قَومُ أَينَ الجَيشُ فيما زَعَمتُمُ وَأَينَ الجَواري وَالدِفاعُ المُرَكَّبُ وَأَينَ أَميرُ البَأسِ وَالعَزمِ وَالحِجى وَأَينَ رَجاءٌ في الأَميرِ مُخَيَّبُ وَأَينَ تُخومٌ تَستَبيحونَ دَوسَها وَأَينَ عِصاباتٌ لَكُم تَتَوَثَّبُ وَأَينَ الَّذي قالَت لَنا الصُحفُ عَنكُمُ وَأَسنَدَ أَهلوها إِلَيكُم فَأَطنَبوا وَما قَد رَوى بَرقٌ مِنَ القَولِ كاذِبٌ وَآخَرُ مِن فِعلِ المُحِبّينَ أَكذَبُ وَما شِدتُمُ مِن دَولَةٍ عَرضُها الثَرى يَدينُ لَها الجِنسانِ تُركٌ وَصَقلَبُ لَها عَلَمٌ فَوقَ الهِلالِ وَسُدَّةٌ تُنَصُّ عَلى هامِ النُجومِ وَتُنصَبُ أَهَذا هُوَ الذَودُ الَّذي تَدَّعونَهُ وَنَصرُ كَريدٍ وَالوَلا وَالتَحَبُّبُ أَهَذا الَّذي لِلمُلكِ وَالعِرضِ عِندَكُم وَلِلجارِ إِن أَعيا عَلى الجارِ مَطلَبُ أَهَذا سِلاحُ الفَتحِ وَالنَصرِ وَالعُلا أَهَذا مَطايا مَن إِلى المَجدِ يَركَبُ أَهَذا الَّذي لِلذِكرِ خُلَّبُ مَعشَرٌ عَلى ذِكرِهِم يَأتي الزَمانُ وَيَذهَبُ أَسَأتُم وَكانَ السوءُ مِنكُم إِلَيكُمُ إِلى خَيرِ جارٍ عِندَهُ الخَيرُ يُطلَبُ إِلى ذي اِنتِقامٍ لا يَنامُ غَريمُهُ وَلَو أَنَّهُ شَخصُ المَنامِ المُحَجَّبُ شَقيتُم بِها مِن حيلَةٍ مُستَحيلَةٍ وَأَينَ مِنَ المُحتالِ عَنقاءُ مُغرِبُ فَلَولا سُيوفُ التُركِ جَرَّبَ غَيرُكُم وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لا يُجَرَّبُ فَعَفواً أَميرَ المُؤمِنينَ لِأُمَّةٍ دَعَت قادِراً مازالَ في العَفوِ يَرغَبُ ضَرَبتَ عَلى آمالِها وَمَآلِها وَأَنتَ عَلى اِستِقلالِها اليَومَ تَضرِبُ إِذا خانَ عَبدُ السوءِ مَولاهُ مُعتَقاً فَما يَفعَلُ الكَريمُ المُهَذَّبُ وَلا تَضرِبَن بِالرَأيِ مُنحَلَّ مُلكِهِم فَما يَفعَلُ المَولى الكَريمُ المُهَذَّبُ لَقَد فَنِيَت أَرزاقُهُم وَرِجالُهُم وَليسَ بِفانٍ طَيشُهُم وَالتَقَلُّبُ فَإِن يَجِدوا لِلنَفسِ بِالعَودِ راحَةً فَقَد يَشتَهي المَوتَ المَريضُ المُعَذَّبُ وَإِن هَمَّ بِالعَفوِ الكَريمِ رَجاؤُهُم فَمِن كَرَمِ الأَخلاقِ أَن لا يُخَيَّبوا فَما زِلتَ جارَ البِرِّ وَالسَيِّدَ الَّذي إِلى فَضلِهِ مِن عَدلِهِ الجارُ يَهرُبُ يُلاقي بَعيدُ الأَهلِ عِندَكَ أَهلَهُ وَيَمرَحُ في أَوطانِهِ المُتَغَرِّبُ أَمَولايَ غَنَّتكَ السُيوفُ فَأَطرَبَت فَهَل لِيَراعي أَن يُغَنّي فَيُطرِبُ فَعِندي كَما عِندَ الظُبا لَكَ نَغمَةٌ وَمُختَلِفُ الأَنغامِ لِلأُنسِ أَجلَبُ أُعَرِّبُ ما تُنشي عُلاكَ وَإِنَّهُ لَفي لُطفِهِ ما لا يَنالُ المُعَرِّبُ مَدَحتُكَ وَالدُنيا لِسانٌ وَأَهلُها جَميعاً لِسانٌ يُملِيانِ وَأَكتُبُ أُناوِلُ مِن شِعرِ الخِلافَةِ رَبَّها وَأَكسو القَوافي ما يَدومُ فَيُقشِبُ وَهَل أَنتَ إِلّا الشَمسُ في كُلِّ أُمَّةٍ فَكُلُّ لِسانٍ في مَديحِكَ طَيِّبُ فَإِن لَم يَلِق شِعري لِبابِكَ مِدحَةً فَمُر يَنفَتِح بابٌ مِنَ العُذرِ أَرحَبُ وَإِنّي لَطَيرُ النيلِ لا طَيرَ غَيرُهُ وَما النيلُ إِلّا مِن رِياضِكَ يُحسَبُ إِذا قُلتُ شِعراً فَالقَوافي حَواضِرٌ وَبَغدادُ بَغدادٌ وَيَثرِبُ يَثرِبُ وَلَم أَعدَمِ الظِلَّ الخَصيبَ وَإِنَّما أُجاذِبُكَ الظِلَّ الَّذي هُوَ أَخصَبُ فَلا زِلتَ كَهفَ الدينِ وَالهادِيَ الَّذي إِلى اللَهِ بِالزُلفى لَهُ نَتَقَرَّبُ احمد شوقي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لمست غبار البيت ثم شممتهُ
فما زال من ريح الأحبَّة زاكيا وقلت يا دار جئتك عاتبًا فقد سافر الاحبابُ دون وداعيا إلى أين سارُوا واللَّيالي مطِيرة إلى أين فرُّوا حاملين فؤادِيا فيا ليتني طير يَفر مغربا ولكن سيف البعد قص جناحيا فهل تشرب الأيام نبع مدامعي فيرجع أحبابي ويصفو زمانيا ...... |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لا تَحزَنَنَّ وَقيتَ الحُزنَ وَالأَلَما
وَلا عَدِمتَ بَقاءً يَصحَبُ النِعما أَلَيسَ قَد قيلَ فيما لَستَ تُنكِرُهُ في مَكرُماتِ الفَتى تَقديمُهُ الحُرَما يا شَمِتاً بِبَني وَهبٍ وَقَد فُجِعوا لا تَفرَحَنَّ بِنَقصٍ زادَهُم كَرَما ابن المعتز .. العصر العباسي |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا ساريَ الليل ما يُغْنيك عن قَبَسٍ
هل العَمِيُّ كَمنْ في قلبه بصر لا تركب الريح ما يدريك إنْ جَمَحَتْ لجامها الموت، مرهونٌ بها الخطر خيرُ المطايا التي غٌُّر فوارسها إن اعتلوها وجابوا الأرضَ ما عثروا قمْ للحضارةِ وابحث عن مراكبها هلاّ قرأتَ من الأسفارِ ما سَطَروا؟ فالعلم بحْرٌ ولكنْ لا أُجاج به ولا التَنَقُّل في أرجائه سَفَرُ لكنها الريح إنْ خاضَتْهُ ماجَ لها فيَغضب البحرُ والشطآنُ تندثر ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
وقفتُ بالباب يا شهباءُ ضُمّيني
وكفكفي الشوق قد فاضت شراييني يا أختَ”بادان”حين الهجرُ لوّعني أرسلتِ منكِ نُسيماتٍ تواسيني إليك فرّ فؤادي نابضاً وجعي أما أتاك صبيبَ النزف يشكوني؟ أني أضمّ جراحَ العمر رابطةً جأشي عليها فيغدو النزفُ تكويني أما وشى بيَ أني كنتُ أثقِله وكان يركعُ في حِجري ويرجوني؟ كم كنتُ أجهدُ في تكبيل قافلةٍ من التناهيد أذكيها فتكويني وكان عذريَ أني لا أريدُ هوىً يدميه يوماً إذا ولّى ويدميني فليس آمن من صدري له سكناً وليس أرحمَ من كفّي وسِكّيني ما أظلمَ الشوق والأيامُ سافرةٌ أهكذا الوجدُ يلهو بي ويضنيني؟ لهْوَ الرياحِ إذِ الأشجارُ عاريةٌ والبردُ يجترحُ العُرْيَ الكوانيني شهباء، كيف الذي يجري بأوردتي هواه جريَ دمي فيها يجافيني؟ ما بين جمر الوفا والنازفات دمي قد ضلّ رُشدي أيا شهباء دُليني هل كنتُ أبرأ من عيني إذا رمدتْ أو أستعينُ بعِيّ لا يداويني؟ صمتي ملاذي وصبري بعضُ أسلحتي لمن سأشكو وهل شكوايَ تشفيني؟ إن ضاق بيتي فلا سُكنى ولا سكنٌ ولا إخالُ بيوتَ الناس تؤويني وإنْ تفتّقَ جِلدي كيف يجمعني إليّ شيءٌ وهل إلاه يحويني؟ شهباءُ إنْ خلت الدنيا فليس سوى بعض التراب حَريّاً أن يواريني ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لا تسأل الناس إنْ أعطوك ما كفّوا
مَنَّاً عليك وإن صَدّوك ما ستروا إنْ هُم أساؤوا فحق أن تسامحهم دون اعتذارٍ وإنْ أذنبْتَ ما غفروا تغدو حديثا لهم إن كنتَ ذا خطأٍ وإن أصبت فما اهتموا وما ذكروا للمرءِ وجهان، وجهٌ حين تنظره يبدو جليّاً، ووجهٌ حين تختبر فإن تجلّى جمال الأنفس ارتفعتْ وإن تولّى دنت لو أنّها القمر ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
علّقتُ روحي على صدري بسلسالِ
وبتّ أشفق من وجدي على حالي أخذتُ نفسي بذنبٍ فيه مقتلُها والعفوُ أوجعُ من تقطيع أوصالي ما لي وللنار قد أسكنتُها كبدي؟ ما لي وما لعذابات الجوى ما لي؟ ما لي وللشوق؟ لم أسلم إليه يدي فكيف أغرقني في موجه العالي؟ ها بتّ كالظبي يهفو حيث مورده يصطاده الموت وهو الغافل السالي يا قلب كنتَ رصيناً لا يُشَقّ له نبضٌ، أبياً، وكم حيّرتَ عُذالي ماذا دهى الصبرَ هل أقوت مرابعُه؟ فأقفرتْ من حصاد الصبر آمالي قد أوردَ النفسَ كأساً، في تجَرّعه قتلي، وفي ردّه قهري وإذلالي كزهرة الشمس أضحى القلبُ متجهاً يرنو إلى نوره الأبهى بإجلالِ لو قَدّ جُرحاً ففي قلبي أطرّزُه حتى العذاب الذي يسخو به غالي أو شاءَ هجراً فحتى لا يعاتبه دمعي أعاجل أجفاني بإسبالِ أحببتُ نفسي لمّا بات يسكنها وبينما الناس في فقرٍ غدا مالي بأحرف النور هذا الحب أنقشه هي الحضارة إمضاءاتُ أجيالِ يا نفس قرّي، فما لي توبة أبداً عن الحياة وعن عشقي لها ما لي ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ماذا أتى بكَ؟ قال: الوجدُ والولهُ
فطرتُ زهواً وخلت الكون لي ولهُ وكيف تُقبل، والأيامُ غاديةٌ عليّ تحمل طيفَ العمر أولَه؟ أبعْدَ هذا الفراق المرّ تذكرني؟ مَن أبرمَ الوعدَ في حينٍ وأجّله؟ يا خِلُّ طيفك لم يبرح ذرى أملي وكلما مسَّ قلبي اليأسُ أمّلهُ أين الخصورُ إذا ما الصبح زنّرها؟ ونُضرة الفل حين الطَّل بلّلهُ؟ حقلٌ من الغيد لونَ العيد منتشياً لكلّ قدٍّ هوىً في البال ميّله وكل خدٍّ بوهج الشوق ملتهبٌ يزداد ذَوباً إذا المحبوب قبّله الريح تلعب بالأذيال قاصدة وكلما اشتد فعل الريح أخجله إن أبطأ النّسمُ والأفنانُ ناعسةً تراهُ هبّ رفيفاً كي يُعجّله يُصابح الزنبقَ الغافي فيوقظه يطوفُ بالذّكْرٍ حيثُ السّحْرُ أذهلهُ يظَلُّ بالوردِ مفتوناً يظِلُّ بهِ وإنْ سَقَتْه عيونُ الورد ظلّلهُ فيرشفُ العمرَ من تلك اللُمى عبقاً سبحان مَن صبّه خمراً وحلّله ما كان يبرحُ في الأكمام موردهُ إلا إذا العبق المكنون أثملهُ دعوتُه نحتسي الإصباحَ مُؤتلقاً وبالزنابق قد زيّنتُ منزلهُ بادَأتُه الشّدوَ حتى شفه خَدَرٌ فراح يرقص جذلاناً وأكملهُ تلا عليّ حديث الروح، ثم إذا صمتُّ أبحرُ في معناهُ رتّله آيٌ: وأيُّ جلالٍ في تأمّلهِ قد أجملَ الكونَ في سطرٍ وفصّله كقبضة القلب لولا الريش همَّ بهِ نحوَ الفضاءِ وذاك الهمُّ أثقلَهُ كفُسحة العين والإدهاشُ أوسعَها وكرّ نجمٌ بذيل الليل كحّله حين ارتدى خُضرةَ الأفنانِ دُكْنتَها توشّحَ الظِلّ أعطافاً وأسدله يفرّ كالآه إمّا الوجدُ أطْلقها يرفّ كالقلبِ إمّا العِشْقُ سربله يَرقي جراحي فلا ألقى لها أثَراً كم علَّ قلبيَ في لمْحٍ وعلله الوقتُ أرسلَ قُرصَ الشمس يوقظُنا فأسدلَ الليلُ أستاراً وأغفَله فعُدتُ أسألُ علّي لستُ حالمةً ماذا أتى بك؟ قال: الوجدُ والولهُ ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا دارَ غزة أقوتْ نخوةُ العَرَبِ
مَن ضَيّقوا الأرضَ في ميدانها الرحِبِ لو كان في الحيّ مَن تشتدّ غضبتُه لكنهم مُوّتوا من سالف الحِقَبِ فكيف تهنأ للغافين نومتُهم؟ وكيف تهتزّ فيهم نشوةُ الطرَبِ؟ أدري بأنّ كلامَ الشعر ليس يفي في فورة الدمِ ما يطغى على اللهبِ لكنّها زفرةٌ لو كُتّمَتْ قَتَلتْ وليس في بوحها التفريجُ للكُرَبِ ما بالُ غزة والأطفالُ بيدَرُها؟ كأنّ كل رضيعٍ مرسلٌ ونبي أم أنهم صِبْيَةٌ إن خُلّفوا هَدَموا مُلكَ الفراعنةِ المذكور في الكتب؟ هل كان موسى سوى طفلٍ أحاطَ به يمّ فراحَ يشق الحَجْبَ للحُجُبِ؟ فرعونُ كان رحيماً عندما قتلَتْ يداهُ عاماً وخلّى القتلَ في العقِبِ وكان هتلرُ نبراسا ومدرسةً سِرْتم على نهجه حَرْقاً فلم يَغِبِ تُرى أتمَّ رضيعُ الليل رضعتَه؟ أم طاف حُلمٌ على الأجفان والهُدُبِ؟ فإن وهبتم هدايا الموت في غسَقٍ فلتجعلوها بلا نارٍ ولا لَجَبِ لا توقظوهُ لعلّ الفجرَ يُدركُه قبل انطمار بقايا المهد في التُرَبِ لا تفرحوا فلئن ناحت مُثَكّلةٌ واسترجعتْ، فعليكم شرّ مُنقلَبِ تُراكَ عُدتَ غداةَ القتل مُنتشياً؟ إلى بنيكَ تُناغي ناعمَ الزغَبِ أوثِقْ قِماطَ الذي في المهد واهدِ لهُ وعداً توَلاهُ بالتعقيب والطلبِ ألمْ يسؤكَ إذِ اغتلتَ البراءة أنْ تُدعى بلثغته وهو البرئُ أبي؟ لقد مددتَ له كفاً مُلطَخةً بها وَشمْتَ على تاريخه الخَرِبِ فقل له قد زرعتُ اليومَ سُنبلةً من ألف حقدٍ غداً تجنيه فارتقِبِ أما ادّكَرْتُم هباء العِجلِ مُحترقاً؟ بوءوا إذن بجحيمٍ ساجر اللهبِ هذي البلادُ لنا حتى وإن غُصٍبَتْ فالحُرّةُ الحقّ لا تعنو لمُغتصِبِ حتى حجارتُها من قلبها قفزتْ تهوي عليكم بنيرانٍ كما الشُهبِ وقد كسرتم عصا موسى فليس لكم في هَوْجة البحر مِن شَقّ ولا سَرَبِ فإنّ لله عيناً ليس غافلةٌ وإنّ للحق وعداً ليس ذي كذبِ ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
بلى أشتاق لكن أيُّ جدوى
إذا ما الأمرُ باتَ بحُكم كانا؟ ألم تتقطّع الأسبابُ حتى كأنّ العمرَ ولّى والزمانا؟ وما أصلُ الخلاف جنوحُ قلبٍ ولا عهدٌ أُخِلّ به فهانا ولم يمسس وفائيَ أيُّ شينٍ وما استعديتُ روحاً أو جَنانا وقلبي إذ يُطارحُه رزاني فلم يَقصُر حنيناً أو حنانا ولكنّا عجَزنا أن نُغنّي على ليلٍ يَقرُّ به كلانا وما عُدنا نؤَمّنُ إن دعَونا وما كنّا نحجُّ إليه بانا إذا الألبابُ باتت في اغترابٍ فأنّى تستظلُّ بها رؤانا؟ حَرَثنا عمرَنا والغيثُ أروى وأزهرت الخُزامى في لقانا حقولٌ رائعاتُ الحُسن لولا غلالُ الوُدِّ خالطت الزؤانا فطبْعُ النفس ضَربٌ من هواها والاستئثارُ بعضٌ من هوانا لئن أمسيتَ مني طوقَ جيدي فإني رُمتُه حُرّاً جُمانا وما آليتُ هجرَكَ غيرَ أني طرَقتُ فلم تجد روحي مكانا أتذْكرُ عندما بكت الدوالي إذ الأطيارُ فارقت الجِنانا؟ هُرعتُ إليك أبحث فيك عني وعمَّن كنتَه قدراً وشانا وعن قلبٍ بحجم أبي وأمي وعن روحٍ تلفِّعني أمانا وعن حبٍ بلون جِنان أهلي فأين تُراكَ كنتَ وأين كانا ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لماذا توصدُ الأبوابَ دوني
وتنساني، فيقتلني حنيني أفرّ إليك من وجع الليالي وقد أدمت ضراوتُها سنيني فبي شوقٌ إلى همْس الدوالي وبي وجدٌ يطارحه جنوني يُحيطُ الموتُ، والأيام نشوى تضجّ بنا فنغرق في السكون أتنتحل المُنى شكلَ المنايا؟ وتمتشقُ الرؤى لونَ العيون؟ أزمّ بي النوازف أحتويها فتضرب في العروق وتحتويني فكيف تذودُ عني بعض طيفي؟ وكيف تقيمُ في ذاتي بدوني؟ أما أودعتُ نبضكَ في عروقي؟ وخطّ الله وعدَك في جبيني؟ فتصحو إذ يؤذن ديكُ قلبي وتغضي عندما تغفو جفوني ونقتسم الرؤى صحواً ونوماً وفي عينيك قد نامت شجوني وتنبئني بما تخفيه نفسي وتشتف الحقائق من ظنوني وإني حين يظمأ فيك عرقٌ أصُبّ الروح علك ترتويني فلا والله لستَ شقيق روحي ولا نصفي اليسارَ ولا يميني ولكن يا فديتك أنت روحي وإني إذ فديتك أفتديني ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
هل جادك الوجدُ والأشواقُ تحترقُ
وأمعنَ السّهدُ في عينيكَ والأرَقُ فدّيتَ مِن عاشقٍ لا يستقيمُ لهُ إلاّ التباريحَ في الأضلاع تختفقُ لزفرة الآه نارٌ فطّرتْ كبدي وباتَ منها الحشا يغلي ويستلقُ لملمْ جراحَكَ فالأيامُ سادرةٌ بالبين تُسلطُه سيفاً وتمتشقُ فلا التّعَطّفُ يُجدي في توَدّدِها ولا التماسُ الأماني حينَ نرتفقُ بيداءُ بَيْدَ بها الأمواجُ صاخبة جرداءُ يُحكِمُ في أنوائها الغرَقُ يمتدّ حُزنٌ على أطرافِ بهجتنا نمسي نُكفكفه فينا وينهرقُ له جناحان كالغربان يفردها تنضمّ فوقَ أمانينا وتفترقُ يُطِلّ مثلَ فضوليٍّ يُماحِكُنا تطاولَ الصدرُ والكتفان والعُنقُ ومعوَلُ الصبر كم ينبو ونشحذه فهل عليه صخورُ الهمّ تنفلقُ دنيا نلوذُ بأثواب الرجاء بها والثوبُ منها رقيقٌ واهنٌ خَلِقُ فكلما راحت الأحلامُ ترتقه وهماً تضاحك منّا وهو ينفتقُ نعدو تكلّ بنا الأعمارُ لاهثة وقد تمازجَ منّا الدمعُ والعَرَقُ نرتدّ نبحثُ عن ماضٍ تُنازعُنا ذكرىً يفيضُ بنا مِن طيفها عَبَقُ تستوطنُ الشمسُ شيباً في ذوائبنا وفي العيون لهاتيكَ اللظى شَفقُ فما التّرَقّبُ والدنيا على سَفرٍ وما التريّثُ والأعمارُ تستَبِقُ وما الترَجّلُ والأيامُ عاديةٌ دهماءَ تَصهَلُ إيذاناً وتنطلقُ تظلّ تضبحُ لا تلوي على سَكَنٍ مضمارُها الأرضُ والدنيا لها أفُقُ أيا الشفيقُ هي الأيامُ نافرة مَن ذا يُلَجْلِجُها شَكّاً ومن يَثِقُ هل جادَكَ الوجد؟ هَدْهِدْ بعضَ ثورَتهِ فالهَدأةُ الحقّ حينَ الروحُ تنعَتِقُ هناكَ لا بينَ نخشى أن يُداهِمَنا ولا يقضّ تدانينا بها فَرَقُ نرتادُ في زمرة الأحباب صفوتنا مَن عاهدوا الله أبراراً وقد صَدَقوا فافرح لَعَمْرِ الذي سوّاكَ إنّ لنا فيها حياةً من النعماء تنبثقُ قد كان قلبُكَ نبعاً لا يغيضُ به وُدّ فيقصدهُ الظامي ويَغتبِقُ وباتَ ذكركَ زهراً نادياً عَبِقاً يضفي على الشعر إيناقاً ويأتلقُ كم جادك الوجد؟ هل كتّمتَهُ جَلَدَاً فالصابرونَ لهم في المُرتقى فلَقُ ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أغوصُ إلى مكمن الدر فيه
أسامرُ أصدافه الوادعاتْ أغني فترقص حورية تصَفق للمشهد الكائنات وأشعل قنديله كي يراني ويبصر ما يشتهي من صفات فيفرح كالطفل في يوم عيدٍ ويوقظ فيّ صدى الأمنيات يطوف بيَ الوقت بين الثواني يُنقّلني بين ماضٍ وآت ويُلبسني حلةً من نضارٍ ويمنحني الطيب والطيبات فأنهل كالهيم عند الهجير إذا وردت مورداً من فرات فتغمرني نشوةٌ من بهاءٍ وتأخذه سَكرةٌ من سبات يسوق إلى الأمس يوماً رغيداً ويأخذ كل المنى الغاليات فليس بمبقٍ سوى لوعةٍ وقلبٍ يلجلج بالذكريات يدوّن تاريخه في الجبين ووشماً يمَوّه كل السّمات وينشر لون الرماد الكئيب ويتلف أثوابيَ الزاهيات يغلف بالثلج نار السنين ويعكس في النفس شكل الجهات فقد كنت أشدو لعمرٍ سيأتي وقد بت أبكي إذ العمر فات أيا عمرُ إني أحِبّ الحياة لماذا تغُذ الخطى للممات أتغفل عن عنفوان الجمال وتنكر أيامه الرائعات تغرّر بي في اغتباش الضياء تؤمّلني هُدنة من ثبات كما البحر أنت على غير حالٍ ففيك الهلاك وفيك النجاة ولهوٌ وجِدٌ وجزرٌ ومدٌ ونسعى إليك حفاةً عراة فيلفظنا الموتُ عند الغروب بعيداً وقد فارقتنا الحياة ناديه الخطيب .. الاردن العصر الحديث |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
تعاتبُ حيث ذابَ القلبُ همَّا
فكم جرحٍ غدا في الروح وشما تحسّسْ في ضلوعك كم حريقٍ أحال نضارة الأحلام فحما ألا يا صاح هل شاهدتَ يوماً يتيماً راضياً يختار يُتما؟ فليس ثرى البلاد لنا وطاءً ولكني أراه أباً وأما تسائلها وتدري أي جرحٍ نكأتَ، وما سَلتْ عيناك يوما ألستِ من البلاد ومِن ثراها؟ فردّ فؤادها: روحاً وعظما ولو أنّ الحنين له مقاسٌ لكان بقدر قلب الأم حجما فلو شاءت لنا الأقدارُ جمعاً لأشبعتُ الثرى والصخر لثما تنادي القدسُ ذاكرة الخوالي غدا التاريخ نَسّاءً أصَمّا صلاحَ الدين قد كبَت القوافي حنانكَ إن ضمَرتَ الآهَ لوما ويا الفاروقُ فرّقنا التنائي وأبدِلَ عدلُك المعهودُ ظُلما سعَينا نشتهي كأساً فراتاً فأسقتنا صروفُ الدهر سُمّا هُرعنا للرّقاة فأدركونا وقد غامتْ نواياهم بحُمّى قضينا الليلَ نستهدي خُطانا ولكنا وجدنا الفجرَ أعمى أيا أرضَ الرّباط إليكِ عهدي نذرتُ اليوم للرحمن صوما بيوم الحشد أعراسُ المنايا ولن نرضى بحكم الله حكما فللأقصى ربوعٌ نفتديها ومي فوقها غيثاً ونظما لعمري إنّ صونَ النفس سامٍ ولكنْ بذلها بالحق أسما إذا عاف الأبيّ الحر عيشاً فيا للموت ما أشهاه طعما ناديه الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
في غفلة العمر لا حُزنٌ ولا ألمُ
ولا ابتهاجٌ بإنجازٍ ولا ندمُ ولا يمرّ بنا طيفٌ فنذكرَه ولا يلوذُ بنا وجدٌ ويضطرمُ نمضي كأنّ خيوط الوقت عابثةٌ تعلو بنا الريحُ حيناً ثم نرتطمُ باتت تُغالبنا الدنيا فتغلبنا عيشٌ ضروسٌ به نكبو ونقتحمُ تجتاحُنا لججُ الإحساس مجمرةً بين الجفون وفي أضلاعنا حممُ نُكيلُ أعمارَنا للخاطرات ولا نُقيمُ وزناً لمن شَحّوا ومن كرُموا لليل حَدّ كحدّ الموت بيدَ له غمدٌ من الشمس عند الفجر يندغمُ الميتتةُ الصُغرى تلهو بهدءته ويستفيقُ على أجفانه الحُلُمُ من ذا يرد إلى الأنفاس جذوتها إمّا استحالت إلى ميقاتها الذممُ؟ نغفو ونذهلُ عنا حين يُدركنا عضّ البنان وعنا تذهل الهممُ نرجو المتاهات والأنواءُ مشرعة بالوادِ يوم هجوم السيل نعتصمُ وحين تفتتحُ الأيامُ زهوتها نبكي لقِلّتنا فيها ونختتمُ كلّ الفضاءات سَدّتها عوارضنا وكل سَدٍ بناه الوهمُ ينهدمُ إلا الذين لهم في النفس كُوّتُها فالنورُ عند صراعات الدّجى الحَكَمُ والعزمُ والصبرُ والإيمانُ عُدّتُهم والسيفُ مُتّكأ الأمجادِ، والقلمُ نبيله الخطيب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا رب هذا الليل أَسدل سـترهُ
وغفت عيون الناس بالأسحار لكن ذنبي قد أَقض مضـاجعي وبكيتُ خـوفاً من سعير النـار و علمـت أن الله يقبـل توبتـي فملأت هذا اللـيـل باستغفـاري وسجدت للرحمن أطلب عفوه و دعــوتــه بمــذلــةٍ و صغـــار يا ربُّ سامح من أتاڪ مهرولاً فــلأنت أكــرم خـالــقٍ جـبـــار ...... |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا ليلُ هيّجْتَ بي شوقاً أُداريهِ
فسلْ فؤادي وما أمسى يُقاسيهِ وسلْ عيوني فكم من أدمعٍ ذَرَفتْ والجرحُ دامٍ ولا طبٌّ يُداويهِ ما عادَ لي في الهوى صبرٌ ولا جَلَدٌ وكيفَ لا والجوى بانتْ دواعيهِ يا ليلُ طالَ النَّوَى والسُّهْدُ أرّقني وليسَ إلّاكَ من خِلٍّ أُناجيهِ ...... |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
مولايَ قد مَرّ هذا العُمْرُ ما دمعتْ
مَـحَـاجِري، وفؤادي الفَظُّ ما لَانَا صَلّيتُ لكنْ بـرُوحٍ غيرِ خَـاشِـعةٍ وصُمْتُ لكنْ شَرِبتُ اللهوَ ألوانا طيشُ الـغَـوايةِ يـدعُـوني فَـأتبَعُهُ وإن دعاني الهُدَى أبديتُ عِصيَانَا والآنَ عبدُكَ باكي الـعَينِ منكسِرٌ يشكو الهوانَ ويرجو منكَ غُفرَانَا فواز اللعبون |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
دعـني أقـص عليكَ بعـض مواجعـي
يا ليلُ، وارحم عـبرتي ودمـوعي ما ضقتُ ذرعا بالحـياة وإنمـا ضاقتَ بأنات الحنين ضلوعي يا ليلُ من يطـوي المسافة بينـنا ويُعيد لـي بعد الضجـيج هجوعي غير الذي أهـوى فليتَ خيالهُ يأتي ليصبح في المنـام ضجيعـي ...... |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أنتم سروري وأنتم مُشتكى حَزَني
وأنتم في سَواد الليل سُمَّاري أنتم وإن بَعُدت عنَّا منازلكم نوازلٌ بين أسراري وتذكاري فإن تكلمتُ لم أَلْفِظْ بغيركُمُ وإن سكتُّ فأنتم عَقْدُ إضماري الله جارُكُم مما أحاذرُه فيكم وحبي لكم من هجركم جاري ...... |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
والله إن الشوق فاق تحّملي
يا شوق رفقًا بالفؤاد ألا تعي حاولت أن أخفي هواك وكلّما أخفيته بالقلب فاضت أدمعي سُرُوري أن أراكَ وَ أن تَراني وأن يَدنُو مكانكَ مِن مَكاني ...... |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
اتركْ قليلًا جُمُوعَ الناسِ كلّهمُ
وقِفْ بِبابِ الذي سَوَّى لكَ القَدَرا قد يَعجزُ الناسُ أن يُؤتوكَ أصغرَها واللهُ يُؤتيكَ ما تَدعو ولو كَبُرا فالجنُّ والإنسُ والأيّامُ شاهدةٌ إذا قضى اللهُ أمرًا غائبًا حَضَرا كم أنقذَ اللهُ أقوامًا فأدهشَهُم قالوا مُحالٌ ولكن ربّنا جَبَرا ...... ٖ |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
على زَمنٍ ولّّى إلى غَير رَجعَةٍ
أعضُّ بناني إصبعاً تلو إصبعِ أُخبّئُ مابين الحشاشات لوعتي وألجمها كي لايرى الناس أدمُعي أَغُضُّ عن الذكرى لأنسى مرارةً تقضُّ إذا ما خيّم الليل مضجعي زكي الياسري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
تغيبينَ عني وكمْ من قريبٍ
يغيبُ وإنْ كان ملء المكان فلا البعد يعني غيابَ الوجوه ولا الشوق يعرفُ قيدَ الزمان. فاروق جويدة |
الساعة الآن 05:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية