منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 07-27-2024 05:50 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن حَياةٍ عَلى أَذىً
يَضيمُكَ فيهِ صاحِبٌ وَتُراقِبُه

كَأَنَّ حَياةَ الناسِ حينَ ضَمِنتَها
قَذىً في حُقوقِ العَينِ مِنّي أُوارِبُه

يَخونُكَ ذو القُربى مِراراً وَرُبَّما
وَفى لَكَ عِندَ الجَهلِ مَن لا تُقارِبُه

وَقَد رابَني قَلبٌ يُكَلِّفُني الصِبا
وَما كُلَّ حينٍ يَتبَعُ القَلبَ صاحِبُه

وَما قادَني في الدَهرِ إِلّا غَلَبتُهُ
وَكَيفَ يُلامُ المَرءُ وَالحُبُّ غالِبُه

وَأَحوَرَ مَحسودٍ عَلى حُسنِ وَجهِهِ
يَزينُ السُموطَ نَحرُهُ وَتَرائِبُه


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَقولونَ في أُنثى مِن أنثى خَليفَةٌ
وَقَد كَذَبوا بَعضُ الأَوانِسِ نَيرَبُ

وَقَد كانَ لي فيهِنَّ داعي قَرابَةٍ
وَلَكِن ذَواتُ الوُدِّ أَدنى وَأَقرَبُ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَصبَحَ القَلبُ بِالنَحيلَةِ صَبّا
بَعدَ ما قَد صَحا وَراجَعَ لُبّا

زادَهُ مَدخَلُ الوَليدِ عَلَيهِ
وَخَيالٌ سَرى بِعَبدَةَ عُجبا

وَمَقالُ الفَتاةِ إِذ هُتِكَ السَت
رُ لَها عَن مَقالِ ما كانَ عَبّا

أَيُّها المُستَجيرُ مِن حُبِّ عَبّا
دَةَ إِذ راعَهُ خَيالٌ فَهَبّا

لَيسَ مِن حُبِّها مُجيرٌ سِواها
بَعدَ ما سارَ في الفُؤادِ وَدَبّا

يا خَليلَيَّ أَخرِجاني مِنَ الحُببِ
سَوِيّاً وَلا تَلوما مُحِبّا

فَاِترُكا لَومَهُ وَلوما خَليلاً
يَتَجَنّى ذَنباً وَلَم يَدرِ ذَنبا

كُلَّ يَومٍ تَعَتَّبَ الوُدُّ مِنهُ
لَيتَ شِعري أَيُحسَبُ الوُدُّ عَتبا

تِلكَ عَبّادَةُ الَّتي لَم تَنَلهُ
غَيرَ ما أَصبَحَت لِعَينَيهِ نَصبا

شَرِبَت سَلوَةً عُبَيدَةُ عَنّي
وَكَأَنّي شَرِبتُ بِالحُبِّ طَبّا

فَتَقَضّى الرَجاءُ مِنها لَقَد صَددَ
طَبيبي عَنّي وَقَضَّيتُ نَحبا

أَنا إِن لَم أَمُت بِذاكَ فَإِنّي
مَيِّتٌ مِن مَخافَتي ذاكَ رُعبا

لَيتَها تاقَ قَلبُها فَاِستَوَينا
أَو رُزِقنا كَقَلبِ عَبدَةَ قَلبا

فَصَبَرنا عَنها كَما صَبَرَت عَنا
وَلَم نَتَّخِذ عُبَيدَةَ رَبّا

فَاِكشِفي ما بِنا وَعودي عَلَينا
قَد لَقينا إِلَيكِ في الحُبِّ
حَسبا


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
نَغَّصَ طيبَ العَيشِ تَنصيبُ
وَفي المُلِمّاتِ الأَعاجيبُ

وَالدَهرُ طَلّاعٌ بِأَحكامِهِ
وَالمَرءُ مَخدوعٌ وَمَكذوبُ

وَالناسُ مِن غادٍ وَمِن رائِحٍ
يُحصى عَلَيهِ البِرُّ وَالحوبُ

لا يَشتَهي المَوتَ وَيُمنى بِهِ
كَرهاً وَطيبُ العَيشِ تَعذيبُ

قُل لِاِبنِ داوُدَ إِذا جِئتَهُ
سَيبُكَ مَوجودٌ وَمَطلوبُ

أَنجَزَ حُرٌّ وَأيَهُ طائِعاً
وَالعَبدُ مَكدودٌ وَمَضروبُ

لِلمَرءِ مِن أَفعالِهِ مُشبِهٌ
فَاِفعَل شَبيهاً بِكَ يَعقوبُ

حَلَبتَ لِلقَومِ فَلا تَنسَني
وَأَنتَ عَرفُ الجودِ مَحلوبُ

يُبقي لِذي المَعروفِ مَعروفُهُ
حَمداً وَتَنزاحُ الأَكاذيبُ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَأَخٍ ذي ثِقَةٍ آخَيتُهُ
ماجِدِ الأَعراقِ مَأمونِ الأَدَب

أَمحَضَ اللَهُ لَهُ أَخلاقَهُ
فَهيَ كَالإِبريزِ مِن سِرِّ الذَهَب

عَزَّني المَعروفُ حَتّى عَلِقَت
كُلُّ كَفٍّ لِيَ مِنهُ بِسَبَب

فَهوَ يُعطيني وَأُعطى فَضلَهُ
سَبَلَ الغَيثِ تَدَلّى فَسَكَب

فَإِذا أَبصَرَ وَجهي مُقبِلاً
ضَحِكَت عَيناهُ مِن غَيرِ عَجَب

وَإِذا كَلَّمتُهُ واحِدَةً
هَيَّجَت مِنهُ عُلالاتِ الطَرَب

وَإِذا ما غِبتُ عَنهُ ساعَةً
أَنَّ لِلغَيبَةِ مِن غَيرِ وَصَب

فَهوَ لي وَالحَمدُ لِلَّهِ غِنىً
وَعَفافٌ مِن دَنِيِّ المُكتَسَب

مِن تِجاراتٍ أَشابَت مَفرِقي
وَكَسَتني ثَوبَ ذُلٍّ وَنَصَب

وَمُلوكٍ إِن تَعَرَّضتُ لَهُم
عَرَّضوا ديني وَشيكاً لِلعَطَب


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَفنَيتُ عُمري وَتَقَضّى الشَباب
بَينَ الحُمَيّا وَالجَواري الأَواب

فَالآنَ شَفَّعتُ إِمامَ الهُدى
وَرُبَّما طِبتُ لِحُبٍّ وَطاب

صَحَوتُ إِلّا أَنَّ ذِكرَ الهَوى
يَدعو إِلى الشَوقِ فَأَنسى مَآب

لِلَّهِ دَرّي لا أَرى عاشِقاً
إِلّا جَرى دَمعي وَطالَ اِنتِحاب

كَأَنَّ قَلبي بِبَقايا الهَوى
مُعَلَّقٌ بَينَ خَوافي عُقاب

يا حَبَّذا الكَأسُ وَحورُ الدُمى
أَزمانَ أَلهو وَالهَوى لا يُعاب

يا صاحِ بَلّاني طِلابُ الهَوى
وَصَرفُ إِبريقٍ عَلَيهِ النِقاب

يَوما نَعيمٍ أَخلَقا جِدَّتي
وَلِمَّةً مِثلَ جَناحِ الغُراب

وَاللَهِ ما لاقَيتُ مِثلَيهِما
في عامِرِ الأَرضِ وَلا في الخَراب

لَهفي عَلى يَومي بِذي باسِمٍ
وَمَجلِسٍ بَينَ خَليجٍ وَغاب

يا مَجلِساً أَكرِم بِهِ مَجلِساً
حُفَّ بِرَيحانٍ وَعَيشٍ عُجاب

بِتُّ بِهِ أُسقى رُهاوِيَّةً
لَعيبَ سِتٍّ خُلِقَت لِلِّعاب

ثُمَّ غَدَونا وَغَدا ذاهِباً
وَكُلُّ عَيشٍ مُؤذِنٌ بِالذَهاب

لَهَوتُ حَتّى راعَني غادِياً
صَوتُ أَميرِ المُؤمِنينَ المُجاب

لَبَّيكَ لَبَّيكَ هَجَرتُ الصِبا
وَنامَ عُذّالي وَماتَ العِتاب

لا ناكِثاً عَهداً وَلا طالِباً
سُخطَكَ ما غَنّى الحَمامُ الطِراب

أَبصَرتُ رُشدي وَهَجَرتُ المُنى
وَرُبَّما ذَلَّت لَهُنَّ الرِقاب

يا حامِدَ القَولِ وَلَم يَبلُهُ
سَبَقتَ بِالسَيلِ اِنهِلالَ السَحاب

الفِعلُ أَولى بِثَناءِ الفَتى
ما جاءَهُ مِن خَطَلٍ أَو صَواب

دَع قَولَ واءٍ وَاِنتَظِر فِعلَهُ
يُثني عَلى اللِقحَةِ ما في العِلاب

إِذا غَدا المَهدِيُّ في جُندِهِ
أَو راحَ في آلِ الرَسولِ الغِضاب

بَدا لَكَ المَعروفُ في وَجهِهِ
كَالظَلمِ يَجري في ثَنايا الكَعاب

لا كَالفَتى المَهدِيُّ في رَهطِهِ
ذو شَيبَةٍ كَهلٍ وَلا ذو شَباب

لا يُحسِنُ الفُحشَ وَيَنكي العِدى
وَيَعتَريهِ الجودُ مِن كُلِّ باب

ضَرّابُ أَعناقٍ وَفَكّاكُها
في مَجلِسِ المُلكِ وَظِلِّ العُقاب

في صَدرِهِ حِلمٌ وَفي دِرعِهِ
مُظَفَّرُ الحَزمِ كَريمُ المَآب

تَرى حِجاباً دونَهُ هائِلاً
وَالرَوحُ وَالأَمنُ وَراءَ الحِجاب

جَرى اللَهاميمُ عَلى إِثرِهِ
جَريَ البَراذينِ خِلافَ العِراب


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَجارَتَنا لا تَجزَعي وَأَنيبي
أَتاني مِنَ المَوتِ المُطِلِّ نَصيبي

بُنَيِّي عَلى قَلبي وَعَيني كَأَنَّهُ
ثَوى رَهنَ أَحجارٍ وَجارَ قَليبِ

كَأَنّي غَريبٌ بَعدَ مَوتِ مُحَمَّدٍ
وَما المَوتُ فينا بَعدَهُ بِغَريبِ

صَبَرتُ عَلى خَيرِ الفُتُوِّ رُزِئتُهُ
وَلَو لا اِتِّقاءُ اللَهِ طالَ نَحيبي

لَعَمري لَقَد دافَعتُ مَوتَ مُحَمَّدٍ
لَو أَنَّ المَنايا تَرعَوي لِطَبيبِ

وَما جَزَعي مِن زائِلٍ عَمَّ فَجعُهُ
وَمِن وِردِ آباري وَقَصدِ شَعيبي

فَأَصبَحتُ أُبدي لِلعُيونِ تَجَلُّداً
وَيا لَكَ مِن قَلبٍ عَلَيهِ كَئيبِ

يُذَكِّرُني نَوحُ الحَمامِ فِراقَهُ
وَإِرنانُ أَبكارِ النِساءِ وَثيبِ

وَلي كُلَّ يَومٍ عَبرَةٌ لا أُفيضُها
لِأَحظى بِصَبرٍ أَو بِحَطِّ ذُنوبِ

إِلى اللَهِ أَشكو حاجَةً قَد تَقادَمَت
عَلى حَدَثٍ في القَلبِ غَيرِ مُريبِ

دَعَتهُ المَنايا فَاِستَجابَ لِصَوتِها
فَلِلَّهِ مِن داعٍ دَعا وَمُجيبِ

أَظَلُّ لِأَحداثِ المَنونِ مُرَوَّعاً
كَأَنَّ فُؤادي في جَناحِ طَلوبِ

عَجِبتُ لِإِسراعِ المَنِيَّةِ نَحوَهُ
وَما كانَ لَو مُلّيتُهُ بِعَجيبِ

رُزِئتُ بُنَيِّي حينَ أَورَقَ عودُهُ
وَأَلقى عَلَيَّ الهَمَّ كُلُّ قَريبِ

وَقَد كُنتُ أَرجو أَن يَكونَ مُحَمَّدٌ
لَنا كافِياً مِن فارِسٍ وَخَطيبِ

وَكانَ كَرَيحانِ العَروسِ بَقاؤُهُ
ذَوى بَعدَ إِشراقِ الغُصونِ وَطيبِ

أَغَرُّ طَويلُ الساعِدَينِ سَمَيذَعٌ
كَسَيفِ المُحامي هُزَّ غَيرَ كَذوبِ

غَدا سَلَفٌ مِنّا وَهَجَّرَ رائِحٌ
عَلى أَثَرِ الغادينَ قَودَ جَنيبِ

وَما نَحنُ إِلّا كَالخَليطِ الَّذي مَضى
فَرائِسُ دَهرٍ مُخطِئٍ وَمُصيبِ

نُؤَمِّلُ عَيشاً في حَياةٍ ذَميمَةٍ
أَضَرَّت بِأَبدانٍ لَنا وَقُلوبِ

وَما خَيرُ عَيشاً لا يَزالُ مُفَجَّعاً
بِمَوتِ نَعيمٍ أَو فِراقِ حَبيبِ

إِذا شِئتُ راعَتني مُقيماً وَظاعِناً
مَصارِعُ شُبّانٍ لَدَيَّ وَشيبِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا فَجعَ إِلّا كَما فُجِعتُ بِهِ
مِن فارِسٍ كانَ دونَنا حَدِبا

يا صَفَحهُ عَن جَوابِ جاهِلِنا
حِلماً وَيا عِزَّهُ إِذا غَلَبا

وَيا قِراهُ العَدُوَّ مُرهَفَةً
بيضاً وَيا لينَهُ إِذا صَحِبا

وَيا جَداهُ لِمَن أَلَمَّ بِهِ
يَوماً وَيا وَصلَهُ لِمَن قَرُبا

لَو نالَ خُلداً مِن قَبلِهِ أَحَدٌ
مَدَّت إِلى الخُلدِ كَفُّهُ سَبَبا


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كُلُّ اِمرِئٍ نَصبٌ لِحاجَتِهِ
وَعَلَيهِ يُحمَلُ أَو لَهُ نَصَبُه

فَاِربَع عَلى خُلُقٍ لَهُ خَطَرٌ
في الصالِحينَ يَفوزُ مُحتَسِبُه

عِيُّ الشَريفِ يَشينُ مَنصِبَهُ
وَتَرى الوَضيعَ يَزينُهُ أَدَبُه

وَحِراثَةُ التَقوى لِمُحتَرِثٍ
كَرَمُ المَعادِ وَما لَهُ حَسَبُه

وَتَنَقُّصُ المَولى مَوالِيَهُ
عارٌ يَكونُ بِوَجهِهِ نَدَبُه

وَإِذا نَسيبُكَ غُلَّ ساعِدُهُ
وَنَأى فَلَيسَ بِنافِعٍ نَسَبُه

وَمِنَ البَلاءَ أَخٌ جِنايَتُهُ
عَلَقٌ بِنا وَلِغَيرِنا نَشَبُه

خُذ مِن صَديقِكَ غَيرَ مُتعِبِهِ
إِنَّ الجَوادَ يَؤودُهُ تَعَبُه

وَاِستَغنِ بِالوَجَباتِ عَن ذَهَبٍ
لَم يَبقَ قَبلَكَ لِاِمرِئٍ ذَهَبُه

يَرِدُ الحَريصُ عَلى مَتالِفِهِ
وَاللَيثُ يَبعَثُ حَتفَهُ كَلَبُه


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غَدا سَلَفٌ فَأَصعَدَ بِالرَبابِ
وَحَنَّ وَما يَحِنُّ إِلى صِحابِ

دَعا عَبَراتِهِ شَجَنٌ تَوَلّى
وَشاماتٌ عَلى طَلَلٍ يَبابِ

وَأَظهَرَ صَفحَةً سُتِرَت وَأُخرى
مِنَ العَبَراتِ تَشهَدُ بِالتَبابِ

كَأَنَّ الدارَ حينَ خَلَت رُسومٌ
كَهَذا العَصبِ أَو بَعضِ الكِتابِ

إِذا ذُكِرَ الحِبابُ بِها أَضَرَّت
بِها عَينٌ تَضَرُّ عَلى الحِبابِ

دِيارُ الحَيِّ بِالرُكحِ اليَماني
خَرابٌ وَالدِيارُ إِلى خَرابِ

رَجَعنَ صَبابَةً وَبَعَثنَ شَوقاً
عَلى مُتَحَلَّبِ الشَأنَينِ صابِ

وَما يَبقى عَلى زَمَنٍ مُغيرٍ
عَدا حَدَثانُهُ عَدوَ الذِئابِ

وَدَهرُ المَرءِ مُنقَلِبٌ عَلَيهِ
فُنوناً وَالنَعيمُ إِلى اِنقِلابِ

وَكُلُّ أَخٍ سَيَذهَبُ عَن أَخيهِ
وَباقي ما تُحِبُّ إِلى ذَهابِ

وَلَمّا فارَقَتنا أُمُّ بَكرٍ
وَشَطَّت غُربَةً بَعدَ اِكتِئابِ

وَبِتُّ بِحاجَةٍ في الصَدرِ مِنها
تَحَرَّقُ نارُها بَينَ الحِجابِ

خَطَطتُ مِثالَها وَجَلَستُ أَشكو
إِلَيها ما لَقيتُ عَلى اِنتِحابِ

أُكَلِّمُ لَمحَةً في التُربِ مِنها
كَلامَ المُستَجيرِ مِنَ العَذابِ

كَأَنِّيَ عِندَها أَشكو إِلَيها
هُمومي وَالشِكاةُ إِلى التُرابِ

سَقى اللَهُ القِبابَ بِتَلِّ عَبدى
وَبِالشَرقينِ أَيّامَ القِبابِ

وَأَيّاماً لَنا قَصُرَت وَطابَت
عَلى فُرعانَ نائِمَةَ الكِلابِ

لَقَد شَطَّ المَزارُ فَبِتُّ صَبّاً
يُطالِعُني الهَوى مِن كُلِّ بابِ

وَعَهدي بِالفُراعِ وَأُمِّ بَكرٍ
ثَقالِ الرِدفِ طَيِّبَةِ الرُضابِ

مِنَ المُتَصَيِّداتِ بِكُلِّ نَبلٍ
تَسيلُ إِذا مَشَت سَيلَ الحُبابِ

مُصَوَّرَةٌ يَحارُ الطَرفُ فيها
كَأَنَّ حَديثَها سُكرُ الشَرابِ

لَيالِيَ لا أَعوجُ عَلى المُنادي
وَلا العُذّالِ مِن صَعَمِ الشَبابِ

وَقائِلَةٍ رَأَتني لا أُبالي
جُنوحَ العاذِلاتِ إِلى عِتابِ

مَلِلتَ عِتابَ أَغيَدَ كُلَّ يَومٍ
وَشَرٌّ ما دَعاكَ إِلى العِتابِ

إِذا بَعَثَ الجَوابُ عَلَيكَ حَرباً
فَما لَكَ لا تَكُفُّ عَنِ الجَوابِ

أَصونُ عَنِ اللِئامِ لُبابَ وُدّي
وَأَختَصُّ الأَكارِمَ بِاللُبابِ

وَأَيُّ فَتىً مِنَ البَوغاءِ يُغني
مَقامي في المُخاطَبِ وَالخِطابِ

وَتَجمَعُ دَعوَتي آثارَ قَومي
هُمُ الأُسدُ الخَوادِرُ تَحتَ غابِ

وُلاةُ العِزِّ وَالشَرَفِ المُعَلّى
يَرُدّونَ الفُضولَ عَلى المُصابِ

وَقَومٌ يُنكِرونَ سَحابَ قَومي
رَفَعنا فَوقَهُم غُرَّ السَحابِ

وَأَبراراً نَعودُ إِذا غَضِبنا
بِأَحلامٍ رَواجِحَ كَالهِضابِ

وَإِن نُسرِع بِمَرحَمَةٍ لِقَومٍ
فَلَسنا بِالسِراعِ إِلى العِقابِ

نُرَشِّحُ ظالِماً وَنَلُمُّ شَعثاً
وَنَرضى بِالثَناءِ مِنَ الثَوابِ

تَرانا حينَ تَختَلِفُ العَوالي
وَقَد لاذَ الأَذِلَّةُ بِالصِعابِ

نَقودُ كَتائِباً وَنَسوقُ أُخرى
كَأَنَّ زُهاءَهُنَّ سَوادُ لابِ

إِذا فَزَعَت بِلادُ بَني مَعَدٍّ
حَمَيناها بِأَغلِمَةٍ غِضابِ

وَكُلِّ مُتَوَّجٍ بِالشَيبِ يَغدو
طَويلَ الباعِ مُنتَجَعَ الجِنابِ

مِنَ المُتَضَمِّنينَ شَبا المَنايا
يَكونُ مَقيلُهُ ظِلَّ العُقابِ

إِذا حَسَرَ الشَبابُ فَمُت جَميلاً
فَما اللَذّاتُ إِلّا في الشَبابِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:53 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَأَبَّدَت بُرقَةُ الرَوحاءِ فَاللَبَبُ
فَالمُحدِثاتُ بِحَوضى أَهلُها ذَهَبوا

فَأَصبَحَت رَوضَةُ المَكّاءِ خالِيَةً
فَماخِرُ الفَرعِ فَالغَرّافُ فَالكُثُبُ

فَأَجرَعُ الضَوعِ لا تُرعى مَسارِحُهُ
كُلُّ المَنازِلِ مَبثوثٌ بِها الكَأَبُ

كَأَنَّها بَعدَ ما جَرَّ العَفاءُ بِها
ذَيلاً مِنَ الصَيفِ لَم يُمدَد لَهُ طُنُبُ

كانَت مَعايا مِنَ الأَحبابِ فَاِنقَلَبَت
عَن عَهدِها بِهِمُ الأَيّامُ فَاِنقَلَبوا

أَقولُ إِذ وَدَّعوا نَجداً وَساكِنَهُ
وَحالَفوا غُربَةً بِالدارِ فَاِغتَرَبوا

لا غَروَ إِلّا حَمامٌ في مَساكِنِهِم
تَدعو هَديلاً فَيَستَغري بِهِ الطَرَبُ

سَقياً لِمَن ضَمَّ بَطنُ الخَيفِ إِنَّهُمُ
بانوا بِأَسماءَ تِلكَ الهَمُّ وَالأَرَبُ

أَئِنُّ مِنها إِلى الأَدنى إِذا ذُكِرَت
كَما يَئِنُّ إِلى عُوّادِهِ الوَصِبُ

بِجارَةِ البَيتِ عِمُّ النَفسِ مُحتَضَرٌ
إِذا خَلَوتُ وَماءُ العَينِ يَنسَكِبُ

أَنسى عَزائي وَلا أَنسى تَذَكُّرَها
كَأَنَّني مِن فُؤادي بَعدَها حَرِبُ

لا تَسقِني الكَأسَ إِن لَم أَبغِ رُؤيَتَها
بِالذاعِرِيَّةِ أَثنيها وَتَنسَلِبُ

تَطوي الفَلاةَ بِتَبغيلٍ إِذا جَعَلَت
رُؤوسُ أَعلامِها بِالآلِ تَعتَصِبُ

كَم دونَ أَسماءَ مِن تيهٍ مُلَمِّعَةٍ
وَمِن صَفاصِفَ مِنها القَهبُ وَالخَرِبُ

يَمشي النَعامُ بِها مَثنى وَمُجتَمِعاً
كَأَنَّها عُصَبٌ تَحدو بِها عُصَبُ

لا يَغفَلُ القَلبُ عَن لَيلى وَقَد غَفَلَت
عَمّا يُلاقي شَجٍ بِالحُبِّ مُغتَرِبُ

في كُلِّ يَومٍ لَهُ هَمٌّ يُطالِبُهُ
عِندَ المُلوكِ فَلا يُزري بِهِ الطَلَبُ

يا سُعدَ إِنّي عَداني عَن زِيارَتِكُم
تَقاذُفُ الهَمِّ وَالمَهرِيَّةُ النُجُبُ

في كُلِّ هَنّاقَةِ الأَضواءِ موحِشَةٍ
يَستَركِضُ الآلَ في مَجهولِها الحَدَبُ

كَأَنَّ في جانِبَيها مِن تَغَوُّلِها
بَيضاءُ تَحسِرُ أَحياناً وَتَنتَقِبُ

جَرداءُ حَرّاءُ مَخشِيٌّ مَتالِفُها
جَشَّمتُها العيسَ وَالحِرباءُ مُنتَصِبُ

عَشراً وَعَشراً إِلى عِشرينَ يَرقَبُها
ظَهرٌ وَيَخفِضُها في بَطنِهِ صَبَبُ

لَم يَبقَ مِنها عَلى التَأويبِ ضائِعَةً
وَرِحلَةِ اللَيلِ إِلّا الآلُ وَالعَصَبُ

وَرّادَةٌ كُلَّ طامِي الجَمِّ عَرمَضُهُ
في ظِلِّ عِقبانِهِ مُستَأسِدٌ نَشِبُ

وَسَبعَةٌ مِن بَني البَطّالِ قَيِّمُهُم
رِداؤُهُ اليَومَ فَوقَ الرِجلِ يَضطَرِبُ

جَلَّيتُ عَن عَينِهِ بِالشِعرِ أُنشِدُهُ
حَتّى اِستَجابَ بِها وَالصُبحُ مُقتَرِبُ

قالَ النُعَيمِيُّ لَمّا زاحَ باطِلُهُ
وَاِفتَضَّ خاتَمَ ما يَجني بِهِ التَعَبُ

ما أَنتَ إِن لَم تَكُن أَيماً فَقَد عَجِبَت
مِنكَ الرِفاقُ وَلي في فِعلِكِ العَجَبُ

تَهفو إِلى الصَيدِ إِن مَرَّت سَوانِحُهُ
بِساقِطِ الريشِ لَم يُخلِف لَهُ الزَغَبُ

إِن كُنتَ أَصبَحتَ صَقراً لا جَناحَ لَهُ
فَقَد تُهانُ بِكَ الكَروانُ وَالخَرَبُ

لِلَّهِ دَرُّكَ لَم تَسمو بِقادِمَةٍ
أَو يُنصِفُ الدَهرُ مَن يَلوي فَيَعتَقِبُ

إِلى سُلَيمانَ راحَت تَغتَدي حِزَقاً
وَالخَيرُ مُتَّبَعٌ وَالشَرُّ مُجتَنَبُ

تَزورُهُ مِن ذَوي الأَحسابِ آوِنَةً
وَخَيرُ مَن زُرتَ سُلطانٌ لَهُ حَسَبُ

أَغَرُّ أَبلَجُ تَكفينا مَشاهِدُهُ
في القاعِدينَ وَفي الهَيجا إِذا رَكِبوا

أَمسى سُلَيمانُ مَرؤوماً نُطيفُ بِهِ
كَما تُطيفُ بِبَيتِ القِبلَةِ العَرَبُ

تَرى عَلَيهِ جَلالاً مِن أُبُوَّتِهِ
وَنُصرَةً مِن يَدٍ تَندى وَتُنتَهَبُ

يَبدو لَكَ الخَيرُ فيهِ حينَ تُبصِرُهُ
كَما بَدا في ثَنايا الكاعِبِ الشَنَبُ

في هامَةٍ مِن قُرَيشٍ يُحدِقونَ بِها
تُجبى وَيُجبى إِلَيها المِسكُ وَالذَهَبُ

عالى سُلَيمانُ في عَلياءَ مُشرِفَةٍ
سَيفٌ وَرُمحٌ وَآباءٌ لَهُ نُجُبُ

يا نِعمَ مَن كانَ مِنهُم في مَحَلَّتِهِ
وَكانَ يَشرَبُ بِالماءِ الَّذي شَرِبوا

كانوا وَلا دينَ إِلّا السَيفُ مُلكُهُمُ
راسٍ وَأَيّامُهُم عادِيَّةٌ غُلُبُ

تَطولُ أَعمارُ قَومٍ في أَكُفِّهِمُ
حيناً وَتَقصُرُ أَحياناً إِذا غَضِبوا

العاقِدينَ المَنايا في مُسَوَّمَةٍ
تُزجى أَوائِلُها الاِيجافُ وَالخَبَبُ

بيضٌ حِدادٌ وَأَشرافٌ زَبانِيَةٌ
يَغدو عَلى مَن يُعادي الوَيلُ وَالحَرَبُ

أَقولُ لِلمُشتَكي دَهراً أَضَرَّ بِهِ
فيهِ اِبتِذالٌ وَفي أَنيابِهِ شُعَبُ

لا جارَ إِلّا سُلَيمانٌ وَأُسرَتُهُ
مِنَ العَدُوِّ وَمِن دَهرٍ بِهِ نَكَبُ

إِذا لَقيتَ أَبا أَيّوبَ في قَعَدٍ
أَو غازِياً فَوقَهُ الراياتُ تَضطَرِبُ

لاقَيتَ دُفّاعَ بَحرٍ لا يُضَعضِعُهُ
لِلمُشرِعينَ عَلى أَرجائِهِ شُرُبُ

فَاِشرَب هَنيئاً وَذَيِّل في صَنائِعِهِ
وَاِنعَم فَإِنَّ قُعودَ الناعِمِ اللَعِبُ

الهاشِمِيُّ اِبنُ داودٍ تَدارَكَنا
وَما لَنا عِندَهُ نُعمى وَلا نَسَبُ

أَحيا لَنا العَيشَ حَتّى اِهتَزَّ ناضِرُهُ
وَجارَنا فَاِنجَلَت عَنّا بِهِ الكُرَبُ

لَيثٌ لَدى الحَربِ يُذكيها وَيُخمِدُها
وَلا تَرى مِثلَ ما يُعطي وَما يَهَبُ

صَعباً مِراراً وَتاراتٍ نُوافِقُهُ
سَهلاً عَلَيهِ رِواقُ المُلكِ وَاللَجِبُ

رَكّابُ هَولٍ وَأَعوادٍ لِمَملَكَةٍ
ضَرّابُ أَسبابِ هَمٍّ حينَ يَلتَهِبُ

ساقي الحَجيجِ أَبوهُ الخَيرُ قَد عَلِمَت
عُليا قُرَيشٍ لَهُ الغاياتُ وَالقَصَبُ

وافى حُنَيناً بِأَسيافٍ وَمُقرَبَةٍ
شُعثِ النَواصي بَراها القَودُ وَالخَبَبُ

يُعطي العِدى عَن رَسولِ اللَهِ مُهجَتَهُ
حَتّى اِرتَدى زَينَها وَالسَيفُ مُختَضِبُ

وَكانَ داودُ طَوداً يُستَظَلُّ بِهِ
وَفي عَلِيٍّ لِأَعداءِ الهُدى هَرَبُ

وَالفَضلُ عِندَ اِبنِ عَبّاسٍ تُعَدُّ لَهُ
في دَعوَةِ الدينِ آثارٌ وَمُحتَسَبُ

قُل لِلمُباهي سُلَيماناً وَأُسرَتَهُ
هَيهاتَ لَيسَ كَعودِ النَبعَةِ الغَرَبُ

رَشِّح أَباكَ لِأُخرى مِن صَنائِعِهِ
وَاِعرِف لِقَومٍ بِرَأسٍ دونَهُ أَشَبُ

أَبناءُ أَملاكِ مَن صَلّى لِقِبلَتِنا
فَكُلُّهُم مَلِكٌ بِالتاجِ مُعتَصِبُ

دَمُ النَبِيِّ مَشوبٌ في دِمائِهِمُ
كَما يُخالِطُ ماءَ المُزنَةِ الضَرَبُ

لَو مُلِّكَ الشَمسَ قَومٌ قَبلَهُم مَلَكوا
شَمسَ النَهارِ وَبَدرَ اللَيلِ لا كَذِبُ

أَعطاهُمُ اللَهُ ما لَم يُعطِ غَيرَهُمُ
فَهُم مُلوكٌ لِأَعداءِ النُهى رُكَبُ

لا يَحدَبونَ عَلى مالٍ بِمَبخَلَةٍ
إِذا اللِئامُ عَلى أَموالِهِم حَدَبوا

لَولا فُضولُ سُلَيمانٍ وَنائِلُهُ
لَم يَدرِ طالِبُ عُرفٍ أَينَ يَنشَعِبُ

يَنتابُهُ الأَقرَبُ الساعي بِذِمَّتِهِ
إِذا الزَمانُ كَبا وَالخابِطُ الجُنُبُ

كَم مِن يَتيمٍ ضَعيفِ الطَرفِ لَيسَ لَهُ
إِلّا تَناوُلُ كَفَّي ذي الغِنى أَشَبُ

آخى لَهُ عَروُهُ الأَثرى فَنالَ بِهِ
رَواحَ آخَرَ مَعقودٍ لَهُ سَبَبُ

بِنائِلٍ سَبِطٍ لا مَنَّ يُردِفُهُ
إِذا مَعاشِرُ مَنّوا الفَضلَ وَاِحتَسَبوا

يا اِبنَ الأَكارِمِ آباءً وَمَأثَرَةً
مِنكَ الوَفاءُ وَمِنكَ النائِلُ الرَغَبُ

في الحَيِّ لي دَردَقٌ شُعثٌ شَقيتُ بِهِم
لا يَكسِبونَ وَما عِندي لَهُم نَشَبُ

عَزَّ المَضاعُ عَلَيهِم بَعدَ وَجبَتِهِم
فَما تَرى في أُناسٍ عَيشُهُم وَجَبُ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ذَهَبتَ وَلَم تُلمِم بِبَيتِ الحَبائِبِ
وَلَم تَشفِ قَلباً مِن طِلابِ الكَواعِبِ

نَعَم إِنَّ في الإِبعادِ لِلقَلبِ رَاحَةً
إِذا غُلِبَ المَجهودُ مِن كُلِّ طالِبِ

وَإِنّي لَصَرّافٌ لِقَلبي عَنِ الهَوى
وَإِن حَنَّ تَحنانَ المَخاضِ الضَوارِبِ

تَكَلَّفَني مِن حُبِّ عَبدَةَ زَفرَةٌ
وَفي زَفَراتِ الحُبِّ كَربٌ لِكارِبِ

وَلِلحُبِّ حُمّى تَعتَريني بِزَفرَةٍ
لَها في عِظامي نافِضٌ بَعدَ صالِبِ

فَوَيلي مِنَ الحُمّى وَوَيلي مِنَ الهَوى
لِأَيِّهِما أَبغي دَواءَ الطَبائِبِ

لَقَد شَرِقَت عَيني بِعَبدَةَ غادِياً
وَدَبَّت لِقَتلي مِن هَواها عَقارِبي

فَوَاللَهِ ما أَدري أَبي مِن طِلابِها
جُنونٌ أَم اِستَحدَثتُ إِحدى العَجائِبِ

إِذا ذُكِرَت دارَ الهَوى بِمَسامِعي
كَما دارَت الصَهباءُ في رَأسِ شارِبِ

هِيَ الروحُ مِن نَفسي وَلِلعَينِ قُرَّةٌ
فِداءٌ لَها نَفسي وَعَيني وَحاجِبي

فَإِن يَكُ عَنّي وَجهُها اليَومَ غائِباً
فَلَيسَ فُؤادي مِن هَواها بِغائِبِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا خَليلاً نَبا بِنا في المَشيبِ
لَم يُعرِّج عَلى مَشارِ الطَبيبِ

لَيسَ مَن قابَلَ الأُمورَ وَحيداً
بِحَليمٍ فيها وَلا بِمُصيبِ

إِنَّ البَغيضَ إِلَينا لا نُطالِبُهُ
يَتَجَلّى عَن باطِلٍ مَكذوبِ

فَاِستَشِر ناصِحاً أَريباً فَإِنَّ
الحَظَّ في طاعَةِ النَصيحِ الأَريَبِ

قَد يُصيبُ الفَتى أَطاعَ أَخاهُ
وَمُطيعُ النِساءِ غَيرُ مُصيبِ

وَكِعابٍ مِن آلِ سَعدِ بنِ بَكرٍ
رَعَمَتني جُفونُها في المَغيبِ

وَتَقولُ اِتَّقَيتَ فينا أُناساً
لَم أَكُن أَتَّقيهُمُ في العُروبِ

لا وَمَن سَبَّحَ الحَجيجُ لَهُ ما
كانَ ظَنّي اِتِّقاءَ عَينِ الرَقيبِ

غَيرَ أَنَّ الإِمامَ أَمسَكَني عَنكِ
فَقولي في ذَنبِهِ لا ذُنوبي

إِنَّ قَلبي مِثلُ الجَناحِ إِلى مَن
باتَ يَدعو وَأَنتَ غَيرُ مُجيبِ

لَو يَطيرُ الفَتى لَطِرتُ مِنَ الشَوقِ
مُنيباً إِلى الحَبيبِ المُنيبِ

لَو أُلاقي مَن يَحمِلُ الشَوقَ عَنّي
رُحتُ بَينَ الصَبا وَبَينَ الجَنوبِ

فَبَكَت بِكيَةَ الحَزينِ وَقالَت
كُلُّ عَيشٍ مُوَدَّعٌ عَن قَريبِ

كُنتَ نَفسي الفِدا فَبِنتَ فَقيداً
اِرعَ وُدّي نَعِمتَ غَيرَ مُريبِ

لَو سَأَلتَ العُلّامَ عَنّي لَقالوا
تُب إِلى اللَهِ مِن جَفاءِ الحَبيبِ

غَلَبَتني نَفسي عَلَيكَ وَإِن كُنتَ
مَساكاً في ظِلِّ مُلكٍ قَشيبِ

كَيفَ أَرجو يَوماً كَيَومي عَلى الرَس
وَأَيّامِنا بِحَقفِ الكَثيبِ

إِذ نَسوقُ المُنى وَنَغتَبِقُ الراحَ
وَيَأتي الهَوى عَلى تَغييبِ

قَدَرانا مِثلَ اليَدَينِ تَلَقّى
هَذِهِ هَذِهِ بِوُدٍّ وَطيبِ

تَتَعاطى جيداً وَتَلمِسُ حُقّاً
حينَ نَخلو نَراهُما غَيرَ حوبِ

فَاِنقَضى ذَلِكَ الزَمانُ وَأَبقى
زَمَناً راعَنا بِأَمرٍ عَجيبِ

فَعَلَيكَ السَلامُ خَيَّمتَ في المُلكِ
وَغودِرتُ كَالمُصابِ الغَريبِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا طيبَ عَبدَةَ وَيلي مِنكَ يا طيبي
قَطَّعتَ قَلبي بِشَوقٍ غَيرَ تَعتيبِ

قُل لِلَّتي نَفسُها نَفسي وَما شَعَرَت
مُنّي عَلَيَّ بِنَومٍ مِنكِ مَوهوبِ

إِنَّ الرَسولَ الَّذي أَرسَلتِ غادَرَني
بِغُلَّةٍ مِثلِ حَرِّ النارِ مَشبوبِ

أُساوِرُ اللَيلَ تَحتَ الهَمِّ مُجتَنِحاً
مِن طولِ صَفحِكِ عَنّي في أَعاجيبِ

كَأَنَّ بي مِنكِ طَبّاً لا يُفارِقُني
وَإِن غَدَوتُ صَحيحاً غَيرَ مَطبوبِ

لقَد ذَكَرتُكِ وَالفَوقانُ يَأخُذُني
وَما نَسيتُكِ بَينَ الكَأسِ وَالكوبِ

وَقائِلٍ إِذ رَأى شَوقي وَصَفحَكُمُ
دَعها فَما لَكَ مِنها غَيرُ تَنصيبِ

لا شَيءَ أَبعَدُ مِمّا لَستَ نائِلَهُ
إِنَّ البَخيلَ بَعيدٌ غَيرُ مَقروبِ

فَقُلتُ كَلّا سَيَجزي مَن لَهُ كَرَمٌ
شَوقاً بِشَوقٍ وَتَقريباً بِتَقريبِ

يَهُزُّني الناسُ مِن واشٍ وَمُنتَصِحٍ
وَاللَيثُ يُفرَسُ بَينَ الكَلبِ وَالذيبِ

لا خَيرَ في العَيشِ إِن لَم تُقضَ حاجَتُنا
مِمّا نُحِبُّ عَلى رَغمِ الأَقاريبِ

يَزيدُ في الداءِ مَن تُقلى زِيارَتُهُ
إِذا اِلتَقَينا وَشافٍ كُلُّ مَحبوبِ

يا عَبدَ حَتّامَ لا أَلقاكِ خالِيَةً
وَلا أَنامُ لَقَد طَوَّلتِ تَعذيبي

أَهدَيتِ لي الطيبَ في رَيحانِ ساحِرَةٍ
يا عَبدَ ريقُكِ أَشهى لي مِنَ الطيبِ

أَهدي لَنا شُربَةً مِنهُ نَعيشُ بِها
إِن كُنتِ مُهدِيَةً رَوحاً لِمَكروبِ

إِنَّ البَغيضَ إِلَينا لا نُطالِبُهُ
ذاكَ الهَوى وَحَبيبٌ كُلُّ مَطلوبِ

أَمّا النِساءُ فَإِنّي لا أَعيجُ بِها
قَد صُمتُ عَنها بِنَحبٍ مِنكِ مَنحوبِ

أَنتِ الَّتي تَشتَفي عَيني بِرُؤيَتِها
وَهُنَّ عِندي كَماءٍ غَيرَ مَشروبِ

وَفي المُحِبّينَ صَبُّ لا شِفاءَ لَهُ
دونَ الرِضى بَينَ مَرشوفٍ وَمَصبوبِ

إِنّي وَإِن كُنتُ حَمّالاً أُجاوِرُهُ
صَرّامُ حَبلِ التَمَنّي بِالأَكاذيبِ

لا يَخرُجُ الحَمدُ مِنّي قَبلَ تَجرُبَةٍ
وَلا أَكونُ أُجاجاً بَعدَ تَجريبِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:54 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا طَيبَ سِيّانَ عِندي أَنتِ وَالطيبُ
كِلاكُما طَيِّبُ الأَنفاسِ مَحبوبُ

لَو قَد لَقيتُكِ خَلفَ العَينِ خالِيَةً
أَصلَحتِ مِنّي الَّذي لا يُصلِحُ الطيبُ

لَو كُنتِ غَيرَ فَتاةٍ كُنتِ لُؤلُؤَةً
غالى بِها مَلِكٌ بِالتاجِ مَعصوبُ

يا طَيبَ جودي بِنَيلٍ مِنكِ نَأمُلُهُ
وَأَطمِعينا فَما في مَطمَعِ حوبُ

لِلَّهِ طَيبَةُ لا تُبقي عَلى رَجُلٍ
بِقَلبِهِ هاجِسٌ كَالنارِ مَشبوبُ

أُساوِرُ الهَمَّ تَحتَ اللَيلِ مُجتَنِحاً
قَد شَفَّني قَمَرٌ في السِترِ مَحجوبُ

يَغشانيَ المَوتُ مِن وَجدٍ لَها دَيَماً
وَالشَوقُ تَأخُذُني مِنهُ أَهاضيبُ

لِلقَلبِ راعٍ إِلَيها لا يُفارِقُهُ
وَفي الضَميرِ مِنَ الحُبِّ الأَعاجيبُ

لَهفانَ قَد يَشتَهي رَوحاً يَعيشُ بِهِ
بادي الصَبابَةِ وَالهِجرانُ تَعذيبُ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا حَيِّ ذا البَيتَ الَّذي لَستُ ناظِراً
إِلى أَهلِهِ إِلّا بَكَيتُ إِلى صَحبي

أَزورُ سِواهُ وَالهَوى عِندَ أَهلِهِ
إِذا ما اِستَخَفَّتني تَباريحُ مِن حُبّي

وَإِن نالَ مِنّي الشَوقُ واجَهتُ بابَها
بِإِنسانِ عَينٍ ما يُفيقُ مِنَ السَكبِ

كَما يَنظُرُ الصادي أَطالَ بِمَنهَلٍ
فَحَلَّأَهُ الوُرّادُ عَن بارِدٍ عَذبِ

تَصُدُّ إِذا ما الناسُ كانَت عُيونُهُم
عَلَينا وَكُنّا لِلمُشيرينَ كَالنَصبِ

عَلى مُضمَرٍ بَينَ الحَشا مِن حَديثِنا
مَخافَةَ أَن تَسعى بِنا جارَةُ الجَنبِ

يُفَنِّدُني عَبدُ العَزيزِ بِأَنَّني
صَبَوتُ إِلى الذَلفاءِ حينَ صَباتِربي

وَما ذَنبُ مَقدورٍ عَلَيهِ شَقاؤُهُ
مِنَ الحُبِّ عِندَ اللَهِ في سابِقِ الكُتبِ

لَقَد أُعجِبَت نَفسي بِها فَتَبَدَّلَت
فَيا جَهدَ نَفسي قادَها لِلشَقا عُجبي

وَإِنّي لَأَخشى أَن تَقودَ مَنِيَّتي
مَوَدَّتُها وَالخَطبُ يَنمي إِلى الخَطبِ

إِذا قُلتُ يَصفو مِن عُبَيدَةَ مَشرَبٌ
لِحَرّانَ صادٍ كَدَّرَت في غَدٍ شِربي

وَقَد كُنتُ ذا لُبٍّ صَحيحٍ فَأَصبَحَت
عُبَيدَةُ بِالهِجرانِ قَد أَمرَضَت لُبّي

وَلَستُ بِأَحيا مِن جَميلِ اِبنِ مُعَمَرِ
وَعُروَةَ إِن لَم يَشفِ مِن حُبِّها رَبّي

تَعُدُّ قَليلاً ما لَقيتُ مِنَ الهَوى
وَحَسبي بِما لاقيتُ مِن حُبِّها حَسبي

إِذا عَلِمَت شَوقي إِلَيها تَثاقَلَت
تَثاقُلَ أُخرى بانَ مِن شِعبِها شِعبي

فَلَو كانَ لي ذَنبٌ إِلَيها عَذَرتُها
بِهَجري وَلَكِن قَلَّ في حُبِّها ذَنبي

وَقَد مَنَعَت مِنّي زِيارَتَها الَّتي
إِذا كَرُبَت نَفسي شَفَيتُ بِها كَربي

فَأَصبَحتُ مُشتاقاً أُكَفكِفُ عَبرَةً
كَذي العَتبِ مَهجوراً وَلَيسَ بِذي عَتبِ

كَأَنَّ فُؤادي حينَ يَذكُرَ بَينَها
مَريضٌ وَما بِي مِن سَقامٍ وَلا طَبِّ

أُحاذِرُ بُعدَ الدارِ وَالقُربُ شاعِفٌ
فَلا أَنا مَغبوطٌ بِبُعدٍ وَلا قُربِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:55 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
طَرِبَ الحَمامُ فَهاجَ لي طَرَبا
وَبِما يَكونُ تَذَكُّري نَصَبا

إِذ لامَني عَمروٌ فَقُلتُ لَهُ
غُلِبَ العَزاءُ وَرُبَّما غَلَبا

إِنَّ الحَبيبَ فَلا أُكافِئُهُ
بَعَثَ الخَيالَ عَلَيَّ وَاِحتَجَبا

فَاِعذِر أَخاكَ وَدَع مَلامَتَهُ
إِنَّ المَلامَ يَزيدُهُ تَعَبا

لا تَنهَبَن عِرضي لِتَقسِمَهُ
ما كانَ عِرضُ أَخيكَ مُنتَهَبا

وَاِنحُ الغَداةَ عَلى مُقابِلِهِم
لِخَليلَكَ المَشغوفِ إِن طَلَبا

الطُرقُ مُقبِلَةٌ وَمُدبِرَةٌ
هَوِّن عَلَيكَ لِأَيِّها رَكَبا

لَولا الحَمامُ وَطَيفُ جارِيَةٍ
ما شَفَّني حُبٌّ وَلا كَرَبا

إِنَّ الَّتي راحَت مَوَدَّتُها
رَغماً عَلَيَّ فَبِتُّ مُكتَئِبا

حَوراءُ لَو وَهَبَ الإِلَهُ لَنا
مِنها الصَفاءَ لَحَلَّ ما وَهَبا

خُلِقَت مُباعِدَةً مُقارِبَةً
حَرباً وَتَمَّت صورَةً عَجَبا

في السّابِرِيِّ وَفي قَلائِدِها
مُنقادُها عَسِرٌ وَإِن قَرُبا

كَالشَمسِ إِن بَرَقَت مَجاسِدُها
تَحكي لَنا الياقوتَ وَالذَهَبا

أَطوي الشَكاةَ وَلا تُصَدِّقُني
وَإِذا اِشتَكَيتُ تَقولُ لي كَذَبا

عَسُرَت خَلائِقُها عَلى رَجُلٍ
لَعِبَ الهَوى بِفُؤادِهِ لَعِبا

وَلَقَد لَطَفتُ لَها بِجارِيَةٍ
رَوَتِ القَريضَ وَخالَطَت أَدَبا

قالَت لَها أَصبَحتِ لاهِيَةً
عَمَّن يَراكِ لِحَتفِهِ سَبَبا

لَو مُتِّ ماتَ وَلَو لَطُفتِ لَهُ
لَرَأى هَواكِ لِقَلبِهِ طَرَبا

تَأتيكِ نازِحَةً مَناسِبُهُ
وَيَحوطُ غَيبَكُمُ وَإِن غَضِبا

وَإِذا رُفِعتِ إِلى مَخيلَتِهِ
مَطَرَت عَلَيكِ سَماؤُهُ ذَهَبا

ذَهَبَ الهَوى بِفُؤادِهِ عَبَثاً
وَأَفادَهُ مِن قَلبِهِ جَرَبا

فَاِرثي لَهُ مِمّا تَضَمَّنَهُ
مِن حَرِّ حُبِّكُمُ فَقَد نَشِبا

قالَت عُبَيدَةُ قَد وَفَيتُ لَهُ
بِالوِدِّ حَتّى مَلَّ فَاِنقَلَبا

وَصَغا إِلى أُخرى يُراقِبُها
فينا وَكُنتُ أَحَقَّ مَن رَقَبا

قولي لَهُ ذَر مِن زِيارَتِها
لِلِقائِنا إِن جِئتَ مُرتَقِبا

وَاِجهَد يَمينَكَ لا تُخالِفني
فيما هَويتُ وَكانَ لي أَرَبا

وَإِذا بَكَيتَ فَلا عَدِمتَ شِفاً
وَأَكَلتَ لَحمَكَ جِنَّةً كَلَبا

سَأَلَت لِأَعتُبَها وَأَطلُبَها
مِمّا تَخافُ فَقُلتُ قَد وَجَبا

وَلَقيتُها كَالخَمرِ صافِيَةً
حَلَّت لِشارِبِها وَما شَرِبا


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا قُل لِتِلكَ المالِكِيَّةِ أَصحِبي
وَإِلّا فَمَنّينا لِقاءَكِ وَاِكذِبي

عِدينا فَإِنَّ النَفسَ تُخدَعُ بِالمُنى
وَقَلبُ الفَتى كَالطائِرِ المُتَقَلِّبِ

وَقَد تَأمَني مَن لا يَزالُ مُباعِداً
عَلى قُربِ مَن يَدنو بِسَهلٍ وَمَرحَبِ

فَإِنَّكَ لَو تَجفوكَ أُمٌّ قَريبَةٌ
تَجافَيتَ عَنها لِلبَعيدِ المُقَرِّبِ

إِذا يَئِسَت نَفسُ اِمرِىءٍ مِن قَريبَةٍ
تُبَدَّلَ أُخرى مَركَباً بَعدَ مَركَبِ

فَلا تُمسِكيني بِالهَوانِ فَإِنَّني
عَنِ الهوَنِ ظَعّانٌ لِقَصدِ المُلَحَّبِ

حَبَستُ عَلَيكَ النَفسَ حَولَينِ لا أَرى
نَوالاً وَلا وَعداً بِنَيلٍ مُعَقَّبِ

وَما كُنتُ لَو شَمَّرتُ أَوَّلَ ظاعِنٍ
بِرَحلِيَ عَن جَدبٍ إِلى غَيرِ مُجدِبِ

وَلَكِنَّني أُغضي جُفوناً عَلى القَذا
وَأَحفَظُ ما حَمَّلتَني في المُغَيَّبِ

وَأَنتِ بِما قَرَّبتِني وَاِصطَفَيتِني
خَلاءٌ وَقَد باعَدتِني بُعدَ مُذنِبِ

كَقائِلَةٍ إِنَّ الحِمارَ فَنَحِّهِ
عَنِ القَتِّ أَهلُ السِمسِمِ المُتَهَذِّبِ

وَما الحُبُّ إِلّا صَبوَةٌ ثُمَّ دَنوَةٌ
إِذا لَم يَكُن كانَ الهَوى رَوغَ ثَعلَبِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خَفِّض عَلى عَقِبِ الزَمانِ العاقِبِ
لَيسَ النَجاحُ مَعَ الحَريصِ الناصِبِ

تَأتي المُقيمَ وَما سَعى حاجاتُهُ
عَدَدَ الحَصى وَيَخيبُ سَعيُ الخائِبِ

فَاِترُك مُشاغَبَةَ الحَبيبِ إِذا أَبى
لَيسَ المُحِبُّ عَلى الحَبيبِ بِشاغِبِ

غَلَبَتكَ أُمُّ مُحَمَّدٍ بِدَلالِها
وَالمُلكُ يُمهَدُ لِلأَعَزِّ الغالِبِ

واهاً بِأُمِّ مُحَمَّدٍ وَرَسولِها
وَرُقادِ قَيِّمِها وَسُكرِ الحاجِبِ

لَم أَنسَ قَولَتَها أَراكَ مُشَيَّعاً
عَبِثَ اليَدَينِ مُوَلَّعاً كَالشارِبِ

أَحسِن صَحابَتَنا فَإِنَّكَ مُدرِكٌ
بَعضَ اللُبانَةِ بِاِصطِناعِ الصاحِبِ

وَإِذا جَفَوتَ قَطَعتُ عَنكَ مَنافِعي
وَالدَرُّ يَقطَعُهُ جَفاءُ الحالِبِ

لِلَّهِ دَرُّ مَجالِسٍ نُغِّصتَها
بَينَ الجُنَينَةِ وَالخَليجِ الناكِبِ

أَينَ الَّذينَ تَزورُ كُلَّ عَشِيَّةٍ
يَأتيكَ آدِبُهُم وَإِن لَم تَأدُبِ

ذَهَبوا وَأَمسى ما تَذَكَّرُ مِنهُمُ
هَيهاتَ مَن قَد ماتَ لَيسَ بِذاهِبِ

مَنَعَتكَ أُمُّ مُحَمَّدٍ مَعروفَها
إِلّا الخَيالَ وَبِئسَ حَظُّ الغائِبِ

نَزَلَت عَلى بَرَدى وَأَنتَ مُجاوِرٌ
حَفرَ البُصَيرَةِ كَالغَريبِ العاتِبِ

لا تَشتَهي طُرَفَ النَعيمِ وَتَشتَهي
طَيَّ البِلادِ بِأَرحَبِيٍّ شاحِبِ

وَإِذا أَرَدتَ طِلاعَ أُمِّ مُحَمَّدٍ
غَلَبَ القَضاءُ وَشُؤمُ عَبدِ الواهِبِ

عِلَلُ النِساءِ إِذا اِعتَلَلنَ كَثيرَةٌ
وَسَماحُهُنَّ مِنَ العَجيبِ العاجِبِ

فَاِصبِر عَلى زَمَنٍ نَبا بِكَ رَيبُهُ
لَيسَ السُرورُ لَنا بِحَتمٍ واجِبِ

وَلَقَد أَزورُ عَلى الهَوى وَيَزورُني
قَمَرُ المَجَرَّةِ في مَجاسِدِ كاعِبِ

أَيّامَ أَتَّبِعُ الصِبا وَيَقودُني
صَوتُ المَزاهِرِ وَاليَراعِ القاصِبِ

سَقياً لِأُمِّ مُحَمَّدٍ سَقياً لَها
إِذ نَحنُ في لَعِبِ الشَبابِ اللاعِبِ

بَيضاءَ صافِيَةَ الأَديمِ تَرَعرَعَت
في جِلدِ لُؤلُؤَةٍ وَعِفَّةِ راهِبِ

فَإِذا اِمتَرَيتَ لَبونَ أُمِّ مُحَمَّدٍ
رَجَعَت يَمينُكَ بِالحِلابِ الخائِبِ

فَاِرجِع كَما رَجَعَ الكَريمُ وَلا تَكُن
كَمُقارِفٍ ذَنباً وَلَيسَ بِتائِبِ

وَرَضيتَ مِن طولِ الرَجاءِ بِيَأسِهِ
وَاليَأسُ أَمثَلُ مِن عِداتِ الكاذِبِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:56 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَدِمتُكَ عاجِلاً يا قَلبُ قَلباً
أَتَجعَلُ مَن هَويتَ عَلَيكَ رَبّا

بِأَيِّ مَشورَةٍ وَبِأَيِّ رَأيٍ
تُمَلِّكُها وَلا تَسقيكَ عَذبا

تَحِنُّ صَبابَةً في كُلِّ يَومٍ
إِلى حُبّى وَقَد كَرَبَتكَ كَربا

وَتَهتَجِرُ النِساءَ إِلى هَواها
كَأَنَّكَ ضامِنٌ مِنهُنَّ نَحبا

أَمِن رَيحانَةٍ حَسُنَت وَطابَت
تَبيتُ مُرَوَّعاً وَتَظَلُّ صَبّا

تَروعُ مِنَ الصِحابِ وَتَبتَغيها
مَعَ الوَسواسِ مُنفَرِداً مُكِبّا

كَأَنَّكَ لا تَرى حَسَناً سِواها
وَلا تَلقى لَها في الناسِ ضَربا

وَكَم مِن غَمرَةٍ وَجَوازِ فَينٍ
خَلَوتَ بِهِ فَهَل تَزدادُ قُربا

بَكَيتَ مِنَ الهَوى وَهَواكَ طِفلٌ
فَوَيلَكَ ثُمَّ وَيلَكَ حينَ شَبّا

إِذا أَصبَحتَ صَبَّحَكَ التَصابي
وَأَطرابٌ تُصَبُّ عَلَيكَ صَبّا

وَتُمسي وَالمَساءُ عَلَيكَ مُرٌّ
يُقَلِّبُكَ الهَوى جَنباً فَجَنبا

أَظُنُّكَ مِن حِذارِ البَينِ يَوماً
بِداءِ الحُبِّ سَوفَ تَموتُ رُعبا

أَتُظهِرُ رَهبَةً وَتُسِرُّ رَغباً
لَقَد عَذَّبتَني رَغباً وَرَهبا

فَما لَكَ في مَوَدَّتِها نَصيبٌ
سِوى عِدَةٍ فَخُذ بِيَدَيكَ تُربا

إِذا وُدٌّ جَفا وَأَرَبَّ وُدٌّ
فَجانِب مَن جَفاكَ لِمَن أَرَبّا

وَدَع شَغبَ البَخيلِ إِذا تَمادى
فَإِنَّ لَهُ مَعَ المَعروفِ شَغبا

وَقالَت لا تَزالُ عَلَيَّ عَينٌ
أُراقِبُ قَيِّماً وَأَخافُ كَلبا

لَقَد خَبَّت عَلَيكَ وَأَنتَ ساهٍ
فَكُن خِبّاً إِذا لاقَيتَ خِبّا

وَلا تَغرُركَ مَوعِدَةٌ لِحُبّى
فَإِنَّ عِداتِها أَنزَلنَ جَدبا

أَلا يا قَلبُ هَل لَكَ في التَعَزّي
فَقَد عَذَّبتَني وَلَقيتُ حَسبا

وَما أَصبَحتَ تَأمُلُ مِن صَديقٍ
يَعُدُّ عَلَيكَ طولَ الحُبِّ ذَنبا

كَأَنَّكَ قَد قَتَلتَ لَهُ قَتيلاً
بِحُبِّكَ أَو جَنَيتَ عَلَيهِ حَربا

رَأَيتُ القَلبَ لا يَأتي بَغيضاً
وَيُؤثِرُ بِالزِيارَةِ مَن أَحَبّا


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مالِكَ الناسِ في مَسيرِهِمُ
وَفي المُقامِ المُطيرِ مِن رَهَبِه

لا تَخشَ غَدري وَلا مُخالَفَتي
كُلُّ اِمرِىءٍ راجِعٌ إِلى حَسَبِه

كَشَفتَ عَن مَرتَعٍ دُجُنَّتَهُ
عَوداً وَكُنتَ الطَبيبَ مِن وَصَبِه

وَلَستَ بِالحازِمِ الجَليلِ إِذا اِغ
تَرَّ وَلا بِالمُغتَرِّ في نَسَبِه

وَرُبَّما رابَني النَذيرُ فَعَم
مَيتُ رَجاءَ الأَصَمِّ عَن رِيَبِه

عِندي مِنَ الشُبهَةِ البَيانُ وما
تَطلُبُ إِلّا البَيانَ مِن حَلَبِه

إِن كُنتَ تَنوي بِهِ الهَلاكَ فَما
تَعرِفُ رَأسَ الهَلاكِ مِن ذَنَبِه

وَإِن يُدافِع بِكَ الخُطوبَ فَما
دافَعتَ خَطباً بِمِثلِهِ مَلَبِه

سَيفُكَ لا تَنثَني مَضارِبُهُ
يَهتَزُّ مِن مائِهِ وَفي شُطَبِه

تَرنو إِلَيهِ العَروسُ عائِذَةً
فَلا يَمَلُّ الحَدّابُ مِن عَجَبِه

يَصدُقُ في دينِهِ وَمَوعِدِهِ
نَعَم وَيُعطى النَدى عَلى كَذِبِه

لِلَهِ ما راحَ في جَوانِحِهِ
مِن لُؤلُؤٍ لا يُنامُ عَن طَلَبِه

يَخرُجنَ مِن فيهِ لِلنَديِّ كَما
يَخرُجُ ضَوءُ السِراجِ مِن لَهَبِه

زَورُ مُلوكٍ عَلَيهِ أُبَّهَةٌ
تَعرِفُ مِن شِعرِهِ وَمِن خُطَبِه

يَقومُ بِالقَومِ يَومَ جِئتَهُمُ
وَلا يَخيبُ الرُوّادُ في سَبَبِه

مُؤَبَّدُ البَيتِ وَالقَرارَةِ وَال
تَلعَةِ في عُجمِهِ وَفي عَرَبِه

لَو قامَ بِالحادِثِ العَظيمِ لَما
عَيَّ بِعُمرانِهِ وَلا خَرِبِه

لا يَعبُدُ المالَ حينَ يَجمَعُهُ
وَلا يُصَلّي لِلبَيتِ مِن صُلُبِه

تِلعابَةٌ تَعكِفُ النِساءُ بِهِ
يَأخُذنَ مِن جِدِّهِ وَمِن لَعِبِه

يَزدَحِمُ الناسُ كُلَّ شارِقَةٍ
بِبابِهِ مُشرِعينَ في أَدَبِه

شابَ وَقَد كانَ في شَبيبَتِهِ
شَهماً يَبولُ الرِئبالُ مِن غَضَبِه

حَتّى إِذا دَرَّتِ الدَرورُ لَهُ
وَرَغَّثَتهُ الرُواةُ في نَسَبِه

قَضى الإِمامُ المَهدِيُّ طَعنَتَهُ
عَن رَأسِ أُخرى كانَت عَلى أَرَبِه

فَالحَمدُ لِلّهِ لا أُساعِفُ بِال
لَهوِ وَلا أَنتَهي بِمُكتئِبهِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا دارُ بَينَ الفَرعِ وَالجِنابِ
عَفا عَلَيها عُقَبُ الأَعقابِ

قَد ذَهَبَت وَالعَيشُ لِلذَهابِ
لَمّا عَرَفناها عَلى الخَرابِ

نادَيتُ هَل أَسمَعُ مِن جَوابِ
وَما بِدارِ الحَيِّ مِن كَرّابِ

إِلّا مَطايا المِرجَلِ الصَخّابِ
وَمَلعَبُ الأَحبابِ وَالأَحبابِ

في سامِرٍ صابٍ إِلى التَصابي
كانَت بِها سَلمى مَعَ الرَبابِ

فَاِنقَلَبَت وَالدَهرُ ذو اِنقِلابِ
ما أَقرَبَ العامِرَ مِن خَرابِ

وَقَد أَراهُنَّ عَلى المَثابِ
يَلهونَ في مُستَأسِدٍ عُجابِ

سَهلِ المَجاري طَيِّبِ التُرابِ
نَورٌ يُغَنّيهِ رُغا الذُبابِ

في ناضِرٍ جَعدِ الثَرى كُبابِ
يَلقى اِلتِهابَ الشَمسِ بِاِلتِهابِ

مِثلَ المُصَلّي الساجِدِ التَوّابِ
أَيّامَ يَبرُقنَ مِنَ القِبابِ

حورَ العُيونِ نُزَّهَ الأَحبابِ
مِثلَ الدُمى أَو كَمَها العَذابِ

فَهُنَّ أَترابٌ إِلى أَترابِ
يَمشينَ زوراً عَن مَدى الحِرابِ

في ظِلِّ عَيشٍ مُترَعِ الحِلابِ
فَاِبكِ الصِبا في طَلَلٍ يَبابِ

بَل عَدِّهِ لِلمَشهَدِ الجَوّابِ
وَصاحِبٍ يُدعى أَبا اللَبلابِ

قُلتُ لَهُ والنُصحُ لِلصِحابِ
لاتَخذُلِ الهاتِفَ تضحتَ الهابِ

وَاِنبِض إِذا حارَبتَ غَيرَ نابِ
يا عُقبَ يا ذا القُحَمِ الرِغابِ

وَالنائِلِ المَبسوطِ لَلمُنتابِ
في الشَرَفِ الموفِي عَلى السَحابِ

بَينَ رِواقِ المُلكِ وَالحِجابِ
مِثلَ الهُمامِ في ظِلالِ الغابِ

أَصبَحتَ مِن قَحطانَ في النِصابِ
وَفي النِصابِ السِرِّ وَاللُبابِ

مِن نَفَرٍ مُوَطَّاءِ الأَعقابِ
يُربى عَلى القَومِ بِفَضلِ الرابي

وَأَنتَ شَغّابٌ عَلى الشَغّابِ
لِلخُطَّةِ الفَقماءِ آبٍ آبِ

مِن ذي حُروبٍ ثاقِبِ الشِهابِ
إِذا غَدَت مُفتَرَّةً عَن نابِ

وَعَسكَرٍ مِثلِ الدُجى دَبّابِ
يَعصِفُ بِالشيبِ وَبِالشَبابِ

جُندٍ كَأُسدِ الغابَةِ الصِعابِ
صَبَّحتَهُ وَالشَمسُ في الجِلبابِ

بِغارَةٍ تَحتَ الشَفا أَسرابِ
بِالمَوتِ وَالحُرسِيَّةِ الغِضابِ

كَالجِنِّ ضَرّابينَ لِلرِقابِ
دَأبَ اِمرِئٍ لِلوَجَلى رَكّابِ

لا رَعِشِ القَلبِ وَلا هَيّابِ
جَوّابِ أَهوالٍ عَلى جَوّابِ

يُزجي لِواءً كَجَناحِ الطابِ
في جَحفَلٍ جَمٍّ كَعَرضِ اللابِ

حَتّى اِستَباحوا عَسكَرَ الكَذّابِ
بِالطَعنِ بَعدَ الطَعنِ وَالضِرابِ

ثُمَّتَ آبوا أَكرَمَ المَآبِ
نِعمَ لِزازُ المُترَفِ المُرتابِ

وَنِعمَ جارُ العُيَّلِ السِغابِ
يَهوونَ في المُحمَرَّةِ الغِلابِ

رَحبُ الفَناءِ مُمرِغُ الجِنابِ
يَلقاكَ ذو الغُصَّةِ لِلشَرابِ

بَلجَ المُحَيّا مُحصَدَ الأَسبابِ
يَجري عَلى العِلّاتِ غَيرَ كابِ

مُستَفزِعاً جَريَ ذَوي الأَحسابِ
ما أَحسَنَ الجودَ عَلى الأَربابِ

وَأَقبَحَ المَطلَ عَلى الوَهّابِ
أَبطَأتُ عَن أَصهارِيَ الحِبابِ

وَالشُهدُ مِنّا وَلقَةُ الغُرابِ
وَأَنا مِن عَبدَةَ في عَذابِ

قَد وَعَدَت وَالوَعدُ كَالكِتابِ
فَأَنتَ لِلأَدنَينَ وَالجِنابِ

كَالأُمِّ لا تَجفو عَلى العِتابِ
فَأَمضِها مِن بَحرِكَ العُبابِ

بِالنَجنَجِيّاتِ مَعَ الثِيابِ
فَداكَ كُلُّ مَلِقٍ خَيّابِ

داني المُنى ناءٍ عَنِ الطُلّابِ
إِنّي مِنَ الحَبسِ عَلى اِكتِئابِ

فَاِحسِم تَبَيّاً أَو تَنيلُ ما بي
وَلا يَكُن حَظّي اِنتِظارَ البابِ


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ
لا يَستَطيعُ دِفاعَ مَقدورٍ أَتى

ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالداءِ الَّذي
قَد كانَ يُبري مِثلَهُ فيما مَضى

إِلّا لِأَنَّ الخَلقَ يَحكُمُ فيهُمُ
مَن لا يُرَدُّ وَلا يُجاوَزُ ما قَضى


بشار بن برد

الحمدان 07-27-2024 05:57 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ذَهَبَ الدَهرُ بِسِمطٍ وَبَرا
وَجَرى دَمعِيَ سَحّاً في الرِدا

وَتَأَيَّيتُ لِيَومٍ لاحِقٍ
وَمَضى في المَوتِ إِخوانُ الصَفا

فَفُؤادي كَجَناحَي طائِرٍ
مِن غَدٍ لا بُدَّ مِن مُرِّ القَضا

وَمِنَ القَومِ إِذا ناسَمتُهُم
مَلِكٌ في الأَخذِ عَبدٌ في العَطا

يَسأَلُ الناسَ وَلا يُعطيهُمُ
هَمُّهُ هاتِ وَلَم يَشعُر بِها

وَأَخٍ ذي نيقَةٍ يَسأَلُني
عَن خَليطَيَّ وَلَيسا بِسَوا

قُلتُ خِنزيرٌ وَكَلبٌ حارِسٌ
ذاكَ كَالناسِ وَهَذا ذو نِدا

فَخُذِ الكَلبَ عَلى ما عِندَهُ
يُرعِبُ اللِصَّ وَيُقعي بِالفِنا

قَلَّ مَن طابَ لَهُ آباؤُهُ
وَعَلى أُمّاتِهِ حُسنُ الثَنا

اِدنُ مِنّي تَلقَني ذا مِرَّةٍ
ناصِحَ الجَيبِ كَريماً في الإِخا

ما أَراكَ الدَهرَ إِلّا شاخِصاً
دائِبَ الرِحلَةِ في غَيرِ غَنا

فَدَعِ الدُنيا وَعِش في ظِلِّها
طَلَبُ الدُنيا مِنَ الداءِ العَيا

رُبَّما جاءَ مُقيماً رِزقُهُ
وَسَعى ساعٍ وَأَخطا في الرَجا

وَفَناءُ المَرءِ مِن آفاتِهِ
قَلَّ مَن يَسلَمُ مِن عِيِّ الفَنا

وَأَرى الناسَ يَرَوني أَسَداً
فَيَقولونَ بِقَصدٍ وَهُدى

فَاِرضَ بِالقِسمَةِ مِن قَسّامِها
يُعدِمُ المَرءُ وَيَغدو ذا ثَرا

أَيُّها العاني لِيُكفى رِزقَهُ
هانَ ما يَكفيكَ مِن طولِ العَنا

تَرجِعُ النَفسُ إِذا وَقَّرتَها
وَدَواءُ الهَمِّ مِن خَمرٍ وَما

وَالدَعيُّ اِبنُ خُلَيقٍ عَجَبٌ
حُرِمَ المِسواكَ إِلّا مِن وَرا


بشار بن برد
العصر العباسي

الحمدان 07-27-2024 09:47 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَنافَسَ قَومٌ عَلى رُتبَةٍ
كَأَنَّ الزَمانَ يُديمُ الرُتَب

وَدُنياكَ غُرَّ بِها جاهِلٌ
فَتَبَّت عَلى كُلِّ حالٍ وَتَبّ

وَكَم مِن بَعيرٍ قَضى دَهرَهُ
بِشَدِّ البِطانِ وَعَضِّ القَتَب

وَآخَرَ في مَرتَعٍ هامِلٍ
تَظالَعَ مِن أَشَرٍ أَو عَتَب

وَلي عَمَلٌ كَجَناحِ الغُرابِ
أَو جِنحِ لَيلٍ إِذا مارَتَب

فَإِن كانَ يَكتُبُهُ كاتِبٌ
فَقَد سَوَّدَ الصُبحَ مِمّا كَتَب


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:48 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلَم تَرَ لِلدُنيا وَسوءِ صَنيعِها
وَلَيسَ سِوى وَجهِ المُهَيمِنِ ثابِتُ

تَخالَفَ بِرساها فَبِرسٌ بِهامَةٍ
أُقِرَّ وَبِرسٌ يُذهِبُ القُرَّ نابِتُ

مُصَلٍّ وَدَهرِيٌّ وَغاوٍ وَناسِكٌ
وَأَزهَرُ مَكبوتٌ وَأَسوَدُ كابِتُ

أَيَنَحَلُّ سَبتٌ يَعقِدُ الحَظَّ يَوُمهُ
فَيَنجَحَ ساعٍ أَم هُوَ الدَهرُ سابِتُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:48 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَوَيحَهُم بِئسَ ما رَبّوا وَما حَضَنوا
فَهيَ الخَديعَةُ وَالأَضغانُ وَالحَسَدُ

وَكُلُّنا في مَساعيهِ أَبو لَهبٍ
وَعِرسُهُم لَم يَقَع في جَيدِها مَسَدُ

وَما الدَنيُّ ذِراعُ الخَودِ نُمرُقُه
مِثلَ السَنيِّ ذِراعَ الجِسرِ يَتَّسِدُ

وَالجِسمُ لِلرَوحِ مِثلُ الرَبعِ تَسكُنُهُ
وَما تُقيمُ إِذا ما خُرِّبَ الجَسَدُ

وَهَكَذا كانَ أَهلُ الأَرضِ مُذ فُطِروا
فَلا يَظُنُّ جَهولٌ أَنَّهُم فَسَدوا

ما أَنتَ وَالرَوضَ تَلقى مِن غَمائِمِهِ
فيهِ المَفارِشُ لِلثاوَينَ وَالوَسَدُ

كَأَنَّما شُبَّ في أَقطارِهِ قُطُرٌ
بِالغَيثِ أَن بالَ فيهِ الثَورُ وَالأَسَدُ

أَهلُ البَسيطَةِ في هَمٍّ حَياتُهُمُ
وَلا يُفارِقُ أَهلَ النَجدَةِ النَجَدُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:48 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمثالُنا كانَ جُملٌ قَبلَنا فَمَضوا
وَمِثلُ رُزءٍ وَجَدنا حِسَّهُ وَجَدوا

وَالمَجدُ لِلَّهِ لا خَلقٌ يُشارِكُهُ
وَآلُ حَوّاءَ ما طابوا وَلا مَجَدوا

أَمّا إِلى كُلِّ شَرٍّ عَنَّ فَاِنتَبَهوا
بَل لَم يَناموا وَلَكِن عَن تُقاً هَجَدوا

وَالناسُ يَطغَونَ في دُنياهُمُ أَشَراً
لَولا المَخافَةُ ما زَكّوا وَلا سَجِدوا

في كُلِّ أَمرِكَ تَقليدٌ رَضيتَ بِهِ
حَتّى مَقالُكَ رَبِّيَ واحِدٌ أَحَدُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:49 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَما تَبَقّي سِهامَ المَرءِ كَثرَتُها
فَاِقضِ الحَياةَ وَأَنتَ الصارِمُ الفَردُ

وَالشَيبُ شابوا عَلى جَهلٍ وَمَنقِصَةٍ
وَالمُردُ في كُلِّ أَمرٍ باطِلٍ مَرَدوا

وَالعَيشُ كَالماءِ تَغشاهُ حَوائِمُنا
فَصادِرونَ وَقَومٌ إِثرَهُم وَرَدوا

وَمَدُّ وَقتِيَ مِثلُ القِصرِ غايَتُهُ
وَفي الهَلاكِ تَساوى الدُرُّ وَالبَرَدُ

يا رُبَّ أَفواهِ غيدٍ أُملِأَت شَنَباً
ثُمَّ اِستَحالَ فَفي أَوطانِهِ الدَرَدُ

يَغدوا عَلى دِرعِهِ الزَرّادُ يُحكِمُها
وَهَل يُنَجّيهِ مِمّا قُدِّرَالزَرَدُ

عَجِبتُ لِلمُدنِفِ المُشفي عَلى تَلَفٍ
وَمَن يُحَدِّثُ عَنهُ بِالرَدى خَلَدوا


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:49 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَهَل بِلادٌ يُعَرّي المَوتُ ساكِنَها
فَيُبتَغى في الثُرَيّا ذَلِكَ البَلَدُ

يَشقى الوَليدُ وَيَشقى والِداهُ بِهِ
وَفازَ مَن لَم يُوَلِّه عَقلَهُ وَلَدُ

أَِذا تَلَبَّسَ بِالشُجعانِ جَنبَهُمُ
وَبِالكِرامِ أَسَرُّ الضَنِّ أَو صَلَدوا

عَظمٌ وَنَحضٌ تَبَنّى مِنهُما طَلَلٌ
كَأَنَّها الأَرضُ مِنها السَهلُ وَالجَلَدُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:49 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَالشُحُّ غَريباً عِندَ أَنفُسِنا
بَلِ الغَريبُ وَإِن لَم يُرحَمِ الجودُ

بَقَيتُ حَتّى كَسا الخَدَّينِ جَونُهُما
ثُمَّ اِستَحالَ وَمَسَّ الجِسمَ تَخديدُ

ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:49 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بَلَوتُ مِن هَذِهِ الدُنيا وَساكِنِها
عَجائِباً وَاِنتِهاءُ الثَوبِ تَقديدُ

رُدّي كَلامَكِ ما أَملَلتِ مُستَمِعاً
وَهَل يُمَلُّ مِنَ الأَنفاسِ تَرديدُ

هاجَت بُكايَ أَغانيُّ القِيانِ بِها
كَأَنَّها مِن ذَواتِ الثُكلِ تَعديدِ

وَالناسُ في الأَرضِ أَجناسٌ مُقَلَّدَةٌ
كَالهَديِّ قُلِّدَ لَم يَذعَرهُ تَهديدُ

قالوا فَلَمّا أَحالوا أَظهَروا لَدَداً
فَالقَولُ مَينٌ وَفي الأَصواتِ تَنديدُ

ضَلّوا عَنِ الرُشدِ مِنهُم جاحِدٌ جَحِدٌ
أَو مَن يَحُدُّ وَهَل لِلَّهِ تَحديدُ

لَفظٌ يُبَدَّدُ مِن شَرخٍ وَمُكتَهِلٍ
وَالمالُ يُجَمَعُ لَم يَدرُكُهُ تَبديدُ

رَمَوا فَأَشوَوا وَلَم يُثبِت قِياسُهُمُ
شَيئاً سِوى أَنَّ رَميَ المَوتِ تَسديدُ

ما سَيِّدٌ غَيرُ رِعديدٍ عَلِمتُ بِهِ
كَأَنَّما الحَتفُ إِن لاقاهُ رِعديدُ

وَالخَيرُ يَجلُبُ شَرّاً وَالذُبابُ دَعا
إِلى الجَنى إِنَّهُ في الطَعمِ قِنديدُ

وَخِلتُ أَنِيَ حَرفُ الوَقفِ سَكَّنَهُ
وَقتٌ وَأَدرَكَهُ في ذاكَ تَشديدُ

وَأَشرَفُ الناسِ في أَعلى مَراتِبِهِ
مِثلُ الصَديدِ وَلَكِن قيلَ صِنديدُ

ما كِبرُهُ وَثَقيلُ اللَحنِ يَمنَعُهُ
مِن سُرعَةِ الفَهمِ تَرسيلٌ وَتَمديدُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:50 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمّا الصَحابِ فَقَد مَرّوا وَما عادوا
وَبَينَنا بِلِقاءِ المَوتِ ميعادُ

سِرٌّ قَديمٌ وَأَمرٌ غَيرُ مُتَّضِحٍ
فَهَل عَلى كَشفِنا لِلحَقِّ إِسعادُ

سيرانِ ضِدّانِ مِن رَوحٍ وَمِن جَسَدٍ
هَذا هُبوطٌ وَهَذا فيهِ إِصعادُ

أَخذُ المَنايا سِوانا وَهِيَ تارِكَةٌ
قَبيلَنا عَظَّةٌ مِنها وَإِبعادُ

تَوَقَّعوا السَيلَ أَوفى عارِضٌ وَلَهُ
في العَينِ بَرقٌ وَفي الأَسماعِ إِرعادُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:50 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
المُلكُ لِلَّهِ لا نَنفَكُّ في تَعَبٍ
حَتّى تَزايَلَ أَرواحٌ وَأَجسادُ

وَلا يُرى حَيوانٌ لا يَكونُ لَهُ
فَوقَ البَسيطَةِ أَعداءٌ وَحُسّادُ

وَما أُؤَمِّلُ عِندَ الدَهرِ مَصلَحَةً
وَإِنَّما هُوَ إِتلافٌ وَإِفسادُ

وَلا أُسَرُّ إِذا ما أُسرَتي خَمَلوا
وَهَل أَمِنتُ عَليهُمُ إِن هُمُ سادوا

وَالناسُ مِثلَ ضِراءِ الصَيدِ إِن غَفِلَت
عَن شَأنِها فَلَها بِالطَبعِ إِيسادُ

إِذا الأَصاغِرُ لاقَتها أَكابِرُها
فَتِلكَ في الشَرِّ أَشبالٌ وَآسادُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:50 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الناسُ لِلأَرضِ أَتباعٌ إِذا بَخِلَت
ضَنّوا وَإِن هِيَ جادَت مَرَّةً جادوا

تَماجَدَ القَومُ وَالأَلبابُ مُخبِرَةٌ
أَن لَيسَ في هَذِهِ الأَجيالِ أَمجادُ

وَالمُلكُ لِلَّهِ وَالدُنِّيا بِها غِيَرٌ
خَيرٌ وَشَرٌّ وَإِعدامٌ وَإِنجادُ

وَالناسُ شُتّى وَلَم يَجمَعُهُمُ غَرَضٌ
شَدٌّ وَحَلٌّ وَإِتِهامٌ وَإِنجادُ

يا لَيلُ ضِدّانِ قَومٌ في الدُجى سُهُرٌ
تَهَجَّدوكَ وَقَومٌ فيكَ هُجّادُ

أَنجُد أَخاكَ عَلى خَيرٍ يَهُمُّ بِهِ
فَالمُؤمِنونَ لَدى الخَيراتِ أَنجادُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يُحَرِّقُ نَفسَهُ الهِندِيُّ خَوفاً
وَيَقصُرُ دونَ ما صَنَعَ الجِهادُ

وَما فِعلَتُهُ عُبّادُ النَصارى
وَلا شَرعِيَّةٌ صَبَأوا وَهادوا

يُقَرِّبُ جَسمَهُ لِلنارِ عَمداً
وَذَلِكَ مِنهُ دينٌ وَاِجتِهادُ

وَمَوتُ المَرءِ نَومٌ طالَ جِدّاً
عَلَيهِ وَكُلُّ عيشَتِهِ سُهادُ

نُوَدَّعُ بِالصَلاةِ وَداعَ يَأسٍ
وَنُترَكُ في التُرابِ فَلا نُهادُ

أَهالُ مِنَ الثَرى وَالأَرضُ أُمٌّ
وَأُمُّكَ حِجرُها نِعَمَ المِهادُ

إِذا الرَوحُ اللَطيفَةُ زايَلَتني
فَلا هَطَلَت عَلى الرِمَمِ العِهادُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَفَوَّهَ دَهرُكُم عَجَباً فَأُصغوا
إِلى ما ظَلَّ يُخبِرُ يا شُهودُ

إِذا اِفتَكَرَ الَّذينَ لَهُم عُقولٌ
رَأَوا نَبَأً يَحُقُّ لَهُ السُهودُ

غَدا أَهلُ الشَرائِعِ في اِختِلافٍ
تُقَضُّ بِهِ المَضاجِعُ وَالمُهودُ

فَقَد كَذَبَت عالى عيسى النَصارى
كَما كَذَبَت عَلى موسى اليَهودُ

وَلَم تَستَحدِثُ الأَيّامُ خُلُقاً
وَلا حالَت مِنَ الزَمَنِ العُهودُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:51 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا بَلَغَ الوَليدُ لَدَيكَ عَشراً
فَلا يَدخُل عَلى الحُرَمِ الوَليدُ

فَإِن خالَفتَني وَأَضَعتَ نُصحي
فَأَنتَ وَإِن رُزِقتَ حِجاً بَليدُ

أَلا إِنَّ النِساءَ حِبالُ غَيٍّ
بِهِنَّ يُضَيَّعُ الشَرَفُ التَليدُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَعالى اللَهُ ما تَلقى المَطايا
مِنَ الإِنسانِ وَالدُنيا تَصيدُ

إِذا سَلِمَت فَنَصٌّ في المَوامي
فَواصَدَ ما بِهِ فَنِيَ القَصيدُ

وَما يَنفَكُّ في السَنَواتِ مِنها
حَليبٌ أَو نَحيرٌ أَو فَصيدُ

أَتُجزى الخَيرَ صَيدٌ مِن رِكابٍ
كَما تُجزى مِنَ الأَملاكِ صيدُ

أَم الإِلغاءُ يَشمَلُها فَتُضحي
كَأَنَّ سَوامَها زَرعٌ حَصيدُ

وَكَيفَ وَرَبُّها في الحُكمِ عَدلٌ
وَدُنياها لِخالِقِها وَصيدُ


ابو علاء المعري

الحمدان 07-27-2024 09:52 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا كانَتِ الدُنيا فَلَيسَ يَسُرُّني
أَنّي خَليفَتُها وَلا مَحمودُها

وَجَهِلتُ أَمري غَيرَ أَنّي سالِكٌ
طُرقاً وَخَتها عادُها وَثَمودُها

زَعَموا بِأَنَّ الهَضبَ سَوفَ يُذيبُه
قَدَرٌ وَيَحدُثُ لِلبِحارِ جُمودُها

وَتَشاجَروا في قُبَّةِ الفَلَكِ الَّتي
مازالَ يَعظُمُ في النُفوسِ عَمودَها

فَيَقولُ ناسٌ سَوفَ يُدرِكُها الرَدى
وَيَمينُ قَومٌ لا يَجوزُ هُمودُها

أَتُدالُ يَوماً فِضَّةٌ مِن فِضَّةٍ
فَيَصيرُ مِثلَ سَبيكَةٍ جُلمودُها

إِن فَرَّقَت شُهُبَ الثَرَيّا نَكبَةٌ
فَلِجُذوَةِ المِرّيخِ حُقَّ خُمودُها

وَإِذا سُيوفِ الهِندِ أَدرَكَها البِلى
فَمِنَ العَجائِبِ أَن تَدومَ غُمودُها


ابو علاء المعري


الساعة الآن 06:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية