منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-20-2024 06:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لمن أغزل الشعر المعطَّر بالنجوى
إذا لم يكن في مثل عينيك يا أروى

إذا لم يكن للصفو للورد للندى
لنبض فؤادي ، للحروف ، لمن أهوى

يضيق المدى في ناظري يا صغيرتي
وحين أرى عينيك أتركه رهوا

تُحاصرني الأشجان من كل جانب
ومن أجل هذا الوجه أبتلع الشكوى

أرى في رؤى الأطفال جيشاً من الهوى
ومثلي على جيش الصبابة لا يقوى

أرى الكون من حولي شروقاً وبهجة
نشيداً يناغيني ، فيملؤني زهوا

وأقرأ أسرار الطفولة ، أبتغي
جواباً ولكن لا تبين لي الفحوى

وتبقى براءات الطفولة في دمي
قصائد شعر تستجدُّ متى تروى

وكم تطحن الدنيا قلوباً نديّة
وتزرع في أفيائها الحزن والسلوى

ولكن قلبي في الهوى قلب شاعرٍ
إذا أدرك الأشواق أغفلها سهوا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا ضمير الأحرار .. أين الضميرُ
وبلادي مجازرٌ وقبورُ !

كيفَ يخفى يا مجلس الأمن جرحي
ودِمائي في الخافقين تمور

كيف تنسى يا مجلس الأمن وضعي
ولديكم عن حالتي تقريرُ

يا ضمير الأحرار .. ما جئت أشكو
كيف يشكو إلى القيود الأسير

وإذا كانت المبادئ أسمى
فالعسير الذي ألاقي يسيرُ

ما خبا في دمي شعاع المعالي
في وريدي لا ينضب التكبير

واقف فوق سيفكم أتلظى
وقفتي رجفةٌ وهمسي سعيرُ

يا ضمير الأحرار .. ما عزّ قومٌ
من قراراتكم .. ولا انهل نورُ

مسرحياتك استبانت رؤاها
شاحبات ، يخونها التفكير

والغلاف الذي رسمت صليبٌ
والمضامين كلها تنصيرُ

يا ضمير الأحرار .. دهرك ظُلمٌ
ودهورُ الظلام يومٌ قصير

كُلّ يومٍ تمدّ كفّ حنونٍ
بالعطايا ، وأنت كلب عقورُ

في ربوع الصومال فرّقت أهـلي
فأفاقوا .. ومجدهم زمهريرُ

ودخلت البلاد من ألف بابٍ
وأقيمت » معابد « وجسورُ

وعلى » القدس « راعفٌ من هواكم
شرقت منه بالمدامع صورُ

كلّ فجرٍ » جنازةٌ « ورصاصٌ
وعليها من عدلكم منشورُ

حدّثوني عن غزةٍ عن هواها
كيف ماتت فوق الغصون الطيورُ

حدّثوني عن برتقالة صيدا
كيف شاخت أغصانها والجذورُ

حدّثوني عن وجه لبنان لمّا
جف فيه الندى ، وجف العبيرُ

حدّثوني عن طفلةٍ ساءلتكم
عن أبيها ، أين احتواه المصيرُ

الشهادات ، والقضاة لديكم
وضحايا الأسى غيابٌ حضورُ

كلّ دعوى لها لديك بيان
ودليل ، وشاهدٌ منك زُورُ

يُخنق الصوت في الحناجر ظلماً
وتظلّ القلوبُ فيها زفيرُ

يخسف البدر ، والنجوم تهادى
والليالي بالمذهلات تدورُ

أيها المسلمون هذا خطابي
عربيٌ ، ما فيه حرفٌ أجيرُ

فاقرأوا سحنتي ، وفحوى خطابي
وافهموا ما تغضّ عنه السطورُ

أنا قلبٌ متيّمٌ بهواكُم
أنا قلبٌ على أساكم غيورُ

أيها الصابرون ، طال التمادي
في خلافاتنا ، وطال المسيرُ

وإذا لم يكن على الصدر سيفٌ
فليكُن في الضلوع قلبٌ جسورُ

مجلس الأمن لعبة أحكمتها
كف باغ ، بالموبقات خبيرُ

لكأني بكم شياهٌ بليلٍ
شتويٌ ، والليل ليلٌ مطيرُ

كيف يرضى الفتى ، وقد كان رأساً
أن تُطا أوجهٌ ، وتحنى ظُهورُ

كيف يغدو للخانعين مُطيعاً
وهو في ناظر الزمان أميرُ

نحن مليارُ لا قرارٌ جريءٌ
يصطفينا ، ولا بنانٌ يُشيرُ

نحن مليارُ عزّ فيه رشيدٌ
عزّ فيه للمجد سرج وكورُ

عزّ فينا .. وكيف والأمر فوضى
عزّ فينا وقتَ النداء النصيرُ

غير أنا يا مجلس الأمن فجرٌ
أحمدي ، وليس للفجر سور

يسقط المسرحُ الكئيب جهاراً
والمغني ، والمخرج المشهورُ

يسقط المبدأ الذي كان يأتي
يتسلى بزيفه الجمهورُ

صوتنا قادمٌ وصعبٌ عليكم
لو علمتم ما يحتوي التفسيرُ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
من أيّ نهر شربت الصمت والوجلا
وأمهاتك صيّرن الشجى أملا

من أينَ عممت هذا الذّل ما عرفت
أرض الشياهين لا نسراً ، ولا حجلا

في مقلتيك أرى سعداً ببيرقه
وفيلقاً لصلاح الدين مشتعلا

أرى احتمالات معنىً كنت أجهله
ولم يكن عند من أغلاك محتملا

من أنت ؟ أقرأ في كفيك ملحمة
موؤودة ، وخيولاً كفّنت بطلا

كأنه ما أتاك الكون مبتهلاً
يوماً ، ولا حُفّ بالنجوى ولا احتفلا

من أنت عنترة العبسي ألمحه
في وجنتيك يُباري الخيل والأسلا

كيف انحنى فيك هذا الرأس يا قمراً
بزهو عينيه كنا نضرب المثلا

ما قلت شيئاً نكست الرأس مكتئباً
وكنت أطرق مما قاله خجلا

كيف انحنى فيك هذا الرأس يا قمراً
بزهو عينيه كنا نضرب المثلا

من أنت ما قلتُ شيئاً كان يقتلني
بكل حرف بهيّ كلما سألا

ما قلت شيئاً نكست الرأس مكتئباً
وكنت أطرق مما قاله خجلا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كونٌ من اللألاء يصطفق
ضدان فيه الصبح والغسق

في كفه للحسن مصطبح
وبوجهه للزهو مُغْتبق

وبخيله تخضر مجدبة
وعرائس الأنهار تحترق

تتطامن الأبعاد في يده
ويضيع في نظراته الأفق


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طموح أهل المجد لا ينتهي
فهل لكم صوب العُلا مطمح

لكم مع الماضي دمٌ مُعْرِقٌ
وأحرفٌ بيضاء لا تُمسح

وفارسٌ رجلاه في خفقِها
روائع الأنغام تستملح

ما اهتز حبل السَّرجِ من تحته
ولا عرفنا مُهره يجمح

فتوحه لغزٌ وصولاته
حِصنٌ من الأسرار لا يفتح

مُحجَّلٌ مثل صباح الهوى
مغررٌ مستوفِزٌ مفصِح

فكيف تخبو النار في زنده
وزنده نَزَّاعة تقدح

يا سيدي أكبرتنا جهلاً
أسرارَنا أسرارُنا تفضح !

نغلي بما يجري لنا ما لنا
ذنبٌ بما في عمقنا ننضح

يا سيدي مُرٌّ صريح الهوى
إنّ الهوى من طبعه يجرح

اليوم بانت أنها لعبةٌ
أبطالها يمشون ما فتَّحوا

فليسقط الأبطال في عرضهم
وليسقط الجمهور والمسرح

رمادنا يا سيدي خامدٌ
لكنَّ فيه جمرةً تذبح

يكبو كريم الخيل لا ينثني
عن غاية من أجلها يضبح

والفارس المقدام قد يُبتلى
وزلَّة الأبطال لا تقدح

إذا استطاب البذلَ كفُّ امرئ
فكل بندٍ عنه يمسح


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما أصعب العارَ من أين أبدأُ العار
وكيف أُنشدُ يا تاريخ ما صارا

من أين لي لغةٌ نشوى أُحَمِّلُها
همِّي فتحمل عنّي الثلجَ والنارا

من أين يا أمة أمهرتها ألقى
سقيتها من شبابي الغَضِّ أنهارا

وهبتها خافقاً حُراً وقافيةً
بِكراً وكانت قوافي الشِّعر أبكارا

كانت مع عمر المختار ضابحة
فلم تجد بعدَه في القومِ مُختارا

كانت على عتبات الدّار مُورقةً
واليوم ضيَّع فُرسانُ الهوى الدّارا

يا أحرفي لا تلومِيني أنا بشرٌ
أرى الجِدار الذي ما اهتزَّ منهارا

أرى أسىً في وُجوهِ الناسِ أُمسِكُه
ناباً يُسافر في قلبي وأظفارا

فكيف أسكتُ عن جُرحٍ يُعذِّبني
وكيف أكتب بعد اليوم أعذارا

من أين أبدأ كلُّ الأرض موحشةٌ
تمتد آفاقها ظِلاً وأستارا

صارت وجوهُ الرَّوابي الخضرِ كالحة
بعد العراجين صار الطَّلعُ صُبَّارا

ما كنتُ أخدعكم بالحبِّ ما كتمت
قصائدي عن رفاق الدَّربِ أسرارا

كانت على جُرحِكم تهفو مُقبلةً
وتستقي منه أحلاماً وأفكارا

يشتدُّ عصف الرّياح الهوج يا وطني
وعودُ خيمتكِ البيضاء ما دارا

ما دار يعصمه سيفٌ ومئذنةٌ
كانا له في ليالي الرَّجف أنصارا

كانا يقولان والعصفُ البهيم شجى
إن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصارا

يكبو الجواد وفي عينيه حمحمَةٌ
يعودُ يبدأُ في المأساة مِشوارا

يعود يعلم أنَّ الدهر ما اتصلت
فُتوحُه يُنجِبُ الإقبالُ إدبارا

يا أمتي يزرع الباغون في هدبي
سيفاً وأزرع فوق السَّيف ثوارا

ما اشتدَّ إصرارهم إلا ليجعلني
أشدَّ من موجةِ الظلماء إصرارا

وكلما ازداد باغٍ في تسلُّطه
ازددت في أعين الباغين إكبارا

أجل كبوتُ وهذا فجرُ قافلتي
طَمى ليغسلَ عنِّي الخزي والعارا

نسيتُ يوماً متاريسي وخارطتي
لكنني ما نسيت الجُرحَ والثأرا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
" أبها " رسائلُ حبي ما لها عدد
ولم يجبني على أشواقها أحد

" أبها " أجيبي سؤالي واذكري سبباً
يغالب الشك إن القلب لا يجد

أحببت والحبُّ في شرع الورى ترف
وعاشق الحرف لا تدنوا إليه يد

فجئت أطلب من كفَّيك معجزة
فمن صببتُ لهم صافي الهوى جحدوا

" أبها " يصير المدى غيماً ووشوشة
وفي دمي يا نشيدي يغرق البلد

" أبها " هواكِ غريبٌ لن يفسره
شعرٌ ولن يجتلي أسراره أمد

هواك لحن جميل لا نظير له
عندي وعزفٌ على الأشواق منفرد

" أبها " تظل عيونُ "الفجر" ضاحكةً
وأعينُ " الليل " فيها يعرك الرمد

" أبها " تظل سواقي الحب مورقة
ويذهب الزيف يا ليلاي والزبد

في داخلي ألف سرٍ عن محبتنا
في موطنٍ حارساه الحب والرَّشَدُ

أناخ فيه بريد الحب ناقته
فزمجروا في بقاع الخزي وانتقدوا

وأورقت في رباهم كلُّ ساقطةٍ
وأرقَلَت صوبنا الأضغان والحسد

أبها نموت كهذا النخل شامخةً
رؤوسنا ما ثنى إشراقها كَمَد

كل الأحاديث عن أهلي ملفقة
ولن يصِح حديثٌ ما له سندُ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هذه قُبلتي ، وهذا حنيني
واشتياقي ولوعتي وجنوني

هذه رعشة الهوى في فؤادي
زلزلتني برغم كل سكوني

فاقبليني إذا غزلتك لحناً
"معبدياً " فأنت أحلى لحوني

يا مدار النشيد هاك سهادي
هاكِ حُبي وحرقتي وأنيني

هاكِ شعراً سكبته فيك حراً
لؤلؤي الحروف جمَّ الفنون

من هنا جئت يا أميرة قلبي
في حروفي تجليات حزين

بيرق المجد مشرعٌ فوق رأسي
وخيولُ الإباء تُدمي جُفوني

فانقشيني رسماً على باب دارك
في رباها سكبت أغلى شجوني

وازرعيني في صدرها جلناراً
وعناقيد فرحةٍ .. علِّقيني

وانثري فوق الوجوه زهوراً
وإذا أدلج السُّرى قندليني

وارحلي في دمي نشيدَ صغيرٍ
خلفَ أغنامه بأعلى الحزون

يتلقى بوح الجدائل يشدو
بالأغاني في حضرة الزيتون

حدِّثي عن " الضباب " عن نفحة
الكادي وعن نكهة الرمان والليمون

حدثيني عن نخوة " الأزد " عما
كان يجري في عُمق هذي"الحصون"

حدثيني عن كل سرٍّ دفينٍ
إن عشقي لكل سرٍّ دفين

وانشريني غيماً على كل أفقٍ
في بلادي ، وجه الضِّياء المبين

في بلادٍ ترابها فيضُ طُهرٍ
في زمانٍ أمجاده في المجون

يا عروسَ السراة جئت صباحاً
قزحياً أردُّ بعض ديوني

وأغنّي لمقلتيك القوافي
حالماتٍ تختال دون رنين

حالماتٍ كنفحة الطلِّ لما
تتدلى من راقصات الغصون

جئت من دوحة الشموخ بقلبي
ألفُ معنى عن عاشقٍ مسكين

جئت أهديك بسمتي واشتعالي
ذكرياتي ما بين عسرٍ ولين

نزقي نشوة الصبا والمواويل
في رُدهات السنين

جئت ركضاً وجهي قصائد عشق
تتلظى حروفها فاقرأيني

جئت في خافقي الخليج وصيدا
" ومقاليعُ جيلنا الحطِّيني"

هكذا نحن يا أميرةَ قلبي
مُكرُماتٌ رياحُ غيثٍ هتون

ليس في شَرْع حُبنا وسطاءُ
هو أرقى من دائن ومدين

لُغة العشق لا فرقَ فيها
لستُ أولى ، ولستِ في القدر دوني

فالمحي لهفتي وحرقة قلبي
فوق ثغري حَرفاً ولا تسأليني

مرةً حاولي إذا شِئت حباً
أن تري صُورتي ، وأن تفهميني

أن ترى وجهك الجميل جواداً
عربياً مسافراً في عيوني


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:16 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
من فجرنا شعشع الإجلالُ واتقدا
فجراً كهذا الذي صُغناه لن تجدا

من طُهرنا غسل التاريخُ عقدته
فهاتِ ماءً طهوراً يغسلُ العُقدا

ما كلُّ جفنٍ همى دمْعاً يموت هوى
فربما كان يُخفي تحته رمدا

مِنّا .. ومِنّا يدٌ تندى وناصيةٌ
صُغنا بها المجد هبْ لي كاليدين يدا

مِنّا .. قتيبة شمسٌ حين ننسبه
تفنى نجوم المعالي تحته كمدا

أجبتها .. منكِ شعّ النسغُ فجر تقى
ومن مُحياكِ سال المجد نهر هدى

والدَّهرُ يومان ماذا تصنعين إذا
ألوى بكِ الخطبُ أو حلَّ الظلام غدا

إني لأعلم أن الناس قد جحدوا
ولن يضير ضياء الشمس من حجدا

لكنني أبصر الأيام كالحةً
في عمق عينيكِ لا غمطاً ولا حسدا

لا تنسُجي من خيوط الوهم مملكة
ولا تقولي ليالي الدهر لن تلدا

فهذي الأرضُ لا سيفٌ لباهلة
وسط العَجاج ولا صوتٌ يردُّ صدى

تبكي "سمرقند" لا خيلٌ تصبحها
ولا " قتيبة " يأتي وجهه مددا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
توسَّدي أحرفي واستدفئي هدبي
وحلِّقي فوق حرفي واسلكي لَهَبي

جوبي السراة التي رصَّعتُها قُبلاً
مازجتُها بفمي أسقيتها تعبي

تحسسي نغمي فيها وقافيتي
وسائلي زُمرَ العُشاق عن طربي

وفتِّشي تجدي لوني ورائحتي
فوق الرُّبا في زُهور اللوز والعنب

أميرةَ الحب ماتَ الحبُّ فانتفضي
وحرِّكي مِعزَفي المخبوء واقتربي

مدّي ظفائرك الخضراء فوق يدي
وسامري رعشةَ الموَّال وانسكبي

أقبلتُ أُهديك أفراحي معتقة
مكيَّة الطعم تحكي شوق مغترب

من قِبلة الأمل الوردي من وطني
ما صُدِّرت من قِلاع الزيفِ في عُلب

ركضاً أتيتك أشواقي تسابقني
دلفت أبحث عن وجهي وعن لُعبي

حورية العصر يا وجهاً يُعلمني
صِدْق الهوى في زمان الزيف والكذب

يا نخلةً عِذقها يهمي ويا حُلُماً
يندسُّ في صمتي الدافي وفي صخبي

تسامقي يا حصون الشعر والتحفي
بُرْدَ الضباب ومُصِّي ناهد السحب

وبادليني جنون البوحِ واستمعي
قصائدي شاركيني نشوة الشغب

تعاتبين غيابي والهوى عتبٌ
فعاتبي إن أحلى الحب في العتب

إن غبتُ عنك لأمرٍ يا معذِّبتي
فإن قلبي مقيمٌ فيك لم يغب

فأنت أنشودتي الأحلى التي حَفِظت
سِري وأشرعتِ الأبواب للشُّهب

هواك سافر في قلبي وفي قلمي
وأنبت الألقَ الأزدي في أدبي

فلن يغيرني تاجي وأوسمتي
فأنتِ أكبر من تاجي ومن لقبي


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:17 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صدّقوني ما جئت أُلغي قراري
أنا لا أستطيع أُلغي قراراً

صدّقوني ما جئت أحمل بشرى
يرفُضُ البدرُ أن يُطِلَّ نهارا

صدّقوني ما جئت أنفثُ شِعراً
في زمانٍ يصادر الأشعارا

جئت أبكي عليَّ أبكي عليكم
نصفُ قرنٍ ونحن نقطر عارا

صدّقوني بعضي يحارب بعضي
كنتُ عُرْباً فصار نصفي تتارا

خُطوتي تنهب المدى ، ويميني
فوق رجلي تُقيم عَمداً جدارا

ولساني يذوب عِطراً وقلبي
لجراح الزمانِ أضحى مطارا

كلما لاح لي الصباحُ نشيداً
أسدل المظلمون دوني ستارا

وأنا فوقهم ألوبُ بجرحي
من يُجاري بما يدور المدارا

أنا يا سادَتي حملتُ هواكم
في وريدي فجاءَ حُبي شَرارا

ما ركبت الخيالَ أطلبُ معنى
والمعاني في ظلِّكم تتبارى

واقعيٌّ وهل يطير جريحٌ
دمُه تستحم فيه الصَّحارى

واقعيٌّ تندسُّ في الفيافي
فاقرؤوا سِحنتي شجىً وغُبارا

أنا منكم لن أستعير لباساً
غيرَ جلدي والحرُّ لن يستعارا

إنْ يكن بيننا فمٌ هامِشيٌ
جعل الزّيف للحروف شعارا

فأنا ما اعتذرت ، أُدرِكُ دوري
وحروفي لا تُتقن الأعذارا

أنا منكم جُرحانِ في صدرِ حرٍ
فافهموني إن كنتم أحرارا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مسافرٌ فوق جمر الحرف يحترق
مسافرٌ زاده الألحان والحُرَق

مسافرٌ ما شكى نزفاً ولا رهقاً
وكيف يشكو الذي أعصابه رهق؟

ولو شكى الحزن ما أصفى مودته
ولو شكى قبله العشاق ما عشقوا

يا من رحلتَ إلى أين الرحيل ضُحى
خيول شعرك أدمى صدرها السبق

لأي دارٍ تذود الناجيات ومن
سيقصد الركبُ والأمواج تصطفق؟

هوِّن عليك فإن الدرب مَهْلَكة
والليل خلفك والقنّاص منطلق

ومن همستَ له بالسرِّ باح به
وباع عينيك من تهواه مرتزق

كلاً .. سأطعمُ هذي البيدَ قافية
رُزقتها ولكل الناس ما رُزقوا

ما زلت أحرقُ المعاني ، أعلقها
نجماً لمن تاه من ظلَّت به الطُرق

ما زلت أحرقها حباً ، ولي أملٌ
فيهم سأحرق حتى ينفذ الرمق

ففي حروفي صباحٌ لا نظير له
وفي صباحِ حروفي يغرق الغسق

لحفتهم بجروحي ما تركتهم
لجرحِهم كلنا في الهم نتفق

أوقدت من نار قلبي فيهمُ قبساً
وها أنا بدُخان الحب أختنق

صدقتهم بمواويلي وكذَّبني
قومي وأقسم أن القوم ما صدقوا

إني وثقت فكان القتل في ثقتي
فكان أني بغير الله لا أثق


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:18 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
دمشق لعينيك الهوى ولي الصبر
وليس لمثلي في جنون الهوى عذر

هنا للهوى الشامي وجهٌ وقامة
يُقَصر عن إدراك قامتها الشعر

محياك هذي الشمس نصف شروقه
وبعض تجليِّك السحابة والبدر

أتيت معي أم القرى فوق هامتي
ومكة في بطحائها ولد الفخر

معي قِبلة العشاق لالاء طيبة
معي "نجد"و"القمح القصيمي"والتمر

معي من هوى أبها غناءٌ وغيمة
معي الرمل والشعر السعودي والبحر

معي من "قلاع المجد" "سيف"و"نخلة"
وعزٌّ على عليائه جَثَم الصقر

دمشق التي أخفيتها في جوانحي
حديثٌ طويل لا يمل له ذكر

دمشق هي العشق الذي لا تحده
حدودٌ هي الرؤيا دمشق هي الدهر

هنا كان للخيل التي طال ركضها
صهيلٌ تناغيه المثقفة السمر

على هذه الأرض التي من جذورها
زكا المجد وانداح الفدا ونما الكبر

طمى الفتح وامتدَّت على الزهو أمة
وطأطأ وجه البغي ،وانكسر الكفر

مِدادٌ من الأمجاد من عهدِ آدم
سيبقى إلى يومٍ يكون به الحشر

لكل زمان يا دمشق رجاله
وكل ملمات الزمان لها عمرو

فيا جنة الدنيا تنثُّ مصائبٌ
وعند جُموح العُسر ينبلج اليسر

دمشق لنا الرحمن لو جحفل المدى
ولو دمدم الباغي ولو مكر المكر

هنا زمجر الطوفان لما تخشَّبت
قلوبٌ وأعماها عن الفلق الشرُّ

فمادت قلاع الزيف وامَّاح عُمرها
لأن قلاع الزيف ليس لها عمر

ومن هذه الفيحاء ينداح مولدٌ
إذا جاء عيسى والمحبة والطهر

وإني أرى فوق الفراتين رعشةٌ
ورُب فراتٍ منه يستوقد الجمر

دمشق حملنا جرحنا وهو راعفٌ
فما تعبت رِجلٌ ولم يشك ظهر

وما أنكرت صنعاء يوماً أحبة
ولا طأطأت نجد ، ولا غدرت مصر

نموتُ على مجدٍ ونحيا على تقى
ومن ناظرينا يولد الليل والفجر

فنحن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:19 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما بال وجهك يا عيبان منخطف
وأنت عيبان أنتَ الزَّهو والشرف

ما بال طرفك يا عيبان منكسر
وكان طرفك صبحاً ما له طرف

من باع عينيك للأحزان يا قمراً
من ضوئه كتب العشاق واغترفوا؟

من امتطى ظَهْرَ هذا الحُرِّ أسلمه
للعار سيفٌ يمانيٌ .. ويرتجفُ

كان الغمام على جفنيك مزرعةٌ
من الهوى أين ذاك العاشق الدنف؟

كانت غصون النَّدى والبُنَّ أشرعةً
واليوم غرزتكَ البارود والجيفُ

سيفٌ على كاحل التاريخ تشحذه
كفٌّ عراقية في حُكمها جنف

كفٌ عراقيةٌ جادت بما وجدت
والحقد من قبلُ ما ضنَّت به النجف

عيبان من يبلغ الأحباب أسئلتي
لعلهُم بعد هذا العار أن يقفوا

لعلَّ عيبان يلقي نصْف هامته
لعلّ خافية الأيام تنكشفُ

لعلَّ صنعاء تستقري قصائدنا
صنعاء تعرف لكن كيف تعترف؟

صنعاء مثلك يا عيبان راسخة
في عُمقنا رُغم ما قالوا وما عزفوا

صنعاء عِشقٌ جنوبي نُغالبه
فحبُّ صنعاء ما جادت به الصدف

ماذا نقولُ وماذا كي تصدقنا
إنّ الهوى فوق ما نبدي وما نصف؟!

وكيفَ نبعثُ بالأشواق راعشةً
وكيف ننصف من نهوى وننتصِفُ؟

وهذه قصةُ النجوى مُصيبتنا
قلبٌ على الرغم من آهاته يجف

كم قيلَ : إنَّكِ يا صنعاء مُقلتنا

وأننا بكَ يا عيبان نلتحفُ

لكنْ تغيَّرت الدنيا فمن بدأت
سوءاته وبدا يلهو وينحرف

عيبان نعطي ونُعطي والأكف هنا
مبسوطةٌ وحماةُ الدار ما ضعُفوا

ألفتَ منّا الهوى صفوا ومعذرةً
فربما كان حتف النَّاس ما ألفوا

صنعاء نثَّت بلا وجهٍ ولا لغة
مقولةٌ باسم حبِّ الذات تعتسفُ

ماذا نقول لنا دربٌ ستعرفه
"صنعاء ما في دروب الحبِّ منعطف

وسوف تأسف ليلى من مواقفها
في ساعة لا يفيد العذرُ والأسف

قد يُبخسُ الكيلُ لكن ضدنا اجتمعا
يا وجه صنعاء سوء الكيل والحشف

بحُبنا نحن يا عيبان ملحمةٌ
غريبةٌ عن جميع الناس نختلفُ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:20 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إلى التي كلما أقبلت مكتئباً
تبسَّمتُ فانجلى ما ران من رهقي

إلى التي قرأت وجهي وذاكرتي
وما أعانيه بين الحبر والورق

فسافرت في شراييني خيول هوى
أزدِّية الضَّبْحِ ما كلَّت من السبق

تُناجزُ الرِّيح موالٌ سنابكها
مفطورة مثل هذا الوجه من قلق

بيني وبينكِ أشجانٌ مُعتَّقةٌ
أخفيتها بين ما أخفيتُ من حُرَق

كتَّمتُها ودفنت الهم في كبدي
جمراً تسعَّر من نيرانه حدقي

فصُغت في زمن النكران قافيتي
سحابةٌ فاغرقي في الشعر واغتبقي

وكيف أُنكر كفَّاً أورقت ألقاً
في خافقِ الشعر؟ هذا ليس من خلقي

إليكِ يا من إذا أقبلتُ أتعبها
بآهتي أشرقت في ساعةِ الغسق

وحدَّثني بأحلى ما يجودُ به
قلبٌ وأومَت بيمناها إلى الأفق


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
شاخ الهوى والتوى القيصوم والشيح
وأورقت بين جنبيك التّباريح

وكيف لا والعرانين التي سجدت
لها الدُّنى ماؤها للبيد مسفوح

وكيف لا والسيوف البيض مطرقةٌ
والفتح أغنية سكرى وتصريح

يا غارقاً في رماد الحُزن أتعبني
أن تنطفي بين عينيك المصابيح

أن يصدأ العزم في الجُلّى كما صدئت
في راحتيك المرايا والمفاتيح

يا غارقاً في وعود الزَّيف خدَّرنا
وعدٌ وبابٌ إلى اللاشيء مفتوح

خمسون عاماً على الأشواك مبحرة
جلودنا والفؤاد الحرُّ مذبوح

خمسون عاماً تعاويذٌ وهمهمةٌ
أُحجيَّةٌ سرُّها المكنون مفضوح

نخيط في الصّخر أزهاراً وقافيةً
موتورةٌ عاشقاها الصمت والريح

وأنهر الخوف تجري في مفاصلنا
وفوق أهدابنا تُمسي التماسيح

واليومَ يخرج من أصلابنا قمرٌ
من زهوه يتناسى الهمَّ مجروحُ

يا سيِّدَ الصمتِ في العينين أسئلةٌ
كئيبة والجوابُ اليومَ مطروحُ

إن كان في قلبِ من أحببته صدأٌ
فسوف يصقله لله تسبيح

أجسادنا ربما ماتت وقد بُعِثت
رفاتنا لم يزل في عمقها روح


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:21 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لوجهك أنت يسكنني الجنوب
ويبني في حروفي العندليب

وتجعلني القصائد حين أشدو
أميراً والمدى عرشٌ مهيب

وتحملني الدروب على أكف
ومثلي اليوم تُنكره الدروب

لوجهك في دمي نبضات شعر
وموَّال له نسق عجيب

نقاء المُزن يعصره سحاب
تلقَّف قطرهُ غصنٌ رطيب

على قمم السراة له شروق
على لغة الهوى وله غروب

يضيء الخافقان على رؤاه
فطينة غرسه شرفٌ وطيب

لوجهك أنت هفهفة الخُزامى
ونجوى الشاعرية والكثيب

هتاف الطين وجه الشمس عطرٌ
يضوع بسحره الروض القشيب

يغيب فتجدب النجوى بقلبي
ويَضؤُل عندي الكون الرحيب

رغيف الخبز أرهقني صعوداً
وباعد بيننا وأنا القريب

كدحت بقامتي وبماء قلبي
وكلٌّ في الجهاد له نصيب

وأتعبني الرحيل وكلَّ حرفي
وفوق فجيعتي ضحك المشيب

وأرهقني هوى ما تبت منه
يتوب العاشقون ولا أتوب

وقلبٌ يغرق الأحباب فيه
وكم داست على الحب القلوب

فؤادٌ يقرأ الدنيا عجاجاً
وقد جُنَّت بأمته الخطوب

يُقَسِّم نبضه في كل أرض
ففي كل البقاع له وجيب

ويصرخ في الوجود بألف مغنى
ويمضي السائرون ولا مجيب

على أنقاضنا ولدت صروحٌ
وفوق جباهنا حُفرت ندوب

وتحت وجوهنا نبتت وجوه
على قسماتها نبتَ الشحوب

وبين ضلوعنا بدأت حروب
وفوق ظهورنا خُتمت حروب

شظايانا تطير بلا شظايا
فنصفُ بلاد أمتنا جيوب

وأحرفنا لها معنى بعيد
يضيق به ، فيشطبه الرقيب

ننام على الرزية ما تعبنا
ونأبى أن نعاب وكم نعيب

إذا نبت الفؤاد على المخازي
تصير فضائلاً فيه الذنوب

أميرة أحرفي تعبت حروفي
على شطآنها يبس العسيب

فجئت لوجهك الحنطي أشكو
لمن عرف النوى يشكو الغريب

أجاهد بالحروف البيض عاراً
على وجه الحياة له سبيب

ولا أدري إذا أسرجتُ شعراً
أشقُّ به الركام مَنِ المصيب


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
من جبيني تضيء هذي البروق
وفؤادي زوابع وحريقُ

لا شكوت ُالهوى ولا قلتُ قلبي
إنَّ هذا بحبِّنا لا يليق

كلُّ شبرٍ في مقلتيه نشيدٌ
من غرامي ونُضرةٌ ورحيق

لم تضقْ بي عيناك كانت مداراً
شاعرياً وعالم النَّاس ضيقُ

ورحلنا في جُرحنا ما افترقنا
والمنايا من كُلِّ فجٍّ تتوق

لغةُ العشق قبلنا ليس فيها
أن يُباهي بِسرِّه المعشوق

لغةُ العشقِ قبلنا ذكرياتٌ
وبكاءٌ عند النوى وعُقوق

لغةُ العشقِ عندنا قسماتٌ
لم يُلطِّخ صفاءها المسحوق

كم سقيت الثُرى دمائي ودمعي
واجباتٌ عندي لها وحقوق

فأنا في النّوى وفي كل ساقٍ
حفظته للنائبات العروق

وأنا فوقها هلالٌ وشمسٌ
وغروبٌ عن وجهها وشروق

وأنا روحها زفيرُ أساها
كلما ضاق صدرها والشهيق


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:22 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا جبال السراة .. غيرك ينسى
لستِ ممن يموت حُباً وينسى

بين جفنيك تستريح حُروفي
تتجلّى أحلى وأعمقُ جَرْسا

فاعصري الغيم في فمي واغرسيني
في بلادٍ طابت تُراباً وغرسا

علِّميني صفوَ الهوى واشرحي لي
يا قلاع الجنون في الحبِّ درسا

يا جبالَ السراةِ حُمِّلتُ هماً
في زمان ماتَ الورى فيه حِسّا

كلُّ قومي في حُرقتي في فؤادي
كيف يَقْوى هذا الفؤاد المؤسى

يشرب الأبعدون من فيض حزني
في وريدي جمعتُ بكراً وعبسا

كأن كفّي لكل جدبٍ غماماً
كان صدري لباعة الحب تُرسا

كنتُ ماءً وخيمة وصباحاً
كنتُ للمظلمين أُشرِقُ شمسا

كنتُ عُشاً لكل زُغبِ الصحاري
كنت للمدلجين في الهم مرسى

كان يأتي صوتُ المحبين قصفاً
وأنا أسكبُ المحبة همسا

وتناسى أحبتي لون وجهي
صِرتُ في عُرفهم سقُوطاً ورِجسا

شربوا من دمي ومصُّوا رحيقي
وأقاموا فوق الفجيعة عُرسا

واشرأبت أعناقهم لوداعي
يرفعون الأكفّ روماً وفرسا

وأنا في دمي أُغني لقومي
حافِظاً للزمان ما ليس ينسى

حاملاً همَّهُم شجىً أبدياً
وأقاسي لأصبح اليوم أقسى


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إذا اجتواك الجدب فابسط يدا
وإن نصاك الجود كن أجودا

واسكب على الظمأى زلال الهوى
لا تُبق ثغر المشتهي أجردا

سيكثر الحساد فانسج لهم
من قلبك الفيّاض أحلى رِدا

كن فوقهم غيماً وترتيلةً
فالصخر لا يؤذيه إلا الندى

تكالبُ الظلماء في كُفرها
لكنها لا تَكْفُر الفرقدا

سيكثر الحساد .. لا تبتئس
فأول الأمجاد أن تُحسدا

لو لم تكن وجهاً له صفوه
لما بدا وجهُ المدى أسودا

قد يُدخِلُ العصفورُ سجَّانَه
في سجنه الكابي إذا أنشدا

يا أيها الصوت الذي نشتهي
أهل الردى لم يتركوا (أحمدا)

قالوا : وكم قالوا ، وما ضرَّه
من يا نقي الصوت يمحو الهدى

وهل يَضيرُ الشمسَ قول الفتى
دجى .. إذا كان الفتى أرمدا؟!

دعهم .. وقم من فوقهم قلعةً
مكيَّة وارسم لهم مشهداً

واركب خيول الشعر ، أسرج لها
ظهر المدى شعراً وكن سيِّدا

وقل لهم : عصْرُ الفتوح انتهى
ومثل هذا الفتح لن يوجدا

قد أوصدوا الأبواب من جهلهم
لكن باب الله لن يوصدا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:23 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما تعبنا نطوي المدارات ركضاً
والذي يخطب العُلا ليس يرضى

في نواصي خيولنا ألفُ شمس
تملأ الخافقين طولاً وعرضا

كلما خالها الدجى لفَّ شيئاً
فوق عِرْنينه وأنَّ وأغضى

ولأن الهوى هوىً أحمديٌ
أينعوا ضدَّه سماءً وأرضا

في طباع الحياة سرٌ عجيب
كيف هذا الهوى يُولِّدُ بغضا

ما شكى دوحنا نميراً وظلاً
إنما نشتكي من القوم مرضى

أيها القادمون بالورد نردي
ألفَ سيفٍ براعمُ الوردِ أمضى

يصدأ السيف بالنَّدى ثم يفنى
بعضه في القراب يأكل بعضا

صُبحنا طلعه غِناءٌ ووردٌ
وعد ربي ووعده سوفَ يُقضى


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:24 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فمٌ من جراح الناس يغلي ويَغْرف
وللمقام المخبوء يشدو ويعزف

فمٌ جاء فجريَّ البدايات لونه
صباحٌ وفي أبعاده الحُزنُ يندفُ

فلو جاء مُراً طعمه لا يرعكم
فمِن جُرحكم يا نخلة الحُزن ينزف

أتى عارياً لا يتقن الزيف شِعره
وأكثر شِعر العصر شِعرٌ مزيف

حروفي لظى يا سادتي لا لأنني
عنيفٌ لأن الجُرح أقسى وأعنف

حملت المدى بين عينيَّ حُرقةً
وها أنا فوقَ الجمرِ أغلي وأذرف

أبدد صمتي بانتعاشات أحرفي
وأزجي قوافي التي لا تُزخْرف

وأقرأ أبعاد الزوايا ونبضها
وأعرفُ من دهري الذي لا يُعرف

وأُدرك ما بين السطور من الرؤى
وما تحتويه الرِّيح إبَّان تعصِف

وما يحضنُ الجلمود في عمق عمقه
وما يدفع العصفور ساعة يهتف

ولست بهذا أدَّعي الغيب إنني
أُحبُّ فيبدو لي الذي ليس يُكشف

أرى أوجهاً لا لون فيها خرائطاً
تضاريسها جدبٌ وصمتٌ مُغلَّف

أرى أمةً رؤاها كئيبةٌ
ومقلتها بيضاءُ والوجهُ أعجف

أخي حين أحدو العِيس للسير ينثني
كئيباً يُنادي أوقِفوا العيس أوقفوا

فأزجر ركب الحيِّ سيروا فقصدنا
قريبٌ وميعادُ الهوى ليس يخلف

فأبصر قاماتِ المطايا ذليلة
يُقيدها عن مبلغ القصد مُرجف

لأني صريحٌ في فمي ألف لوعةٍ
ولي من ركام الجاهليين موقفُ

يصيحون في وجهي بلا أي حرمةٍ
هوانا حضاريٌّ وهذا تخلف

فألثم جُرحي أنكفي في قصائدي
وأمضي إلى قصدي وفي القلب مصحف

وأوقن أنَّ الدِّين يسرٌ على الورى
فربُّ الورى ما قال يوماً : تطرفوا

ولكنَّ بعض الناس إما مكابرٌ
وإما معَ من قال " ثورٌ مُعلَّف "

خبرت الورى لا يعشق الضوءَ أرمد
ولا يفقه البردَ الشتائيَّ مترف

وأكثر أهلِ الأرض يبغي سيادةً
ولكنّه صِفر الذراعين أجوف


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مسافرٌ أقتفي عينين تشغلني
لها أغنِّي ومنها يرتوي بدني

إذا تمنطق خصرُ الليل دكنته
جاءت بأنغامها الوَسنى تُوشوشني

يضيق رحبُ المدى بي ينطوي بيدي
في الهمِّ لا حدَّ بين الشام واليمن

عِمامة من صفاء البوح ألبسها
غلالةٌ من نقيع الحُزن تلبسني

أمتدُّ فوق الفيافي خُضرةً لهباً
ضدّان ما ذنبُ هذا القلبِ يا وطني

أنا أبوحُ وأنتِ أحرفي ودمي
وأنتِ كلُّ الذي يأتي به زمني

أنتِ تصبين في قلبي فأمخضُه
وليس ذنبي إذا ما راب لي لبني

أنا وأنت خُلقنا هكذا وهناً
شربتُ منكِ المآسي فاشربي وهني

كم كنتُ آمل أن آتيك معتجراً
سيفي يسوقونَ قبلي ألفَ مُرتهن

أغُذُّ أجردَ طواحاً وأغنية
كأنني في الهوى"سيفُ بن ذي يزن"

لكنني جئت منكوساً وراحلتي
عرجاء أقبلت أبكي لابِساً كفني

فلا تزيدي جراحي وافهمي لغتي
ولا تبيعي كما باعوا بلا ثمن

تفرّسي في عيوني واقرأي تعبي
فأنبل النَّاس من يُطوى على حسن

هاتِ فؤاداً بليداً لا يُؤرِّقه
همُّ الورى وخُذي شِعراً بلا شجن


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:25 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كم ندّعي عشق الحروف ونكتب
ونقول : إنَّا في غرامك نتعب

ونذوب في عينيك نفح قصيدة
عربيةٍ ومن المدامع نشرب

ونُذيب فيك حناجراً ذهبية
فإلى متى نجني عليك ونكذب

وطني الذي أخفيت عنك تجاربي
في الحب كم جهل الغرامَ مجرب

أشكوك أم أشكو الأحبة أخلفوا
وعد الهوى ، والعاشقون تغيّبوا

هربوا ولم اعهد محباً صادقاً
من وجه من وَهب الهوى يتهرب

ها أنت يا نهر الجراح خريطة
صماء ليس بها لسان يعرب

وإذا تكالبت الجراح بخافق
ما فاده طبٌ ولا متطبب

أوغلتَ في عُمق الظلال مكابراً
ودروب من سلك الدُّجى تتشعب

شِمتَ البروق الخُضر تزجي غيمة
تشوي الظما لكن برقك خُلب

لا تخدعنَّك أنجم ببريقها
فنجوم فتحك راقصان و مطرب

كانت إذا اهتزت دمشق لحادثٍ
هاجت ذرا صيدا وماج المغرب

واليوم في الأقصى جراحك ثرةٌ
والكفُّ مجدبة وظهركَ أحدب

بكرُ التي شحن التحدي قلبها
لحقت بها خوف الفضيحة تغلب

علب مكدسة يعربد فوقها
جيش الظلام لكل بيت مذهب

ترمي على زنديك كل همومها
ولأجل وجه المستهام ستضرب

تُهديك أوراق البكاء هزيلة
خجلى الحروفِ جبينها يتصبب

وطني وفي عيني ألفُ حكاية
نشوى ، وألف قصيدة تتلهب

أذنبت في حبي الذي كتّمته
عمداً ، وبعض الحب حبٌّ مذنِب

أنا ما سلبتك يا مدار مشاعري
مجداً فمجدك خالدٌ لا يُسلب

أنا ما كفرت بطعم شوقكِ إنه
عندي ألذُّ من اللذيذ وأطيب

أنا ما لعبت بأحرفي وعواطفي
أنَّى لمن لعق المصائبَ يلعبُ

لكنني حُمِّلتُ عبء محبة
والحبُّ في زمن الأسى مستغرب

تبقى قلوب العاشقين وفيّةً
وقلوب من لبس المحبَّة قُلَّب

أبكي لمن أبكى وجلدي هارب
مني وثغري بالجراح معلَّب

فتَّشت عن عشقٍ أجود به فما
ألفيت ألا آهة لا تنضب

فسكبت منها في وريدك رعشة
والمجد يورق من دماءٍ تُسكب

أنا ههنا لكنَّ حيفا في دمي
وفمي بطعم صديدها يتحلَّب

تفنى الحدود السودُ تحت قصائدي
والحب أكبر من حدود تُنصب

صعبٌ حديثي أيها الوطن الذي
أهوى ، ولكن التملقَ أصعب

وغريبةٌ حالُ المحب إذا اشتكى
لكنَّ حال الخائنين الأغرب


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:26 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا أبي .. للحروف عندي سؤال
مستحيلٌ ، وكلُّ عذب محال

منذ عشرٍ والشجو يغزلُ شعري
فحروفي قوافل ورِحال

يُورق الشِّعر في فمي عربياً
بين جنبيه ، نباةٌ وصيال

وزنه فيلقٌ من الجُرد يغلي
وقوافيه بيرقٌ ونصال

قرأ الكفَّ ، والوجوهَ الحيارى
والزوايا .. وما طوته الظلال

فاستبانت صُبارةً ، وقتاداً
ورسوماً تحثو عليها الرمال

وجِهَات تداخلت فتناءت
وتلاشى جنوبها والشمال

حدّثونا ، وأسرفوا عن هوانا
فلماذا لا تصدق الأقوالُ ؟

أنّ أمّ الشاهين تُنجبُ صقراً
كأبيه .. له تتوق الجبال

أن غصن الأراك يحيا كسيحاً
وتموت النّخيل وهي طوال

فلماذا لا ينجب السيف سيفاً ؟
ولماذا لا تزأر الأشبال ؟

يا صباح السؤال ، سنَّةُ ربي
ليس إلا له الجليل الكمال

حين تهوي سنابل القمح أرضاً
يبتدي مولدٌ .. ويدنو زوال

حدّثونا .. لم يكذِبوا وعرفنا
بعد لأي " أن الحياة سِجال "

وتعبنا " ضاقت بنا الأرض لكن
رغم هذا .. في عمقنا آمال

إن أُمّاً يا ملهمي أنجبتكم
لم يزل للجواب فيها رجال


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:27 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أمسِ جرحٌ واليومَ في القلب جرحٌ
أمسِ نمنا عليه واليوم نصحو

كلما هزتِ الحُتوفُ رشيداً
نزَّ في ساقِه المُخِبَّة قرحُ

كلما شدَّ للقبيلة زَنْداً
أقبلَتْ صوبه القبيلة تلحو

أيها الفارسُ الجَميلُ وداعاً
فتحُنا رحمةٌ وحبٌ وصفحُ

أيها الفارس الجميلُ أجبني
كيف يعلو على الشوامخ سفْح

أنت أكبرتهم وما اهتزَّ سيفٌ
في يد المدَّعي وما اهتزَّ رُمحُ

أنت أعليتَ صَرْحَهم لست تدري
أنَّه ما علا لقومك صرحُ

ربما ضِقتَ بالظلامِ ولكنْ
قِف قليلاً سيُعقِب الليل صبح

وإذا ما سموتَ إلا جريحاً
فقليلٌ أن يصنع المجدَ جُرح


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:28 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حبيبتي جفَّ موالي ، وجفَّ فمي
وأورق الجدب في كفي وفي قلمي

أسائل الليل يا ليلاي عن ألقي
عن عُزلتي وانطفاءاتي وعن سأمي

من أين أبدأ ؟ أحزاني معتقة
بحرٌ من الحزن من رأسي إلى قدمي

مسافرٌ فوق موج الحرف في ورقٍ
أودعته فيضَ أحزاني وعطرَ دمي

مسافرٌ لا زماني مُدركٌ سفري
ولا رفيقةَ دربي هزَّها نغمي

أبكي دماً إذ أرى القعقاعَ عائدةٌ
فُلولُه بين مأسورٍ ومنهزم

خيوله فوق خط النار واجمةٌ
تراقب المددَ الآتي من العدم

تراقب العربَ الأحرارَ في دمهم
يغلي المثنى ويغلي ألف معتصم

وما دَرَت أن حبل الله منصرمٌ
وأنها استسمنت للفتح ذا ورم

أبكي دماً يا مدار الشعر حين أرى
مهدَ البشارات يَنبوعاً لكل ظمي

قبائلٌ بشرار الحقدِ مولعةٌ
ناريّةُ الوجه من صيدا إلى الهرم

حدودها السود تفني تحت ظلمتها
أشعة الحبِّ والقربى وذي الرحم

أبكي دماً إذ أرىالقعقاع في يده
قيدٌ يساق به في هيئة الأمم

بُنَيَّ وانتفض التاريخ يصفعني
فتهت بين الرّجاء المر والندم

قرأتُ في وجهه القمحي ملحمةً
من النَّكالِ وبركاناً من الألم

بالأمس كان يكيل الزهو مبتسماً
واليوم وجهٌ عبوسٌ غيرُ مبتسم

بُنَيَّ هذي هي المأساة ماثلةٌ
فانظر بربِّك من خصمي ومن حكمي

كانت سنابك خيلي في جماجمهم
مغروسةٌ وعلى أكتافهم علمي

فأصبحت قبلتي الأولى منكسةً
لما تبِعتُ إلى درب الردى قدمي

ودَّعته وأنا أبكي على زمنٍ
الحقُ فيه غدا ضرباً من التُّهم

أبكي وأعلم حجمي يا معذبتي
فالهمُّ أكبر من حجمي ومن همي

لكنني أحمل الأثقال محتسباً
فالنوم فوق الرزايا ليس من شيمي


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:29 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
جُرحٌ تسافر فيه حُنجرتي
وتصبُّ منه قنابلاً رئتي

تسعون قرناً لا ذكرتُ شجىً
أطبقت فوق متاعبي شفتي

تسعونَ لا جُرحي استطال فماً
حراً ولا ألجمت حمحمتي

أسرجت قلبي للهوى وفمي
وزوارقي الحرَّى وأشرعتي

ورحلتُ والآفاق مظلمةٌ
قلبي على الأمواج بوصلتي

وكتبت تاريخي بما جهلوا
من نَزْف شُرياني وأوردتي

فيرى صغيري أحرفي تعبت
فيقول : ما للحرف يا أبتي

فأقول : يا ولدي لهم لغة ٌ
في العشق .. لا يدرون ما لُغتي

تسعونَ يا ولدي أموت هوى
وأنُصُّ للأحداث جمجمتي

سينثُّ يا عيني صُبحُ هُدى
وتلوح من عُمق الدُجى سِمَتي

وسيذكرون مواقفي ودمي
وقصائدي الولْهى وقافيتي

ويرى الذين حملت جرْحهم
أنَّ الرِّياح تهبُّ من جهتي


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مسترسل مثلُ ماء النبع يا بلدي
تهمي زُلالاً ولاتلوي على أحدٍ

من طينة النخل معجونٌ ومغتَبِقٌ
من ماءِ زمزم مفطورٌ على الرشد

كفَّاك في كلِّ كفٍّ عِقد دالية
فكيف لا يكثُر الحسَّاد يا بلدي

شلال ضوءٍ على عين معلقة
بحزنها أيبستها قسوة الرمدِ

أنقى من الطهر في قلبٍ يشعُّ تقى
أشهى من الغيثِ رنَّاناً بلا بردِ

صُبحاً ولِدتَ ووجهاً ناصعاً وفماً
مغرداً في زمانٍ غاص في النكدِ

مسترسل مثلُ ماء النبع مبتهجٌ
في عالمٍ تاهُ في دوامة العقد

نسيجُ وحدكِ يا داري معلقةٌ
نفُكها وهي تستعصي إلى الأبد

هنا ومن قِيضِ هذا الرمل أُغنيتي
أمدُّها والهوى ضرب من المدد

أمُدُّها حبلَ نور من دمي وفمي
يصوغها يا جبال المُنتهى اتقدي

مسترسلٌ مثل نوءِ الشعر ما رقصت
غمامةٌ منه إلا في خيال صدي

فتَّشتُ في كل شيءٍ عنكِ ما نظرت
عيناي مثلَكَ يا أنشودة الأمد

نقَّبتُ عن وجهِك العُشبي ما وجَدَت
عيناي وجهاً كهذا الوجه لم أجد

قصيدةٌ أنت جاءت وهي حالمةٌ
ولم يدُرْ بُعدها المخبوء في خَلَد

هذي العمائم ما عُمَّت على سفهٍ
وإنْ تعلّق فيها ألفُ منتقد

هذي العمائم تُخفي هامةً نضجت
في بطنِ مكةَ تتلو سورة المسد

هذي العمائم ما مالت لها عُقُلٌ
معقولةٌ بعقالِ الواحد الأحد

هذي العمائم صاغت عِشْقَ ملحمةِ
ومن ذُرا الحب تأتي آفةُ الحسد

ماذا أعُدُّ لآبائي مآثرُهُمْ
كونٌ من الفخر لا أقوى على العَدد

وكيف أُحصي لخيل الله ما ركضت
وكيف أُحصي عروق الفخرِ في جسدي

وكيف أخرجُ من جلدي لأشرح عن
قلبي وعن نخلة تختال في كبدي

عن القصيدةِ لا بيتٌ ولا عَمَدٌ
قصائد الحبِّ لا تُبنى على عَمَد

تأتي غمامةَ عطرٍ خفقَ مُرضِعة
صيغت لها لُغةُ الأحلام في وَلَد

تأتي كوجهك تهليلاً ومئذنة
مادت وجوه الرّواسي وهي لم تَمِد

ما حلّقت في فضاء الحبِّ موبِقةٌ
إلا وكانت لها يمناكَ بالرصد

يا ملهمي لا يفيد الوشمُ أرسمه
تميمةً عن عوادي الدَّهر فوقَ يدي

آمنت أنّك أسمى قصةٍ كتبت
بأحرفٍ أشربت من خير معتقدِ

يا مُلهمي كلُّ يومٍ ألفُ والدةٍ
لكنَّ مثلَك هذا الكون لم يلد


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:30 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الشعر أن أبني مدىً أوسعا
أريحُ فيه المتعب الموجَعا

أُري به من لا يرى وجهه
أهديه في بهوِ العُلا موقِعا

به أصبُّ الكون أنشودة
أدحوهُ باباً للهوى مشرعا

أُريقه عطراً صباً ديمةً
ذؤابتها تُنعش البَلْقَعا

الشِّعرُ أن آتي الآسى راكباً
حرفي أصدُّ الصرصر الزَّعزعا

أحثو حروفَ البوح كاكيَّةً
في كل فجٍ تلقف المَصرَعا

قنابلاً تأتي .. رصاصاً لظى
دبابةً .. بارجةً .. مِدفعا

الشِّعر أحلامٌ .. شجى حرقةٌ
أدمنتها لمَّا أزل مولعا

الشعرُ بابٌ في تخوم الرؤى
من ألف قرنٍ يمنح الأروعا


سعيد بن صالح الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:31 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كنتُ شعراً منمقاً
وغناءً مدوزنا

وصباحاً وديمة
وبشاماً وسوسنا

كان حرفي محلقاً
وفؤادي محصنا

ونشيدي غمامة
تحتها يورق السنا

يبعث الروح في الحصى
كلما انداح دندنا

فاستباح الهوى دمي
وبشطآنه بنى

واستحالت قصائدي
دانةٌ تبعث الوني

صرت للحزن قِبلة
ومطاراً وموطنا

فالأسى لم يجد له
غير جنبي مسكنا

إنها قصة الورى
يتعب الفقر والغنى

كم فؤادٍ محجل
ضوؤه قندل الدنى

طار في غير سربه
فتهادى وأذعنا

فخذيني بلوعتي
واقبليني كما أنا


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لنا البحر والريح والمرفأ
لنا الكف ، والصفُّ إذ نبدأُ

لنا دائماً نكهة المستحيل
فقل للمخِبين أن يهدأوا

وُلِدنا من الريح والمعصرات
ونوَّارة النهر لا تظمأ

من الأفق تنداح شامية
إذا أسرجت وجهها طأطؤوا

لنا قامة النخل قِنديلها
وبرقٌ على صدرها يهزأ

وفي مقلة الحُر تزهو القذاة
لأن الدجى قلبه مطفأ

ويمضي النهار على دربه
أصابَ المُريبون أم أخطؤوا

لنا البرق والخفق والمنتهى
لأنا بغاياتنا الأكفأ

خبرنا نقوشاً لها مبدأ
رديء ومعدنها أردأ

ولكننا فوقها غيمة
وطبع الغطاريف أن يربؤوا

غسلنا الحزَازات ،لكن أبت
فنفس المنافق لا تبرأ

لنا فوقهم صيْقلٌ من هوى
وسيف الصبابة لا يصدأ

لهم في الهوى مبدأٌ راسخٌ
ونحن لنا في الهوى مبدأ

هُمُ يلجأون إلى كيدهم
ونحن إلى ربنا نلجأ


صالح بن سعيد الزهراني

الحمدان 07-20-2024 06:32 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هُنا ركايا الصَّفو سالت ندى
واسترسلت في البيد ماءً وزادْ

هنا لتاريخ الندى مولدٌ
هنا لأعراس الجلالِ امتدادْ

هذا اللظى من قَدْحِ ضبَّاحةٍ
هذا الشجى الواري بقايا اتقاد

هذي القلاع الجُرد في حجرها
تراقصتْ خيلُ الهُدى للجهادْ

من عُمقها قام المدى منشداً
وأرهف السَّمعَ المدى واستعاد

واخضرَّت الصحراء ، وانثال مِنْ
كُثبانها الصفراءُ وجهُ الجواد

وهزَّ نبض الماءِ جلمودها
فأخصب الصّخرُ وجاد الجماد

هذي القلاع السُّود من زهوها
أفاق تاريخٌ وأغفى رُقاد

ما بالها سوداءُ والوحيُ في
أكنافها يبيضُّ منه السوادْ

وعاشقوها كالصباحِ المضيءْ
من عاكفٍ ماتَ اشتياقاً وباد

ما هذه الحُلكةُ .. ما سرها
كمُقلة يطوي بهاها السُّهاد

هل أنضجتها الشمسُ شوقاً لها
أم انطوتْ فيها الخطوبُ الشدادْ

تساؤلٌ يعتادُني قاتلٌ
والشِّعرُ أحلى ما لديه العِنادْ

يا من يموجُ الحرْفُ في أفقه
ما كلُّ من يسعى ينال المُرادْ

نظرتَ معصوباً بلا نظرةٍ
بمقلةٍ حيرى ونصف اعتقادْ

وخافقٍ يرتجُّ في خفقه
كأنه سُوقٌ بألفي مزاد

أخرجتُم الهادي ومن يومه
لبستُ للتاريخ ثوبَ الحداد


صالح بن سعيد الزهراني
السعودية

الحمدان 07-20-2024 09:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَضِيتُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا لا أَوَدُّهُ
وَأَيُّ امْرِئٍ يَقْوَى عَلَى الدَّهْرِ زَنْدُهُ

أَحَاوِلُ وَصْلاً والصُّدُودُ خَصِيمُهُ
وَأَبْغِي وفَاءً والطَّبِيعَةُ ضِدُّهُ

حَسِبْتُ الْهَوَى سَهْلاً وَلَمْ أَدْرِ أَنَّهُ
أَخُو غَدَرَاتٍ يَتْبَعُ الْهَزْلَ جِدُّهُ

تَخِفُّ لَهُ الأَحْلامُ وَهْيَ رَزِيْنَةٌ
وَيَعْنُو لَهُ مِنْ كُلِّ صَعْبٍ أَشَدُّهُ

وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّ الْفَتَى وَهْوَ عَاقِلٌ
يُطِيعُ الْهَوَى فِيمَا يُنَافِيهِ رُشْدُهُ

يَفِرُّ مِنَ السُّلْوَانِ وَهْوَ يُرِيحُهُ
وَيَأْوِي إِلى الأَشْجَانِ وَهْيَ تَكدُّهُ

وَمَا الْحُبُّ إِلَّا حاكِمٌ غَيْرُ عَادِلٍ
إِذا رامَ أَمْراً لَم يَجِدْ مَنْ يَصُدُّهُ

لَهُ مِنْ لَفِيفِ الْغِيدِ جَيْشُ مَلاحَةٍ
تُغِيرُ عَلى مَثْوى الضَّمائِرِ جُنْدُهُ

ذَوَابِلُهُ قَامَاتُهُ وسُيُوفُهُ
لِحَاظُ الْعَذَارَى والْقَلائِدُ سَرْدُهُ

إِذَا مَاجَ بِالْهِيفِ الْحِسَانِ تَأَرَّجَتْ
مَسَالِكُهُ واشْتَقَّ فِي الْجَوِّ نَدُّهُ

فَأَيُّ فُؤادٍ لا تَذُوبُ حَصاتُهُ
غَرَاماً وَطَرْفٍ لَيْسَ يُقْذِيهِ سُهْدُهُ

بَلَوْتُ الْهَوَى حَتَّى اعْتَرَفْتُ بِكُلِّ مَا
جَهِلْتُ فَلا يَغْرُرْكَ فالصَّابُ شَهْدُهُ

ظَلُومٌ لَهُ في كُلِّ حَيٍّ جَرِيرَةٌ
يَضِجُّ لَهَا غَوْرُ الْفَضَاءِ وَنَجْدُهُ

إِذَا احْتَلَّ قَلْباً مُطْمَئِنَّاً تَحَرَّكَتْ
وَسَاوِسُهُ في الصَّدْرِ واخْتَلَّ وَكْدُهُ

فَإِنْ كُنْتَ ذَا لُبٍّ فَلا تَقْرَبَنَّهُ
فَغَيْرُ بَعيدٍ أَنْ يُصِيبَكَ حَدُّهُ

وَقَدْ كُنْتَ أَوْلَى بِالنَّصِيحَةِ لَوْ صَغَا
فُؤَادِي وَلَكِنْ خَالَفَ الْحَزْمَ قَصْدُهُ

إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْمَرْءِ عَقْلٌ يَقُودُهُ
فَيُوشِكُ أَنْ يَلْقَى حُسَاماً يَقُدُّهُ

لَعَمْرِي لَقَدْ وَلَّى الشَّبَابُ وَحَلَّ بِي
مِنَ الشَّيْبِ خَطْبٌ لا يُطَاقُ مَرَدُّهُ

فَأَيُّ نَعِيمٍ فِي الزَّمَانِ أَرُومُهُ
وَأَيُّ خَلِيلٍ لِلْوَفَاءِ أُعِدُّهُ

وَكَيْفَ أَلُومُ النَّاسَ فِي الْغَدْرِ بَعْدَمَا
رَأَيْتُ شَبابِي قَدْ تَغَيَّرَ عَهْدُهُ

وَأَبْعَدُ مَفْقُودٍ شَبَابٌ رَمَتْ بِهِ
صُرُوفُ اللَّيَالِي عِنْدَ مَنْ لا يَرُدُّهُ

فَمَنْ لِي بِخِلٍّ صَادِقٍ أَسْتَعِينُهُ
عَلَى أَمَلِي أَوْ نَاصِرٍ أَسْتَمِدُّهُ

صَحِبْتُ بَنِي الدُّنْيا طَوِيلاً فَلَم أَجِدْ
خَلِيلاً فَهَلْ مِنْ صَاحِبٍ أَسْتَجِدُّهُ

فَأَكْثَرُ مَنْ لاقَيْتُ لَمْ يَصْفُ قَلْبُهُ
وَأَصْدَقُ مَنْ وَالَيْتُ لَمْ يُغْنِ وُدُّهُ

أُطَالِبُ أَيَّامِي بِما لَيْسَ عِنْدَها
وَمَنْ طَلَبَ الْمَعْدُومَ أَعْيَاهُ وجْدُهُ

فَمَا كُلُّ حَيٍّ يَنْصُرُ الْقَوْلَ فِعْلُهُ
وَلا كُلُّ خِلٍّ يَصْدُقُ النَّفْسَ وَعْدُهُ

وَأَصْعَبُ مَا يَلْقَى الْفَتَى فِي زَمَانِهِ
صَحَابَةُ مَنْ يَشْفِي مِنَ الدَّاءِ فَقْدُهُ

وَلِلنُّجْحِ أَسْبَابٌ إِذَا لَمْ يَفُزْ بِها
لَبِيبٌ مِنَ الْفِتْيَانِ لم يُورِ زَنْدُهُ

وَلَكِنْ إِذَا لم يُسْعِدِ الْمَرءَ جَدُّهُ
عَلَى سَعْيِهِ لَمْ يَبْلُغ السُّؤْلَ جِدُّهُ

وَمَا أَنَا بِالْمَغْلُوبِ دُونَ مَرامِهِ
وَلَكِنَّهُ قَدْ يَخْذُلُ الْمَرْءَ جَهْدُهُ

ومَا أُبْتُ بِالْحِرْمَانِ إِلَّا لأَنَّنِي
أَوَدُّ مِنَ الأَيَّامِ مَا لا تَوَدُّهُ

فَإِنْ يَكُ فَارَقْتُ الرِّضَا فَلَبَعْدَمَا
صَحِبْتُ زَماناً يُغْضِبُ الْحُرَّ عَبْدُهُ

أَبَى الدَّهْرُ إِلَّا أَنْ يَسُودَ وَضِيعُهُ
وَيَمْلِكَ أَعْنَاقَ الْمَطَالِبِ وَغْدُهُ

تَدَاعَتْ لِدَرْكِ الثَّأْرِ فِينَا ثُعَالُهُ
وَنَامَتْ عَلى طُولِ الْوَتِيرَةِ أُسْدُهُ

فَحَتَّامَ نَسْرِي فِي دَيَاجِير مِحْنَةٍ
يَضِيقُ بِهَا عَنْ صُحْبَةِ السَّيْفِ غِمْدُهُ

إِذَا المَرءُ لَمْ يَدْفَعْ يَدَ الجَوْرِ إِنْ سَطَتْ
عَلَيْهِ فَلا يَأْسَفْ إِذَا ضَاعَ مَجْدُهُ

وَمَنْ ذَلَّ خَوْف الْمَوْتِ كَانَتْ حَيَاتُهُ
أَضَرَّ عَلَيْهِ مِنْ حِمَامٍ يَؤُدُّهُ

وَأَقْتَلُ دَاءٍ رُؤْيَةُ العَيْنِ ظَالِماً
يُسِيءُ وَيُتْلَى في الْمَحَافِلِ حَمْدُهُ

عَلامَ يَعِيشُ الْمَرءُ فِي الدَّهْرِ خَامِلاً
أَيَفْرَحُ فِي الدُّنْيَا بِيَوْمٍ يَعُدُّهُ

يَرَى الضَّيْمَ يَغْشَاهُ فَيَلْتَذُّ وَقْعَهُ
كَذِي جَرَبٍ يَلْتَذُّ بِالْحَكِّ جِلْدُهُ

إِذَا الْمَرءُ لاقَى السَّيْلَ ثُمَّتَ لَمْ يَعُجْ
إِلَى وَزَرٍ يَحْمِيهِ أَرْدَاهُ مَدُّهُ

عَفَاءٌ عَلَى الدُّنْيَا إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَعِشْ
بِهَا بَطَلاً يَحْمِي الْحَقِيقَةَ شَدُّهُ

مِنَ الْعَارِ أَنْ يَرْضَى الفَتَى بِمَذَلَّةٍ
وَفِي السَّيْفِ ما يَكْفِي لأَمْرٍ يُعِدُّهُ

وَإِنِّي امْرُؤٌ لا أَسْتَكِينُ لِصَوْلَةٍ
وإِنْ شَدَّ سَاقِي دُونَ مَسْعَايَ قِدُّهُ

أَبَتْ لِيَ حَمْلَ الضَّيْمِ نَفْسٌ أَبِيَّةٌ
وقَلْبٌ إِذَا سِيمَ الأَذَى شَبَّ وَقْدُهُ

نَمَانِي إِلَى الْعَلْيَاءِ فَرْعٌ تَأَثَّلَتْ
أَرُومَتُهُ فِي الْمَجْدِ وافْتَرَّ سَعْدُهُ

وَحَسْبُ الْفَتَى مَجْداً إِذَا طالَبَ الْعُلا
بِمَا كَانَ أَوْصَاهُ أَبُوهُ وَجدُّهُ

إِذَا وُلِدَ الْمَوْلُودُ مِنَّا فَدَرُّهُ
دَمُ الصِّيدِ والْجُرْدُ الْعَنَاجِيجُ مَهْدُهُ

فَإِنْ عاشَ فَالْبِيدُ الدَّيَامِيمُ دَارُهُ
وإِنْ مَاتَ فَالطَّيْرُ الأَضَامِيمُ لَحْدُهُ

أَصُدُّ عَنِ الْمَرْمَى الْقَريبِ تَرَفُّعَاً
وأَطْلُبُ أَمْرَاً يُعْجِزُ الطَّيْرَ بُعْدُهُ

وَلا بُدَّ مِنْ يَوْمٍ تَلاعَبُ بِالْقَنَا
أُسُودُ الْوَغَى فيهِ وتَمْرَحُ جُرْدُهُ

يُمَزِّقُ أَسْتَارَ النَّواظِرِ بَرْقُهُ
وَيَقْرَعُ أَصْدَافَ الْمَسَامِعِ رَعْدُهُ

تُدَبِّرُ أَحْكَامَ الطِّعَانِ كُهُولُهُ
وَتَمْلِكُ تَصْرِيفَ الأَعِنَّةِ مُرْدُهُ

قُلُوبُ الرِّجَالِ الْمُسْتَبِدَّةِ أَكْلُهُ
وَفَيْضُ الدِّماءِ الْمُسْتَهِلَّةِ وِرْدُهُ

أُحَمِّلُ صَدْرَ النَّصْلِ فِيهِ سَرِيرَةً
تُعَدُّ لأَمْرٍ لا يُحَاوَلُ رَدُّهُ

فإِمَّا حَيَاةٌ مِثْلُ ما تَشْتَهِي الْعُلا
وإِمَّا رَدىً يَشْفِي مِنَ الدّاءِ وَفْدُهُ


محمود سامي البارودي

الحمدان 07-20-2024 09:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَطْفِئْ سُؤالَكَ ؛ موجُ الليلِ مُعْتَكِرُ
والفجرُ مرتَهَنٌ ، والوقتُ مُحْتَكَرُ!

والريحُ تشكو،يطير الشَّجْوُ أَغْرِبَةً
تطوي الفضاءَ،وسالَ النجمُ والقَمَرُ

أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ ما في الشكِّ من أُفُقٍ
إلى المسيرِ،ولا في الظَّنِّ مُخْتَبَرُ

هذا المَواتُ تنامَى في محاجرنا
حتى تناهَى بنا في عُمْرِهِ العُمُرُ

يَسْتَفُّ في هبواتِ الصَّحْوِ قهوتَنا
كما يُسَفُّ بمتنِ القَفْرَةِ الأثَرُ

يَدُقُّ فينا عمودَ البيتِ، من يدنا
يبعثرُ الشمسَ، والآماسَ يَأتَسِرُ

أكلَّما اعشوشبَ العُودُ الحريرُ شَذًى
في الأغنياتِ تداعتْ عندكَ الذِّكَرُ

فاستعبرتْكَ غضًا،يهمي الحروفَ،على
جرحِ الغزالِ ودربٍ خاذلٍ تَزِرُ

على النخيلِ، تبكِّي كَفَّ غارسِها
تغرَّبَتْ حِقَبًا، واجتثَّها الصَّبِرُ

ما شَلَّ كفَّكَ في أقصَى مغارسِها
قد شَلَّ قلبكَ.. والدنيا هوًى غِيَرُ

ماذا تريدُ، ولونُ الصِّدْقِ منخطفٌ
في ناظريكَ، ولونُ الكِذْبِ مزدهِرُ

ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ أسئلةٌ
غَرْثَى، وأجوبةٌ كالقَحْطِ ينتشِرُ
ماذا تريدُ، مزاجُ الحِبْرِ لا لغةٌ
من الحياةِ، ولا دِيْمُ الحَيَا مطَرُ

يا مَنْ إذا أقرأتْكَ الريحُ يوسُفَها
أطبقْتَ فوقَ كتابِ الصَّدرِ تَدَّكِرُ

أطبقْتَ فوق شِفاهِ البئرِ تشربني
ماءُ الطَّوَايَا دمي ، يصفو ويَنْكَدِرُ

ماذا تريدُ، وكلُّ الصافنات لها،
من نخوةِ الخيلِ، ما يا أنتَ لا تَفِرُ

أَمِطْ قِناعَكَ ثمّ احْلُمْ بما خَبَأَتْ
لكَ العُذُوقُ من اللذاتِ تَبْتَدِرُ

واقرأْ قضاءَكَ يا من كل جارحةٍ
فيكَ استدارتْ على ليلٍ بها الدُّسُرُ

أنتَ القضاءُكَ ما نامتْ لهُ مُثُلٌ،
على التِّراتِ ، ولا عَيَّتْ بهِ البُكَرُ

كم ذا تُطابعُ فيكَ الجُزْرُ جَازِرَها
هلاَّ تَطَابَعُ فيما بينكَ الجُزُرُ

مسراكَ يحملُ في تابوتِهِ صُوَراً
خُضْرَ الهَوَى،عُرُبًا، يا حبّذا الصُّوَرُ

تبكيكَ في سِرِّها، حَيًّا ومَيِّتَةً
عارٌ عليكَ دمي والسمعُ والبَصَرُ

روحُ الشهيدِ تُرَى غيداءَ فاتنةً
وروحُكَ السَّمْجُ يبقَى فيكَ ينْتَحِرُ

لا في الحياة يُعَدُّ، إنْ شَبَا خَبَرُ
على الشِّفاهِ،ولا في الموتِ يُعْتَبَرُ

أعْجَزْتَ وصْفَكَ:ماذا أنتَ في سَفَرٍ
تُبْنَى عليكَ لهُ من عَظْمِكَ الجُسُرُ

وأنتَ في شِيَةِ الثاوينَ منتفشًا
نَفْشَ الحُبارَى جَنَاحًا هَدَّهُ الذُّعُرُ

إنْ صال بازٌ على أُمِّ البُغَاثِ نَزَا
فرخُ البُغاثِ على الأفراخِ يَنْتَسِرُ

أو جارَ رَبُّ الجِوَارِ الغَصْبِ في بَلَدٍ
سَرَى الهُمَامُ على الجاراتِ يَثْتَئِرُ

ما هان يومًا على الدنيا وآهلِها
كمنْ يهونُ وفيه الأرضُ والبَشَرُ

ولا استراحَ على رَأْدِ الزمانِ ضُحًى
من استراحَ وسارتْ دونهُ السِّيَرُ

أعربْ لهاتَكَ أو أعْجِمْ، فقد هرمتْ
كلُّ القناديلِ، لا زيتٌ ولا شَرَرُ

لا النثرُ يَبْعَثُ في الأجداثِ منتفضًا
من التراب، ولا ذا الشِّعْرُ والعِبَرُ
عَمِّدْ لسانكَ، أو حَرِّرْ، فما لغةٌ
عادتْ لها شِيَمُ الأعرابِ تَنكسِرُ

لا تلتفتْ أبداً؛ قِطْعُ السُّرَى حَجَرٌ
يَحْصبْكَ منهُ لسانٌ، أو يُصِبْ نَظَرُ

حاصرْ حصانَكَ،لا هان الخيولُ! غداً
يأتيكَ دورُكَ ؛ فالجزّارُ ينتظِرُ

لكنَّ..ها ثورةُ التكوينِ في جسدي
كم تستفيقُ، وتعلو حولها السُّوَرُ

أليس منكَ لنا حُلْمٌ يصافِحُنا
إلاّ الفَناءُ ، وإلاّ النَّوْحُ والكَدَرُ

كُلُّ الهزائمِ، في أَوْهَى بيارقِها
هزيمةُ الذاتِ ، ما دارتْ بها الفِكَرُ
ماذا تقول.. متى؟.. مَلَّ القصيدُ،وما
عاد الطريقُ على التَّسْيارِ يَصْطَبِرُ

هذا خطابُكَ في الصيفِ العتيقِِ، لكَمْ
صافتْ سنابلُ ليلٍ مِلْؤُها تَتَرُ

يا حاديَ العِيْسِ..هذي عِيْسُنا بَلِيَتْ
من الدُّوَارِ على الأَعْصَارِ تعتصرُ

يا حاديَ العِيْسِ..إنِّي لا أَرَى!،وأَرَى
في صوتكَ الآلَ، يَطْفُو ثمّ يَنْحَدِرُ

ماذا تقول تُرَى إنّ المَدَى زَبَدٌ
والدربُ مبتسمٌ، والغيثُ مُنهمِرُ

ماذا أقولُ أَنَا إنّ السيوفَ دمٌ
والعِرْضُ لؤلؤةٌ،والجيشُ منتصرُ

ماذا أقولُ هنا ، إنْ شئتَ قلتُ إذن
لن يأتيَ الدَّوْرُ والجزّارُ يحتضرُ

لكنَّ من خلفهِ أَلْفًا على كَتِفي
ما دُمْتَ نحنُ فما للجزرِ مزدجَرُ

لَمْلِمْ شتاتكَ؛ وجهُ الليلِ معتكِرُ
والصُّبْحُ مُرْتَهَنٌ،والوقتُ مُحْتَكَرُ

واقرأْ قضاءَكَ يا مَنْ كلُّ جارحةٍ
فيك استطارتْ على فجرٍ بها الدُّسُرُ

قد هان جِدًّا على الدنيا آهلها
من هان يومًا وفيه الأرضُ والبَشَرُ

قُمْ فالتقطْكَ ،فتًى، واضربْ سبيلَكَ. قُمْ
نَوْءُ السِّنين بنَوْضِ الشَّوْقِ يَسْتَعِرُ

قُمْ فالتقطْكَ؛ أساطير الرؤى التحمتْ
بنافِرِ الدَّمِ: تَرْفُوْهُ ويَشْتَجِرُ

قُمْ،أيها الماردُ،استخرجْ خُطاكَ،وقلْ
في وجهِ هذا السوادِ البحرُ والسَّفَرُ

يا قُرْطُبيات ما يأتي ، أَتَيْتُ غَداً
ولم أَجِدْكِ، سآتيْ والهَوَى بَصَرُ

يا أيها المسجدُ الأقصَى: السلامُ دَنَا
فادخلْ، عليكَ سلامُ الله، يا عُمَرُ


عبدالله الفيفي

الحمدان 07-20-2024 09:58 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طافَ طيفٌ طائفيّ وتثنّى
مشرئبَ الوعدِ عنّى وتعنّى

عنبيّ الثغرِ لما زارني
أيقظَ الصحراءَ في الصَّبِّ فغنّى

نَشَرَ الرّيشَ سلاماً فابتدا
ألفباء العشق سطراً فكتبنا

خوط بانٍ ساجي الطرفِ على
غصنه حطّتْ طيورُ الخوخِ مَثْنَى

ثقفيّ القَدّ عَرْجيّ اللُّغَى
يتغنّى كم فتىً فينا أضعنا

وأماطَ الخَزّ عن حُرِّ النَّقا
فتداعى الوجدُ هَتْناً جادَ هَتْنا

مَن أنا قالتْ وآرامٌ نَزَتْ
شهوةً واهتزّ وجٌّ وارْجَحَنّا

ورَنَا الأفْقُ عيوناً وطُلًى
تَزْحَمُ الوَهْدَ وتغشَى كلّ مَغْنَى

أنا غزوانُ أبي.. يا لأبي
باذخَ الهامةِ تَيّاهاً مِفَنّا

قال يابنتي تسامَي حُرَّةً
فجمالُ الغادةِ المختال أجْنَى

من شريطِ الأمسِ ذكرى انتظمتْ
مثلما تنتظم القضبانُ سِجنا

إذْ ذئابُ الليل تجتاسُ دمي
والضُّحى يضحكُ في الصَّبَّارِ ضِغْنا

وحِرابُ الموتِ تنمو في يدي
كعناقيدي وكان الرعبُ دَنّا

أقبلتْ من ساعةِ الأقدارِ لي
ساعةٌ صاغتْ حروفَ العشبِ أمْنا

ساعة نجديّة التوقيت ما
فتئتْ يوماً تردّ العُوْنَ بُثْنا

إنها ساعة عشقي أشرقتْ
واستهلّتْ من يدِ التاريخ يُمْنَى

ذاك وعدي فارسي الأول مَن
حاشَ لحمي مِن ذئاب الغِيْلِ وَهْنا

أيها البيدُ استظلّي رئتي
وتروّي مِن نَدَى خديّ مَنّا

كان وجهُ الليل إذ قالتْ مَدًى
يرسم الضوءَ فناراتٍ وسُفْنا

كان ما قالتْه رُمّانًا كَسَا
شَفَةَ الفجرِ تباشيرَ ويُمْنَا

وهْيَ إذْ قالتْ غزالاً نافراً
جبليّ الشوقِ وضّاحاً مُحَنّى

قلتُ يا هذي هنيئاً للفتى
وليَ الله.. تباريحَ وظَعْنَا

أخت (فَيفاء) بقلبي قلبُها
من رأى قلبين في قلبٍ مُعَنّى

هذه (فَيفاءُ) فينا أشأمتْ
أيّ روضٍ من رياض الله أسْنَى

أم هيَ (الطائفُ) صَدْرٌ حالمٌ
وقماريّ تَفِزّ الآنَ وسْنَى

هذه الطيفاءُ، بيتٌ محكمٌ
فيه باتتْ أحرفي الخضراءُ مَعْنَى

وتوادعنا عشيقين ولم
تلتق الأنفاسُ منّا واعتنقنا

وتلاقينا عشيقين ولم
ترتو الأنفاسُ منّا وافترقنا

هل تغيّرنا؟ هل الحبّ المكا
نُ الذي كان بعينينا استكنّا

مَن يعيدُ المعهدَ المعهودَ في
ذمّةِ الذكرى كما كان وكُنّا

مَن يعيدُ الشارعَ.. الدكانَ لي
مثلما كانا.. إذا ما الطفلُ حَنّا

تهجرُ الأكوانُ طُرّاً كونَها
وتظلّ الروحُ ديواناً وخِدْنا

وتموتُ اللوحةُ الزيتيةُ
إذْ يعيش الراسمُ الفنّانُ فَنّا

فإذنْ.. كيف المعرِّي يشتكي
ذاتَ شكوى أمْحَلَ الروحُ وشَنّا

إنه العشقُ جنين النار: وَيْ
مَن سَقَتْهُ حَلْمَةُ الجَمْراتِ أنّا

وهو العشقُ مصابيح تُرى
في دم العشاق.. أيّانَ وأنَّى

إنما عشقِيكِ وَصْلٌ ناعمٌ
وفؤادُ العشقِ وَهْنٌ ضَمّ وَهْنَا


عبدالله الفيفي

الحمدان 07-20-2024 09:59 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَغْمَدَ السَّيفَ، مرهقَ الإِنسلالِ
وثَنَى شهوةَ الحصانِ الخَيالي

وتَمَشَّى في شَكِّه الوقتُ رَهْوًا
يَستعيدُ احتمالَهُ باحتمالِ

حَمْحَمَ المُهْرُ، شاعرًا لوذعيًّا
أَفْلتَتْ منه لفتةٌ للشَّمالِ

واستدار المَدَى على أخْدَعَيْه
دورةَ الساعةِ.. انخزالَ الهِلالِ

يُلْجِمُ المُهْرَ كَفُّهُ، وبكَفٍّ
يُلْجِمُ الآهَ مُدْلَهِمَّ السُّؤَالِ

فَتَّشَ الليلَ وجْهُهُ في يديهِ
لم يَجِدْ ما يكونُهُ في الليالي

في ذِئابٍ من التَّوَى ضارياتِ
ودَياجٍ منَ الطَّوَى كالسَّعالي

يُبْدِئُ الهَمَّ، يَلْتَوِي، ويُبادي
مُقْدِمٌ، مُحْجِمُ الظُّنونِ، انتقالي

شَامَ في ردهةِ الوِهادِ بَصيصًا
ظَنَّ نَجْمًا من السماءِ لُؤَالي

أَطْلَقَ الرُّوحَ في رُخَاءِ المَرايا
وسَرَى الطَّرْفُ يستشِفُّ المَجَالي

طارقٌ هذا أَمْ طَرِيْفٌ ومن ذا
صَقْرُ ماكان في السِّنين الخَوالي

ما الذي يجري؟ هل ترانا حلمنا
فصحونا بلا هوًى أو وِصالِ

تلك غرناطةُ التي ضَمَّخَتْنِي
بِسِجالٍ من الوَجَى والمَعال

لم يزلْ بابُها يَصِرُّ بأُذْني
وبقلبي يُدِيْرُ أَلْفَيْ نِصَال
وفتاةٍ من مهجتي ناهداها
ودِمائي في وردةِ الخَدِّ والي

قُرْطُبِيَّاتُ أُنْسِها لَعِبَتْ بي
وشَمُوْلُ انتشائها في سِبالي

أتراها لِوَهْفَةِ العشقِِ تَنْسَى
أَمْ تراها غريرةً لا تُبالي

أَمْ تُراني رغبتُ عنِّي وعنها
فاستحالتْ قصيدةً من رِمالِ

كان يلْهو به السُّؤالُ ويَلْغُو
جَدَّدَ اللَّهْوُ جِدَّهُ ، وهو بالِ

لم يَعُدْ يدري ما الذي يَنْتَوِيْهِ
أَيّ وَجْهٍ لوجههِ من كَلالِ

يَتَرَوَّى ماءَ الملالاتِ صِرْفًا
في كؤوسٍ من الغليلِ الزُّلالِ

قال، لمَّا ارتأَى له الغربُ شرقًا
وإذا الفجرُ نَشْوةٌ من مُحَالِ

ياغزالي من فِكْرةِ الحُبِّ أَشْهَى
ُقلْ: متى فِيَّ تَرْعَوِي يا غزالي

كان يَهْذي وكان يَذْوي عَضُوْضًا
في ثيابٍ ضوئيَّةٍ من نبالِ

فإذا شَخْصٌ نابتٌ في البَراري
أسودَ الصوتِ أبيضَ الإِنْهِمَالِ

يَقْضِمُ العُمْرَ وحْدةً ورُؤاهُ
تَزْجُرُ الطَّيْرَ سُنَّحًا للشِّمالِ

وإذا أُمُّهُ التي لم تَلِدْهُ
تَبْصِقُ اللفظَ في انحناءِ الجِبالِ

ابكِ مثلَ النساءِ مُلْكًا مُضَاعًا
لم تُحافظْ عليهِ مثلَ الرِّجَالِ

دَمْدَمَ الصَّمْتُ والغرابُ تَغَنَّى
وعَوَى الذِّئْبُ من شِفَاهِ الدِّلاَل

اصحَ من أمسكَ استفقْ ياحبيبي
رُبَّ غرناطةٍ رَنَتْ في احْولالِ

رُبَّما صارت البلادُ كتابًا
أنتَ فيها بقيَّةٌ من مِثَالِ

رُبَّما..رُبَّما، ورُبَّتَ باتتْ
لقتيلٍ في أرضِها واحْتِلالِ

فَدَع الشِّعْرَ هاهنا وتَهَيَّا
تَنْظِمُ الفَجْرَ غُرَّةً من نِضَالِ

إنَّما هذه الحياةُ قَصِيْدٌ
خَيْرُ أبياتِها الحديثُ الأَصَالِي


عبدالله الفيفي

الحمدان 07-20-2024 10:01 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ساهرٌ والليل في جفنيه نامْ
وتنامى في صدى الصمت الكلامْ

يستعيد الريح أشواقا مشتْ
سلكَ ياقوتٍ وأحجارٍ وجامْ

في سُرى الذكرى تناغى طيرها
همسةً حرّى وأشجاناً تُؤامْ

يتملاّها , تملاَّه : هوًى
أو جوًى يكوي مصاريعَ العظامْ

قال في بيدرها الظامي: أنا
من أنا يا أنت ياهذا الزحامْ

ترتقي بي في ذرى الأعوام تهـ
ـفو تناديني على البعد سلامْ

طوقتني من بقاياك منًى
لم تجد بعد مطاياها العظامْ

وطوتني في مراياكِ رؤًى
عذبةٌ كانت مراراتٍ زُؤامْ

وتصبّتني بعينيكِ صُوًى
جدّفتْ صوبَ مجاليها الرِّهامْ

أطربتني.. أرّقتني.. وطوتْ
في سجلّ النفس أصداءَ اليَمامْ

هي دنيا من بقايا دنتْ
ومطلّ للغد الآتي الضرامْ

هكذا التفتْ مداراتُ الدُّنى
في مدار الليل أمشاجاً تُسامْ

ليلة واحدة قد لبستْ
من ليالي العُمْرِ فيها ألفَ عامْ

وهل العُمْرُ سِوَى ليلٍٍ هَمَى
أو سِوَى ليلٍ تولى كالجهامْ

قد يظلّ الفجرُ طفلاً ضارعاً
مشرئبَ الثّغْرِ للنهدِ الفِطامْ

دَرَّ في وَعْدِ الخبايا دَرُّها
ساعة روّته ألبانَ الغرامْ

فإذا النورُ بنا ينداحُ كاللثغةِ
الأولى.. شآبيباً سِجامْ

تزرعُ الرّملَ نهاراتٍ سَرَتْ
في عروقِ الليلِ آمادَ الظَّلامْ

ساهراً والليلُ في جفنيْ ينامْ
يتسجّى من دمي سيفاً كهامْ

من دمي الدافي ال تشظّى وردةً
ملءَ أفواه قوافينا الحطامْ

ملءَ هذا السَّهْبِ من غيهبنا
ملءَ أثداء السبايا في الخيامْ

سيصول الوقتُ منها ملأهُ
سيردّ الخيل إصباح القتامْ

سيشدّ الكرّةَ البِكْرَ غَدٌ
سيروّي السّلّةَ النَّشْوى حُسامْ

يومها فليهن جفنيكَ الكَرَى
نيمةَ الطفل وأحلامَ الحَمامْ

ساهرٌ يذبحه صمتُ النيامْ
ما عليه؟! جَرّ سكينَ الكلامْ

حَزّ في ماء الوريدِ حَزّةً
أوشكتْ توقظُ أنفاسَ الرِّمامْ

ربما أحياكَ تصهالُ الظُّبَى
ولقد يفنيكَ تسبيحُ الغمامْ


عبدالله الفيفي

الحمدان 07-20-2024 10:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
0مَوْجٌ على مَوْجِ الهَوَى يَتَكَسَّرُ
ومدًى يسافرُ في مَدَاهُ ويُبْحِرُ!

والبحرُ أيّامي ، تُخِبُّ خيولُها
أسَفاً يروح ، وبهجةً تتمطَّرُ

كُلُّ الذين رأوكَ في حَدَقِ الصُّوَى
بَصُروا بعشقكَ ، إنما لم يُبصروا

بَصُروا بأنّ أميرةَ الماءِ التي
وهَبَتْكَ نَوْأَكَ أمْرُها لا يُقْهَرُ

المغربُ الأقصى على أهدابها
شَرْقٌ، يَزُفُّ جناهُ طَرْفٌ أَحْوَرُ

من صَقْرَ فوديها إلى عُشْبِ الفَلا
خشْفان ، حفَّهما الفُتونُ الأكبرُ‍ ‍

وعلى نوارس ركبتيها رَفْرَفَتْ
أشواقُ أيّامي، ومَارَ المَرْمرُ

ولها على أُفُقِ الزمانِ تَوَقُّدٌ
ولها على أُفُقِ المكانِ تَعَثُّرُ

يَتَبَدَّدُ التاريخُ في بيدائها
وإذا أرادتْ ، فهْو عَبْدٌ مُحْضَرُ

أينعتُ من رغمِ الثَّرَى بمفازتي،
هَتَفَتْ بهِ، فحواهُ فجرٌ أخْضَرُ

لِتَلُفَّهُ من دفئها بمُطَهَّمٍ
سَعَفُ الأصائلِ ساعِداهُ وتَبْذُرُ

تسهو على وَلَهٍ مشاعلُ وَجْدِها
الصُّوفيّ، أو يصحو الحضورُ المُزْهِرُ

عَرَفَ انهمارَ الدهْرِ من أعطافها
فسقتْهُ، لا يَصْحُو ولا هُوَ يَسْكَرُ

يا أيها الأنثى التي حملتْ
زمانَ الوصلِ طِفْلاً،أينَ منكِ تَنَكُّرُ

غادرْتني نَهْبَ القصائدِ والرُّؤى
متجاذَبٌ، متداوَلٌ، متبعثرُ

أهمي حنيناً في ثراكِ وأنثني
من فرط ما بي، هائماً يتفكَّرُ

تلك التي ظمئتْكَ قد أظمتْكَ
والأبدُ انتهى ، والماءُ معنًى مُضْمرُ

أ فَهكذا عشقيكِ يبقَى جَذْوَةً
في الروحِ ، تخبو تارةً أو تَظْهَرُ

كم قلتُ يوماً ، والهواءُ غلائلٌ
بيْضٌ ، وطار بنا جناحٌ أشْقَرُ

يا نخلةَ الله التي أثداؤها
رُطَبُ الحياةِ وظِلُّها المُتَهَصِّرُ

هُزّي بجذعي ، إنني لكِ جائعٌ
وتساقطي كمَجَرَّةٍ تَتَكَوَّرُ

أُهْدِيْكِ راياتي، شراعاً من دمي،
وخيوطها من مهجتي تَتَحَدَّرُ

يَهْنِيْكِ منها خامةٌ من غيمها
ليعيثَ فيها ذا البهاءُ المُبْهِرُ

وخُذي بأعناقِ الشعاراتِ التي
قَضَمَتْ بجسمي أُمَّةً لا تَشْعُرُ

هذي فلسطينُ كأطولِ كِذْبَةٍ
تاريخُها عَرَبٌ تقولُ وتَكْفُرُ

والمسلمون مسابحٌ ومباخِرٌ
أُمَمٌ هنالك كمْ تَنَامُ وتَجْأَرُ

بغدادُ في "فيلم العروبة" أُحْرِقَتْ
والمُخرجانِ "تَأَمْرُكٌ" و"تَدَوْلُرُ"

وتَجَشَّأَ الأعرابُ.. أمريكا على
أكتافهمْ بالتْ.. وبانَ المَخْبَرُ

الراضعون بثديها .. هل فوجئو
فـ"حضارةُ الأبقارِ" منهمْ أَبْقَرُ

هزّي إليكِ بجذعها ، يلدُ الضحى
طفلين : طفلاً بالأَرُوْمَةِ يجْدُرُ

والآخرُ الطفلُ الذي في خاطري
من ألفِ عامٍ فكرة لا تَكْبُرُ

يا أنتِ ، يا نحنُ ، وما يبقَى على
كَفِّ الزمانِ بطقسنا ، يا بَيْدَرُ

أدري بأنكِ في مخاضكِ ، بينما
أهلوكِ حولكِ ، هازئٌ، أو مُنْكِرُ

أدري بأنك حُرَّةٌ ، وأسيرةٌ
ولكِ الجموعُ بأسرها تستأسِرُ

أدري بإطْراقِ الجوادِ إذا كَبَا
أو باختلاج القلبِ إمّا يُكْسَرُ

ولقد علمتِ بأنّ قلبكِ دانةٌ
أغلى من الأغلى عَلَيَّ وأَنْضَرُ

لكنّ عنوانَ الأنوثةِ مشْمِسٌ
أبداً ، وعنوانَ الذّكورة مُقْمِرُ

عنوانُ لحظيكِ مقاتلُ مهجتي
لو كان بي غيري ، وبئس تَعَذُّرُ

تلك التي قتلتْ فؤادكَ أبْدعتْ
قتّالها، ولكلّ آتٍ مَصْدَرُ

فتحرّري منّي، فمنكِ بدايتي
ولتغفري حُبّي ، فمثلُكِ يَغْفِرُ

لا يقرأ اللغةَ الولودَ سوى الذي
يحيا الأمومةَ،كُلُّ أمٍّ تَصْبِرُ

وأنا هنا ببياضها متوسِّمٌ
وجْهَ الشُّروقِ ، بسِفْرِهِ مُسْتَبْصِرُ

لا تندمي ، لا تحلمي، واستقبلي
أمسي ، وبابُ الوَعْدِ صُبْحٌ مُثْمِرُ

تدرين ما قرأتْ أناملُ ساعتي
في وجهكِ الذَّاوي، وبَرْدٌ يَصْفرُ

بيتين لفّهما الغموض بهامتي
نَعَبَا ، وهذا الكونُ ليلٌ مُغْدِرُ

إنْ لم يكن لكَ منكَ طِبٌّ في الهوى
فطبيبكَ الموتُ الذي لا تَحْذَرُ

لولا دماء الموتِ في مُهَجِ الحيا
ما أَخْصَبَ الماءُ المواتُ المقفرُ

يا غيمةَ الفصلِ الأخيرِ، تمهّلي
فشفاهُنا من حلمتيكِ الكَوْثَرُ

تتفتّتُ الذكرى الحرونُ براحتي
فأشمّ منها أنجماً تتحَرَّرُ

غَزَلَتْ بُرادةَ ذكرياتي غادةً
ضوئيةً، تنهارُ فيها الأعْصُرُ

تنتابني ريّانةً بجموحها
لتروح مني ثورةً أو تُبْكِرُ

سأظلّ أرنو ظامئاً لجَهَامِها
لا مقشعاً عنّي ، ولا هُوَ يُمْطِرُ

قَدَري أحبّكِ أنتِ، يا فتّانتي
من ذا على قَدَرِ المَحَبةِ يَقْدِرُ

كمكالفَراش نموتُ في أضدادنا
والحُبُّ بعدَ عداوةٍ هُوَ أَشْعَرُ


عبدالله الفيفي
السعودية

الحمدان 07-20-2024 10:15 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لو كانتْ تسمعُني الصحراءْ

لطلبتُ إليها

أنْ تتوقّفَ عن تفريخِ ملايينَ الشعراءْ

و تحرّرَ هذا الشّعبَ الطيّبَ

من سيفِ الكلماتْ

ما زلنا منذُ القرنَ السابعْ

نأكلُ أليافَ الكلماتْ

نتزحلقُ في صمغِ الراءاتْ

نتدحرجُ من أعلى الهاءاتْ

و ننامُ على هجوِ جريرٍ

و نفيقُ على دمعِ الخنساءْ

ما زلنا منذ القرنَ السابعْ

خارجَ خارطةِ الأشياءْ

نترقّبُ عنترةَ العبسيَّ

يجيءُ على فَرَسٍ بيضاءْ

ليفرّجَ عنّا كربتَنا

و يردَّ طوابيرَ الأعداءْ

ما زلنا نقضمُ كالفئرانْ

مواعظَ سادتِنا الفقهاءْ

نقرأُ (معروفَ الإسكافيَّ)

و نقرأُ (أخبارَ الندماءْ)

و (نكاتَ جُحا) و (رجوعَ الشيخِ)

و قصّةَ (داحسَ و الغبراءْ)

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

الكلمةُ كانتْ عصفوراً

و جعلنا منها ، سوقَ بغاءْ

لو كانتْ نَجدُ تسمعُني

و الربعُ الخالي يسمعني

لختمتُ أنا بالشّمعِ الأحمرْ ، سوقَ عُكاظْ

و شنقتُ جميعَ النجّارينَ

و كلَّ بياطرةِ الألفاظْ

ما زلنا منذُ ولادتِنا

تسحقُنا عجلاتُ الألفاظْ

لو اُعطى السّلطةَ في وطني

لقلعتُ نهارَ الجمعةِ أسنانَ الخُطباءْ

و قطعتُ أصابعَ من صبغوا

بالكلمةِ أحذيةَ الخُلفاءْ

و جلدتُ جميعَ المنتَفعينَ بدينارٍ

أو صحنِ حساءْ

و جلدتُ الهمزةَ في لغتي و جلدتُ الياءْ

و ذبحتُ السّينَ و سوفَ

و تاءَ التأنيثِ البلهاءْ

و الزخرفَ و الخطَّ الكوفيَّ

و كلَّ ألاعيبِ البُلغاءْ

و كنستُ غبارَ فصاحَتنا

و جميعَ قصائدنا العصماءْ

يا بلدي ، كيفَ تموتُ الخيلُ

و لا يبقى إلا الشعراءْ ؟

لو اُعطى السُّلطة في وطني

أعدمتُ جميعَ المنبطحينَ على أبوابِ مقاهينا

و قصصتُ لسانَ مغنّينا

و فقأتُ عيونَ القمرِ الضاحكْ من أحزانِ ليالينا

و كسرتُ زجاجتَهُ الخضراءْ

و أرحتُكَ يا ليلَ بلادي

مِنْ هذا الوحش الآكلِ من لحمِ البُسطاءْ

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

لو تنشفُ آبارُ البترولَ و يبقى الماءْ

لو يُخصى كل المنحرفينَ

و كلُّ سماسرةِ الأثداءْ

لو تُلغى أجهزةُ التكييفِ ، من الغرفِ الحمراءْ

و تصيرُ يواقيتُ التيجان

نعالاً في أقدامِ الفقراءْ

لو أملكُ كرباجاً بيدي

جرّدتُ قياصرةَ الصحراءِ من الأثوابِ الحضريَّهْ

و نزعتُ جميعَ خواتمهمْ

و محوتُ طلاءَ أظافرهمْ

و سحقتُ الأحذيةَ اللمّاعةَ

و السّاعاتِ الذهبيّهْ

و أعدتُ حليبَ النُوقِ لهمْ

و أعدتُ سروجَ الخيلِ لهمْ

و أعدتُ لهم ، حتّى الأسماءَ العربيّهْ

لو يكتُبُ في يافا الليمون

لأرسلَ آلافَ القُبلاتْ

لو أنَّ بحيرةَ طبريّا ، تُعطينا بعضَ رسائلِها

لاحترقَ القارئُ و الصفحاتْ

لو أنَّ القدسَ لها شفةٌ

لاختنقتْ في فمها الصلواتْ

لو أنَّ و ما تُجدي (لو أنَّ)

و نحنُ نسافرُ في المأساةْ

و نمدُّ إلى الأرضَ المحتلّهْ

حبْلاً شعريَّ الكلماتْ

و نمدُّ ليافا منديلاً طُرّزَ بالدمعِ و بالدعواتْ

يا بلدي الطيّبَ ، يا بلدي

ذبَحَتْكَ سكاكينُ الكلماتْ

نزار قباني


الساعة الآن 12:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية