منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-09-2024 03:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني
رأيتُ بعيني في أناملها دمي

أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفمِ

أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم منعمِ

وأحسدأقداحا تقبلُ ثغرها
إذا أوضعتها موضع المزجِ في الفمِ

خذوا بدمي منها فإني قتيلها
فلا مقصدي ألا تقوتو تنعمي

ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمي

وقولوا لها يا منية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنتِ تعلمي

ولا تحسبوا أني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهمِ

لها حكم لقمان وصورة يوسف
ونغمه داود وعفه مريمِ

ولي حزن يعقوب ووحشه يونس
وآلام أيوب وحسرة آدمِ

ولو قبل مبكاها بكيت صبابة
لكنت شفيت النفس قبل التندمِ

ولكن بكت قبلي فهيج لي البكاء
بكاها فكان الفضل للمتقدمِ

بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثل بعرب وأعجمي

مدنية الألحاظ مكية الحشى
هلالية العينين طائية الفمِ

وممشوطة بالمسك قد فاح نشرها
بثغر كأن الدر فيه منظمِ

أشارت بطرف العين خيفة أهلها
إشارة محزونٍِ ولم تتكلمِ

فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا
وأهلا وسهلا بالحبيب المتيمِ

فوالله لولا الله والخوف والرجا
لعانقتها بين الحطيمِ وزمزمِ

وقبلتها تسعا وتسعين قبلة
براقة بالكفِ والخدِ والفمِ

ووسدتها زندي وقبلت ثغرها
وكانت حلالا لي ولو كنت محرمِ

ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبه تحكي عصارة عندمِ

فقلت خضبت الكف بعدي هكذا
يكون جزاء المستهامِ المتيمِ

فقالت وأبدت في الحشى حر الجوى
مقاله من في القول لم يتبرمِ

وعيشك ما هذا خضاباً عرفتهُ
فلا تكُ بالبهتانِ والزور ظالمي

ولكنني لما رأيتك نائياً
وقد كنت كفي في الحياة ومعصمي

بكيت دما يوم النوى فمسحتهُ
بكفي فاحمرت بناني من دمي


يزيد بن معاوية
العصر الاموي

الحمدان 07-09-2024 03:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا ظلة الموج يطغى البحر منتفضاً
بها كأن جبل في البحر يقتلع

تظن زلزلة في الماء قد جلست
أو لا فزوبعة في الماء تضطجع

تقلقلت فاستطارت فانثنت فهوت
فأطبقت فارتمت كالرعب تندفع

على غريق بحبل الماء معتصم
والحبل في لمسات الكف ينقطع

له بقية روح في أصابعه
ينازع الموت فيها وهي تنتزع

بين الحياة وبين الموت مرتكس
يقيئه البحر أطواراً ويبتلع

أذاك أعظم هولاً في فجيعته
أم المحبون في أحبابهم فجعوا

يا لطف نفسي للعشاق تحسبهم
يوم النوى نزعت من قلبهم قطع

الحب قاتلهم بالصبر إن صبروا
والحب قاتلهم بالهم إن جزعوا

إن ودعوا ذاهباً لم تلق حزنهمو
من أنه سار بل من أنهم رجعوا

ربي متى تهب الأحزان مخترعاً
في هذه الأرض للنسيان يخترع


الرافعي

الحمدان 07-09-2024 03:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كان لي قلب فيا عجبي
ليس في جنبي سوى أثره

ضاع مني فابحثوا تجدوا
في ابتسام الحسن أو نظره

ويحه قلباً أعيش على
صفوة عيشي على كدره

يرتقي كالنسر ثم ترى
مرتقاه عين منحدره

ههنا قلب وحامله
ميت الأمن على حذره

ذاب ذوب العطر مذ وقدت
للهوى نار على زهره

ضره ما كان منفعة
نفعه ما كان من ضرره

عابس كالليل ليس به
أمل إلا سنا قمره

وهنأ قلبه وصاحبه
قد بنا الدنيا على حجره

تقرص الآلام مهجته
مثل قرص الوحش من ظفره

والحديد الصلب تحسبه
صورة عمياء من صوره

لم يلن إلا بمطرقة
من قضاء اللَه أو قدره

وسؤال لا جواب له
أي ذين الحلو في ثمره

لو يبين الحلو خالقه
كيف يسقى المر من مطره


الرافعي

الحمدان 07-09-2024 03:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وبي زهرة في جانب النيل قد نمت
فرف عليها إذ يروح وإذ يغدو

لطافته في طبعها الحب والرضا
وتياره في طبعها الهجر والصد

ويحكي وفاء النيل فيض وعودها
ويا شد ما ينحط من بعدها الوعد

وفي زمن تصفو علي كما صفا
وفي زمن ما من تكدرها بد

وواللَه ثم اللَه إن حلاوة
من النيل للعينين في فمها تبدو

وإني وإياها على ظمإ الهوى
أنا الفم هذا الهوى وهي الخد


الرافعي

الحمدان 07-09-2024 03:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حيا وسلم ثم صافح تاركاً
يده على الكبد التي أدماها

وأتى ليعتذر الغزال ولجلجت
كلمات فيه ففي فمي أخفاها

ودنا ليغترق الهوى فتهالكت
أسراره فرمت به فرماها

قلب الحبيب متى تكلم لم تجد
كلماً ولكن أذرعاً وشفاها


الرافعي

الحمدان 07-09-2024 03:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ألا يا نسيم الفجر سلم على فجري
فقد غاب في الليل الطويل من الهجر

تضيء الليالي بالنجوم وبدرها
وليل الجفا من غير نجم ولا بدر

وقفت وماذا أستطيع بوقفتي
حسيراً وأقدار الغرام بنا تجري

أدور بعيني نحو كل شعاعة
على الأفق في نجم أو الأرض في زهر

فيا ويح قلبي ماله حن كلما
تراءى له شبه انتسام على ثغر

متى يا حبيب القلب هجرك ينتهي
ومن أول الأيام فيه انتهى صبري

ألا يا نسيم الفجر إن جزت في الربى
خفيا كتسليم الحبيبة في سر

وقامت عذاراها للقياك تنثني
دلالاً وتيهاً في غلائلها الخضر

وفتح نوار الغصون جفونه
وفيها البقايا الناعسات من السحر

وأصبحت كالسلوى ترفرف نازلاً
سلاماً على قلب الغدير أو النهر

فجئني بسر الزهر والماء والندى
لعلي بها أطفي جوى الحب في صدري


الرافعي

الحمدان 07-09-2024 03:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا حبيباً إذا حننت إليه
حن في رقتي عليه حنيني

أنت شخصان في الفؤاد فشخص
عند ظني وآخر في يقيني

واحد كيف شئت أنت وثان
كيفما شئته أنا وظنوني

لا بهذا رحمتني أو بهذا
بل بعقلي عذبتني وجنوني

أملي فيك كالخيال على المرآة
كذب مصور للعيون

الرافعي

الحمدان 07-09-2024 03:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مني السلامُ على من لو تصافحها
يد النسيم أحست غمز آلامي

مرت على الورد في الأكمام فارتعشت
أسى وقالت أهذا قلبه الدامي

وأبصرت غصناً ظمآن منطرحاً
فما رأت فيه إلا بعض أسقامي

وتسمع الطير صداحاً بأيكته
يشكو فتسمع في شكواه أنغامي

حقيقة الحب فيها ثم تظهر لي
كأنني عالق منها بأوهام

يا للعجيبة للمرآة أنظرها
ولا أراني فيها وهي قدامي

يا أخت شمس كلون الخد مشرقة
وأخت بدر كنور الوجه بسام

ما كنت مثلهما إلا لتبتسمي
على ليالي في حبي وأيامي


الرافعي

الحمدان 07-09-2024 03:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا ليل هيجت أشواقا أداريها
فسل بها البدر إن البدر يدريها

رأى حقيقة هذا الحس غامضة
فجاء يظهرها للناس تشبيها

في صورة من جمال البدر ننظرها
وننظر البدر يبدو صورة فيها

يأتي بملء سماء من محاسنه
لمهجتي وأراه ليس يكفيها

وراحة الخلد تأتي في أشعته
تبغي على الأرض من في الأرض يبغيها

وكم رسائلَ تلقيها السمالء به
للعاشقين فيأتيهم ويُلقيها

يقول للعاشق المهجور مبتسما
خذني خيالاً أتى ممن تسميها

وللذي أبعدته في مطارحها
يد النوى أنا من عينيك أدنيها

وللذي مضه يأس الهوى فسلا
أنظر إليّ ولا تترك تمنيها

أما أنا فأتاني البدرُ مزدهياً
وقال جئت بمعنى من معانيها

فقلت من خدها أم من لواحظها
أم من تدللها أم من تأبيها

أم من معاطفها أم من عواطفها
أم من مراشفها أم من مجانيها

أم من تفترها أم من تكسرها
أم من تلفتها أم من تثنيها

كن مثلها لي جذباً في دمي وهوى
او كن دلالا وكن سحراً وكن تيها

فقال وهو حزين ما استطعت سوى
أني خطفت ابتساماً لاح من فيها


مصطفى صادق الرافعي
مصر

الحمدان 07-09-2024 03:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏ولربّما تبكِي لانَّك عاجزٌ
فَاربأ بضعفكَ أن يشاهِدهُ الورىٰ

واذهبْ الىٰ الرّحْمَنِ أخبرهُ بمَا
بكَ قَدْ ألمَّ وكلّ ما لكَ قد جرىٰ

واخرجْ اليهِمْ ضاحكاً متبسمًا
وكأنَّ مثلكَ في السعادةِ لم يُرا

فالنّاس بينَ تقلبٍ وتغَيرٍ
والله ربّكَ لنْ ولم يتغيَّرا


......

الحمدان 07-09-2024 03:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كَم تَطلُبونَ لنا عيباً فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ

ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي
أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ

أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ

أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ

إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ

ومُرهَفٍ سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ
حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ

الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ

يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ

بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ
تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عَجَمُ

سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ


المتنبي

الحمدان 07-09-2024 03:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏كان بين سيف الدَّولة وأعدائه من الرُّوم رسائل ورسل فقال المتنبي عن عِزَّة العرب:

وما تنفعُ الخيلُ الكِرامُ ولا القَنا
إِذا لم يكن فوقَ الكرامِ كِرامُ

وكُلُّ أُناسٍ يتبَعونَ إِمامَهُم
وأَنتَ لِأهلِ المَكرُماتِ إِمامُ

تَنامُ لديكَ الرُّسْلُ أَمناً وغِبطَةً
وَأَجفانُ رَبِّ الرُسلِ ليسَ تَنامُ

وَشَرُّ الحِمامَينِ الزُؤامَينِ عيشَةٌ
يَذِلُّ الَّذي يَختارُها وَيُضامُ

وَرُبَّ جَوابٍ عن كتابٍ بَعَثتَهُ
وَعُنوانُهُ للناظرينَ قَتامُ

تَضيقُ بِهِ البَيداءُ من قبلِ نَشرِهِ
وما فُضَّ بِالبَيداءِ عنهُ خِتامُ

حُروفُ هِجاءِ النَّاسِ فيهِ ثَلاثَةٌ
جَوادٌ وَرُمحٌ ذابِلٌ وَحُسامُ

الحمدان 07-09-2024 06:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏قَلِيلٌ مَنْ يَدُومُ عَلَى الْوِدَادِ
‏فَلا تَحْفِلْ بِقُرْبٍ أَوْ بِعَادِ

‏إِذَا كَانَ التَّغَيُّرُ فِي اللَّيَالِي
‏فَكَيْفَ يَدُومُ وُدٌّ فِي فُؤَادِ؟

‏وَمَنْ لَكَ أَنْ تَرَى قَلْبَاً نَقِيَّاً
‏وَلَمَّا يَخْلُ قَلْبٌ مِنْ سَوَادِ

‏فَلا تَبْذُلْ هَوَاكَ إِلَى خَلِيلٍ
‏تَظُنُّ بِهِ الْوَفَاءَ وَلا تُعَادِ

‏وَكُنْ مُتَوَسِّطَاً فِي كُلِّ حَالٍ
‏لِتَأْمَنَ مَا تَخَافُ مِنَ الْعِنَادِ


......

الحمدان 07-09-2024 06:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا بْنَ مَنْ شادَ الْمَعالِي جُودُهُ
وَبَنى الْمَجْدَ فَأَعْلى ما بَنا

آمَنَ الأُمَّةَ فِي أَيّامِهِ
كُلَّ خَوْفٍ وَأَخافَ الزَّمَنا

كُلَّما يَمَّمَ عافٍ رَبْعَهُ
عَذُبَ الْمَنْهَلُ أَوْ ساغَ الْجنا

قَدْ نَحَتْ عَظْمِي خُطُوبٌ لَمْ تَزَلْ
تَأْكُلُ الأَحْرارَ أَكْلاً مُمعِنا

وَأَتَتْنِي بَعْدَها نازِلةٌ
أَنْزَلَتْ فِي ساحَتَيَّ الْمِحَنا

وَلأَنْتَ الْيَوْمَ أَوْلى أَنْ تَلِي
كَشْفَها يا بْنَ أَمِين الأُمَنا

فَانْتَهِزْها فُرْصَةً مُمْكِنَةً
قَلَّ ما يُوجَدُ مَجْدٌ مُمْكِنا


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَحا الدَّهْرُ آثارَ الْكِرامِ فَلَمْ يَدَعْ
مِنَ الْبَأْسِ وَالْمَعْرُوفِ غَيْرَ رُسُومِ

وَأَصْبَحْتُ أَسْتَجْدِي الْبخِيلَ نَوالَهُ
وَأَحْمَدُ فِي اللَّزْباتِ كُلِّ ذَمِيمِ

سِوى أَنَّ مِنْ آلِ الزَّرافِيِّ مَعْشَراً
وَفَوْا لِيَ لَمّا خانَ كُلُّ حَمِيمِ

هُمُ جَبَرُوا عَظْمِي الْكَسِيرَ وَلاءَمُوا
عَلَى طُولِ صَدْعِ النّائِباتِ أَدِيمِي

مَتى خِفْتُ حالاً حالَ بَيْنِي وَبَيْنَها
تَخاطُرُهُمْ مِنْ بُزَّلٍ وَقُرُومِ

وَإِنَّكَ مِنْهُمْ يا عَلِيُّ لَناصِري
عَلَى كُلِّ خَطْبٍ لِلزَّمانِ عَظِيمِ


ابن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مُفْلِتَ الظَّبْيَةِ الْغَنّاءِ مِنْ يَدِهِ
هَلاّ عَلِقْتَ بِها حُيِّيتَ مُقْتَنِصاً

ذُقِ الْمَلامَةَ مَحْقُوقاً فَما ظَلَمَتْ
كَأْسُ النَّدامَةِ إِنْ جُرِّعْتَها غُصَصا

قَدْ أَمْكَنَتْكَ فَما بادَرْتَ فُرْصَتَها
مَنْ شاوَرَ الْعَجْزَ لَمْ يَسْتَنْهِضِ الْفُرَصا

وَقَدْ تَحاماكَ فِيها حاذِقٌ دَرِبٌ
بِالصَّيْدِ لَوْلاكَ لَمْ يُحْجِمْ وَلا نَكَصا

إِنَّ اللَّبِيبَ إِذا ما عَنَّ مَطْلَبُهُ
أَهْوى إِلَيْهِ وَلَمْ يَنْظُرْ بِهِ الرُّخَصا


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صُرُوفُ الْمَنايا لَيْسَ يُودِي قَتِيلُها
وَدارُ الرَّزايا لا يَصِحُّ عَلِيلُها

مَنِيتُ بِها مُسْتَكْرَهاً فَاجْتويْتُها
كَما يَجْتَوِي دارَ الْهَوانِ نَزِيلُها

يُشَهِّي إِلَيَّ الْمَوْتَ عِلْمِي بِأَمْرِها
وَرُبَّ حَياةٍ لا يَسُرُّكَ طُولُها

وَأَكْدَرُ ما كانَتْ حَياةُ نُفُوسِها
إِذا ما صَفَتْ أَذْهانُها وَعُقُولُها

وَمَنْ ذا الّذِي يَحْلُو لهُ الْعَيْشُ بَعْدَما
رَأَتْ كُلُّ نَفْسٍ أَنَّ هذا سَبِيلُها

أَقِمْ مَأْتَماً قَدْ أُثْكِلَ الْفَضْلُ أَهْلَهُ
وَبَكّ الْمَعالِي قَدْ أَجَدَّ رَحِيلُها

إِذا أَنْتَ كَلَّفْتَ المَدامِعَ حَمْلَ ما
عَناكَ مِنَ الأَحْزانِ خَفَّ ثَقِيلُها

وَيا باكِيَ الْعلْياءِ دُونَكَ عَبْرَةً
مَلِيّاً بِإِسْعادِ الْخَلِيلِ هُمُولها

وَمُهْجَةَ مَحْزُونٍ تَخَوَّنَها الضَّنا
فَلَمْ يَبْقَ إِلاّ وَجْدُها وَغَلِيلُها

ألا بِالتُّقى وَالصّالِحاتِ مُفارِقٌ
طَوِيلٌ عَلَيْهِ بَثُّها وَعَوِيلُها

أَصابَ الرَّدى نَفْساً عَزِيزاً مُصابُها
كَرِيماً سَجاياها قَلِيلاً شُكُولُها

فَأَقْسَمْتُ ما رامَتْ مَنِيعَ حِجابِها الْ
مَنُونُ وَفي غَيْرِ الْكِرامِ ذُحُولُها

وَما زالَ ثَأْرُ الدَّهْرِ عِنْدَ مَعاشِرٍ
يَشِيمُ النَّدى أيْمانَهُمْ وَيُخِيلُها

فَمَنْ يَكُ مَدْفُوعاً عَنِ الْمَجْدِ قُوْمُهُ
فَإِنَّ قَبِيلَ الْمَكْرُماتِ قَبِيلُها

وَمَنْ يَكُ مَنْسِيَّ الْفِعالِ فَإِنَّهُ
مَدى الدَّهْرِ بِالذِّكْرِ الْجَمِيلِ كَفِيلُها

يَطِيبُ بِقَدْرِ الْفائِحاتِ نَسِيمُها
وَتَزْكُو الْفُرُوعُ الطَّيِّباتُ أُصُولُها

سَحابَةُ بِرٍّ آنَ مِنْها انْقِشاعُها
وَأَيْكَةُ مَجْدٍ حانَ مِنْها ذُبُولُها

أَوَدُّ لَها سُقْيا الْغَمامِ وَلَوْ أَشا
إِذاً كَشَفتْ صَوْبَ الْغَمامِ سُيُولُها

وَكَيْفَ أُحَيِّي ساكِنَ الْخُلْدِ بِالْحَيا
وَما ذُخِرَتْ إلاّ لَهُ سَلْسَبِيلُها

سَيشْرُفُ فِي دارِ الْحِسابِ مَقامُها
وَيَبْرُدُ فِي ظلِّ الْجِنانِ مَقِيلُها

نَلُوذُ بِأَسْبابِ الْعَزاءِ وَإِنَّهُ
لَيَقْبُحُ فِي حُكْمِ الْوَفاءِ جَمِيلُها

وَهَلْ يَنْفَعُ الْمَرْزِيَّ أَنْ طالَ عَتْبُهُ
عَلَى الدَّهْرِ وَالأَيّامُ صَعْبٌ ذَلُولُها

فَلا يَثْلِمَنَّ الْحُزْنُ قَلْبَكَ بَعْدَها
فَقِدْماً أَبادَ الْمُرْهَفاتِ فُلُولُها

وَماذا الَّذِي يَأْتِي بِهِ لَكَ قائلٌ
وَأَنْتَ قَؤُولُ الْمَكْرُماتِ فَعُولُها

إِذا ابْنُ عَلِيٍّ رامَ يَوْماً بَحِزْمِهِ
لِقاءَ خُطُوبِ الدَّهْرِ دَقَّ جَلِيلُها

وَما زِلْتَ مَمْلُوءًا مِنَ الْهِمَمِ الَّتي
تُقَصِّرُ أَيّامَ الرَّدى وَتُطِيلُها

يَنالُ مَدى الْمَجْدِ الْبَعِيدِ رَذِيُّها
وَيَقْطَعُ فِي حَدِّ الزَّمانِ كَلِيلُها

فَقَدْتَ فَلَمْ تَفْقَدْ عَزاكَ وَإِنَّما
يُضَيِّعُ مَأْثُورَ الأُمُورِ جَهُولُها

عَلَى أَنَّ مَنْ فارَقْتَ بِالأَمْسِ لا تَفِي
بِحَقٍّ لَهُ أغْزارُ دَمْعٍ تُسِيلُها

وَما عُذْرُها أَنْ لا يَشُقَّ مُصابُها
عَلَى الدِّينِ وَالدُّنْيا وَأَنْتَ سَلِيلُها


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَنْ كانَ مِثْلَ أَبِي عَلِيٍّ فَلْيَنَلْ
أُفُقُ السَّماءِ بِهِمَّةٍ لَمْ تُخْفَضِ

أَغْنى وَقَدْ أَبْدى النَّدى وَأَعادَهُ
عَنْ أَنْ أَقُولَ لَهُ أَطَلْتَ فَأَعْرِضِ

ما كانَ فِيما نِلْتُ مِنْهُ بِواعِدٍ
فَأَقُولَ إِنَّ الْوَعْدَ غَيْرُ مُمَرِّضِ

سَبَقَتْ مَواهِبُهُ الْوُعُودَ وَرُبَّما
جادَ السَّحابُ وَبَرْقُهُ لَمْ يُومِضِ

وَقَفَ الْحُسَيْنُ عَلَى السَّماحِ غَرامَهُ
لَيْسَ الْمُحِبُّ عَنِ الْحَبِيبِ بِمُعْرِضِ

كَشّافُ كُلِّ عَظِيمَةٍ إِنْ تَدْعُهُ
لا تَدْعُهُ لِلْخَطْبِ ما لَمْ يُرْمِضِ

وَإِذا أَرَدْتَ إلى الْحُسِيْنِ صَنِيعَةً
فَاعْرِضْ لِفَضْلِ نَوالِهِ وَتَعرَّضِ

إِنَّ السُّؤالَ لَواقِعٌ مِنْهُ بِمَنْ
زِلَةِ النَّوالِ مِنَ الْمُقِلِّ الْمُنْفِضِ

وَلَهُ إِذا وَعَدَ الْجَمِيلَ مَكارِمٌ
لا يَقْتَضِيهِ بِغَيْرِهِنَّ الْمُقْتَضِي

مَحْضُ الْعَلاءِ صَرِيحُهُ فِي أُسْرَةٍ
جَمَحِيَّةِ النَّسَبِ الصَّرِيحِ الأَمْحَضِ

ضَربَ الْحِمامُ عَلَيْهِمُ فَتَقَوَّضُوا
وَبِناءُ ذاكَ الْمَجْدِ لَمْ يَتَقَوَّضِ

قَوْمٌ لَهُمْ شَرَفُ الْحَطِيمِ وَمُبْتَنى الْ
عِزِّ فِي الْبِطاحِ الأَعْرَضِ

يُحْيي الثَّنا مَوْتى الْكِرامِ وَرُبَّما
ماتَ اللَّئِيمُ وَرُوحُهُ لَمْ تُقْبَضِ

ماذا تَقُولُ لِمَنْ أَتاكَ مُصَرِّحاً
نِعَمُ تَعَرِّضُها لِكُلِّ مُعَرِّضِ

قَدْ كانَ خَيَّمَ صَرْفُ كُلِّ مَلِمَّةٍ
عِنْدِي فَقالَ لَهُ سَماحُكَ قَوِّضِ

وَلَحَظْتَنِي فَعَرَفْتَ مَوْضِعَ خَلَّتِي
نَظَرَ الطَّبِيبِ إلى الْعَلِيلِ الْمُمْرَضِ

وَنَظَرْتَ مِنْ تَحْتَ الْخُمُولِ تَطَلُّعِي
كَالْماءِ بُرْقِعَ وَجْهُهُ بِالْعَرْمَضِ

لَمّا رَأَيْتَ الدَّهْرَ يَقْصُرُ هِمَّتِي
عَنْ غايَةِ الأَمَلِ الْبَعِيدِ الْمَرْكَضِ

أَنْهَضْتَنِي وَالسَّهْمُ لَيْسَ بِصائِبٍ
غَرَضاً إِذا الرّامِي بِهِ لَمْ يُنْبِضِ

وَالْعَضْبُ لَيْسَ بِبَيِّنٍ تَأْثِيرُهُ
وَالأَثْرُ حَتّى يَنْتَضِيهِ الْمُنْتَضِي

وَعَلَيْكَ حَقٌّ رَفْعُ ما أَسَّسْتَهُ
فِي مَذْهَبِ الكَرَمِ الَّذِي لَمْ يُرْفَضِ

لا يَمْنَعَنَّكَ مِنْ يَدٍ والَيْتَها
أَنِّي بِشكْرِ صَنِيعهِا لَمْ أَنْهَضِ

إِنَّ الْغَمامَ إِذا تَرادَفَ وَبْلُهُ
أَبْقى أَنِيقَ الرَّوْضِ غَيْرَ مُرَوَّضِ

وَلَئِنْ بَقِيتُ لَتَسْمَعَنَّ غَرائِباً
يَقْضِي الزَّمانَ وفَضْلُها لَمْ يَنْقَضِ

يَظْمَا إِلَيْها الْمُنْعِمُونَ فَمَنْ يَرِدْ
يَرِدِ الثَّناءِ الْعَذْبَ غَيْرَ مُبَرَّضِ

هذا وَلَسْتُ بِبالِغٍ بَعْضَ الَّذِي
أَوْلَيْتَ ما لُبِسَ الظَّلامُ وَما نُضِي

أَقْرَضْتَنِي حُسْنَ الصَّنِيعِ تَبَرُّعاً
وَالْقَرْضَ أَفْضَلُ مِنْ جَزاءِ الْمُقْرِضِ

فَاعْذُرْ إِذا ما الدَّهْرُ أَخْمَدَ فِكْرَتِي
أَيُّ الْكِرامِ بَدَهْرِهِ لَمْ يَغْرَضِ

جاءَتْكَ تُنْذِرُ بِالتَّوالِي بَعْدَها
كَالفَجْرِ فِي صَدْرِ الصَّباحِ الأَبْيضِ

أَبَنِي أَبِي الْعَيْشِ الأَكارِمَ إِنَّنِي
لُوْ لاكُمْ لَرَضِيتُ ما لَمْ أَرْتَضِ

ما زِلْتُ أَعْتَرِضُ الْمَوارِدَ قامِحاً
حَتّى وَصَلْتُ إلى الْبُحُورِ الْفُيَّضِ


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَأَيْتُكَ لَمّا شِمْتُ بَرْقَكَ خُلَّباً
وَما أَرَبِي في عارِضٍ لَيْسَ يُمْطِرُ

فَأَخْطَأَنِي مِنْكَ الَّذِي كُنْتُ أَرْتَجِي
وَأَدْرَكَنِي مِنْكَ الَّذِي كُنْتُ أَحْذَرُ

وَما ذاكَ عَنْ عُذْرٍ فأَسْلُوهُ مَطْلَباً
تَعَذَّرَ لَكِنْ حَظِّيَ الْمُتَعَذِّرُ

وَكَمْ مانِعٍ رِفْداً وَما كانَ مانِعاً
وَلكنْ أَبى ذاكَ الْقَضاءُ الْمُقَدَّرُ

وَقَدْ كانَ فِيما بَيْنَنا مِنْ مَوَدَّةٍ
وَمَعْرِفَةٍ مَعْرُوفُها لَيْسَ يُنْكَرُ

مِنَ الْحَقِّ ما يَقْضِي عَلَيْكَ بِأَنْ أُرى
لَدَيْكَ وَحَظِّي مِنْ نَوالِكَ أَوْفَرُ

وَما هِيَ إِلاّ حُرْمَةٌ لُوْ رَعَيْتَها
رَعَيْتَ فَتىً عَنْ شُكْرِها لا يُقَصِّرُ

كَرِيماً مَتى عاطَيْتَهُ كَأْسَ عِشْرَةٍ
تَعَلَّمْتَ مِنْ أَخْلاقِهِ كَيْفَ يُشْكَرُ


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَيَعْتادُنِي ذِكْراكَ في كُلِّ حالَةٍ
فَتَشْتَفُّنِي حَتّى تُهَيِّجَ وَسْواسِي

وَأَشْتاقُكُمْ وَالْيَأْسُ بَيْنَ جَوانِحِي
وَأَبْرَحُ شَوْقٍ ما أَقامَ مَعَ ألْياسِ

وَلَوْلا الرَّدى ما كانَ بِالعَيْشِ وَصْمَةٌ
وَلَوْلا النَّوى ما كانَ بِالْحُبِّ مِنْ باسِ


ابن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا يا مُحْرِقِي بالنّارِ مَهْلاً
كَفانِي نارُ حُبلِّكَ وَاشْتِياقِي

فَما تَرَكَتْ وَحَقَّكَ فِي فُؤادِي
وَلا جَسَدِي مَكاناً لاِحْتِراقِ

فَها أَنا مِاثِلٌ كَرَمادِ عُودٍ
مَضى مَحْصُولُهُ والشَّخصُ باقِ

فَلوْ واصَلْتَنِي يَوْماً لأَوْدى
بِجِسْمِي مَسُّ جِسْمِكَ بِالْعِناقِ

تُحَرِّقُنِي بِنارِكَ مُؤْذِناً لِي
بما أَنا فِيكَ يَوْمَ الْبَيْنِ لاقِ

وَنِيرانُ الصَّبابَةِ بالغِاتٌ
مُرادَكَ فِيَّ مِنْ قَبْلِ الْفِراقِ


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:31 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمُعَذِّبِي بِالنّارِ سَلْ بِجَوانِحِي
عِنْدِي مِنَ الزَّفَراتِ ما يَكْفِينِي

لا تَبْغِ إِحْراقِي فإِنَّ مَدامِعِي
تُغْرِي بِنارِكَ ماءَها فَيَقِينِي

لُوْلاَ بَوادِرُها الْغزِارُ لأَوْشَكَتْ
وَهَوَاكَ نارُ هَواكَ أَنْ تُرْدِينِي

كَمْ وَقْعَةٍ لِلشَّوْقِ شُبَّ ضِرامُها
فَلَقِيتُ فِيها أَضْلُعِي بِجُفُونِي


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:31 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَحَرّانِي الزَّمانُ بِكُلِّ خَطْبٍ
وَعانَدَنِي الْقَضاءُ بِغَيْرِ ذَنْبِ

كَأَنَّ الدَّهْرَ يُحْزِنُهُ سُرُورِي
أَوِ الأَيّامَ يُظْمِئُهُنَّ شُرْبِي

أَيا زَمَنَ اللِّئامِ إِلى مَ حَمْلاً
عَلَيَّ وَبَعْضُ ما حُمِّلْتُ حَسْبِي

أَما يَحْظَى الْكِرامُ لَدَيْكَ يُوْماً
فَأَرْكَبَ فِيكَ عَيْشاً غَيْرَ صَعْبِ

أَعُدْماً وَاغْتِراباً وَاكْتِئاباً
لَقَدْ أَغْرَيْتَ بِي يا دَهْرُ نَحْبِي

لَعَلَّ فَتىً حَمَيْتُ بِهِ حَياتِي
زماناً وَالخُطُوبُ يُرِدْنَ نَهْبِي

يُعِينُ كَما أَعانَ فَيَجْتَبِينِي
بِنُعْمى طالَما فَرَّجْنَ كَرْبِي

فَيُنْقِذَ مِنْ غَمارِ الْمَوْتِ نَفْسِي
وَيُطْلِقَ من إسار الهم قلبي

وكنت إذا عتبت على زمان
أزال سَماحُ نَصْرِ اللهِ عَتْبِي

أُؤَمِّلُهُ لِحادِثَةِ الليالِي
فَأُخْصِبُ وَالزَّمانُ زَمانُ جَدْبِ

وَكَيْفَ يَخِيبُ مَنْ أَلْقى عَصاهُ
بِساحَةِ مُغْرَمٍ بِالْجُودِ صَبِّ

وَما يَنْفَكُّ يَنْفَحُ كًلَّ يُوْمٍ
نَسِيمُ الْعَيْشِ مِنْ ذاكَ الْمَهَبِّ

يَرُدُّ هُبُوبُهُ كَرَماً وَجُوداً
رِياحَ الدَّهْرِ مِنْ سُودٍ وَنُكْبِ

خَلائِقُ منْ أَبِي الْمَجْدِ اسْتَطالَتْ
بِهِمَّةٍ فاخِرٍ لِلْمجْدِ تَرْبِ

حَلَتْ أَعْراقُهُ كَرَماً فَباتَتْ
تُتَيِّمُ كُلَّ ذِي أَمَلٍ وَتُصْبِي

مَكارِمُ طالَما رَوَّيْتُ صَدْرِي
بِها وَوَرَدْتُ مِنْها كُلَّ عَذْبِ

تَزِيدُ غَزارَةً وَصَفاءَ وِرْدِ
عَلى ما طالَ مِنْ رَشْفِي وَعَبِّي

وَأَلْبَسَنِي صَنائِعَ لا أُبالِي
إِذا سالَمْنَنِي مَنْ كانَ حَرْبِي

وَقَفْتُ بِها الثَّناءَ عَلَى كَرِيمٍ
يَرى كَسْبَ الْمَكارِمِ خَيْرَ كَسْبِ

فَتىً لَمْ يُدْعَ لِلْمَعْرُوفِ إِلاّ
وَنائِلُهُ لِداعِيهِ الْمُلَبِّي

فِداؤُكَ كُلُّ مَمْنُوعٍ جَداهُ
ضَنِينٍ بَلْ فِداؤُكَ كُلُّ نَدْبِ

فَكَمْ قَرَّبْتَ حَظِّي بَعْدَ نَأْيٍ
وَباعَدْتَ النَّوائِبَ بَعْد قُرْبٍ

إِذا ما كُنْتَ مِنْ عُشّاقِ حَمْدِي
أَدَلَّ وَزارَ مَجْدَكَ غَيْرَ غِبِّ

وَمِثْلُكَ حَلَّ بَذْلُ الْجُودِ مِنْهُ
مَحَلَّ هُوى الْحَبِيبِ مِنَ الْمُحِبِّ


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا عَزَّ نَفْسِي عَنْ هَواكَ قُصُورُها
فَمِثْلُ النَّوى يَقْضِي عَلَيَّ يَسِيرُها

وَهَلْ غادَرَ الهِجْرانُ إِلاّ حُشاشَةً
لِنَفْسٍ بأَدْنى لَوْعَةٍ يَسْتَطِيرُها

هَوىً وَنَوىً يُسْتَقْبَحُ الصَّبْرُ فِيهِما
وَحَسْبُكَ مِنْ حالٍ يُذَمُّ صَبُورُها

وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ تَماسَكَ مُهْجَتِي
وَأَنَّكَ مِنْ جَوْرِ الْفِراقِ مُجِيرُها

فَما كانَ إِلاَّ غِرَّةً ما رَجَوْتُهُ
أَلا شَرُّ ما أَرْدى النُّفُوسَ غُرُورُها

وإِنِّي لَرَهْنُ الشَّوْقِ وَالشَّمْلُ جامِعٌ
فَكَيْفَ إِذا حَثَّ الْحُداةَ مَسِيرُها

وَما زِلْتُ مِنْ أَسْرِ الْقَطِيعَةِ باكِياً
فَمَنْ لِي غَداةَ الْبَيْنِ أَنِّي أَسِيرُها

وَكُنْتُ أَرى أَنَّ الصُّدودَ مَنِيَّةٌ
يَكُونُ مَعَ اللَّيْلِ التَّمامِ حُضُورُها

فَلَمّا قضَى التَّفْرِيقُ بِالْبُعْدِ بَيْنَنا
وَجَدْتُ اللَّيالِي كَانَ حُلْواً مَرِيرُها

أَعُدُّ سُرُورِي أَنْ أَراكَ بِغِبْطَةٍ
وَأَنْفَسُ ما يُهْدِي لِنَفْسٍ سُرُورُها

كَفى حَزَناً أَنِّي أَبِيتُ مُعَذَّباً
بِنارِ هُمُومٍ لَيْسَ يَخْبُو سَعِيرُها

وَأَنَّ عَدُوِّي لا يُراعُ وَأَنَّنِي
أَبِيتُ سَخِينَ الْعَيْنِ وَهْوَ قَرِيرُها

تَعافُ النُّفُوسَ الْمُرَّ مِنْ وِرْدِ عَيْشِها
وَتَكْرَهُ حَتّى يَسْتَمِرَّ مَرِيرُها

وَلا والْقَوافِي السّائِراتِ إِذا غَلَتْ
بِحُكْمِ النَّدى عِنْدَ الْكِرامِ مُهُورُها

لَئِنْ أَنا لَمْ يَمْنَعْ حِمايَ انْتِصارُها
وَيَثْنِي أَذى الْعادِينَ عَنِّي نَكِيرُها

فَلا ظَلَّ يُوْماً مُصْحِباً لِي أَبِيُّها
وَلا باتَ لَيْلاً آنِساً بِي نَفُورُها

قَطَعْتُ صُدُورَ الْعُمْرِ لَمْ أَدْرِ لَذَّةً
وَغَفْلَةَ عَيْشٍ كَيْفَ كَانَ مُرُورُها

وَلَمّا رَمانِي الدَّهْرُ عُذْتُ بِدَوْلَةٍ
جَلا الْحادِثاتِ الْفادِحاتِ مُنِيرُها

وَكَيْفَ يَخافُ الدَّهْرُ رَبُّ مَحامِدٍ
غَدا كَرَمُ الْمَنْصُورِ وَهْوَ نَصِيرُها

إِلى عَضُدِ الْمُلْكِ امْتطَيْتُ غَرائِباً
مُحَرَّمَةٌ إِلاّ عَلّي ظُهُورُها

ِإلى مَلِكٍ تَعْنُو الْمُلُوكُ لِبَأْسِهِ
ويَقْصُرُ يَوْمَ الْفَخْرِ عَنْهُ فَخُورُها

أَعَمُّهُمُ غَيْثاً إِذا بَخِلَ الْحيَا
وَأَطْعَنُهُمْ وَالْخَيْلُ تُدْمى نُحُورُها

إِلى حَيْثُ تَلْقى الْجُودَ هَيْناً مَرامُهُ
لِباغِيهِ وَالْحاجاتِ سَهْلاً عَسِيرُها

لَدى مَلِكٍ ما انْفَكَّ مِنْ مَكْرُماتِهِ
مَوارِدُ يَصْفُو عَذْبُها وَنَمِيرُها

يَزِيدُ عَلَى غُوْلِ الطُّرُوقِ صَفاؤُها
وَيَنْمِي عَلَى طُولِ الْوُرُودِ غَزِيرُها

أَغَرُّ لَوَ أَنَّ الشَّمْسَ يَحْظَى جَبِينُها
بِبَهْجَتِهِ ما كَانَ يُكْسَفُ نُورُها

غَنِيٌّ الْعُلى مِنْ كُلِّ فَضْلٍ وَسُؤْدَدٍ
وَلكِنَّهُ مِنْ كُلِّ مِثْلٍ فَقِيرُها

يُعُدُّ الْمَنايا مُسْتَساغاً كَرِيههُا
وَبِيضَ الْعَطايا مُسْتَقَلاًّ كَثِيرُها

سَقى اللهُ أَيّامَ الْمُؤَيَّدِ ما سَقَتْ
حَوافِلُ مُزْنٍ لا يُغِبُّ مَطِيرُها

فَما نَقَلَتْ جَرْداءُ سابِحَةٌ لَهُ
شَبِيهاً وَلا وَجْناءُ يَقْلَقُ كُورُها

سَقى لهذِه الدُّنْيا مِنَ الْعَدْلِ رَيَّها
فَأَصْبَحَ لا يَخْشَى الذَّواءَ نَضِيرُها

وَهَبَّ لَهُ فِيها نَسِيمُ غَضارَةٍ
مِنَ الْعَيْشِ حَتّى عادَ بَرْداً هَجِيرُها

عَفُوٌّ فَما عايَنْتُ زَلَّةَ مُجْرِمٍ
لَدى عَفْوِهِ إِلاّ صَغِيراً كَبِيرُها

لَهُ الرَّأْيُ وَالْبَأسُ اللَّذانِ تَكَفَّلا
لأَعْدائِهِ أَوْحى حِمامٍ يُبِيرُها

سُيُوفٌ مِنَ التَّدْبِيرَ والْفَتْكِ لَمْ يَزَلْ
وَمُغْمَدُها فِي كَفِّهِ وَشَهِيرُها

رَأَى أَرْضَ صُورٍ نُهْبَةً لِمُغالِبٍ
يُنازِلُها يَوْماً وَيَوْماً يُغِيرُها

تداركها والنصر في صدر سيفه
أخو عز مات لا يخاف فتورها

هُمامٌ إِذا ما حَلَّ يَوْماً بِبَلْدَةٍ
فَخَنْدَقُها حَدُّ الْحُسام وَسُورُها

وَسُمْرٌ مِنَ الْخَطِّيِّ لا تَرِدُ الْوَغى
فَتُحْطَمَ إِلاّ فِي الصُّدُورِ صُدُورُها

أَرى أُمَراءِ الْمُلْكِ لِلْفَخْرِ غايَةً
وَأَنْتَ إِذا عُدَّ الْفَخارُ أَمِيرُها

وَما زِلْتَ تسْمُو لِلْعَلاءِ بِهِمَّةٍ
تَقِلُّ لَكَ الدُّنْيا بِها كيْفَ صُورُها

وَأَقْسِمُ لَوْ حاوَلْتَ قَدْرَكَ فِي الْعُلى
لَما آثَرَتْ عَنْكَ السَّماءَ بُدُورُها

وَإِنَّ بِلاداً أَنْتَ حائِطُ ثَغْرِها
بِسَيْفِكَ قَدْ عَزَّتْ وَعَزَّ نَظِيرُها

فَسَعْداً لأَمْلاكٍ عَلَيْكَ اعْتمِادُها
وَفَخْراً لأيّامٍ إِلَيْكَ مَصِيرُها

لَقَدْ عَطَّرَ الدُّنْيا ثَناؤُكَ فَانْثَنى
بِهِ ذا كَسادٍ مِسْكُها وَعَبِيرُها

فَتاهَتْ بِذِكْراهُ الْبِلادُ وَأَهُلُها
وَهَبَّتْ بِرَيّاهُ الصِّبا وَدَبُورُها

مَلأْتَ بِهِ الآفاقَ طِيباً مَتى دَعا
إِلى نَشْرِهِ الآَمالَ خَفَّ وَقُورُها

فَجِئتُكَ ذا نَفْسٍ يُقَيِّدُها الْجَوى
وَقَدْ كادَ حُسْنُ الظَّنِّ فِيكَ يُطِيرُها

رَمِيمٍ أُزَجِّيها إِلَيْكَ لَعَلَّهُ
يَكُونُ بِنُعْمى راحَتَيْكَ نُشُورُها

وَلَسْتُ بِشاكٍ مُدَّةَ الْخَطْبِ بَعْدَها
وَأَوَّلُ إِفْضائِي إِلَيْكَ أَخِيرُها


ابن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:33 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتانِيَ أَنَّ الْمَجْدَ عَنِّي سائِلٌ
وَأَنَّ الْعُلى لَمْ يَعْدُنِي فِيكَ عَتْبُها

فَيَا فَخْرَ شَخْصٍ حَلَّ سِرَّكَ ذِكْرُهُ
وَيا سَعْدَ نَفْسٍ سَرَّ مِثْلَكَ قُرْبُها

وَلا عُذْرَ إلاّ أنَّ لُبّاً شَدَهْنَهُ
نَوائِبُ مَغْفُورٌ بِجُودِكَ ذَنْبُها

وَما كانَ لِي لُوْلاكَ بِالرَّيِّ مَنْزِلٌ
وَإِنْ شَعَفْتْ غَيْرِي وَتَيَّمَ حُبُّها

وَما هِي إِلاّ كَالْبِلادِ وإِنَّما
بِوَطْئِكَ فَلْيَفْخَرَ عَلَى الْمِسْكِ تُرْبُها


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:34 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ألا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً
يُرَوِّحُنِي بِالْغُوطَتَيْنِ نَسِيمُ

وَهَلْ يَجْمَعَنَّ الْكَأْسُ شَمْلِي بِفِتْيَةٍ
عَلَى الْعَيْشِ مِنْهُمُ نَضْرَةٌ وَنَعِيمُ


إبن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:35 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هِيَ الدِّيارُ فَعُجْ فِي رَسْمِها الْعارِي
إِنْ كانَ يُغْنِكَ تَعْرِيجٌ عَلَى دارِ

إِنْ يَخْلُ طَرْفُكَ مِنْ سُكَانِها فَبِها
ما يَمْلأُ الْقَلْبَ مِنْ شَوْقٍ وَتَذْكارِ

يا عُمْرُو ما وَقْفَةٌ فِي رَسْمِ مَنْزِلَةٍ
أَثارَ شَوْقَكَ فِيها مَحْوُ آثارِ

أَنْكَرْتَ فِيها الْهَوى ثُمَّ اعْتَرَفْتَ بِهِ
وَما اعْتِرافُكَ إلاّ دَمْعُكَ الْجارِي

تَشْجُو الدِّيارُ وَما يَشْجُو أَخا كَمَدٍ
مِنَ الْهَوى مِثْلُ دارٍ ذاتِ إفْقارِ

يا حَبَّذا مَنْزِلٌ بالسَّفِحِ مِنْ إِضَمٍ
وَدِمْنَةٌ بِلوى خَبْتٍ وَتعِشْارِ

وَحَبَّذا أُصُلٌ يُمْسِي يَجَرُّ بِها
ذَيْلُ النَّسِيمِ عَلَى مَيْثاءِ مَعْطارِ

لُوْ كُنْتُ ناسِيَ عَهْدٍ مِنْ تَقادُمِهِ
نَسِيتُ فِيها لُباناتِي وَأَوْطارِي

أَيّامَ يَفْتِكُ فِيها غَيْرَ مُرْتَقَبٍ
طَبْيُ الْكِناسِ بِلَيْثِ الْغابَةِ الضّارِي

يَصْبُو إِليَّ وَيُصْبِي كُلِّ مُنْفَرِدٍ
بِالدَّلِّ وَالْحُسْنِ مِنْ بادٍ وَمِنْ قارِ

لا أُرْسِلُ اللَّحْظَ إلاّ كانَ مَوْقِعُهُ
عَلَى شُمُوسٍ مُنِيراتٍ وَأَقْمارِ

ما أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْ أَنِّي وَفَدْتُ بِهِ
عَلَى شَبابٍ وَدَهْرٍ غَيْرِ غَدّارِ

اَلآنَ قَدْ هَجَرَتْ نَفْسِي غَوايَتَها
وَحانَ بَعْدَ حُلُولِ الشِّيْبِ إِقْصارِي

وَالْعَيْشُ ما صَحِبَ الْفِتْيانُ دَهْرَهُمُ
مُقَسَّمُ بَيْنَ إِحْلاءٍ وإِمْرارِ

يا مَنْ بِمُجْتُمُعِ الشَّطَّيْنِ إِنْ عَصَفَتْ
بِكُمْ رِياحِي فَقَدْ قَدَّمْتُ إِعْذارِي

لا تُنْكِرُنَّ رِحِيلِي عَنْ دِيارِكُمُ
لَيْسَ الْكَرِيمُ عَلَى ضَيْمِ بِصَبّارِ

يَأْبى لِيَ الضَّيْمَ فُرْسانُ الْخِلاجِ وَما
حَبَّرْتُ مِنْ غُرَرٍ تُهْدى وَأَشْعارِ

وَقَدْ غَدَوْتُ بِعِزِّ الدِّينِ مُعْتَصِماً
إِنَّ الْكِرامَ عَلَى الأَيّامِ أَنْصارِي

مَلْكٌ إِذا ذُكِرَتْ يُوْماً مَواهِبُهُ
أَثْرى الرَّجاءُ بِها مِنْ بَعْدِ إِقْتارِ

يُعْطِيكَ جُوداً عَلَى الإِقْلال تَحْسَبُهُ
وافاكَ عَنْ نَشَبٍ جَمٍّ وَإِكْثارِ

رَيّانُ مِنْ كَرَمٍ مَلآنُ مِنْ هِمَمٍ
كَأَنَّهُ السَّيْفُ بَيْنَ الْماءِ وَالنّارِ

لَيْسَ الْجَوادُ جُواداً ما جَرى مَثَلٌ
حَتّى يَكُونَ كَحَسّانِ بْنِ مِسْمارِ

الْواهِبُ الْخَيْل إِمّا جِئْتَ زائِرَهُ
أَقَلَّ سَرْجَكَ مِنْها كُلُّ طَيّارِ

اَلطّاعِنُ الطَّعْنَةَ الْفَوْهاءَ جائِشَةً
تَرُدُّ طاعِنَها عَنْها بِتَيارِ

يَكادُ يَنْفُذُ فِيها حِينَ يُنْفِذُها
لُوْلا عُبابُ دَمٍ مِنْ فُوْرِها جارِ

تَلْقى السِّنانَ بِها وَالسَّرْدَ تَحْسَبُهُ
ما ضَلَّ منْ فُتُلٍ فِيها وَمِسْبارِ

فِي كَفِّهِ سَيْفُ مِسْمارَ الَّذِي شَقِيَتْ
هامُ الْمُلُوكِ بِهِ أَيّامَ سِنْجارِ

لاَ يَأْمُلُ الرّزْقَ إلاّ مِنْ مَضارِبِهِ
فَرْسُ الْهُمامِ بِأَنْيابٍ وَأَظْفارِ

نِعْمَ الْمُناخُ لِشُعْثٍ فَوْتِ مَهْلَكَةٍ
أَرْماقِ مَسْغَبَةٍ أنْضاءِ أَسْفارِ

لا يَشْتَكُونَ لَدَيْهِ الْمَحْلَ فِي سَنَةٍ
يَشْكُو بِها السَّغَبَ الْمَقْرِيُّ وَالقَارِي

سَحابُ جُوْدٍ عَلَى الرّاجِينَ مُنْهَمِلٍ
وَبَحْرُ جُودٍ عَلَى الْعافِينَ زَخّارِ

إذا تَرَحَّلَ عَنْ دارٍ أَقامَ لَهُ
مِنَ الصَّنائِعِ فِيها خَيْرُ آثارِ

كَالْغَيْثِ أَقْلَعَ مَحْمُوداً وَخَلَّفَ ما
يُرْضِيكَ مِنْ زَهَرٍ غَضٍّ وَنُوّارِ

تَبْقى الذَّخائِرُ مِنْ فَضْلاتِ نائِلِهِ
كَأَنَّها غُدُرٌ مِنْ بَعْدِ أَمْطارِ

مُظَفَّرُ الْعَزْمِ ما تَأْلُو مُوَفَّقَةً
آراؤُهُ بَيْنَ إِيْرادٍ وَإِصْدارِ

سامٍ إلى الشَّرَفِ الْممْنُوعِ جانِبُهُ
نامٍ إِلى الْحَسَبِ الْعَارِي مِنَ الْعارِ

مُخَوَّلٌ فِي جَنابٍ يَيْتَ مَمْلَكَةٍ
عَزُّوا بِهِ وَأَذَلُّوا كُلَّ جَبّارِ

أَيّامَ كَلْبٌ لَها ما بَيْنَ جُوسِيَةٍ
وَبَيْنَ غَزَّةَ مِنْ رِيفٍ وَأَمْصارِ

يَقُودُها مِنْ سِنانٍ عَزْمُ مُتَّقِدٍ
أَمامَها كَسِنانِ الصَّعْدَةِ الْوارِي

تَرْمِي بأَعُيُنِها فِي كُلِّ داجِيةٍ
مِنْهُ إلى كَوْكَبٍ بِالسَّعْدِ سَيّارِ

يَبِيتُ كلُّ ثَقِيلِ الرُّمْحِ حامِلُه
فِي سَرْجِ كُلِّ خَفِيفِ اللِّبْدِ مِغْوارِ

مُجْدٌ تَأَثَّلَ فِي نَجْدٍ أَوائِلُهُ
وَشِيد بِالشّامِ مِنْهُ الطّارِفُ الطّارِي

يَا بْنَ الْكرِامِ الأُلى ما زالَ مَجْدُهُمُ
مُغْرىً بِقِلَّةِ أشْباهٍ وَأَنْظارِ

اَلْمانِعِينَ غَداةَ الْخَوْفِ جارهُمُ
وَالْحافِظِينَ بِغَيْبٍ حُرْمَةَ الْجَارِ

بِيضُ الْعَوارِفِ أَغْمارٌ إِذا وَهَبُوا
جُوداً وَلَيْسُوا إِذا عُدُّوا بِأَغْمارِ

لا يَصْحَبُ الدَّهْرُ مِنْهُمْ طُولَ ما ذُكِرُوا
إِلاّ الثَّناءُ وَإلاّ طِيبُ أَخْبارِ

إِنَّ الْعَشائِرَ مِنْ أَحْياءِ ذِي يَمَنٍ
لَمّا بَغَوْكَ جَرَوْا فِي غَيْرِ مِضْمارِ

أَصْحَرْتَ إِذْ مَدَّ بِالْمِدّانِ سَيْلُهُمُ
وَاللَّيْثُ لا يُتَّقى مِنْ غَيْرِ إِصْحارِ

سالُوا فَأَغْرَقَهُمْ قطر نضحت به
ما كل سبل على خيل بجرار

مالوا فقوم منهم كل مناظر
طَعْنٌ يُعَدِّلُ مِنْهُمْ كُلَّ جُوّارِ

حَتّى إِذا نَهَتِ الأُولى فَما انْتَفَعُوا
بِالنَّهْي وَالْبَغْيُ فِيهِمْ شَرُّ أَمّارِ

أَبَحْتَها وَحَمَيْتَ الشّامَ معْتقِداً
أَنْ لَيْسَ يَنْفَعُ إِلاّ كُلُّ ضَرّارِ

قَدْ نابَكَ الدَّهْرُ أَزْماناً بِغَيْرِهِمِ
فَظَلَّ يَغْمِزُ عُوداً غَيْرَ خُوّارِ

وَكَمْ أَبَتَّ عَلَى ثَأْرٍ ذَوِي ضَغَنٍ
وَلَمْ تَبِتْ قَطُّ مِنْ قُوْمٍ عَلَى ثارِ

إِنْ زُرْتُ دارَكَ عنْ شَوْقٍ فَمَجْدُكَ بِي
أَوْلى وَما كُلُّ مُشْتاقٍ بِزَوّارِ

لَيْسَ الْمُطِيقُونَ حِجَّ الْبَيْتِ ما تَرَكُوا
فَرِيضَةَ الْحَجِّ عَنْ زُهْدٍ بِأَبْرارِ

وَقَدْ أَتَيْتُكَ أَسْتَعْدِي عَلى زَمَنٍ
لا يَشْرَبُ الْحُرُّ فِيهِ غَيْرَ أَكْدارِ

مُوَكِّلُ الْجُوْرِ بِالأَحْرارِ يَقْصِدُهُمْ
كَأَنَّهُ عِنْدُهُمْ طَلاّبُ أَوْتارِ

وَالْحَمْدُ أَنْفَسُ مَذْخُورٍ تَفَوزُ بِهِ
فَخُذْ بِحظِّكَ مِنْ عُونِي وَأَبْكارِي

مِنَ الْقَوافِي الَّتِي ما زِلْتُ أُودِعُها
عُلالَةَ الرَّكْبِ مِنْ غادٍ وَمِنْ سارِ

إِنَّ السِّماحَةَ َأُولاها وَآخِرَها
فِي كَفِّ كُلِّ يَمانٍ يَا بْنَ مِسْمارِ

لا تَسْقِنِي بسِوى جَدْوى يَدَيْكَ فَما
يُرْوِي مِنَ السُّحْبِ إِلاّ كُلُّ مِدْرارِ

وَلَسْتُ أَوَّلَ راج قادَهُ أَمَلٌ
قَدْ راحَ مِنْكَ عَلَى شَقْراءَ


ابن الخياط

الحمدان 07-09-2024 06:36 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خُذا مِنْ صَبا نَجْدٍ أَماناً لِقَلْبِهِ
فَقَدْ كادَ رَيّاها يَطِيرُ بِلُبِّهِ

وَإِيَاكُما ذاكَ النَّسِيمَ فَإِنَّهُ
إِذا هَبَّ كانَ الْوَجْدُ أَيْسَرُ خَطْبِهِ

خَلِيلَيَّ لَوْ أَحْبَبْتُما لَعلِمْتُما
مَحَلَّ الْهَوى مِنْ مُغْرَمِ الْقَلْبِ صَبِّهِ

تَذَكَّرَ وَالذِّكْرى تُشُوقُ وَذُو الْهَوى
يَتُوقُ وَمَنْ يَعْلَقْ بِهِ الْحُبُّ يُصْبِهِ

غَرامٌ عَلَى يَأْسِ الْهَوى وَرَجائِهِ
وَشَوْقٌ عَلى بُعْدِ الْمَزارِ وَقُرْبِهِ

وَفِي الرَّكْبِ مَطْوِيُّ الضُّلُوعِ عَلَى جَوىً
مَتى يَدْعُهُ داعِي الْغَرامِ يُلَبِّهِ

إِذا خطَرْتَ مِنْ جانِبِ الرَّمْلِ نَفْحَةٌ
تَضَمَّنَ مِنْها داءَهُ دُونَ صَحْبِهِ

وَمُحْتَجِبٍ بَيْنَ الأَسِنَّةِ مُعْرِضٍ
وَفِي الْقَلْبِ مِنْ إِعْراضِهِ مِثْلُ حُجْبِهِ

أَغارُ إِذا آنَسْتُ فِي الْحَيِّ أَنَّةً
حِذاراً وَخَوْفاً أَنْ تَكُونَ لِحُبِّهِ

وَيَوْمَ الرِّضى وَالصَّبُّ يَحْمِلُ سُخْطَهُ
بِقَلْبٍ ضَعِيفٍ عَنْ تَحَمُّلِ عَتْبِهِ

جَلالِيَ بَرّاقَ الثَّنايا شَتِيتَها
وَحلأنِي عَنْ بارِدِ الْوِرْدِ عَذْبِهِ

كَأَنِّيَ لَمْ أَقْصُرْ بِهِ اللَّيْلَ زائِراً
تَحُولُ يَدِي بَيْنَ الْمِهادِ وَجَنْبِهِ

وَلا ذُقْتُ أمْناً مِنْ سَرارِ حُجُولِهِ
وَلا ارْتَعْتُ خَوْفاً مِنْ نَمِيمَةِ حَقْبِهِ

فَيا لَسَقامِي مِنْ هَوى مُتَجَنِّبٍ
بَكى عاذِلاهُ رَحْمَةً لِمُحِبِّهِ

وَمِنْ ساعَةٍ لِلْبَيْنِ غَيْرِ حَمِيدَةٍ
سَمَحْتُ بِطَلِّ الدَّمْعِ فِيها وَسَكْبِهِ

أَلا لَيْتَ أَنِّي لَمْ تَحُلْ بَيْنَ حاجِرٍ
وَبَيْنِي ذُرى أَعْلامِ رَضْوى وَهَضْبِهِ

وَلَيْتَ الرِّياحَ الرّائِحاتِ خَوالِصٌ
إِلَيَّ وَلَوْ لاقَيْنَ قَلْبِي بِكَرْبِهِ

أَهِيمُ إِلى ماءٍ بِبُرْقَةِ عاقِلٍ
ظَمِئْتُ عَلَى طُولِ الْوُرُودِ بِشُرْبِهِ

وَأسْتافُ حُرَّ الرَّمْلِ شَوْقاً إِلى اللِّوى
وَقَدْ أَوْدَعَتْنِي السُّقْمَ قُضْبانُ كثْبِهِ

وَلَسْتُ عَلَى وَجْدِي بِأَوَّلِ عاشِقٍ
أَصابَتْ سِهامُ الْحُبِّ حَبَّةَ قَلْبِهِ

صَبَرْتُ عَلَى وَعْكِ الزَّمانِ وَقَدْ أُرى
خَبِيراً بِداءِ الحادِثاتِ وَطِبِّهِ

وَأَعْرَضْتُ عَنْ غُرِّ الْقَوافِي وَمَنْطِقِي
مَلِيءٌ لِمُرْتادِ الْكَلامِ بِخِصْبِهِ

وَما عَزَّ نِي لَوْ شِئْتُ مَلْكٌ مُهَذَبُ
يَرى أَنَّ صَوْنَ الْحَمْدِ عَنْهُ كَسَبِّهِ

لَقَدْ طالَما هَوَّمْتُ فِي سِنَةِ الْكَرى
وَلا بُدَّ لِي مِنْ يَقْظَةِ الْمُتَنَبِّهِ

سأَلْقى بِعَضْبِ الدَّوْلَةِ الدَّهْرَ واثِقاً
بِأَمْضى شَباً مِنْ باتِرِ الْحَدِّ عَضْبِهِ

وَأَسْمُو عَنِ الآمالِ هَمَّاً وَهِمَّةً
سُمُوَّ جَمالِ الْمُلْكِ عَنْ كُلِّ مُشْبِهِ

هُوَ الْملْكُ يَدْعُو الْمُرْمِلِينَ سَماحُهُ
إِلى واسِعٍ باعَ الْمَكارِمِ رَحْبِهِ

يُعَنَّفُ مَنْ لَمْ يَأْتِهِ يَوْمَ جُودِهِ
وَيُعْذَرُ مَنْ لَمْ يَلْقَهُ يَوْمَ حَرْبِهِ

كَأَنِّي إِذا حَيَّيْتَهُ بِصِفاتِهِ
أَمُتُّ إِلى بَدْرِ السَّماءِ بِشُهْبِهِ

هُوَ السَّيْفُ يُغْشِي ناظِراً عِنْدَ سَلِّهِ
بِهاءً وَيُرْضِي فاتِكاً يَوْمَ ضَرْبِهِ

يَرُوقُ جَمالاً أَوْ يَرُوعُ مَهابَةً
كَصَفْحِ الْحُسامِ الْمَشْرَفِيِّ وَغَرْبِهِ

هُمامٌ إِذا أَجْرى لِغايَةِ سُؤْدُدٍ
أَضَلَّكَ عَنْ شَدِّ الْجَوادِ وَخَبِّهِ

تَخَطّى إِلَيْها وادِعاً وَكَأَنَّهُ
تَمَطّى عَلَى جُرْدِ الرِّهانِ وَقُبِّهِ

وَما أَبَقٌ إِلا حَياً مُتَهَلِّلٌ
إِذا جادَ لَمْ تُقْلِعْ مَواطِرُ سُحْبِهِ

أَغَرُّ غِياثٌ لِلأَنامِ وَعِصْمَةٌ
يُعاشُ بِنُعْماهُ ويُحْمى بِذَبِّهِ

يَقُولُونَ تِرْبٌ لِلْغَمامِ وإِنَّما
رَجاءُ الْغَمامِ أَنْ يُعَدَّ كَتِرْبِهِ

فَتىً لَمْ يَبِتْ وَالْمَجْدُ مِنْ غَيْرِ هَمِّهِ
وَلَمْ يَحْتَرِفْ وَالْحَمْدُ مِنْ غِيْرِ كَسْبِهِ

وَلَمْ يُرَ يَوْماً راجِياً غَيْرَ سَيْفِهِ
وَلَمْ يُرَ يَوْماً خائِفاً غَيْرَ رَبِّهِ

تَنَزَّهَ عَنْ نَيْلِ الْغِنى بِضَراعَةٍ
وَلَيْسَ طَعامُ اللَّيْثِ إِلاّ بِغَصْبِهِ

أَلا رُبَّ باغٍ كانَ حاسِمَ فَقْرِهِ
وَباغٍ عَلَيْهِ كانَ قاصِمَ صُلْبِهِ

وَيَومِ فَخارٍ قَدْ حَوى خَصْلَ مَجْدِهِ
وَأَعْداؤُهُ فِيما ادَّعاهُ كَحِزْبِهِ

هُوَ السَّيْفُ لا تَلْقاهُ إِلاّ مُؤَهَّلاً
لإيجابِ عِزٍّ قاهِرٍ أَوْ لِسَلْبِهِ

مِنَ الْقَوْمِ راضَوا الدَّهْرَ وَالدَّهْرُ جامِحٌ
فَراضُوهُ حَتى سَكَّنُوا حَدَّ شَغْبِهِ

بِحارٌ إِذا أَنْحَتْ لَوازِبُ مَحْلِهِ
جِبالٌ إِذا هَبَّتْ زَعازِعُ نُكْبِهِ

إِذا وَهَبُوا جادَ الْغَمامُ بِصَوْبِهِ
وَإِن غَضِبُوا جاءَ الْعَرِينُ بِغُلْبِهِ

إِذا ما وَرَدْتَ اْعِزَّ يَوْماً بِنَصْرِهِمْ
أَمَلَّكَ مِنْ رَشْفِ النَّمِيرِ وَعَبِّهِ

أَجابَكَ خَطِّيُّ الْوَشِيجِ بِلُدْنِهِ
وَلَبّاكَ هِنْدِيُّ الْحَدِيدِ بِقُضْبِهِ

أُعِيدَ لَهُمْ مَجْدٌ عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَما
مَضى بِقَبِيلِ الْمَجْدِ مِنْهُمْ وَشَعْبِهِ

بِأرْوَعَ لا تَعْيا لَدَيْهِ بِمَطْلَبٍ
سِوى شَكْلِهِ فِي الْعالَمِينَ وَضَرْبِهِ

تُرَوِّضُ قَبْلَ الرَّوْضِ أَخْلاقُهُ الثَّرى
وَتَبْعَثُ قَبْلَ السُّكْرِ سُكْراً لِشَرْبِهِ

وَتَفْخُرُ دارٌ حَلَّها بِمٌقامِهِ
وَتَشْرُفُ أَرْضٌ مَرَّ فِيها بِرَكْبِهِ

وَلَمّا دَعَتْهُ عَنْ دِمَشْقَ عَزِيمَةٌ
أَبى أَنْ يُخِلَّ الْبَدْرُ فِيها بِقُطْبِهِ

تَرَحَّلَ عَنْها فَهْيَ كاسِفَةٌ لَهُ
وَعادَ إِلَيْها فَهْيَ مُشْرِقَةٌ بِهِ

وَإِنَّ مَحَلاً أُوطِئَتْهُ جِيادُهُ
لَحَقَ عَلَى الأَفْواهِ تَقْبِيلُ تُرْبِهِ

رَأَيْتُكَ بَيْنَ الْحَزْمِ وَالْجُودِ قائِماً
مَقامَ فَتى الْمَجْدِ الصَّمِيمِ وَنَدْبِهِ

فَمِنْ غِبِّ رَأْيٍ لا تُساءُ بِوِرْدِهِ
وَمِنْ وِرْدِ جُودٍ لا تُسَرُّ بِغِبِّهِ

وَلَمّا اسْتَطالَ الخَطْبُِ قَصَّرْتَ باعَهُ
فَعادَ وَجِدُّ الدَّهْرِ فِيهِ كَلَعِبِه

وَما كانَ إِلاّ الْعَرَّ دَبَّ دَبِيبُهُ
فَأَمَّنْتَ أَنْ تُعْدى الصِّحاحُ بِجُرْبِهِ

وَصَدْعاً مِنَ الْمُلْكِ اسْتَغاثَ بِكَ الْوَرى
إِلَيْهِ فَما أَرْجَأْتَ فِي لَمِّ شِعْبِهِ

فَغاضَ أَتِيٌّ كُنْتَ خائِضَ غَمْرِهِ
وَأَصْحَبَ خَطْبٌ كُنْتَ رائِضَ صَعْبِهِ

حُبِيتَ حَياءً فِي سَماحٍ كَأَنَّهُ
رَبِيعٌ يَزِينُ النَّوْرُ ناضِرَ عُشْبِهِ

وَأَكْثَرْتَ حُسّادَ الْعُفاةِ بِنائِلٍ
مَتى ما يُغِرْ يَوْماً عَلى الْحَمْدِ يَسْبِهِ

مَناقِبُ يُنْسِيكَ الْقَدِيمَ حَدِيثُها
وَيَخْجَلُ صَدْرُ الدَّهْرِ فِيها بِعُقْبِهِ

لَئِنْ خَصَّ مِنْكَ الْفَخْرُ ساداتِ فُرْسِهِ
لَقَدْ عَمَّ مِنْكَ الْجُودُ سائِرَ عُرْبِهِ

إِذا ما هَزَزْتُ الدَّهْرَ بِاسْمِكَ مادَحاً
تَتَثّنّى تَثَنِّي ناضِرِ الْعُودِ رَطْبِهِ

وَإِنَّ زَماناً أَنْتَ مِنْ حَسَناتِهِ
حَقِيقٌ بِأَنْ يَخْتالَ مِنْ فَرطِ عُجْبِهِ

مَضى زَمَنٌ قَدْ كانَ بالْبٌعْدِ مُذْنِباً
وَحَسْبِي بِهذا الْقُرْبِ عُذْراً لِذَنْبِهِ

وَما كُنْتُ بَعْدَ الْبَيْنِ إِلاّ كَمُصْرِمٍ
تَذَكَّرَ عَهْدَ الرَّوْضِ أَيامَ جَدْبِهِ

وَعِنْدِي عَلَى الْعِلاّتِ دَرُّ قَرائِحٍ
حَوى زُبَدَ الأَشْعارِ ما خِضُ وَطْبِهِ

وَمَيْدانُ فِكْرٍ لا يُحازُ لَهُ مَدىً
وَلا يَبْلُغُ الإِسْهابُ غايَةَ سَهْبِهِ

يُصَرِّفُ فِيهِ الْقَوْلَ فارِسُ مَنْطِقٍ
بَصِيرٌ بِإِرْخاءِ الْعِنانِ وَجَذْبِهِ

وَغَرّاءُ مَيَّزْتُ الطَّوِيلَ بِخَفْضِها
فَطالَ عَلَى رَفْعِ الْكَلامِ وَنَصْبِهِ

مِنَ الزُّهْرِ لا يُلْفَيْنَ إِلاّ كَواكباً
طَوالِعَ فِي شَرْقِ الزَّمانِ وَغَرْبِهِ

حَوالِيَ مِنْ حُرِّ الثَّناءِ وَدُرِّهِ
كَواسِيَ مِنْ وَشْيِ الْقَرِيضِ وَعصْبِهِ

خَطَبْتَ فَلَمْ يَحجُبْكَ عَنْها وَلِيُّها
إِذا رُدَّ عَنْها خاطِبٌ غَيْرَ خِطْبِهِ

ذَخَرْتُ لَكَ الْمَدْحُ الشَّرِيفَ وَإِنَّما
عَلَى قَدْرِ فَضْلِ الزَّنْدِ قِيمَةُ قُلْبِهِ

فَجُدْهُ بِصَوْنٍ عَنْ سِواكَ وَحَسْبُهُ
مِنَ الصَّوْنِ أَنْ تُغْرِي السَّماحَ بِنَهْبِهِ


ابن الخياط
العصر المملوكي

الحمدان 07-09-2024 06:37 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أنا مشغول بليلي
عن جميع الكون جمله

فإذا ما قيل من ذا
قل هو الصب الموله

أخذته الراح حتى
لم تبق فيه فضله

راح أنس راح قدس
ليست اراح المضله

نسمات القرب هبت
من ربوع العامرية

أطربت روحي وسري
حين أهدت لي التحية

وسرت في الكون منها
نفحات عنبرية

فار وعني من حديثي
إن تكن يا سعد أهله

إنه سر شريف
ليس للأغيار يذكر

إنه معنى لطيف
عن جميع الناس يستر

غير عن عبد تقي
صوفي صافي محرر

ذي شريقة وحيقيقة
جمع الفرع وأصله

أين أرباب المثاني
والعلوم اللدنيه

أين أصحاب المعاني
والنفوس العلويه

أنا أدعو من دعاني
هكذا حكم القضيه

في خصوص لأعموم
علة من بعد نهله


إبن علوي الحداد

الحمدان 07-09-2024 06:37 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هواكم بقلبي والفؤاد مقيم
وشوقي إليكم مقعد ومقيم

وأنتم لروحي روحها ونعيمها
فياحبذا روح لها ونعيم

إذا ما دنوتم فالحياة لذيذة
وفي العيش خير والزمان سليم

ومهما بعدتم سادتي وجفوتم
فقلبي وجسمي واله وسقيم

وأحسن عيش ليس فيه وجودكم
وإن كن ملك الأرض فهو ذميم

وكل سرور قد خلا عن وصلكم
فما هو إلا ترحة وغموم

فمنوا وجوداً باللقا وتعطفوا
وعودوا فإني فاقد وعديم

لمن تدعوني سادتي وأحبتي
لكل لئيم لا يزال يلوم

أما ترحموا ذلي وضعفي وغربتي
وأنتم كرام والكريم رحيم

رعى اللَه أياماً خلت في ربوعكم
بعيش هنيء لم تشبه هموم

وكنا وكنتم والزمان مساعد
وما ثم إلا مؤنس ونديم

فهل لليالي الماضيات بعودة
وإلّا فإني للحياة سئوم

أأبقى كذا بين الأباعد ليس لي
أنيس حقيقي الوداد كتوم

أسامره فيكم بأخبار حبكم
وفي بحر أسرار الوجود نعوم

وقد كان بالوادي وبالربع والحمى
رجال مصابيح الوجود نجوم

لهم من شراب القوم شرب ومن
حديث نجد حديثٌ طيب وقويم

وكنت بهم وافي الجناحين سا
كن الفؤاد ويحيا إذ تهب نسيم

فأعدمني الدهر الخئون وجودهم
وما الدهر إلا خائن وظلوم

وأصبحت من بعد الأحبة مفرداً
وحيداً ومحزون الفؤاد كظيم

فآه وآهٍ كم دموعٍ أسيلها
عليهم وما إلا الإله يدوم

فأحمده سبحانه جل ذكره
عليم وحي قادر وقديم


ابن علوي الحداد

الحمدان 07-09-2024 06:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إن القناعة كنز ليس بالفاني
فاغنم هديت أخي عيشها الفاني

وعش قنوعاً بلا حرص ولا طمع
تعش حميداً رفيع القدر والشاني

ليس الغنى كثير المال يخزنه
لحادث الدهر أو للوارث الشاني

يجمع المال من حل ومن شبه
وليس ينفق في بر وإحسان

يشقى بأمواله قبل الممات كما
يشفي بها آخراً في عمره الثاني

إن الغنى غني النفس قانعها
موفر الحظ من زهد وإيمان

بر كريم سخي النفس ينفق ما
حوت يداه من الدنيا بأيقان

منور القلب يخشى اللَه يعبده
ويتقيه بأسرار وإعلان

مؤيد راسخ في العلم متبع
أثر الرسول بإخلاص وإحسان


إبن علوي الحداد

الحمدان 07-09-2024 06:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سقى اللَه بشاراً بوابل رحمةٍ
يجود عليها بالصباح وبالمسا

مرابع أحباب الفؤاد ومن لهم
به صدق ود في سرائره أرسى

وحياهم الرحمن بالعفو والرضا
وأولاهم الإحسان والقرب والأنسا

فثم أحيبابي وأهلي وسادتي
وأشياخنا المحسنون لنا غرسا

غرائس مجد في حقائق نسبة
مطهرة سدنا بها الغير والجنسا

ولا تنس ما بين القبور بزنبل
لقبر بقلبي ذكره قط لا ينسى

تضمن إلفاً صالحاً ومباركاً
فأكرم به قبراً وأكرم به رمسا

دفنت به من فيه روحي وراحتي
فعاد أغض العيش من بعده يبسا

فيا رحمة الرحمن زوريه وأحللي
على قبره حتى تطيب له نفسا

وحييه عنا بالسلام وروحي
بروح الرضا والقرب معناه والحسا

وقولي له أنا على العهد والوفا
وإن الفنا قد عمم الجن والإنسا

ومن ذا الذي يرجو البقا بعد أحمد
نبي الهدى من نوره يخجل الشمسا


أبن علوي الحداد

الحمدان 07-09-2024 06:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دع الناس يا قلبي يقولون ما بدا
لهم واتثق بالله رب الخلائق

ولا ترتجي في النفع والضر غيره
تبارك من رب كريم وخالق

فليس لمخلوق من الأمر ها هنا
ولا ثم شيء فاعتمد قول صادق

هو الرب لا رب سواه وكلهم
عبيد وتحت الحكم من غير فارق

نعم بعضهم ممن يجب ويرتضي
لطاعته والبعض عاص ومارق

بتوفيقه صار المطيع يطيعه
وخالف بالعصيان كل مفارق

فسل ربك التوفيق والعفو والرضا
وكوناً مع أهل الهدى والحقائق

رجال إلى الرحمن ساروا بهمة
على الصدق والإخلاص من غير عائق

فنالوا الذي كل المطالب دونه
فلِلَه من عيش كريمٍ ورائق

دنو وتقريب وأنس بحضرة
مقدسة في منتهى كل سائق

فآهٍ على عيش الأحبة كم أسا
عليه وكم دمع على الخد دافق


ابن علوي الحداد
العصر العثماني

الحمدان 07-09-2024 06:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هي هكذا الدنيا كأدوار الفلك
‏فيها التأرجح بين نورٍ أو حلَك

‏بينا يرى الانسان فيها مالكاً
‏حتى يفارقها المليك وما ملَك

‏حتى المشاعر مثلنا في حالها
‏تفنى ويبقى بعدها ما حالَ لك


جابر العثواني

الحمدان 07-09-2024 09:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أنا التارك الأوطان والنازح الذي
تنبع ركب العشق في زي قائف

وما زلت اطوي نفنفا بعد نفنف
كأني مخلوق لطي النفانف

فلا تعذلوني ان رأيتم كتابتي
بكل مكان حله كل طائف

لعل الذي باينت عيشي لبينه
وافنيت فيه تالدي قبل طارفي

تكلفه الايام ارضا حللتها
الا انما الايام طرق التكالف

فيملى عليّ الدهر ما قد كتبته
فيعطف نحوي غصن تلك المعاطف


النحاس

الحمدان 07-09-2024 09:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غرست لكم في المدح ما اخضر عوده
والقت اليه الزهر عقدا من الزهر

وصارت عيون المشفقين قلائداً
عليه وعين الحقد تنظر عن شزر

وقلت ستندي بالثمار اناملي
فما كان الا ان قبضت على جمر

وعدت كما عاد لميء مذما
اغص بسكري وهو يحسب من وزري

وما ساء حظاً كالذي اجتلب الهوى
واسلمه محض الوداد إلى الهجر


النحاس

الحمدان 07-09-2024 09:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كحل بعينيك ام ضرب من الكحل
ورد بخديك ام صبغ من الخجل

قضيب بان اذا ما مال ميله
دعص من الرمل ام ضرب من الرمل

يفتر عن سمط در في عقيق فم
عذب المراشف ممنوع من القبل

اقسمت ما روضة بالنيربين اذا
سحت عليها شؤون العارض الهطل

شقت شقايقها ايدي الربيع وقد
ماست حداثقها كالشارب الثمل

يوما بأحسن من ورد الخدود على
بان القدود ولا من نرجس المقل

وقائل وشموس الراح قد افلت
فينا وشمس مدير الراح لم تقل

هذا هو الحب لولا كثرة الرقيا
ولذة العيش لولا سرعة الأجل


النحاس

الحمدان 07-09-2024 09:41 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نهن على حين ارتقيت اللياليا
وقدت الأماني حافلات كما هيا

وكم مدة حتى استدريت ضرعها
وكم قلق حتى اطمأنيت راضيا

حمدنا لك اللّه ارتياحا لفضله
كثيرا واكثرنا هناك التهانيا

وباللّه قل لي بعد ذا الحظ كله
اهنيك جهدي ام اعزى الاعاديا

هم ابصروا من غرسك الغصن مثمرا
وما كان من غرس لهم صار فاويا

فهبت سموم من لظى نظراتهم
إليه فكان اللّه إذ ذاك واقيا

على ابنك عين اللّه من كل حاسد
وليس يبيج اللّه ما كان حاميا

ولا زلت تاج العارفين إلى العلا
كما شئت او شاءت مساعيك راقيا

ولا عصفت ريح بما انت غارس
ولا صدع التفريق ما كنت بانيا


النحاس

الحمدان 07-09-2024 09:42 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سقم بطرفك قد اقضى الى بدني
حتى تبدل من عيني بالوسن

عدمت نظرة عين غادرت جسدي
لولا التأوه للعواد لم يبن

من لي بربة هجر نبل مقلتها
لم تحم منها طلاب الزغف والجنن

زارت فلم ار ليلاً قبل طلتعتها
شمس النهار بدت في حندس الدجن

أنانبي الهوى هذا القضيب اتى
يمشي الي وهذا الظبي كلمني

يا عاذلي لك ان زار الكرى مقلي
على ادخال هذا النصح في اذني

لا انشني عن طريق الحب ذا ملل
ما دام باق تثني ذلك الغصن

لا جاورت هممي هام السها شرفا
ولا نهلن بحار الفضل من فطن

ولا انتنت دون عزمي يوم معركة
تحث العجاجة جبنا سطوة الزمن

ان طال حملى عبء الذل في بلد
تطاول الأكم فيه قمة القنن

لأتركن النضا جرزاً وكان بها
شذوب ذي وله بالمجد مفتتن

لا يخبط السوط منها غير مقتبل
يحسمها نحو طيب الحوض والعطن

مثل القسى كلالا ما رمت قدما
الا واشفقت ان تكبو على التفن

تهاجر النوم في وقت الكرى مقلى
كأنما الطرف جسمى والكرى وطنى

اخشى رداها فتبدى لي صلابتها
كأنما حدثت في اسم ابي الحسن


النحاس

الحمدان 07-09-2024 09:43 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قل لمن رام ان يدانيك مجدا
اقصر اقصر اطلت يا مغرور

نحن بيت لنا التقدم بالفضل
على رغم من له التأخير

كل فرد منا له كل عصر
فلك المجد بالتهاني بدور

نحن بيت لنا نصيب من
النصر وحظ على العدا موفور

نحن ما بين ناصر وأبي
النصر ويكفيك والدي منصور

قدوة العلم زبدة الحلم صدر
تعالى يا خمصيه الصدور

كان نجم الهدى وها انا والناس
تراني شهابه المستنير

انا كيد العدا وكوكب اقبالي
على ظلمة الحسود ينير

كم عدو كالوحش ينفر من
حيث يراني وقلبه مذعور

هممي مستبدة وفخاري
كلساني بين العدا مشهور

قسما ان حاسديك لا موات
وما يلبسون فهي القبور

فاقتطفنا انت زهرة الحظ وانعم
حيث باع الحياة منهم قصير

وابق واستبق نعمة اللّه بالش
كر تزدها فقد يزاد الشكور

واسرح الطرف في برود مديح
لم يحكها غيري وانت خبير

لك فصلتها فجاءت على
العيد كما شئتها وشاء المرور

والذي حثني هو الود والاخ
لاص لا المذق والحطام اليمير

انا أولى بان تصون ودادي
مثلما بالمديح انت جدير

رب مدح يزهى به الغير كالحلي
معارا يزهي به المستعير

هان من أم بالمديح اناساً
يستوى الشعر عندهم والشعير

همم رثة والسنة غلف
وايد اكفهن صخور

ضاع شعري بين الكرام كما ضاع
سفاها بين المرأة البخور

من محبي دهري اللئيم ام الحظ
المنافي ام الحبيب النفور

كيف ارجو الخلاص بين ثلاث
ويد الكل في قفاي تجور


النحاس


الساعة الآن 08:37 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية