منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-17-2024 05:40 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا ربِّ أنتَ رازقُ العِبادِ
جَميعهِم من حاضِرٍ وبادٍ

وقد جَعلتَ رِزقَهُم على يَدِ
بَعضِهِمُ بَعضٍ بشكلٍ سَرمَدي

وكانَ رِزقي آتياً فَقَطَّعَه
بعضُهمُ عَمداً وعَني مَنَعَه

فاقطَع إلهي رِزقَهُ كما قَطَع
رِزقي وشَتِّت شَملَهُ ولا تَدَع

أشهِر فَضِيحَتَهُ ما بين الوَرى
حتى يَصيرَ عِبرةً لِمن يَرى

رفعتُ يا مولاي كفَّ الابتهال
لَكَ لِكَى يَموتَ في أسو إحال

رَبَّاهُ يا جَبَّارُ يامُنتَقِم
بدَعَوةِ المَظلومِ أنتَ أعلَمُ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:41 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مَن تَكفَّلَ لمَن دَعاهُ
بأَن يُجيبَ بِألمُنى دُعَاهُ

أنتَ بِحالي عالمٌ خَبيرُ
لِظاهِري وباطِني بَصيرُ

فاللهُ ثم المُصطَفى مُحمَّدُ
والشيخُ شَيخيَ التِّجاني أحمَدُ

هُم عُمدَتي إن نزلت ُأمورُ
وفَرَجي إن ضاقتِ الصُّدورُ

والشيخُ لي وسيلةٌ إلَيهما
وخيرُ بابٍ موصلٍ إليهما

شيخي وعمدَتي وسؤلي والأَمل
ذُخري رَجائي ومُنائي والعَمل

عبدُكَ إسماعيلُ قد أتاكَ
مُستَصرِخا ونازِلا حِماكَ

وما له بابٌ سواكَ يَقصِدُهُ
ولا له مِن سَيِّدٍ يَعتَمِدُهُ

قد ضاقَ صَدرُه فسالَ دَمعُهُ
ويَدُه من سَقَمٍ تُوجِعهُ

وطالَما بكَى علَيك واشتَكى
وكلُّ خِلٍّ لِبُكاهُ قد بَكى

ما لىَ قُدرةٌ لِحملِ الألمِ
ولا لَدَىَّ صِحَّةُ للِسَّقَمِ

وفارقَ الأحبابَ والإخوانا
وواصلَ الهُمومَ والأحزانا

واستغرقَ الزمانَ والمَكانا
مُرتَجِياً ببابِكَ الإِحسانا

فإن تَسُدَّ البابَ في وجهِهِ مَن
يَقصِدُه عند تَواتُرِ المِحَن

في غَدوتي وعَشوَتي أرجوكَ
وفي الدُّجى وسَحَرٍ أدعُوكَ

وقد قَصَدتُ قبرَ خَيرِ واسِطَه
بيني وبينكَ وخيرِ رابِطَه

والعربِيِّ ساكنَ الجِنانِ
والمُقتفِي لسيرَةِ العَدناني

ونَزلَت مني هُناكَ أدمُعُ
ينقطعُ الغيثُ ولا تَنقَطِعُ

ثم رجَعتُ وفُؤادي مُضطَرِب
والدمعُ لم يَزَل بِخَدِّي مُنسَكي

وارَحمتَا لِقلبِىَ الموجوعِ
وارَحمتا لكَبِدي المَصدوعِ

وارحمتا لِجسمِىَ العَليلِ
وارَحمتا لطَرفِىَ البَليلِ

وارحمتا لصَبرِىَ القليلِ
وارَحمتا لِحُزنِىَ الطَّويلِ

وارَحمتا وارحمَتا لسَقَمي
وارَحمتا وارحمَتا لألَمي

وارحمتا لرَحِمي المقطوعِ
وارحمتا لَهَمِّىَ المَجموعِ

وارحمتا لفُرقَةِ الأحبابِ
وارحمتا لِشدَّةِ المُصابِ

وارحمتا لوحدتي وغربتي
وارحمتا لوحدتي وشيبتي

واسطتي بيني وبينَ اللهِ
وبينَ خَيرِ أنبياءِ اللهِ

قد هاجَ حُزني حُزنُ والدَيَّا
لِذا رفَعتُ طالباً يَدَيَّ

وأَمَلي في بُرئِها وطيدُ
وضيقُ صَدري لِىَ لا يَعودُ

وكُن إلىَّ في نُزولِ القَبرِ
وكن بِجَانبِىَّ يومَ الحَشرِ

حتى تَراني بِجِوارِ جَدِّكَ
ودَارِ جَدِّ اسمَاعِيلَ عَبدِكَ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:41 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أعبدَ اللَّطيفِ أجِب عُمَرَا
وأوجِز جَوابَكَواختَصِرَا

جوابي له سَيِّدي حاضرٌ
وخيرُ الجَواب الذي حَضَرا

ذكرتُ له نَظَري مُجمَلاً
وإن شئتَ فصَّلتُ ما ذُكِرا

وتعليمُ علمٍ له عِلمُه
كما حَرَّرَ الأمرَ مَن حَرَّرا

وقد جَرَّبوهُ كما جَرَّبوا
سِواهُ فجاءَ بما أبهَرا

وذلك أنَّهمُ اقتَصروا
على كلِّ عِلمٍ يُفيدُ الورى

ومن بَعدِ ذاكَ على خَيرِ ما
قَدُ الِّفَ فيهِ قدِ اقتُصِرا

فخيرُ التآليفِ ما سَهُلَت
عبَارَتُه كُلَّما عَبَّرا

وما كانَ مُقتَصراً عن لُبابِ
معانٍ وما كانَ مُختَصَرا

وقد حدَّدوا الوقتَ في دَرسِ كُل
لِ فَنِّ مخافَة أَن تَضجَرا

فأنتَ تَرى أنَّ هذا يَفِي
بقَصدٍ ولِلوَقتِ قد وفَّرا

كما قد يَقي النَّفسَ إجهادُها
لِفَهمِ عَويصٍ اذا ماعَرا

وإني أخذتُ بما قُلتَه
فكانت نَتيجَتُه ما تَرى

لذلكَ قلتَ زمانٌ يَسيرٌ
سَتُدرِكُ علما بِهِ أَغزَرا

ولكن بشَرطِ اجتهادٍ كما
ذَكرتَ فشرطُكَ لن يُنكَرا

فإن شِئتَ فاسأَل كما شئتَ إن
تَرُم أن تُصَدِّقَني خَبَرا


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:42 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَعَمرُ الحَقِّ ذا قولٌ جَميلُ
ولكن لو يُعَزِّزُ الدَّليلُ

كثيرُ العِلمِ في زَمَنٍقَليلٍ
لِمُستَملِيهِ هذا مُستَحيلُ

كأَنَّ العلمَ سَهلٌ ليس فيه
عَويصٌ فيه قد حارت عُقولُ

وكم لِمُؤَلَّفٍ لَفظٌ وجِيزٌ
ومعناهُ له شَرحٌ يَطولُ

وكم ليلٍ تَبيتُ بدون نَومٍ
وفِكرُكَ في تَفَهُّمِه يَجولُ

أبنَتَ تَساهُلاً في أَخذِ عِلمٍ
كأنَّ العِلمَ ماءٌ سَلسَبيلُ

ألا فاعلَم بأنَّ العِلمَ صَعبٌ
ولا يَكفي له الزَّمَنُ القَليلُ

وكم مِن جُملةٍ فيها وُجوهٌ
وآراءٌ وكُلٌّ ما يَقولُ

فمن لم يَجتَهِد فيه ويُجهِد
به نَفساً وعنه لا يَميلُ

فليسَ له على عِلمٍ حُصولٌ
وليس لهُ إلى عِلمٍ وصُولُ

وهذا ما رَوينا عن شُيوخٍ
وكلٌّ منهمُ شيخٌ جَليلُ

وشاهَدناه نَحنُ بِأُمِّ عَينٍ
وما راءٍ لِمُستَمِعٍ مَثيلُ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:42 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بدونِ اجتهادٍ لا يكونُ التَّعَلُّمُ
نَعم قولُه هذا صحيحٌ مُسَلَّمُ

ولكنَّني مالي أراهُ مُحاوِلاً
ليُلزِمَنا واللهِ ما ليسَ يَلزَمُ

أيَلزَمُ أَن يَبقَى الفَتى طولَ عُمرِه
مُكِبًّا على أخذٍ إلى حِينَ يُعدَمُ

إذا كانَمنه القَصدُ إدراكُ غايةٍ
وحدٌّ لِعِلمٍ ساءَ ما يَتَوهَّمُ

هو العِلمُ لا حَدَّ له فاقتَطِف لِمَا
دَنا مِن جَناهُ الرَّطبِ إن شِئتَ تَغنَمُ

وحَصِّل كثيراً منه وهو المُرادُ في
قَليلِ زَمانٍ منكَ إن كنتَ تَفهَمُ

وسارع إلى نَفعِ البِلادِ أخِي بما
قَرَأتَ وذا شيءٌ عليكَ مُحَتَّمُ

وأما إذا قَضَيتَ عُمرَك طالباً
لِعِلمِ فما أجَاكَ هذا التَّعَلُّمُ

وإنك لا تَدري مَتى أنتَ يا تُرى
سَتُصميكَ مِن قَوسِ المَنِيَّةِ أسهُمُ

فإنكَ في ردِّ الذي قد أخَذتَهُ
رهينٌ وإلا كُنتَ لِلعِلمِ تَكتُمُ

نتيجةُ عِلمٍ لِلفَتى نَفعُ نَفسِه
وغَيرٍ وإلا فالجَهالةُ أسلَمُ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:43 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هو العِلمُ لم يُدرَك بغيرِ تَعَلُّمِ
ودونَ اجتهادٍ لا يكون التَّعلُّمُ

فقد قيلَ إن العِلمَ يُعطيكَ بَعضَهُ
إذا اعطَيتَه كُلا ولِلعَكسِ تَعلَمُ

مِنَ المَهدِ حتى اللَّحدِ كُن له طالِباًُ
كما جاء عمَّن عَلَّمُوا وتَعلَّموا

وكلُّ فتًى لم يَعتكف طولَ عُمرِه
على طَلبٍ لِلعلمِ لا شَكَّ يُحرَمُ

ومن لم يُكرِّس وقتَهُ وحياتَهُ
له مِن صِبا عُمرٍ إلى حينَ يَهرَمًُ

فليس بهِ يَحظى ولا هو ظافِرٌ
بِعِلمٍ فَأخذُ العِلمِ من ذَاكَ أعظَمُ

وإنِّي أرَى النَشءَ الجديدَ ونَهجَهُ
على عَكسِ هذا وهو ما لستُ أَفهمُ

فهل أنا فيما قلتُ يا شيخُ مُخطِىءٌ
أوانِي على حقٍّ فأنتَ المُحَكَّمُ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:44 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كلانا طالبٌ لِلعلمِ ساعٍ
لِفَوزٍ منهُ بِالقسطِ العَظيمِ

وكلٌّ يَرتَإِي رَأياً ويَدعو
سِواه صاحبَ الرأيِ العَقيمِ

وللتَّعليمِ أُسلوبانِ لكن
نُريدُ السَّيرَ في النَّهجِ القَويمِ

فَأيُّهُما الكفيلُ لَنا بنَفعٍ
أَأُسلوبُ الحَديثِ أمِ القديمِ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:44 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عجِبتُ لبعضِ بني آدمٍ
وبي عند ذِكرِهِمُ خَجلُ

على اللهِ يَقوَى تَجَاسُرهُ
ومِن غيرِه خائِفٌ وَجِلُ

تَدَجَّوا نُفوساً فَأتقَاهُمُ
يُثابُ عَلى لَعنِه الرَّجُلُ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:45 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يقولونَ المَعَرِّي مُلحِدٌ بَل
منَ الإلحادِ قَد أبدَوا فُنونا

فقلت مقالُكم ذا عن يَقينٍ
وجزمٍ أم تَظُنُّونَ الظُّنونا

فَقالوا بل عَنِ إيمانٍ وجَزمٍ
ونحنُ لما نَقولُه موقِنونا

ألا لِلَّهِ دَرُّ أبِيكمُ إذ
بإلحادٍ غَدَوتم تُؤمِنونا


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:45 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قالوا الحقيقةُ والحقيقةُ
تَركُهم ما يُترَكُ

تَعِبت عُقولُ الناسِ في
إدراكِ ما لا يُدرَكُ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:46 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مَن تَديَّن وهوَ في
مَحضِ الحقيقةِ كافِر

ولِمَوطئٍ من حافِرٍ
بِه قد تسرَّعَ حَافِر

في نُور عَقلِك إِن تَسِر
لا شكَّ أنّكَ ظَافِر

وإذا تضِلُ عنِ الهُدَى
فاللهُ ربُّك غَافِر


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:46 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِقَوسِ المنَايا نحَونا الدهرُ واتِرُ
وأسيافُه فينا سُيوفٌ بواترُ

ولَن يَستقيمَ الناسُ مادام فيهمُ
كؤوسُ الحميَّا واللحاظُ الفواترُ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:47 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هَل مِن اذنٍ في كِلمَةٍ بالتحيَّة
لأُحيِّي الشَّبيبَةَ العرَبيَّه

وإذا ما هَجَمَت مِن غيرِ إذنٍ
ثُمَّ حَيَّيتُها فمَاذا عَليَّه

هَل أنا غَيرُ واحدٍ منكُمُ
روحاً وقَلباً وغَيرةً وطَنيَّه

واعتقَاداً ومَبدَأً ولِسَانا
واعتِزَازاً بنَخوةٍ مُضَريَّه

فمُنائي في طَرفِ حبلِ اتِّصَالٍ
بيَدَيكُم وطرفُهُ بيَديَّه

ذُبتُ شَوقاً وما بلغتُ مُنَائي
هَكَذا قدَّرَ الإِلهُ عليَّه


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:48 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سبَى قَلبِي جمالُ الظَّبي فينَا
وأحرَقَهُ بجَمرةِ وجنتَيهِ

وكيفَ ترومُ عَن هَذا دلِيلاً
وذَا لَونُ الرُّمَان بِمُقلَتيهِ


شاعر الحمراء

الحمدان 07-17-2024 05:48 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رعَى اللهُ أيَام الصِّبا واللَّياليَا
وأمطَرَ أوقاتَ الدِّراسةِ هَامِيا

سِنونُ بها الأحلاَمُ يَفتَرُّ ثَغرُها
وتبدُو كما شَاء الشبَابُ زوَاهيَا

زَمانٌ له في طيِّ كلِّ دَقيقَةٍ
لَذائِذُ لا يأتِي بهَا الدَّهرُ ثَانيا

ليالٍ يَبيتُ المَرءُ فيها وَيغتدِى
طَرُوبا مِن الأشجَانِ والهَمِّ خَاليَا

تُضَاحِكهُ الآمالُ وهىَ جميلةٌ
وتبدُو لعينَيهِ الأمَانِي دَوانِيا

فَيحسُب أنَّ الأرضَ عَرشٌ وأنَّهُ
سَيغدُو عَليه جَالسا مُتَعاليا

ويحسِبُ أَن لا شخصَ في الكَون فوقَهُ
ذَكاءً وعِزاًّ لِلنُجوم مُنَاغِيا

وحُسنا وأخلاَقا ووَفرَ سَعادةٍ
وعزماً يردُّ الدَّهرَ إن جاءَ غَازِيا

وعِلماً وآداباً وشِدَّةَ فِطنةٍ
يَرَى ما ورَاءَ الغيبِ كالشَّمسِ بَادِيا

رعَى اللهُ ذاكَ العهدَ رغمَ غُرُورِهِ
وحيَّاه عني بالزُّهُور نَوَاديا

وسُقيا لأيَّام الدراسَة إنَّها
ربيعُ حَياتي ليتَه كانَ بَاقيا

زمانٌ سَمِيري فيه كُتبِي وفِكرَتِي
وطِرسِي وأقلامِي إزاءَ دَواتِيا

اُصاحِبُ أسفارِي نَهارِي وليلَتي
ولم أرَ كالأسفارِ خِلاًّ مُصَافِيا

ولاَ هَمَّ لي إلاَّ دُروسِي وفَهمُهَا
وتَثقيفُ عقلِي واغتِنامُ شَبابيَا

أُطالعُ درسِي ثم ألهُو وبعدَه
أنامُ مَناماً مِلءَ جَفنِىَ هَاديا

فلاَهَمَّ يَغشانِي فَيُقِلقُ مَضجَعِي
ولَم أرَ حُلما مُزعِجا في مَنَاميا

أروحُ وأغدُو في المَسرَّة رافلاً
أردِّدُ في روضِ الأمانِي الأَغَانيا

كَطيرٍ تَقَوَّى ثم طَار مُرَفرِفا
علَى الرَّوضِ في حِضنِ الطبيعَةِ شَادِيا

سلاَمٌ عليهِ مِن زمانٍ سُلِبتُهُ
وَواهاً عليهِ مِن زمَأنٍ صَفالِيا

ووَاعَجَبي أمَّا عجِبتُ لغَيرِ مَن
يَرَى ضَجَراً وقتَ الدِّراسة شَاكِيا

يرومُ بِجِذع الأنفِ لو بَان عَهدُه
فَيُمسِي عَن الأستاذِ والدرسِ نَائِيا

ولو علمَ المغرُورُ قَدرَ مُصَابهِ
لعَضَّ بنَانا للندَامَة دامِيا

فيَا مَن يرَى أن المدارَس سِجنُه
عَدِمتُك غِراًّ في ضلاَلِك غَاويا

فأنتَ برَوضٍ لو فَطنتَ لِحُسنِه
لمَا كنتَ عَنه مُعرِضا مُتَلاهِيَا

أتساَمُ في رَوضٍ زَهت زَهَراتُه
وقامَ علَى أغصَانِه الطيرُ شَادِيا

وتَظمَأُ والماءُ النَّمِيرُ مُدَفق
أمَامَكَ يَجرِي في الجَدَاولِ صَافِيا

ويا مَن يَرى عهَد الدِّراسَةِ محنَةً
رُوَيدَكَ بعدَ اليومِ تَدرِي مَقَاليا

إذا مَا مَضَى عَهدُ التَّعلُّمِ وانقَضَى
وأصبَحتَ مِن سُكرِ الشبِيَبةِ صَاحيا

وسِرتَ إِلى حِضنِ الكُهُولَةِ مُسرِعاً
سَتَلقَى بِميدَان الحَياةِ الدَّواهِيا

فتندَمُ لو كانت تُفيدُ نَدَامةٌ
وتُمسي علَى عَهدِ الدِّراسَةِ باكيا

نَصَحتُكَ دَع عَنكَ السَّآمةَ واغتَنِم
لَذائذَ لا تَلقَى لَهُنَّ ثَوانِيا

فَديتُكَ خَلِّ الوَهمَ والهمَّ واغتنم
لذائذَ أيَّامِ الشَّبَابِ غَوَالِيا

فأنتَ بِرَوضٍ عَن قَريبٍ يَؤمُّهُ
خريفٌ يُعَفِّيه فَيُصبِحُ ذَاويا

غَداً وامُصَابَاهُ تَتِمُّ دِرَاسَتِي
وأُصبِحُ مِن بردِ الشَّبيَبة عَارِيَا

وداعاً وداعاً يا شبَابي فإنَّنِي
أُرَانِي برَغمِي في الكُهُولَةِ سَاعيا

وإنِّي عَلى أقوَى يَقينٍ بِأَنَّنِي
اُفارقُ فيك اليومَ جُلَّ هَنَائِيا

فَإنِي عَلَى أبوابِ مُعتَركٍ به
خُطُوبٍ وأهوالٍ تُشِيبُ النَّواصِيَا

سَأدخُلُ لا أدرِي أَأَقضِي بصَدمةٍ
حَياتِي شَقِيا أم سَأخرُجُ نَاجِيا

ولَستُ بِرَاجٍ في الكُهُولَةِ لَذَّةً
بحَسبي نَجاتِي لا علَىَّ ولاَ لِيا

وَداعاً وَداعاً لاَ مُلاَقاة بَعدَهُ
وداعاً وداعاً ياخَلِيلِي المُوَاليا

وليسَ كَثيراً يا شَبابِي إذا جَرَى
عليكَ سَخِينا دَمعُ عينِىَ نَائِيا

وَداعاً وداعاً يا دُروسِي فَإنَّنِي
اُرَانِي برَغمِي عن مَغانِيكَ نَائِيا

ولو ملَكَت نفسِي زِمامَ اختِيارهَا
لَقَضَيتُ عُمرِي في المدَارِسِ ثَاويا

ولكنَّهُ دهرٌ لَجوجٌ مُعاكسٌ
يَعزُّ عليه أَن أنالَ مَرَاميا


شاعر الحمراء
المغرب

الحمدان 07-17-2024 05:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حجابي العِزُّ مُزدهِرًا عليَّا
‏بِه أسمو على قِمم الثريّا

‏وأحفَظُ سُمعتي وأصونُ طُهري
‏ويبقى العُمرَ لي هَدْيًا جلِيّا

......

الحمدان 07-17-2024 05:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قل للذين تتابعتْ أحزانهم
اللَّهُ ربُّ البائس المحزونِ

يا أيها المهموم ربُّكَ قادرٌ
نجّا ببحرٍ مظلمٍ ذا النونِ

إنّ الذي فَلقَ البحار بلحظةٍ
ما كان تعجزه دموع عيونِ

خلف المواجع لو علمتَ بشائرٌ
مخبوءةٌ في قـول ربك كوني

......

الحمدان 07-17-2024 05:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أشرقْ وكُن كالنّورِ في الآفاقِ
من بينِ عِطرِ الكُتْبِ والأوراقِ

فالعِلمُ يُذكي فيكَ كُلَّ فضيلةٍ
والجهلُ قبرُ الفَضْلِ والأخلاقِ

......

الحمدان 07-17-2024 05:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وظلمـتُ نَفسي في فِعالي كلِّها
وَيْـحِي إذن مِــن وَقـفةِ الدَّيَّانِ

يا ربِّ إنْ لـم ترحَـم إلَّا ذا تُقًىٰ
مَــن للمُسيءِ المُـذنبِ الحَيْرانِ

......

الحمدان 07-17-2024 05:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا نقصَ الجمالُ بوجهِ أُنثى
يُزَينُها الحياءُ أيا النِّساءُ

فَفَتشْ عن حياءِ واسْتِتارٍ
فكلُّ الخيرِ إنْ بَقيَ الحياءُ

فكمْ منْ مَرأةٍ حسناءَ لكنْ
يشوِّهُها التَّسَلْفُعُ والمِراءُ

فتلكَ الخُلَّة الحسناءُ تبقى
إذا يَفْنى الجمالُ وذا جزاءُ

......

الحمدان 07-17-2024 06:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَا عُــدْتُ أَرْغَــبُ لَا وَرَبِّـي شَاهِـدٌ
قَدْ مَاتَ قَلْبِي وَالشُّعُورُ وَلَا عَجَبْ

مَا عُـدْتُ أَرْجُو مِنْ حَـيَـاتِي مَهْنَئًا
وَرَضِيتُ رَبِّي بِالنَّـصِيبِ وَبِالتَّـعَبْ

فَـأَقِــرَّ عَيْــنِي بِالجِــــنَانِ فَإِنَّـنِــي
أَرْجُـوكَ لَـوْ تَمْنُنْ عَلَيَّ وَتَـسْـتَـجِبْ

ضَاقَتْ وَوَحْدَكَ مَنْ يُفَرِّجُ ضِيقَتِي
مَا خَابَ مَنُ أَوْلَى لِرَبِّهِ وَاحْـتَـسَبْ

عَــبْـدٌ أَنَـا وَالْحُـزْنُ يَعْـصِرُ خَافِقِـي
وَاللهُ يَـعْـلَـمُ مَا أُلَاقِـي مِـنْ وَصَبْ

فالـصَّـبْرُ نَـهْـجِـيْ وَالتَّكَـتُّـمُ عَادَتِـيْ
وَالشَّوْقُ حَظِّيْ وَالْمُرَادُ عَلَى حُجُبْ

لِلَّــــهِ دَرِّيْ حِيْــنَ أَبْـكِـــيْ خِـفْــيَــةً
وَلِسَـانُ حَالِـيْ يَدَّعِـيْ أَنْ لَا سَـبَبْ

فَالْأَمْــرُ عَـــزَّ وَلِـيْ فُـــؤَادٌ مُــدْنَـفٌ
وَالْمَــوْتُ أَجْــدَرُ أَوْ تَـلَاقٍ لِلْــرُغَـبْ

لَاْ وَالَّــذِيْ خَلَــقَ السَّــمَاءَ بِوِسْعِـهَا
حُلُـمِي كَثَــوْبٍ لَا أَخِيْـطُ لَهُ ثُقَـبْ

......

الحمدان 07-17-2024 06:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وسألتُــها عــمَّا يُكــدِّرُ صــفْوها
فبكتْ وفاضـتْ بالأسَى عينَاها

إنِّـي لأحـزنُ إنْ شعرتُ بحزنِها
كيـفَ احتمالـي إنْ رأيتُ بُكاها

قالــتْ: وأدمُعهــا تسابِـقُ صـوتَها
إنَّ الَّـذي خلـقَ القـلوبَ كـفاها

دعنِي فماءُ العيـنِ يَـروِي أضلُعِي
إنْ جـفَّ فِيــها عطـرُها وندَاها

بعضُ البُـكا إنْ حـلَّ بعـدَ مواجعٍ
رحمَ القلوبَ مِنَ الأسَى وشفَاها

......

الحمدان 07-17-2024 06:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا ناظرا يرنـــوا بعــيني راقد
ومشــاهدا للأمر غير مشاهد

تصل الذنوب على الذنوب وترتجي
درج الجنان ونيل فوز العابد

ونســـيـت أن اللـه أخرج آدما
منها إلى الدنيــا بذنب واحـد

......

الحمدان 07-17-2024 06:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا فات حِزبُ المرءِ فات قِوامُه
‏مِن العِلم والإيمان لو كان يَعلَمُ

‏وقد كانت الأسلافُ مَن فات حِزبُه
‏فيَبكي لِفَوت الحزب والقلب يُحطَمُ

‏ونحن يَفوت الحِزب والحزب بَعدَه
‏فلا العينُ تَبكِيه ولا القلب يُؤلَمُ

بقلمي

الحمدان 07-17-2024 06:48 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيِه
فمن كان أسعى كان بالمجدِ أجدرا

وبالهمةِ العلياءِ يرقَى إلى العُلا
فمن كان أرقى هِمَّة كان أظهرا

......

الحمدان 07-17-2024 07:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رأيْتُ بعيني فوقَ ما كنتُ أسمعُ
وقد راعني يوْمٌ من الحَشرِ أرْوَعُ

غداةَ كأنّ الأُفْقَ سُدّ بمثلِهِ
فعادَ غروبُ الشمسِ من حيثُ تطلع

فلمْ أدرِ إذ سلَّمتُ كيفَ أُشيِّعُ
ولم أدْرِ إذ شَيّعْتُ كيفَ أُودِّع

وكيف أخوض الجيشَ والجيشُ لُجّةٌ
وإنّي بمن قد قاده الدهَر مولَع

وأينَ وما لي بين ذا الجمْع مسْلَكٌ
ولا لجوادي في البسيطة موضع

ألا إنّ هذا حَشْدُ من لم يذُقْ لَهُ
غِرارَ الكرى جَفنٌ ولا بات يهجَع

نصيحتُهُ للمُلْكِ سَدّتْ مذاهبي
وما بين قِيدِ الرُّمحِ والرُّمح إصبع

فقد ضَرِعَتْ منْه الرّواسي لما رأتْ
فكيف قلوب الإنس والإنس أضرع

فلا عسكرٌ من قبلِ عَسكرِ جوهرٍ
تَخُبُّ المطايا فيه عَشراً وتوضِع

تسيرُ الجبالُ الجامداتُ بسَيرِهِ
وتسجُدُ من أدْنَى الحفيفِ وتركَعُ

إذا حَلّ في أرضٍ بناها مَدائنِاً
وإن سار عن أرضٍ ثَوَتْ وهي بلقع

سَمَوْتُ لهُ بعد الرّحيلِ وفاتَني
فأقسمْتُ ألاّ لاءَمَ الجنبَ مَضجَع

فلمّا تداركْتُ السُّرادِقَ في الدّجَى
عَشَوْتُ إليْه والمشاعلُ تُرفَع

فتَخرُقُ جَيبَ المُزْن والمُزْنُ دالِحٌ
وتُوقِدُ موجَ اليَمِّ واليَمُّ أسفَع

فبِتُّ وباتَ الجيشُ جَمّاً سميرُهُ
يُؤرِّقُني والجِنُّ في البِيدِ هُجّع

وهَمهَمَ رَعْدٌ آخِرَ اللّيلِ قاصِفٌ
ولاحَتْ مع الفَجرِ البَوراقُ تَلمع

وأوحَتْ إلينا الوَحشُ ما اللّهُ صانِعٌ
بنا وبكم من هوْل ما نتسمّع

ولم تعلمِ الطيرُ الحوائمُ فوقَنا
إلى أين تستذري ولا أين تَفزَع

إلى أنْ تَبَدّى سيْفُ دولةِ هاشمٍ
على وجهِهِ نورٌ من اللّه يَسْطَع

كأنّ ظِلالَ الخافِقاتِ أمامَهُ
غمائِمُ نَصْرِ اللّه لا تَتَقَشّع

كأنّ السيوفَ المُصْلَتاتِ إذا طَمَتْ
على البَرِّ بحْرٌ زاخِرُ الموجِ مُترَع

كأنّ أنابِيبَ الصِّعادِ أراقمٌ
تَلَمَّظُ في أنيابِها السمُّ مُنقَع

كأنّ العِتاقَ الجُرْدَ مجْنوبَةً لَهُ
ظِباءٌ ثَنَتْ أجيادَها وهي تُتْلع

كأنّ الكُماةَ الصِّيدَ لمّا تغَشْمَرَتْ
حوالَيْهِ أُسْدُ الغِيلِ لا تتكعكَع

كأنّ حُماةَ الرَّجْلِ تحتَ ركابِهِ
سُيولُ نَداهُ أقبَلتْ تتدفّع

كأنّ سِراعَ النُّجْبِ تُنشَرُ يَمْنَةً
على البِيدِ آلٌ في الضّحى يترفّع

كأنّ صِعابَ البُختِ إذ ذُلِّلَتْ لهُ
أُسارى مُلوكٍ عضَّها القِدُّ ضُرَّع

كأنّ خلاخِيلَ المطايا إذا غدتْ
تَجَاوَبُ أصْداءُ الفَلا تترجّع

يُهَيِّجُ وَسواسُ البُرِينَ صَبابَةً
عليها فتُغرَى بالحنينِ وتُولَع

لقد جَلّ مَن يَقتادُ ذا الخَلقَ كلَّه
وكلٌّ له من قائمِ السيْفِ أطوَع

تَحُفُّ به القُوّادُ والأمرُ أمرُهُ
ويَقدمُهُ زِيُّ الخِلافةِ أجمَع

ويَسحَبُ أذيالَ الخِلافَةِ رادِعاً
به المسكُ من نَشرِ الهُدى يَتضَوّع

له حُلَلُ الإكرامِ خُصَّ بفضلها
نَسائجَ بالتِّبْرِ المُلمَّعِ تَلمَع

بُرودُ أمِيرِ المُؤمِنِينَ بُرودُه
كساهُ الرِّضَى منهُنَّ ما ليس يُخلَع

وبين يَدَيْهِ خيلُه بسُرُوجِهِ
تُقادُ عليهِنَّ النُّضَارُ المُرَصَّع

وأعْلامُهُ مَنْشُورَةٌ وقِبابُهُ
وحُجّابُهُ تُدْعَى لأمْرٍ فتُسرع

مليكٌ ترى الأملاكَ دونَ بِساطِهِ
وأعناقُهُم مِيلٌ إلى الأرض خُضَّع

قِياماً على أقدامِهَا قد تَنَكّبَتْ
صوارمَها كلٌّ يُطيعُ ويَخضَع

تَحِلُّ بيوتُ المالِ حيثُ يَحِلُّهُ
وجَمُّ العطايا والرِّواقُ المُرَفَّع

إذا ماجَ أطنابُ السُّرادقِ بالضُّحَى
وقامَتْ حَواليْهِ القَنا تتَزَعْزَع

وسَلَّ سيوفَ الهند حول سريره
ثمانون ألفاً دارعٌ ومُقَنَّع

رأيتَ مَنِ الدنيا إليه مَنوطَةٌ
فيَمضي بما شاء القضاءُ ويَصْدَع

وتَصْحبُهُ دارُ المقامة حيثما
أناخَ وشَمْلُ المسلمينَ المجمَّع

وتعنو له الساداتُ من كُلِّ مَعْشَرٍ
فلا سّيدٌ منه أغرُّ وأمنَعُ

فللّه عينَا مَن رآه مُخيّماً
إذا جمَعَ الأنصارَ للإذنِ مجْمَع

وأقبلَ فوجٌ بعد فوجٍ فشاكرٌ
له أو سَؤولٌ أو شفيعٌ مُشَفَّع

فلم يفْتَأُوا من حُكم عدلٍ يَعُمُّهُمْ
وعارفَةٍ تُسْدَى إليهم وتُصْنَع

يسوسُهُمُ منْهُ أبٌ متَكَفِّلٌ
بَرعي بَنِيهِ حافِظٌ لا يُضَيِّع

فسِتْرٌ عليهم في المُلِمّاتِ مُسْبَلٌ
وكَنْزٌ لهم عند الأئمّة مُودَع

بَطيءٌ عن الأمرِ الذي يكرهونَهُ
عَجُولٌ إليهِمْ بالنَّدى مُتَسَرِّع

وللّه عَيْنَا مَنْ رآه مُقَوِّضاً
إذا جعلتْ أُولى الكتائبِ تسرع

ونُودِيَ بالتّرحال في فحمةِ الدجى
فجاءتهُ خيْلُ النّصرِ تَردي وتمزَع

فلاحَ لها من وجهِهِ البدرُ طالعاً
وفي خَدّهِ الشِّعْرَى العَبورُ تَطَلَّع

وأضحى مُرَدّىً بالنِّجادِ كأنّهُ
هِزَبْرُ عَرينٍ ضَمّ جَنْبَيْهِ أشجع

فكبّرَتِ الفُرْسانُ للّهِ إذ بَدا
وظَلّ السّلاحُ المنتضى يتقعقع

وحفَّ بهِ أهلُ الجِلادِ فمُقدِمٌ
وماضٍ وإصْلِيتٌ وطَلْقٌ وأروع

وعَبَّ عُبابُ الموكبِ الفخم حولَهُ
وزَفّ كما زَف الصّباحُ المُلَمَّع

وثار بِرَيّا المندليِّ غبارُهُ
ونُشِّرَ فيه الروضُ والروضُ مُوقِع

وقد رُبّيَتْ فيهِ الملوكُ مراتِباً
فمن بين متبوعٍ وآخَرَ يَتبَع

تسير على أقدارها في عجاجَةٍ
ويقدُمُهَا منْه العزيزُ الممنَّع

وما لَؤمَتْ نَفسٌ تُقِرُّ بفضلهِ
وما اللؤمُ إلاّ دَفعُ ما ليس يُدفَع

لقد فازَ منْهُ مشرقُ الأرضِ بالّتي
تَفيضُ لها من مغرِبِ الأرض أدمُع

ألا كلُّ عَيشٍ دونَهُ فمحرَّمٌ
وكلُّ حريمٍ بعده فمضيَّع

وإنّ بِنا شوقاً إليْهِ ولَوعَةً
تَكادُ لها أكبادُنَا تَتَصَدّع

ولكنما يُسلي من الشوقِ أنّهُ
لنا في ثُغورِ المجدِ والدِّين أنفع

وأنّ المَدَى منه قريبٌ وأنّنَا
إليه من الإيماءِ باللّحظِ أسرَع

فسِرْ أيها المَلْكُ المُطاعُ مُؤيَّداً
فللدّينِ والدنْيا إليك تَطَلُّعُ

وقد أشعرَتْ أرضُ العِراقَينِ خِيفَةً
تكادُ لها دارُ السّلام تَضَعْضَع

وأعطَتْ فلسطينُ القِيادَ وأهلُهَا
فلم يَبْقَ منْها جانِبٌ يَتَمنّع

وما الرّملَةُ المقصورةُ الحَظوِ وحدها
بأوّلِ أرضٍ ما لها عنك مَفَزع

وما ابنُ عُبَيدِ اللّهِ يدعوكَ وحدَهُ
غداةَ رأى أن ليسَ في القوس مَنزَع

بل الناسُ كلُّ الناسِ يدعوك غيَره
فلا أحَدٌ إلاّ يَذِلُّ ويَخضَع

وإنّ بأهلِ الأرضِ فَقراً وفاقَةً
إليك وكلُّ النّاس آتيك مُهْطِع

ألا إنّما البرهانُ ما أنتَ مُوضِحٌ
من الرّأيِ والمقدارُ ما أنْتَ مُزْمِع

رحلتَ إلى الفُسطاطِ أيمنَ رِحْلَةٍ
بأيمنِ فالٍ في الذي أنتَ مُجمِع

ولمّا حثثْتَ الجيشَ لاحَ لأهْلِهِ
طريقٌ إلى أقصَى خُراسانَ مَهيَع

إذا استقبَلَ الناسُ الرّبيعَ وقد غَدَتْ
مُتونُ الرُّبَى في سُندُسٍ تتلفّع

وقد أخضَلَ المُزْنُ البلادَ ففُجِّرَتْ
ينابيعُ حتى الصّخْرُ أخضَلُ أمرَع

وأصْبحَتِ الطُّرقُ التي أنْتَ سالِكٌ
مُقدَّسَةَ الظُّهْرانِ تُسقى وتُربَع

وقد بسَطتْ فيها الرياضُ دَرانِكاً
منَ الوَشيِ إلاّ أنّها ليس تُرقَع

وغَرّدَ فيها الطيرُ بالنّصْرِ واكتَسَتْ
زرابيَّ من أنوارها لا تُوَشَّع

سقاها فروّاهَا بك اللّه آنِفاً
فنِعْمَ مَرَادُ الصّيْفِ والمُتَرَبَّع

وما جِهلتْ مِصرٌ وقد قيل مَن لها
بأنّكَ ذاك الهِبْرِزِيُّ السَّمَيذَع

وأنّك دونَ الناس فاتِحُ قُفْلِهَا
فأنْتَ لها المَرْجُوُّ والمُتَوقَّع

فإنْ يكُ في مصرٍ رجالُ حلومِهَا
فقد جاءهم نِيلٌ سوى النيلِ يُهرِع

ويمّمَهُمْ مَنْ لا يَغيرُ بنعْمَةٍ
فَيَسْلُبَهُمْ لكن يزيدُ فيُوسِع

ولو قد حططتَ الغيثَ في عُقرِ دارهمْ
كشَفتَ ظلامَ المَحْلِ عنهم فأمرعوا

وداويتَهم من ذلك الدّاء إنّهُ
إلى اليَومِ رِجْزٌ فيهمُ ليسَ يُقْلِع

وكفكَفْتَ عنهم مَن يجور ويعتَدي
وأمّنْتَ منهم من يخافُ ويجْزَع

إذاً لَرَأوْا كيفَ العطايا بحقِّها
لسائِلها منهُمْ وكيْفَ التبرُّع

وأنساهمُ الإخشيدَ مَن شِسْعُ نَعلِهِ
أعزُّ من الإخشيدِ قدْراً وأرفَع

سيعلمُ مَن ناواك كيف مصيرُهُ
ويُبْصِرُ مَن قارعتَهُ كيفَ يُقْرَع

إذا صُلْتَ لم يَكُرمْ على السيْفِ سيّدٌ
وإن قلتَ لم يُقْدِمْ على النطق مِصْقَع

تقيك اللّيالي والزمانُ وأهلُهُ
ومُصْفِيكَ محْضَ الودِّ والمُتصَنِّع

فكْلُّ امرِىءٍ في الناس يسعى لنفسِهِ
وأنتَ امرُؤ بالسّعي للملك مُولَع

تعبْتَ لكيما تُعقِبَ الملكَ راحَةً
فمَهْلاً فِداكَ المستريحُ المُوَدِّع

فأشْفِقْ على قَلْبِ الخِلافَةِ إنّهُ
حَناناً وإشفاقاً عليك مُرَوَّع

تحمَّلْتَ أعْباءَ الخلافَةِ كلّهَا
وغيرُكَ في أيّام دُنْياهُ يَرتَع

فواللّهِ ما أدري أصدرُكَ في الذّي
تُدَبّرُهُ أم فضْلُ حلمك أوسع

نصَحتَ الإمامَ الحَقَّ لمّا عرَفتَهُ
وما النُّصْحُ إلاّ أن يكونَ التَّشيُّعُ

فأنْتَ أمينُ اللّهِ بعد أمِينِهِ
وفي يدِكَ الأرزاقُ تُعطي وتَمنَع

وما بلغَ الإسكندرُ الرتبَةَ التي
بلغْتَ ولا كِسرَى الملوكِ وتُبّع

سموتَ من العَلْيا إلى الذّروة التّي
تُرى الشمسُ فيها تحت قدرِكَ تَضْرَع

إلى غايَةٍ ما بعدَهَا لكَ غايَةٌ
وهل خلفَ أفلاكِ السموات مطل

إلى أينَ تَبغي ليس خَلفك مذهبٌ
ولا لجوادٍ في لحاقك مطمع


ابن هاني الاندلسي

الحمدان 07-17-2024 07:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أرِقْتُ لِبُرقٍ يستطيرُ له لَمْعُ
فعصفَرَ دمعي جائلٌ من دمي رَدْعُ

ذكرتُكِ ليلَ الركبِ يَسري ودونَنا
على إضَمٍ كُثْبانُ يَبرِينَ فالجِزْع

وللّه ما هاجَتْ حمامَةُ أيْكَةٍ
إذا أعْلَنَتْ شَجْواً أُسِرَّ لها دَمْع

تَداعَتْ هَديلاً في ثيابِ حِدادهَا
فخُفِّضَ فَرْعٌ واستقلَّ بها فَرْع

ولم أدْرِ إذ بَثّتْ حنيناً مُرَتَّلاً
أشَدْوٌ على غُصْنِ الأراكةِ أم سَجْع

خليليَّ هُبّا نصْطبِحْها مُدامَةً
لها فَلَكٌ وَتْرٌ به أنجُمٌ شَفْع

تَلِيّةُ عامٍ فُضَّ فيه خِتامُهَا
خلا قبلهُ التسعون في الدَّنِّ والتسع

إذا أبدَتِ الأزْبادَ في الصَّحن راعَنا
بِرازُ كميِّ البأسِ من فوقه دِرع

سأغدو عليها وهي إضريجُ عَندَمٍ
لها منْظَرٌ بِدْعٌ يجيءُ بهِ بِدْع

وأتَبعُ لْهوي خالعاً ويُطيعُني
شبابٌ رطيبٌ غُصْنُهُ وجنىً يَنْع

لَعمرُ اللّيالي ما دَجى وَجهُ مَطلبي
ولا ضاق في الأرض العريضة لي ذَرْع

وتعرِفُ مني البِيدُ خِرْقاً كأنّمَا
تَوَغّلَ منْهُ بينَ أرجائِها سِمْع

وأبيضَ مْحجوبِ السُّرادقِ واضِحٍ
كبدر الدجى للبرْق من بِشره لَمع

إذا خَرِسَ الأبطالُ راقَك مُقدِماً
بحيث الوشيجُ اللَّدنُ تُعطفُ والنَّبع

وكلُّ عميمٍ في النّجادِ كأنَّمَا
تمطّى بمتنَيْهِ على قَرنِه جِذع

إلى كلِّ باري أسهُمٍ مُتَنَكِّبٍ
لهَّن كأنّ الماسِخِيَّ له ضِلع

تَشَكّى الأعادي جعفراً وانتقامَهُ
فلا انجلَتِ الشكوى ولا رُئبَ الصَّدع

ولمّا طَغَوا في الأرض أعصُرَ فتنةٍ
وكان دبيبَ الكفر في الدولة الخَلع

سموْتَ بمَجْرٍ جاذبَ الشمسَ مسلكاً
وثارَ وراءَ الخافِقَينِ له نَقْع

فألقَى بأجْرَامٍ عليهِمْ كأنّمَا
تَكفّتْ على أرضٍ سمواتُها السَّبْع

كتائبُ شُلّتْ فابذَعَرّتْ أُمَيّةٌ
فأوْجُهُهَا للخزي أُثْفِيّةٌسُفع

فمهْلاً عليهم لا أبَا لأبِيهمِ
فللهِ سهم لا يطيش له نزع

ألا ليت شعري عنهم أملوكهم
تُدبِّرُ مُلكاً أمْ إماؤهمُ اللُّكع

تَجافَوا عن الحِصْن المَشِيدِ بناؤهُ
وضاقَ بهم عن عزم أجنادهم وُسْع

وقد نَفِدَتْ فيه ذخائرُ مُلكهم
وما لم يكنْ ضرّاً فأكثره نَفْع

تعَفّى فما قُلنا سُقِيتَ غمامَةً
ولا انعِمْ صباحاً بعدهم أيها الرَّبْع

وراحَ عمِيدُ المُلحِدينَ عميدُهم
لأحشائِهِ من حَرِّ أنفْاسِهِ لَذْع

ولمّا تسَنّمْتَ الجبِالَ إزاءَهُ
تَراءتْ له الراياتُ تَخفِقُ والجَمْع

تَشَرّفْتَ من أعلامِها وَدَعَوْتَهُ
فخَرَّ مُلَبّي دعوةٍ ما له سَمْع

فقُل لمُبِينِ الخُسْرِ كيفَ رأيتَ مَا
أظَلَّكَ من دَوح الكنَهْبلِ يا فَقْع

وتلك بنو مروانَ نعلاً ذليلةً
لواطِىءِ أقدامٍ وأنتَ لها شِسْع

ولو سُرِقُوا أنسابَهم يومَ فخرِهم
ونَزْوَتِهِمْ ما جاز في مِثلها القَطع

لأجفَلَ إجفالاً كنَهورُ مُزْنِهِم
فلم يَبقَ إلاّ زِبْرِجٌ منه أو قِشع

أبا أحمدَ المحمودَ لا تكفرَنّ مَا
تقلّدتَ وليُشكَرْ لك المَنُّ والصُّنْع

هي الدولةُ البيضاءُ فالعفوُ والرّضَى
لمقتبلٍ عَفواً أو السيْفُ والنِّطع


ابن هاني الاندلسي

الحمدان 07-17-2024 07:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ألُؤلُؤٌ دَمْعُ هذا الغيْثِ أم نُقَطُ
ما كان أحْسنَنَهُ لو كان يُلتَقَطُ

بينَ السّحابِ وبينَ الريحِ مَلحمَةٌ
قعاقِعٌ وظُبىً في الجوِّ تُخْتَرَطُ

كأنّهُ ساخِطٌ يَرضى على عَجَلٍ
فما يدومُ رِضىً منه ولا سَخَط

أهْدى الرّبيعُ إلينا روضةً أُنُفاً
كما تَنَفّسَ عن كافورهِ السَّفَط

غمائمٌ في نواحي الجوِّ عاكفَةٌ
جَعْدٌ تَحَدَّرَ منها وابلٌ سَبِط

كأنّ تَهْتانَها في كُلِّ نَاحِيَةٍ
مَدٌّ من البحرِ يعلو ثم ينهبط

والبَرْقُ يَظهرُ في لألاءِ غُرَّتِهِ
قاضٍ من المُزْنِ في أحكامه شَطط

وللجَديدَينِ من طُولٍ ومِن قِصَرٍ
حَبْلانِ منُقَبضٌ عنّا ومُنبَسط

والأرْضُ تبسُطُ في خدِّ الثرى وَرَقاً
كما تُنَشَّرُ في حافاتها البُسُطُ

والرّيحُ تَبعَثُ أنفاساً مُعَطَّرَةً
مثلَ العبيرِ بماءِ الوَرد يختلطِ

كأنّمَا هي أنفاسُ المعِزِّ سَرَتْ
لا شُبْهَةٌ للنّدى فِيهَا ولا غَلَط

تاللّهِ لو كانتِ الأنْواءُ تُشْبِهُهُ
ما مَرَّ بُوسٌ على الدّنْيا ولا قَنَط

شَقّ الزمانُ لنا عن نورِ غُرّتِهِ
عن دولةٍ ما بها وَهْنٌ ولا سَقَط

حتى تسلَّطَ منْهُ في الورى مَلِكٌ
زينَتْ بدولتِهِ الأملاك والسُّلَط

يخْتَطُّ فوقَ النٌّجوم الزُّهْرِ مَنزِلَةً
لم يَدْنُ منها ولم يُقْرَنْ بها الخِطَط

إمامُ عدْلٍ وفَى في كلِّ ناحِيةٍ
كما قضَوْا في الإمامِ العدلِ واشترطوا

قد بانَ بالفضلِ عن ماضٍ ومُؤتَنِفٍ
كالعِقدِ عن طرَفَيْه يفضُلُ الوسَط

لا يغتدي فَرِحاً بالمالِ يجمعُهُ
ولا يبِيتُ بدُنْيا وهو مغتبط

لكنّهُ ضِدُّ ما ظَنَّ الحسُودُ بهِ
وفوقَ ما ينتهي غالٍ ومُنبسِط

يُزْري بفَيض بحارِ الأرض لو جُمعتْ
بنانُ راحتهِ المُغلَولِبُ الخَمِط

وجْهٌ بجَوْهَرِ ماء العرْشِ مُتّصِلٌ
عِرْقٌ بمحض صريحِ المجد مرتبط

شمسٌ من الحقّ مملوءٌ مطالِعُها
لا يهتَدي نحوها جَورٌ ولا شَطَط

يُرَوِّعُ الأُسْدَ منه في مكامنِها
سيْفٌ له بيمِينِ النّصْرِ مخترَط

خابتْ أُمّيةُ منه بالّذي طلبَتْ
كما يَخيبُ برأسِ الأقْرَعِ المُشُط

وحاولوا من حضيض الأرض إذ غضِبوا
كواكباً عن مرامي شأوِهَا شَحَطوا

هذا وقد فَرّقَ الفُرقانُ بينكما
بحيْثُ يفترِقُ الرِّضْوانُ والسَّخَط

الناسُ غيركُم العُرقوبُ في شَرفٍ
وأنْتُمُ حيْثُ حَلَّ التّاجُ والقُرُط

ولستُ أشكُو لنفْسي في مودَّتِكُم
لأنّكُمْ في فؤادي جِيرةٌ خُلُط

يا أفضلَ الناس من عُرْبٍ ومن عَجَمٍ
وآلِ أحمدَ إن شبّوا وإن شَمِطوا

لِيَهْنَكَ الفَتْحُ لا أنّي سمِعتُ بهِ
ولا على اللّهِ فيما شاءَ أشْتَرِط

لكن تفاءلْتُ والأقدارُ غالِبَةٌ
واللّهُ يَبْسُطُ آمالاً فتنبسِط

ولستُ أسألُ إلاّ حاجَةً بَلَغَتْ
سُؤلَ الإمام بها الرُّكّاضَةُ النُّشُط

من فوْقِ أدهَمَ لا يَجتازُ غايَتَهُ
نجمٌ من الأفُقِ الشمسيِّ منخرط

يَحْتَثُّهُ راكبٌ ضاقَتْ مذاهبُهُ
بادي التشحُّبِ في عُثْنُونِه شَمَط

إنّ الملوكَ إذا قِيسوا إليكَ معاً
فأنتَ من كثرةٍ بحرٌ وهم نُقَط


ابن هاني الاندلسي

الحمدان 07-17-2024 07:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تنبّأ المتنَبّي فيكُمُ عُصُرا
ولو رأى رأيكم في شعِره كفَرا

مهْلاً فلا المتنبّي بالنبيّ ولا
أعُدُّ أمثالَهُ في شعره السُّوَرا

تِهْتُمْ علينا بمرآه وعلَّكُمُ
لم تُدركوا منه لا عَيناً ولا أثَرا

هذا على أنّكُم لم تُنصِفوه ولا
أورثتموه حميدَ الذكر إن ذُكِرا

وَيْلُمِّهِ شاعراً أخمَلتْمُوه ولم
نَعلمْ له عندنَا قدْراً ولا خَطَرا

فقد حَمَلتُمْ عليهِ في قَصائِدِهِ
ما يُضْحِكُ الثَّقَلَينِ الجِنَّ والبشَرا

صَحَّفْتُمُ اللّفظَ والمعنى عليهِ معاً
في حالةٍ وزعمْتُمْ أنّه حَصَرا

إذ تُقسِمونَ بَرأسِ العَيرِ أنّكُمُ
شافَهْتُموهُ فهل شافَهتم الحَجَرا

فما يقولُ لنا القرطاسُ ويلكُمُ
إنّا نَرَى عِظَةً فيكُم ومُعتَبَرا

شعراً أحَطتُمْ بهِ عِلماً كأنّكُمُ
فاوضْتُمُ العِيرَ في فحواهُ والحُمُرا

فلو يُصِيخُ إليكم سمْعُ قائِلِهِ
ما باتَ يعمَلُ في تحبيرِه الفِكَرا

أريتموني مثالاً من روايتكم
كالأعجميِّ أتى لا يُفصِحُ الخَبرا

أصَمُّ أعْمى ولكنْي سهِرْتُ لهُ
حتى رددتُ إليهِ السمعَ والبصَرا

كانتْ معانيه ليلاً فامتعضْتُ لَهُ
حتى إذا ما بَهرنَ الشمسَ والقمرا

ضَجرتُمُ وأتانا من مَلامكُمُ
ومن معاريضِكُم ما يُشبهُ الضَّجَرا

تَتْرَى رسائلُكم فيه ورُسْلُكُمُ
إذا أتَتْ زُمَراً أردفْتُمُ زُمَرا

فلو رأى ما دهاني من كِتابِكُمُ
وما دها شِعْرَهُ منكم لما شَعُرا


ولو حَرصْتُم على إحياء مُهْجَتِهِ
كما حرَصْتُم على ديوانه نُشِرا
هَبُوا الكِتابَ رددْناهُ برُمَّتِهِ
فمن يرُدُّ لكُم أذهانَهُ أُخَرا

لئن أعدْتُ عليكمُ منْهُ ما ظَهَرا
فما أعَدْتُ عليكُمْ منْه ما استترا

أعَرْتُموني نفيساً منه في أدَمٍ
فمَن لكم أن تعاروا البحثَ والنظَرا


ابن هاني الاندلسي

الحمدان 07-17-2024 07:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صَدَقَ الفَناءُ وكذَبَ العُمُرُ
وجَل العِظاتُ وبالغَ النُّذُرُ

إنَا وفي آمَالِ أنفُسِنَا
طُولٌ وفي أعمارِنَا قِصَرُ

لنرى بأعيُننَا مصارعَنا
لو كانتِ الألْبابُ تعتبِرُ

ممّا دَهانَا أنّ حاضِرَنَا
أجفانُنَا والغائِبَ الفِكَرُ

فإذا تَدَبَّرْنَا جَوارِحَنا
فأَكَلُّهُنَّ العينُ والنّظَر

لو كانَ للألباب مُمتحِنٌ
ما عُدَّ منها السمعُ والبَصَرُ

أيُّ الحيَاةِ ألذُّ عِيشتَها
من بعد علمي أنّني بَشَر

خَرِسَتْ لَعَمْرُ اللّهِ ألسُنُنَا
لمّا تَكَلّمَ فوقَنا القَدَرُ

هل يَنفعَنّي عِزُّ ذي يَمنٍ
وحُجُولُه واليُمْنُ والغُرَر

ومَقاليَ المحمولُ شاردُهُ
ولسانيَ الصَّمصامةُ الذكَر

ها إنّها كأسٌ بَشعِتُ بهَا
لا مَلجَأٌ منْها ولا وَزَر

أفنتركُ الأيّامَ تفعلُ مَا
شاءَت ولا نَسطو فَنَنْتَصِر

هَلاّ بأيْدِينَا أسِنَّتُنَا
في حين نُقْدِمُها فتَشْتَجِر

فانبِذْ وشيجاً وارمِ ذا شُطَبٍ
لا البيَضُ نافعةٌ ولا السُّمُر

دنيا تُجمِّعُنا وأنْفُسُنا
شَذَرٌ على أحكامِها مَذَر

لو لم تُرِبْنا نابُ حادثها
إنّا نَراها كيفَ تأتَمِر
ما الدَّهرُ إلاّ ما تُحاذِرُهُ

هَفَوَاتُهُ وهَناتُه الكُبَر
واللّيْثُ لبدَتُه وساعِدُهُ

ودَرِيَّتَاهُ النّابُ والظُّفُر
في كلِّ يَوْمٍ تحتَ كَلكَلِهِ

تِرَةٌ جُبارٌ أوْ دَمٌ هَدَرُ
وهوَ المَخوفُ بَناتُ سَطوَتِه

لوْ كانَ يَعفوُ حينَ يَقْتَدِرُ
أقسَمْتُ لا يبقَى صَباحُ غَدٍ

مُتَبَلِّجٌ وأحَمُّ مُعتكِرُ
تَفنى النُّجومُ الزُّهرُ طالعةً

والنَّيِّرانِ الشّمسُ والقَمَرُ
ولئِنْ تَبَدّتْ في مَطالعِهِا

مَنُظومَةً فلَسَوْفَ تَنتثرُ
ولئن سرى الفلك المدار بها

فلسوف يسلمها وينفطر
أعَقيلةَ الملِكِ المُشَيِّعِها

هذا الثَّناءُ وهِذه الزُّمَرُ
شَهِدَ الغَمامُ وإن سقاكِ حَياً

أن الغمام إليك مفتقر
كم من يدٍ لك غير واحدة

لا الدَّمعُ يكفُرُها ولا المَطَرُ
ولقد نزَلْتِ بَنيَّةً علمتْ

ما قد طَوَتْهُ فَهْيَ تَفتَخرُ
تَغدو علَيها الشّمسُ بازِغَةً

فتَحِجُّ ناسِكَةً وتَعتَمِرُ
وتكادُ تذهَلُ عن مَطالِعها

مما تراوحها وتبتكر
فقفوا تضرج ثم أنفسنا

لا الصّافناتُ الجُردُ والعَكَرُ
سَفَحَتْ دِماءُ الدّارِعينَ بها

حتى كأنّ جُفونَهم ثُغَرُ
الهاتكِينَ بها الضُّلوعَ إذا

ما رَجّعوا الذّكرَاتِ أو زَفَروا
راحوا وقد نَضجتْ جوانحُهم

فيها قُلُوبَهُمُ وما شَعروا
وحَنَوا على جَمرٍ ضُلُوعَهمُ

فكأنّما أنفاسُهُمْ شَرَرُ
ويَكادُ فُولاذُ الحَديدِ معَ ال
مُهَجاتِ والعَبَراتِ يَبتَدِرُ

فكأنّما نامَتْ سُيوفُهُمُ
واستَيقَظَتْ من بعدِ ما وُتِرُوا

فتَقطّعتْ أغمادُها قِطَعاً
وأتَتْ إلَيهِمْ وهيَ تَعتَذِرُ

لم يَخلُ مَطلَعُها ولا أفَلَتْ
وبنو أبيها الأنجُمُ الزُّهُرُ

وبنَو عليٍّ لا يُقالُ لهم
صَبراً وهم أُسدُ الوَغى الضُّبُرُ

إنّ التي أخلَتْ عَرينَهُمُ
أضحَت بحيثُ الضّيغَمُ الهَصِر

من ذَلّلَ الدنيا ووطّدَهَا
حتى تلاقَى الشّاءُ والنَّمِر

بلغتْ مراداً من فدائِهِمُ
والأمُّ في الأبناء تُعتَقَر

تأتي الليالي دونَها ولها
في العُقْر مجدٌ ليس يَنعقر

أبقَتْ حديثاً من مآثِرِهَا
يَبقى وتَنْفَد قبلَه الصُّوَر

فإذا سَمعتَ بذِكرِ سُودَدِهَا
ليلاً أتاكَ الفجرُ يَنفجر

ولقد تكون ومن بدائعِها
حِكَمٌ ومن أيّامِها سِيَر

إنّا لَنُؤتَى من تَجارِبِهَا
عِلماً بما نأتي وما نَذَر

قسمَتْ على ابنَيْها مكارمَها
إنّ التراثَ المجْدُ لا البِدَر

حتى تولّتْ غيرَ عاتِبةٍ
لم يَبقَ في الدنيا لها وَطَر

من بعدِ ما ضُرِبَتْ بها مَثَلاً
قَحطانُ واستحيَتْ لها مُضَر

وإذا صَحِبْتَ العيشَ أوّلُهُ
صَفْوٌ فَهَيْنٌ بعده كَدر

وإذا انتَهَيتَ إلى مدَى أملٍ
دَرْكاً فيومٌ واحدٌ عُمُر

ولَخَيرُ عيشٍ أنتَ لابِسُهُ
عيشٌ جنى ثمراتِهِ الكِبَر

ولكُلِّ سابِقِ حلبةٍ أمَدٌ
ولكلِّ واردِ نهلَةٍ صَدَر

وحُدودُ تعميرِ المعمَّرِ أن
يسمو صُعوداً ثمّ ينحَدِر

والسيْفُ يبلى وهو صاعقةٌ
وتُنالُ منه الهامُ والقَصَر

والمرءُ كالظلِّ المديدِ ضُحىً
والفَيْءُ يَحسِرُهُ فينحسر

ولقد حلبْتُ الدّهرَ أشطُرَهُ
فالأعذَبانِ الصّابُ والصَّبِر

غَرَضٌ تَراماني الخُطوبُ فَذا
قوسٌ وذا سَهْمٌ وذا وَتَر

فجزِعتُ حتى ليسَ بي جَزَعٌ
وحَذِرتُ حتى ليس بي حَذَر


ابن هاني الاندلسي
العصر العباسي

الحمدان 07-17-2024 07:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
‏حُشاشةُ نفسٍ ودّعَت يوم ودّعوا
‏فلم أدرِ أيَّ الظاعنَينِ أُشيّعُ

‏أشاروا بتسليمٍ فجُدنا بأنفُسٍ
‏ تسيل من الآماقِ والسَمُّ أدمُعُ

‏حشايَ على جمرٍ ذكِيٍّ من الهوى
‏وعيناي في رَوضٍ من الحُسنِ ترتَعُ

‏ولو حُمّلَت صمُّ الجبالِ الذي بنا
‏غداةَ افترقنا أوشكَت تتصَدّعُ

.....

الحمدان 07-17-2024 07:36 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مــن ذا يـسمي نـفسه سـيداً؟
هـذي الـعصا لا غيرها السيدة

الـجـوع والـكِـرباج تـاريـخكم
هل غير هذين سوى المفسدة

لـكم غـدٌ… يـأتي ويمضي غدٌ
ومـــا تـكُـفُون عــن الـغـدغدة

البردوني

الحمدان 07-17-2024 08:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مَن يُعلمني نحواً وتَوريةً
تعال أخبِرْكَ ماذا يَصنع البَدلُ

لا تَحسبِ الأرضَ عن إنجابِها عَقِرت
مِن كُلِّ صَخرٍ سَيأتي لِلفِدا جَبَلُ

فالغصنُ يُنبتُ غصناً حين نَقطعه
والليلُ يُنجبُ صبحاً حين يَكتملُ

سَتمطر الأرضُ يَوماً رغم شِحّتِها
ومِن بطونِ المآسي يُولَدُ الأملُ

البردوني

الحمدان 07-17-2024 09:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فؤادي قد براه البين لما
تزلزل طوره يوم الرهان

تغربت الهياكل منذ ذابت
عوالمها بأجفان السنان

خفيت فلو أتاني البين وافى
فؤادا ضل في وصل الغوان

أنست بوحدتي ونسيت ألفي
ولم أدر مكاني على الزمان

أذاب الشوق مني كل عضو
فإني قد خفيت عن الزمان

فلو أني بكيت لقال تشكو
ولو أني سلوت لقال هان

ولو أني طلبت الوصل نادى
ألم أعلم بأنك في التفان

ولو أني جننت لقال غيضا
ألا مت بالمطامع والهوان

ولو أني فنيت لقال تيها
فإني فوق ما ترجو الأمان

أبيت سمير بين البين حتى
نحلت فلا أرى مما براني

نحرت لضيف طيفك نوم جفني
فسال دم الكرى مثل الجماني

وغاب الكل عن كلي فأنتم
هم كلي وأنتم ساتران

إذا ما قلت صل صبا تثنت
وقالت لا يراني إلا فان

أريد وصالكم والوصل عذب
وأنا لي وأنتم فرقدان


أبو الفيض الكتاني

الحمدان 07-17-2024 09:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
جعلتك دون النفس والأب والأم
وحبّي ودون الخال والأخ والعم

فيارب يا مولاي يا من تنزّهت
صفاتك عن شبه وكيف وعن كم

فكن لي وليا ناصرا مشفعا ولا
تكلني إلى نفسي وأرحم من أم

ومن كادني ربي فكده وعاد من
يعاد وفرج كرية الهم والغم


احمد الهيبه

الحمدان 07-17-2024 09:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الحبّ صال على بالي ببلبال
يا حبّ رفقا ببلبال على بالي

والعشق قطّع أوصالي وتيّمني
يا ليته ليته بالرفق أوصى لي

تلاعبت بي اشكال الغرام أسى
والعقل من شكله في حيّز الاشكال

ومن تلاعبه كأنني شغفا
للاسم خاتمة في حكم الافعال

فراحة القلب والمنام في دعة
والشوق والدمع في فيض وتهمال

بيت تشطر نصف للسلاة ولي
نصف فذاك لهم منه وهذا لي

إن سائل سال ما الهيام مختبرا
فلا أنا سائل ولست بالسال

لاحب غيلان خرقاء وميّته
ولا بكاء على رسم وأطلال

كلا ولا من لييلي العامريّة أو
جنون قيس بها في المنزل الخال

ولا هيام كثيّر بعزّة إذ
حيت له جملا من بين أجمال

ولا غرام جميل من بثينته
ومابها غص من قلب وخلخال

ولا ملاحة غزلان شدت لنا
من هؤليائكنّ السمر والضال

إني أسير الحجا لدى الحجازفيا
ليتي أسير إليه سير إرقال

لم يعذب العذب من بعد العذيب فيا
ماء العذيب انضح الأحشا بتهطال

وسل عن القلب سلعا إن مررت به
وهل بسلع يرى سال بتسئال

أو مل على أحد إن لم تجد أحداً
فشمّ تلقاه فيه منعم البال

أو مل على طيبة حتما تراه بها
يا برح شوقي ويا محط آمالي

ما أعذب الحب من بعد الهدو وما
أشهى تعاطيه ليلا مرخى الاذيال

نعم وأحلاه في ليل التمام إذا
ما أشرق البدر أو في لمعة الآل

هيهات ما طربي من حب غانية
ولا خدلجة وهيفاء مكسال

ولا مفلجة الثغر الشتيت ولا
دعج العيون ولا ركوب شملال

ونقطة الخال في الخد المليح فكم
من عاشق تيمته نقطة الخال

ولا الوقوف على ربع ولا طلل
وميس مغدودن في الحقف ميال

بل إنّني تائه في حب أحمد لا
ألوي على غيره وليس في بال

أنا مجلى أحبّة النبي ومن
سواي هو المصلي أو هو التال

عذّال أغريتم على محبّته
فأكثروا أو أقلّوا فيه عذّال

في حبّه ليس لي شكل يشاكلني
في حبه إنني معدوم الأشكال

كل الصبابة جزء من محبّته
بل إنما غيرها خيال تمثال

فلا محاسن إلا من محاسنه
ولا اشتياق ولا غرام إلالي

إن شئت فصل أو اجمل في مدائحه
يعيبك تفصيلها حصرا كالاجمال

فماض بيض مواضيه بنيّ على
فتح كما ألزموه آخر الحال

فلا صلالة تحدو في غياهبها
ولا حنادس ضليل وضلال

قل إنه مفرد في كل منقبة
ودع سوى ذاك من قيل ومن قال

فلا تقس بالنبي فاضلا علما
ولا تقس فضله بفضل مفضال

فقيمة الآل ليست كالعباب ولا
في جمل العد قيس الشين بالدال

لو بالغ المادحون في مدائحه
فخرا لما زيد في مجد وأفضال

كالشمس لو بالغوا في ضوء طلعتها
ما ازداد ضوء الضحى منها والآصال

ولاجرى في العلى والارتقا مثل
إلا له مثل من بين الأمثال

روح الوجود وباب اللّه خيرته
بين العوالم تاج هام الارسال

محمّدا سر كل الكون منبعه
ببابكم قد حططت عبء أثقال

محمّديّ الهوى والحال يشهد لي
وأصدق الشهداء شاهد الحال

أغث أغث يا رسول الله عبدك يا
من فوق كل مقام عرشه عال

حاشاك أن تدع الجاني العبيد سدى
حاشاك في زاويات حاش الاهمال

يراك جنّته في كل نازلة
وحصنه من أذى جميع الأهوال

هول الحياة وأهوال الممات وما
بعد الممات من أهوال وأوجال

تمرّ بردا علينا لا نساء بها
ونحن في دعة وبشر إقبال

ولا يحطّ لنا قدر ولا رتب
ووالنا بالأماني إنك الوالي

أنت الغياث أغث أنت الغياث أغث
وفرج الكرب إني ضاقت أحوالي

الله الله فينا فارعه أبدا
والمسلمين وداركنا بإعجال

يا من تردّى بعز الكبرياء ويا
ربا تعاظم في قهر وإجلال

يا من يجيب دعاء من دعاه ويا
من أمره بين حرفي كن أيا وال

فكن إلهي لمنشيها ومنشدها
ولتقض حاجهما ربي بتسهال

وأذن لأحمد في قضا حوائجنا
وما نؤمل من منى وآمال

عليه مني صلاة لا انتهاء لها
أرضى صلاة له والصحب والآل

قد شفعت بسلام كامل عطر
ولا يسام بتحديد وإكمال


احمد الهيبه

الحمدان 07-17-2024 09:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إن عيني من تذكر خود
صرفتني للحب عما أريد

لصباها تردّ صاحب شيب
ويشيب الصغير منه الوليد

وصفها حار فيه بل عنه حسنا
عجز الشاعر البليغ المجيد

جرتا بالدموع حتى رماني
وله دائم وحزن شديد

وطويل ووافر كبهاها
وبسيط وكامل ومديد

فلهذا تلاطمت وسط لبي
أبحر الحب والغرام يزيد

طارف حبها ومنها تليد
إنما الحب طارف وتليد

إن أبادت تلك المليحة لبي
فغرامي من حبها لا يبيد


احمد الهيبه

الحمدان 07-17-2024 09:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ظباء شموس صائدات ذوي النهى
متيمهن اليوم هو المتيّم

تجمع فيهنّ الهوى فاتخذته
شراكا لأرباب الهوى حيثماهم

تنازعن أياما مضت عند مغرم
وياليث شعري هل درى قط مغرم

فما ربة الأهواء والحسن والجوى
وما الحاكم القاضي لنا المتحكم

فقال لهن الحكم في الحب ظاهر
ولكنني في الشغل لا أتكلّم

فجئن لقاضي الحب بعد تشاجر
وقلن له يا قاضي أنت المحكم

فقال ألا إني ببيت لفاطم
حكمت كما أني بما قال أحكم

إذا صرصر البازي فلا ديك صارخ
ولا فاخت في أيكه يترنّم


أحمد الهيبه

الحمدان 07-17-2024 09:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
من ذكر حيّ مضى في سالف الزمن
سقمت يا قلب حتى صرت كالزمن

بليت حتى بليت من تذكّره
وازددت حزنا على ما كان من حزن

والناس جاهلة ما فيك من شغف
والعين باكية وأنت في شجن

أبكى عليه ودمع العين منسكب
حتى قلقت من الأحزان والمحن

أبكي عليه بكاء من تذكره
بكاء ولهته في حالك الدّجن

تبكي عليه بكاء زادني شغفا
وقلقت منه أحشائي وقرّقني

دع الوقوف على ديّاره وعلى
أطلاله وعلى دوارس الدمن

وخل عنك الطوال والبكاء بها
فليس ينفع مسكون بلا سكن

واقصد مدائح قطب حاذق لبق
ينسيك للأهل والأحباب والوطن

سمح لبيب تقيّ عالمٌ بطل
حبرٌ تقيّ بحبل الشرع مقترن

بحرٌ اشمّ شميمٌ طاهر علمٌ
قطب سخيّ وفيّ زاهد فطن

فخاض بحر العلى منذ الصبا وعلا
على الذي قد علا في البدو والمدن

وخاض بحر الهدى وللطّغاة هدى
كلا وخاض بحار الحق بالسفن

فمثلكم لم يكن هنا وليس يرى
فيما مضى أبدا في سالف الزمن

وإن يكن فيه يا ماء العيون فلم
تبصره عيني ولم تسمع به أذني

فمن أيا ماء عيني للأناس متى
ما حلّ ضيمٌ ومن للداء في البدن

ومن لهم عندما حلّت بهم إزمٌ
ومن لهم عند دفع الظالم الدخن

ومن لهم من لهم فيما يحلّ بهم
سواك يا ملجئي في السر والعلن

فأنت إذ ذاك تنجيهم وتنقدهم
من المضرّة والظلام والفتن

طليق وجه لدى انسكاب راحته
كأنه البرق في انسكاب ما المزن

بدر منير كأنّ الضوء منتشر
والبدر مقتبس من وجهه الحسن

له يدان يد مبسوطة أبدا
على الورى ويد تزيل للمحن

للّه للّه ما للناس من نعم
أسدى جميعا وما يزيل من درن

عن القلوب وما عن الرسول حوى
من العلوم وما أحيا من السنن

الطاهر الحسن ابن الطاهر الحسن
ابن الطاهر الحسن ابن الطاهر الحسن

والواهب المنن ابن الواهب المنن
ابن الواهب المنن ابن الواهب المنن

فمثلكم في الورى يا خير كل فتى
ما كان قط وحتّى الآن لم يكن

مدحتكم ولقد يكلّ مدحكم
حمل القراطيس والأقلام واللسن

لكن أتيت بقول قلّ يا أملي
ورب قول قليل جاد بالحسن

أتيت ملتجئا لباب فضلكم
من الذنوب فقد قادتني بالرسن

اريد أن يغمرني الفضل من ملك
رب رحيم عن الأعمال هو غنّي

صلى الاله على المختار ما سجعت
حمامةٌ أو بكى طير على فنن


احمد الهيبه

الحمدان 07-17-2024 09:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ليت الزمان على الثلاثة موقف
حيث انتهت هذي لذي يتنقّل

برح الصبابة ماله من شائب
إلا بما باللب منا يفعل

أو غادة غصنيّة دعصيّة
صبحيّة والليل منها أليل

أو أهل ودّ إن قصدت بمقول
بعدا فما للقول من يستشكل

هذا يئنّ وذا يغرّد منشدا
شعرا وهذا منصت يتململ


احمد الهيبه


الساعة الآن 05:03 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية