![]() |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ياأيُّها الجيلُ الجديدُ سلامُ
ألقت إليك بِثْقلِها الأعوامُ ورمْت بكلكلِها عليك فوادحٌ مما تجنّى " السادرون " ، جسام ألْقْت إليك وأنتَ أشرفُ ناهضٍ ثقلَيهمْا الآمال والآلام فرمى لكَ الماضي الأليم بِوزْرِهِ ورنا لكَ المستَقبلُ البسام والحاضرُ المرتجّ بينهما شجاً وتطُّلعاً تهفو به الأحلام ألقى إليك" الخائنون" نَتاجَ ما سدروا وشطوا وارتَعَوْا وأساموا والمخلصون ، رجاؤهم أن تنجلى كُرَبٌ وأن يِلد الصباحَ ظلام ياأيُّها الجيلُ الجديدُ وطالما لصقت بغير ذواتِها الأعلام ولطالما اشتطّ الطغاةُ وأرجفوا للمصلحين وأقعدوا وأقاموا سَمَّوكَ " هدّاماً " لأنكَ تَجْتَوي ما البغيُ سَنَّ وما جنى الإِجرام ولانك استمت العدالةَ خطةً من في يديه النقضُ والإِبرام وغضِبت أن تجدَ الرعايا مَغْنَماً بيدِ الرُّعاة كأنهم أنعام وشجبت أنّ الحكم في قاموسِهِمْ سوطٌ يشدُّ وشهوة وعُرام هوّنْ عليكَ فكلُّ ذلكَ فِريةُُ تَفْنى . ويَبْقى السعي والإِقْدام وكذاك كلُّ " مخرّبٍ " لرذيلة بانٍ ، وكلُّ " مُعَمِّرٍ " هدّام الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أأنتَ رأيتَ الشمسَ إذ حُمّ يومُها
تَحَدَّرُ في مهوىً سحيقٍ لتغربا تَحدَّرُ في مهوىً تلقفَ قُرْصَها تلقُّفَ تَنُّورٍ رغيفاً محصبا وما خلفت في الجو من خطراتها وما خلعت من مرقصات على الربى وما بدلت من زرقة البحر ألهَبَتْ بحمرتها آذيَّهُ فتلهبا تغيّر حتى حِوَّمَ الطيرُ فوقه يحاذر أن يدنو إليه ليشْرَبا وقد صَمَتَ الكونَ الرهيبُ ضجيجُه على أنّهُ في صمتهِ كان أرهبا وهيمنَ رَوحٌ من جِمام ورقةٍ على الشاطئين استيقظا فتوثّبا أأنت رايتَ الغيمَ يلتَمُّ فوقها يجاذِبُ متنَْها رداءً مذهَّبا يغازلها ما غازلتْهُ ، اخو هوىً يلاعبُها ما استمتعتْ منه ملعبا تجَمع من أطرافها ثم مسّه بروعته لالاؤها فتشعبا أأنت سألت الكون عن أي باعث بدا في غروب الشمس جذلان معجبا وأيّ يد مرت عليه كريمةٍ صناعٍ . فردَّتْهُ أديما مخضّبا وما هذه الأشباحُ تترى ؟ اغيمةٌ تولّد أظرفا ، ونابا ، ومخلبا غرابٌ تصبّاه غرابٌ ، وثعلبٌ يطارد في جَوْز السمواتِ ثََعْلبا وثمَّ سنامٌ مُستَجدٌّ وغاربٌ يناديك أن تسعى إليه فتركَبا وثَمَّ سفينٌ من دخانٍ قلوعُه ونوتيُّهُ رَوح رخيٌّ من الصبا واولاءِ رهطُ الجنَّ بين نديّهم يُقيمون من سحرٍ رواقا مطنّبا كأني أرى المزمارَ في فَم عازفٍ وأسْمَعُ – لو أقوى – الغناءَ المشببا وتلكمْ على النادي تطوفُ عرائسٌ بدا سافراً رهطٌ . ورهطٌ تَنَقَّبا وهاتيك اقزاعٌ لطافٌ كؤوسُها وخَمْرَتُها جَوْنُ السَّحاب تذوَّبا الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
تمرَّستَ " بالأولى " فكنتَ المُغامِرا
وفكَّرتَ " بالأخرى " فكنتَ المُجاهِرا وفضَّلتَ عيشاً بين تلك وهذه به كنتَ ، بل لولاهُ ، ما كنتَ شاعرا وما الشِّعرُ إلاَّ ما تفتَّقَ نُورهُ عن الذهنِ مشبوباً ، عن الفكر حائرا عن النفس جاشت فاستجاشت بفيضها عن القلبِ مرتجَّ العواطفِ زاخراً وما زجَّ في شتَّى المَهاوي بربِّه وقحَّمهُ " النَهجينِ " قصداً ، وجائرا وما هو بالحبلِ الذي رُحتَ مرغِماً " أوائلَه " أنْ تلتقي و " الأواخرا" وكنتَ جريئاً حين يدعوكَ خاطرٌ مِن الفكر أن تدعو إليك المَخاطرا على ثقةٍ أنْ لستَ في الناس واجداً على مِثله – إلاَّ القليلَ – مُناصراً وكنتَ صريحاً في حياتكَ كلِّها وكانَ – ومازالَ – المصارِحُ نادراً فانْ شابَها ما لم تجدْ عنه نُدحةً شَفَعْتَ به حُكم الظروف مُسايرا فقد كنتَ عن وحي الضرورةِ ناطقاً وقد كنتَ عن محضِ الطبيعة صادراً وقد كنتَ في تلك " الأماديحِ " شاتماً محيطاً " بأربابِ " القرائحِ كافرا وإلاَّ فأنتَ المانعُ الصُغرِ عن يدٍ أبتْ أنْ تُحلَّى في الجِنان أساورا وإنَّكَ أنقى من نُفوسِ خبيثةٍ تُراوِدُ بالصَّمت المريبِ المَناكرا تَعيبُ على الشِّعرِ التَّحايا رقيقةً وتلثُم من " بغلٍ هجينٍ " حوافرا تُريدُ القوافي المؤنساتِ غفيفةً وقد أشغرتْ – للفاحشاتِ – الضمائرا وتُنكر أنْ يُستنشقَ الشعرُ " نفحةً " وقد فَغرتْ أشداقَها والمناخرا وتطوي على " أُمِّ الدَّنايا " مَباطناً وتُلقي عليها من إباءٍ مظاهرا كما أسدلتْ ليلاً " هلوكٌ " مُلحَّةٌ على مخدعِ العُهرِ الحريرَ ستائرا من العارِ أنْ نرضى التذبذبَ صامتاً دنيئاً ، خبيثاً ، والغاً ، متصاغرا على حينَ نأبى أن تحرِّكَ شاعراً ضرورةُ حالٍ بدَّلَتْ منه خاطرا وإنيّ إذْ أُهدي إليكَ تحيَّتي أهزُّ بكَ الجْيلَ العَقوقَ المُعاصِرا أهزُّ بكَ الجيلَ الذي لا تهزُّه نوابغُه ، حتى تزورَ المقابرا الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
بلادٌ مُفَدّاةٌ وجيشٌ مظفرُ
وقائدُ جيشٍ في البلاد موقّرُ وفتحٌ مُبينٌ يَقْصُرُ الشعر دونَهُ وللنثرُ عما يعجز الشعر أقصر وحراس حق يرقب الكون كلّه مصيراً على أيديهم يتقرّر اذا خَطَروا فالبِيضُ تنطفُ بالدِّماء تحييّ خُطاهم . والجماجمُ تنشر وذكرى كأن الدهرَ في جَريَانه يُقاسُ بها والشمسَ منها تَنَوَّر ستالينَ يا لحنَ التخيّل والمنى تغنيه أجيالٌ وتَرْويه أعصُر ويا كوكباً في عالَمٍ غَمَّ جوُّهُ بلألائه يَسْترشِدُ المتحيّر أرد خطةً تَقْدِرْ وتَنْجَحْ فاننا عَرَفْناك تُمضي ما تُريد وتَقْدِر كأنَّ بناتِ الفكرِ في كُل خُطةٍ تَخُطُّ ورأيٍ عبقريٍ تُدبِّر حظايا ترجى نظرةً منك أيَّها تُريدُ وأيَّاً تنتقي وتَخَيَّر الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا عَذبَةَ الرُوح يا فتّانَة الجَسدِ
يا بنتَ " بيروتَ " يا أنشودةَ البَلدِ يا غيمةَ الشَعرِ مُلتاثاً على قَمر يا بَسمةَ الثغر مفترَّاً عن النَضَد يا رَوعةَ البحرِ في العينينِ صافيةً يا نشوةَ الجبَلِ الملتّفِ في العضُد يا قَطرةً من نِطاف الفجر ساقطها من " أرز " لبنانَ خفَّاقُ الظلالِ ندى يا نَبتة الله في عَليا مَظاهرِه آمنتُ بالله لم لم يُولَد ولم يَلِد يا تلعةَ الجيدِ نصَّته فما وقَعَت عَينٌ على مِثله يَزدانُ بالجَيَد يُطِلُّ منها بوجهٍ أيِّ مُحْتَملٍ ويَستريحُ بصدرٍ أيِّ مقتعَد يا جَوهرَ اللُطفِ يا معنىً يضيقُ به لَفظ فيقذِفُهُ الشِدقانِ كالزَبَد أعِيذُ وجهَكِ أن أشْقى بِرقَّتِه وفَيْضَ حُسنِك إن يَعيا برِيِّ صدى ولا يليقُ بأجفانٍ أنشِّرُها على جمالكِ أن تُطوى على السُهد يَدٌ مَسحتُ بها عَيني لأغمِضَها على الهوى ، ويدي الأخرى على كَبِدي وَرَدتُ عن ظمأٍ ماءً غَصِصتُ به فليتَ أنَّيَ لم أظَمأْ ولم أرِد قالَ الرِفاقُ ونارُ الحُبِّ آكلةٌ مِن وَجنْنتَّي أهذا وجهُ مُبَترِد لمْ أدرِ أذكُرُ " بيروتاً " بأيِّكما أأنتِ . أم لَوعتي ياليلةَ الأحد عَجّ الرصيفُ بأسرابِ المها وهَفا قلبي بزفرةِ قَنَّصٍ ولم يسِد فمِن مُوافيةٍ وعداً ، وراقبةٍ وعداً ، وأين التي وَّفت ولم تَعِد؟ فُويقَ صدرِكِ من رفق الشبابِ به أشهى وأعنفُ ما يُعطى لمنتهد كنزانِ مِن مُتَع الدُنيا يُقِلُّهُما جمُّ الندى سَرِفٌ في زيِّ مُقتَصِد قالوا تَشاغَلَ عن أهلٍ وعن ولَدٍ فقال نهداك : لم يَشغَلهْ من أحد سوى رَضيِعي لبانٍ توأمٍ حُبِسا رهنَ الغِلالة إشفاقاً مِن الحَسَد راجَعتُ نَفسي بما أبقى الشبابُ لها وما تخلَّف من أسئاره بِيدي فما أمرَّ وأقسى ما خرجتُ به لولا بَقيةُ قلبٍ فيَّ مُتَّقِد أمسى مَضى بلُبانات الهوى . وأتى يَومي يُمهِّد بادي بَدءةٍ لِغَدي الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
جدع الجبارُ أنَفَ المعجَبِ
واصطلى الطاغي بنيران الأبي ورأى التاريخُ ما لم يره من نضالِ الصابرِ المحتسِبِ يا يراع المجدِ هذي صفحةٌ اَمْلِ ما شئتَ عليها واكتُب خَبِّرِ الاجيالَ كيف افتخرت ساحةُ الموتِ بشيخٍ وصبي وفتاة بالردى هازئةٍ أمسِ كانت نجمةً في ملعب امةٌ تنفح عن " معتقد " وبلادٌ تدّري عن " مذهب " عانق الموت زؤاماً سادر ظنَّها " باريسَ " بنْتَ الطرب واراها كيف رجسُ المعتدي فأرتْه كيف طُهْرُ المُغضَب ثم تلته يدٌ " كادحةٌ " تُحْسِنُ الصَّفعةَ للمغتصِب يا رجاءَ الكونِ في محنته يا شُعاعَ الأملِ المستعذَب يا بُناة الحقِ والعدلِ على ملعب من قيصريٍ خرب سجدَ ابنُ العقلِ والفقرِ به مرغماً لابنِ الخنا والذهب يا ينابيعَ رجاءٍ فُجَّرتْ لظِماءٍ وجياعٍ سغّب يا نقاءَ الفكرِ في جوهره لم يُدَلَّسْ بالكُنىَ والرُّتَب تأنف القدرةُ في ذِرْوَتِها وإلهٌ في السما أن تُغْلَبي الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
هبت الشامُ على عاداتها
تملأ الأرضَ شباباً حَنِقا نادباً بيتاً أباحوا قُدْسَهُ في فِلَسْطينَ . وشملاً مِزَقا بَرَّ بالعهد رجالٌ أُنُفٌ أخذ الشعبُ عليهم مَوْثقا شرَفاً يومَ فِلسطينَ فقد بلغ القِمَّةَ هذا المرتقى ألبس الملكَ رداءً وازدهت روعةُ التاريخِ منه رَوْنقا اسمعي يا جِلَّقٌ !! إن دماً في فِلَسْطينَ هضيماً نطقا عربياً سال من أفئدةٍ عربياتٍ تلظت حُرَقا صبغ الأرضَ وألقى فوقها من فداءٍ وإباءٍ شفقا تَحْمِلُ الريحُ إلى أرجائها من زكّياتِ الضحايا عَبَقا اسمعي يا جلقٌ !! إن دما في فِلَسْطينَ ينادي جِلَّقا اسمعي : هذا دمٌ شاءت له نخوةٌ مهتاجةٌ أنْ يُهْرقا شدَّ ما احتاجت إلى أمثاله أممٌ يُعوِزُها أن تُعْتَقا شاهدٌ عدلٌ على الظلم إذا كَذَبَ التارِيخُ يوماً صدقا احملي ما اسطَعْتِ من حبّاته واجعليها لعيونٍ حَدَقا يسقطُ الطفْلُ على والده وارداً موردَه معتنِقا وتمر الأمُّ غضبى ساءها في سباق مِثلِهِ أن تُسبَقا نَسَقٌ للموت لم نسمعْ به ليتنا نَعْرِفُ هذا النسقا هكذا تُعْلِنُ صرعى أمةٍ أن شعباً من جديدٍ خُلِقا الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لعمرُك إنَّ العدلَ لفظٌ اداؤُهُ
بسيطٌ ولكن كنهُه متعسِّرُ تخيَّلَه عقلٌ نشيطٌ أرادَه دليلاً لقومٍ في الحياة تعثَّروا يفسِّرُهُ المغلوبُ أمراً مناقضاً لما يرتأيهِ غالبٌ ويفسِّر ولما رآه الحاكمون قذيفةً تُضعضِعُ من أهوائهم وتدمِّر ولم يجدوا مَندوحةً عن قَبوله لإرضاءِ مخدوعينَ بالعدل غَّرروا أتَوه بتاؤيلاتِهم يُفسدونه قوانينَ باسم العدل تَنهى وتأمُر لقد كانَ أولى بالرفاهِ وبالغِنى ذكيُ فؤادٍ جائع يتضوَّر وقد كان أولى بالحفاءِ وبالعَرى وبالجوعِ هذا الأبلهُ المتبختِر الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أوَّل العهدِ بالَّتي حَمَّلتني
شططاً في الهوى وأمراً فِرِيّا وَضْعُ كفّي في كفّها تتلظَّى مِن غرامٍ . كمَنْ يُناوِل شَيّا رجفَت رَجفْةً قرأتُ التشهّي فوقَها واضحاً . بليغاً . قويّا ثم قالت بطرفها بعدَ لأيٍ : عن طريقٍ سهلٍ وصَلْتَ إليّا! وهيَ سمراءُ في التقاطيع منها يجِدُ الحالمونَ شِبعاً ورِيّا ينفحُ العَطر جِلدُها ويسيلُ الدِفءُ في عِرْقها لذيذاً شهيّا لو قرأتَ الخطَّ ! الذي واسَطَ النهدينِ يستهدفُ الطريقَ السويّا! لتَمَشَّيْتَ فوقَه بالتمنّي ووصلت الكنزَ الثمينَ الخفيّا وتصبَّاكَ منتهاهُ تصبّي عالَمٍ آخرٍ تقيّاً نَقيّا الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لقد ساءَني علمي بخُبثِ السرائرِ
وأنّي على تطهيرِها غيرُ قادرِ وآلمني أني أخيذُ تفكُّرٍ بكلَّ رخيص النفسِ خِبٍّ مُماكِر تمشَّتْ به سَوءاتُ شعبٍ تلاءَمَت وسوءاتُه واستُدرِجَتْ بالمظاهر وها أنا بالنيّات سوداً معذَّبٌ تعاودُني فيهنَّ سودُ الخواطر وألمحُ في هذي الوجوهِ كوالِحاً من اللؤم أشباحَ الوحوش الكواسر وتوحِشُني الأوساطُ حتى كأنَّني أُعاشِرُ ناساً أُنهِضوا من مقابر تصفَّحتُ أعمالَ الوَرَى فوجدتُها مخازِيَ غطَّوها بشَتى الستائر. وفتَّشتُ عما استحدَثوا من مناقِبٍ تُروِّجُ من أطماعهم ومفاخِر فكانت حساناً في المظاهرِ خُدْعة على أنها كانت قِباحَ المخابر مشى الناسُ للغايت شتى حظوظهم وآمالهم من مستقيم وجائر وغطَّى على نقصِ الضعيف نجاحُه وراح القويُّ عرضةً للعواثر وقد حوسب الكابي بأوهَى ذنوبِه ولم يؤخَذِ الناجي بأمّ الكبائر وراحت أساليبُ النفاق مَفاخراً سلاحاً قوياً للضعيف المُفاخر وحُبِّبَ تدليسٌ وذُمَّت صراحةٌ فلا عيشَ إلاّ عن طريقِ التآمر وألَّفَ بين الضدِ والضدِ مغنمٌ وفرَّقَتِ الاطماعُ بين النظائر مُحيطٌ خَوَتْ فيه النفوسُ وأفسِدتْ طباعُ أهاليه بعدوْى التجاور هَوَت نبعةُ الأخلاق جراءَ ما اعتَدَتْ على الشعب أطماعُ السَّراةِ الأكابر وقد صِيح بالإخلاص نَهبْاً فلا تَرَى سوى بؤَر التضليلِ جِسراً لعابر وباتَ نصيبُ المرءَ رَهناً لِما يَرَى أولو الأمرِ فيه مثلَ لِعبِ المقامر فإما مُكَّبٌ للحضيض بوجهه على أنه سامي الذرى في المفاخر وإما إلى أوجٍ من المجد مُرتَقٍ على سُلَّمٍ من موبقاتٍ فواجر ولم يبقَ معنى للمناصب عندنا سوى أنها ملكُ القريبِ المصاهِر وإن ثيابَ الناس زُرَّت جميعُها على عاهةٍ إلاّ ثيابَ المؤازر تُسنُّ ذيولٌ للقوانين يُبتَغى بها جَلْبُ قوم " الكراسي " الشواغِر وقد يُضحِكُ الثكلى تناقضُ شارع قوانينُه مأخوذةٌ بالتناحر أُهينَتْ فلم تُنتَجْ قريحةُ شاعرٍ وضيِمَتْ فلم تَنشَ ط يراعةُ ناثر وهيمَنَ إرهابٌ على كل خَطرةٍ تَرَدَّدُ ما بين اللَّهى والحناجر لقد ملَّ هذا الشعبُ أوضاع ثُلَّةٍ غدت بينه مثلَ الحروفِ النوافر وما ضرَّ أهلَ الحكم أنْ كان ظلُّهم ثقيلاً على أهل النُهى والبصائر فحسبُهمُ هذي الجماهيرُ تقتَفِي خُطى كل مقتادٍ لها : من مناصر وحسبُهمُ أن يستجدُّوا " دعاية " تُعدِّدُ ما لم يعرفوا من مآثر وأوجع ما تَلقَى النفوس نكايةً مَعِزّةُ أفرادٍ بذُلِّ أكاثر لكي ينعُمَ الساداتُ بالحكم ترتوي بقاعٌ ظِماءٌ من دماءٍ طَواهر وكي لا ترى عينٌ على البَغي شاهداً تُغيرُ عمداً ناطقاتُ المحاضر وأهوِنْ بأرواح البريئين أُزهِقَت وأموالِهم طارت هباً من خسائر وكانت طباعٌ للعشائر ترتجى فقد لُوِّثَت حتى طباعُ العشائر وكان لنا منهم سلاحٌ فأصبحوا سلاحاً علينا بين حين وآخر وإنك من هذي الشنائعِ ناظرٌ إلى مُخزياتٍ هن شوكٌ لناظر اذا ما أجَلْتَ الطَرْف حولَك وانجلت بعينيك يوماً مُخَبئاتُ الضمائر وكشفت عن هذي النفوس غطاءها وأبرزتَها مثل الاماءِ الحواسِر وفتَّشتَ عما في زوايا الدوائر وغربَلْتَ ما ضمَّت بطونُ الدفاتر رجعتَ بعينٍ رقرَقَ الحزنُ ماءَها وأُبْتَ بقلب شاردِ اللُبِّ حائر وأيقنتَ أنّ الحالَ حالٌ تعسَّرَت على كلِّ طَبٍّ بالطبائع ماهر وقد يملأُ الحرَّ المفكرَ حرقةً تفكُّرُه يوماً بعُقبى المصاير ولا أملٌ إلاّ على يدِ مُصلحٍ حَقودٍ على هذا التدهوُرِ ثائر وإن عيوباً جلْبَبَ الكِذبُ كُنْهَها فغَطَينَ أضعافَ العيوبِ السوافِر ولا تحسبنَّ الشعرَ سهلاً مهبُّه بهذي المساوي بين بادٍ وحاضر فإن عظيماً أن يخلِّدَ شاعرٌ مخازيَ جيل بالقوافي السوائر سنُضحكُ قرّاءَ التواريخ بعدنا ونبدو لهم فيهن إحدى النوادر وسوف نُريهم للمهازل مَرسَحاً نَروح ونغدو فيه هُزأةَ ساخر فإن ترني أُذكي القوافي بنَفثَةٍ أُراني على كِتمانها غيرَ صابر فإني برغم العاصفات التي ترى أُقاسي رُكوداً لا يَليق بشاعر رجعتُ لنفسي أستثيرُ اهتمامَها وأُلزِمُها ذنبَ الصريح المجاهر وأُثقلها بالعَتْب أن كان لي غنى عن الشرِّ لولا حبُّها للمَخاطر وساءلتُها عما تُريد من التي تُرشِّحها للمُهلكات الجوائر أأنتِ بعَورات النفوس زعيمةٌ مُوَكَّلة عنها بِعَدِّ الجرائر وما أنتِ والغرمَ الذي راح مَغنَماً لقد غامر الاقوامُ فيه فغامري خذي وِجهةً في العيش يُرضيك غيُّها ولا تستطيبي منه قِعدَة خائر وإن شذوذاً أن تُثيري وتصدَعي شَذاةَ مُحيط بالمدجاة زاخر وأحسن مما تدَّعين صلابةً سماحُ المحابي وانتهازُ المساير الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يومٌ من العُمْرِ في واديكِ مَعدودُ
مُستوحِشاتٌ به أيَّاميَ السُودُ نزلتُ ساحتَكِ الغنَّاءَ فانبعثَتْ بالذكرياتِ الشَّجيَّاتِ الأناشيد واجتَزتُ رغمَ الليالي بابَ ساحرةٍ مرَّ الشبابُ عليه وهو مسدود قامَتْ قِيامتُه بالحُسْنِ وانتشرتْ فيه الأهازيجُ والأضواءُ والغيد ما وحدَهُ غرَّدَ الشادي لِيرْقِصَهُ الماءُ والشجرُ المهتزُّ غِرِّيد واد هو الجَّنةُ المحسودُ داخلُها أو أنَّه من جِنان الخُلدِ محسود ثقي " زحيْلةُ " أنَّ الحسْنَ أجمَعَهُ في الكونِ عن حُسنكِ المطبوعِ تقليد أنتِ الحياةُ وعمرٌ في سواكِ مضى فإنما هو تبذيرٌ وتبديد أقسمتُ أُعطي شبابي حقَّ قيمتهِ لو أنَّ ما فاتَ منه اليومَ مردود وكيفَ بي ونصيبُ المرء مُرْتَهَنٌ به ، ومَغْنَمُهُ في العُمْرِ محدود لم يأتِ للجَبَلْينِ العاطفَيْنِ على واديكِ أبهى وأنقى منهُ مولود زَفَّتْ له مُتَعُ الدُّنيا بشائرَها واستقبلَتْهُ مِن الطيرِ الأغاريد أوفى عليه يَقيهِ حَرَّ هاجرةٍ سُرادِقٌ من لطيفِ الظلِّ ممدود بالحََوْرِ قامَ على الجنبينِ يحْرُسُهُ مُعَوَّذٌ من عُيونِ الناسِ مرصود تناولَ الأفْقَ معتزّاً بقامتهِ لا ينثني فَنَنٌ منه ولا عود يقولُ للعاصفاتِ النازلاتِ بهِ إليكِ عنيّ ، فغيرُ " الحَوْرِ " رِعديد صُنْعُ الطبيعةِ ، بالأشجارِ وارفةً لَهُ ، وبالنَّهَرِ الرّقراقِ ، تحديد خَصَّتْهُ باللُطفِ منها فهو مُنْبَعِثٌ ورُبَّ وادٍ جَفتْهُ فهو موءود طافَ الخيالُ على شَتَّى مظاهرهِ واستوقَفَتْني بهِ حتَّى الجْلاميد تَفَجَّرَ الحجرُ القاسي بهِ وبدا في وَجْنَةِ الصَّخرةِ الصَّماءِ توريد تجري المياهُ أعاليهِ مُبعَثرَةً لها هُنالكَ تصويبٌ وتصعيد حتى إذا انحدَرَتْ تبغي قَرارتَهُ تَضيقُ ذرعاً بمجراها الأخاديد استقبلَتْها المجاري يَسْتَحِمُّ بها زاهي الحصى فَلهُ فيهنَّ تمهيد فهُنَّ في السفحَِّْ عَتْبٌ رقَّ جانبُهُ وهن يزفُرْنَ فوقَ الصخرِ تهديد ما بينَ عَيْنٍ وأُخرى فاضَ رَيِّقُها أنْ تُلْفَتَ العينُ أو أنْ يُعطَفَ الجْيد هذي " المسيحيَّةُ " الحسناءُ تكَّ على شرعِ " المسيحِ " لها بالماءِ تعميد كأنَّها ، وعُيونُ الماءِ تَغْمُرُها ، مُستْنزَفُ الدَّم مِن عِرْقَيْهِ مفصود بُشرى بأيلول شَهرٍ الخْمرةِ اجتَمَعَتْ على العرائشِ تَلْتَمُّ العناقيد للهِ درُّ العَشِيَّاتِ الحِسانِ بها يُسْرِجْنَ ظُلمتَها الغِيدُ الأماليد لُطْفُ الطبيعةِ محشودٌ يتّمِمُهُ جمعٌ لطيفٌ من الجنسَيْنِ محشود في كلِّ مُقهىً عشيقاتٌ نزلنَ على " وادي الغرامِ " وعُشَّاقٌ معاميد تدورُ بينهُمُ الأقداحُ لا كَدَرٌ يعلو الحديثَ ولا في العيشِ تنكيد الرَّشْفَةُ النزرُ من فرط ارتياحِهِمِ كأسٌ مُفايَضَةٌ والكأسُ راقود خَوْدَ البِقاعِ لقد ضُيّعْتِ في بَلدٍ تنَاثَرتْ فوقهُ أمثالُكِ الخُود أُسلوبُ حُسْنكِ مُمتازٌ فلا عَنتٌ في الروح منهُ ، ولا في السَبْكِ تعقيد نهداكِ والصدرُ ثالوثٌ أُقدّسُه لو كانَ يُجمَعُ تثليثٌ وتوحيد الخَمْرُ ممزوجةً بالرِّيقِ راقصةٌ والكأسُ مرَّتْ بثغرٍ منكِ عِربيد لو يُستجاب رجائي ما رجوتُ سوى أنّي وشاحٌ على كَشْحيكِ مردود جارَ النِطاقُ عليها في حكومتهِ فالرِّدفُ مُنتعِشٌ والخَصْرُ مجهود وأْعلَنَتْ خيرَ ما فيها مَلابسُها مُنَمَّقاتٌ عليهنَّ التجاعيد وكشَّفَتْ جَهْدَ ما اسطاعَتْ محاسنَها ولم تدَعْ خافياً لو لا التقاليد ما خَصرُها وهو عُريانٌ تتيهُ بهِ أرقُّ منه إذِ الزُّنَّارُ مشدود أمَّا البديعانِ من عالٍ ومُنْخَفِضٍ فِداهما كلُّ حُسْنٍ أُعطىَ الغيد فقد تجسَّمَ هذا غيرَ محتَشِمٍ من فرطِ ما ضَيَّقتهُ فهو مشهود ونطَّ ذيّاك مرتجّاً تقولُ : بهِ رِيِشُ النعامِ على الوِرْكَيْنِ منضود إيَّاكَ والفتنةَ الكبرى فنظرتُها مسحورةٌ ، كلّها همٌّ وتسهيد إذا رَمَتْكَ بعينَيْها فَلبِّهِما واعلَمْ بأنَّكَ مأخوذٌ فمصفود وإنَّما الحبُّ زَحليٌّ فلا صِلةٌ ولا صدودٌ ، ولا بُخْلٌ ، ولا جود يا موطِنَ السِحرَ إنَّ الشِعر يُنعْشُه فيضٌ من الحُسْنِ في واديكَ معهود خيالُهُ من خيالٍ فيكَ مأخذهُ ولطفُ معناه من معناكَ توليد اهتاجني موعدٌ لي فيك يجمعُني كأنَّني بالشَّباب الطَّلْقِ موعود وريعَ قلبيَ من ذكرى مُفارَقَةٍ كأنَّني من جِنانِ الخُلْدِ مطرود لا أبعدَ اللهُ طيفاً منك يؤنسني إذا احتوتنيَ في أحضانها البيد الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
هو الحُكم – إن حقَّقتَ – لُعبةُ لاعبِ
يُسَمُّونَ ترقيعاتهِ بالتجارِبِ فتجرِبةٌ للحكمِ خَلقُ موظفٍ وتجرِبةٌ للشعبِ تخريجُ نائب وإنَّ بلاداً بالتجارِب هُدّمت وضُيّعَ أهلوها لإحدى العجائب وأعجبُ منه أن يُمنِّي رجالُها نفوسَهمُ خيراً بعقبى المصائب تُعطَّلُ أربابُ المواهبِ ريثما يُتمَّمُ تخريجُ الضِّعاف المواهب ولو جَرَّبوا أهل المناصب وحدَهم لهانَ ، ولكنْ جُربّوا في المناصب من الظلم أن تأتي قصيدةُ شاعر لتُصلِحَ حالاً أو مقالةُ كاتب فما دامَ حُكمٌ للتجاريب راهن فليس لنا غيرُ انتظارِ العواقب ولكنَّ دأبَ الشاعِرينَ تحرُّشٌ ومن عادةٍ الكُتابِ خلقُ المتاعبّّ دعوا القومَ أحراراً يؤدُّونَ واجباً ولا تحسَبِوا سهلاً قياماً بواجبّ ولا تحسبوا سهلاً بناءَ دوائرٍ وتوقيع أوراقٍ وتوزيعَ راتب! غزا الجهلُ أرض الرافدْينِ فحلَّها كثيرَ السَّرايا مُستجاشَ الكتائب طليعةُ جيشٍ للمصائبِ هدَّدتْ كرامتَهُ والجْهلُ رأسُ المصائب وما خيرُ شعب لستَ تعثرُ بينه على قارئٍ من كلِّ ألفٍ وكاتب تمشَّى يجرُّ الفَقْر ردفاً وراءهُ وأتعِسْ بمصحوبٍ وأتعِسْ بصاحب وراحا على الجُمهور ضيفينِ ألفْيَا مُناخاً جميلاً بين هذي الخرائب فكان لِزاماً أنْ تحوزَ عصابةٌ تفيتْ بظلِّ الجاه أعلى المراتب وكان لزاماً أن تتمَّ سيادةٌ عليه لأبناءِ " الذوات " الأطايب وكان لزاماً أن تُقادَ جموعُه حفاةً عراةً مهطعينَ لراكب وكان لزاماً أن تحاكَ دسائسٌ له تحت أستار الخِداع الكواذب وكان لزاماً أن تعطَّل صنعةٌ وأن يُصبحَ التوظيفُ أغلى المكاسب مشى الشعب منهوكَ القُوى واهنَ الخُطى كواهلُه قد أُثقِلتْ بالضرائب وقد حِيلَ ما بين الحياةِ وبينهُ فللموت منه بين عَينٍ وحاجب وكُمَّت به الأفواه عن كشف سوءَةٍ كأنْ لم يكن من ثَمَّ عتبٌ لعاتب وأوجعُ ما يُصمي الغيورَ مقْاصرٌ أطلَّتْ على مجحورةٍ في الزرائب يَبينُ على الحيطان شرخُ نعيمها وتغمُرها اللذاتُ من كلِّ جانب وتحيي ليالي الرّقْص فيها خليعةٌ تكشَّف عن سوق الحسان الكواعب ويجبى إليها خمرُها من مشارقٍ يجادُ بها تقطيرُها وَمغارب وتلك من الإدقاع تتَّسد الثرى يلاعبُ جنبيها دبيبُ العقارب وقد ذيدَ عنها الزادُ رَفهاً لآكلٍ وحُرّم فيها الماء صفواً لشارب وإنيَّ في إرضائيَ الشِعرَ حائرٌ وإني لمأخوذٌ بهذا التضارب فقد يُعجِز التفكيرَ ذكرُ محاسنٍ وقد يُخجل القرطاسَ ذِكرُ المثالب الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
سكُت وصدري فيه تغلي مراجلُ
وبعض سكوتِ المرءِ للمرءِ قاتلُ وبعضُ سكوتِ المرءِ عارٌّ وهُجْنَةٌ يحاسَبُ من جّراهُما ويُجادَل ولا عجبٌ أنْ يُخْرِسَ الوضعُ ناطقاً بلى عجبٌ أنْ يُلْهَمَ القولَ قائل جزى الله والشعرُ المجوَّدُ نَسْجُهُ بأنكد ما تُجْزَى لئامٌ أراذل مخامِرُ غدرٍ طوَّحَتْ بي وعودُهُ فغُِررتُ والتفَّتْ علىَّ الحبائل وكنتُ امرَءاً لي عاجلٌ فيه بُلْغَةٌ سدادٌ ومرجُوٌّ من الخير آجل رخياً أمينَ السربِ محسودَ نِعمةٍ تَرِفُّ على جنَبيَّ منها مباذل فغُودرتُ منها في عَراءٍ تَلُفُّني مَفاوِزُ لا أعتادُها ومجاهل طُموحٌ إلى الحتفِ المدبَّر قادني وقد يُزهِقُ النفسَ الطُموحُ المُعاجل كَرِهْتُ مداجاةً فرُحْتُ مشاغبا ولم يُجدِني شَغْب فرُحْتُ أُجامل وأغْرقْتُ في إطراءِ من لا أهابُه وساجلت بالتقريع من لا يساجَل وأصْحَرْتُ عن قلبي فكان تكالُبٌ عليّ لإصحاري وكان تواكُل نزولاً على حكمٍ وحفظاً لغاية يكون وسيطاً بينهن التعاُدل وما خِلْتُني عبْءا عليهم وأنهم يريدون أن يُجتَثَّ متنٌ وكاهل ولما بدا لي أنه سدُّ مَخْرَجٍ وقد أُرتِجَ البابُ الذي أنا داخل وأخلَتْ صدورٌ عن قلوبٍ خبيثةٍ ولاحت من الغدرِ الصريحِ مخايل رجعت لعُش ٍّ مُوحشٍ أقبلتْ به علي الهمومُ الموحشاتُ القواتل وكنتُ كعُصفورٍ وديعٍ تحاملت عليه ممن الستِ الجهاتِ أجادِل ورَوَّضْتُ بالتوطينِ نفساً غريبةً تراني وما تبغيه لا نتشاكل وقلتُ لها صبراً وان كان وطؤهُ ثقيلا ولكن ليس في الحزن طائل وكَظْمُ الفتى غيظاً على ما يسوؤه من الأمر دربٌ عبَّدته الأماثل ولِلعْقلِ من معنى العقالِ اشتقاقُه إذا اقتِيدَ إنسان به فهو عاقل وكنتُ ودعوايَ احتمالا كفاقدٍ حُساماً وقد رَفَّت عليه الحمائل حبستُ لساني بين شِدْقَيَّ مُرغماً على أنه ماضي الشَّبا إذ يناضل وعهدي به لا يُرسلُ القولَ واهناً ولا في بيانٍ عن مرادٍ يعاضل وبيني وبينَ الشعرِ عهدٌ نكثتُه ورثَّتْ حبالٌ أُحكِمَتْ ووسائل وجهّلتُ نفسي لا خمولا وإنما تيقنت – ان السيّدَ المتجاهل وما خلت أني في العراق جميعِه سأفقِدُ حراً عن مغيبي يسائل سَتَرْتُ على كَرْهٍ وضِعْنٍ مَقاتلي إلى أن بدتْ للشامتينّ المقاتل أهذا مصيري بعد عشرين حِجَّةً تحلت بأشعاري فهن أواهل أهذا مصيرُ الشعرِ ريّانَ تنتمي إليه القوافي المغدقاتُ الحوافل!؟ سلاسلُ صِيغتْ من معانٍ مُبَغَّضٍ لها الذهبُ الأبريزُ وهو سلاسل ومن عجبٍ أنّ القوافي سوائلا اذا شُحِذَتْ للحَصْدِ فِهي مَناجل وهنَّ كماءِ المُزْنِ لطفاً ورقةً وهنَّ إذا جدَّ النضالُ مَعاول فأمّا وقد بانت نفوسٌ وكُشِّفَتْ ستائرُ قومٍ واستُشِفَّت دخائل ولم يبق إلا أن يقالَ مساومٌ أخو غرضٍ أو ميّتُ النفسِ خامل فلا عذرَ للأشعار حتى يردَّها إلى الحق مرضيُّ الحكومةِ فاصل لأمِّ القوافي الويلُ إن لم يَقُمْ لها ضجيجٌ ولم ترتجَّ منها المحافل سأقذِفُ حُرَّ القولِ غيرَ مُخاتِل ولا بدّ أن يبدو فيُخْزَى المُخاتل لئن كان بالتهديم تُبْنى رغائبٌ وبلخبط والتكديرِ تصفو مناهل وإن كان بالزلفى يؤمَّلُ آيسٌ وبالخُطَّةِ المُثلى يُخيَيَّبُ آمل فَلَلْجهلُ مرهوبُ الغرارين صائبٌ ولَلْحِلْمُ رأيٌ بَيّنُ النقصِ فائل ولَلْغَرَضُ الموصومُ أعلى محلةً من المرءِ منبوذاً علته الأسافل أرى القومَ من يُقرَّبْ إليهِمُ ومن يَجْتَنِبْ يَكْثُرْ عليه التحامل على غيرِ ما سنَّ الكرامُ وما التقت عليه شعوبٌ جمةٌ وقبائل فلا ينخدعْ قومٌ بفرط احتجازةٍ تَخَيَّلَ أني قُعْدُدٌ متكاسل فإني لذاكَ النجمُ لم يخبُ نَوُؤه ولا كَذَبَتْ سيماؤُه والشمال وما فَلَّتِ الايامُ مني صرامة ولا زحزحت علمي بانيَ باسل ولكنني مما جناه تسرُّعٌ توهمت أنَّ الأسْبَقَ المتثاقل وإنّي بَعْدَ اليومِ بالطيش آخذُّ وإني على حكمٍ الجهالةِ نازل وإني لوثابٌ إلى كل فرصةٍ تعِنُّ وعدّاءٌ إليها فواصل بخيرٍ وشرٍ ان ما ادرك الفتى به سُؤْلَه فهو الخدينُ المماثل وأعلَمُ علماً يقطعُ الظنَّ أنَّه لكلِ امرئٍ في كلِّ شيءٍ عواذل فانْ لم يقولوا إنَّه مُتعنِّتٌ عَنُودٌ يقولوا مُصْحِبٌ متساهل تخالُفَ أذواقٍ وبغياً وإثْرَةً ومن آدمٍ في العيش كان التّقاتُل فما اسطعتَ فاجعلْ دأبَ نفسِكَ خَيرَها ولا تُدخِلَنَّ الناسَ فيما تحاول فما الحرّ إلا من يُشاورُ عَقْلَهُ وأمُّ الذي يستنصِحُ الغيرَ ثاكل نَصيحُكَ إما خائفٌ أو مغَرَّرٌ كلا الرجلينِ في الملماتِ خاذل وبينهما رأيٌ هو الفصلُ فيهما ومعنىً هو الحقُ الذي لا يجادَل على أنها العقبى – فباطلُ ناجحٍ يَحِقُّ . وحق العاثرِ الجَدِّ باطل الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
عقابيلُ داءٍ ما لهُنَّ مطبَّبُّ
ووضعٌ تغشَّاهُ الخَنا والتذَبذُبُ ومملكةٌ رهنُ المشيئاتِ أمرُها وأنظمةٌ يُلهى بهنَّ ويُلْعَب وناهيكِ مِن وضعٍ يعيشُ بظّله كما يتَمنَّى مَن يخونُ ويكذِب وقرَّ على الضيمِ الشبابُ فلم يَثُرْ وأخلدَ لا يُسدي النصيحةَ أشيب كأنْ لم يكنْ في الرافدينِ مُغامرٌ وحتى كأنْ لم يبقَ فيه مجرِّب أعُقماً وأُمَّاتُ البلادِ ولودةٌ وإنَّكِ يا أُمَّ الفراتينِ أنجب وما أنكَّ يُزهى منكِ في الصِّيدِ أصيدٌّ ويَلْمَعُ في الغُلْبِ الميامينِ أغلب إذا قيلَ مِن أرضِ العراق تطَّلعَتْ عيونٌ له وانهالَ أهلٌ ومرحب يُحكِّمُ في الجُلَّى أغرُّ مُشَّهَرٌ ويحْتاجُ في البلوى عذيقٌ مرَجَّب فما لكِ لا بينَ السواعدِ ساعدٌ يُحَسُّ ولا بينَ المناكبِ مَنكِب تنادتْ بويلٍ في دياركِ بومة وأعلنَ نَحْساً في سماكِ مُذَنَّب وأُلْبِسْتِ من جَورٍ وهضمٍ ملابساً أخو العزِّ عنها وهو عريانُ يرغب تكاثرت الأقوالُ حَقاً وباطلاً وقالَ مقالَ الصدقِ جلْفٌ مُكذَّب وشُكِّكَ فيما تدَّعيه تظنِّياً ولو أنَّه شحمُ الفؤادِ المذَوَّب وباتَ سواءً من يثورُ فيغتلي حماساً ومن يلهو مُزاحاً فيلعب فما لكَ من أمرينِ بُدٌّ وإنما أخفهما الشرُّ الذي تتجنب سكوتٍ على جمرِ الغضا من فضائحٍ تُمَثَّلُ أو قولٍ عليه تُعذَّب تحفَّتْ أُباةٌ حين لم يُلْفَ مركبٌ نزيهٌ إلى قصدٍ من العيشِ يُركب فلا العلمُ مرجوٌّ ولا الفَهمُ نافعٌ ولا ضامنٌ عيشَ الأديبِ التأدُّب ومُدَّخَرٌ سوطُ العذابِ لناهضٍ ومُدَّخَرٌ للخاملِ الغِرّ مَنْصِب أقولُ لمرعوبٍ أضلَّ صوابَه تَردّي دساتيرٍ تُضِلُّ وتُرْعِب تداولَ هذا الحُكْمَ ناسٌ لوَ انَّهم أرادُوهُ طيفاً في منامٍ لخُيّبوا ودعْ عنكَ تفصيلاً لشَتَّى وسائلٍ بها مُلِّكُوا هذي الرقابَ وقرِّبوا فأيسَرُها أنْ قد أُطِيلَ امتهانُهم إلى أنْ أدَرُّوا ضَرعَها وتحَلَّبوا وأعجبُ ما قد خلَّفتْهُ حوادثٌ قليلٌ على أمثالهنَّ التَّعّجب سكونٌ تَغشَّى ثائرينَ عليهمُ يُعَوَّلُ أنْ خطبٌ تجرَّمَ أخْطب عتابٌ يحُزُّ النفسَ وقعاً وإنه لأنزهُ من صوبِ الغوادي وأطيب عليكُمْ لأنَّ القصدَ بالقولِ أنتمُ وليسَ على كلّ المسيئينَ يُعتب هَبوا أنَّ أقواماً أماتَ نفوسَهُم وألهاهُمُ غُنْمٌ شهيٌّ ومكسَب قصورٌ وأريافٌ يَلَذُّونَ ظِلَّها وجاهٌ وأموالٌ ومَوطيً ومَركب يخافونَ أنْ يَشْقوا بها فيؤاخَذو إذا كشفوا عمَّا يَروَن وأعربوا فما بالُ محروبينَ لم يحلُ مَطعمٌ لهُم ، فيُلهيهمْ ، ولم يصفُ مَشْرَب خَلِيَّينَ لا قُربى فيُ خْشَى انتقاصُها لديهمْ ، ولا مالٌ يُبَزُّ فيُسْلَب سلاحُ البلادِ المرهفُ الحدِّ ماله نَبا منهُ في يومِ التَّصادُم مضرب؟ على أنَّني إذ أُسْعُ الأمرَ خِبْرَةً يلوحُ ليَ العذرُ الصحيح فأصْحِب همُ القومُ نِعم القومُ لكنْ عراهمُ ذهولٌ به تُصْبي الغَيارى وتُخلَب تَغوَّلَ منهم حزمَهُم إلْبُ دهرِهم عليهم وقد يُوهي القويَّ التألّب وكلّ شُجاعٍ عاونَ الدهرَ ضَّده مرّجيهمُ فهو المضامُ المغلَّب قليلونَ في حين ِ الرزايا كثيرةٌ وطيدونَ في حينِ الأساليبُ قُلَّب جريئونَ لكنْ للجراءةِ موضعٌ وعاقبةٌ ، إنّ العواقبَ تُحْسَب يُلاقون أرزاءاً يَشُقّ احتمالُها وليس بميسورٍ عليها التَّغلّب فهاهم كمَنْ سُدَّ الطريقُ أمامَه وضلَّله داجٍ من الليلِ غَيْهَب على أنَّهم لا يهتدُونَ بكوكبٍ وقد يُرشِدُ الحَيرانَ في اللِّيل كوكب إلى الأممِ اللاَّتي استَتَمَّتْ وُثُوبَها تَشَكَّى اهتِضاماً أُمَّةٌ تَتوَّثب إذا خلصَتْ مِن عَثْرةٍ طوَّحتْ بها عَواثرُ مَن يُؤخذْ بها فهو مُحْرَب وإنْ فاتَها وحشٌ صَليبٌ فؤادُه تَعَرَّضَ وحشٌ منه أقسى وأصلَب يُعينُ سِياسياً عليها تفرُّقٌ وَينصُرُ رَجعيّاً عليها تَعصّب أُريدَ لها وجهٌ يُزيلُ قُطوَبها فزيدَ بها وجهٌ أغمُّ مُقطَِّب وَرِّبتما لاحتْ على السنِّ ضِحكةٌ له تَنفُثُ السمَّ الزعافَ وتَلصِب يُرى أبداً رَّيانَ بالحِقْدِ صَدرهُ كما شالَ لَّلْدغِ الذنابَينِ عَقرب وتلكَ من المُستَحْدثِ الحُكمِ عادةٌ يَرى فُرصةً منه اقتِداراً فيضرِب وما جِثتُ أهجوهُ فلمْ يبقَ مَوضعٌ نَزيهٌ له بالهجو يُؤتى فيُثْلَب ولكنه وصفٌ صَحيحٌ مُطابقٌ يجىءُ به رائي عَيانٍ مُجِرّب تُشَرَّدُ سُكَّانٌ لسُكنى طوارئ وتُؤَخذُ أرضٌ من ذويها فتوَهب وواللهِ لولا أنّ شَعباً مُغَلَّباً يُلَزُّ بَقرنيهِ كمِعزى ويحلَب لما عَبِثَتْ فيه أكُفٌّ جَذيمةٌ ولمْ يَعُلهُ هذا الهجينُ المهلَّب ولكن رَضوا من حُبّهمْ لبلادِهمْ بأنَّهمُ يَبكُونها حينَ تُنكَب فيا لكَ مِن وضعٍ تعاضلَ داؤهُ تُشاطُ له نَفْسُ الأبيِّ وتُلهب وللهِ تَبريحُ الغَيارى بحالةٍ كما يَشتهيها أشعبيُّ تُقَلَّب يُنَفَّذُ ما تَبغي وتَنهى عقائلٌ وتَعزِلُ فينا " غانياتٌ " وتَنصِب كأندلُسِ لَمَّا تَدَهْوَرَ مُلْكُها مُكَنّى جُزافاً عِندنَا ومُلَقَّب ورُبَّ وسامٍ فوقَ صدرٍ لو انَّهُ يُجازَى بحّقٍ كانَ بالنعلِ يُضرَب نشا ربُّهُ بينَ المخازي وراقهُ وِسامٌ عليها فهو بالخزيِ مُعْجَب أفي كلِّ يومٍ في العراقِ مؤمَّرٌ غريبٌ به لا الأمُّ منه ولا الأب ولم يُرَ ذا بَطْشٍ شَديدٍ وغِلظَةٍ على بَلَدٍ إلا البعيدُ المُجنَّب أكُلُّ بَغيضٍ يُثقِل الأرضَ ظِلُّهُ وتأباهُ يُجبى للعراقِ ويجْلَب وحُجَّتُهم أن كانَ فيما مضى لنا أبٌ ، اسمهُ عندَ التواريخِ يَعْرُب عِديدُ الحَصى أنباؤهُ ولِكلِّهمْ مَجالٌ ومَلهىَ في العراقين طَيّب وقد أصبحوا أولى بنا من نُفُوسِنا لأنَّهمُ أرحامُنا حينَ نُنْسَب فأمَّا بَنُوه الأقربونَ فما لهمْ نصيبٌ به إلَّا مُشاشٌ وطَحْلب فيا أيُّها التاريخُ فارفُضْ مَهازِلاً سَتْرفُضها أقلامُنا حين تُكتَب وقُلْ إنَّني أُودعتُ شتَّى غَرائبٍ ولا مثلَ هذي فهي منهُنَّ أغرَب الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أغْرَى صِحابي بتقريعي وتأنيبي
طولُ اصطِباري على همٍّ وتَعذيبِ أيسْتُ من كلِّ مطلوبٍ أُؤمِّلُهُ وأصبحَ الموتُ من أغلى مطاليبي إذا اشتهيتُ فزادي غيرُ مُحْتَمَلٍ وان ظَمِئْتُ فوِرْدي غيرُ مشروب جارتْ عليَّ الليالي في تقلُّبِها وأوهَنَتْ جَلَدي من فَرْطِ تقليبي عَوْداً وَبَدْءاً على شرٍّ تُعاوِدُهُ كأنَّني كرةٌ لِلّعْبِ تلهو بي يا مُضغْةً بين جنبيَّ ابتُليِتُ بها لا كنتِ من هدفٍ للشرِّ منصوب ومن مثارِ همومٍ لا انتهاءَ له ومن مَصَبِّ عناءٍ غيرِ منضوب وقد رددتُ رزايا الدهرِ أجْمَعَها إلى سِجِلَّيْنِ محفوظٍ ومكتوب ما بين مُكْتَشَفٍ بالشعرِ مُفْتَضَحٍ وبين مُخْتَزَنٍ في القلب محجوب إني على الرّغْمِ مما قد نُكِبْتُ به فقد يحزّ فؤادي لفظُ منكوب شكت إلىّ القوافي فرطَ ما انتبذَتْ مني وكنتُ أراها خيرَ مصحوب وعاتَبَتْني على الهجرانِ قائلةً أكنتُ عِنْدَكَ من بعض الألاعيب! تلهو بها وإذا ما شئتَ تَطْرَحُها موقوفةً بين تَبعيدٍ وتقريب كم ساعدتْك على الجُلِّى وكم دَفَعَتْ هواجساً عن فؤادٍ منكَ متعوب سَجَّلْتُها آهةً حرَّى وكم دَفَعَتْ طيَّ الرياحِ سُدىً آهاتُ مكروب فقلتُ حسبي الذي ألهبتكُنّ به من لاعجٍ في حنايا الصدرِ مشبوب ومن قوافٍ بذَوْبِ الدَّمْع نشأتُها ومن قصيدٍ لفرطِ الحُزْنِ منسوب لو اكتسى الشعرُ لوناً لاقتصرتُ على شعرٍ بِقاني نجيعِ القلبِ مخضوب وما اشتكائي إلى الأشعارِ من مُضَضٍ إلا شكيَّةَ محروبٍ لمحروب إنّ الأديبَ وإنَّ الشعرَ قَدْرُهُما مطرَّحٌ بين منبوذٍ ومسبوب لم يبقَ منْ يستثيرُ الشِعْرُ نَخوَتَهُ ومن يُحرِّكُهُ لُطْفُ التراكيب أعلى مِنَ الشّعرِ عندَ القومِ منزلةً نَفْخُ البطونِ وتَطْريزُ الجلابيب ورُبَّ قافيةٍ غرّاءَ قد ضَمِنَتْ أرقَّ معنىً تَرَدَّى خَيْرَ أُسْلُوب من اللواتي تُغَذِّيهنَّ عاطفةٌ جياشةٌ بين تصعيدٍ وتصويب هززتُ فيها نياطَ القلبِ فانتثرت بها شظايا فؤادٍ جدِّ مشعوب رهنتُها عند فجِّ الطَّبْعِ محتقنٍ بغيرِ صُمِّ العوالي غيرِ مجذوب ظننتُني صادقاً فيما ادَّعَيْتُ بها حتى انبرى لؤمُ جانيها لتكذيبي أرخَصّتُها وهي علقٌ لا كِفاءَ لَهُ ورُحْتُ أصْفِقُ فيها كَفَّ مغلوب تشكو اغتراباً لَدَى من ليسَ يَعْرفُها كما شكَتْ طبعَ راميها بتغريب عفواً فلولا اضطرارُ الحالِ يُلجئني لكنتُ أنفَسَ مذخورٍ ومكسوب قالوا استفدتَ من الأيامِ تَجرِيةً والموتُ أرْوَحُ من بعضِ التّجاريب تُعْفي الشدائدُ أقْواماً بلا أدَبٍ وتبتلي غيرَ مُحتاجٍ لتأديب ما كان مِن قبلِها عُودي بذي خَوَرٍ للعاجمينَ ولا قلبي بمرعوب ولا ذُعِرْتُ لشرٍّ غيرِ مُنْتَظَرٍ ولا نزقتُ لخيرٍ غيرِ محسوب يا خيرَ موهبةٍ تزكو النفوسُ بها بعداً فانك عندي شرُّ موهوب يُرضِي الفتى عَيْشُهُ ما دامَ يَغمُرُهُ بالطيباتِ ويُغْريهِ بتحبيب حتى اذا رَمَتِ الويلاتُ نِعَمَتَهُ ونَغَّصّتْها بتقويضٍ وتخريب سمَّى مُعاكسةَ الأيامِ تَجْربَةً وراح يَخْدَعُ نَفْساً بالأكاذيب والعيشُ بالجهلِ أو بالحِلمِ إن خَبُثَتْ مِنْهُ الحواشي فشيٌْ غيرُ محبوب الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ما أحوجَ الشاعرَ الشاكي لمُغضِبَةٍ
وميزةُ الشاعرِ الحساسِ في الغضبِ أمّا القوافي فأنغامٌ تُوَقِّعُها يدُ الخُطُوبِ إذا ما هيَّجَتْ عصبي أصِخْ لتلحينِ روحي وهي ناقمةٌ فما يهزُّك لحنُ الروحِ إن تَطِب شجتْك كربةُ أبياتٍ وجدتَ بها على كآبتها تفريجةَ الكُرَب ثقافةُ الشعبِ قل لي أين تَنشُدها أفي الصحافةِ مزجاةً أم الكُتُب هذي كما اندفعتْ عشواءُ خابطةٌ وتلك فيما حوت حمالةُ الحطب أما الشعورُ فإنّي ما ظَفِرْتُ به في مجلسِ العلمِ أو في مَحْفِلِ الأدب لا ثورةُ النفسِ في الأشعارِ ألْمَسُها إلا القليلَ ولا التأثيرُ في الخطب باكون ما حُرِّكَتْ في النفس عاطفةٌ وضاحكون ولاشيءٌ من الطرب مُسَخّرون بما توحي الوحاةُ لهم كما تُهَزُّ دواليبٌ من الخشب لو عالج المصلحون " الجوعَ " ما فَسَدَتْ أوضاعُنا ، هذه الفوضى من السغب شعبي وما أتوقّى من مصارَحَةٍ عارٌ على يعربٍ كُلُّ على العرب ألهاه ماضيه عن تشييدِ حاضره وعن لبابِ المساعي قِشْرَةُ النَّسَب عشنا على شرفِ الأجداد نَلصقُهُ بنا ، كما عاش قُطَاعٌ على السَّلَب قامت تُرَوّجُ آداباً عَفَتْ عُصَبٌ ما أبعدَ الأدبَ العالي عن العُصب هُزَّ القلوبَ بإحساسٍ تَفيضُ به ثم ادعُ حتى صخوراً صمةً تُجب شانت أديباً وحطَّتْ عالماً فَهماً مشاحناتٌ على الألقابِ والرُّتَب قالوا " أِدْ " لركيكٍ غيرِ مُنْسَجِمٍ لو في يدي قلتُ عدّ القولَ وانسحب حتى صديقٌ عن التقليدِ أرفَعُهُ مصاخبٌ إذ سوادُ الناسِ في صَخَب دومي قوافيّ طولَ الدّهْرِ خالدةً إن صحَّ أنّكِ أوتادٌ من الذهب أوْلا فبيني أدالَ اللهُ من أثرٍ تنالُ منه يدُ الأعصارِ والحِقَب الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
نَهَضْتُمْ بها جمعيةً يُرْتَجَى بها
هدى كَتْلةٍ فيما تُحاولُ خابطَهُ عسى أن تُنيروا للشبابِ طريقَهمْ وأنْ تُنْعِشوا روحاً من اليأس قانطه إذا فَشِلَتْ كلُّ الروابطِ بيننا فرابطةُ الآدابِ أمتنُ رابطه الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
دعِ النُبلَ للعاجز القُعْدَدِ
وما اسطعتَ من مَغنمٍ فازْدَدِ ولا تُخْدَعَنَّ بقولِ الضِعافِ من الناس أنّك عَفُّ اليد وأنك في العيش لا تقتفي خطا الأدنياءِ ولا تقتدي سفاسفُ تضحك من أمرها صرامةُ ذي القوةِ الأيّد فلا تغد طوعاً لأمثالها متى ما تُغرَّرْ بها تَنْقَد ولا تَبْقَ وحدَكَ في حِطّة ومهما يكن سلّمٌ فاصعد فانك لو كنت محضَ الاباء ومحضَ الشهامة والسُّؤدَد وأصْدَقُ في القول من هُدْهُدٍ وأخشنُ في الحق من جلمد وأعطيتَ في الخلق طُهرَ الغمام وفي الفضل منزلةَ الفرقد شريفاً تشير إليك الأكفُّ وتُنْعَتُ بالعَلَمِ المُفْرَد لما زاد حظُّك من عِيشة على حظّ ذي العاهةِ المُقْعَد إليكَ النصيحةَ من مُصْطَلٍ بنار التجارب مُستَحْصِد ستطلُبُها عند عضّ الخطوب عليك بأنيابها الحرّد رِدِ العيشَ مزدحمَ الضِفَّتَيْنِ من الغِشّ ملتحمَ المورد ملياً بذي قوة يَسْتقي وذي عِفّةٍ مستضامٍ صدي وجُلْ فيه أروغَ من ثعلبٍ وأشجعَ من ضيغمٍ مُلْبِد وكن رجلَ الساعةِ المجتبَى من اليوم ما يرتجى في غد وإلا فإنّك من منكد من العيش تمشي إلى أنكد ذليلاً متى تمضِ لا يُبتأسْ عليك وإن تبقَ لا تُنْشَد وأنت إذا لم تماش الظروفَ على كل نقص حريبٍ ردي إذا ما مخضتَ نفوسَ الرجالِ من الأقربين إلى الأبعد وأوقفتَ نفسك للمدعين سموّ المقاصدِ بالمرصد تيقنتَ أن الذي يدّعون من المجد للآن لم يُولَد هم الناسُ لا يفضُلون الوحوشَ بغير التحيُّلِ للمقْصِد فلا تأتِ ساحةَ هذي الذئابِ تُنازِلُها بفمٍ أدرد وخذ مخلباً لك من غَدْرَةٍ وناباً من الكِذْبِ فاستأسد ولا تتديَّنْ بغير الرّياءِ وغَيْرَ النفاق فلا تعبُد وصلِّ على سائرِ الموبقاتِ صلاةَ المُحالِفِ للمسجد وما اسطعت فاقطع يد المُعْتَدَي عليه وقبّلْ يدَ المُعتَدي ومجّدْ وضيعاً بهذي الهِنات تحدّى مكانهَ ذي المَحتِد ونفسَك في النفع لا تبلُها وعَقْلَكَ في الخير لا تُجهِد يغطّي على شَرَفِ المنتَمى ويسحق من عزّة المَوْلِد ويقضي على مُطْرِفِ المكرُمات ويأتي على الحَسَب المُتلد مهارشةَ الواغلِ المدّعي وتهويشةَ المُغْرِضِ المُفسِد أقول لنفسي وقد عربدتْ رجالٌ لغاياتها : عربدي ولا تَحْسَبينيَ في مأزِقٍ قليلَ الغَنا ضيِّقَ المَنْفْد وهيهاتَ لا تدركين المنى بسيرِ أخي مَهَلٍ مُقْصِد وإنكِ إن لم تواني الحياةَ بنفس المخُاطِرِ تُستْعْبَدي ولا بدّ أن تقحمي مقحماً وإلا فلا بد أن تُطْرَدي فحِصّةُ مستحفزٍ مجرمٍ لأشرفُ من حِصّةِ المجتدي رأيت المغامر في موقف به يفْتََدي نفسَهُ المفتدي تناوَلُهُ الألْسُنُ المُقْذِعات ويعصِفُ بالشتم منه الندى وحيداً كذي جَرَبٍ مزدَرىً يروح هضيماً كما يغتدي ولم يَطُلِ العهدُ حتى انجلت كوارثُ ما هنّ بالسرمد فكان الأميرَ وكان الزعيمَ وكان مثالَ الفتى السّيد وكان المبَّجلَ عند المغيب وكان المقَدَّمَ في المشهد يَلَذُّ لكلِ فمٍ ذكْرُهُ متى يجْرِ في مَحْفِلٍ يُحْمَد وكان وأمثالُه عبرةً على ضوئها يهتدي المهتدي الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
جَهِلْتُ ، أحظُّ المرءِ بالسعي يُقْتَنَى
أم الحظُّ سرٌّ حَجَّبتْهُ المقادرُ وهل مثلَما قالوا جدودٌ نواهضٌ تقوم بأهليها وأخرى عواثر فمن عجب أن يُمْنَحَ الرزقَ وادعٌ ويُمْنَعَهُ ثَبْتُ الجَنانِ مُغامر تفكّرتُ في هذي الحياةَ فراعنى من الناسِ وحشٌ في التزاحُمِ ولا فرقَ إلاّ أنَّ هذا مراوغٌ كثيرُ مُداجاهٍ وهذا مجاهر وقد ظنَّ قومٌ أنَّ في الشِعر حاجةً إلى فاقةٍ تهتزُّ منها المشاعر وأنَّ نَتاجَ الرفهِ أعْجَفُ خاملٌ وأنَّ نَتاجَ البُؤسِ ريّانُ زاهر كأنَّ شعوراً بالحياة وعيشة بها يشتهى طَعْمَ الحياةِ ضرائر وما إن يُرى فكرٌ كهذا مُزَيَّفٌ لدى أمّةٍ للفنِّ فيها مناصر ولا أمةٌ تحيا حياةً رفيهةً يَجيشُ بها فيما يُصوّرُ شاعر ولكنّهُ في أمّةٍ مستكينةٍ طغى الذُّلُّ فيها فهو ناهٍ وآمر وآنسها بؤسُ الأديبِ وأُعْجِبَتْ بِشِعرٍ عليه مهجةٌ تتناثر وللحزنِ هزّاتٌ وللأُنْسِ مِثْلُها يُخالِفُ بعضٌ بَعْضَها ويُناصر ومثلُ قصيدٍ جسَّدَ الحزنَ رائعاً قصيدٌ بتجسيدِ المسراتِ زاخر نُسَرُّ بشِعرٍ رقرق الدمعُ فوقَه إذا عَصَرَ الذهنَ المفكّرَ عاصر وقد فاتنا أنّ الذي نستلذُّهُ قلوبٌ رقاقٌ ذُوِّبَتْ ومرائر وما أحوجَ القلبَ الذكيَّ لعيشةٍ يَعِنُّ بها فِكْرٌ ويَسْبَحُ خاطر ورُبَّ خصيبِ الذهنَ مَضَّتْ خَصاصةٌ به فهو مقتولُ المواهبِ خائر وشتّانَ فنّانٌ على الفنِّ عاكفٌ وآخرُ في دوّامِةِ العَيْشِ حائر وقد يطرق البؤسُ النعيمَ اعتراضة كما مَرّ مجتازاً غريبٌ مسافر ولكنّ بؤساً مُفْرِخاً حَطَّ ثِقْلَهُ وألقى عصاه فهو موتٌ مخامر الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أنا إنْ كنت مُرهقاً في شبابي
مُثقلاً بالهموم والأوصابِ فمتى أعرف الطلاقةَ والأنسَ ألمَّا أكونُ تحت التراب؟ خبَّروني فانني من لُباناتي وعيشي رهينُ أمرٍ عُجاب أيُّ حالٍ هذي ، وما السرُّ في تكوين خلقٍ بهذه الأعصاب أبداً ينظرُ الحوداثَ والعالمَ والناسَ من وراءِ ضَباب ليس شيءٌ من التجانس في نفسٍ نواسيَّةٍ وعيشٍ صَحابي شمتتْ بي رجعيَّةٌ ألهبتها فكرةٌ حرَّة بسوطِ عذاب وشكتني مسرَّةٌ وارتياحٌ وبكتني مُجانةٌ وتصابي تدَّعيني لِما وراء ثيابِ البعض نفسٌ سريعةُ الاِلتهاب فتَراني وقد حُرِمت أُسلّي النفس عنها بلمس تلك الثياب فإذا لم تكنْ تعوَّضْتُ عنها صُوراً من تخيّلاتٍ عِذاب ولقد تخطر " المباذل " في بالي بشكلٍ يدعو إلى الاِضطراب أو بشكل يدعو إلى استحياء أو بشكل يدعو إلى الاعجاب فتُراني مفكراً هل مواتاة التراضي .. أحلى من الاغتصاب ..؟ وهل " الفَعلةُ " التي خنتُ فيها خَلَّتي ، والتي دعت لاجتنابي والتي جِئتُها أُكفّر عنها بكتابٍ أردفته بكتاب كنت عينَ المصيب فيها ، وكانت فَعلةٌ مثلَ تلك عينَ الصواب..؟ بشر جاش بالعواطف حتى جذبتهُ جريمةُ الاِرتكاب أم تُراني لبست فيها على حين اندفاع مني لباسَ ذئاب ؟ أتُراها نتيجة الشرب أم أنيَ ظلماً ألصقتها بالشراب ؟ الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
طوى الموتُ ربَّ القوافي الغُرَرْ
وأصبحَ " شوقي " رهينَ الحُفَرْ وأُلقِيَ ذاكَ التُّراثُ العظيمُ لِثقلِ التّراب وضغطِ الحَجر وجئنا نُعزّي به الحاضرين كأنْ لم يكنْ أمسِ فيمن حضر ولم يُنتجِ السُوَرَ الخالداتِ من المُلحقاتِ بأمِّ السُّوَر من اللاَّءِ يهتزُّ منها النديُّ ويُطربُ إيقاعُهُنَّ السَّمر برغمِ الشُعورِ يشُلُّ البِلى لسانَكَ أو يعتريكَ الكدَر وأن يقطعَ الموتُ ذاك النشيدَ وأن يأكلَ الدودُ ذاكَ الوتَر وأنَّا نعودُ بنفضِ الأكفِّ عنكَ وأنتَ العظيمُ الخَطَر فيا لكِ من عِبرةٍ يُستفزُّ منها على كثرةٍ في العِبَر ..! زمانٌ وفيٌّ بميعادهِ فظُلماً يقالُ ليالٍ غُدُر كما يُقْرعُ " الجَرْسُ " للناشئينَ تأتي إلى الناس منه النُّذُر ولكن يُريدُ الفتى أنْ يدوم ولو دامَ سادَ عليه الضجر ويأبى التنازعُ طولَ البقاء وتأباهُ بُقْيا نفوسٍ أُخر وقد يُهلكُ الناسَ فردٌ يعيشُ حيناً فكيف إذا ما استمر! فلّلهِ من شارعٍ لم يَعُقْهُ حكمُ الضرورةِ أو ما ندَر سواءٌ صليبُ الصفا والزجاجِ كسراً بكفِّ القضا والقدَر وبالدهرِ في الناسِ مثلُ الجُنون فليس يُبالي بمنْ ذا عثر وحتمٌ على الخفرِ الآنسات والوحش حشرجةُ المْحْتَضَر تجيءُ إلى الصدرِ تحتَ الحرير كجيئتها الصدرَ تحتَ الوَبر وكلُّ الفوارقِ بينَ اللغاتِ وبينَ الطباعِ وبينَ الأْسَر سيُوقِفها للردى زائرٌ ثقيلُ الورودِ بغيضُ الصَّدر فيا صُفرةَ الموتِ إنَّ الوجوهَ تَساوى بها صَلَفٌ أو خَفَر تحَيْرتُ في عِشةِ الشاعرين أتَحْلو خُلاصتُها أم تَمَرّ فقد جارَ " شوقي " على نفسهِ وقد يقتُلُ المرءَ جَورُ الفِكَر على أنَّه لم يعِشْ خالداً خلودَ الجديدَينِ لو لم يَجُر تتبَّعْتُ آثارَ " شوقي " وقد وقفتمْ على من يقصُّ الأثر لقد فاتَ بالسبقِ كلَّ الجيادِ في الشعر هذا الجوادُ الأغرّ ترسَّلَ لم يَرْتَبِكْ خَطوُهُ عناءً .. ولا نال منه البَهَر " شَكِسْبيرُ " أُمَّتِهِ لم يُصِبْهُ بالعِيِّ داءٌ ولا بالحَصَر وإن أصدُقَنَّ " فشوفي " لهُ عيونٌ من الشعرِ فيها حَوَر تعرَّضه من طلاءِ البيانِ ومن زِبْرِج اللفظ دربٌ خطِر ولو خافَ مثلَ سِواه العُبُور لخابَ وزلَّ .. ولكنْ عَبَر تمشَّى لمصطلحاتِ البديع مُندسَّةً في البيانِ النَّخِر فأفرغها من قوافيهِ في قوالبَ مرصوصةٍ كالزُّبُر فجاءَتْ كأنْ تنَلْها يدٌ خلافَ يدِ الماهرِ المقتدِر يُذلِّلُ من شارداتِ القريضِ ما لو سِواهُ ابتغاهُ لَفَر ويستنزلُ الشِعَر عذبَ الرُّواءِ كصوبِ الغمامةِ إذْ ينحدِر يُمَيِّزهُ عن سِواه الذَّكاءُ وطولُ الأناةِ ، وبُعدُ النظَّر وتبدو الرجولةُ في شِعره منزَّهةً من صعىً أو صَعر وفي كِبَرِ النَّفْس مندوحةٌ عن الكبرِ ، شأنُ الضعاف الكبر ولم يتخبَّثْ بهُجْر الكلام ولم يتصيَّدْ بماءٍ عكر وديوانُ " شوقي " بما فيه من صنوفِ البداعةِ روضٌ نضر فبيتٌ يكادُ من الارِتياحِ واللطفِ من رِقَّةٍ يُعتْصَر وبيتُ يكادً من الاِندفاعِ يقدحُ من جانبيهِ الشَّررَ وبيتٌ كأنَّ " رُفائيلَ " قد كساهُ بكفَّيْهِ إحدى الصُوَر تُحِسُّ الطبيعةَ في طيَّةِ تَكشَّفُ عن حُسنها المستتر كأنَّكَ تسمعُ وقعَ النَّدى بتصويرهِ أو حفيفَ الشَّجر وبيتٌ ترى " مصرَ " أسيانةً تُناغي به مجدَها المندثر ففي مصرعٍ يومُها المبتلى وفي مرعٍ أمسُها المزدهر و"فرعونُ " إذ ينطوي مُلْكُهُ و " فرعونُ " في القبرِ إذ يَنْتَشِر وديوانُ " شوقي " يُجِدُّ الشبابَ لتأريخِ أُمتَّهِ المُختَصَر ولولا المغالاةُ قلتُ : انطوى بمنعاهُ عُنوانُها المُفَتخَر فيا نجلَ مصرَ وفَتْ برَّةً بذكراكَ " مصرُ " وأنتَ الأبَّر مئاتُ الصحائفِ مسودةٌ مُجلَّلةٌ بمئاتِ الصُور ظهرتَ بها وجناحُ البيانِ مهيضٌ ، وأسلوبُه مُحتقر بقايا من الكَلِمِ الباقياتِ تناقَلَها نفرٌ عن نفر ولفظٌ هجينٌ ثوَتْ تحتهُ معانٍ لِقلَّتها تًحتكر وحسبُكَ من حالةٍ رثَّةٍ بفرطِ الجمودِ الجمودِ لها يعتذر..! فكنتَ وعِلَّتها كالطبيبِ يُنْعش جسماً عراهُ الخَوَر تُعَلِّمُها أنَّ للعبقريِّ حكْماُ مُطاعاً إذا ما أمر وأنَّ القوافي عِبِدَّى له يُفَرِّقُ أشتاتَها أو يَذر يصوغُ المعاني كما يشتهي ويلعبُ باللفظِ لعبَ الأكر " عُكاظُ " من الشعر تحتلّهُ ويرعاهُ " حافظُ " حتى ازدهر تلوذُ الوفودً بساحَيْكمُا وتأتيهِ من كلِّ فجٍّ زُمر تُبَجَّلُ فيه مزايا الشُعور على حينَ في غيرهِ تًحتَقَر وتًنسى الضغائنُ في ساحةٍ بها كلُّ مكرُمةٍ تُدَّكر وأنت كصمصامةٍ مُنتضىً و " حافظُ " كالأبلقِ المشتَهَر تمشَّى بإثْركَ في شِعره وماتَ .. وأعقبتَهُ بالأثر بقدْرِ اختلافِكما في النُبوغِ كانَ اختلافُكما في العُمُر فلا تَبعُدا إن شأنَ الزمانِ أنْ يُعقِبَ الصفوُ منه الكَدَر عزاءُ الكِنانة أنَّ القريضَ تأمَّرَ دهراً بها ثمَّ فَر بنجمينِ كانت تباهي السما وما في السما من نجومٍ كُثُر بشوقي وحافظَ كانت متى تُنازلْ بمعركةٍ تَنتصِر فها هي قد عَريتْ منهما وها هي من وحشةٍ تَقْشَعِر فلا تحسبنْ أنَّ طولَ البكا يذودُ الأسى او نِثارَ الزَهر خسرناكَ كنزاً إلى مثلِهِ إذا أحْوَجَتْ أزمةٌ يفتقر وما كنتَ من زمنٍ واحدٍ ولكنْ نِتاجَ قُرونٍ عُقُر مضى بالعروبةِ دهرٌ ولمْ يَلُحْ ألمعيٌّ ومرت عُصُر وإن النُبوغَ على ما يُحيطُ بعيشِ النوابغِ أمرٌ عَسِر يثيرُ اهتماماً أديبٌ يجد كما قيلَ نجمٌ جديدٌ ظهر قرونٌ مضتْ لم يسُدِّ العراقُ مِن المتنبي مكاناً شَغَر ولم تتبدلْ سماءُ البلادِ ولا حالَ منها الثَّرى والنَّهر ولم يتغيرْ عَروضُ الخليل ولا العُربُ قد بُدلّوا بالتَتر ولكِنَّما تُنْتُجُ النابهينَ من الشاعرينِ دواعٍ أُخَر فنْ فُقدَتْ لم يشعَ الأريبُ الا ليخبو كلمحِ البَصَر الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
على سَعةٍ وفي طُنَفُ الأمان
وفي حَبّات أفئدةٍ حواني بقرب أخيهِما كرماً ولطفاً وثائرة يُسَرُّ الرافدانِ فتى عبد العزيز وفيكَ ما في أبيك الشْهمِ من غُررِ المعاني لأمرّ ما تُحس منِ انعطافٍ عليك وما ترى من مهرجان تأملْ في السُّهول وفي الروابي ومختلِف الأباطحِ والمغاني ألستَ ترى ارتياحاً وانطلاقاً يلوح على خمائلها الحسان وفي شتى الوُجوه ترى انبساطاً ولو في وجه مكتئب وعاني وذاك لأن كلَّ بني سُعودٍ لهم فضل على قاصٍ وداني وأنّهُمُ الملاجيءُ في الرزايا وأنَهُمُ المطامحُ والأماني وأنك والذي أُفِدْتَ عنه أباك ملاذةُ الحر المُهانِ تسوسون الرعية بالتساوي بفرط العدْل أو فرط الحنان فلا مثلَ الجناة يُرى بريء ولا بَدَلَ البريء يُعافُ جاني لكم في ذمة الأحرار دَيْنٌ وأكرِمْ بالمدُين وبالمُدان أبوكَ ابن السعود أبو القضايا مشرفةً على مرّ الزمان ولمَحُ الكوكب المُلْقي شُعاعاً على شُعَب الجْزيرة والمَحاني ورمزُ العبقريةِ في زمان به للعبقرية كلُّ شأن لها كُتِبَ الخلودُ وما سواها برغم دعاية الداعين ، فاني ولم أر مثلَهُ إلا قليلاً مهِيباً في السماع وفي العِيان كأني منه بين يَديْ هِزبَرٍ أخي لِبَدٍ على بُعدِ المكان أقول الشعر محتفظاً وئيداً كأني خائفٌ من أن يراني وقى اللهُ الحِجزَ وما يليهِ بفضل أبيك من غُصَصِ الهوان ومتَّعَ ذلك الشعبَ الموقَّى بسبع سنينَ شيقةٍ سِمان على حينَ اصطلى جيرانُ نجد بجمر لظىً وسمّ الأفعوان وقد رقَّت لها حتى عِداها لكابوس بها مُلقى الجِران أرادَتْه اضطراراً لا اختياراً وليس لها بدَفْعَتِه يدان فليت الساهرين على دَماراً فداءُ الساهرين على الكيِان وما سِيانِ مشتملون حَزْماً ومشتملون أحزمةَ الغواني تُحاك له الدسائسُ تحت ليل من الشحناء داجي الطَّيْلسان على يد مصطلينَ بهِ غِضابٍ على عليائه حرِدِي اللسان وحُسّاد لذي شرف مَهيب رَمَوْا منه بسُلٍّ واحتقان من القوم الذين إذا استُجيشوا ذكا لأُنوفهم أَرجُ الجِنان مشى للناس وضّاحاً وجاءوا إليهم تحت أقنعة القِيان فقل لهُمُ رويداً لا يَطيشوا ولا يَغُررْهُمُ فرطُ التواني فبالمرصادِ صِلٌّ أرقميٌّ شديدُ البطش مرهوبُ الجَنان يُريهِمْ غفلةً حتى إذا ما تمادَوْا في اللّجاجة والحِران مشى لهم كأروعِ ما تراه حديدَ الناب محتشدَ الدُّخان وقال لشيخهم إن شئتَ ألّا أراك ترفعاً أفلا تراني إذا لم تَقْوَا أن تبنى فحايد وكن شَهمْا يقدِّرُ صنعَ باني مَشَيْتُمْ والملوكُ إلى مجالٍ به أحرزتُمُ قَصَبَ الرِّهان فجاء مقامُهُمْ عنكم وضيعاً مقام الزَج زلَّ عن السِّنان فلا تحسَبْ بأن دعاةَ سُوءٍ تحرَّكُ من فلانٍ أو فلان ولا شتى زحاريفٍ ركاكٍ ولا شتى أساليبٍ هِجان تَحَوَّلَ عَنْكُمُ مجرى قُلوب موجهةٍ إليكم بِاتزان يسُرُّ الناسَ أنَّ فتىً كريماً يُسَرَّ ، كما يعاني ما يعاني ترفع يا سرورُ عن القوافي فانكَ لَلْغنيُّ عنِ البيان وَهبني كنتُ ذا حَصَرٍ عِيِيّاً وهبني كنت منحبسَ اللسان فما قدْرُ العواطف والنوايا إذا احتاجت لنقْلِه تَرجَمان الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
نَعوا إلى الشِعرِ حُراً كان يرعاهُ
ومَنْ يَشُقُّ على الأحرارِ مَنعاهُ أخنى الزَّمانُ على نادٍ زها زَمناً بحافِظٍ واكتسى بالحُزنِ مغناه واستُدْرجَ الكوكَبُ الوضاءُ عن أُفُقٍ عالي السَّنا يُحْسِرُ الأبصارَ مَرقاه أعْززْ بأنَّا افتقَدناهُ فأعوزنا وجهٌ طليقٌ وطَبعٌ خفَّ مجراه وأنَّ ذاكَ الخفيفَ الروحِ يُوحشُه بيتٌ ثقيلٌ على الأحياءِ مَثواه ضيفٌ على رِمَمٍ شتَّى طبائعُها ما كانَ يجمعُها حالٌ وإياه أنَّ الذي هزَّ كلَّ الناس مَحضَرُهُ لم يبقَ في الناس منه غيرُ ذكراه نأت رعايَتُنا عنه وفارقَنا فِراقَ مُحتَشمٍ فلْيَرْعَهُ الله حوى التُرابُ لِساناً كُلُّهُ مُلَحٌ ما كلُّ مُحتَرِفٍ للشِّرِ يُعطاه للأريحيَّةِ مَنْشاهُ ومَصْدرُهُ وللشَّجاوةِ والإيناسِ حَدّاه جمُّ البَدائهِ سََهْل القولِ ريِّضُه وطالما أعوزَ المِنطيقَ إبداه جَلا القِراعُ الشبا منهُ ولطفَّهُ طولُ التَّجارِبِ في الدُّنيا ونقَّاه تخيَّر الكَلِمَ العالي فَسلَّطهُ على القوافي فحَّلاها وحلاّه ومَدَّها ببنَتِ الفِكرِ مُرسَلةً تَرَسُّلَ السَّيلِ أدناهُ كأقصاه من كلِّ مَعنىً لطيفٍ زاد رونَقَهُ إبداعُ " حافِظَ " فيهِ فهو تيَّاه فلو يُطيق القريضُ النُطقَ قابلةُ بالشكرِ عن حُسن ما أسدى فأطراه عرائسٌ من بنات الفكر حاملةٌ مِن حافظٍ أثَراً حُلواً كسِيماه وما الشُعورُ خيالُ المرءِ يَنْظِمهُ لكنَّهُ قِطِعِاتٌ مِن سجاياه أخو الحماسِ رقيقاً في مقاطعهِ تكادُ تُلْمسُ نِيرانٌ وأمواه وذو القوافي لِطافاً في تَسَلسُلها ما شانَها عنَتٌ يوماً وإكراه وابنُ السِنينَ نَقيَّاتٍ صحائفُها أُُولاه فائضةٌ حُسناً وأُخراه فانْ يكُنْ خُضِدت بالموتِ شوكتُهُ أو نالَ وقعُ البِلى منهُ فعرّاه فما تزالُ مَدى الأيامِ تُؤنسُنا نظائرٌ مِن قوافيهِ وأشباه شِعرٌ تُحِسُّ كأنَّ النفسَ تَعشَقُهُ أو أنَّها اجتُذِبَتْ بالسِحر جرّاه زانَتْ مواقِفَهُ جُنديَّةٌ كُسيَت من الرزانهِ ما لمْ تُكْس لولاه مشى بمصرَ فلم يَعثُر بها ورمى مُحتلَّ مِصرَ فلم يُخطِئْهُ مَرماه رِيعَ القريضُ بفذٍّ كانَ يملؤهُ مِن الجميلينِ مَبناهُ ومَعناه يُعطي لكلِّ مَقامٍ حقَّهُ ويَرى حقّاً لسامعهِ لابُدَّ يَرعاه قد يُوسِعُ الأمرَ تفصيلاً يُحتَّمُه حالٌ وقد يَكتفي عنهُ بفَحواه وقد يجيئُ بما لم يَجْرِ في خَلَدٍ وقد يقولُ الذي لم تهوَ إلاّه فمٌ من الذهب الابريزِ مَنطِقُهُ جاءتْ تُعزّي به الأشعارَ أفواه اليومَ يبكيهِ دامي القلبِ طارَحَهُ بِدامياتِ قوافيهِ فواساه وضيِّقُ الصدرِ بالأيام غالطَهُ عنِ الحياةِ وما فيها فعزّاه حَسْبُ الزمانِ وحِسبُ الناسِ مَنقصةً أن طالَ من حافظٍ في الشِعر شكْواه ما للزمانِ ونفسٍ ريعَ طائُرها ألمْ تكنْ في غِنىً عنها رزاياه ضَحيَّةَ الموتِ هل تهوى مَعاودَةً لِعالمٍ كنتَ قَبلاً مِن ضَحاياه يا ابنَ الكِنانهِ والأيامُ جائزةٌ والدهرُ مُغْرَمةٌ بالحُرِّ بَلواه لُقِّيتَ مِن نَكَدِ الدُّنيا ومحنتها ما كنتَ لولا إباءٌ فيكَ تُكفاه ما لذَّةُ العيشِ جَهلُ العَيشِ مَبدؤهُ والهمُّ واسِطهُ ، والموتُ عُقباه يا ابنَ الكِنانهِ ماذا أنتَ مُشتَمِلٌ عليه ممَّا سَطا مَوتٌ فغَطَّاه سِتّونِ عاماً أرتْكَ الناسَ كُنهَهَمُ والدهرَ جوهرَهُ والعُمْرَ مَغزاه وبَصَّرتكَ بأطباع يَضيقُ بها صدرُ الحليم وتأباه مَزاياه بَدا على نَفثَاتٍ منكَ خالدةٍ عيشُ الأباة ونُعماهُ وغُمَّاه وخَبَّرتنا القوافي عن أخي جَلَدٍ صُلبِ الإرادةِ يُعْيي الدهرَ مأتاه خاضَ الزمانَ وأبلاهُ مُمارسةً لم يَخْفَ عنه خبيٌّ مِن ثناياه وعَنْ مصارَعةِ الدُّنيا على نَشَبٍ الحَالُ تُوجبهُ والنفسُ تأباه وعن مواقفَ تُدمي القلبَ غُصَّتُها لا المالُ يَدفعُ ذِكراها ولا الجاه وعن أذايا يّهدُّ النفسَ مَحمِلُها ويَستثَيرُك جانيها ومَرآه إنَّا فَقدناهُ فقْدَ العيَنِ مُقلتها أو فقْدَ ساعٍ إلى الهيجاءِ يُمناه ما انفَكَّ ذِكرُ الرَّدى يجري على فمه وما أمرَّ الرَّدى ، بل ما أُحيلاه ومَنْ تُبَرِّحْ تَكاليفُ الحياةِ به ويَلْمِسُ الرَّوْحَ في مَوتٍ تمنَّاه إنّي تعشَّقتُ مِن قَبلِ المُصابِ به بيتاً له جاء قبلَ الموتِ يَنعاه ودَّعتُهُ ودُموعُ العينِ فائضةٌ والنَّفسُّ جياشةٌ والقَلب أواه الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
قلَّ صبري على زمانِ ألدِّ
وخُطوبٍ ألبَسَنْنَي غيرَ بُردي وتقاليدَ لا تطاقُ وناسٍ لا يُجيدون غيرَ لُؤمٍ وحِقْد آنست مَنْ معي قوافٍ حِسانٌ سوف تبقى أُنْسَ الشجييِّن بعدي حملتْ همَّهُمْ ورُحْتُ غريباً عنهمُ حاملاً هموميَ وحدي أفرَشوني شوكَ القتاد وخصُّوا بالرياحين كلَّ جِبْسٍ ووَغْد وزَوَوْا كلَّ ما أودُّ احتكاراً وأتوني بكل ما لم أودّ وأجالوا أفراسَهُمْ في مَلاهٍ ضربوا بينها وبيني بِسُدّ ثم قالوا صفِ الحياةَ بلطفٍ رغمَ أنَّ الحياةَ تجري بضدي كيف يسطيعُ رسمَ شَكلِ المسرّاتِ نزيلٌ في غرفة مثلِ لَحْد تائه في حياته ليس يَدري أيُّ بابٍ إلى السُّرورِ يُؤدّي قد وصفتُ الشَّقاءَ أروعَ وَصفٍ من بلاءٍ وخبرةٍ مستَمَدّ وأرَيْتُ الناسَ الحياةَ جحيماً قاذفاً أنْفُساً لطافاً بوقْد فأروني رفاهةً ونعيماً لأُريكم تصويرَ جنةِ خُلْد صدماتُ الزمانِ تُبْقي خدوشاً في أصَمٍّ من الجلاميدِ صَلدْ أفتنجو من هذه الغَيرِ السودِ خلايا دمٍ وقطعةُ جِلد أكلتْ قلبيَ الهمومُ وهدّت كلّ حولي واستنزفتْ كلَّ جهدي فتراني وليس غيرُ اطِّلابٍ لكفافٍ من المطاليبِ عندي بدلاً من تقلُّبي في نعيمٍ سابغ الظلِّ ذي أفانينَ رَغْد هذه العيشةُ الرفيهةُ لا عركُ زمانٍ ملآنَ بالنحس نَكْد ما عسى تبلُغُ القناعةُ من نفس طروبٍ لغيرِها مستعِد أين من تستثيرُ طبعي بهزاتِ التصابي منها وتقدَحُ زندي من تشكي الغرامِ والوجدِ إني ذو احتياج إلى غرامٍ ووجد قد سئمتُ الجفافَ في العيش لارشفةُ ثغرٍ ولا نعومةُ خدّ وردةٌ من حديقةِ الشعرِ أُهديها إلى مطعمي بقطفةِ ورد ليس عندي أعزّ ُ منها وحسبي أنني خيرُ ما تملكتُ أُهدي اشتهي عُلْقةً بحبلِ غرامٍ أوْجدِيها ولو بكاذبِ وعد لست ادري فربّما كان نحسي في غرامي وربّما كان سعدي غيرَ أنيّ أُحسُّ أنَ شعوراً تستفزينه بُقربٍ وبُعد لا تَشِحّي ولا تجودي ولكنْ اتركيني ما بين جَزْر ومَد ثم قولي هاكَ الذي تبتغيه ثم لمّا أقولُ هاتيه رُدّي لوحةٌ مالها نظيرٌ وقوفُ العاشقِ الصبِ بينِ أخذٍ وردْ لا لأجلي لكنْ التّلهي بقوافي حرّكي بعضَ وَجْدي أَولا ترغبين أن يَتَغّنى بمعانيكِ مُعْجَباً كلُّ فرد رُبَّ جسمٍ يَبْلى به عبقريٌّ لا يرى عن تَصْويرِهِ من مَردّ حاشدِ الذهنً بالصبابةِ يأتي من ضُروبِ البيان فيها بحشْد وتراه عَفْوَ القريحةِ يَخْتارُ أناشيدَ تُعْجِزُ المتصدِّي سَهُلَتْ فهو مثلُ سيلٍ تَجارى في مسيلٍ دَمْثٍ يُعيد ويُبدي يَلمِسُ الشيخُ في قوافيه بُقيا أثَرٍ من شبابهِ المسَتَردّ ويُعيدُ الصِبا إليه وبلقى في مريرِ الذكْرى حلاوةَ شُهْد فهو يُسْدي إلى الوجودِ جميلا وهو لولا الغَرامُ ما كانُ يُسْدي ولقد تَضْمنُ البداعةَ في الفنِّ وتخليدهِ بضاضةُ زند ما عرفنا دعدّيةً تتصّبى كلَّ نَفسٍ لولا تحكُّمُ دَعْد لا جفافُ الحجاز أضرمَ تلك الروحَ فيها ولا خشونةُ نجد هي إلهامةٌ يَنِزّ لها الحبُّ على الشاعرينِ من غير قَصْد الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ذوى شبابيَ لم يَنْعَم بسرّاءِ
كما ذوى الغصنُ ممنوعاً عن الماءِ سَدَّتْ عليَّ مجاري العيشِ صافيةً كفُّ الليالي وأجرتها بأقذاء فمِنْ عناءِ بَلَّياتٍ نُهكتُ بها إلى عناء . ومن داءٍ إلى داء ستٌ وعشرونَ ما كانت خُلاصتُها وهي الشبابُ طريّاً غيرَ غمَّاء وما الحياةُ سوى حسناءَ فارِكةٍ مخطوبةٍ من أحبَّاء وأعداء قد تمنعُ النفسَ أكفاءً ذوي شغفٍ ورّبما وهبتها غيرَ أكفاء ولا يزالُ على الحالينِ صاحبُها معذَّبَ النفسِ فيها بيِّنَ الداء فإنْ عجِبتَ لشكوى شاعرٍ طرِبٍ طولَ الليالي يُرى في زِيِّ بّكاء فلستُ أجهلُ ما في العيش من نِعمٍ انا الخبيرُ بأشياءٍ وأشياء ولا أحبُّ ظلامَ القبر يغمُرني أنا الخبيرُ بأشياءٍ وأشياء وإنَّما أنا والدُّنيا ومحنتُها كطالبِ الماء لمَّا غَصَّ بالماء أُريدُها لمسرّاتٍ ، فتعكِسُها وللهناءِ ، فَتثنيهِ لايذاء وقد تتبَّعتُ أسلافي فما وقعتْ عيني على غير مشغوفِ بدُنياء فانْ أتتكَ أحاديثٌ مُزخرَفةٌ عن الذينَ رَوَوْها أو عن الللائي يُشوِّهونَ بها إبداعَ غانيةٍ فتَّانهٍ لم تكنْ يوماً بشوهاء طوراً تُصوّرُ حِرباء وآونةً كالأفعوان . وأُخرى كالرُّتَيْلاء فلا تصدّقْ فما في العيشِ منقصةٌ لولا أضاليلُ غوغاءٍ ودهماء ذَمَّ الحياةَ أُناسٌ لم تُواتِهُمُ ولا دَروا غيرَ دَرَّ الإبْل والشاء وقلَّدَتْهُمْ على العمياء جَمهرةٌ تمشي على غير قصدٍ خبطَ عشواء ولو بدَتْ لهمُ الدُّنيا بزيِنتها لقابلوها بتبجيلٍ وإطراء لم تكفِني نكباتٌ قد أُخذتُ بها حَتى نُكبتُ بأفكاري وآرائي لي في الحياة أمانٍ لو جَهَرتُ بها قُوبلتُ من سَفْسطيَّاتٍ بضوضاء ولو أتاني بِبُرهانٍ يجادلُني لقلتُ : أهلاً على العينين ِ مولائي شِيدتْ قصورٌ على الأجراف جاهزةٌ بكلِّ ما تشتهيهِ أعينُ الرائ ي فيهنَّ من شهواتِ النفس أفظعُها فيها غرائبُ أخبارٍ وأنباء فيها اللَّذاذاتُ والأفراحُ عاصفةٌ بنفسِ ذاكَ المُرائي عَصفَ نكباء حتى إذا قلتَ قولاً تستبينُ به لُطفَ الحياةِ بتصريحٍ وإيماء هاجوا عليكَ بإقذاعٍ ومفحشةٍ وآذنوكَ بحربٍ جِدِّ شعواء حُرِّيةُ الفكر ما زالتْ مهدَّدةً في " الرَّافدين " بهمَّازٍ ومشَّاء وبالنواميسِ ما كانتْ مُفسَّرةً إلا لِصالحِ هيئاتٍ وأسماء الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يدي هذه رهنٌ بما يَدَّعى فمي
لئن لم يحكِّمْ عقلَه الشعبُ يندمِ هتفتُ وما أنفك أهتِف صارخاً ولو حرّموا مسِّي ولو حلَّلوا دمي ولو فتّشوا قلبي رأوا في صميمه خلاصةَ هذا العالمِ المتألِّم إذا تُرك الجُمهورُ يَمضي لشأنه ويسلُك من أهوائه كلَّ مَخْرِم وتنتابُهُ الأهواء من كلِّ جانبٍ وترمي به شتى المهاوي فيرتمي وتُنْشَر فيه كلَّ يوم دِعايةٌ ويندسُّ فيها كلُ فكر مسمِّم وتَقضي عليه فُرقة من مسدّر وتُنْهكُه رجعيةٌ من معمَّم ولم تلدِ الدنيا له من مؤدِّب يهذب من عاداته ومقوِّم فلا بد من عُقْبى تسوء ذوي النهى وتَدمى بها سبابةُ المتندِّم ولا بد أن يمشي العراقُ لعيشة يشرَّفُ فيها أو لموت محتَّم أقول لأوطانٍ تمشت جريئةً يَمدُّ خطاها كلُّ أصيدَ ضيغم وقرَّ بها مما تحاول أنها رأت في اكتساب العزِّ أكبر مغنم ألا شعلةٌ من هذه الروحِ تنجلى على وطن ريانَ بالذُّل مُفْعَم خذي كلَّ كذّاب فَسُلِّي لسانه ومُرّي على ظُفر الدنيِّ فَقَلِّمي ومُرِّي على هذي الهياكل أقبلت عليها الجمْاهير الرُّعاع فحطِّمي وإن كان لا يبقى على الحال هذه سوى واحد من كل ألف فأنعم فأحسنُ من هذي التماثيل ثُلّةٌ تقوم على هذا البناء المرمَّم فقد لعِبَت كفُّ التذبذب دورَها به واستباحت منه كلَّ مُحرَّم وقد ظهرت فيه المخازي جليةً يضيق بها حتى مجالُ التكلُّم وقد صيحَ نهباً بالبلادِ ومُزِّقت بظفُرٍ وداسوها بخُفٍّ و مَنْسِم وإني وإن لم يبق قول لقائل ولم يتركِ الأقوامُ من متردمِّ فلا بدَّ أن أُبكيكَ فيما أقصُّه عليك من الوضع الغريب المذمَّم ألا إن هذا الشَعبَ شعبٌ تواثَبَتََْ عليهَ صروفُ الدهر من كل مَجْثم مقيمٌ على البْلوى لِزاماً إذا انبرت له نكبةٌ عظمى تَهون بأعظم يجور عليه الحكمُ من متآمرٍ وتمشي به الأهواءُ من متزعِّم مساكينُ أمثالُ المطايا تسخَّرتْ على غيرِ هدْيٍ منهمُ وتَفَهُّم فلا الحكمُ بالحكم الصحيح المتمَّمِ ولا الشعبُ بالشعب الرزين المعلَّم تَحَدَّتْهُ أصنافُ الرزايا فضيَّقَت عليه ولا تضييقَ فقر مخيِّم فقد أُتخمت شمُّ البُنوك وأشرقت بأموال نّهابٍ فصيحٍ وأعجم تُنُوهِبْنَ من أقوات طاوٍ ضلوعَه على الجْوع أو من دمع ثكلى وأيِّم يُباع لتسديد الضرائب مِلْحَفٌ وباقي رِتاج أو حصير مثلَّم وما رفع الدُّستورُ حيفاً وإنما أتونا به للنَّهْب ألطفَ سَلَم ستارٌ بديعُ النسجِ حيكَ ليختفي بها الشعبُ مقتولاً تضرَّجَ بالدم به وجدت كفُّ المظالم مَكْمَناً تحوم عليه أنَّةُ المتظلِّم نلوذ به من صَوْلة الظلم كالذي يفرِ من الرَّمضاءِ بالنار يحتمي بضوء الدساتير استنارت ممالكٌ تخبَّطُ في ليل من الجْهل مظلم وها نحن في عصر من النور نشتكي غَوايةَ دُستور من الغِش مبهم هنالك في قَصْرٍ أُعدت قِبابه لتدخينِ بطّالين هوجٍ ونُوّم تُصَبُّ على الشعب الرزايا وإنما يَصُبُّونها فيه بشكل منظَّم مضت هَدرَاً تلك الدماءُ ونُصِّبَتْ ضِخامُ الكراسي فوق هَامٍ محطَّم ولما استَتَمَّ الامرُ وارتدَّ معشَرٌ خلاءَ اكُفٍّ من نِهاب مقسَّم ورُدَّت على الأعقاب زَحفاً معاشرٌ تُحاولُ عَودْاً من حِطامٍ مركَّم بدا الشر مخلوعَ القِناع وكُشِّفَت نوايا صدورٍ قُنِّعت بالتكتُّم وبان لنا الوضعُ الذي ينعَتُونَه مضيئاً بشكل العابس المتجهِّم الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
جهِلنا ما يُراد بنا فقُلنا
نواميسٌ يدبِّرها الخفاءُ فلما أيقَظَتْنا من سُباتٍ مكائدُ دبَّرتها الاقوياء وليس هناكَ شكٌ في حياةٍ تدوسُ العاجزين ولا مِراء لجأنا للشرائعِ بالياتٍ لتحمِينا وقد عزَّ احتماء فكانتْ قوَّةٌ أخرى وداءُ رَجَونا ان يكونَ به الدواء حثيثٌ سيرُهنَّ إلى ضعيفٍ تلقَّفُه وعنْ أشِرٍ بِطاء تسيرُ وشأنَها حتى اذا ما تصدَّتْ قوَّةٌ فبها التواء وقام السيفُ يُرهِب دفَّتيها تؤيِّدهُ ميولٌ وارتشاء إذا لم تُرضِه منها سطورٌ تولَّتْ محوَ ما فيها الدِّماء فيا أضحوكةَ السيفِ المُدَّمى تفايضَ مِن جوانبكِ الغباء أتُصلِحُ ما الطبائعُ أفسدتَه قوانينٌ مفسَّخةٌ هُراء وماذا غيَّرتْ نظمٌ وهذي حياتُكَ جُلُّ ما فيها شقاء وما عُدِم الهناءُ بها . ولكنْ تُنوزِعَ فيه فاحتُكِر الهناء ولم تتفاوتِ الطبقاتُ إلاّ لتنحصرَ الرَّفاهةُ والنَّماء وما اختلفت عصورٌ عن عصورٍ نعم غطَّى على الصُوَرِ الطِّلاء فسوقُ الرِّق لم يكسُد ولكن تبدَّلَ فيه بيعٌ أو شِراء وقد قمتْ على التشريعِ سوقٌ بها احتشدتْ عبيدٌ أو إماء ولكنْ تحت أغطيةٍ وماذا ترى عينٌ لو انكشفَ الغِطاء ترى أبداً رعايا أذكياءً تسوسُهمُ رُعاةٌ أغبياء وأحراراً رجالاً أو نساءً تُسخِّرهم رجالٌ أو نساءٌ فتفتقرُ المواهبُ والمزايا وتندَحرُ العزيمةُ والفَتاء وتخمُد جذوةٌ لولا تردِّي نظاماتٍ لألهبها الرَّجاء يُزهِّد في المحامدِ طالبيها يقينٌ أنَّ عُقباها هباء فقد تأتي الفظيعَ ولا عقابٌ وقد تُسدى الجميلَ ولا جزاء وتتَّفقُ المجاعةُ والمزايا وتلتئِم المحاسنُ والعراء وفي التاريخِ أتعابٌ كِثارٌ مضتْ هدَراً وطار بها الهواء وأعمالٌ مشرِّفةٌ ذويها تولاَّها فضيَّعها الخفاء وأُخرى جرَّ مغنمَها دنيٌّ فسرَّته ، وصاحبُها يُساء تكون وقاحةٌ فيود مرءٌ لو أنَّ مكانَها كانَ الحياء فان وُجِدَ الحياءُ سطا عليه فسخَّرهُ أناسٌ أذكياء مزاحمةً كأنَّ دهاءَ مرءٍ وطِيبةَ نفسهِ ذئبٌ وشاء وكلُّ محسِّنينَ إذا استتمّا فخيرُهما لشرِّهما الفداء وإن أشرَّ ما يلقى أريبٌ وأوجعَ ما يَحار به الدَّهاء نفوسٌ هدَّها شرفٌ ونبلٌ وأرهقها التمنُّعُ والإِباء وقد عاشت إلى الأوباشِ تُعزى وماتتْ وهي مُعدَمةٌ خَلاء وأُخرى في المخازي راكساتٌ كأصدق ما يكونُ الأدنياء مشتْ في الناسِ رافعةً رؤوساً تنصِّبُها كما رُفعَ اللواء فلا الأرضونَ قد خُسِفت بهذي ولا هذي أغاثتها السماء أتعرف من هم الأوباشُ زَولا يُريكهم ُ كأحسنِ ما يُراء يُريكهمُ أُناساً لم يُلَصَّقْ بهم غدرٌ ولم يُُنكر وفاء تطيحُ بيوتُهمِ حِفظاً لبيتٍ يضمُّهم وصاحبَه – الإِخاء أتعرفُ " لانتييهِ " وما أتاهُ من الشرفِ الذي فيه بلاء وهل شرفٌ بلا نكَدٍ وضُرٍّ يُتمِّمُ خِلقةَ الشرف العناء تولَّت " لا نتييهِ " يدُ الرزايا وأنشبَ فيهِ مِخلَبه القضاء قضاء الله قلتُ ..وإنْ تُرِدْه قضاء حكومةٍ فهما سواء ودَهْورهَ الوفاءُ ونعمَ عقبى الصداقةِ أنْ يدهوركَ الوفاء! ومنْ يذهبْ بثروتهِ ضمانٌ لصاحبهِ فقد حسُنَ الجزاء! وقامتْ صيحةٌ من كلِّ بابٍ تراجَع ْ " لانتييهِ " فلا نجاء ستعلمُ أينَ أهلُ المرءِ عنه وإخوتُه ، إذا ذهبَ الثراء وقد صدَقوا فانَّ يديكَ تهزا على رجليكَ إنْ نضبَ الرخاء وقد كذِبوا . فـ "بايارٌ " لديه وكانَ له بـ" بايار " العزاء وكلُّ الناسِ من قاصٍ ودانٍ لِمن واساكَ في ضيقٍ فداء فجاءَ يَزين موقفَه لسانٌ كحدِّ السيفِ أرهفه المُضاء محاماةً مشرِّفةً وليستْ محاماةً يُرادُ بها الرِّياء صديقٌ ضامنٌ نجَّتْ صديقاً ضمانتُه وقد عزَّ الأداء وليسَ بمُنكرٍ دفعاً ولكنْ مُقاسَطةً يحتِّمها اقتضاء " فلانتييةٌ " له شرفٌ وجاهٌ وأطفالٌ وأهلٌ أبرياء ومعملُه تعيشُ بهِ مئاتٌ سيُعوزِهُم – إذا سُدَّ – الغذاء ولكنَّ " القضاء " أجلُّ مِن أنْ يُصدِّقُ ما يقولُ الأصدقاء فأصبح " لانتييه " وكلُّ ما في يديهِ من نَثا الدُّنيا جُفاء وبينا " لانتييه " يفيضُ بؤساً ويطفحُ بالشقاءِ له إناء إذا " بالعدل" يكبِسهُ ، لماذا لانَّ العدلَ يكبس من يشاء لأن " العدل " يُشغِلُه أناسٌ همُ فوقَ " المنصَّةِ " أنبياء..! وهبْ ذهبت ضحايا العدل ظُلماً نفوسٌ من تظنِّيه بُراء فلا لومٌ عليهِ وإنْ تلوَّثْ سياط ٌ فوقَهم أو فارَ ماء..! سيجلِدُهم إلى أنْ يُقنِعوه بأنهم أناسٌ أبرياء..! فان هلكوا وخلْفَهمُ بيوتٌ خوتْ من بعدهم فله البقاء! الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
إذا خانتكَ مَوهبِةٌ فحقُّ
سبيل العيشِ وَعْرٌ لا يُشَقُّ وما سهلٌ حياةُ اخي شُعورٍ من الوجدان ينبُضُ فيه عِرق أحلَّتْهُ وداعتُه محيطاً حَمَتْه جوارحٌ للصيد زُرق تفيض وضاحةً والعيشُ غِشٌ سلاحك فيه أن يعلوك رَنْق وتحمل ما يحلّ من الرزايا قُواكَ وقد تخورُ لما يَدِقّ يظُن الناسُ أنّك عُنجهُيُّ وأنتَ وَهُم بما ظَنّوا مُحِقّ قليلٌُّ عاذروكَ على انقباضٍ أحب الناسِ عند الناسِ طَلْق ووجهٍ تُقطُر الأحزانُ منه على الخُلَطاء مَحمِلُه يشِقّ شريكُكَ في مِزاجك من تُصافي له شِقٌ وطوعُ يديك شِق وقبلاً قال ذو أدَب ظريفٍ قِرى الأضياف قبلَ الزاد خُلْق وعذرُك أنت آلامٌ ثِقالٌ لهنَّ بعيشةِ الأدباء لَصق أحقُّ الناس بالتلطيف يغدو وكل حياتِه عَنَتٌ وزَهْق تسير بك العواطفُ للمنايا وعاطفةٌ تسوءُ الظُفرَ حُمق وحتى في السكوت يُرادُ حزمٌ وحتى في السلامِ يُرادُ حِذق يريد الناسُ أوضاعاً كثاراً وفيك لما يُريدُ الناسُ خَرق خضوعُ الفرد للطبقاتِ فَرضٌ وقاسيةٌ عقوبةُ من يَعِقّ نسيجٌ من روابطَ محكماتٍ شذوذُ العبقريةِ فيه فَتْق وعندّكَ قوَّةُ التعبير عما تُحسُّ ، وميزةُ الشُعَراء نُطْق حياتُك أن تقولَ ولو لهاثاً وحُكمٌ بالسكوت عليك شَنْق فما تدري أتطلق من عنان القريحةِأم تُسفُّ فتُستَرَقّ فان لم تُرضِ أوساطاً وناساً ولم تكذِبْ وحُسْنُ الشعرِ صِدق ولم تقلِ الشريفُ أبو المعالي وتَعلَمُ أنه حمَقان مَذْق ولم تمدحْ مؤامرةً وحُكما بأنهما لميلِ الشَعب وَفق دُفِعتَ الى الرعاع فكان شتمٌ ورحتَ إلى القضاء فكان خَنْق بقاءُ النوع قال لكلِّ فرد أُحطُّ شمائلي عَدل ورِفق قلوب صِحابتي غُلْفٌ ووِرْدي لمن لم يعرف التهويش طَرْق وصارمةٌ نواميسي وعندي لمن لا يسحَقُ الوجدانَ سَحق وإني لاحبٌ بالظلم سهلٌ ومنحدِرٌ لصافي القلب زَلْق غريبٌ عالم الشعراء تقسو ظروفهم والسنُهم تَرِق كبعضِ الناس هُمْ فاذا استُثيروا فبينهم وبين الناس فَرْق شذوذُ الناس مُختَلَق ولكنْ شذوذُ الشاعر الفَنّان خَلْق وإن تعجَبْ فمن لَبِقٍ أريبٍ عليه تساويا سَطْحٌ وعُمْق تضيق به المسالكُ وهو حُرٌّ ويُعوِزُهُ التقلُّب وهو ذَلْق وسرُّ الشاعرية في دِماغٍ ذكيٍ وهو في التدبير خَرْق تَخبَّط في بسائِطهِ وحَلَّت على يَدهِ من الأفكار غُلْق مشاهيرٌ وما طَلَبوا اشتهاراً مَشَتْ بُرُدٌ بهم وأُثيرَ بَرق ومَرموقونَ من بُعدٍ وقُربٍ لَهمْ أُفُقٌ وللقمرين أُفْق ومحسودونَ إن نَطَقوا وودُّوا بشَدق منهُمُ لو خِيطَ شَدْق يُعينُ عليهُمُ رَشْقُ البلايا من التنقيد والشتَمات رَشق فاما جَنْبةُ التكريم منهم فبابٌ بعضَ أحيان يُدَقّ متى تُحسِن مدائحَهُمْ يَجِلّوا كما اشتُريِتَ لحُسن اللحن وُرْق وإلا غُودِروا هَمَلا ضَياعاً كما بَعدَ الشرابِ يُعاف زِقّ ورب مُضيَّع منهم هباءاً يَشيدُ بذكرهِ غَرب وشَرق تَزيَّنُ في الندى له دوَاةٌ ويُعرَض في المتاحف منه رَق فيا عجباً لمنبوذٍ كحَق يقدَّر من بديع نَثاه عِلْق وفي شتى البلاد يُرى ضريحٌ عليه من نِثار الوَرد وَسق يُجل رفات أحمدِه فرات وتَمسح قبرَ أحمدها دمشق ومفرق ذاك شُجَّ فلم يُعقِّب وُروعٌ ذا وسد عليه رزق الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
عتَبْتُ وماليَ مِن مَعتبِ
على زَمَنٍ حُوَّلٍ قُلَّبِ أُنلصِقُ بالدهر ما نجتوي ونختصُّ نحن بما نجتبي كأنَّ الذي جاء بالمَخْبثاتِ غيرُ الذي جاء بالطَّيب! وما الدهرُ إلا أخو حَيدةٍ مُطلٌ على شرَفٍ يرتبي يُسجّلُ معركةَ الكائناتِ مثلِ المُسجّل في مَكتب فما للزمانِ وكفّي إذا قَبضتُ على حُمةَ العقرب؟! وما للَّيالي ومغرورةٍ تُجَشِّمُني خَطرَ المركب؟ بِنابيَ، مِن قبلِ نابِ الزمان ومن قبل مِخلبه مِخلبي تَفَرَّى أديميَ ، لم أحَترِس عليه احتفاظاً ولم أحدَب! بناءٌ أُقيمَ بجَهد الجُهود وَسهرةِ أُمٍّ ورُعْيا أب وأضْفَتْ عليه الدروسُ الثِقالُ لوناً من الأدب المُعْجِب عَدوتُ عليه فهدَّمتُه كأن ليس لي فيه من مطلب! يداي َ أعانت يدَ الحادثات فَرُنِّقَ طوع يدي مشربي أجِد وأعلمُ عِلمَ اليقين بأني من الدهر في ملعب! وأنّ الحياةَ حَصيدُ الممات وان الشروقَ أخو المغرب! وإني على قدْر ما كان بالفُجاءاتِ مِن قَسوةٍ كان بي بَعثْنَ البَواعثَ يَصْطَدنَني وأبصرتُ مَنجى فلم أهرب! وثارتْ مُخّيلتي تَدَّعي بأنَّ التَنزُّلَ مَرعى وبي وأن الخيانةَ ما لا يجوزُ وأنَّ التقلّبَ للثعلب وأنْ ليس في الشرِّ من مغنم يُعادِلُ ما فيه مِن مَثْلَب ولما أُخِذْتُ بها وانثنيتْ نزولاً على حُكمها المُرهِب ووَطَّنْتُ نفسي ، كما تشتهي على مَطْعمٍ خَشِنٍ أجْشَب مشى للِمثالبِ ذو فِطنةٍ بقوَّةِ ذي لِبد أغلب جَسورٍ رأي أنّ مَن يَقتحمْ يُحكَّمْ، ومن يَنكمشْ يُنْهَب وأفرغَها من صُنوفِ الخِداعِ والغشَّ في قالبٍ مُذْهَب فرفَّتْ عليه رَفيفَ الأقاح في مَنبِت نَضرٍ مُعشِب تُسمَّى خَلائقَ محمودةً ويُدعَ ى أبا الخُلُقِ الأطيب! وراحَ سليماً من الموبقات ورُحتُ كذي عاهةٍ أجرب! ولم أدرهِها عِظَةً مُرَّةً بأني متى أحَترِسْ أُغلَب ولكنْ زَعمتُ بأن الزمانَ دانٍ يُسفُّ مع الهيدَب ويومٍ لَبستُ عليه الحياةَ سوداء كاللَّيلة الَغْيهَب أرى بَسمةَ الفجرِ مثلَ البُكاء وَشدْوَ البَلابل كالمَنْعب! وبِتُّ عكوفاً على غُمَّتي حريصاً على المنظر المُكْرِب! وَبعثرتُ هاجعةَ الذكريات أُفَتّشُ عن شَبَحٍ مُرعِب! حَملتُ همومي على مَنكِبٍ وهمَّ سوايَ على مَنكِب ولاشيتُ نفسيَ في الأبعدين أُفكّرُ فيهمْ ، وفي الأقرب! ولمَّا فَطَنتُ على حالة تَليقُ بمنتحِرٍ مُحرِب.. نسيتُ بأني اقَترفْتُ الذنوبَ وانصَعتُ أبحثُ عن مُذنِب! أخذتُ بمخنَق هذا الزمان لم يفتَكِرْ بي ولم يحسِب! ويومٍ تَنَعَّمْتُ مِن لَذَّةٍ متى لم أُنعَّمْ بها تذهب ولمَّا انطوتْ مثلَ أشباهِها وكلُّ مَسيلٍ الى مَنضَب.. تَخيَّلتُ حِرصاً بأن الزمان عدوُّ اللُبانةِ والمأرَب وأنّ الطبيعةَ والكائناتِ ما يَستبينُ وما يَختبي تألبنَ يَسلُبْني فُرصةً من العُمْرِ إنْ تنألا تَقْرُب! وأن الزمانَ مشى مُسرعاً يُزاحمُ مَوكُبهُ مَوكبي ! وأن الكواكبَ طُرّاً سعُدْنَ ولم يَشْقَ منها سوى كوكبي وأنيَ لو كنت في غَمرةٍ مِن الفكر أو خاطرٍ مُتعِب لقَلَّلَ من خَطوةِ جاهداً كمشْيَةِ مُثْقلةٍ مُقرب! ورُحتُ أُشبِّهُ ما فاتني من العيش بالبارق الخُلَّب مُغاَلطَةً ، إنّ شرَّ العَزاءِ تعليلُ نفسك بالمُكذَب! وإني على أن هذا المزاج رمانيَ بالمُرهِق المُنْصِب وكنتُ على رُغم عُقْمِ الخليِّ أهوى حياةَ خليٍّ غبي لأحمِلُ ، للفُرَص السانحاتِ وللأرْيحيَّة، نفْسَ الصبي طليقاً من التَبِعات الكثارِ حُرَّ العقيدة والمذهب طَموحاً وأعرفُ عُقْبى الطُموح فلا بالدَّعِيِّ ولا المُعْجَب تَمَتَّعْتُ في رَغدٍ مُخصِب وهُذّبتُ في يَبَسٍ مُجدِب و أفضَلُ من رَوَحاتِ النعيم على النفس مَسغبَةُ المُترِب فانْ جِئتُ بالمُوجعِ المشتكي فقد جئتُ بالمُرقِص المُطرِب! دَع الدهرِ يذهبْ على رِسْلهِ وسرْ أنتَ وحدكَ في مَذهب ولا تَحتفِل بكتاباتهِ أرِدْ أنت ما تشتهي يُكتب ! فانْ وَجَدَتْ دَرَّةً حُلوةً يداك ، فدُونَكَها فاحلِب فانَّ الحماقةَ أنْ تَنثني مع الواردينَ ولم تشرَب تَسَلَّحْ بما اسطعتَ من حيلةٍ إلى الذئبِ تُعزَى ، أو الأرنب وإنْ تَرَ مَصلحةً فاصدقنَّ وإنْ لم تَجِدْ طائلاً فاكذب! ولا بأسَ بالشرِّ فاضرِبْ به إذا كان لابُدَّ من مَضرَبَ الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لو أنَّ مقاليدَ الجَماهير في يدي
سَلَكتُ بأوطاني سبيلَ التمرُّدِ إذن عَلِمَتْ أنْ لا حياةَ لأمّةٍ تُحاولُ أن تَحيا بغير التجدُّد لوِ الأمرُ في كَفِّي لجهَّزتُ قوّةً تُعوِّدُ هذا الشعبَ ما لم يُعوَّد لو الأمرُ في كفِّي لاعلنتُ ثورةً على كلِّ هدّام بألفَي مشيِّد على كُلِّ رجعيٍّ بألفَي منُاهضٍ يُرى اليوم مستاءً فيبكي على الغد ولكننَّي اسعَى بِرجلٍ مَؤوفةٍ ويا ربَّما اسطو ولكنْ بلا يَد وحوليَ برّامونَ مَيْناً وكِذْبَةً متى تَختَبرهُم لا تَرى غيرَ قُعدد لعمرُكَ ما التجديدُ في أن يرى الفَتى يَروحُ كما يَهوَى خليعاً ويغتَذي ولكنَّه بالفكر حُرّاً تزَينهُ تَجاريبُ مثل الكوكَبِ المُتَوقِّد مشَتْ اذ نضَتْ ثَوبَ الجُمود مواطنٌ رأت طَرْحَهُ حَتماً فلم تَتردَّد وقَرَّتْ على ضَيْم بلادي تسومُها من الخَسف ما شاءَتْ يدُ المتعبِّد فيا لك من شعبٍ بَطيئاً لخيرِه مَشَى وحثيثاً للعَمَى والتبلُّد متى يُدْعَ للاصلاح يحرِنْ جِماحُه وان قيد في حبل الدَجالةِ يَنْقد زُرِ الساحةَ الغَبراء من كل منزلٍ تجد ما يثير الهَمَّ من كلِّ مَرقد تجد وَكرَ أوهامٍ ، وملقَى خُرافةٍ وشَتّى شُجونٍ تَنتهي حيثُ تَبتدي هم استسلموا فاستعبَدتْهم عوائدٌ مَشت بِهمُ في الناس مشيَ المقيَّد لعمْركَ في الشعب افتقارٌ لنهضةٍ تُهيِّجُ منه كل اشأمَ أربد فإمّا حياةٌ حرّةٌ مستقيمةٌ تَليقُ بِشَعبٍ ذي كيان وسؤدُد وإمّا مماتٌ ينتهَي الجهدُ عِندَهُ فتُعذَرُ ، فاختر أيَّ ثَوْبيَك ترتدي وإلا فلا يُرجى نهوضٌ لأمّةٍ تقوم على هذا الأساس المهدَّد وماذا تُرَجِّي من بلاد بشعرة تُقاد ، وشَعب بالمضلِِّّين يَهتدى اقول لقَومٍ يجِذبون وراءهُم مساكين أمثالِ البَعير المعبَّد اقاموا على الأنفاس يحتكرونها فأيَّ سبيلٍ يَسلُلكِ المرءُ يُطردَ وما منهمُ الا الذي إنْ صَفَتْ له لَياليه يَبْطَر ، او تُكَدِّرْ يُعربِد دَعوا الشعبَ للاصلاح يأخذْ طريقَه ولا تَقِفوا للمصلحينَ بمَرْصَد ولا تَزرعوا اشواككم في طريقه تعوقونه .. مَن يزرعِ الشوكَ يَحصِد أكلَّ الذي يشكُو النبيُّ محمدٌّ تُحلُونَه باسم النبيِّ محمّد وما هكذا كان الكتابُ منزَّلاً ولا هكذا قالت شريعةُ لَموعد اذا صِحتُ قلتُم لم يَحنِ بعد مَوعد تُريدون إشباعَ البُطون لمَوعد هدايتَك اللهمَّ للشعب حائراً أعِنْ خُطوات الناهضين وسدِّد نبا بلساني أن يجامِلَ أنني أراني وإنْ جاملتُ غير مُخَلَّد وهب أنني أخنَتْ عليَّ صراحتي فهل عيشُ من داجَي يكون لسرمَد فلستُ ولو أنَّ النجومَ قلائدي أطاوع كالأعمى يمين مقلدي ولا قائلٌ : اصبحتُ منكم ، وقد أرى غوايَتكم او انني غير مهتدي ولكنني ان أبصِرِ الرشد أءتمرْ به ومتى ما احرزِ الغي أبعد وهل انا الا شاعر يرتجونَه لنصرة حقٍ او للطمةِ معتدي فمالي عمداً استضيمُ مواهبِي وأورِدُ نفساً حُرَّةً شرَ مَورد وعندي لسانٌ لم يُخِّني بمحفِلٍ كما سَيْف عمروٍ لم يَخنُه بمشْهَد الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
عليكم وان طال الرجاءُ المُعوِّلُ
وفي يَدِكُمْ تحقيقُ ما يُتأمَّلُ وأنتم أخيرٌ في ادعاءٍ ومَطْمَعٍ وأنتم إذا عُدّ الميامينُ أوّل وماذا ترجي أنسٌ لا يَسُرهُّا سوى الشعبِ مسروراً وماذا تؤمّل نفوسٌ قويماتُ المباديءِ حرّةٌ على رَغْمِ ما تلقاه لا تتحول وألسنَةٌ لُدُّ عن الحقّ ذُوَّدٌ كأحسنِ ما حامى الحقيقةَ مِقْول وأقلام كتابٍ يُريد انتقاصَها من النَّفَرِ المأجورِ للسبّ مِغْزَل وهل يستوي شاكي السلاح مؤيدٌ بحقٍّ ومهتوكُ الضريبة أعزل وأدمغةٌ جبارةٌ يُلتجى لها اذا انتاب محذورٌ أو اعتاضُ مُشْكل ذخيرةُ شعبٍ مستضامٍ تَحُوطُهُ وإن لم يكنْ حِصْنٌ لديه ومَعْقِل أهابتْ ملايينٌ تَشُدُّ اكفَّها بافئدةٍ من قرحةٍ تتأكل تُناشِدُكُمْ أن تأخذوا ثأرَ أُمّةٍ أُصيبَ لها في حبة القلبِ مَقْتل وعندكُمُ تفويضةٌ تعرفونها وفي يدكُمْ منها كتابٌ مُسَجَّل تآخى الفراتيون فيه وصافحت يَدَ الحلَّةِ الفيحاءِ بالعهد مَوْصل وإنّا وإنْ جارت علينا كوارثٌ يَقِلُّ التَّعَزّي عندها والتّعلُل مضى العامُ والثاني بويلٍ وربما اتى ثالثٌ بالويل والموتِ مقبل لَراجونَ أن تَصحُو سماءٌ مغيمة وينزاحَ عن أرض الفراتين قسطل ولا بد أن ينجابَ ليلٌ وينجلي باوضاحه يومٌ أغَرُّ مُحَجَّل فان تسألِ الأقوامَ عنا فانّنا على حالةٍ خرقاءَ لا تُتَحمَّل بلادٌ تُسامُ الجورَ حكماً وأمةٌ تُضام ودُستْورٌ مُهانٌ مُعَطَّل أعيذكُمُ أن يَستْثيرَ اهتمامَكُمْ دنيٌّ يداري لقمةً أو مُغَفَّل وهلَ يرتَضي إغضابَ شَعْبٍ بأسره وإشماتَهُ الا غويٌّ مُضلِّل مساكين جرتها البطون لهوة بها كلُّ ما يُصمي الغيَارَى ويُخجِل يدٌ رَكَسَتْ للزّندِ في كلِ حطّةٍ وأخرى من السُحْت المُحرَّم تأكل فلا تعذلوهم في اختلاقٍ فانهُمْ مفاليسُ من كذْبٍ ودّسٍ تَموَّلُوا أرادوا لكم عيباً فرُدُّوا وخُيِّبوا ولم يجدوا قولاً بكم فتقوَّلوا حرام عليهم أن يقولوا فيصدقوا وعار عليهم أنْ يقولوا فيفعلوا اذا ما انبرى منكم أديبٌ محنَّكٌ تصدى له مستسخَفُ الرأي أخطل وأُقسِمُ لو قالوا خذوا ألفَ واحدٍ مقابلَ فردٍ منكُمُ لم تبدّلوا فما اسطعتَم فاسترجعوا الحكمَ منهم فانَّهُمُ صيدٌ عليكُمْ مُحلَّل رَأوا شرَ لو أطاقوا تحملاً ولكنه لم يَبْقَ حتى التحّمل وقد هان شرُّ لو أطاقوا تحملاً ولكنه لم يَبْقَ حتى التحّمل وظنوا بأن اللهَ والشعبَ غافلٌ وهيهاتَ لا هذا ولاذاك يغفل سيعرفُ قَدْرَ النّاسِ من يَستَخِفُّهُ ويلمَسُ عُقبى الشرِ مَنْ يتوغل فقولوا لهم تعساً فقد سُدَّ مَخْرَجٌ يَفرُّونَ منه مثلما سُدَّ مَدْخَل وقد جاشَ صدرُ الشعبِ يَغلى حفيظةً عليكم كما يغلي على النار مِرجل أروني جديداً يَفْضح الشعرُ أمرَه ففضحُ مساوي القوم شيءٌ مُحصَّل فقد بدتِ النّياتُ لا سَتْردَونها ولا حاجبٌ الا الكلامُ المرعبل زخاريفُ قولٍ تعتليها ركاكةٌ ويبدو عليهنّ الخنا والتبذل اذا مسها القولُ الصحيحُ تطايَحتْ كما مرَّ يَمشي في السنابلِ مِنْجَل وألعاب صبيان تمرّ بمسرحٍ يقوم عليه كلَّ يومٍ مُمثِّل فان كان لابد الهجاءُ وسبةٌ يحُطُّ بها قَدْرَ الفرزدقِ جَرْوَل فبين يديكُمْ شاعرٌ تعرِفونه بأشعاره أعداؤهُ تَتَمثَّل تعاصيه أطرافُ الكلامِ لغيركم وتنصبُّ مثْلَ السيل فيكم وتَسْهُل يَرى حِطّةً أن يَحتْمي بسواكُمُ شعورٌ وشِعرٌ ذو رُواءٍ مُسلْسَل تَتيهُ بكم رَغمَ الأنوف وتَزْدَهي حسانُ القوافي لا النسيجُ المهلهل معارضة تُزْهي البلادُ وتحفِلُ بها وُيخَّلى مَنْ سواها ويُخذَل تُنُضِّمُها صِيدٌ كُماةٌ أشاوسٌ يقودُهُمُ شهَمٌ يقول ويفعل تراهم مُطاطينَ الرؤوسَ بمحفِلٍ تَصدَّرَ فيه " الهاشميُّ " المبجل اذا ما مشى بزّ المفارقَ مَفرِقٌ بتاجٍ من النصرِ المبين مُكلَّل تَرنُّ النوادي من مقالٍ يَقوله كما رنَّ في بيتٍ يُهَدَّمُ مِعْوَل وينقُلُهُ بعضٌ لبعضٍ تَمثُّلاً إذا انفَضَّ عنه مَحفِلٌ عاد مَحْفِل ولم يفضلِ الاراء إلا لأنه يدبّرهُ رأسٌ حكيمٌ مُفَضَّل وسيانِ قالوا خطبةً مضريةً " لياسينَ " أو قالوا تقدمَّمَ جَحْفل له فِكرةٌ أنكى من السيف وقعةً وتدبيرةٌ من فَتْكةِ الموتِ أقْتَل ورابطُ جأشٍ كالحديد وفوقَه من الهمّ والفكْرِ المبرّحِ كَلْكل وإنك من أن تقبلَ القومَ أفضلُ وإنَّهمُ مِنْ أن يُدانوك أنزل تَقَدمَّْ لها " ياسينُ " فالوضعُ محرجٌ إذا لم تخفِّفْ منه والداء مُعْضِل وإنك لو قابلتَ ما مُتِّعَتْ به من الحكم بالهونِ الذي تتحمل وما قدمتهُ من ضحايا عزيزةٍ نتائجُها هذا البلاءُ الموكل أسالت دماً عينيك عُقبْى كهذه وهيّج منك الداءَ هذا المعدَّل الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لم يبقَ عنديَ ما يبتزّهُ الألمُ
حسبي من الموحشاتِ الهمُّ والهرمُ لم يبقَ عندي كفاءَ الحادثاتِ أسى ولا كفاءَ جراحاتٍ تضجُّ دمُ وحينَ تطغَى على الحرَّان جمرتُهُ فالصمتُ أفضلُ ما يُطوَى عليهِ فمُ وصابرينَ على البلوى يراودهُمْ في أن تضمَّهُمُ أوطانُهم حلمُ تذكَّروا عهدَ بلفورٍ فقلتُ لهمْ ما تستجِدُّونَهُ عهدِي بهِ القِدَمُ مِن قَبلِ سِتِّينَ من خَزيانِ مَولِدِهِ أقمتُ مأتمَ أرضٍ قُدسُها حَرَمُ لا يَغضَبَنْ سادةٌ تُخشى معرَّتُهُم بل المعرَّةُ في أنْ يَغضَبَ الخَدَمُ فلستُ أخلِطُ ما يَجنيهِ مِنْ تُهَمٍ شعبٌ برئٌ وما يَأتيهِ مُتَّهَمُ وإنَّما أنا من أوجاعِ مجتمعٍ ٍ جرحٌ، ومن جَذوَاتٍ عِندَهُ ضَرَمُ كم تَنقُضُونَ بأعذارٍ مُثَرثَرَةٍ ما تُبرِمونَ، ولا يعنيكمُ البَرَمُ شأنَ الذليلِ وقد دِيست كرامَتُهُ وقلَّما عِندَهُ أن يَكثُرَ الكَلِمُ دمشقُ يا أمَّةً حَطَّتْ بها أُممُ مِنها إذا نُكَّسَتْ أعلامُها عَلَمُ كأنَّما هيَ عنْ أوزارِ جِيرَتِها كفَّارَةٌ، وعنِ الساعِي بِها نَدَمُ يا هِمَّةً باسمِها تُسْتَنهِضُ الهِمَمُ يا قِمَّةً تتهاوَى عِندَها القِمَمُ دمشقُ، إنَّ وجوهَ الغدرِ سافِرَةً أَخَفُّ مِنها شُروراً وهيَ تَلتَثِمُ إنَّ النفاقَ حفيرٌ لا تلُوحُ بهِ خُطَى المنافقِ إلَّا يومَ يَرتَطِمُ تَأَلَّبَ الشرُّ مسعوراً بهِ نَهَمٌ إلى العضاضِ، وإن أودَى بهِ النَّهَمُ ودَوَّخَ الصمتُ مِهذاراً يُدَاخُ بهِ ودبَّ في السمعِ مِن سَمَّاعةٍ صَمَمُ وارتدَّ عنكِ وأحلافٌ لهُ خَدَمٌ مُغْبَرَّ وجهٍ على خَيشُومِهِ رَغَمُ وكم تَلَوَّحَ وجهٌ مِثلَهُ قذرٌ ولَّى بأنظفِ كفٍّ منكِ يُلتَطَمُ وأنتَ يا أسَدَ الغابِ الَّذي حلَفَتْ بهِ الرجولةُ أنْ تَستَأسِدَ الأُزَمُ يا أيُّها الجبلُ الرَّاسَي بهِ أَنَفٌ منَ الرّضوخِ ومِن أن يَنحنِي شَمَمُ ثَبِّتْ لها قَدَمَاً تَرهبكَ مَذْئَبَةٌ ما إِن تُوَطَّى لها في غَابةٍ قَدَمُ يا حافظَ العهدِ أعطَاهُ مَواثِقَهُ ما عاشَ أنَّ عُراهُ ليسَ تَنفَصِمُ أَعطتكَ مَوثِقهَا الدنيا وأُسرَتُها أنَّ المُفاداةَ جيشٌ ليسَ يَنهزِمُ الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
يا أُم سعدٍ والليالي قُلَّبُ
عَجيبةٌ وما تخبّي أعجبُ تجمعُنا كما تلاقَى سارباً إلى الغديرِ رَبربٌ وربرب فهي تذرّينا كأنّا لم يَكُن لنا مراحٌ عندَها ومَلعب يا أُم سعدٍ والليالي فلكٌ لكل ما يُشْرِقُ فيه مَغْرِب في أمسِ كاليومِ حوانا منزلٌ منكِ لنا أهلٌ به ومرحب راق به منكِ الصفاءُ والندى والسَمَرُ الحُلوُ الشَهيُّ الطّيب فهل تَريْنَهُ غداً يَجمعُنا أم نحنُ من دونِ تلاقٍ نَذهب يا أُم سعدٍ إن تناءتْ دارُنا فالذكرياتُ بيننا تُقَرِّب الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
وذاتَ غداةٍ وقد أوجفتْ
بنا شهوةُ الجائعِ الحائرِ دَلَفنا ل " حانوتِ " سمَّاكةٍ نُزَوَدُ بالسمكِ " الكابري " فلاحتْ لنا حلوةُ المُجتلى تَلَفَّتُ كالرشأ النافر تَشُدُّ الحِزامَ على بانةٍ وتفْتَرُّ عن قمرٍ زاهر من " الجيك " حسبُكَ من فتنةٍ تضيقُ بها رُقيةُ الساحر فقلنا: علينا جُعِلنا فداكِ بما اخترتِ من صيدِكِ النادر فجاءت بممكورةٍ بضةٍ لعوبٍ كذي خبرةٍ ماكر تُنفِّضُ بالذيلِ عِطرَ الصِبا وترمقُ بالنظرِ الخازر تكادُ تقولُ: أمثلي تموتُ لُعِنتَ ابنَ آدمَ من جائر أما في الصِبا ليَ من شافعٍ أما لابنةِ " الجيك " من زاجر أما ليَ من عودةٍ تُرتجى لمسبحِ أترابيَ الزاخر ألا رجعةٌ لحبيبٍ جَوٍ حزينٍ على غيبتي ساهر وَدَبَّ القنوطُ على وجهِها وسالَ على فمِها الفاغر وأهْوَتْ عليها بساطورِها فيالكِ من جُوءدرٍ جازر وثنَّتْ.. فشبَّتْ عروسُ البحارِ وَقرَّتْ على الجانبِ الآخر فقلنا لها: يا ابنة الأجملينَ من كلِ بادٍ ومن حاضر ويا خيرَ من لقَّنَ الملحدينَ دليلاً على قُدرةِ القادر جمالُكِ، والرقةُ المزدهاةُ خصمانِ للذابحِ الناحر وكفُّكِ صيغَتْ للثمِ الشفاهِ وليست لهذا الدمِ الخائر فقالت: أجلْ أنا ما تنظرانِ وإن شقَّ ذاك على الناظر تعلَّمتُ من جفوةِ الهاجر ومن قسوةِ الرجل الغادر الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لقد أسرى بيَ الأجلُ
وطولُ مسيرةٍ مَللُ وطولُ مسيرةٍ من دونِ غايٍ مطمعٌ خَجِلُ على أن يَطْوي غدٌ طُولَ السُرى وجلُ تماهلَ خطوهُ صدداً وعُقبى مهلِهِ عجَلُ وخُولِط سيرهُ جنفاً كما يتقاصرُ الحَجلُ أشاع اليأسَ بي عُمُرٌ وكنتُ وكلُهُ أملُ وعُمرُ المرءِ فضلُ منىً بها ما شَقَّ يُحَتَملُ فان ولّت فلا ثقةٌ ولا حَوْلٌ ولا قِبَلُ أقول وربما قولٍ يُدَلُّ بهِ ويُبتَهَلُ الا هل تُرجِعُ الأحلامُ ما كُحْلِت به المُقلُ وهل ينجابُ عن عَينيَّ لليلٌ مُطبقٌ أزلُ كأن نجوَمه الأحجارُ في الشطرنج تنتَقَلُ يُسَاقِطُ بعضُها بعضاً فما تنفكُ تقتتِلُ ألا هل قاطعٌ يصلُ لما عيَّت به الرُسُلُ ويا أحبابيَ الأغنينَ من قطعوا ومَن وصَلوا ومن هُمُ نُخبةُ اللذَّاتِ عِندي حِينَ تُنتَخَلُ هُمُ إذ كلُ من صافيت مدخولٌ ومُنتَحَلُ سلامٌ كلُهُ قُبَلُ كأن صَمِيمَها شُعَلُ وشوقٌ من غريب الدارِ أعيَتْ دونهُ السُبُلُ مقيمٌ حيثُ يَضْطربُ المنى والسعيُ والفشلُ وحيثُ يُعاركُ البلوى فتلويهِ ويعتدلُ وحيثُ جَبينُهُ يَبَسٌ وحيثُ جَنانُه خَضِلُ وإذْ نَضّبَتْ أفاويقُ الصِّبا فهِباتُها وشَلُ سلامٌ من أخي دَنَفٍ تَناهتْ عندهُ العِللُ وحيدٍ غيرَ ما شَجَنٍ بلوحِ الصدرِ يعتملُ وذكرى مُرّةٍ حَلِيت بها أيامُنا الأُوْلُ تُعاودُه كفيءِ الظلِّ رؤياها وتنتقلُ وحيدٍ بالذي غنّى وساقى يُضربُ المثلُ وفيما قال من حَسَنٍ وَسْيءٍ يَكثُرُ الجْدَلُ سلاماً أيُّها الذاوونَ إنّي مُزمعٌ عجلُ سلاماً أيُّها الخالونَ إنَّ هواكُمُ شُغلُ سلاماً أيُّها الندمانُ إني شاربٌ ثَمِلُ سلاماً أيُّها الأحبابُ إنَّ مَحبةً أملُ سلاماً كُلُهُ قبلُ كأنَّ صَمِيمَها شُعَلُ الجواهري |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
كلُّ ما في الكون حب وجمالُ
بتجليك وإن عز المنالُ بسط النور فكم ثائر بحر هادئاً بات وكم ماجت رمال ورياض ضاحَكَ الزهرَ بها ثغرُك الصافي وناجاها الخيال وسهول كاد يعرو هَضْبَها نزقٌ من صبوة لولا الجلال ما لمن يهوى جمالا زائلا وعلى البدر جمال ما يُزال لا عدمِناك مروجـاً للهوى جدَة فيها وللدهر اقتبال عيشُنا غض وميدان الصبا فيه مجرىً للتصابي ومجال يا أحباي وكم من عثرة سلفت ما بالُ هذي لا تقال علَّلونا بوعـود منكـم ربما قد علل الظمآنَ آل وعدوني بسوى القرب فقد شفَّني الهجرانُ منكم والوصال لا أمَّل العيش ما شئتم فكونوا لسوى حبكم يحلو الملال أمن العدل وما جُزْتُ الصبا ومداه يألف الشيبَ القذال إنها أنفُسُ لم تخلق سدى ورقيقات قلوب لا جبـال أشتكى منكم وأشكو لكمُ إنَّ دائي في هواكم لعُضال فعلى الرفق كفاني في الهوى ما أُلاقي وكفاكم ذا المِطال ألذنبٍ تصطلي حَرَّ الجْوى مهجٌ كانت لها فيكم ظِلال أرتجيها صفوة منكم وأن زَعَموها بغيةً ليست تنال إنما أغرى زماني بكم نِعَمٌ طابت وأيام طِوال لا أذُم الدهر هذي سُنة للهنا حال وللأحزان حال قد حثثناها مطايا صبوة لكُمُ أوشك يعروها الكلال ورجعنا منكمُ خِلواً ولو أكلت منهن آمال هزال لا تقولوا هجرُنا عن علة ربما سَرَّ حسوداً ما يقال أنا من جربتموه ذلك الطاهرُ الحبِ إذا شِينت خِصـال شيم هذَّبْنَ طبعي في الهوى مثلَّما يجلو من السيف الصِّقال أيها الناعمُ في لذاته لذةُ النفس على الروح وَبال شهوة غرَّتك فانقدْتَ لها ومُنى المرء شعور وكمال الجواهري العراق |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
أوحى الفؤاد إلى اليراع الجوهر
فمضى يرصع بالنضار الأسطرا ويخط أروع ما شدا مترنم غرد وأجمل ما جنى وتخيرا تتفتح الألفاظ من أكمامه كالورد رائحة يروق ومنظرا سر البلاغة في بدائع منطقي تقديرك الشعر النضير النيرا ونفور سمعك من غثاثة منطق تأباه نفسك كالحديث المفترى تسمو القوافي في رحابك والنهى بك في الفضاء الرحب تجتاز الذرى يا سيف دولتنا وقائد جيشه سلمت يداك متوجاً ومؤزرا حلف الزمان ليأتين بمثله حنثت يمين الدهر مثلك لن يرى أنت الفريد قيادة ومهابة وفطانة منها ترى مالا نرى ما المهرجان وإن تسامى قدره عبر الأثير وإن سما وتبخترا والطائرات وإن علت في جوه فسمو قدرك فوقها بين الورى زدنا من الفعل الجميل تطلع نحو العلا وتقدما وتطورا يزدد بك الوطن الكريم كرامة مثلى يحق لنا بها أن نفخرا فإليك أغلى ما تضم خزانتي عقداً فرائده تفوق الجوهر حمد بن خليفة أبو شهاب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
حياك يعرب عن بنيه وتبع
وتحدثت عنك الجهات الأربع واستقبلتك مروجها ونجوده وقلوبها وأكفها والأذرع وتوقف التاريخ دونك برهة متأملاً متمهلاً يستجمع وشدا معين وحمير بك والتقى سيف بن ذي يزن الفتي الأروع وترنمت سبأ بلحنٍ خالدٍ إكسيره الذكر الجميل الممتع وتطلعت بلقيس من عليائه ترنو إليك وكيف لا تتطلع وبك استعاد حفيدها ما حطمت كف الزمان وشتتت ما جمعوا وتأملتك ملامحاً وملاحم فرأت صنيعك فوق ما تتوقع فلو أن في مقدورها لتحدثت بلسان صدق عنك في ما تصنع وأتتك بالخبر اليقين مؤيد بوثائق التاريخ وهي المرجع نبتت فروعك من صميمم أصوله وبك الغداة فروعها تتجمع يا زائد والخير جم وافر ويد الكريم على الكريم توسع للسد جارات سبقنك في الغنى وبذلن لم يبخلن في ما ينفع كانت نجوم سماء ليلي حالك للمدلج الساري تضيء وتلمع لكنك الشمس المضيئة في الضحى تذر النجوم شواخصاً إذ تسطع يا بانياً صرح الرخاء لأمة خلدت ذكراً بالشذى يتضوع ذكراً تردده القرون محامد ومآثراً منه المروءة تنبع حققت مأرب مأربٍ في سده وأعدت ما ضيها فطاب المربع لله درك أي وصف ينتقيه لك الأدين وأي شعر يبدع ولك اليد البيضاء في تاريخن أنقى من الماء الزلال وأنصع وحدتنا في دولة عربية وبأمنها ورخائها نتمتع ومضيت تبني في الحياة طريقه وطريقها مجدٌ يشاد ويزرع حُييت كم لك من يد معطاءة سخرتها في ما يفيد وينفع من حول الصحراء بعد محوله روضاً أريضاً بالأزاهر تمرع فغدت تموج مروجها ووروده ونخليها وثمارها المتنوع فإليك من غرر النفائس درة عزت مثيلتها على من يطمع أوحى الضمير بها فجاءت وفق م يهوى الصديق وفوق ما يتوقع لا أبتغي من أجلها غنما ول ثمناً ولا مالاً يساق ويدفع فالله أغنانا بواسع فضله وإلى سحائب عفوه نتطلع يفنى الزمان بقضه وقضيضه والذكر لا يفنى ولا يتزعزع حمد بن خليفة أبو شهاب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
ثغور القوافي حينما تتبسم
يرف لها قلب ويشدو بها فم وتروي الليالي حديثه حديثاً به ريح الصبا تترنم صداه ألا ما أجمل الشعر والهوى رفيقان للعشاق جرح وبلسم فليس كمثل الحب للشعر رافدٌ إذا جف نبع الشعر واصفر برعم وليس كمثل الشعر للحب واصفٌ دقائق ما يبدي المحب ويكتم وما الشعر إلا كالنساء خليقة يرق ويستعصي ويقسو ويرحم إذا جاد فالعذب الزلال نواله وإن شح فاللفظ الحلال محرم تسابق معناه عذوبة لفظه فما دق عن أوصافه فهو مبهم فتنت به ذاتاً وكنها وصورة وهمت كما بالحب هام المتيم وتسكرني راح القوافي فأنتشي بها ثملاً والعقل بالوعي مفعم تفيأتُ ظل الشعر بعد هجيره من بعد ما كاد الأسى يتحكم ومن بعد أن شاطرته السهد والكرى وروضت منه جامحاً لا يقوم تأملني نفسا عليه عزيزة فأكرمها يا حبّذا المتكرم وأتحفها بالدّر من مفرداته فما ضيم موصوف ولا ضل ملهم ولا عبثت كف الصراحة بالنّهى ولكن سهم الصدق للزيف مؤلم ونزهت عرض الشعر عن شكر ناقصٍ وأكرمته عن هجو من لا يكرم وأقسم لو كلفته الشكر مكره ولبى لأنكرت الذي منه أعلم فما عودتني مفردات بيانه نفاقاً ولو لم يبق في الكف درهم يبوح على قدر المحبة مقولي وليس لغير الحب يشدو وينظم وما قلته إلا لمن يستحقه حبيب فؤاد، أو جواد معظم فلولا جياد الشعر ما خلّد الوغى مواقف من يلقى المنايا ويقدم ولولا جياد الشعر ما خلّد الندى مكارم من يأسو الجراح وينعم ولولا جياد الشعر ما خلّد الهوى أحاديث من هاموا وجنوا وتيموا يظل وتفنى دولة الملك والغنى وكل بناء دونه يتهدم حمد بن خليفة أبو شهاب |
رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
لغة القرآن يا شمس الهدى
صانك الرحمن من كيد العدى هل على وجه الثرى من لغة أحدثت في مسمع الدهر صدى مثلما أحدثته في عالم عنك لا يعلم شيئاً أبداً فتعاطاك فأمسى عالم بك أفتى وتغنى وحدا وعلى ركنك أرسى علمه خبر التوكيد بعد المبتدا أنت علمت الألى أن النهى هي عقل المرء لا ما أفسدا ووضعت الاسم والفعل ولم تتركي الحرف طليقاً سيدا أنت من قومت منهم ألسن تجهل المتن وتؤذي السندا بك نحن الأمة المثلى التي توجز القول وتزجي الجيدا بين طياتك أغلى جوهر غرد الشادي بها وانتضدا في بيان واضح غار الضحى منه فاستعدى عليك الفرقدا نحن علمنا بك الناس الهدى وبك اخترنا البيان المفردا وزرعنا بك مجداً خالد يتحدى الشامخات الخلدا فوق أجواز الفضا أصداؤه وبك التاريخ غنى وشدا ما اصطفاك الله فينا عبث لا ولا اختارك للدين سدى أنت من عدنان نورٌ وهدى أنت من قحطان بذل وفدا لغة قد أنزل الله به بينات من لدنه وهدى والقريض العذب لولاها لم نغم المدلج بالليل الحدا حمحمات الخيل من أصواته وصليل المشرفيات الصدى كنت أخشى من شبا أعدائه وعليها اليوم لا أخشى العدا إنما أخشى شبا جُهاله من رعى الغي وخلى الرشدا يا ولاة الأمر هل من سامع حينما أدعو إلى هذا الندا هذه الفصحى التي نشدو به ونُحيي من بشجواها شدا هو روح العرب من يحفظه حفظ الروح بها والجسدا إن أردتم لغة خالصة تبعث الأمس كريماً والغدا فلها اختاروا لها أربابه من إذا حدث عنها غرّدا وأتى بالقول من معدنه ناصعاً كالدُر حلى العسجدا يا وعاء الدين والدنيا مع حسبك القرآن حفظاً وأدا بلسان عربي، نبعه ما الفرات العذب أو ما بردى كلما قادك شيطان الهوى للرّدى نجاك سلطان الهدى حمد بن خليفة أبو شهاب |
الساعة الآن 10:49 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية