منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-18-2024 04:37 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لعلَّ الهوى إنْ أنتَ حيَّيْتَ منزِلاً
بأكبادَ مُرتدٌّ عليكَ عقابِلُهْ

محتْهُ الرياحُ الهُوجُ يَحْننَّ بالحصى
ونَوءُ الثريّا الجَودُ منهُ ووابلُهْ

عفا غيرَ أُخدودَيْنِ جَرَّ عليهِما
جدى كلِّ دَلْوِيٍّ تُجَنُّ أصائلُهْ

فلمّا سألتُ الرَّبْعَ أينَ تيمَّمَتْ
نوى الحيّ لم ينطقْ وضُلِّلَ سائلُهْ

وكنتُ إذا خُبِّرْتُ أنَّ مُكَلَّفاً
بكى أو تَعنّاهُ عِدادٌ يُماطلُهْ

منَ الحُبِّ زَرَّفتُ المُحبَّ فقد بكا
فؤادي حتى أسلمتْهُ عواذلُهْ

كأنَّ فؤادي طائرٌ في حِبالةٍ

رأى غيَّهُ لمّا اعْتفَتْهُ حبائلُهْ
عشيّةَ رَدَّ الحيُّ بُزْلاً يَزِينُها

تمامٌ ونَيٌّ طارَ عنهُ خمائلُهْ
عقائلُ ما منهنَّ إلاّ عَدَبَّسٌ

ذرى شوكُهُ أو فاطرُ النابِ باقلُهْ
ومرْتٍ إذا أمسى بهِ القومُ أعظمَتْ

مَخاقَتَهمْ أهوالُهُ وغوائلُهْ
تأوّلتُ آياتٍ بهِ ورمَيْنَهُ

بمِردى سِفارٍ ابنُ عامَيْنِ بازلُهْ
بأتلعَ فَعْمِ المنكبَيْنِ تقابلَتْ

عليهِ المهارى أروعُ القلبِ جاهلُهْ
إذا قلتُ جاهٍ لَجَّ حتى يرُدَّهُ

مِراسٌ ومكِيٌّ تأوَّبَ جادِلُهْ
كأنّي ورَحلي فوقَ جأبٍ خلا لهُ

وإلفَيْهِ جَنْبا صارةٍ فجُلاجِلُهْ
رِباعٍ نفى عنها وعنهُ جِحاشَها

فما هنَّ إلاّ مُلْمِعاتٍ قَتائلُهْ
شهورَ الندى حتى إذا هاجَ ناصلٌ

عليهِ ورامَتْهُ بصُرْمِ حَلائلُهْ
غدا في ثلاثٍ مُرْبِعاً لاحقَ الحشا

إذا هو أمسى راجعَتْهُ أفاكِلُهْ
فظلَّ بآرامَ النُّوَيْرِ كأنّهُ

رَبِيئةُ قومٍ خائفُ القلبِ واجلُهْ
فلمّا رأيْنَ الليلَ جِنْحاً وقدْ بدا

لها ولهُ الأمرُ الذي هو فاعلُهْ
تيمَّمَ عَيناً من أُثالَ رَوِيّةً

عليها أخو بِيدٍ شديدٍ خصائلُهْ
يُعَشِّرُ في تَقريبِهِ وإذا انتحى

عليهنَّ من قُفٍّ أرنَتْ جَنادلُهْ
وأوقدْنَ نيرانَ الحُباحِبِ والتقى

حصىً يتراقى بينهنَّ ولاوِلُهْ
إذا قلنَ كلاّ قالَ والنَّقْعُ ساطعٌ

بلى وهْوَ واهٍ بالجِراءِ أباجلُهْ
وإنْ أسهلَ اسْتَتْلَيْنَ نَقعاً كأنّهُ

شَماطيطُ كتّانٍ تطيرُ رَعابلُهْ
فأوردَها والليلُ نَصفانُ بعدَما

علاها حميمٌ ما رعَتْهُ شُلاشِلُهْ
يرَيْنَ نجومَ الليلِ فيها كأنّها

مصابيحُ مِحرابٍ تُذَكّى قنادلُهْ
وفي الجانبِ الأدنى الذي ليس ضربةً

برمحٍ بلى حَرّانُ زُرقٌ مَعابلُهْ
مُطِلٌّ بمَنحاةٍ لهُ في شِمالِهِ

رَنينٌ إذا ما حرَّكتْها أناملُهْ
فَصَوَّبْنَ أعناناً وأدنَيْنَ أذرُعاً

إليهنَّ والجَرْع انتهازاً تُداخلُهْ
رمى العَيرُ أذْناهُ على الفُقْرةِ التي

تَليهِ وأدنى النَّجْبِ منهُ مَقاتلُهْ
فمَرَّ تُحَيْتَ المَرفقَيْنِ وصدَّهُ

عنِ الجَوفِ إنْ لمْ يلقَ حتفاً يُعاجلُهْ
فيا لكَ إخطاءً ويا لكَ جَولةً

ويا لكَ شدّاً يَعْبِطُ الأكْمَ وابِلُهْ

كما انقضَّ دَرِيٌّ على مُتَعَفْرِتٍ
رجيمٍ تَدرَّى وحيَ سمعٍ يُخائلُهْ

أذلكَ أمْ ذَبُّ الرِّيادِ خلا لهُ
لوىً وكثيبٌ مُزْبَئِرٌّ خمائلُهْ

رعى الخَطراتِ الحُوَّ فرْداً كأنّهُ
حسامٌ جلا أطباعَ مَتْنَيْهِ صاقِلُهْ

طَباهُ عنِ الأُلاّفِ أيامُ سَلوةٍ
يُناطحُ فيها ظِلَّهُ ويُخائِلُهْ

إذا رَيْدَةٌ من حيثُ ما نفحَتْ لهُ
أتاهُ برَيّاها خليلٌ يُواصلُهْ

غدا والندى يَنصبُّ عنهُ كأنّهُ
فريدُ العذارى ضيَّعَ السِّلْكَ ناصِلُهْ


ابو حيه النميري

الحمدان 07-18-2024 04:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا بنَ الأكارمِ يا وليدُ ألستُمُ
أهلَ الغِنى قِدْماً وطِيبَ العُنصرِ

إنّي أتيتُكَ من شَراءَ وبِيشةٍ
ومنَ العقيقِ ومن جنوبِ مُحَجَّرِ

تغلو بيَ القَفراتِ ذاتُ عُلالةٍ
بعدَ الكلالِ وبعدَ خلْقٍ دَوسرِ

جادَ الربيعُ لها بفَيدٍ وأُرسلتْ
في عازبٍ غَرِدِ الذبابِ مُنوِّرِ

بدأتْ وإنَّ أثارةً ملمومةً
لعلى مَحالتِها كخِدرِ المُعْصِرِ

حتى إذا طرحَتْ نَسيلاً جافلاً
عنها وقدْ جزأَتْ ثلاثةَ أشهرِ

راحتْ تَقَلْقَلُ من زَرُودَ فأصبحتْ
بالبطنِ ذا قِنَةٍ خَفوقَ المِشْفرِ

كلّفتُها رَحلي إليكَ وإنّما
ترجو نوافلَ سَيبِكَ المُتحضِّرِ

مرّتْ على قصرِ المقاتلِ بعدَما
كربَتْ ظَهيرتُها ولمّا تُظهِرِ

فتزاوَرَتْ منهُ كأنَّ بدَفِّها
هِرّاً يُشَبِّثُ ضَبعَها بالأظفُرِ

وأتتْ على البَردانِ وهْيَ مُدِلّةٌ
عَجْلى اليدَيْنِ متى أزَعْها تَخْطِرِ

حتى أتتْكَ وقدْ رمتْ بحَنينِها
ومشتْ على بخْصِ اليدَينِ الأحمرِ

آلتْ إذا ما حُلَّ عنها رَحلُها
جُعلتْ تُضيفُ منَ الغرابِ الأعورِ

إنَّ الوليدَ جرى المئينَ مُبَرِّزاً
وصفَتْ يداهُ بنائلٍ لمْ يَنزُرِ

وأشارتِ الأيدي إليهِ بحِلمِهِ
والحزمِ حينَ أطاقَ حملَ المئزرِ

حتى إذا لبسَ العِطافَ تفرّجَتْ
حلَقُ المجالسِ عنْ أغرَّ مُشهَّرِ

أعطى الجزيلَ وسادَ حينَ مضتْ
سبعٌ وبعضُ لِداتِهِ لم يَثغَرِ

وغدا وراحَ إلى الأمورِ بحَزمِهِ
وبأمرِ مُطَّلِع الحِمالة مِجْشَرِ


ابو حيه النميري

الحمدان 07-18-2024 04:38 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أشاقَتْكَ أظعانٌ دعَتْهنَّ نِيّةٌ
يُوَطِّنُ شِعْباها الحزينَ على الهجرِ

ظعائنُ طَلاّبٍ ثرى الغيثِ قلَّما
يُساعفْنَ إلاّ أنْ يُناسِمْنَ عن عُفْرِ

رعَيْنَ القرارَ الحُوَّ حتى إذا ارتمَتْ
بنَبْلِ السَّفى أعرافَ غُوريّةٍ كُدْرِ

وجاءَتْ روايا الحيِّ من كلِّ مُسْمِلٍ
بطَرْقٍ كماءِ الفظِّ من نُطَفٍ صُفْرِ

بقيّةُ أسْمالٍ زَواهُنَّ كوكبٌ
مقَفٍّ ترى الحرباءَ في آلِهِ يجري

ورُدّتْ جِمالُ الحيِّ كُلْفاً تطايرَتْ
عقائقُهُنَّ الغُبْسُ عن نُقَبٍ شُقْرِ

بما اسْتُوجِرَتْ من كل وادٍ مربةً
مصابَ الثريا كلُ ناشئةٍ بكرِ

فعرضنَ واندَحَّتْ كُلاهُنَّ بعدَما
طواهُنَّ إحناقُ المُسَدَّمةِ الذُّفْرِ

كأنَّ عصيمَ الورسِ منهنَّ جاسِداً
بما سالَ من غِربانِهنَّ منَ الخُطْرِ

وزَمَّ القِيانُ التُّلْدُ كلّ مُلَهَّثٍ
مُدالِقَ لَحْيَيْ لا مُذَكٍّ ولا بَكْرِ

لأحداجِ بِيضٍ كالدمى كلِّ بادنٍ
رَداحٍ تَهادى المشيَ شِبراً إلى شِبرِ

إذا قُمنَ لم ينهضْنَ إلاّ قصيرةً
خُطاهنَّ ممّا يتَّقِينَ منَ البُهْرِ

وعالَيْنَ أحداجاً لهنَّ كأنّما
عُلِينَ بنُوّارِ المُكَلَّلَةِ القَفرِ

على كلِّ قَيْنِيٍّ يُغاليهِ صهوةٌ
مُشرَّفةُ الأعلى مُداخلَةُ الأسرِ

دخلْنَ العلالِيَّ التي عملتْ لها
أكُفٌّ أتَتْها عن يمينٍ وعن يَسْرِ

ولدَّدْنَ للأصعادِ أعناقَ ولَّهٍ
إلى كلِّ وادٍ لا أُجاجٍ ولا بَثْرِ

لهُ أرجٌ من طِيبِ ما تلتقي بهِ
لأينَعَ يندى من أراكٍ ومن سِدرِ

كأنَّ القطوعَ العبقريّةَ نُشِّرَتْ
أسِرّةُ مُلْتَجٍّ حدائقُهُ خُضرِ

ويومٍ من الأيامِ قصَّرتُ طولَهُ
بقانيةِ الأطرافِ ذاتِ حشاً ضَمرِ

لها كفَلٌ لأياً إذا ما تدافعَتْ
بهِ قامَ جُهداً من ذَنوبٍ ومن خصرِ

كما هزَّ عَيْدانيّةً مَعْجُ رَيْدَةٍ
جَنوبٍ بلا معجٍ شديدٍ ولا فَتْرِ

ولم أنسَ من سلمى وسلمى بخيلةٌ
ودائعَ أدناهُنَّ مُذْ حِجَجٍ عشرِ

ولا قَولَها والقومُ قد أشرفَتْ لهمْ
عيونٌ كحرِّ الجمرِ ظاهرةِ الغِمرِ

تعلَّمْ بأنَّ القومَ تغلي صدورُهمْ
عليكَ فكنْ مما تخافُ على حِذْرِ

فقلتُ لها لا بَرْءَ منكِ ولا هوىً
سواكِ ولا دَمُّوا بمُهجتِهِ نَجْري

لوَ انَّ سِباعَ الأرضِ دونَكِ أصبحتْ
على كلِّ فجٍّ من أُسودٍ ومن نَمْرِ

رباضاً على أشبالِها لقطعتُها
إليكِ بسيفي أو هلكتُ فلا أدري

وقائلةٍ قالتْ ألستِ براحلٍ
ألستَ ترى ما قد أُصيبَ من الوَفْرِ

أغِثْ منْ أميرِ المؤمنينَ بنفحةٍ
عيالَكَ تُبْلِتْ في صنائعِها الوُفْرِ

فقلتُ لها ذاكِ الذي ينتحي بهِ
نهاري وليلي كلّ نائبةٍ صدري

لعَمرُكَ إذْ ما قلتُ ما أنا بالذي
أصونُ المطايا قد علمتِ من السَّفْرِ

ولا يَثقُلُ الليلُ البهيمُ إذا دجا
عليَّ إذا ما أثقلَ الليلُ من يَسري

وكنتُ إذا ما الهمُّ أطلقَ رحلَهُ
إليَّ فقالَ ارحلْ شددْتُ لهُ أزري

وحمّلتُهُ أصلابَ خُوصٍ كأنّها
قَنا الشَّوْحَطِ المُعوجِّ من قلقِ الضُّمْرِ

يَؤمُّ بها المَوماةَ زَولٌ كأنَّهمُ
فِرِنْدِيّةُ القضبانِ ظاهرةُ الأُثْرِ

ألا يا بنَ خيرِ الناسِ إلاّ محمدا
صَنيعاً وأولى الناسِ بالحمدِ والأجرِ

أتيناكَ من نجدٍ على قَطَرِيّةٍ
لوى حلَقاً قُدّامَ أعيُنِها المُبْري

موائِرُ أعضادٍ مَغالي مَفازةٍ
سِباط الذِّفاري لا جِعادٍ ولا زُعْرِ

بدأْنَ وتحتَ المَيسِ منهنَّ عاتقٌ
أتارةُ أعوامٍ وهَبْرٌ على هبرِ

فجاءتْ وممّا أُنعلَتْ حَفَياتُها
خِذامٌ بأرْساغِ المُهَلَّلَةِ الدُّبْرِ

فما أدركتْنا يا بنَ مروانَ دونَكمْ
صلاةٌ لأُولى في مُناخٍ ولا فجرِ

ولا هيَ إلاّ وَقعةٌ كلّما الْتظى
أُوارُ الحصى في كلِّ هاجرةٍ وغْرِ

وتَحليلٍ شُعْثٍ غَوَّروا رفعوا لهمْ
بناءً بنَوهُ فوقَ ظُفْرٍ على ظُفرِ

إذا استَنْشَصَتْهُ الريحُ أو رسبَتْ لهُ
علينا القُوى ضربَ الحبالةِ بالنَّسْرِ

تراهُ سماءً بينَ حَيلَيْنِ ما لهُ
سوى ذاكَ ظِلٌّ من كِفاءٍ ولا سِترِ

إذا البارحُ الحامي الوَديقةِ لفَّهُ
علينا ترى مُسْتَكْشِماً أشَرَ المُهْرِ


ابو حيه النميري

الحمدان 07-18-2024 04:39 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قِفا حَيِّيا الأطلالَ من مَسقِطِ اللِّوى
وهلْ في تحيّاتِ الرسومِ جَداءُ

وماذا تُحيِّي من رسومٍ تَبدَّلتْ
شعوبُ النَّوى عنها وهنَّ قَواءُ

علاهُنَّ بعدَ الحيِّ كلُّ مُجَلجلٍ
مَحاهُنَّ تيّارٌ لهُ وغُثاءُ

وأقفرَ وادِيهِنَّ واحتفَرَتْ بهِ
ماكنسُ عِينٍ باقرٌ وظِباءُ

فشاقَكَ ممّا أحْرثَ الحيَّ منزلٌ
رُكامُ الحصى والمجْنَحاتُ خلاءُ

ورَبعٌ بأعلى ذي الجِذاةِ كأنّما
على مَتنِهِ منْ حضرَمَوتَ رداءُ

إذا انغمستْ أولى النجومِ تلعَّبتْ
بهِ قصَباتٌ مُزنُهُنَّ رَواءُ

كأنَّ لم يُرى فيهِ الجميعُ ولم تَصِحْ
بهمْ نيّةٌ تُغري الديارَ جَلاءُ

بلى ثمَّ أجْلَتْ نيّةٌ ليسَ بعدَها
لرَيّا ولا أمِّ البنينَ لقاءُ

تذكَّرتُ عصراً قد مضى وصِحابةً
ولم تكُ عمّا قدْ ذكرتُ عَداءُ

لياليَ تنْآها ولو شئتَ زُرتَها
وكيفَ معَ الواشي المُطِلِّ تشاءُ

إليكَ ابنَ عَتابٍ رحَلْنا وساقَنا
منَ الغَورِ جدْبٌ مُوصَدٌ وعِداءُ

وعامٌ كحدِّ السيفِ أمّا ربيعُهُ
فنحْرٌ وأمّا قَيظُهُ ففناءُ

بمُعْصَوْصِياتِ السَّبْرِ صُعْرٍ من البُرى
خواضعُ أدنى سيرِهنَّ نَجاءُ

إذا ما فلاةُ الخِمسِ أضحتْ كأنَّها
مُنَطَّقةٌ أعلامُهنَّ مُلاءُ

قطعْنَ فلاةَ الخِمسِ لمّا لقِينَها
غِشاشاً ولم يُرقَبْ أنىً وَضَحاءُ

مُضَبّرةَ الأصلابِ في ثَفِناتِها
زُلوجٌ وفي أعضادِهنَّ عَداءُ

وكمْ قدْ تركْنا من مُعَرِّسِ ساعةٍ
بهِ لحديدِ المِرفقَيْنِ عُواءُ

أصابَ طَلىً من حشْرَةٍ جاءَ فوقَهُ
منَ الماءِ والغِرْسِ والفَضيضِ غطاءُ

جرى بينَ حاذَيْ عَنْتَرِيسٍ تَراغبَتْ
على الرَّحْلِ منها جُفْرةٌ وبناءُ

يزُرنَ ابنَ عَتّابٍ ويرجونَ فِعلَهُ
إذا حانَ من حاجاتِهنَّ قضاءُ

يزَرْنَ جَنابيّاً أغَرَّ كأنّهُ
سَنا البدرِ فيهِ للظلامِ جِلاءُ

وجدْنا قِراكُمْ في حِياضٍ رَغيبةٍ
وهنَّ على رَغْبٍ بهنَّ مِلاءُ

بَناهُنَّ عَتّابٌ وأوصاكَ بعدَهُ
بهنَّ فلمْ يُهدمْ لهنَّ بناءُ

عَلالِيُّ مِنْ سعيِ الأصمِّ بن مالكٍ
وكلُّ الذي أسدى الأصمُّ سَناءُ

إذا ضِيمَ قومٌ أو أقرُّوا ظَلامةً
نفى الضيمَ عنكمْ عزّةٌ وإباءُ

وقمتُمْ بأسيافٍ حِدادٍ وألسُنٍ
طِوالٍ وأرماحٍ بهنَّ دماءُ

وما قادَكمْ يوماً منَ الناسِ معشَرٌ
وما زالَ فيكمْ قائدٌ ولِواءُ

إذا سارَ قومٌ للعُلى سرْتَ فوقَهمْ
إلى شُرُفاتٍ ما بهنَّ خَفاءُ

بلغْتٌمْ نجومَ الليلِ فضلاً وعزّةً
ومجداً فأنتمْ والنجومُ سَواءُ


ابو حيه النميري
العصر العباسي

الحمدان 07-18-2024 04:50 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وقد أبرزت مني الحروبُ مُجَرِّباً
صليباً على وَقع الحروب مُشَيّعا

جموحاً إذا لم أرض شيئاً تركتُه
صبوراً إذا ما لم أجد لي مَجزعا

وما سَوَّلَت نفسي لي السلم إذ بَدَت
نَواجِذُها يَقطُرنَ سُمّاً مسلّعا

ولا كنتُ مِمَّن أَرَّثَ الشَرَّ بينهم
ولا حين جَدَّ الجِدُّ مِمَّن تَخَشَّعا

وليس أخو الحرب المضرَّةِ بالذي
إذا ضغمتهُ جاء للسلم أخضَعا

ولكن أخوها كلُّ شاكٍ سلاحه
إذا حملته فوق حالٍ تشجَّعا

وإن التقى خير المتاع فإنما
نصيب الفتى من ماله ما تمتَّعا


زيادة بن زيد العذري

الحمدان 07-18-2024 04:50 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تذكر عن شَحطٍ أُمَيمَةَ فارعَوَى
لها بعد إكثارٍ وطولِ نحِيبِ

وإن أمرأً قد جَرَّب الدهرَ لم يَخَف
تَقلُّبَ عَصرَيهِ لغيرُ لَبيبِ

هل الدهرُ والأيامُ إلا كما تَرَى
رزيئةُ مالٍ أو فراقُ حَبيبِ

وكلُّ الذي يأتي فأنتَ نسيبُهُ
ولستَ لشيءٍ ذاهبٍ بنسيبِ

وليس بعيداً كُلُّ آت كمقبلٍ
ولا ما مضى من مفرح بقريب

ولا تَيأَسَنَّ الدَهرَ مِنّ حُبِّ كاشِحٍ
ولا تأمَنَنَّ الدَهر صرمَ حبيبِ

لعمريَ ما شتمي لكم إن شتمتكُم
بِسِرٍّ ولا مَشيي لكم بِدَبيبِ

ولا ودُّكُم عندي بعِلقِ مِضِنَّةٍ
ولا قَذعُكُم عندي بحدِّ مهيبِ

إذا ما تَقَسَّمتُم تُراثَ أبيكُمُ
فلا تقربوني قد شَفَهتُ نصيبي


زيادة بن زيد العذري
العصر الاموي

الحمدان 07-18-2024 04:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا حناناً كَيَدِ الآسي الرؤومِ
وشُعاعاً يُشتَهى بعد الغُيومِ

أنا في بُعدِكَ مفقودُ الهُدَى
ضَائعٌ أعشو إلى نورٍ كريمِ

أشتري الأحلامَ في سُوق المُنى
وأبيعُ العُمرَ في سُوق الهُمومِ

لا تقل لي في غدٍ موعدُنا
فالغدُ الموعُودُ ناءٍ كالنجومِ

إبراهيم ناجي

الحمدان 07-18-2024 04:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَالدَمعُ سَيلٌ مَتى عَلَّيتَ جَريَتَهُ
أَبى الرُجوعَ وَإِن صَوَّبتَهُ اِندَفَعا

تَنَكَّرَ العَيشُ حَتّى صارَ أَكدَرُهُ
يَأتي نِظاماً وَيَأتي صَفوُهُ لُمَعا

وَآنَسَت مِن خُطوبِ الدَهرِ كَثرَتُها
فَلَيسَ يُرتاعُ مِن خَطبٍ إِذا طَلَعا

البحتري

الحمدان 07-18-2024 04:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَمَا زِلْنَا نَلُومُ عَلَى ذَوِينا
وَنُهْدِي اْلاعتِذَارَ إلى بَنِينا

وَلَوْ مِتْنا وَقِيلَ لنا اْسْتَعِيدُوا
حَيَاتَكُمُ القَدِيمَةَ ما رَضِينا

كَأَنَّا عَابِرُونَ عَلَى سِراطٍ
إذا جُزْنَا فَلَسْنَا عَائِدِينا

تميم البرغوثي

الحمدان 07-18-2024 08:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لِمَنْ تَجمعُ الُّرومُ أبطالها
وتحملُ للحربِ أثقالَها

أللجاعِلينَ نُفوسَ العبادِ
وَدائِعَ يَقْضونَ آجالَها

إذا استعجلوها ببيضِ الظُّبَى
فلن يملكَ القومُ إمهالَها

جُنودٌ تُقدِّمُ أرواحَها
وتَبذلُ في اللهِ أموالَها

لئن جاوزَتْ غايةَ العاملين
لقد بَارَكَ اللهُ أعمالها

وَمَنْ مِثلُ عُثمَانَ يَرْعَى النُّفوسَ
إذا آدَها الأمرُ أو عَالَها

كثيرُ النَّوالِ رَحِيبُ المجالِ
إذا رَامَ مَنزلةً نالَها

أبا بكرٍ اخْترتَ أبقى الثراء
وجَنَّبتَ نَفْسَكَ بَلبالَها

تَمنَّيتَها نِعمةً سمحةً
فألبَسَكَ اللَّهُ سِرْبَالَها

وإنّ لِصحبِكَ في الباذلين
مَناقِبَ نُدمِنُ إجلالَهَا

ألحَّ النِّساءُ على حَلْيهِنّ
وأقبلنَ في ضَجّةٍ يا لها

نَبِيَّ الهُدَى أتُلِمُّ الحقوقَ
فنأبَى ونُؤثِرُ إهمالَها

وتذهبُ منّا ذَواتُ الحِجالِ
تُجرجِرُ في الحيِّ أذيالَها

لقد طافَ طائِفُها بالفتاةِ
فأرَّقها ما عَنَا آلها

فما أمسكَ البُخلُ دُمْلُوجَها
ولا مَلَكَ الحِرصُ خلخَالَها

مشَى الجحفلُ الضَّخمُ في جحفلٍ
يُحِب الحُروبَ وأهوالَها

وخافَ من الحرِّ أهلُ النِّفاقِ
فقالوا البيوتَ وأظلالَها

وأهْلَكَهُمْ شَيْخُ أشياخِهم
بِشَنعاءِ يَأثَمُ مَن قَالها

بَني الأصفر استبِقوا للوغى
وخَلُّوا النُّفوسَ وآمالها

وقفتم من الرُّعبِ ما تُقدمون
وما هَاجتِ الحربُ أغوالَها

فكيف بكم بَيْن أنْيَابِها
إذا جَمَع اللَّهُ آكالَها

رأى عُمَرٌ رأيَهُ في الرَّحيلِ
فلا تُكْثِرِ الرُّومُ أوجالَها

لهم دَونَ مَهلكِهمْ مُدّةٌ
مِنَ الدّهرِ يَقضونَ أحوالَها

تَبوكُ اشْهَدِي نَزَواتِ الذّئاب
وحَيِّ الأسودَ وأشبالها

أما يَنبغِي لكِ أن تَعرفِي
شُيوخَ الحُروبِ وأطفالها

هي المِلَّةُ الحقُّ لن تَستكين
ولن يدَعَ السَّيفُ أقتَالَها

رأتْ ملّةَ الكُفرِ تغزو النُّفوس
فجاءَتْ تُمزِّقُ أوصالَها

لها من ذويها حُماةٌ شِداد
يُبيدونَ مَن رامَ إذلالَها

فلن يَعرِفَ النّاسُ أمثالَهم
ولن يَشهد الدّهرُ أمثالَها

ولن تَستبينَ سَبيلُ الهُدَى
إذا اتَّبعَ النَّاسُ ضُلَّالها

فَمَنْ كانَ يُحزِنُه أن تَبِيد
قُوَى الشّركِ فَلْيَبْكِ أطلالَها

لأهلِ المُفَصَّلِ من آيهِ
مَوَارِدُ يُسقَوْنَ سِلْسَالَها

تردُّ القُلوبَ إلى ربِّها
وتَفتحُ للنُّورِ أقفالَها


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هنيئاً أبا سُفيانَ لا الذخرُ هَيِّنٌ
ولا الأجرُ مَمنونٌ ولا أنت مَغبونُ

هو الغنمُ لم يُقْدَرْ لغير مُوفَّقٍ
له مشهدٌ في حَوْمَةِ الحربِ ميمونُ

حملتَ أبا سُفيانَ عَينكَ في يدٍ
بها الخيرُ في كلِّ المواطنِ مَقرونُ

وجِئتَ رسولَ اللهِ لا الوجهُ شاحبٌ
ولا العِطفُ مُزْوَرٌّ ولا القلبُ مَحزونُ

تقول له عَيني التي أنتَ ناظرٌ
مَضَتْ في سبيلِ اللهِ والحافزُ الدِّينُ

فقال إذا أحببتَ فالردُّ مُمكِنٌ
بِقُدرةِ ربِّ أمرُه الكافُ والنُّونُ

وإلا فأُخرَى عنده إن لَقِيتَهُ
وذلك وَعْدٌ عِندَ ربِّكَ مَضمونُ

فآثرتَ هَذِي ثمَّ ألقيتَ بالتي
حَمَلْتَ وما في الحقِّ أن يُؤثَرَ الدُّونُ

سَتَتْبَعُها في وَقعةِ الرُّومِ أخْتُها
إذا حانَ منها بعد ذلكمُ الحِينُ

فخيرٌ على خيرٍ ونُعمَى تزيدها
من اللهِ نُعمى سِرُّها عنك مَكنونُ

هنيئاً أبا سُفيانَ لا الرُّمحُ آسفٌ
ولا السَّيفُ مكروبٌ ولا العزمُ موْهونُ

عَطاؤُكَ في الهيجاءِ لم يُعْطَ مِثلَهُ
من النّاسِ إلا صادقُ البأسِ مأمونُ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ثَقيفُ انظري أين قَصْدُ الطريقْ
وكيفَ يلقَّى النجاةَ الغريقْ

مَشَى البأسُ في هَوْلِهِ المستطير
له لَهَبٌ ساطِعٌ كالحريقْ

مَشَى ترجفُ الأرضُ من حولِهِ
فأين الفِرارُ وهل من مُطِيقْ

ثَقيفُ ادْخُلِي الحصن لا تهلكي
ويا عَبْدَ ليل لماذا النَّعيقْ

دَعا خالدٌ يَسْتَفِزُّ الرجال
فكان فَريقُكَ شَرَّ الفرِيقْ

وكنت عليهم شهيداً بما
يُعابُ العدوُّ به والصّديقْ

يَضيقُ على العاجزينَ الفضاء
وَيَرْحَبُ بالقادِرينَ المضيقْ

وليس الخليقُ بحرِّ الجلاد
غَداةَ التَّنادي كغيرِ الخَليقْ

رَمَوْا بالسّهامِ ولو أنصفوا
رَمَوْا بالطُّلَى كلَّ عَضْبٍ ذَلِيقْ

حِراصٌ على الأنفُسِ الهالكات
وذلك منهم خَبالٌ وَمُوقْ

ضِعافُ القلوبِ قُعودٌ جُمودُ
يخافون كلَّ سَفوحِ دَفُوقْ

وما يَسْتَوِي الهِبْرِزِيُّ الجَسُور
غَداةَ الوَغى والهَيُوبُ الفَروقْ

رَأَوْا عَجباً من عَتادِ الحروب
تَذوق الحصونُ به ما تَذُوقْ

رَماهُمْ فَتاهَا بدبّابَتَينْ
فيا لَك من فَارسِيٍّ لَبيقْ

رَميْتَ الأُلى حَبَسَ الفاتحون
بموتٍ حبيسٍ وبأسٍ طليق

وَزِدْتَ فقلت اضربوا الكافرين
وَعلّمتهم صنعةَ المنجنيقْ

تَظَلُّ الحجارةُ مقذوفةً
يُشيّعها من مكانٍ سَحِيقْ

ونُودُوا إلينا فمن جاءنا
مَنَنَّا عليه بِعَهْدٍ وَثيقْ

فأقبلَ منهم بُغاةُ الأمان
فكلٌّ مُخلَّى وكلٌّ عَتِيقْ

لهم مَنزلُ الضّيفِ في المسلمين
رُعاةِ العهودِ حُماةِ الحُقوقْ

عُيَيْنَةُ ما قلت للمشركين
وهل يَقتني الحمدَ إلا الصَّدُوقْ

كذبتَ النبيَّ فقلتَ المحال
وجئتَ من الأمرِ ما لا يليقْ

وأزلفْتَها توبةً تبتغي
بها الخيرَ والخيرُ نِعْمَ الرفيقْ

تبيَّنْ عيينةُ عُقْبَى الأمور
لعلَّكَ تعقلُ أو تَستفيقْ

سيأتي بهم رَبّهم مُسلمين
فما من ضلالٍ ولا من فُسوقْ

ولو شاءَ لاجْتثَّهم أجمعين
فبادت أصولٌ وجفّتْ عُروقْ

يقولُ الفوارسُ كيف الرحيل
وما شَرِقَتْ بالدِّماءِ الحُلوقْ

رُوَيداً رُوَيداً جُنودَ النبيِّ
فقد ينفعُ الناسَ ما لا يَروقْ

وللهِ ما شَاءَ فيما يسوق
من الحادثاتِ وفيما يَعوْقْ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عُيَيْنَةُ أمسكتَ العجوز تُريدُها
عَتاداً يُفيدُ اليُسْرَ مَن كان مُعسِرَا

ضَنَنْتَ بأُمِّ الحَيِّ تُغْلِي فِدَاءَها
فَيَا لَكَ رأياً غَيرُهُ كانَ أجْدَرَا

تَسُومُ زُهيراً أن يَزيدَكَ ضلَّةً
عَلَى مائةٍ لو كان غِرّاً لأكثرا

رَمَاكَ به مَكراً خَفِيّاً فلم يَزَلْ
يَضيقُ عليكَ الأمرُ حتى تَعَذَّرا

لقد كان فيما قالَ أوَّلَ مَرَّةٍ
غِنَىً لَكَ لو كنتَ امرأً مُتَبَصِّرا

يَظَلُّ يُرِيكَ الزُّهدَ في شَيْخَةٍ لهُ
يَرَاهَا مِنَ الدنيا أجَلَّ وأكبرا

فَتَدعوه أقْبِلْ لستُ فيها بِرَاغبٍ
إذا بَلَغَ الأمرُ الفِداءَ الميَسَّرا

فداها بِسِتٍّ لو أبيتَ لَسُقْتَها
إليه بلا شيءٍ وَحَسْبُكَ ما تَرَى

ألَيْسَتْ كما قالَ ابْنُها ما لمثلها
على الضَّنِّ إلا أن تموتَ فَتُقْبَرَا

أما والذي لو شاءَ لم تَعْصِ أمرَهُ
لقد جِئتَ أمراً يا عُيَيْنَةُ مُنكرا

فنفسَكَ فَاحْمِلْها على البرِّ إنّه
لأَربَحُ مِمّا تَحمِلُ الأرضُ مَتْجَرَا

وما طَمَعُ الإنسانِ فيما يفوته
إذا ما دَعَا الدّاعِي فَوَلَّى وأدبرا


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هَوَازِنُ أقبِلي ماذا التَّوانِي
أدينُ العِزّ أم دينُ الهَوانِ

خُذي السَّبْيَ الموزَّعَ واشكريها
يَدَاً لِمُهَذَّبٍ جَمِّ الحنانِ

دَعَا أصحابَهُ بلسانِ صدقٍ
إلى الحُسْنَى فيا لَكَ من لِسَانِ

أجابوا مُنعمين ولم يَضنُّوا
بما ملكوا من البيضِ الحسانِ

وقال محمدٌ أين ابنُ عَوْفٍ
سَيَحْمَدُ مُنتَواهُ إذا أتاني

له إن آثَرَ الإسلامَ دِيناً
عَطَاءٌ لا تُجاوِزُهُ الأماني

يَعُودُ بأهلِهِ ويُزادُ مالاً
على مالٍ من الإبلِ الهِجانِ

فَأقبلَ مُسلماً وَمَضَى بخيرٍ
جميلَ الذكرِ محمودَ المكانِ

حَلِيمَةُ أنتِ والشَّيْمَاءُ أمٌّ
وأختٌ فانظرا ما تَصنعانِ

أما لكما الكرامةُ عند مَوْلَىً
كريمِ العهدِ مُوفٍ بالضَّمانِ

وهل بعدَ الرِّدَاءِ يُمَدُّ بِرٌّ
وتكرمةٌ لِذِي خَطَرٍ وَشَانِ

أَجَلَّكُما وأَجزلَ من عطاءٍ
يُعينُ على تَصاريفِ الزّمانِ

رَسُولُ اللهِ كيف وجدتماه
وماذا بعدَ ذلكَ تبغيانِ

عليهِ صلاةُ ربِّكما جميعاً
وَبُورِكَ في الرِّضَاعِ وفي اللِّبانِ

أبا صُرَدٍ لَنِعْمَ العَمُّ يرجو
غِياثَ النّاسِ من قاصٍ وَدَانِ

ظَفرتَ وفازَ بالنُّعْمَى زُهَيْرٌ
وهل لكما سِوَى ما ترجوانِ

ولم أرَ حين تُلتَمَسُ الأيادِي
كمثلِ القولِ يَحْسُنُ والبيانِ

وما مَلِكُ الشآمِ وَمَنْ يَلِيهِ
كَمَنْ وَافَيْتُما تَستَعطِفانِ

لقد نالت هَوَازِنُ ما تَمَنّتْ
وآبَتْ بالسّلامَةِ والأمانِ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لأُمِّ سليمٍ يا أبا طَلْحَةَ العُذْرُ
وَهَل يأمنُ الإسلامُ أَن يغدُرَ الكُفْرُ

سألتَ فقالت خَنجري أتَّقي بِهِ
أذَى كلِّ عادٍ من خَلائِقِهِ الغَدْرُ

أَشُقُّ بهِ في حَوْمَةِ الحربِ بَطنَهُ
إذا رَامَنِي بالسّوءِ واسْتَوْعَرَ الأَمْرُ

أتعجَبُ منها كيف تحمي ذِمارَها
وَتَدْرَأُ عنها الشَّرَّ إن هاجها الشَّرُّ

وتدعو رسولَ اللهِ هل أنتَ سامِعٌ
فَيَفْرَحُ من رجعِ الحديثِ وَيَفْتَرُّ

نعم أنتَ تحميها ولكنَّ نفسَها
لها نخوةٌ من ذَاتِها وبها كِبْرُ

ألم ترَ إذ قالَتْ أأقتُلُ مَعشراً
تَوَلَّوْا فلا بأسٌ شديدٌ ولا صَبْرُ

وماذا عليها حين تكفيكَ أمرَها
وتَرمِي بكَ الأبطالَ والنَّفْعُ مُغْبَرُّ

أرادتك للأمرِ الجليلِ ولن ترى
كأمِّ سليمٍ حُرّةً حازها حُرُّ

ألم تَنْتَظِمْ بالسّيفِ عِشرينَ فارِساً
مَغانِمُهُم شَتّى وأسلابُهُم كُثْرُ

إذا طارَ منهم مُدبِرٌ يَتَّقِي الرَّدَى
تَلَقَّاكَ منه في مَطَارِ الرَّدى الصَّدْرُ

تخوضُ الدمَ المسفوكَ لا جِسْرَ دُونَهُ
وما لَكَ كالإيمانِ في مثلِهِ جِسْرُ

أبا طَلحَةَ اسْمَعْ ما يقولُ ابنُ حُرَّةٍ
إليهِ سَرَى من صَفْحَتَيْ جَارِهِ البِشْرُ

يَقولُ اطْعَنِي أُمَّاهُ مَن شِئْتِ وَانْصُرِي
ببأسِكِ دِيناً مِن كَتَائِبِهِ النَّصْرُ

فَحُيِّيتَ عبدَ اللهِ ما أنتَ كالذي
يَرَى السَّيفَ مَقْروباً فيأخذه الذُّعْرُ

كِلا أَبَوَيْكَ اسْتَنَّ سُنَّةَ مَاجِدٍ
فَطِبْتَ وطَابَا لا خَفَاءٌ ولا نُكْرُ

إذا التمسَ الإسلامُ في كلِّ حادثٍ
يَضيقُ به ذُخراً فأنت له ذُخْرُ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إلى العُزَّى فقد بَلَغتْ مَدَاها
وإنّ على يَدَيْكَ لَمُنتهَاها

أزِلْها خَالدٌ وَاهْدِمْ بِناءً
أُقِيمَ على جَوَانِبِها سَفَاها

بَناهُ الجاهلونَ لها ودَانوا
بِها من دونِ خَالِقِهِم إلها

مُذَمَّمَةٌ تُساقُ لها الهَدَايا
تَظَلُّ دِمَاؤُها تَسْقِي ثَرَاها

رَماها ابنُ الوليدِ فأيَّ شرٍّ
أزالَ وأيَّ داهيةٍ رمَاها

وأين غُرورُ سَادِنها وماذا
أَفَادَ دُعاؤُهُ لمّا دَعاها

أجلْ يا ابنَ الوليدِ لقد دَهَاها
من الهُونِ المُبَرِّحِ ما دَهاها

ويا عَمْرو اتَّخِذْ لِسُوَاعَ بأساً
يُذِلُّ من الطَواغيتِ الجِباها

وَيَنتزِعُ الغوايَةَ مِن نُفُوسٍ
ألحَّ ضَلالُها وطَغَى هَواها

هَدَمْتَ ضَلالَةً شَابَتْ عليها
هُذَيْلٌ بعدَ ما قَضَّتْ صِباهَا

تَطَاولَتِ القُرونُ وما تَناهَتْ
فَقُلْ لِسُواعَ دَهْرُكَ قَد تَنَاهى

رآه وَلِيُّهُ كَذِباً فَوَلَّى
يُسائِلُ نفسَهُ ماذا عَرَاها

وقال شَهِدتُ أنّ اللَّهَ حَقٌّ
وأنَّ النَّفسَ يَنفعُها هُدَاها

جَعلتُ محمداً سَبَبِي فإنّي
أرَى أسبابَهُ شُدَّتْ عُراها

مَناةُ مَنَاةُ مالَكِ من بقاءٍ
وأيُّ شَقِيَّةٍ بَلغتْ مُناها

رماكِ اللَّهُ من زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ
بِمَنْ تَرمِي الجِبالُ له ذُراها

أما نَفَضَتْكِ من خوفٍ وذُعْرٍ
عَرانينُ المُشَلَّلِ إذ لَواها

تَبَارَكَ هادمُ الأصنامِ إنّي
أرَى الأصنامَ تَهْدِمُ مَن بَنَاها

تُضِّلُّ العالمينَ وقَد أتاهم
كِتابُ اللَّهِ يُنْذِرُهُم أذَاها

وما للنَّفسِ تُؤثِرُ أَن تُحَلَّى
سِوَى الإيمَانِ يُلْبِسُها حِلاهَا


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما للدُّموعِ على التَّظَنُّنِ تَذرِفُ
الجارُ وافٍ والهَوى متألِّفُ

لا تُنكروا حُبَّ النبيِّ لآلِهِ
وديارِهِ الأولى ولا تَتَأسَّفُوا

أحَسِبْتُمُوهُ يُريدُ عنكم مَصرفاً
مَهْلاً فليس عن الأحبَّةِ مَصْرَفُ

لمَّا فزعتم قال يا قومُ اسْكُنُوا
هِيَ يَثرِبٌ ما دُونَها مُتَخَلَّفُ

دارُ الحياةِ وَمنزلُ الموتِ الذي
مَالِي سِوَاهُ فإنْ جَهِلْتُمْ فَاعْرفوا

فَرِحُوا وأشرقَتِ الوجوهُ فما تَرَى
عَيناً تَفيضُ ولا فُؤاداً يَرجُفُ

صَدَقُوا نبيَّهُمُ الهَوَى فَقلوبُهم
مِن حولِهِ شَغَفاً تَرِفُّ وَتَعطِفُ

أنصارُهُ في الحادِثَاتِ إذا طَغَتْ
وجنودُهُ في الحربِ سَاعَةَ تَعصِفُ

هُمْ أنصفوهُ مُشرَّداً يَجِدُ الأذَى
من كلِّ ذِي جَبريَّةٍ لا يُنْصِفُ

وَتَكنَّفوهُ يُعَظِّمُونَ مَكَانَهُ
وَذوُو قرابَتِهِ تَصُدُّ وَتَصدِفُ

ما عَزَّ منزلُ قادمٍ أو زائرٍ
إلا ومنزلُهُ أعزُّ وأشرَفُ

شَدُّوا عُرَى الإسلامِ حَتّى استحكمتْ
ولَوَى السَّواعِدَ حبلُهُ المُسْتَحْصِفُ

كانوا أَساسَ بِنائِهِ وعِمادَهُ
والأرضُ تُخْسَفُ والشَّوامخُ تُنْسَفُ

انظرْ بِناءَ اللَّهِ حَوْلَ رَسولِهِ
وَصِفِ الذُّرى إن كنَّ مما يُوصَفُ

في كلِّ سورٍ منه جُندٌ يَرتَمِي
يغزو الأُلَى كفروا وموتٌ يَزحَفُ

صَبُّوا على المستضعفينَ نَكَالَهُمْ
وَجَرى القَضَاءُ فَهُمْ أذلُّ وأضعَفُ

يا معشرَ الأنصارِ ما مِن صالحٍ
إلا لكم فيهِ يَدٌ أو مَوقِفُ

لَكمُ المواقِفُ ما يُذاعُ حَدِيثُها
إلا يُهِلُّ بها الزّمانُ ويَهتِفُ

لا الشِّعرُ مُتَّهمٌ إذا بلغَ المَدَى
يُطرِي مناقِبَكُم ولا أنا مُسْرِفُ

أوَ ما كَفَاكُمْ ما يَقُولُ إلهُكُم
في مَدْحِكُمْ وَيَضُمُّ منه المُصْحَفُ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بُجَيْرٌ كيفَ يُخطِئُكَ السّدادُ
ويَجنحُ ضِلَّةً منك القِياد

ألا إنّ اللبيبَ لذو صلاحٍ
إذا ما الرأيُ خَالَطَهُ الفَسادُ

تركتَ أخاكَ تَنْشُدُهُ مُراداً
لنفسِكَ صالحاً نِعمَ المُرادُ

تقولُ له أَنَبْقَى في ظُنونٍ
تَذودُ البيّنَاتِ ولا تُذادُ

فَدَعْنِي وَانْتَظِرْ يا كعبُ إنّي
لأَخْشَى أن يَطيحَ بنا العِنادُ

أَجِيءُ مُحمّداً فأرى أَغَيٌّ
يُرادُ بِمَنْ يَليهِ أم رَشادُ

أتى فَرَأى اليقينَ له جَلاءً
فطابتْ نَفسُه وصَفَا الفُؤادُ

وَأَسْلَمَ لا يَرَى للّهِ نِدّاً
تَدينُ له الخلائِقُ والعِبادُ

وأنفذَهُ إلى كعبٍ كتاباً
كأنّ سُطُورَهُ البِيضُ الحِدادُ

دَعَاهُ إليهِ يَكرهُ أن يَراه
كَمَنْ صَدَفوا عَنِ المُثلَى وَحادوا

وقال لئن أَبيتَ فلا تلُمْنِي
إذا أخذتكَ داهيةٌ نَآدُ

رَمَيْتَ مُحمّداً فَلأنتَ صَيْدٌ
له يا كعبُ والرّامي يُصادُ

إذا لم تأتِنَا فاذْهَبْ بَعيداً
عَسَى مَنْجَىً يُغِيثُكَ أو مَصَادُ

أتاه نَذيرهُ فَعَناهُ هَمٌّ
وَطَالَ اللّيلُ وَامْتَنَعَ الرُّقادُ

إذا التمسَ القَرارَ أبى عليه
وغَالَ قُواهُ ذُعْرٌ وَارْتِعادُ

يَظُنُّ الأرضَ تَرجفُ أو تنَزَّى
فما تَرسو الجبال ولا الوِهادُ

وأرسلَ يا بَجَيْرُ صبأت لمّا
سَقَاكَ بكأسِهِ السمحُ الجَوادُ

أدينَ أبيكَ تَتركُ يا بُجَيْرٌ
ولا دِينٌ سواهُ ولا اعتقادُ

وَسَاوِسُ ذاهلٍ يَغْشَاهُ رُعبٌ
فُيورِثُهُ جُنوناً أو يَكادُ

فلمّا ضَاقَتْ الدُّنْيا عليه
وَهَدَّتْ رُكنَهُ الكُرَبُ الشِّدَادُ

أتَى يَبغِي الأمانَ لَدَى كريمٍ
يُرَجَّى الخيرُ منه ويُسْتَفادُ

تَدَارَكَ نَفسَهُ منه بعفوٍ
فعادتْ حين لا يُرْجَى مَعَادُ

ولاذَ بِمَعْقِلِ الإسلامِ كَعبٌ
فلا رُكنٌ يَميلُ ولا عِمادُ

هَلُمَّ فَلاقِهِ يا كعبُ رِزْقاً
مِنَ الرِضوانِ ليس له نَفادُ

لَنِعمَ الزرعُ زرعُكَ حِينَ تَبغِي
جَناهُ وحِينَ يُدركُهُ الحَصَادُ

لَقِيتَ كرامةً وسَعِدَتْ جَدّاً
فَغَنِّ إذاً وقُلْ بَانَتْ سُعادُ

وَخُذْهَا بُردَةً للشّعْرِ فيها
طَرِيفُ العِزِّ والمجدُ التِّلادُ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَدِّعْ ذَويكَ وسِرْ في شأنِكَ الجَلَلِ
للَّهِ يا ابنَ عُمَيْرٍ أنتَ من رَجُلِ

سِرْ بالكتابِ رَسولاً حَسْبُهُ شَرفاً
أن راحَ يَحمله مِن أشرفِ الرُّسُلِ

يا حاملَ الجبلِ المرقومِ دُونَكَهْ
مَن ذا سِواكَ رَعَاكَ اللَّهُ لِلجَبَلِ

إلى هِرقْلَ تأنَّى دُونَ سُدَّتِهِ
صِيدُ الملوكِ وتلقاهُ على مَهَلِ

تَرتدُّ عن تاجِهِ الأبصارُ خاشعةً
فما تُلاحِظُه إلا على وَجَلِ

إليهِ يا ابنَ عُمَيْرٍ لستَ وَاجِدَهُ
إلا امْرَأً هَمَلاً في معشرٍ هَمَلِ

لأنتَ أعظمُ منه في جلالتِهِ
وما جلالةُ غاوي الرأيِ مُختبلِ

لا يَعرِفُ الدّينَ إلا فتنةً وهَوىً
أعْمَى المقاصدِ والآفاقِ والسُّبُلِ

هذا كتابُ رَسولِ اللهِ يُنذره
فاذهبْ إليه وخُذْهُ غيرَ مُحتفلِ

مَهْلاً شُرَحبيلُ لا حُيِّيتَ من رَجُلٍ
إن هَمَّ بالشَّرِّ لا يحفِلْ ولم يُبَلِ

بادي الشراسةِ عادٍ ما يُلائِمُه
في موضعِ الذَّمِّ إلا أسوأُ المَثلِ

هاجَتْهُ من نَزَواتِ الجهلِ ثائرةٌ
لم تُبْقِ من كَلَبٍ يَهتاجُ أو ثَولِ

فطاح بابنِ عُمَيْرٍ باسلاً بطلاً
يَفُلُّ في الرَّوْعِ بأس الباسلِ البطلِ

يا للرَّبيطِ يَسلُّ السيفُ مُهجتَهُ
في غير مُعتَركٍ حَامٍ ومُقتتَلِ

إنّا خرجنا نريدُ اللهَ فاسْتَبِقُوا
من كلِّ مُنتَهِبٍ للخيرِ مُهْتَبِلِ

لو زالتِ الأرضُ أو حَالتْ جَوانِبُها
بِمَنْ عليها مِنَ الأقوامِ لم نَحُلِ

هُما سبيلانِ إمّا النصرُ نُدرِكُه
أو جنّةُ الخُلدِ فيها أطيبُ النُّزُلِ

لسنا نُقاتِلُ بالآلافِ نَحشُدها
ألفاً لألفٍ من الأبطالِ مُكتملِ

إنّا نقاتلُ بالدِّينِ الذي ضَمنتْ
أعلامُه النَّصرَ في أيَّامِنا الأُوَلِ

لولا مقالةُ عبدِ اللهِ ما انْكشفتْ
تِلكَ الغَواشِي ولولا اللَّهُ لم يَقُلِ

تَقلَّدُوا العزمَ للهيجاءِ وادَّرَعُوا
من صادِق البأسِ ما يُغني عن الحِيَلِ

وأقبلوا لو تَميلُ الشُّمُّ من فَزَعٍ
لم يضطربْ جَمعُهم خَوْفاً ولم يَمِلِ

يا مُؤْتَةُ احْتَمِلي الأهوالَ صابِرةً
هيهاتَ ذلك شيءٌ غيرُ مُحتَمَلِ

جِنُّ الكريهةِ يَستشرِي الصِّيالُ بهم
في مَوطنٍ لو رأته الجِنُّ لم تَصُلِ

ما زالَ قائدُهم يُلقِي بِمُهجتِهِ
يَرمِي المنيَّةَ في أنيابِها العُصُلِ

يَغْشَى مَواردَ من أهوالِها لُجَجاً
تلك المواردُ ليس الغَمْرُ كالوَشَلِ

ما مَن يخوضُ الوغَى تَطغَى زَواخِرُها
كَمَنْ يُجانِبُها خَوْفاً من البَلَلِ

يا زَيْدُ أدَّيْتَ حقَّ اللهِ فامْضِ على
نَهْجِ الأُلَى انتقلوا من قبلُ وانْتَقلِ

آبوا إلى خيرِ دارٍ ما لِنازِلِها
من أوْبَةٍ تبعثُ الأشجانَ أو قَفَلِ

يَسْلُو أخو العقلِ عن دارِ الهُمومِ بها
ويَحْتَوي مَنزِلَ الأدواءِ والعِلَلِ

جَاهدْتَ في اللَّهِ تُرضيهِ وتنصُره
لم تَلْقَ من سَأَمٍ يوماً ولا مللِ

هذا الذي نَبَّأَ اللَّهُ الرسولَ بهِ
فَاغْنَمْ ثَوابَكَ وَالْقَ الصَّحْبَ في جَذَلِ

وأنتَ يا جعفرُ المأمولُ مشْهَدُه
خُذِ اللِّواءَ وجَاوِزْ غايةَ الأملِ

هذا جَوادُكَ ما حَالتْ سَجِيَّتُه
ولا ارْتضَى بِوَفاءِ الحُرِّ من بَدَلِ

عَقَرْتَهُ ورَكبتَ الأرضَ تَمنعُه
مَواطِنَ السُّوءِ من ضَنٍّ ومن بَخَلِ

أكرمتَهُ وحَرمتَ القومَ نجدتَهُ
فَصُنتَ نفسَكَ عن لَوْمٍ وعن عَذَلِ

دَلَفتَ تَمشي على الأشلاءِ مُقتحماً
والقومُ مُنجدلٌ في إثرِ مُنْجَدِلِ

فقدتَ يُمناكَ فانصاتَ اللِّواءُ على
يُسراكَ ما فيه من أمْتٍ ولا خلَلِ

حَتَّى هَوَتْ فجعلتَ الصدرَ مَوضِعَهُ
كأنّهُ منه بِضْعٌ غَيرُ مُنفَصِلِ

يَضمُّهُ ضَمَّ صَادِي النَّفسِ يُولِعُهُ
بِمن أطالَ صَداهُ لَذّةُ القُبلِ

يا قائدَ الجيشِ ضَجَّ الجيشُ من ألمٍ
وأنت عن دَمِكَ المسفوكِ في شُغُلِ

تَقضي الذمامَ وتَمضِي غيرَ مُكْتَرِثٍ
كأنّما الأمرُ لم يَفدَحْ ولم يَهُلِ

لَقِيتَ حَتْفَكَ في شَعْواءَ عَاصِفةٍ
حَرَّى الجوانحِ ظَمْأى البيض والأسَلِ

أعطيتَها مِنكَ نَفْساً غيرَ واهنةٍ
أَعْطَتْكَ سَوْرَةَ مَجدٍ غيرِ مُنْتَحَلِ

لكَ المناقبُ لم تُقْدَرْ غَرائِبُها
مِلءَ المشاهدِ لم تُعْهَدْ ولم تُخَلِ

مَن يُؤْثر الحقَّ يبذُلْ فيه مُهْجَتَهُ
ومن يكُنْ هَمُّهُ أقصَى المدَى يَصِلِ

لا شيءَ يُعجِزُ آمالَ النُّفوسِ إذا
خَلَتْ من الضَّعفِ واسْتَعصتْ على الكَسَلِ

انهضْ بِعِبْئِكَ عبدَ اللهِ مُضطلِعاً
بكلِّ ما تحملُ الأطوادُ من ثِقَلِ

هذا مَجالُكَ فَارْكُضْ غيرَ مُتَّئِدٍ
وإنْ رأيتَ المنايا جُوَّلاً فَجُلِ

كم جِئْتَ بالعَرَبيِّ السَّمْحِ مُرتَجِلاً
واليومَ يومُ منايا الرُّومِ فَارْتَجِلِ

للعبقريّةِ فيهِ مَظْهَرٌ أنِقٌ
يا حُسْنَهُ مَظهراً لو كان يُقدَرُ لي

قنعتُ بالشِّعرِ أغزو المشرِكينَ به
فلم أُصِبْ فيه آمالي ولم أنلِ

لَقَطْرَةٌ من دَمِي في اللهِ أبذلُها
أبقى وأنفعُ لي مِن هذهِ الطِّوَلِ

تَقَلَّدَ القومُ مِلءَ الدّهرِ من شرفٍ
وليس لي من غَواليها سِوَى العَطَلِ

إن شاءَ ربّي حَبانِي من ذَخائِرها
أغْلَى الحُلَى وكَساني أشرفَ الحُلَلِ

الحمدُ للهِ أجرى النُّورَ من قَلمي
هُدىً لقومِي وعافاني من الخَبَلِ

أوتِيتُ ما جاوزَ الآمالَ من أدبٍ
عالِي الجلالِ مَصُونٍ غيرِ مَبْتَذَلِ

يا شاعرَ الصِّدقِ ما خابَ الرجاءُ ولا
مِثْلُ العطاءِ الذي أدركت والنَّفَلِ

خُذْ عِندَ ربِّكَ دارَ الخُلدِ تَسكنُها
قُدسيَّةَ الجوِّ والأرواحِ والظُّلَلِ

آثرتَهُ واصطفيتَ الحقَّ تَكْلَؤُه
مِمّا يُحاوِلُ أهلُ الغيِّ والضَّلَلِ

ليس العرانينُ كالأذنابِ منزلةً
ولا الغَطارِفةُ الأمجادُ كالسَّفَلِ

يا عُقْبَةُ اصْدَعْ بها بيضاءَ ناصِعَةً
تَنْفي الوَساوِسَ أو تَشفي من الغُلَلِ

القتلُ أجدرُ بالأحرارِ يأخذُهم
مُستبسِلينَ ويَنهاهم عن الفَشَلِ

ويا ابن أرقمَ نِعمَ المرءُ أنتَ إذا
تُنوزِعَ الأمرُ عند الحادث الجللِ

قالوا لك الأمر فاخترت الكفيَّ لها
وأنت صَاحِبُهُ المَرجوُّ لِلعُضَلِ

لكنَّها نَفْسٌ حُرٍّ ذي مُحافَظَةٍ
صَافِي السَّريرةِ بالإيمانِ مُشْتَمِلِ

صُنْتَ اللّواءَ وآثرتَ الأحقَّ به
إيثارَ أغلبَ لا واهٍ ولا وَكِلِ

أبى عليه حَياءٌ زادَهُ عِظماً
ما مِثلهُ من حَياءٍ كان أو خَجَلِ

قُلتَ اضْطلِعْ خالدٌ بالأمرِ فَاسْتعَرتْ
مِنهْ حَمِيَّةُ لا آبٍ ولا زَحِلِ

وَراحَ يُبدِعُ من كَيْدِ الوغَى نَمطاً
طاشتْ مَرائيهِ بالألبابِ والمُقَلِ

رَمَى العِدَى حُوَّلٌ شَتَّى مَكائِدُه
جَمُّ الأحابيلِ يُعيي كلَّ مُحْتَبِلِ

ظَنُّوا الجنودَ تَنحّتْ عن مَواقفها
لغيرها مِن عَمىً بالقومِ أو حَوَلِ

جَيْشٌ من الرعبِ يَمْشِي ابنُ الوليدِ بهِ
في مُسْبَلٍ من مُثارِ النَّقعِ مُنْسَدِلِ

ضاقُوا بِمُفْتَرِسٍ في الهَوْلِ مُنْغَمِسٍ
لِنَفْسِهِ في غِمارِ الموتِ مُبْتَسِلِ

أذاقهم من ذُعافِ الموتِ ما كرهوا
ما كفَّ عَنْ عَلَلٍ منه ولا نَهَلِ

ما لِلمُسيئينَ إلا كلُّ مُعْتَزِمٍ
في الرَّوْعِ يُحْسِنُ ضَرْبَ الهامِ والطُّلَلِ

رَمَتْ بِهم هَبَواتُ البأسِ فانكشفوا
يَنْدَسُّ هَارِبُهم في كُلِّ مَدَّخَلِ

بِئْسَ الجنودُ أضلّتهم عَمَايَتُهُمْ
فما لهم بجنودِ اللهِ من قِبَلِ

ظَنّوا الأُمورَ لغير اللهِ يَملكها
إذا جَرَتْ بين مُعْوَجٍّ ومُعْتَدِلِ

وحاربوا الحقَّ من جَهْلٍ ومن سَفَهٍ
والحقُّ فوقَ مَنالِ المعشرِ العُثُلِ

ما يَنقمُ الناسُ من دِينٍ يُرادُ بهِ
فَكُّ العقولِ من الأغلالِ والعُقُلِ

فَلْيَصْبِرِ القومُ إنّ اللهَ مُظهِرُه
على الممالكِ والأديانِ والنِّحَلِ

لَدولةُ اللهِ أبقى في خليقتهِ
فلا يَغُرَّنْكَ ما اسْتَعْظَمْتَ من دُوَلِ

أدعوكَ يا ربِّ للإسلامِ مُبتهِلاً
وأنت تسمعُ دَعْوَى كلِّ مُبْتَهِلِ

نَام المحامونَ عنه فهو مُضطهدٌ
يشكو الأَذى في شُعوبٍ خُضَّعٍ ذُلُلِ

صَرحٌ من العزِّ والسُّلطانِ ما بَرِحتْ
تَهْوِي صَياصيهِ حتَّى عَادَ كالطَّلَلِ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
قُم وَدَّعِ الأوثانَ والأصناما
أفما تَرى بُرهانَ رَبِّكَ قاما

يا خالدُ اعمدْ للتي هي عِصمةٌ
لِذَوِي البصائرِ وانبذِ الأوهاما

اللَّهُ ربُّ العالمينَ ودينُهُ
دِينُ السّلامِ لمن أراد سلاما

اقرأ كِتابَ أخيكَ مالك مصرفٌ
عمّا يُريدُ ولن ترى الإحجاما

أقْبِلْ رَعاكَ اللهُ إنّك لن ترى
كسبيلِ رَبِّكَ مَطلباً ومَراما

سَألَ النبيُّ بأيِّ حالٍ خالدٌ
أفما يَزالُ يُجانِبُ الإسلاما

إنّي رأيتُ لخالدٍ من عقلِهِ
فيما يُمارسُ مُرشداً وإماما

ما مِثلهُ يرتابُ في دينِ الهُدى
فَيرى الضّياءَ المستفيضَ ظلاما

إنّا لنَعرفُهُ رشيداً حازماً
ونراه شَهماً في الرجالِ هُماما

لو أنّه جَعلَ المضرَّة والأذى
للمشرِكينَ لما استحقَّ مَلاما

ولكان عِنديَ يا وليدُ مُقَدَّماً
يَلْقَى لَدَيَّ البرَّ والإكراما

أقبِلْ أخي وتَلافَ أمرَكَ لا تكن
مِمَّنْ إذا وَضَحَ السّبيلُ تَعامَى

كم مَوطنٍ جَلَلٍ لو اَنّك لم تَغِبْ
عنه لكنتَ إذاً أجلَّ مَقاما

يَكفيكَ ما ضيَّعت ليس بحازمٍ
من لا يزالُ يُضيِّعُ الأياما

نشط الهمامُ وراحَ يُدرِكُ نفسَه
يبغِي لها عِندَ النبيِّ ذِماما

ألقَى إلى الوادي الخصيبِ بِرَحْلِهِ
فأصابَ فيه مَرْتعاً ومَساما

أيُقيمُ بالوادي الجديبِ فلا يرى
إلا سَراباً كاذباً وجَهاما

لاقى بعكرمةٍ وبابنِ أُميَّةٍ
شَرّاً يَعُبُّ عُبَابَهُ وعُراما

قالَ ائْتِيَا نَبغِي النجاةَ فأعرضا
وتَنازعا قولاً يشبُّ ضِراما

وأجابها عثمانُ دعوةَ ناصحٍ
يأبى الهوى ويُجانِبُ الآثاما

مَضَيا على سَنَنِ الطريقِ فصادفا
عَمْراً فقالا ما لنا وإلى ما

يا عَمْرو دِينَ اللَّهِ لسنا كالأُلَى
جعلوا الحلالَ من الأمورِ حَراما

قال اهتديتُ ولن أكونَ كمن يُرى
طُولَ الحياةِ لنفسهِ ظَلّاما

وَمَشَوْا فما بَلَغَ الرسولَ حَدِيثُهُم
حتّى بدا متهلّلاً بَسّاما

سرَّته مَكَّةُ إذ رَمَتْ أفلاذَها
كَبِداً تُكِنُّ الحُبَّ والإعظاما

بعثَتْ إليهِ من الجبالِ ثلاثةً
رَضوَى يُصاحِبُ يَذْبُلاً وشِماما

خَفَّ الوليدُ يقولُ لا تتمهّلوا
إنّ الحديثَ إلى النبيِّ تَرامى

حُثُّوا المَطِيَّ فإنّه مُتَرقِّبٌ
وأرى جوانحكم تَرِفُّ أُواما

وَفَدوا كِراماً يؤمنون بربّهم
ورسولِهِ بيضَ الوجوهِ وِساما

نَفَضُوا الهوانَ عن الجباهِ فأصبحوا
شُمَّ المعاطسِ يرفعونَ الهاما

أفيعبدونَ مع الغُواةِ حِجارةً
أم يَعبدونَ الواحدَ العلاَّما

كُشِفَ اللِثامُ عن اليقينِ ولن تَرى
كالجهلِ سِتراً والغرورِ لِثاما

لو طَاوعَ النَّاسُ الطبيبَ لما اشتكى
مَن يَحملُ الأدواءَ والآلاما

اعرفْ لربّكَ حقَّهُ فَلِحكمةٍ
خَلَقَ العُقولَ وأنشأَ الأحلاما

أرأيتَ كالإسلامِ دِيناً قَيّماً
سَاسَ الأُمورَ ودبَّرَ الأحكاما

اللهُ أحكمَ أمرَهُ وأقامَهُ
للعالمينَ شريعةً ونِظاما

نادَى النبيُّ به فأفزعَ صوتُه
أُمماً بآفاقِ البلادِ نِياما

ودَعَا إليه وسَيْفُه بِيَمينِهِ
يمضِي حياةً مَرَّةً وحِماما

تَمضِي أباطيلُ الحياةِ ولن ترى
لِسوَى الحقائقِ في الزّمانِ دَواما

صُعقتْ نُفوسُ المشركينَ وهالهم
هَمٌّ إذا انجلتِ الهمومُ أقاما

قالوا فقدناهم ثلاثةَ قادةٍ
ما مِثلُهمُ بأساً ولا إقداما

ما أعظمَ البلوى ويا لكِ نَكبةً
ملَكتْ علينا النقضَ والإبراما

نزل البلاءُ بنا فكانَ مُضاعفاً
وجَرَى العذابُ معاً فكانَ غَراما

إني إخالُ البَيْتَ يُشرقُ جَوُّهُ
وإخالُ مَكّةَ ترفَعُ الأعلاما

يا ابن الوليدِ لك الأعِنَّةُ كلّها
فَالْقَ المقانِبَ وادفعِ الأقواما

سترى المشاهِدَ تَرجُفُ الدنيا لها
وترى الحصونَ تَميدُ والآطاما

بَشِّرْ حُماةَ الشِّركِ منك بوقعةٍ
تُوهِي القُوَى وتُزلزِلُ الأقداما


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اسمٌ سَمَا لَفظُهُ وازدَانَ مَعناهُ
حَلّاكِ رَبُّكِ بالحُسْنَى وحَلّاهُ

مَيمونةٌ أنتِ هذا ما تَخيَّرهُ
لَكِ الذي اختاره مِن خَلقِهِ اللَّهُ

أوفى بَحمزَةَ والعبّاسِ مَجدُهُما
يا أختَ زَوْجَيْهِما والنَّاسُ أَشْباهُ

لأنتِ أكرمُ عند اللَّهِ مَنزلةً
يا زَوجَ أحمدَ إذ أعطاكِ إيّاهُ

لم تَعلمي أمَطايا اللَّهِ حاملةٌ
منكِ الجلالَ المحلَّى أم مطاياهُ

إلى المدينةِ سِيري في كِلاءتِهِ
يا طِيبَ مثواكِ إن شارفتِ مَثواهُ

قرِّي بِبعلِكِ عَيْناً إنّه شَرَفٌ
ما مِثلُهُ شَرَفٌ عالٍ ولا جاهُ

أطريْتُ فيكِ وفي المختارِ مُؤمنةً
عَزَّتْ بأبلجَ ما تُحْصَى مَزَاياهُ

عِزٌّ يُوطِّدُ للإسلامِ جَانِبَها
مِنْ جانبِ اللَّهِ مَوْلاها ومَوْلاهُ

ما انفَكَّ يتَّخِذُ الأصهارَ يجعلهم
لِدينِهِ الهادمُ البانِي ودُنْياهُ

سياسةٌ ما رَمَى الطَّبُّ اللَّبيبُ بها
إلا أصابَ بإذنِ اللَّهِ مَرماهُ

وقُوّةٌ لرسولِ الله شائعةٌ
بين القبائلِ يرعاها وتَرعاهُ

وسنَّةٌ لبني الإسلامِ يَشرعُها
والخيرُ أجمعُ شرعٌ من سجاياهُ

همْ أسرةٌ في ظلالِ اللَّهِ واحدةٌ
تَمضي على الحقِّ تَرجوه وتخشاهُ

لا تَعرِفُ الرُّشدَ إلا في شَرائِعِهِ
ولا تَرَى الخيرَ إلا في وَصَاياهُ

دِينُ الألَى يُؤثرونَ العزَّ مَنزلةً
ما كانَ أَهْوَنَ دُنيا النَّاسِ لولاهُ

لكلِّ شعبٍ بِناءٌ ليس يُمسِكُهُ
شيءٌ إذا نام عنه مَن تَولّاهُ

لولا الأواصِرُ والأرحامُ ما التأمتْ
مِنه الصُّدوعُ ولا انضمَّتْ شَظَاياهُ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَضى العامُ وَانْبَعَثَ المُنتظَرْ
وَخُلِّيَتِ السُّبْلُ لِلْمُعْتَمِرْ

لقد يَسَّرَ اللَّهُ تِلكَ الصعابَ
فما من عَصِيٍّ ولا مِن عَسِرْ

بَدارِ بَدارِ جُنودَ النَّبيِّ
فإنّ الغنيمةَ للمُبْتَدِرْ

إلى البيتِ سِيرُوا سِرَاعَ الخُطَى
فما ثَمَّ من خِيفَةٍ أو حَذَرْ

وَسُوقُوا الهدايا إلى ربِّكم
فما خَابَ مَن ساقَها أو نَحَرْ

دَعُوها لِناجِيَةٍ إنّه
لَنِعْمَ الفتى إن تَمَطَّى السَّفَرْ

دَليلكم الصّدقُ فيما مَضَى
يَشُقُّ الصّعابَ ويَهدِي الزُّمَرْ

ولِلخَيْلِ قائدُها المُجتَبَى
وفَارسُها الشّمّريُّ الأغرّ

رأوْها مُطَهَّمَةً في السّلاح
فطاروا يقولونَ أمرٌ قُدِرْ

أيا قَومَنا إنّهم أقبَلوا
على الجُرْدِ في المُرْهَفَاتِ البُتُرْ

خُذُوا حِذْرَكم وَاجمَعُوا أمركم
ألا إنّنا لا نَرى غيرَ شَرّ

وجاء ابنُ حصنٍ رسولاً يقول
مُحمدُ ما شأنكُم ما الخَبَرْ

أَتنقضُ عهدَكَ تبغِي القتالَ
وما كنتَ ممّن بَغَى أو غَدَرْ

قُريشٌ على العهدِ ما بَدَّلوا
ولا كان منهم أذىً أو ضَرَرْ

عَلامَ السّلاح وماذا تريدُ
أتأبى لأنْفُسِنَا أن تَقرّ

فقال النبيُّ اهْدَأُوا إنّني
لأَوْلَى الوَرَى بوفاءٍ وبِرّ

سيبقَى السّلاحُ بعيدَ المكانِ
لِيأمنَ مِن قومِنا مَن ذُعِرْ

لِمَكَّةَ حُرمتُها والذمام
وللَّهِ سُبحانَهُ ما أَمَرْ

وأقبلَ في صحبِهِ الأكرمين
يَؤُمُّ البَنِيَّةَ ذاتِ السُّتُرْ

فيا ابنَ رُواحَةَ خُذْ بالزِمام
وقل في النبيِّ وفي مَن كَفَرْ

جَلا القومُ يأبونَ لُقْيَا النبي
وأصحابِهِ الطاهرينَ الغُرَر

فطافوا وَصَلُّوا وخَفُّوا معاً
إلى الركنِ يَغشَونَهُ والحَجَرْ

وَقَضُّوا المناسِكَ مُسْتَبْشرينَ
فلم يبقَ من مأرِبٍ أو وَطَرْ

وجاء حُوَيطبُ يَلْقَى النَّبيَّ
وصاحِبُهُ المرتجَى للغِيَرْ

يقولان إنّا على مَوعدٍ
فما لكَ عن أرضِنا لم تَسِرْ

قَضيْتَ الثلاثَةَ فاذْهَبْ إلى
مَنازِلِ يَثْرِبَ ما من مَفَرّْ

فأرعدَ سعدٌ وجاشتْ به
حَمِيَّةُ مُسْتَوفِزٍ كالنَّمِرْ

وألقَى بصاعقةٍ تستطير
على جَانِبَيْها بُروقُ الشَّرَرْ

فقال النبيُّ رُويداً رُويداً
وأطفأ من غَيْظِهِ المسْتَعِرْ

وحُمَّ الرحيلُ فنعمَ السّبيل
سبيلُ القبيلِ الجليلِ الخَطَرْ

هُمُ صَبَرُوا فانثنوا ظافرين
وما الصّبرُ إلا بَشِيرُ الظَّفَرْ

فَشُكْراً لربٍّ يُحِبُّ التَّقِيَّ
وَيُضفِي العَطَاءَ على مَن شَكَرْ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هُوَ النَّصْرُ يا تَيْمَاءُ يَتبعُهُ النَّصْرُ
فإن كُنتِ في رَيْبٍ فقد وَضَحَ الأمرُ

دَعِي الرُّسْلَ تَمضي ما عليكِ مَلامَةٌ
وكيف يَعافُ الأمنَ من غَاله الذُّعْرُ

فإن تَخفضي منكِ الجَناحَ لِتَنْعَمِي
بأفياءِ عيشٍ ساكنٍ فَلَكِ العُذْرُ

وهل يَرفعُ العصفورُ يوماً جَنَاحَهُ
إذا حَلَّقَ البازِي أو انطَلَقَ النَّسْرُ

إذا أمسكَ الصَّبرُ البلادَ وأَهْلَها
فليس على هذا قَرارٌ ولا صَبْرُ

ألم يكُ أهلُ الأرضِ مَوْتَى فجاءهم
رَسُولُ حياةٍ دِينُهُ البَعْثُ والنَّشْرُ

أبى أن يَظَلُّوا آخِرَ الدَّهرِ فوقها
يَسيرونَ في الأكفانِ وَهْيَ لهم قَبْرُ

حَياةُ الدُّنى في سَيْفِهِ وكِتَابِهِ
وما منهما إلا لها عنده سِرُّ

لَكِ الأمنُ يا تَيْماءُ لا الدَّمُ دَافِقٌ
ولا النَّفْعُ مُسْوَدٌّ ولا الجَوُّ مُغْبَرُّ

ولا أنتِ ثَكْلَى ما تُغِبُّكِ لوعةٌ
مُؤجَّجةٌ كالجمرِ أو دونها الجمرُ

أعانَكِ رأيٌ أبصَرَ القصدَ فانْتحَى
بأهلِكِ ما لا يَنْتَحِي الجاهلُ الغِرُّ

ولو آثروا الإسلامَ دِيناً لأفلحوا
ولكنّه الشِّركُ المُذَمَّمُ والكُفْرُ

أَبَوْا وَتَولَّوا يَشترُونَ نُفُوسَهم
بأموالِهِم هذا هو الغَبْنُ والخُسْرُ

يُؤدُّونَها من خِيفَةِ القتلِ جِزْيَةً
على الهُونِ ممّا يرزقُ الحَبُّ والتَّمْرُ

أقاموا يُريدونَ الحياةَ بأرضهِمِ
وكيفَ حياةُ القومِ إن فَسَدَ الأَمْرُ

رُوَيْدَ الأُلَى اختاروا الضلالةَ خُطَّةً
فَتِلكِ وإن لم يعلموا خُطَّةٌ نُكْرُ

يَضِلُّونَ والفَجرُ المنوِّرُ طَالِعٌ
ولا عُذْرَ للضُّلّالِ إن طَلَعَ الفَجْرُ

لِكُلِّ أُناسٍ مُدَّةٌ ثُمّ تَنجلِي
عَمَايَتَهُمْ فَلْيَصْبرُوا إنّه الدَّهْرُ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خُوضُوا الوغَى يا أهلَ وَادِي القرى
واستقبلوا الموتَ وأُسْد الشَرَى

أنكرتُمُ الإسلامَ دِينَ الهُدَى
والله والسَّيفُ لمن أنكرا

إن تَطْلُبوا البُرهانَ فاستخبروا
جِيرانَكم أو فاسألوا خَيْبَرا

اقْتُلْ عليٌّ إنّهم مَعْشَرٌ
مَا مِثْلَهم أعمَى الهَوَى مَعْشَرا

ويا حَوارِيَّ الرَّسُولِ اقْتَنِصْ
كُلَّ غَوِيٍّ جَاءَ مُسْتَهْتِرا

وأنتَ فَاضْرِبْ في الطُّلَى يا أبَا
دُجانَةَ اضْرِبْ مُقْبِلاً مُدْبِرا

كُرُّوا جُنودَ اللهِ في نَصْرِهِ
ليس لغيرِ اللهِ أن يُنْصَرا

لا تتركوا جَيْشَ الأُلَى اسْتَمْسَكوا
بالكفرِ حتّى يَرجعَ القهقرى

يا صَوْلَةً هَدَّتْ فَراعِينَهُمْ
مَا أَشْجَعَ القومَ وما أصْبَرا

أبطالُ حربٍ لم يَزَلْ بأسُهُم
يَلْتَهِمُ العَسْكَرَ فالعَسْكَرَا

وادِي القرى التَفَّ على رَوْعَةٍ
يا وَيْحَ للمُرتاعِ ماذا يَرَى

مَنْ مَثَّلَ الأغوالَ تَهْفُو بِهِ
أَهوالُها العُظْمَى ومَنْ صَوَّرا

بَأْسُ رسولِ اللَّهِ في صَحْبِهِ
ما أَعظَمَ البأسَ وما أكْبَرا

ذَلَّتْ يَهودٌ بعد أن لم تكن
تَظُنُّ أن تُغلَبَ أو تُقْهَرَا

استَعْمَرَ الفاتحُ زُرَّاعَهُمْ
في الأرْضِ لولا الرفقُ ما اسْتَعْمَرا

فَلْيَشْكُروها مِنْهُ أُكْرُومَةً
مِن حَقِّها الواجبِ أن تُشكرا

وَلْيَرْقُبوا العُقْبَى وَزِلْزَالَها
إنْ أظْهَرَ الحِدْثَانُ ما أَضْمَرَا

لا حَولَ للقومِ ولا حيلَةٌ
فيما قَضَى اللهُ وما قَدَّرَا

لن يصحبَ الإسلامَ في دارِهِ
أصحابُ دِينٍ غيرِهِ مُفْتَرى

بِشَارَةُ اللهِ أتانا بها
أَصْدَقُ مَن بَشَّرَ أوْ أَنْذَرَا


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتَيْنَ بِهِنَّ من شَوقٍ غَليلُ
وَعُدْنَ لَهُنَّ مُنْقَلَبٌ جَليلُ

خَرَجْنَ من الخدورِ مُهاجِراتٍ
فلا دَعَةٌ ولا ظِلٌّ ظَليلُ

يَسِرْنَ مع النَّبيِّ على سواءٍ
ولا هادٍ سِواهُ ولا دَليلُ

يُرِدْنَ الله لا يَبغِينَ دُنيا
كثيرُ مَتاعِها نَزْرٌ قَلِيلُ

عَقَائِلُ في حِمَى الإسلامِ يَسْمُو
بِهِنَّ مِنَ العُلَى فَرْعٌ طَوِيْلُ

يَفِئْنَ إلى صَفِيَّةَ حيث كانت
وكان سَبيلُها نِعْمَ السَّبيلُ

عَلَيْها من رسولِ الله وَسْمٌ
مُبينُ العِتقِ وضّاحٌ جَميلُ

عَشِيرَةُ سُؤْدُدٍ وقَبيلُ مَجْدٍ
فَبُورِكَتِ العَشيرةُ والقَبيلُ

يُجَرِّدْنَ النُّفوسَ مُجاهِداتٍ
بِحَيْثُ يُجرَّدُ العَضْبُ الصَّقِيلُ

فَلا ضَعْفٌ يَعوقُ ولا لُغُوبٌ
ولا وَلَدٌ يَشوقُ ولا حَلِيلُ

نِساءُ الصِّدْقِ ما فِيهِنَّ عَيْبٌ
وليس لَهُنَّ في الدنيا مَثيلُ

أَخَذْنَ عَطَاءَهُنَّ على حَياءٍ
يَزيدُ جَمالَهُ الخُلُقُ النَّبيلُ

لَئِنْ قَلَّ الذي أُوتِينَ مِنْهُ
فأجرُ الله مَوفورٌ جَزيلُ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أكانوا كُلُّهُم دَاءً عَيَاءَ
فما يَجِدُ الأُساةُ لهم دَواءَ

ألاَ إنّ النَّطَاسِيَّ المرجَّى
أتى يَلقى الأُلى انتظروا اللِّقاءَ

أتى بالحكمةِ الكُبرى رسولاً
فكانَ لِعلّةِ الدُّنيا شِفَاءَ

أَتَطمعُ زَينبٌ بذراعِ شاةٍ
يُسمَّمُ أن يُضَرَّ وأن يُساءَ

أبى المَلِكُ المُهيمِنُ ما أرادتْ
فَخَيَّبَها وكان لهُ وَقَاءَ

أتَتْ تمشِي بها وتقولُ هذا
طعامُكَ فَارْضَهُ وانعمْ مَساءَ

فقال لصحبِهِ رِزقٌ أتانا
فباسمِ الله لا نُحْصِي ثَنَاءَ

فَلَّما ذَاقَها قال اتركوها
فإنّ اللهَ قد كَشَفَ الغِطاءَ

طَعَامُ السُّوءِ مَسْمُومٌ وهذا
أخِي جبريلُ بالأنباءِ جَاءَ

فَكَفُّوا غَيْرَ بَادِرَةِ لِبِشْرٍ
مَضَتْ قَدَراً لِرَبِّكَ أو قَضاءَ

فَيَا لكِ طَعنَةً لم تُبْقِ منه
لِحاجَةِ نَفْسِهِ إلا ذماءَ

إذا رامَ التَّحَوُّلَ أمسكته
ولو قَدرتْ مَفاصِلُهُ لَناءَ

قَضَاها حِجَّةً من ذاقَ فيها
مَرَارَةَ عَيشِهِ كَرِهَ البقاءَ

وحُمَّ قَضَاؤُهُ فَمَضَى رَضِيَّاً
يُبَوَّأُ جَنَّةَ المأوى جَزاءَ

وقال مُحَمَّدٌ يا آلَ بِشرٍ
كَفَى بِدَمِ التي قُتِلَتْ عَزَاءَ

فلاقَت زَينبٌ قتلاً بقتلٍ
وما كانت لصاحبهم كِفَاءَ

أمَنْ حَمَلَ الخِمَارَ من الغواني
كمن حَمَلَ العِمامَةَ واللِّواءَ

كَذلِكَ حُكمُ ربِّكَ في كتاب
أقَامَ السُّبْلَ بَيِّنَةً وِضَاءَ

هُوَ القِسْطَاسُ أُنزلَ مُسْتَقيماً
لِمن يَزِنُ النُّفوسَ أو الدِّماءَ

أتى يحمي الحُقُوقَ ويقتضيها
فلا جَنَفاً يُريدُ ولا عَدَاءَ

بِناءُ العدلِ ليس به خَفاءٌ
فَسُبحانَ الذي رَفَعَ البِناءَ

ألا خَسِرَ اليهودُ ولا أصابوا
طِوالَ الدَّهرِ خَيراً أو نَماءَ

كَأنَّ الغدرَ عِندَ القومِ دِينٌ
فَما يَدَعُ الرجالَ ولا النساءَ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَقَدَّمْ فهذا مَطلعُ الحقِّ والهُدَى
ألستَ تَرى النُّورَ الذي جَاوَزَ المدى

أتيتَ رَسُولَ اللهِ تَتبعُ دِينهُ
وتُؤثِرُ خيرَ الزَّادِ فيمن تَزَوَّدا

لكَ الله يا حجَّاجُ أَمْسَيْتَ مُشْرِكاً
وأصبحتَ تَدعوهُ تَقِيَّاً مُوَحِّدَا

سَيغفِرُ ما أسلفتَ من جَاهليَّةٍ
لَيالِيَ تأبَى أن يُطاعَ وَيُعْبَدَا

سألتَ رسولَ اللهِ ما لو سألتَهُ
سِواهُ لأعطاكَ الحُسَامَ المُهَنَّدَا

تقولُ له دَعْنِي أزوِّرْ مَقَالةً
تَسُوءُكَ إنّي أحذرُ المعشرَ العِدَى

بِمكَّةَ لي مالٌ كثيرٌ مُوزَّعٌ
أخافُ عليهِ أن يضيعَ وَيُفقدا

سأكتمُ إسلامِي وأُوذِيكَ إنّهم
هُمُ القومُ لا يُؤذونَ إلا مَنِ اهْتدَى

وَرُحْتُ تُحابِيهم وتَشْفِي صُدورَهم
بِخرقَاءَ تستهوي الغَبِيَّ المُبَلَّدَا

تقولُ لقد فازَ اليهودُ وأدركوا
على الفاتحينَ الغُرِّ نَصْراً مُؤَيَّدا

أغاروا فَرَدُّوهُم وأمسى مُحَمّدٌ
أسيراً لدى ساداتِهم ليس يُفتَدَى

أبَوْا أن يَذوقَ القتلَ إلا بمكةٍ
وإنّ له عمّا قريبٍ لَمَوْعِدَا

فَطاروا سُروراً واستمرَّ غُواتُهم
يُذِيعُونَهُ زُوراً وإفكاً مُرَدَّدا

وَطَاشتْ عُقُولُ المسلِمينَ فأصبحوا
حَيَارَى يَرَوْنَ العيشَ أَغْبَرَ أَنْكَدَا

وأرضَى الألى ضَلُّوا السَّبيلَ بشيرُهم
لَدُنْ جَمَعوا مِن مالِهِ ما تَبَدَّدا

تَزَوَّدَ همّاً كلُّ من كانَ مُسلِماً
وأَعْيَا على العبّاسِ أن يَتَجَلَّدَا

فَأَرْسَلَ ما هذا الذي أنتَ قائِلٌ
قُلِ الحقَّ يا حَجّاجُ وَانْقَعْ بِهِ الصَّدَى

تَبَارك ربِّي إنّه جَلَّ شأنُهُ
لَحَقٌّ عليهِ أنْ يُعِزَّ مُحَمَّدَا

فقال نَعَمْ عُدْ يا غلامُ وَقُلْ له
أبا الفضلِ أبْشِرْ وانتظِرْ مَقدمي غدا

فأَعتقَ من فَرَطِ السُّرورِ غُلامَهُ
وَرَاجَعهُ مِن أمرِهِ ما تَعَوَّدَا

ووافَاهُ حجّاجٌ بأنباءِ خَيْبَرٍ
فَأمسَى الذي أخفَى من الأمرِ قد بَدَا

وناشَدَهُ أن لا يُذيعَ حَدِيثَهُ
ثَلاثَةَ أيّامٍ حِذاراً مِنَ الرَّدَى

فَلَمّا انقضَتْ رَاعَ الرجالَ بِطَلعَةٍ
تَشُقُّ على الأعداءِ مَرْأَىً ومشهدا

تَدَفَّقَ بِشراً وَجهُهُ وجَرَى السَّنا
على صَفْحَتَيْهِ سَاطِعاً فَتَوقَّدا

يقولونَ لا تحزَنْ فيا للأُلى عَمُوا
ويَا لكَ من حُزنٍ أقامَ وأَقْعَدَا

رماهم بأخبارِ الفُتوحِ فَغَاظَهُم
وَردَّ ذَلِيلاً كُلَّ عاتٍ تَمرَّدا

يَضِجُّونَ أينَ ابنُ العلاطِ أما لنا
إليهِ سَبيلٌ إنّه كان مُفْسِدا

لقد غَرَّنَا كَيْما يَفُوزُ بِمَالِهِ
فحاقَ بنا من إثمِهِ ما تَعَمَّدا

فواهاً لَهُ مِن ماكرٍ لو نُصِيبُه
إِذَنْ لَجَزَيْناهُ الجزاءَ المشَدَّدا

جَزاهُم إلهُ النَّاسِ ما ذنبُ مُسْلِمٍ
كَريمِ السَّجايا ما أَسَاءَ ولا اعْتَدَى

رَأى شَرَّهُمْ فاحتالَ يَحفظُ ماله
عليهِ ويَأْبَى أن يُغادِرَهُ سُدَى


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَقَدَّمْ فهذا مَطلعُ الحقِّ والهُدَى
ألستَ تَرى النُّورَ الذي جَاوَزَ المدى

أتيتَ رَسُولَ اللهِ تَتبعُ دِينهُ
وتُؤثِرُ خيرَ الزَّادِ فيمن تَزَوَّدا

لكَ الله يا حجَّاجُ أَمْسَيْتَ مُشْرِكاً
وأصبحتَ تَدعوهُ تَقِيَّاً مُوَحِّدَا

سَيغفِرُ ما أسلفتَ من جَاهليَّةٍ
لَيالِيَ تأبَى أن يُطاعَ وَيُعْبَدَا

سألتَ رسولَ اللهِ ما لو سألتَهُ
سِواهُ لأعطاكَ الحُسَامَ المُهَنَّدَا

تقولُ له دَعْنِي أزوِّرْ مَقَالةً
تَسُوءُكَ إنّي أحذرُ المعشرَ العِدَى

بِمكَّةَ لي مالٌ كثيرٌ مُوزَّعٌ
أخافُ عليهِ أن يضيعَ وَيُفقدا

سأكتمُ إسلامِي وأُوذِيكَ إنّهم
هُمُ القومُ لا يُؤذونَ إلا مَنِ اهْتدَى

وَرُحْتُ تُحابِيهم وتَشْفِي صُدورَهم
بِخرقَاءَ تستهوي الغَبِيَّ المُبَلَّدَا

تقولُ لقد فازَ اليهودُ وأدركوا
على الفاتحينَ الغُرِّ نَصْراً مُؤَيَّدا

أغاروا فَرَدُّوهُم وأمسى مُحَمّدٌ
أسيراً لدى ساداتِهم ليس يُفتَدَى

أبَوْا أن يَذوقَ القتلَ إلا بمكةٍ
وإنّ له عمّا قريبٍ لَمَوْعِدَا

فَطاروا سُروراً واستمرَّ غُواتُهم
يُذِيعُونَهُ زُوراً وإفكاً مُرَدَّدا

وَطَاشتْ عُقُولُ المسلِمينَ فأصبحوا
حَيَارَى يَرَوْنَ العيشَ أَغْبَرَ أَنْكَدَا

وأرضَى الألى ضَلُّوا السَّبيلَ بشيرُهم
لَدُنْ جَمَعوا مِن مالِهِ ما تَبَدَّدا

تَزَوَّدَ همّاً كلُّ من كانَ مُسلِماً
وأَعْيَا على العبّاسِ أن يَتَجَلَّدَا

فَأَرْسَلَ ما هذا الذي أنتَ قائِلٌ
قُلِ الحقَّ يا حَجّاجُ وَانْقَعْ بِهِ الصَّدَى

تَبَارك ربِّي إنّه جَلَّ شأنُهُ
لَحَقٌّ عليهِ أنْ يُعِزَّ مُحَمَّدَا

فقال نَعَمْ عُدْ يا غلامُ وَقُلْ له
أبا الفضلِ أبْشِرْ وانتظِرْ مَقدمي غدا

فأَعتقَ من فَرَطِ السُّرورِ غُلامَهُ
وَرَاجَعهُ مِن أمرِهِ ما تَعَوَّدَا

ووافَاهُ حجّاجٌ بأنباءِ خَيْبَرٍ
فَأمسَى الذي أخفَى من الأمرِ قد بَدَا

وناشَدَهُ أن لا يُذيعَ حَدِيثَهُ
ثَلاثَةَ أيّامٍ حِذاراً مِنَ الرَّدَى

فَلَمّا انقضَتْ رَاعَ الرجالَ بِطَلعَةٍ
تَشُقُّ على الأعداءِ مَرْأَىً ومشهدا

تَدَفَّقَ بِشراً وَجهُهُ وجَرَى السَّنا
على صَفْحَتَيْهِ سَاطِعاً فَتَوقَّدا

يقولونَ لا تحزَنْ فيا للأُلى عَمُوا
ويَا لكَ من حُزنٍ أقامَ وأَقْعَدَا

رماهم بأخبارِ الفُتوحِ فَغَاظَهُم
وَردَّ ذَلِيلاً كُلَّ عاتٍ تَمرَّدا

يَضِجُّونَ أينَ ابنُ العلاطِ أما لنا
إليهِ سَبيلٌ إنّه كان مُفْسِدا

لقد غَرَّنَا كَيْما يَفُوزُ بِمَالِهِ
فحاقَ بنا من إثمِهِ ما تَعَمَّدا

فواهاً لَهُ مِن ماكرٍ لو نُصِيبُه
إِذَنْ لَجَزَيْناهُ الجزاءَ المشَدَّدا

جَزاهُم إلهُ النَّاسِ ما ذنبُ مُسْلِمٍ
كَريمِ السَّجايا ما أَسَاءَ ولا اعْتَدَى

رَأى شَرَّهُمْ فاحتالَ يَحفظُ ماله
عليهِ ويَأْبَى أن يُغادِرَهُ سُدَى


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمَا تَدَعُ العَمَايَةَ يا ابنَ حصنٍ
وَتَسلُكُهَا مُعَبَّدَةً سَوِيَّهْ

أَضَلَّتكَ اليهودُ فَرُحْتَ تَبْغِي
ثَمارَ النّخلِ يا لَكَ من بَلِيَّهْ

لَبِئْسَ الأجرُ أجرُكَ مِن أُناسٍ
يَرَوْنَ الحقَّ مَنزلَةً دَنِيَّهْ

أتَرضَى أن تكونَ لهم حَليفاً
لَعَمْرُكَ إنّهم شَرُّ البَرِيَّهْ

رَمَوْكَ بِرُسْلِهِم يَرجونَ نصراً
فَمَا وَجَدوكَ من أهلِ الرَّوِيَّهْ

أَهَبْتَ بِقَوْمِكَ انطَلِقُوا وَرَائِي
فَتِلْكَ سَرِيَّةٌ تتلو سَرِيَّهْ

تُريدُ مُحَمّداً وَبَنِي أبيهِ
أُولِي النَّجَدَاتِ والهِمَمِ العَلِيَّهْ

حُماةُ الحقِّ ليس له سِواهم
إذا غَلَتِ الحفيظَةُ والحَمِيَّهْ

نهاك مُحَمَّدٌ فأَبيتَ رُشْداً
لِنَفْسِكَ إنّها نَفْسٌ غَوِيَّهْ

وقلتَ أنتركُ الحلفاءَ نَهْباً
ونحن أُولُو السُّيُوفِ المَشْرَفِيَّهْ

رُوَيْدَكَ يا عُيَيْنَةُ أيُّ خطبٍ
أصابَكَ ما الحديثُ وما القَضِيَّهْ

وما الصَّوتُ المردَّدُ يا ابنَ حِصنٍ
وَرَاءَكَ في منازِلِكَ القَصِيَّهْ

وَرَاءَكَ يا عُيَيْنَةُ لا تَدَعْها
فما هِيَ عن دِفَاعِكَ بالغَنِيَّهْ

رَجعتَ بِجُنْدِكَ المهزومِ رُعْباً
فَمَرْحَى ما الهزيمةُ كالمَنِيَّهْ

لَوَ انّكَ جِئْتَ خَيْبَرَ وَهْيَ ظَمْأَى
سَقَتْكَ من الرَّدَى كأساً رَوِيَّهْ

نَوَيْتَ غِيَاثَها فَشُغِلْتَ عنها
وأمرُ الله يَغلبُ كلَّ نِيَّهْ

بِرَبِّكَ يا فتى غَطفَانَ آمِنْ
فإنّ لهُ لآياتٍ جَلِيَّهْ

رَجعتَ إلى النَّبيِّ تَقولُ مَا لا
يَقولُ المرءُ ذُو النَّفْسِ الحَيِيَّهْ

ألستُ لمن ظَفَرْتَ بهم حَلِيفاً
فَهَبْ لي من مَغَانِمِهم عَطِيَّهْ

وَإنّي قد أَبَيْتُ فلم أُعِنْهُم
عَلَيكَ وما تَرَكْتُكَ عن تَقِيَّهْ

فقال كَذَبْتَ مَالَكَ مِن خَلاقٍ
وما تَخْفَى على الله الطَّوِيَّهْ

عَلَيكَ بِذِي الرُّقَيْبَةِ إنّ فيه
لَمَا أحببتَ من صلةٍ سَنِيَّهْ

تَأَمَّلْ هل مَلَكتَ عليَّ أمرِي
وهل صَدَقَتْكَ رُؤيَاكَ الغَبِيَّهْ

لكلٍّ من دُعاةِ الشِّركِ حربٌ
مُظَفَّرَةُ الوقائِعِ خَيْبَرِيَّهْ

سَجَايا المُرهفاتِ البيضِ أَوْلَى
بمن جَعلوا النِّفاقَ لهم سَجِيَّهْ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَحيصةُ بلّغْ ما أُمِرتَ فإنّما
هو الدينُ دينُ المسلمِينَ أو القتلُ

إلى فَدَكٍ فَاحْمِلْ بَلاَغ مُحمّدٍ
وأَنْذِرْ بها قوماً أضلَّهمُ الجَهْلُ

أَبَوْا أن يُجِيبوا دَاعِيَ اللَّهِ وَابْتَغُوا
سَبِيْلَ الألى أعماهُمُ الحِقْدُ والغِلُّ

يَقولون لن يَسْطِيعَ جيشُ مُحمّدٍ
بخيبرَ نصراً إنّها مَطلبٌ بَسْلُ

يُدافِعُ عنها من صَنَادِيْدِ أهلِها
رِجالٌ إذا خاضوا الوَغَى بَطَلَ
الهَزْلُ

لها عامرٌ عِنْدَ البلاءِ وياسرٌ
لها مَرْحَبٌ والحارثُ البطلُ الفَحْلُ

وإنَّ بها من كُلِّ رامٍ وَضَارِبٍ
أُلوفاً هُم السُّمُّ الذُّعافُ لمن يَبْلو

على أنّنا لا نكرهُ السّلمَ فانتظِرْ
مَحيصةُ واصبِرْ إنّها خُطّةٌ فَصْلُ

كذَلِكَ قالوا يمكرون كَدَأْبِهِمْ
وماذا يُفيْدُ المكرُ أو يَنفعُ الخَتْلُ

أطالوا المدَى حَتَّى يَروا جَدَّ قومِهم
وَجَدَّ رسولِ اللَّهِ أيُّهما يَعْلُو

فلمَّا رُمُوا بالحقِّ من حِصْنِ نَاعمٍ
وَقِيْلَ لهم ضاقت بقومِكمُ السُّبْلُ

مَشتْ رُسْلُهم للصّلحِ تَهوِي أمامَها
قُلوبٌ هِيَ الكُتْبُ الحثيثةُ والرُّسْلُ

يَظَلُّ عَمِيْدُ القومِ نُونُ بنُ يُوشَعٍ
يَقولُ هَلُمُّوا ذَلِكَ المركبُ السَّهْلُ

ولاذُوا بأكنافِ النبيِّ فصادفوا
كرِيماً يُرجَّى عنده العفوُ والفَضْلُ

أحلَّ لهم صُلحاً وإنّ دِماءَهم
وَأمْوَالَهم إن رَدَّهُمْ خُيَّباً حِلُّ

لئن خُلِقوا لِلُّؤمِ أهلاً فإنّه
لكلِّ الذي يسمو الكِرامُ به أَهْلُ

له النِّصْفُ من تِلْكَ الحُقولِ يُعِدُّهُ
لِكُلِّ فقيرٍ عضَّهُ البؤسُ والأزْلُ

كذلكَ مَوْلَى القومِ يَرْجُونَ ظِلَّهُ
وما خيرُ مولىً لا يَكونُ له ظِلُّ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بُشراكِ أُمَّ حَبيبَةٍ بِمُحَمَّدٍ
تَمَّتْ لكِ النُّعمى فَفوزِي وَاسْعَدِي

هَذا بَشيرُ الخيرِ أيُّ طَلاقةٍ
تَحكِي طلاقَةَ وجههِ الغَضِّ النَّدِ

حَمَلَ الرِّسالَةَ مَشرعاً من رَحمةٍ
فيهِ الشِّفاءُ لِغُلَّةِ القَلْبِ الصَّدِ

بُشراكِ أُمَّ المؤمنينَ فهذهِ
رؤياكِ عِندَ أوانِها والموعدِ

بَعثَ النَجَاشِيُّ الوليدةَ فاسمعي
أشهَى الحديثِ إلى الكرائمِ واشْهَدي

هَذا عَطَاؤُكِ لو يكونُ مَكانَهُ
أغلى الكُنوزِ خَشيْتُ أن لا تُحْمَدِي

نِعمَ العطاءُ بَذَلْتِهِ مَرْضِيَّةً
في اللَّهِ راضيةً وَيَالكِ من يَدِ

قلّدتِ أمرَكِ خالداً فمضَى بهِ
شرفاً على شَرَفٍ أشمَّ مُخَلَّدِ

هَتَفَ الرسولُ أَجِبْ وكيلَ مُحَمَّدٍ
فمشَى إلى المَلِكِ الأعزِّ الأصيَدِ

يَلقاهُ في تَاجِ الهُدى وسريرِه
بين الأَرائكِ والجُموعِ الحُشَّدِ

في مشهدٍ زانته غُرَّةُ جَعفرٍ
زَيْنَ النَّدِيِّ ونُورِ عينِ المنتدي

جَمَعَ الأحبَّةَ والرفاقَ فأقبلوا
من كلِّ عالٍ في الرجالِ مُمَجَّدِ

أدَّى النجاشيُّ الصَداقَ مُبارَكاً
مِلءَ اليدينِ يَسوقُه من عَسْجَدِ

وأقامَ للَّهِ الولائمَ كلّما
زَادتْ وفودُ القومِ قال لها ازْدَدِي

مَضَتِ الوليدةُ بالصّداقِ فَصادفتْ
كَرَماً يُجاوِزُ مَطْمَعَ المُسْتَرْفِدِ

نَالتْ ولم تَسألْ وَلِمَ تمدُدْ يداً
خَمسِينَ دِيناراً عطاءً كالدَّدِ

فضلٌ لأُمِّ المؤمنِينَ تَفَجَّرَتْ
عنه فَرَاحَ يَفِيْضُ غَيْرَ مُصَرَّدِ

تِلْكَ الوليدةُ قال سيّدُها ارجِعي
أَنَسِيتِ حَقَّ الضّيفِ عِنْدَ السَّيِّدِ

رُدِّي العَطِيَّةَ والهَدِيَّةَ واذكرِي
آلاءَ رَبِّكِ ذي الجلالِ الأَوْحَدِ

لا تَرْزَئِي زوجَ النبيِّ بأرضِنا
شَيئاً فَبِئسَ الزّادُ للمتزوّدِ

قالت إليكِ المالَ والحلْي الذي
أعْطَيتِنيهِ فليس أمري في يَدِي

أَمرَ المليكُ فلا مَرَدَّ لأمرِهِ
وَلَكِ الكرامةُ في الفريقِ الأرشدِ

لي في ذمامِكِ حاجةٌ مَنْشُودَةٌ
لولا الهُدَى وَسَبيلُهُ لم تُنْشَدِ

هل تحملينَ إلى الرَّسولِ تَحِيَّةً
منّي إذا انطلقتْ رِكابُكِ في غَدِ

حَيّيهِ مُنْعِمةً وَقولِي إنّني
أحببتُه حُبَّ التَّقِيِّ المُهْتَدِي

وَرَضِيْتُ مِلَّتَهُ لنفسي إنَّه
لعلى طريقٍ للسدادِ مُعَبَّدِ

رَضِيَ المليكُ وراحَ يَحمدُ رَبَّه
حَمْدَ امرئٍ للصالحاتِ مُسدَّدِ

وَدَعا إلى الصُّنعِ الجميلِ نِساءَهُ
فالطيبُ ذو عَبَقٍ يروحُ وَيَغتدِي

تَمشِي الولائدُ خلفَهُ يَحْمِلْنَهُ
في مُلْتقىً بَهِجٍ وَحُسنِ تَودُّدِ

يَأتينَ أمَّ المؤمنينَ يَزِدْنَها
وَيَقُلْنَ مَهْلاً كلّما قالت قَدِي

سِيري هَداكِ اللَّهُ شَطْرَ نَبيِّهِ
في موكبٍ مِن نُورِهِ المتوقِّدِ

إلا يكنْ من هاشمٍ وَفْدٌ فكم
للَّهِ حَولَكِ من رَسولٍ مُوفَدِ

جِبريْلُ يَمشِي في رِكابِكِ خَاشعاً
بَيْنَ الملائِكِ فَاشْهَدي وَتَفَقَّدِي

اللَّهُ بَوَّأكِ الكرامَةَ مَنزلاً
وأعزَّ جَدَّكِ بالنبيِّ مُحَمَّدِ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بُشراكِ أُمَّ حَبيبَةٍ بِمُحَمَّدٍ
تَمَّتْ لكِ النُّعمى فَفوزِي وَاسْعَدِي

هَذا بَشيرُ الخيرِ أيُّ طَلاقةٍ
تَحكِي طلاقَةَ وجههِ الغَضِّ النَّدِ

حَمَلَ الرِّسالَةَ مَشرعاً من رَحمةٍ
فيهِ الشِّفاءُ لِغُلَّةِ القَلْبِ الصَّدِ

بُشراكِ أُمَّ المؤمنينَ فهذهِ
رؤياكِ عِندَ أوانِها والموعدِ

بَعثَ النَجَاشِيُّ الوليدةَ فاسمعي
أشهَى الحديثِ إلى الكرائمِ واشْهَدي

هَذا عَطَاؤُكِ لو يكونُ مَكانَهُ
أغلى الكُنوزِ خَشيْتُ أن لا تُحْمَدِي

نِعمَ العطاءُ بَذَلْتِهِ مَرْضِيَّةً
في اللَّهِ راضيةً وَيَالكِ من يَدِ

قلّدتِ أمرَكِ خالداً فمضَى بهِ
شرفاً على شَرَفٍ أشمَّ مُخَلَّدِ

هَتَفَ الرسولُ أَجِبْ وكيلَ مُحَمَّدٍ
فمشَى إلى المَلِكِ الأعزِّ الأصيَدِ

يَلقاهُ في تَاجِ الهُدى وسريرِه
بين الأَرائكِ والجُموعِ الحُشَّدِ

في مشهدٍ زانته غُرَّةُ جَعفرٍ
زَيْنَ النَّدِيِّ ونُورِ عينِ المنتدي

جَمَعَ الأحبَّةَ والرفاقَ فأقبلوا
من كلِّ عالٍ في الرجالِ مُمَجَّدِ

أدَّى النجاشيُّ الصَداقَ مُبارَكاً
مِلءَ اليدينِ يَسوقُه من عَسْجَدِ

وأقامَ للَّهِ الولائمَ كلّما
زَادتْ وفودُ القومِ قال لها ازْدَدِي

مَضَتِ الوليدةُ بالصّداقِ فَصادفتْ
كَرَماً يُجاوِزُ مَطْمَعَ المُسْتَرْفِدِ

نَالتْ ولم تَسألْ وَلِمَ تمدُدْ يداً
خَمسِينَ دِيناراً عطاءً كالدَّدِ

فضلٌ لأُمِّ المؤمنِينَ تَفَجَّرَتْ
عنه فَرَاحَ يَفِيْضُ غَيْرَ مُصَرَّدِ

تِلْكَ الوليدةُ قال سيّدُها ارجِعي
أَنَسِيتِ حَقَّ الضّيفِ عِنْدَ السَّيِّدِ

رُدِّي العَطِيَّةَ والهَدِيَّةَ واذكرِي
آلاءَ رَبِّكِ ذي الجلالِ الأَوْحَدِ

لا تَرْزَئِي زوجَ النبيِّ بأرضِنا
شَيئاً فَبِئسَ الزّادُ للمتزوّدِ

قالت إليكِ المالَ والحلْي الذي
أعْطَيتِنيهِ فليس أمري في يَدِي

أَمرَ المليكُ فلا مَرَدَّ لأمرِهِ
وَلَكِ الكرامةُ في الفريقِ الأرشدِ

لي في ذمامِكِ حاجةٌ مَنْشُودَةٌ
لولا الهُدَى وَسَبيلُهُ لم تُنْشَدِ

هل تحملينَ إلى الرَّسولِ تَحِيَّةً
منّي إذا انطلقتْ رِكابُكِ في غَدِ

حَيّيهِ مُنْعِمةً وَقولِي إنّني
أحببتُه حُبَّ التَّقِيِّ المُهْتَدِي

وَرَضِيْتُ مِلَّتَهُ لنفسي إنَّه
لعلى طريقٍ للسدادِ مُعَبَّدِ

رَضِيَ المليكُ وراحَ يَحمدُ رَبَّه
حَمْدَ امرئٍ للصالحاتِ مُسدَّدِ

وَدَعا إلى الصُّنعِ الجميلِ نِساءَهُ
فالطيبُ ذو عَبَقٍ يروحُ وَيَغتدِي

تَمشِي الولائدُ خلفَهُ يَحْمِلْنَهُ
في مُلْتقىً بَهِجٍ وَحُسنِ تَودُّدِ

يَأتينَ أمَّ المؤمنينَ يَزِدْنَها
وَيَقُلْنَ مَهْلاً كلّما قالت قَدِي

سِيري هَداكِ اللَّهُ شَطْرَ نَبيِّهِ
في موكبٍ مِن نُورِهِ المتوقِّدِ

إلا يكنْ من هاشمٍ وَفْدٌ فكم
للَّهِ حَولَكِ من رَسولٍ مُوفَدِ

جِبريْلُ يَمشِي في رِكابِكِ خَاشعاً
بَيْنَ الملائِكِ فَاشْهَدي وَتَفَقَّدِي

اللَّهُ بَوَّأكِ الكرامَةَ مَنزلاً
وأعزَّ جَدَّكِ بالنبيِّ مُحَمَّدِ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَرحباً بالأحبَّةِ المُقبلينا
أطفِئُوا شَوقَكم وقَضُّوا الحنينا

أذِنَ اللَّهُ باللقاءِ وكانتْ
لوعةً للفِراقِ دَامتْ سِنينا

إنّ هَذِي دِياركُم فادخلوها
طَيِّباتٍ لمعشرٍ طيّبينا

ادخلوها بنعمةٍ وسلامٍ
وَاعْمرُوها بأهلِكم والبنينا

أقبلوا أقبلوا وَحيُّوا رسولَ اللهِ
مُستبشراً يَمدُّ اليمينا

صَافحوهُ مُحبَّبَ الوجهِ سَمْحاً
والزموهُ مُباركاً مَيمونا

وانظروا حوله الجنودَ أُلوفاً
بعد أن لم تكنْ تُدانِي المئينا

واذكروا خطبَكم وكيفَ ذَهْبتُمْ
خِيفةَ الضَّيْمِ في البلادِ عِزينا

تركبونَ العُبابَ يأخذُه الكِبْ
رُ فيأبَى عِنَانُه أن يَلينا

يَضربُ الموجُ في جوانبِهِ الموجَ
وتُزجِي السَّفينُ فيه السَّفينا

اتَّخذتم أرضَ النجاشيِّ داراً
وتَركتُمْ دِيارَكم والقَطينا

مَلِكٌ عادلٌ أقامَ عليكم
من كريمِ الجوارِ حِصْناً حَصينا

وَرَعاكم رَعْيَ الحفيِّ يُؤّدي
حقَّ أضيافهِ وَفِيّاً أمينا

وَجَدَ العارَ في هَدِيَّةِ عمروٍ
فأباها وَردَّ عَمْراً حزينا

قال يا ويلتا أأهدمُ مَجدِي
وأُعادِي أبُوَّتي الأَوَّلينا

أأبيعُ الضُّيوفَ يا عمروُ دَعْها
خُطّةً تجعلُ العزيزَ مَهِينا

إنها سُبَّةٌ على الدهرِ يَأبَى
كلُّ حُرٍّ مُهذَّبٍ أن تكونا

راعه جعفرٌ بقولٍ مُبينٍ
فرأى الحقَّ واضحاً واليقينا

وَدَرى أنَما السُّجودُ لغيرِ اللَهِ
إثمٌ يَحيقُ بالسّاجدينا

وَاهْتَدى قَلبُه فآثَرَ دِينَ الحقِّ
في مجمعِ القَساوسِ دِينا

دَلَفَ القومُ بالمصاحفِ لا يَدْ
رُونَ ماذا يُريدُ أن يَسْتَبينا

قال ما عندَكم أما قال عِيسَى
سوفَ يأتي مِن بعدهِ من يلينا

بَطَلَ الشِّركُ وانتهى الإفكُ هذا
خاتمُ الأنبياءِ والمرسلينا

كيف نَأبَى مُحمّداً وَهْوَ حقٌّ
أيقولُ الهُداةُ إنّا عَمِينا

رَبِّ إنّي آمنتُ فاغفِرْ ذنوبي
وَاهْدِني في عبادِكَ المؤمنينا

هكذا فاز بالكرامةِ حزبُ اللَهِ
طوبَى لِحزبهِ المفلحينا

اُدْنُ يا جعفرٌ لك الرتَبُ العل
يا وكنتَ أمرأً بهن قَمِينا

وَخُذِ القُبلةَ التي هِيَ أَقْصَى
ما تُرجِّيهِ أنْفُسُ المتَّقينا

اُدنُ يا أشبهَ الرجالِ بأعلى ال
ناسِ قَدْراً وخيرهم أجمعينا

ولك العذرُ إن رقصتَ فَهذِي
نَشوةُ الحبِّ تأخُذُ المُخلِصينا

نادِ يا شاعرَ العُروبةِ واهتفْ
مرحباً بالأماجدِ الأكرمينا

هذه خيبرُ العصيّةُ دَانَتْ
لِسيوفِ البواسلِ الفاتحينا

نَصَر اللَّهُ جُندَهُ وحَباهُ
في لواءِ النبيِّ فَتْحاً مُبينا

فَخُذوا حقَّكم هَنيئاً مَرِيئاً
واشكروا اللَّهَ أكرمَ المُنعِمينا


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إن جَلَّ غُنْمُ المسلِمينَ بخيبرٍ
فَلَما غَنِمْتِ أجلُّ منه وأكبرُ

اللَّهُ أكبرُ يا عروسَ مُحمّدٍ
هذا هو الشّرفُ الأعمُّ الأوفرُ

هذا مكانكِ عالياً ما مِثلُه
في السُّؤدُدِ العالي مَكانٌ يُؤثَرُ

يا دُرّةً صِينَتْ لِتاجِ جَلالةٍ
الدُّرُّ مِن لَمحاتِهِ والجوهرُ

الشَّأنُ شأنُكِ أنتِ خيرُ صَفِيَّةٍ
والتَّاجُ أنتِ به أحقُّ وأجدرُ

أدركتِ بالإسلامِ في حَرَمِ الهُدَى
جُهْدَ المنى مما يُتاحُ ويُقدَرُ

أدركتِ دُنيا الصالحينَ ودِينَهمْ
فظفرتِ بالحُسنى ومِثلُكِ يَظْفَرُ

ولقد غَنيتِ وَدُونَ ما تَجدِينَهُ
دُنيا مُذمَّمةٌ وَدِينٌ مُنْكَرُ

ذُعِرَ الوطيحُ فأسلمتكِ حُماتُه
وحَللتِ بالحصنِ الذي لا يُذعَرُ

ما مِثلُ رُؤياكِ التي كانت أذىً
رُؤيا تُفسَّرُ للنِّيامِ وَتُعْبَرُ

أَفَكنتِ ناسيةً فجدَّدَ ذِكرَها
أثرٌ بِعينكِ يا صفيّةُ أخضرُ

يا وَيلتَا لابنِ الربيعِ يغيظُه
هذا المقامُ الصَّعبُ كيف يُيَسَّرُ

لَطمتكِ من سَفهٍ وسُوءِ خَلِيقَةٍ
يَدُهُ وتلكَ جنايةٌ ما تُغْفَرُ

ماذا رَأيتِ من الذي أبغضتِهِ
ونَقمتِ ما يَرضى وما يَتخيَّرُ

أردَى أباكِ وهَدَّ زوجَكِ بأسُهُ
وأصابَ قومَكِ منه موتٌ أحمرُ

ماذا رأيتِ أما عَذرتِ سُيوفَهُ
وَعَلِمتِ أنَّ عدوَّه لا يُعذَرُ

ولقد بَلوتِ خِلالَهُ فوجدته
نِعمَ الخليلُ إذا يَسوءُ المَعشرُ

أحببتهِ الحبَّ الكثيرَ على القِلَى
ولَحُبُّ ربِّكِ ذي الجلالةِ أكثَرُ

ذَهَب الرُّعاةُ فما يَسُرُّكِ صاحبٌ
ورعاكِ صاحبُكِ الأبرُّ الأطهرُ

آثرتِهِ ورَضيتِ رَبَّكِ إنّها
للَّهِ عِندكَ نِعمةٌ لا تُكْفَرُ

أعْلَى مَحَلَّكِ فانعمي وتقدّمي
بأجلِّ ما يُثْنَى عليه وَيُشْكَرُ

ولأنتِ إن عظُمتْ فوائدُ خيبرٍ
أسْنَى وأعظمُ ما أفادتْ خَيبرُ

يا قُبَّةَ المُختارِ دُونَكِ ما بَنَى
في مُلكِهِ كِسْرَى وشيَّدَ قيصرُ

مَثوىً يهولُ الناظرين ومنظرٌ
عَجَبٌ يروعُ مقامُه والمظهرُ

فيهِ الجلالُ الضَّخمُ ترتدُّ المنى
من دُونِهِ مذعورةً تتعثّرُ

فيهِ السَّلامُ لكلِّ جِيلٍ يُبتغَى
فيه النظامُ لكلِّ عصرٍ يُذخَرُ

فيه الحياةُ تُسَلُّ من أكفانِها
هَلْكَى الشُّعوبِ إذا تموتُ وتُقبَرُ

إيهٍ أبا أيوبَ ما بِكَ رِيبةٌ
إنّ المحبَّ على الحبيبِ لَيسهرُ

تَأبَى الكرَى وتطوفُ حول مُحمّدٍ
والسَّيفُ يَقظانُ المضاربِ يَنظرُ

ماذا تخافُ على حبيبِكَ من أذىً
واللَّهُ كافٍ ما تخافُ وتَحذرُ

اهْنَأْ بدعوتِهِ فتِلكَ وقايةٌ
من كلِّ ذِي جَبرِيَّةٍ يتنَّمرُ

تِلكَ الولائمُ في رِحابِ مُحمّدٍ
شَتَّى تُسَرُّ بها النُّفُوسُ وتُحْبَرُ

الصَّحبُ من فرحٍ عليها عُكَّفٌ
والرُّسْلُ أجمعُ والملائكُ حُضَّرُ

عُرْسُ النبيِّ وأيُّ عُرسٍ مِثلُه
هَيهاتَ تلك فضيلةٌ لا تُنْكَرُ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَقربُ السُّوءِ تَمادَى في الأذى
والأذَى بَعضُ سجايا العقربِ

وَيْكَ عبدَ اللهِ ماذا تَبتغِي
تَعِبَ الشَّرُّ ولمَّا تتعبِ

اتَّئِبْ يا ابنَ أُبَيٍّ واجتنِبْ
خَطَلَ الرأيِ وَسُوءَ المذهبِ

أنتَ أضللتَ الأُلَى أطْمَعْتَهم
من وصاياكَ ببرقٍ خُلَّبِ

ليس فيما نَابهم من عجبٍ
خَائِبٌ طاحَ بقومٍ خُيَّبِ

قَومُكَ الأبطالُ ماذا صَنعوا
بِالحصونِ الشُّمِّ قُلْ لا تكذِبِ

أتُراها في صَياصِيها العُلَى
دَافعتْ عن ياسرٍ أو مَرحبِ

امتلِئْ يا ابنَ أُبَيٍّ غَضَباً
ليس يَرضَى الحقُّ إن لم تَغضبِ

أفما يُرضيكَ في الدُّنيا سِوَى
موقفِ الجاني ومثوى المُذنبِ

لو صدقتَ اللَّهَ في دينِ الهدى
فُزْتَ منه بالذمامِ الأقربِ

خُطَّةُ المؤمنِ يُمْنٌ مَالَهُ
دُونَها من خُطَّةٍ أو مَركبِ

لَكَ في الإسلامِ من أعدائِهِ
خُلُقُ الذئبِ وطَبعُ الثعلبِ

هكذا قَدَّرَ ربّي وقَضَى
ما الخبيثُ النَّفسِ مثلُ الطّيبِ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَنايا القومِ في جلدِ البعيرِ
فأينَ يَضيع كنزُ بني النَّضيرِ

مَرَدُّ الأمرِ في رفعٍ وخَفْضٍ
لهذِي الأرضِ في الحَدَثِ الكبيرِ

كذلك قال أكذبُهم مَقالاً
وأجهلُهُم بأعقابِ الأُمورِ

هُمُ اتّخذوا الخِداعَ لهم سبيلاً
وكانوا أهلَ بُهتانٍ وَزُورِ

فما صَدقوا النبيَّ ولا استحبُّوا
سِوى الطمعِ المخيِّبِ والغُرورِ

وما الكنزُ الذي دفنوهُ إلا
نذيرُ الويلِ أجمعُ والثُّبورِ

يقول غُواتُهم لم يَبْقَ شيءٌ
مَقالَ ذَوِي السّفاهةِ والفُجورِ

فلمّا مَسَّ صاحبهم عذابٌ
بَدا الشَّرُّ المغيَّبُ في الصُّدورِ

وَجيءَ بكنزهم إرثاً عتيداً
لِوُرَّاثِ الممالكِ والدُّهورِ

ولو جَحَدُوهُ أقبلتِ المنايا
تُؤذِّنُ في الرقابِ وفي النُّحورِ

فَبادُوا في مصارعَهم وعادوا
كَطَسْمٍ أو كعادٍ في الدُّثورِ

وما بَرحتْ عَوادي الدهرِ تَجرِي
على أهلِ المآثمِ والشُّرورِ

لهم في ذِمَّةِ الفاروقِ يَومٌ
يُطالِعُهم بِشرٍّ مُستطيرِ

فصبراً إنّه لا بُدَّ آتٍ
فما لِيَهُودِ خَيْبرَ مِن مُجيرِ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خَزَاعَةُ أَبشِري بالعهدِ سَمْحا
وَزِيدِي دَولَةَ الإسلامِ فَتْحا

كَفَى بذمامِ أوفى النّاسِ عهداً
لكلِّ مُعاهدٍ غُنْما ورِبْحا

ألحَّ على بني بكرٍ شَقَاءٌ
تَزِلُّ له العُقُولُ إذا ألَحَّا

هُمُ اتَّبعُوا الأُلى انقلبوا بِقَرْحٍ
فزادوهم بما اقترفوهُ قَرْحا

حُوَيْطِبُ ما يَغيظُكَ من رجالٍ
هموا ضربوا عن الغاوينَ صَفْحا

أُتِيحَ لِقَدْحِهم فَوزٌ مُبينٌ
وخُيِّبَ مَن أَحبَّ ذويكَ قِدْحَا

رُويدَكَ إنَّ أخوالَ ابنِ عمروٍ
لأَرفعُ قُبَّةً وأعزُّ صَرْحا

ولولا ما برأيِكَ من ضَلالٍ
لجانبتَ الملامَ وقُلتَ مَرْحَى

أَمَنْ عَرَفَ الرّشادَ فطابَ نَفساً
وأقبلَ يبتغِيهِ كَمَنْ تَنَحَّى

تُحاوِلُ أن تثيرَ الحَرْبَ حَتّى
تراها تَلفحُ الأبطالَ لَفْحا

لقد مَضَتِ المقالةُ من لبيبٍ
يقولُ الحقَّ لا يألوكَ نُصْحا

أَتَقدَحُ يا حُويطبُ زَنْدَ سُوءٍ
دَعِ الرأيَ الرشيدَ وَزِدْهُ قَدْحا

لعلَّكَ إن رأيتَ له لهيباً
تكونُ أشدَّ مَن يصلاَهُ بَرْحا

وَرَاءَكَ يا حُوَيْطِبُ كُلُّ عَضْبٍ
يَسُحُّ الموتُ من حَدَّيْهِ سَحّا

يُجَرِّدُهُ لِنَصرِ اللَّهِ قَرْمٌ
يَصولُ فَيَمْسَحُ الأعناقَ مَسْحا

سَخِيُّ النَّفسِ والهيجاءُ تَغلِي
فتملأ أَنْفُسَ الشُّجعانِ شُحّا

بني بكرٍ أما أُبْتُمْ حَزَانَى
كما آبَتْ خزَاعَةُ وَهْيَ فَرْحَى

هو الجدُّ الشَّقِيُّ عَلاهُ جَدٌّ
تَلَقَّى نِعمةً وأصابَ نُجْحا


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَجِيبي أُمَّ كُلثومٍ أَجِيبي
تَرَامَتْ دعوةُ الدَّاعِي المُهيبِ

لمَكَّةُ إذ يُضامُ الدِّينُ فيها
أحقٌّ بكلِّ أفَّاكٍ مُريبِ

خُذِي قَصْدَ السَّبيلِ إلى ديارٍ
مُحَبَّبَةِ المسالِكِ والدُّروبِ

حِمَى الإسلامِ يَمنعُ كلَّ عادٍ
وغِيلُ الحقِّ يَدفعُ كلَّ ذِيبِ

رَعاكِ اللَّهُ فَانْطَلِقِي وسِيري
ولا تَهِنِي على طُولِ الدُّؤوبِ

أردتِ الدِّينَ مَعمورَ النَّواحِي
فَخُوضِي البِيدَ مُقْفِرَةً وَجُوبي

تُطِيلينَ التَّلَفُّتَ من حذارٍ
وَقَلبُكِ لا يَقَرُّ من الوَجِيبِ

رُويدكِ إنّ عين اللَّهِ تَرْعَى
خُطاكِ فلن يَسَوءكِ أن تَؤُوبي

أرى أَخَوَيْكِ في أمرٍ مَريجٍ
وَهَمٍّ من مُصابِهِمَا مُذِيبِ

يَلُفُّ حَشَاهُما حُزنٌ عَجيبٌ
لِرَوْعَةِ ذلكَ الحَدَثِ العَجيبِ

لِكُلٍّ مِنهما في الحيِّ عَيْنٌ
تَدورُ كأنّها عَينُ الحريبِ

وَقَلبٌ دائِمُ الخَفَقَانِ هَافٍ
طَويلُ الوَجدِ مُتَّصِلُ اللّهيبِ

هُنا كانتْ فأينَ مَضَتْ وأنَّى
تُعاوِدُ خِدْرَها بعدَ المغيبِ

أَما عِندَ ابْنِ عَفَّانٍ شِفَاءٌ
فَيكشِفُ كُرْبَةَ العانِي الكَئِيبِ

أَتذهبُ أُختُنا لا نحنُ نَدرِي
ولا هُوَ عِندَهُ عِلمُ اللّبيبِ

كَفَى يا بِنتَ عُقْبَةَ ما لَقِينا
مِنَ الأحداثِ بَعدَكِ والخطوبِ

قِفِي يا أمَّ كُلثومٍ فهذا
مَحَطُّ الرَّحْلِ للنَّائِي الغريبِ

حَلَلْتِ بفضْلِ ربِّكِ خيرَ دارٍ
بِطيبةَ فانعِمي نَفْساً وطِيبي

تلقَّاكِ النبيُّ فأيَّ بشرٍ
رَعَتْ عيناكِ في الكَرَمِ الخَصِيبِ

يُرَحِّبُ ما يرحِّبُ ثمّ يُضفي
عليكِ حَنانَ ذِي النَّسَبِ القريبِ

وما نَسَبٌ بأقربَ من سبيلٍ
يُؤلِّفُ بين أشتاتِ القُلوبِ

سَبيلُ اللَّهِ ليس له إذا ما
بلوتِ السُّبْلَ أجمعَ من ضريبِ

هُدَى السَّارِي يُسَدِّدُهُ فيمضي
بِمُخْتَرَقِ السَّباسِبِ والسُّهوبِ

يَمُرُّ بآخِرينَ لهم عُواءٌ
يُشيَّعُ بالتوجُّعِ والنَّحيبِ

يَرى سُبُلَ النَّجاةِ وكيف ضَلُّوا
فَيعجَبُ للمَصارِعِ والجنُوبِ

ويَحمدُ فالِقَ الإصباحِ حَمْداً
يَهُزُّ جَوَانِحَ الوادي الطَّرُوبِ

تَعَالَى اللَّهُ يُنْزِلُ كلَّ بَرٍّ
بِعالٍ مِن منازِلِهِ رحيبِ

عُمَارَةُ والوليدُ ولا خَفَاءٌ
على فَرْطِ التجهُّمِ والشُّحوبِ

هُما عَرَفا السَّبيلَ فلا مُقامٌ
وكيفَ مُقَامُ مُخْتَبَلٍ سَلِيبِ

أهابا بالرَّسولِ أعِدْ إلينا
وَدِيعَتَنَا فما بِكَ مِن نُكوبِ

هُوَ العهدُ الذي أخذَتْ قُرَيْشٌ
ومَالَكَ غَيْرُ نفسِكَ من حسيبِ

سَجِيَّتُكَ الوفاءُ وما عَلِمْنا
عليكَ الدَّهْرَ من خُلُقٍ مَعِيبِ

برأيِكَ فَاقْضِ وَارْدُدْها علينا
فإنّك أنتَ ذُو الرأيِ المُصِيبِ

عَنَاها أَنْ تُرَدَّ ولا ظَهِيرٌ
يَقِيهَا ما تخافُ مِنَ الكُروبِ

فَصَاحتْ إنّني امرأةٌ وما لي
عَلَى المكروهِ من عَزمٍ صليبِ

بِرَبِّكَ يا مُحَمَّدُ لا تَدَعْنِي
فَرِيْسَةَ كُلِّ جَبَّارٍ رَهيبِ

يُعَذِّبُنِي لأتركَ دِينَ رَبِّي
إلى دينِ المآثِمِ والذُّنوبِ

أأرجعُ يا حِمَى الضُّعفاءِ وَلْهَى
وما لي في ظِلالِكَ مِن نَصيبِ

أتى التنزيلُ يَصدعُ كلَّ شَكٍّ
ويجلو ما اسْتَكَنَّ من الغُيوبِ

وَيَحْكُمُ حُكْمَهُ عَدْلاً وَبِرّاً
فَيُلقِي بالدّواءِ إلى الطبيبِ

إذا جاءَ النساءُ مُهَاجِراتٍ
يُرِدْنَ اللَّهَ دَيَّانَ الشُّعوبِ

بَقِينَ مع النَّبيِّ وإن تَمَادَتْ
لَجَاجَةُ كلِّ عِرِّيضٍ شَغُوبِ

لِيَهْنِكِ أُمَّ كُلثومٍ مُقامٌ
كريمٌ عِندَ مَرْجُوٍّ مُثيبِ

وزوجٌ ذو مُحافَظةٍ نَجِيبٌ
يَفِيءُ إلى ذُرَى النَّسَبِ النَّجِيبِ

يَفيءُ إلى ذُرَى الإسلامِ منه
فتىً للسّلمِ يُرجَى والحُروبِ

وما زيدُ بنُ حارثةٍ بِنِكْسٍ
إذا التَقَتِ الكُماةُ ولا هَيُوبِ

أخو المختارِ من عُليا قريشٍ
ومَولاهُ الحبيبُ أبو الحبيبِ


احمد محرم

الحمدان 07-18-2024 08:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رُفَيْدَةُ عَلِّمِي النَّاسَ الحَنانا
وَزِيدي قومَكِ العالينَ شانا

خُذِي الجرحَى إليكِ فأكرمِيهم
وَطُوفِي حولهم آناً فآنا

وإن هَجَعَ النِّيامُ فلا تَنامِي
عَن الصّوتِ المردَّدِ حيثُ كانا

أعيني السّاهِرينَ على كُلومٍ
تُؤرِّقُهُم فمثلُكَ مَن أعانا

هُمُ الأهلون ما عرفوا أنيساً
سِوَاكِ لهم ولا وَجَدُوا مكانا

حَبَاكِ اللَّهُ من تقواهُ قلباً
وَسَوَّى من مراحمِهِ البَنَانا

رَفعتِ لأسلمٍ ذِكراً جليلاً
يُزاحِمُ في مواكبِهِ الزمانا

ضُيوفُ اللَّهِ عِندَكِ في مَحَلٍّ
تُذكِّرُنا مَحاسِنُه الجِنانا

فيا لكِ خَيْمَةً للِبرِّ فيها
جَلالٌ لا يُرامُ ولا يُدَانى

جلالُ اللَّهِ ألقاه عليها
فَجَمَّلَها بروعتِهِ وزانا

نَسيجٌ من شُعاعِ الحقِّ بِدْعٌ
نَزِيدُ على الزمانِ بهِ افتتانا

تَقِلُّ بَدائِعُ النُّسّاجِ عنه
وإن نسجوا اللُّجَيْنَ أوِ الجُمانا

وما يَجِدُ الأديبُ الفردُ وصفاً
يُحيطُ به ولو أفنى البيانا

له في الذّهنِ ترجمةٌ ومعنىً
جَليلُ الشأنِ يُعيِي التُّرجمانا

لساني مُوثَقٌ يا ربِّ هَبْ لي
جَنَاحَ الرِّيحِ أجعلُهُ لسانا

فأذهبُ حيثُ شِئْتُ من القوافي
وأُرسلُها مُحَبَّبَةً حِسانا

وأُلبِسُهَا رُفَيْدَةَ مُعجباتٍ
ضَوامِنَ أن تُجَلَّ وأن تُصانا

رُفَيْدَةُ جاهِدِي وَدَعِي الهُوَيْنَى
فما شَرَفُ الحياةِ لمن تَوَانى

وَرُبَّ مُجاهدٍ بَلَغَ الثُريَّا
وما عَرَفَ الضِّرابَ ولا الطِّعانا

وكم هَزَّ الممالكَ في عُلاها
فَتىً ما هزَّ سَيفاً أو سِنانا

ومن لم يَمْتَحِنْ دُنيا المعالي
فما امتحَنَ الشُّجَاعَ ولا الجبانا

رُفَيْدَةُ ذَلِكَ الإسلامُ حَقّاً
تَبَارَكَ مَن هَداكِ ومن هدانا

تَبَارَكَ ربُّنا ألقَى علينا
سَنا الوَحْيِ المنزَّلِ واصطفانا

هَدَيْنَا العالَمِينَ بِهِ وإنّا
لَنحنُ القومُ لا هادٍ سِوَانَا


احمد محرم
مصر

الحمدان 07-18-2024 08:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بابُ النَّبيِّ، وبابُه لا يُقْفَل
أبدًا، هو الملكُ المعظَّم فيصل

إنا لنُحْرِمُ في حماه، وإنهُ
بدمائِنا ومَتَاعِنَا يتكفَّل

شهدَ الحَجيِجُ بأنَّ دولةَ فيصلٍ
تَرْعَى الحجيجَ بأعينٍ لا تَغْفَل

في ظلِّه لبَّى الجميعُ، وكبَّروا
وشَدَوْا بآياتِ الدعاء، ورتَّلوا

تدري العروبةُ أن سُدَّةَ فيصلٍ
دِرْعٌ لها عند الخطوب، ومَعْقِل

عرشٌ يَمُدُّ على العروبة ظلَّه
وعليه أجنحةُ السماء تُظَلِّل

المؤمنون بكل أرض إخوةٌ
وبنصرهم نَطقَ الكتابُ المنْزَل

إن كان حاضرُهم تجهَّم حقْبَةً
فلهم بفضل الوحدةِ المُسْتقبَل

سيَسودُ آخرُنا بفضلِ وقوفِنا
صفًّا، كما سار الرَّعِيلُ الأَوَّل

ويقينُنَا في الله خيرُ عَتَادِنا
وعليه في قهر العِدَا نتَوَكَّل

وسلاحُنا الماضي وسيلةُ نصرِنا
لَسْنا بغيرِ سلاحنا نَتَوَسَّلُ

لا تَبْسُطوا للغَرْب، يا قومي، يَدًا
للغَرْب طرفٌ في السياسة أحْوَل

لا تستمدوا النصرَ من قبر، ولو
أنَّ الدَّفينَ به نبيٌّ مُرسَل

ما قال ربك: بالقبور تَمَسَّحُوا
بل قال جلَّ جلالهُ: «وقل اعملوا»

إني أقبل رأسَ كلِّ مجاهد
إن قبَّلَ الصخرَ الأصَمَّ مُقَبِّل

إنا لنُشْهد أهلَ بَدْرٍ أننا
في النصر أو نيل الشهادة نَأمُل

ويقول قائِلُنا لدى استشهادهِ:
يا ليتني في كلِّ يوم أُقْتَل!

جَسَدُ الشهيدِ إلى جوارِ اللهِ في
عَدْن، على أيدي الملائك يُحمَل

رجلُ العروبةِ من قديم في الوغى
أسَدٌ، وأنثاها لبَاةٌ مُشْبِل

أسلافُنا في كل مَلْحَمَةٍ لهم
تاريخُ مجد بالدماء مُسَجَّل

لسْنَا بأمجادِ الأوائل نَكتفي
لكنْ كما فعل الأوائلُ نفعل

عن ثالث الحَرَمين ندفعُ عُصْبة
دخلَتْهُ كالمكروبِ إذْ يتسلَّل

وعروقُنَا تَغْلي بهنَّ دماؤنا
فكأَنما في كلِّ عرق مِرْجَل

هُمْ أشعلوا في المسجد الأقصَى اللَّظَى
فَلْيَحْتَرِقْ بشُوَاظِها مَنْ أشعلوا

شعبٌ تحامتْهُ الشعوبُ، يكاد إن
حملتْه أرضٌ تحتهُ تتزلزل

مُتَفوِّقٌ في المُحْزِيَات، معوِّق
رَكْبَ الحضارة، للفساد مُسَبِّل

حَصَّادُ مالِ العالمين بكلِّ ما
يُنْدى الجبينَ، كأنما هو مِنْجَل

سلْ أرض يَثْرِبَ عن يهودِ قريظة
وبني النضير، يُجِبْك كيف استُؤْصِلوا

عرف اليهودَ محمدٌ؛ فأبادهم
ما ضَرَّ لو بمحمَّد نتمثلَّ؟

ولسوف نُسْألُ عن تراثِ مُحمدٍ
ماذا يكون جَوابُنَا إِذْ نُسْأَل؟

يا مَنْ ببيت الله طافوا سبعة
وتنسَّكوا فيه، وفيه تبتَّلوا

أعلمتموا وقد استُبيحتْ أرضُكم
أن الجهادَ من التَهَجُّد أفضل؟

قولوا لقومي: إنَّ ذؤبانَ الفلا
عبثت بهم فَعلامَ قومِيَ عجّلوا؟

اليوم قد دخل العدوُّ بلادَنا
وغدًا علينا في المخادِع يدخل

إني لأطلقُها بمكة صَرْخَةً
مشبوبةً، في المشرقين تُجَلْجلُ

حمْلُ السلاح اليوم صارَ فريضةً
والزحفُ للدين الحنيفِ مُكمِّل

من راح يبذلُ نفسَه أو مالَه
فلدينه ولعرضه ما يَبْذُل

لا كان منا مَن على أوطانه
بأعزِّ ما ملَكَتْ يداه يبخَل

لا كان منا حين يُنْتَهكُ الحِمَى
مَنْ يكتفي بدموعه ويُحَوْقِل

لا كان منا مُحْرِمٌ لا يرتدي
بملابس الميدان إذ يتحلَّل

لا كان منا مَنْ بأمٍّ أو أبٍ
أو طفلةٍ في مهدها يتعلَّل

لا كان من أبناء يعرُبَ من يَني
ويقول إنِّي عاجزٌ أو أعْزَل

مَنْ لا يُغِيرُ بمدْفع، وذخيرةٍ
تكفيه فأسٌ إذْ يُغيرُ ومِعْوَل

لا يعرف العربيُّ معنى اليأس في
خطب ولا هو في الشدائد يُعْول

إن كان يَجْمُلُ في الحروب صمودُه
فصمودُه بعد الهزيمة أجْمَل

إن مرَّ بالعربيِّ يومٌ عابِسٌ
فأمامَه: يومٌ، أغرُّ، محجَّل


محمود غنيم


الساعة الآن 03:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية