منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-03-2024 12:47 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حَصانٌ رَزانٌ ما تُزَنُّ بِرَيبَةٍ
وَتُصبِحُ غَرثى مِن لُحومِ الغَوافِلِ

فَإِن كُنتُ أَهجوكُم كَما قَد زَعَمتُمُ
فَلا رَفَعَت سَوطي إِلَيَّ أَنامِلي

فَإِنَّ الَّذي قَد قيلَ لَيسَ بِلائِطٍ
بِكَ الدَهرُ بَل سَعيُ اِمرِئٍ بِكَ ماحِلِ

وَكَيفَ وَوُدّي ما حَيِيتُ وَنُصرَتي
لِآلِ نَبِيِّ اللَهِ زَينِ المَحافِلِ

بِأَنَّ لَهُم فَضلاً تَرى الناسَ خُضَّعاً
لَهُ بَينَ غارٍ دونَهُ مُتَطالِلِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَقافِيَةٍ عَجَّت بِلَيلٍ رَزينَةٍ
تَلَقَّيتُ مِن جَوِّ السَماءِ نُزولَها

يَراها الَّذي لا يَنطِقُ الشِعرَ عِندَهُ
وَيَعجِزُ عَن أَمثالِها أَن يَقولَها

مَتاريكُ أَذنابِ الحُقوقِ إِذا اِلتَوَت
أَخَذنا الفُروعَ وَاِجتَثَثنا أُصولَها

مَقاويلُ بِالمَعروفِ خُرسٌ عَنِ الخَنا
كِرامٌ مَعاطٍ لِلعَشيرَةِ سولَها


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَينُ جودي بِدَمعِكِ المَنزورِ
وَاِذكُري في الرَخاءِ أَهلَ القُبورِ

وَاِذكُري مُؤتَةً وَما كانَ فيها
يَومَ وَلَّوا في وَقعَةِ التَغويرِ

حينَ وَلَّوا وَغادَروا ثَمَّ زَيداً
نِعمَ مَأوى الضَريكِ وَالماسورِ

حِبَّ خَيرِ الأَنامِ طُرّاً جَميعاً
سَيِّدِ الناسِ حُبُّهُ في الصُدورِ

ذاكُمُ أَحمَدُ الَّذي لا سِواهُ
ذاكَ حُزني مَعاً لَهُ وَسُروري

إِنَّ زَيداً قَد كانَ مِنّا بِأَمرٍ
لَيسَ أَمرَ المُكَذَّبِ المَغرورِ

ثُمَّ جودي لِلخَزرَجِيِّ بِدَمعٍ
سَيِّداً كانَ ثَمَّ غَيرَ نَزورِ

قَد أَتانَ مِن قَتلِهِم ما كَفانا
فَبِحُزنٍ نَبيتُ غَيرَ سُرورِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
غِبنا فَلَم نَشهَد بِبَطحاءِ مَكَّةٍ
رِجَالَ بَني كَعبٍ تُحَزُّ رِقابُها

بِأَيدي رِجالٍ لَم يَسُلّوا سُيوفَهُم
بِحَقٍّ وَقَتلى لَم تُجَنَّ ثِيابُها

فَيا لَيتَ شِعري هَل تَنالَنَّ نُصرَتي
سُهَيلَ بنَ عَمروٍ وَخزُها وَعِقابُها

وَصَفوانَ عوداً حَنَّ مِن شُفُرِ اِستِهِ
فَهَذا أَوانُ الحَربِ شُدَّ عِصابُها

فَلا تَأمَنَنا يا اِبنَ أُمِّ مُجالِدٍ
إِذا لَقِحَت حَربٌ وَأَعصَلَ نابُها

وَلَو شَهِدَ البَطحاءَ مِنّا عِصابَةٌ
لَهانَ عَلَينا يَومَ ذاكَ ضِرابُها


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:48 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بانَت لَميسُ بِحَبلٍ مِنكَ أَقطاعِ
وَاِحتَلَّتِ الغَمرَ تَرعى ذاتَ أَشراعِ

وَأَصبَحَت في بَني نَصرٍ مُجاوِرَةً
تَرعى الأَباطِحَ في عِزٍّ وَإِمراعِ

كَأَنَّ عَينَيَّ إِذ وَلَّت حُمولُهُمُ
في الفَجرِ فَيضُ غُروبٍ ذاتِ إِتراعِ

هَلّا سَأَلتِ هَداكِ اللَهِ ما حَسَبي
أُمَّ الوَليدِ وَخَيرُ القَولِ لِلواعي

هَل أَغفِرُ الذَنبَ ذا الجُرحَ العَظيمِ وَلَو
مَرَّت عَجارِفُهُ مِنّي بِأَوجاعِ

اللَهُ يَعلَمُ ما أَسعى لِجُلِّهِمِ
وَما يَغيبُ بِهِ صَدري وَأَضلاعي

أَسعى عَلى جُلِّ قَومٍ كانَ سَعيُهُمُ
وَسطَ العَشيرَةِ سَهواً غَيرَ دَعداعِ

وَلا أُصالِحُ مَن عادَوا وَأَخذُلُهُم
وَلا أَغيبُ لَهُم يَوماً بِأَقذاعِ

وَقَد غَدَوتُ عَلى الحانوتِ يَصبَحُني
مِن عاتِقٍ مِثلِ عَينِ الديكِ شَعشاعِ

تَغدو عَلَيَّ وَنَدماني لِمِرفَقِهِ
نَقضي اللَذاذَةَ مِن لَهوٍ وَإِسماعِ

إِذا نَشاءُ دَعَوناهُ فَصَبَّ لَنا
مِن فَرغِ مُنتَفِخِ الحَيزومِ رَكّاعِ

وَقَد أَراني أَمامَ الحَيَّ مُنتَطِقاً
بِصارِمِ مِثلِ لَونِ المِلحِ قَطّاعِ

تَحفِزُ عَنّي نِجادَ السَيفِ سابِغَةٌ
تَغشى الأَنامِلِ مِثلُ النَهيِ بِالقاعِ

في فِتيَةٍ كَسُيوفِ الهِندِ أَوجُهُهُم
نَحوَ الصَريخِ إِذا ما ثَوَّبَ الداعي


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَاللَهِ رَبّي لا نُفارِقُ ماجِداً
عَفَّ الخَليقَةِ ماجِدَ الأَجدادِ

مُتَكَرِّماً يَدعو إِلى رَبِّ العُلا
بَذلَ النَصيحَةِ رافِعَ الأَعمادِ

مِثلَ الهِلالِ مُبارَكاً ذا رَحمَةٍ
سَمحَ الخَليقَةِ طَيِّبَ الأَعوادِ

إِن تَترُكوهُ فَإِنَّ رَبّي قادِرٌ
أَمسى يَعودُ بِفَضلِهِ العَوّادِ

وَاللَهِ رَبّي لا نُفارِقُ أَمرَهُ
ما كانَ عَيشٌ يُرتَجى لِمَعادِ

لا نَبتَغي رَبّاً سِواهُ ناصِراً
حَتّى تُوافِيَ ضَحوَةُ الميعادِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
شَقَّ لَهُ مِنِ إِسمِهِ كَي يُجِلَّهُ
فَذو العَرشِ مَحمودٌ وَهَذا مُحَمَّدُ

نَبِيٌّ أَتانا بَعدَ يَأسٍ وَفَترَةٍ
مِنَ الرُسلِ وَالأَوثانِ في الأَرضِ تُعبَدُ

فَأَمسى سِراجاً مُستَنيراً وَهادِياً
يَلوحُ كَما لاحَ الصَقيلُ المُهَنَّدُ

وَأَنذَرَنا ناراً وَبَشَّرَ جَنَّةً
وَعَلَّمَنا الإِسلامَ فَاللَهَ نَحمَدُ

وَأَنتَ إِلَهَ الحَقِّ رَبّي وَخالِقي
بِذَلِكَ ما عُمِّرتُ في الناسِ أَشهَدُ

تَعالَيتَ رَبَّ الناسِ عَن قَولِ مَن دَعا
سِواكَ إِلَهاً أَنتَ أَعلى وَأَمجَدُ

لَكَ الخَلقُ وَالنَعماءُ وَالأَمرُ كُلُّهُ
فَإِيّاكَ نَستَهدي وَإِيّاكَ نَعبُدُ

لِأَنَّ ثَوابَ اللَهِ كُلَّ مُوَحِّدٍ
جِنانٌ مِنَ الفِردَوسِ فيها يُخَلَّدُ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَجمَعَت عَمرَةُ صُرماً فَاِبتَكِر
إِنَّما يُدهِنُ لِلقَلبِ الحَصِر

لا يَكُن حُبُّكَ هَذا ظاهِراً
لَيسَ هَذا مِنكَ يا عَمرَ بِسِر

سَأَلَت حَسّانَ مَن أَخوالُهُ
إِنَّما يُسأَلُ بِالشَيءِ اغُمُر

قُلتُ أَخوالي بَنو كَعبٍ إِذا
أَسلَمَ الأَبطالُ عَوراتِ الدُبُر

رُبَّ خالٍ لِيَ لَو أَبصَرتَهُ
سَبِطِ المِشيَةِ في اليَومِ الخَصِر

عِندَ هَذا البابِ إِذ ساكِنُهُ
كُلُّ وَجهٍ حَسَنِ النُقبَةِ حُرّ

يوقِدُ النارَ إِذا ما أُطفِئَت
يُعمِلُ القِدرَ بِأَثباجِ الجُزُر

مَن يَغُرُّ الدَهرُ أَو يَأمَنُهُ
مِن قَبيلٍ بَعدَ عَمرٍ وَحُجُر

مَلَكا مِن جَبَلِ الثَلجِ إِلى
جانِبَي أَيلَةَ مِن عَبدٍ وَحُرّ

ثُمَّ كانا خَيرَ مَن نالَ النَدى
سَبَقا الناسَ بِإِقساطٍ وَبِرّ

فارِسَي خَيلٍ إِذا ما أَمسَكَت
رَبَّةُ الخِدرِ بِأَطرافِ السِتِر

أَتَيا فارِسَ في دارِهِمِ
فَتَناهَوا بَعدَ إِعصامٍ بِقُرّ

ثُمَّ صاحا يالَ غَسّانَ اِصبِروا
إِنَّهُ يَومُ مَصاليتَ صُبُر

اِجعَلوا مَعقِلَها أَيمانَكُم
بِالصَفيحِ المُصطَفى غَيرِ الفُطُر

بِضِرابٍ تَأذَنُ الجِنُّ لَهُ
وَطِعانٍ مِثلِ أَفواهِ الفُقُر

وَلَقَد يَعلَمُ مَن حارَبَنا
أَنَّنا نَنفَعُ قِدماً وَنَضُرّ

صُبُرٌ لِلمَوتِ إِن حَلَّ بِنا
صادِقو البَأسِ غَطاريفُ فُخُر

وَأَقامَ العِزُّ فينا وَالغِنى
فَلَنا مِنهُ عَلى الناسِ الكُبُر

مِنهُمُ أَصلي فَمَن يَفخَر بِهِ
يَعرِفِ الناسُ لِفَخرِ المُفتَخِر

نَحنُ أَهلُ العِزِّ وَالمَجدِ مَعاً
غَيرُ أَنكاسٍ وَلا ميلٍ عُسُر

فَسَلوا عَنّا وَعَن أَفعالِنا
كُلَّ قَومٍ عِندَهُم عِلمُ الخَبَر


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
رَمَيتُ بِها أَهلَ المَضيقِ فَلَم تَكَد
تَخَلَّصُ مِن حَمّارَةٍ وَأَباعِرِ

وَمَرَّت عَلى الأَنصارِ وَسطَ رِحالِهِم
فَقُلتُ لَهُم مَن صادِرٌ مَعَ صادِرِ

وَطَوَّفتُ بِالبَيتِ العَتيقِ وَسامَحَت
طَريقُ كَداءٍ في لُحوبٍ سَوائِرِ

ذَكَرتُ بِها التَعريسَ لَمّا بَدا لَنا
خِيَمٌ بِها مِن بَينِ بادٍ وَحاضِرِ

وَأَعرَضَ ذو دَورانَ تَحسِبُ سَرحَهُ
مِنَ الجَدبِ أَعناقَ النِساءِ الحَواسِرِ

فَعَجَّت وَأَلقَت لِلجِرانِ رَجيلَةً
لَأَنظُرَ ما زادُ الكَريمِ المُسافِرِ

إِذا فَضلَةٌ مِن بَطنِ زِقٍّ وَنُطفَةٌ
وَقَعبٌ صَغيرٌ فَوقَ عَوجاءَ ضامِرِ

فَقُمتُ بِكَأسٍ قَهوَةٍ فَشَنَنتُها
بِذي رَونَقٍ مِن ماءِ زَمزَمَ فاتِرِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَوفَت بَنو عَمروِ بنِ عَوفٍ نَذرَها
وَتَلَوَّثَت غَدراً بَنو النَجّارِ

وَتَخاذَلَت يَومَ الحَفيظَةِ إِنَّهُم
لَيسوا هُنالِكُمُ مِنَ الأَخيارِ

وَنَسوا وَصاةَ مُحَمَّدٍ في صِهرِهِ
وَتَبَدَّلوا بِالعِزِّ دارَ بَوارِ

أَتَرَكتُموهُ مُفرَداً بِمَضيعَةٍ
تَنتابُهُ الغَوغاءُ في الأَمصارِ

لَهفانَ يَدعو غائِباً أَنصارَهُ
يا وَيحَكُم يا مَعشَرَ الأَنصارِ

هَلّا وَفَيتُم عِندَها بِعُهودِكُم
وَفَدَيتُمُ بِالسَمعِ وَالأَبصارِ

جيرانُهُ الأَدنَونَ حَولَ بُيوتِهِ
غَدَروا وَرَبِّ البَيتِ ذي الأَستارِ

إِن لَم تَرَوا مَدَداً لَهُ وَكَتيبَةً
تَهدي أَوائِلَ جَحفَلٍ جَرّارِ

فَعَدِمتُ ما وَلَدَ اِبنُ عَمرٍ مُنذِرِ
حَتّى تُنيخُ جُموعُهُم بِصِرارِ

وَاللَهِ لا يوفونَ بَعدَ إِمامِهِم
أَبَداً وَلَو أُمِنوا بِحِلسِ حِمارِ

أَبلِغ بَني بَكرٍ إِذا ما جِئتَهُم
ذَمّاً فَبِئسَ مَواضِعُ الإِصهارِ

غَدَروا بِأَبيَضَ كَالهِلالِ مُبِرَّءٍ
خَلَصَت مَضارِبُهُ بِزَندٍ وارِ

مِن خَيرِ خِندِفَ كُلِّها بَعدَ الَّذي
نَصَرَ الإِلَهُ بِهِ عَلى الكُفّارِ

طاوَعتُمُ فيهِ العَدُوَّ وَكُنتُمُ
لَو شِئتُمُ في مَعزِلٍ وَقَرارِ

لا يَحسَبَنَّ المُرجِفونَ بِأَنَّهُم
لَن يُطلَبوا بِدِماءِ أَهلِ الدارِ

حاشا بَني عَمروِ بنِ عَوفٍ إِنَّهُم
كُتِبَت مَضاجِعُهُم مَعَ الأَبرارِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَسنا بِشَربٍ فَوقَهُم ظِلُّ بُردَةٍ
يُعِدّونَ لِلحانوتِ تَيساً وَمِفصَدا

مُلوكٌ وَأَبناءُ المُلوكِ إِذا اِنتَشَوا
أَهانوا الصَبوحَ وَالسَديفَ المُسَرهَدا

إِذا جَلَسوا أَلفَيتَ رَشحَ جُلودِهِم
مِنَ المِسكِ وَالجادِيِّ جَفناً مُبَدَّدا

تَرى فَوقَ أَثناءِ الزَرابِيِّ ساقِطاً
نِعالاً وَقَسّوباً وَرَيطاً مُعَضَّدا

وَتَحسُبُهُم ماتوا زُمَينَ حَليمَةٍ
وَإِن تَأتِهِم تَحمَد نِدامَهُمُ غَدا

وَذو نَطَفٍ يَسعى مُلَصِّقَ خَدِّهِ
بِديباجَةٍ تَكفافُها قَد تَقَدَّدا


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:51 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كَم لِلمَنازِلِ مِن شَهرٍ وَأَحوالِ
كَما تَقادَمَ عَهدُ المُهرَقِ البالي

بِالمُستَوي دونَ نَعفِ القُفِّ مِن قَطَنٍ
فَالدافِعاتِ أُلاتِ الطَلحِ وَالضالِ

أَمسَت بَسابِسَ تَستَنُّ الرِياحُ بِها
قَد أُشعِلَت بِحَصاها أَيَّ إِشعالِ

ما يَقسِمِ اللَهُ أَقبَل غَيرَ مُبتَإِسٍ
مِنهُ وَأَقعُد كَريماً ناعِمَ البالِ

ماذا يُحاوِلُ أَقوامٌ بِفِعلِهِمِ
إِذ لا يَزالُ سَفيهٌ هَمُّهُ حالي

لَقَد عَلِمتُ بِأَنّي غالِبي خُلُقي
عَلى السَماحَةِ صُعلوكاً وَذا مالِ

وَالمالُ يَغشى أُناساً لا طَباخَ لَهُم
كَالسَيلِ يَغشى أُصولَ الدَندَنِ البالي

أَصونُ عِرضي بِمالي لا أُدَنِّسُهُ
لا بارَكَ اللَهُ بَعدَ العِرضِ بِالمالِ

أَحتالُ لِلمالِ إِن أَودى فَأَجمَعُهُ
وَلَستُ لِلعِرضِ إِن أَودى بِمُحتالِ

وَالفَقرُ يَزري بِأَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ
وَيُقتَدى بِلِئامِ الأَصلِ أَنذالِ

كَم مِن أَخي ثِقَةٍ مَحضٍ مَضارِبُهُ
فارَقتُهُ غَيرَ مَقلِيٍّ وَلا قالي

كَالبَدرِ كانَ عَلى ثَغرٍ يُسَدُّ بِهِ
فَأَصبَحَ الثَغرُ مِنهُ فَرجُهُ خالي

ثُمَّ تَعَزَّيتُ مِنهُ غَيرَ مُختَشِعٍ
عَلى الحَوادِثِ في عُرفٍ وَإِجمالِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:51 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَناوَلَني كِسرى بِبوسى وَدونَهُ
قِفافٌ مِنَ الصَمّانِ فَلمُتَثَلَّمِ

فَفَجَّعَني لا وَفَّقَ اللَهُ أَمرَهُ
بِأَبيَضَ وَهّابٍ قَليلِ التَجَهُّمِ

لِتَعفُ مِياهُ الحارِثَينِ وَقَد عَفَت
مِياهُهُما مِن كُلِّ حَيٍّ عَرَمرَمِ

وَأَقفَرَ مِن حُضّارِهِ وِردُ أَهلِهِ
وَكانَ يُرَوّى في قِلالٍ وَحَنتَمِ

وَقُلتُ لِعَينٍ بِالجُوَيَّةِ يا اِسلَمي
نَعَم ثُمَّ لَم تَنطِق وَلَم تَتَكَلَّمِ

دِيارُ مُلوكٍ قَد أَراهُم بِغِبطَةٍ
زَمانَ عَمودُ المُلكِ لَم يَتَهَدَّمِ

لَعَمري لَحَرثٌ بَينَ قُفٍّ وَرَملَةٍ
بِبَرثٍ عَلَت أَنهارُهُ كُلَّ مَخرَمِ

لَدى كُلِّ بُنيانٍ رَفيعٍ وَمَجلِسٍ
نَشاوى وَكَأسٍ أُخلِصَت لَم تَصَوَّمِ

أَحَبُّ إِلى حَسّانَ لَو يَستَطيعُهُ
مِنَ المُرقِصاتِ مِن غِفارٍ وَأَسلَمِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:51 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كُنّا مُلوكَ الناسِ قَبلَ مُحَمَّدٍ
فَلَمّا أَتى الإِسلامُ كانَ لَنا الفَضلُ

وَأَكرَمَنا اللَهُ الَّذي لَيسَ غَيرَهُ
إِلَهٌ بِرَيّامٍ مَضَت ما لَها شَكلُ

بِنَصرِ الإِلَهِ وَالنَبِيِّ وَدينِهِ
وَأَكرَمَنا بِاِسمٍ مَضى ما لَهُ مِثلُ

أولَئِكَ قَومي خَيرُ قَومٍ بِأَسرِهِم
فَما عُدَّ مِن خَيرٍ فَقَومي لَهُ أَهلُ

يَرُبّونَ بِالمَعروفِ مَعروفَ مَن مَضى
وَلَيسَ عَلى مَعروفِهِم أَبَداً قُفلُ

إِذا اِختَبَطوا لَم يُفحِشوا في نَدِيِّهِم
وَلَيسَ عَلى سُؤالِهِم عِندَهُم بُخلُ

وَحامِلُهُم وافٍ بِكُلِّ حَمالَةٍ
تَحَمَّلَ لا غُرمٌ عَلَيهِ وَلا خَذلُ

وَجارُهُمُ فيهِم بِعَلياءَ بَيتُهُ
لَهُ ما ثَوى فينا الكَرامَةُ وَالبَذلُ

وَقائِلُهُم بِالحَقِّ أَوَّلَ قائِلٍ
فَحُكمُهُمُ عَدلٌ وَقَولُهُمُ فَصلُ

إِذا حارَبوا أَو سالَموا لَم يُشَبِّهوا
فَحَربُهُمُ خَوفٌ وَسِلمُهُمُ سَهلُ

وَمِنّا أَمينُ المُسلِمينَ حَياتَهُ
وَمَن غَسَّلَتهُ مِن جَنابَتِهِ الرُسلُ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:52 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا لِلرِجالِ لِدَمعٍ هاجَ بِالسَنَنِ
لَقَد عَجِبتُ لِمَن يَبكي عَلى الدِمَنِ

إِنّي رَأَيتُ أَمينَ اللَهِ مُضطَهَداً
عُثمانَ رَهناً لَدى الأَجداثِ وَالكَفَنِ

يا قاتَلَ اللَهُ قَوماً كانَ شَأنُهُمُ
قَتلَ الإِمامِ الأَمينِ المُسلِمِ الفَطِنِ

ما قَتَلوهُ عَلى ذَنبٍ أَلَمَّ بِهِ
إِلّا الَّذي نَطَقوا زوراً وَلَم يَكُنِ

إِذا تَذَكَّرتُهُ فاضَت بِأَربَعَةٍ
عَيني بِدَمعٍ عَلى الخَدَّينِ مُحتَتِنِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:52 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ماذا أَرَدتُم مِن أَخي الخَيرِ بارَكَت
يَدُ اللَهِ في ذاكَ الأَديمِ المُقَدَّدِ

قَتَلتُم وَلِيَّ اللَهِ في جَوفِ دارِهِ
وَجِئتُم بِأَمرٍ جائِرٍ غَيرِ مُهتَدِ

فَهَلّا رَعَيتُم ذِمَّةَ اللَهِ وَسطَكُم
وَأَوفَيتُمُ بِالعَهدِ عَهدِ مُحَمَّدِ

أَلَم يَكُ فيكُم ذا بَلاءٍ وَمَصدَقٍ
وَأَوفاكُمُ عَهداً لَدى كُلِّ مَشهَدِ

فَلا ظَفِرَت أَيمانُ قَومٍ تَظاهَرَت
عَلى قَتلِ عُثمانَ الرَشيدِ المُسَدَّدِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:52 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هَل تَعرِفُ الدارَ عَفا رَسمَها
بَعدَكَ صَوبُ المُسبِلِ الهاطِلِ

بَينَ السَراديحِ فَأُدمانَةٍ
فَمَدفَعِ الرَوحاءِ في حائِلِ

سَأَلتُها عَن ذاكَ فَاِستَعجَمَت
لَم تَدرِ ما مَرجوعَةُ السائِلِ

دَع عَنكَ داراً قَد عَفا رَسمُها
وَاِبكِ عَلى حَمزَةَ ذي النائِلِ

أَلمالِئِ الشيزى إِذا أَعصَفَت
غَبراءُ في ذي السَنَةِ الماحِلِ

التارِكِ القِرنَ لَدى قِرنِهِ
يَعثُرُ في ذي الخُرُصِ الذابِلِ

وَاللابِسِ الخَيلَ إِذا أَحجَمَت
كَاللَيثِ في غاباتِهِ الباسِلِ

أَبيَضُ في الذَروَةِ مِن هاشِمٍ
لَم يَمرِ دونَ الحَقِّ بِالباطِلِ

ما لِشَهيدٍ بَينَ أَرماحِكُم
شَلَّت يَدا وَحشِيِّ مِن قاتِلِ

إِنَّ اِمرَأً غودِرَ في أَلَّةٍ
مَطرورَةٍ مارِنَةِ العامِلِ

أَظلَمَتِ الأَرضُ لِفِقدانِهِ
وَاِسوَدَّ نورُ القَمَرِ الناصِلِ

صَلى عَلَيكَ اللَهُ في جَنَّةٍ
عالِيَةٍ مُكرَمَةِ الداخِلِ

كُنّا نَرى حَمزَةَ حِرزاً لَنا
مِن كُلِّ أَمرٍ نابَنا نازِلِ

وَكانَ في الإِسلامِ ذا تُدرَءٍ
لَم يَكُ بِالواني وَلا الخاذِلِ

لا تَفرَحي يا هِندُ وَاِستَحلِبي
دَمعاً وَأَذري عَبرَةَ الثاكِلِ

وَاِبكي عَلى عُتبَةَ إِذ قَطَّهُ
بِالسَيفِ تَحتَ الرَهَجِ الجائِلِ

إِذ خَرَّ في مَشيَخَةٍ مِنكُمُ
مِن كُلِّ عاتٍ قَلبُهُ جاهِلِ

أَرداهُمُ حَمزَةُ في أُسرَةٍ
يَمشونَ تَحتَ الحَلَقِ الذائِلِ

غَداةَ جِبريلُ وَزيرٌ لَهُ
نِعمَ وَزيرُ الفارِسِ الحامِلِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:53 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَلَقَد بَكَيتُ وَعَزَّ مَهلِكُ جَعفَرٍ
حُبَّ النَبِيِّ عَلى البَرِيَّةِ كُلِّها

وَلَقَد جَزِعتُ وَقُلتُ حينَ نُعيتَ لي
مَن لِلجَلادِ لَدى العُقابِ وَظِلِّها

بِالبيضِ حينَ تُسَلُّ مِن أَغمادِها
يَوماً وَإِنهالِ الرِماحِ وَعَلِّها

بَعدَ اِبنِ فاطِمَةَ المُبارَكِ جَعفَرٍ
خَيرَ البَرِيَّةِ كُلِّها وَأَجَلِّها

رُزءً وَأَكرَمِها جَميعاً مُحتِداً
وَأَعَزِّها مُتَظَلِّماً وَأَذَلَّها

لِلحَقِّ حينَ يَنوبُ غَيرَ تَنَحُّلٍ
كَذِباً وَأَغمَرِها يَداً وَأَقَلَّها

فُحشاً وَأَكثَرِها إِذا ما تُجتَدى
فَضلاً وَأَبذَلِها نَدىً وَأَدَلَّها

عَالخَيرِ بَعدَ مُحَمَّدٍ لا شِبهُهُ
بَشَرٌ يُعَدُّ مِنَ البَرِيَّةِ جُلِّها


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:53 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اللَهُ أَكرَمَنا بِنَصرِ نَبِيِّهِ
وَبِنا أَقامَ دَعائِمَ الإِسلامِ

وَبِنا أَعَزَّ نَبِيَّهُ وَكِتابَهُ
وَأَعَزَّنا بِالضَربِ وَالإِقدامِ

في كُلِّ مُعتَرَكٍ تُطيرُ سُيوفُنا
فيهِ الجَماجِمَ عَن فِراخِ الهامِ

يَنتابُنا جِبريلُ في أَبياتِنا
بِفَرائِضِ الإِسلامِ وَالأَحكامِ

يَتلو عَلَينا النورَ فيها مُحكَماً
قِسماً لَعَمرُكَ لَيسَ كَالأَقسامِ

فَنَكونُ أَوَّلَ مُستَحِلِّ حَلالِهِ
وَمُحَرِّمٍ لِلَّهِ كُلَّ حَرامِ

نَحنُ الخِيارُ مِنَ البَرِيَّةِ كُلِّها
وَنظامُها وَزِمامُ كُلِّ زِمامِ

الخائِضو غَمَراتِ كُلِّ مَنِيَّةٍ
وَالضامِنونَ حَوادِثَ الأَيّامِ

وَالمُبرِمونَ قُوى الأُمورِ بِعِزِّهِم
وَالناقِضونَ مَرائِرَ الأَقوامِ

سائِل أَبا كَرِبٍ وَسائِل تُبَّعاً
عَنّا وَأَهلَ العِترِ وَالأَزلامِ

وَاِسأَل ذَوي الأَلبابِ مِن سَرَواتِهِم
يَومَ العُهَينِ فَحاجِرٍ فَرُؤامِ

إِنّا لَنَمنَعُ مَن أَرَدنا مَنعَهُ
وَنَجودُ بِالمَعروفِ لِلمُعتامِ

وَتَرُدُّ عادِيَةَ الخَميسِ سُيوفُنا
وَنُقيمُ رَأسَ الأَصيَدَ القَمقامِ

ما زالَ وَقعُ سُيوفِنا وَرِماحِنا
في كُلِّ يَومِ تَجالُدٍ وَتَرامي

حَتّى تَرَكنا الأَرضَ سَهلاً حَزنُها
مَنظومَةً مِن خَيلِنا بِنِظامِ

وَنَجا أَراهِطُ أَبعَطوا وَلَوَ اِنَّهُم
ثَبَتوا لَما رَجَعوا إِذاً بِسَلامِ

فَلَإِن فَخَرتُ بِهِم لَمِثلُ قَديمِهِم
فَخَرَ اللَبيبُ بِهِ عَلى الأَقوامِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:53 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَقَد لَقِيَت قُرَيظَةُ ما عَذاها
وَحَلَّ بِحِصنِها ذُلٌّ ذَليلُ

وَسَعدٌ كانَ أَنذَرَهُم نَصيحاً
بِأَنَّ إِلَهَهُم رَبٌّ جَليلُ

فَما بَرَحوا بِنَقضِ العَهدِ حَتّى
غَزاهُم في دِيارِهِمِ الرَسولُ

أَحاطَ بِحِصنِهِم مِنّا صُفوفٌ
لَهُ مِن حَرِّ وَقعَتِها صَليلُ

فَصارَ المُؤمِنونَ بِدارِ خُلدٍ
أَقامَ لَها بِها ظِلٌّ ظَليلُ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:53 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَقَد لَقِيَت قُرَيظَةُ ما سَآها
وَما وَجَدَت لِذُلٍّ مِن نَصيرِ

أَصابَهُمُ بَلاءٌ كانَ فيهِ
شَوىً ما قَد أَصابَ بَني النَضيرِ

غَداةَ أَتاهُمُ يَمشي إِلَيهِم
رَسولُ اللَهِ كَالقَمَرِ المُنيرِ

لَهُ خَيلٌ مُجَنَّبَةٌ تَعادى
بِفُرسانٍ عَلَيها كَالصُقورِ

تَرَكناهُم وَما ظَفِروا بِشَيءٍ
دِمائُهُمُ عَلَيهِم كَالعَبيرِ

فَهُم صَرعى تَحومُ الطَيرُ فيهِم
كَذاكَ يُدانُ ذو الفَنَدِ الخَفورِ

فَأَردِف مِثلَها نُصحاً قُرَيشاً
مِنَ الرَحمَنِ إِن قَبِلَت نَذيري


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:54 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا ما اِبنُ عَبّاسٍ بَدا لَكَ وَجهُهُ
رَأَيتَ لَهُ في كُلِّ أَحوالِهِ فَضلا

إِذا قالَ لَم يَترُك مَقالاً لِقائِلٍ
بِمُلتَقَطاتٍ لا تَرى بَينَها فَصلا

كَفى وَشَفى ما في النُفوسِ فَلَم يَدَع
لِذي إِربَةٍ في القَولِ جَدّاً وَلا هَزلا

سَمَوتَ إِلى العَليا بِغَيرِ مَشَقَّةٍ
فَنِلتَ ذُراها لا دَنِيّاً وَلا وَغلا

خُلِقتَ خَليقاً لِلمَوَدَّةِ وَالنَدى
فَليجاً وَلَم تُخلَق كَهاماً وَلا جَهلا


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:54 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَروني سُعوداً كَالسُعودِ الَّتي سَمَت
بِمَكَّةَ مِن أَولادِ عَمرِ اِبنِ عامِرِ

أَقاموا عَمودَ الدينِ حَتّى تَمَكَّنَت
قَواعِدُهُ بِالمُرهَفاتِ البَواتِرِ

هُمُ عَقَدوا لِلَّهِ ثُمَّ وَفَوا بِهِ
بِما ضاقَ عَنهُ كُلُّ بادِ وَحاضِرِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:55 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ما البَكرُ إِلّا كَالفَصيلِ وَقَد نَرى
أَنَّ الفَصيلَ عَلَيهِ لَيسَ بِعارِ

إِنّا وَما حَجَّ الحَجيجُ لِبَيتِهِ
رِكبانُ مَكَّةَ مَعشَرَ الأَنصارِ

نَفري جَماجِمَكُم بِكُلِّ مُهَنَّدٍ
ضَربَ القُدارِ مَبادِيَ الأَيسارِ

حَتّى تَكَنّوهُ بِفَحلِ هُنَيدَةٍ
يَحِمي الطَروقَةَ بازِلٍ هَدّارِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:55 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَقَد عَلِمَت بَنو النَجّارِ أَنّي
أَذودُ عَنِ العَشيرَةِ بِالحُسامِ

وَقَد أَبقَيتُ في سَهمٍ عُلوباً
إِلى يَومِ التَغابُنِ وَالخِصامِ

فَلا تَفخَر فَقَد غَلَبَت قَديماً
عَلَيكَ مَشابِهٌ مِن آلِ حامِ

فَلَستَ إِلى الذَوائِبِ مِن قُصَيٍّ
وَلا في عِزِّ زُهرَةَ إِذ تُسامي

وَلا في الفَرعِ مِن أَبناءِ عَمروٍ
وَلا في فَرعِ مَخزومِ الكِرامِ

فَأَقصِر عَن هِجاءِ بَني قُصَيٍّ
فَقَد جَرَّبتَ وَقعَ بَني حَرامِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:55 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا إِنَّ اِدِّعاءَ بَني قُصَيٍّ
عَلى مَن لا يُناسِبُهُم حَرامُ

فَإِنَّكَ وَاِدِّعاءَ بَني قُصَيٍّ
لَكَالمُجري وَلَيسَ لَهُ لُجامُ

فَلا تَفخَر فَإِنَّ بَني قُصَيٍّ
هُمُ الرَأسُ المُقَدَّمُ وَالسَنامُ

وَأَهلُ الصيتِ وَالسَوراتِ قِدماً
مُقَدَّمُها إِذا نُسِبَ الكِرامُ

هُمُ أَعطَوا مَنازِلَها قُرَيشاً
بِمَكَّةَ وَهيَ لَيسَ لَها نِظامُ

فَلا تَفخَر بِقَومٍ لَستَ مِنهُم
فَإِنَّ قَبيلَكَ الهُجُنُ اللِئامُ

إِذا عُدَّ الأَطائِبُ مِن قُرَيشٍ
تَقاعَدَكُم إِلى المَخزاةِ حامُ

قَسامَةُ أُمُّكُم إِن تَنسُبوها
إِلى نَسَبٍ فَتَأنَفُهُ الكِرامُ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:56 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَشاقَكَ مِن أُمِّ الوَليدِ رُبوعُ
بَلاقِعُ ما مِن أَهلِهِنَّ جَميعُ

عَفاهُنَّ صَيفِيُّ الرِياحِ وَواكِفٌ
مِنَ الدَلوِ رَجّافُ السَحابِ هُموعُ

فَلَم يَبقَ إِلّا موقَدُ النارِ حَولَهُ
رَواكِدُ أَمثالُ الحَمامِ وُقوعُ

فَدَع ذِكرَ دارٍ بَدَّدَت بَينَ أَهلِها
نَوىً فَرَّقَت بَينَ الجَميعِ قَطوعُ

وَقُل إِن يَكُن يَوماً بِأُحدٍ يَعُدُّهُ
سَفيهٌ فَإِنَّ الحَقَّ سَوفَ يَشيعُ

وَقَد ضارَبَت فيهِ بَنو الأَوسِ كُلُّهُم
وَكانَ لَها ذِكرٌ هُناكَ رَفيعُ

وَحامى بَنو النَجّارِ فيهِ وَضارَبوا
وَما كانَ مِنهُم في اللِقاءِ جَزوعُ

أَمامَ رَسولِ اللَهِ لا يَخذُلونَهُ
لَهُم ناصِرٌ مِن رَبِّهِم وَشَفيعُ

وَفَوا إِذ كَفَرتُم يا سَخينَ بِرَبِّكُم
وَلا يَستَوي عَبدٌ عَصى وَمُطيعُ

بِأَيمانِهِم بيضٌ إِذا حَسِرَ الوَغى
فَلا بُدَّ أَن يَردى بِهِنَّ صَريعُ

كَما غادَرَت في النَقعِ عُثمانَ ثاوِياً
وَسَعداً صَريعاً وَالوَشيجُ شُروعُ

وَقَد غادَرَت تَحتَ العَجاجَةِ مُسنَداً
أُبَيّاً وَقَد بَلَّ القَميصَ نَجيعُ

بِكَفِّ رَسولِ اللَهِ حَتّى تَلَفَّفَت
عَلى القَومِ مِمّا قَد يُثِرنَ نُقوعُ

أولَئِكَ قَومي سادَةٌ مِن فُروعِهِم
وَمِن كُلِّ قَومٍ سادَةٌ وَفُروعُ

بِهِنَّ يُعِزُّ اللَهُ حينَ يُعِزُّنا
وَإِن كانَ أَمرٌ يا سَخينَ فَظيعُ

فَإِن تَذكَروا قَتلى وَحَمزَةُ فيهِمُ
قَتيلٌ ثَوى لِلَّهِ وَهوَ مُطيعُ

فَإِنَّ جِنانَ الخُلدِ مَنزِلُهُ بِها
وَأَمرُ الَّذي يَقضي الأُمورَ سَريعُ

وَقَتلاكُمُ في النارِ أَفضَلُ رِزقِهِم
حَميمٌ مَعاً في جَوفِها وَضَريعُ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:56 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَعرِض عَنِ العَوراءِ إِن أُسمِعتَها
وَاِقعُد كَأَنَّكَ غافِلٌ لا تَسمَعُ

وَدَعِ السُؤالَ عَنِ الأُمورِ وَبَحثَها
فَلَرُبَّ حافِرِ حُفرَةٍ هُوَ يُصرَعُ

وَاِلزَم مُجالَسَةَ الكِرامِ وَفِعلَهُم
وَإِذا اِتَّبَعتَ فَأَبصِرَن مَن تَتبَعُ

لا تَتبَعَنَّ غَوايَةً لِصَبابَةٍ
إِنَّ الغَوايَةَ كُلَّ شَرٍّ تَجمَعُ

وَالقَومُ إِن نَزَروا فَزِد في نَزرِهِم
لا تَقعُدَنَّ خِلالَهُم تَتَسَمَّعُ

وَالشُربُ لا تُدمِن وَخُذ مَعروفَهُ
تُصبِح صَحيحَ الراسِ لا تَتَصَدَّعُ

وَاِكدَه لِنَفسِكَ لا تُكَلِّف غَيرَها
فَبِدَينِها تُجزى وَعَنها تَدفَعُ

وَالمَوتُ أَعدادُ النُفوسِ وَلا أَرى
مِنهُ لِذي هَرَبٍ نَجاةً تَنفَعُ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:56 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن
عَبدَ المُدانِ وَجُلَّ آلِ قَنانِ

قَد كُنتُ أَحسِبُ أَنَّ أَصلي أَصلُكُم
حَتّى أَمَرتُم عَبدَكُم فَهَجاني

فَتَوَقَّعوا سَبَلَ العَذابِ عَلَيكُمُ
مِمّا يُمِرُّ عَلى الرَوِيِّ لِساني

وَلَتَعرِفُنَّ قَلائِدي بِرِقابِكُم
كَالوَشمِ لا تَبلى عَلى الحَدَثانِ

فَلَأَذكُرَنَّ بَني رُهَيَّةَ كُلَّهُم
وَبَني الحُصَينِ بِخُزيَةٍ وَهَوانِ

وَبَني الحِماسِ لَأَبعَثَنَّ عَلَيهِمِ
حَرباً تَفوقُ نَوائِبَ الحَدَثانِ

أَبَني الحِماسِ فَما أَقولُ لِثُلَّةٍ
تَرعى البِقاعَ خَبيثَةِ الأَوطانِ

أَينَ المَآلُ بَني الحِماسِ إِذا ذَكَت
بِهِجائِكُم مُتَشَنِّعاً نيراني


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:56 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بَنى اللُؤمُ بَيتاً عَلى مَذحِجٍ
فَكانَ عَلى مَذحِجٍ تُرتَبا

وَلَو جَمَعَت ما حَوَت مَذحِجٌ
مِنَ المَدِ ما أَثقَلَ الأَرنَبا


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:57 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَعَنَ اللَهُ شَرَّةَ الدورِ كوثى
وَرَماها بِالفَقرِ وَالإِمعارِ

لَستُ أَعني كوثى العِراقِ وَلَكِن
شَرَّةَ الدورِ دارَ عَبدِ الدارِ

حَوَتِ اللُؤمَ وَالسَفاةَ جَميعاً
فَاِحتَوَت ذاكَ كُلُّهُ في قَرارِ

وَإِذا ما سَمَت قُرَيشٌ لِمَجدٍ
خَلَّفَتها في دارِها بِصَغارِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 12:57 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِنَّ ثَقيفاً كانَ فَاِعتَرِفوا بِهِ
لَئيماً إِذا ما نُصَّ لِلُّؤمِ مَعقِلُ

وَأَغضوا فَإِنَّ المَجدَ عَنكُم وَأَهلُهُ
عَلى ما بِكُم مِن لُؤمِكُم مُتَعَزِّلُ

وَخَلّوا مَعَدّاً وَاِنتِساباً إِلَيهِمِ
بِهِم عَنكُمُ حَقّاً تَناءٍ وَمَزحَلُ

وَقَولَ السَفاهِ وَاِقصِدوا لِأَبيكُمُ
ثَقيفٍ فَإِنَّ القَصدَ في ذاكَ أَجمَلُ

فَإِنَّكُمُ إِن تَرغَبوا لا يَكُن لَكُم
عَنَ اِصلِكُمُ في جِذمِ قَيسٍ مُعَوَّلُ

وَما لَكُمُ في خِندِفٍ مِن وِلادَةٍ
وَلا في قَديمِ الخَيرِ مَجدٌ مُوَثَّلُ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 01:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
اللُؤمُ خَيرٌ مِن ثَقيفٍ كُلِّها
حَسَباً وَما يَفعَل لَئيمٌ تَفعَلِ

وَبَنى المَليكُ مِنَ المَخازي فَوقَهُم
بَيتاً أَقامَ عَلَيهِمِ لَم يُنقَلِ

إِن هُم أَقاموا حَلَّ فَوقَ رِقابِهِم
أَبَداً وَإِن يَتَحَوَّلوا يَتَحَوَّلِ

قَومٌ إِذا ما صيحَ في حُجُراتِهِم
لاقَوا بِأَنذالٍ تَنابِلَ عُزَّلِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 01:01 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
فَخَرتُم بِاللِواءِ وَشَرُّ فَخرٍ
لِواءٌ حينَ رُدَّ إِلى صُؤابِ

جَعَلتُم فَخرَكُم فيهِ لِعَبدٍ
مِنَ اِلاْءَمِ مَنْ يَطا عَفَرَ التُرابِ

حَسِبتُم وَالسَفيهُ أَخو ظُنونٍ
وَذَلِكَ لَيسَ مِن أَمرِ الصَوابِ

بِأَنَّ لِقاءَنا إِذ حانَ يَومٌ
بِمَكَّةَ بَيعُكُم حُمرَ العيابِ

أَقَرَّ العَينَ أَن عُصِبَت يَداهُ
وَما إِن تُعصَبانِ عَلى خِضابِ


حسان بن ثابت

الحمدان 08-03-2024 10:49 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلَم تَغتَمِض عَيناكَ لَيلَةَ أَرمَدا
وَعادَكَ ما عادَ السَليمَ المُسَهَّدا

وَما ذاكَ مِن عِشقِ النِساءِ وَإِنَّما
تَناسَيتَ قَبلَ اليَومَ خُلَّةَ مَهدَدا

وَلَكِن أَرى الدَهرَ الَّذي هُوَ خاتِرٌ
إِذا أَصلَحَت كَفّايَ عادَ فَأَفسَدا

شَبابٌ وَشَيبٌ وَاِفتِقارٌ وَثَروَةٌ
فَلِلَّهِ هَذا الدَهرُ كَيفَ تَرَدَّدا

وَما زِلتُ أَبغي المالَ مُذ أَنا يافِعٌ
وَليداً وَكَهلاً حينَ شِبتُ وَأَمرَدا

وَأَبتَذِلُ العيسَ المَراقيلَ تَغتَلي
مَسافَةَ ما بَينَ النَجيرِ فَصَرخَدا

فَإِن تَسأَلي عَنّي فَيا رُبَّ سائِلٍ
حَفِيٍّ عَنِ الأَعشى بِهِ حَيثُ أَصعَدا

أَلا أَيُّهَذا السائِلي أَينَ يَمَّمَت
فَإِنَّ لَها في أَهلِ يَثرِبَ مَوعِدا

فَأَمّا إِذا ما أَدلَجَت فَتَرى لَها
رَقيبَينِ جَدياً لا يَغيبُ وَفَرقَدا

وَفيها إِذا ما هَجَّرَت عَجرَفِيَّةٌ
إِذا خِلتَ حِرباءَ الظَهيرَةِ أَصيَدا

أَجَدَّت بِرِجلَيها نَجاءً وَراجَعَت
يَداها خِنافاً لَيِّناً غَيرَ أَحرَدا

فَآلَيتُ لا أَرثي لَها مِن كَلالَةٍ
وَلا مِن حَفىً حَتّى تَزورَ مُحَمَّدا

مَتى ما تُناخي عِندَ بابِ اِبنِ هاشِمٍ
تُريحي وَتَلقَي مِن فَواضِلِهِ يَدا

نَبِيٌّ يَرى ما لا تَرَونَ وَذِكرُهُ
أَغارَ لَعَمري في البِلادِ وَأَنجَدا

لَهُ صَدَقاتٌ ما تُغِبُّ وَنائِلٌ
وَلَيسَ عَطاءُ اليَومِ مانِعَهُ غَدا

أَجِدَّكَ لَم تَسمَع وَصاةَ مُحَمَّدٍ
نَبِيِّ الإِلَهِ حينَ أَوصى وَأَشهَدا

إِذا أَنتَ لَم تَرحَل بِزادٍ مِنَ التُقى
وَلاقَيتَ بَعدَ المَوتِ مَن قَد تَزَوَّدا

نَدِمتَ عَلى أَن لا تَكونَ كَمِثلِهِ
وَأَنَّكَ لَم تُرصِد لِما كانَ أَرصَدا

فَإِيّاكَ وَالمَيتاتِ لا تَأكُلَنَّها
وَلا تَأخُذَن سَهماً حَديداً لِتَفصِدا

وَذا النُصُبِ المَنصوبَ لا تَنسُكَنَّهُ
وَلا تَعبُدِ الأَوثانَ وَاللهَ فَاِعبُدا

وَصَلَّ عَلى حينِ العَشِيّاتِ وَالضُحى
وَلا تَحمَدِ الشَيطانَ وَاللَهَ فَاِحمَدا

وَلا السائِلَ المَحرومَ لا تَترُكَنَّهُ
لِعاقِبَةٍ وَلا الأَسيرَ المُقَيَّدا

وَلا تَسخَرَن مِن بائِسٍ ذي ضَرارَةٍ
وَلا تَحسَبَنَّ المَرءَ يَوماً مُخَلَّدا

وَلا تَقرَبَنَّ جارَةً إِنَّ سِرِّها
عَلَيكَ حَرامٌ فَاِنكِحَن أَو تَأَبَّدا


الاعشى

الحمدان 08-03-2024 10:50 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَتَرحَلُ مِن لَيلى وَلَمّا تَزَوَّدِ
وَكُنتَ كَمَن قَضّى اللُبانَةَ مِن دَدِ

أَرى سَفَهاً بِالمَرءِ تَعليقَ لُبَّهِ
بِغانِيَةٍ خَودٍ مَتى تَدنُ تَبعُدِ

أَتَنسَينَ أَيّاماً لَنا بِدُحَيضَةٍ
وَأَيّامَنا بَينَ البَدِيِّ فَثَهمَدِ

وَبَيداءَ تيهٍ يَلعَبُ الآلُ فَوقَها
إِذا ما جَرى كَالرازِقِيِّ المُعَضَّدِ

قَطَعتُ بِصَهباءِ السَراةِ شِمِلَّةٍ
مَروحِ السُرى وَالغِبِّ مِن كُلِّ مَسأَدِ

بَناها السَوادِيُّ الرَضيخُ مَعَ الخَلى
وَسَقيِي وَإِطعامي الشَعيرَ بِمَحفَدِ

لَدى اِبنِ يَزيدٍ أَو لَدى اِبنِ مُعَرِّفٍ
يَفُتُّ لَها طَوراً وَطَوراً بِمِقلَدِ

فَأَضحَت كَبُنيانِ التَهامِيِّ شادَهُ
بِطينٍ وَجَيّارٍ وَكِلسٍ وَقَرمَدِ

فَلَمّا غَدا يَومَ الرُقادِ وَعِندَهُ
عَتادٌ لِذي هَمٍّ لِمَن كانَ يَغتَدي

شَدَدتُ عَلَيها كورَها فَتَشَدَّدَت
تَجورُ عَلى ظَهرِ الطَريقِ وَتَهتَدي

ثَلاثاً وَشَهراً ثُمَّ صارَت رَذِيَّةً
طَليحَ سِفارٍ كَالسِلاحِ المُفَرَّدِ

إِلَيكَ أَبَيتَ اللَعنَ كانَ كَلالُها
إِلى الماجِدِ الفَرعِ الجَوادِ المُحَمَّدِ

إِلى مَلِكٍ لا يَقطَعُ اللَيلُ هَمَّهُ
خَروجٍ تَروكٍ لِلفِراشِ المُمَهَّدِ

طَويلَ نِجادِ السَيفِ يَبعَثُ هَمُّهُ
نِيامَ القَطا بِاللَيلِ في كُلِّ مَهجَدِ

فَما وَجَدَتكَ الحَربُ إِذ فُرَّ نابُها
عَلى الأَمرِ نَعّاساً عَلى كُلِّ مَرقَدِ

وَلَكِن يَشُبُّ الحَربَ أَدنى صُلاتِها
إِذا حَرَّكوهُ حَشَّها غَيرَ مُبرِدِ

لَعَمرُ الَّذي حَجَّت قُرَيشٌ قَطينَهُ
لَقَد كِدتَهُم كَيدَ اِمرِئٍ غَيرِ مُسنَدِ

أُلى كُلٌّ فَلَستَ بِظالِمٍ
وَطِئتَهُمُ وَطءَ البَعيرِ المُقَيَّدِ

بِمَلمومَةٍ لا يَنفُضُ الطَرفُ عَرضَها
وَخَيلٍ وَأَرماحٍ وَجُندٍ مُؤَيَّدِ

كَأَنَّ نَعامَ الدُوُّباضَ عَلَيهِمُ
إِذا ريعَ شَتّى لِلصَريخِ المُنَدِّدِ

فَما مُخدِرٌ وَردٌ كَأَنَّ جَبينَهُ
يُطَلّى بِوَرسٍ أَو يُطانُ بِمُجسَدِ

كَسَتهُ بَعوضُ القَريَتَينِ قَطيفَةً
مَتى ما تَنَل مِن جِلدِهِ يَتَزَنَّدِ

كَأَنَّ ثِيابَ القَومِ حَولَ عَرينِهِ
تَبابينُ أَنباطٍ لَدى جَنبِ مُحصَدِ

رَأى ضَوءَ نارٍ بَعدَما طافَ طَوفَةً
يُضيءُ سَناها بَينَ أَثلٍ وَغَرقَدِ

فَيا فَرَحا بِالنارِ إِذ يَهتَدي بِها
إِلَيهِم وَإِضرامِ السَعيرِ المُوَقَّدِ

فَلَمّا رَأَوهُ دونَ دُنيا رِكابِهِم
وَطاروا سِراعاً بِالسِلاحِ المُعَتَّدِ

أَتيحَ لَهُم حُبُّ الحَياةِ فَأَدبَروا
وَمَرجاةُ نَفسِ المَرءِ ما في غَدٍ غَدِ

فَلَم يَسبِقوهُ أَن يُلاقي رَهينَةً
قَليلَ المَساكِ عِندَهُ غَيرَ مُفتَدي

فَأَسمَعَ أولى الدَعوَتَينِ صِحابَهُ
وَكانَ الَّتي لا يَسمَعونَ لَها قَدِ

بِأَصدَقَ بَأساً مِنكَ يَوماً وَنَجدَةً
إِذا خامَتِ الأَبطالُ في كُلِّ مَشهَدِ

وَما فَلَجٌ يَسقي جَداوِلَ صَعنَبى
لَهُ شَرَعٌ سَهلٌ عَلى كُلِّ مَورِدِ

وَيُروي النَبيطُ الزُرقُ مِن حَجَراتِهِ
دِياراً تُرَوّى بِالأَتِيِّ المُعَمَّدِ

بِأَجوَدَ مِنهُ نائِلاً إِنَّ بَعضَهُم
كَفى ما لَهُ بِاِسمِ العَطاءِ المُوَعَّدِ

تَرى الأُدمَ كَالجَبّارِ وَالجُردَ كَالقَنا
مُوَهَّبَةً مِن طارِفٍ وَمُتَلَّدِ

فَلا تَحسَبَنّي كافِراً لَكَ نِعمَةً
عَلَيَّ شَهيدٌ شاهِدُ اللَهِ فَاِشهَدِ

وَلَكِنَّ مَن لا يُبصِرُ الأَرضَ طَرفُهُ
مَتى ما يُشِعهُ الصَحبُ لا يَتَوَحَّدِ


الاعشى

الحمدان 08-03-2024 10:51 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَجُبَيرُ هَل لِأَسيرِكُم مِن فادي
أَم هَل لِطالِبِ شِقَّةٍ مِن زادِ

أَم هَل تُنَهنَهُ عَبرَةٌ عَن جارِكُم
جادَ الشُؤونَ بِها تَبُلُّ نِجادي

مِن نَظرَةٍ نَظَرَت ضُحىً فَرَأَيتُها
وَلَمَن يَحينُ عَلى المَنِيَّةِ هادي

بَينَ الرَواقِ وَجانِبٍ مِن سَيرِها
مِنها وَبَينَ أَرائِكِ الأَنضادِ

تَجلو بِقادِمَتَي حَمامَةِ أَيكَةٍ
بَرَداً أُسِفَّ لِثاتُهُ بِسَوادِ

عَزباءُ إِذ سُئِلَ الخِلاسُ كَأَنَّما
شَرِبَت عَلَيهِ بَعدَ كُلِّ رُقادِ

صَهباءَ صافِيَةً إِذا ما اِستَودِفَت
شُجَّت غَوارِبُها بِماءِ غَوادي

إِن كُنتِ لا تَشفينَ غُلَّةَ عاشِقٍ
صَبٍّ يُحِبُّكِ يا جُبَيرَةُ صادي

فَاِنهَي خَيالَكِ أَن يَزورَ فَإِنَّهُ
في كُلِّ مَنزِلَةٍ يَعودُ وِسادي

تُمسي فَيَصرِفُ بابُها مِن دونِها
غَلَقاً صَريفَ مَحالَةِ الأَمسادِ

أَحدِث لَها تُحدِث لِوَصلِكَ إِنَّها
كُندٌ لِوَصلِ الزائِرِ المُعتادِ

وَأَخو النِساءِ مَتى يَشَأ يَصرِمنَهُ
وَيَكُنُّ أَعداءً بُعَيدَ وِدادِ

وَلَقَد أَنالُ الوَصلَ في مُتَمَنِّعٍ
صَعبٍ بَناهُ الأَوَّلونَ مَصادِ

أَنّى تَذَكَّرُ وُدُّها وَصَفاءَها
سَفَهاً وَأَنتَ بِصُوَّةِ الأَثمادِ

فَشِباكِ باعِجَةٍ فَجَنبَي جائِرٍ
وَتَحُلُّ شاطِنَةً بِدارِ إِيادِ

مَنَعَت قِياسُ الماسِخِيَّةِ رَأسَهُ
بِسِهامِ يَترِبِ أَو سِهامِ بِلادِ

وَلَقَد أُرَجِّلُ جُمَّتي بِعَشِيَّةٍ
لِلشَربِ قَبلَ سَنابِكِ المُرتادِ

وَالبيضِ قَد عَنَسَت وَطالَ جِراؤها
وَنَشَأنَ في قِنٍّ وَفي أَذوادِ

وَلَقَد أُخالِسُهُنَّ ما يَمنَعنَني
عُصُراً يَمِلنَ عَلَيَّ بِالأَجيادِ

وَلَقَد غَدَوتُ لِعازِبٍ مُستَحلِسِ ال
قَربانِ مُقتاداً عِنانَ جَوادِ

فَالدَهرُ غَيَّرَ ذاكَ يا اِبنَةَ مالِكٍ
وَالدَهرُ يُعقِبُ صالِحاً بِفَسادِ

إِنّي اِمرُؤٌ مِن عُصبَةٍ قَيسِيَّةٍ
شُمِّ الأُنوفِ غَرانِقٍ أَحشادِ

الواطِئينَ عَلى صُدورِ نِعالِهِم
يَمشونَ في الدَفَنِيِّ وَالأَبرادِ

وَالشارِبينَ إِذا الذَوارِعُ غولِيَت
صَفوَ الفِضالِ بِطارِفٍ وَتِلادِ

وَالضامِنينَ بِقَومِهِم يَومَ الوَغى
لِلحَمدِ يَومَ تَنازُلٍ وَطِرادِ

كَم فيهِمُ مِن فارِسٍ يَومَ الوَغى
ثَقفِ اليَدَينِ يَهِلُّ بِالإِقصادِ

وَإِذا اللُقاحُ تَرَوَّحَت بِأَصيلَةٍ
رَتَكَ النِعامِ عَشِيَّةَ الصُرّادِ

جَرياً يَلوذُ رِباعُها مِن ضُرِّها
بِالخَيمِ بَينَ طَوارِفٍ وَهَوادي

حَجَروا عَلى أَضيافِهِم وَشَوَوا لَهُم
مِن شَطِّ مُنقِيَةٍ وَمِن أَكبادِ

وَإِذا القِيانُ حَسِبتَها حَبَشِيَّةً
غُبراً وَقَلَّ حَلائِبُ الأَرفادِ

وَيَقولُ مَن يَبقيهِمُ بِنَصيحَةٍ
هَل غَيرُ فِعلِ قَبيلَةٍ مِن عادِ

وَإِذا العَشيرَةُ أَعرَضَت سُلّافُها
جَنِفينَ مِن ثَغرٍ بِغَيرِ سِدادِ

فَلَقَد نَحُلُّ بِهِ وَنَرعى رِعيَهُ
وَلَقَد نَليهِ بِقُوَّةٍ وَعَتادِ

نَبقي الغِبابَ بِجانِبَيهِ وَجامِلاً
عَكَراً مَراتِعُهُ بِغَيرِ جَهادِ

لَم يَزوِهِ طِرَدٌ فَيُذعَرَ دَرؤُهُ
فَيُلِجَّ في وَهَلٍ وَفي تَشرادِ

وَإِذا يُثَوِّبُ صارِخٌ مُتَلَهِّفٌ
وَعَلا غُبارٌ ساطِعٌ بِعِمادِ

رَكِبَت إِلَيكَ نَزائِعٌ مَلبونَةٌ
قُبُّ البُطونِ يَجُلنَ في الأَلبادِ

مِن كُلِّ سابِحَةٍ وَأَجرَدَ سابِحٍ
تَردي بِأُسدِ خَفِيَّةٍ وَصِعادِ

إِذ لا يُرى قَيسٌ يَكونُ كَقَيسِنا
حَسَباً وَلا كَبَنيهِ في الأَولادِ


الاعشى

الحمدان 08-03-2024 10:51 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِنّي وَجَدتُ أَبا الخَنساءِ خَيرَهُمُ
فَقَد صَدَقتُ لَهُ مَدحي وَتَمجيدي

إِنَّ عِداتِكَ إِيّانا لَآتِيَةٌ
حَقّاً وَطَيِّبَةٌ ما نَفسُ مَوعودِ

ما فَوقَ بَيتِكَ مِن بَيتٍ عَلِمتُ بِهِ
وَفي أَرومَتِهِ ما مَنبِتُ العودِ


الاعشى

الحمدان 08-03-2024 10:52 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا يا قَتلُ قَد خَلُقَ الجَديدُ
وَحُبُّكِ ما يَمُحُّ وَما يَبيدا

وَقَد صادَت فُؤادَكَ إِذ رَمَتهُ
فَلَو أَنَّ اِمرَأً دَنِفاً يَصيدُ

وَلَكِن لا يَصيدُ إِذا رَماها
وَلا تَصطادُ غانِيَةٌ كَنودُ

عَلاقَةَ عاشِقٍ وَمِطالَ شَوقٍ
وَلَم يَعلَقكُمُ رَجُلٌ سَعيدُ

أَلا تَقنى حَياءَكَ أَو تَناهى
بُكاءَكَ مِثلَ ما يَبكي الوَليدُ

أَرَيتُ القَومَ نارِكَ لَم أُغَمِّض
بِواقِصَةٍ وَمَشرَبُنا زَرودُ

فَلَم أَرَ مِثلَ مَوقِدِها وَلَكِن
لِأَيَّةِ نَظرَةٍ زَهَرَ الوَقودُ

أَضاءَت أَحوَرَ العَينَينِ طَفلاً
يُكَدَّسُ في تَرائِبِهِ الفَريدُ

وَوَجهاً كَالفِتاقِ وَمُسبَكِرّاً
عَلى مِثلِ اللُجَينِ وَهُنَّ سودُ

وَتَبسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ
إِذا يُعطى المُقَبِّلَ يَستَزيدُ

كَأَنَّ نُجومَها رُبِطَت بِصَخرٍ
وَأَمراسٍ تَدورُ وَتَستَريدُ

إِذا ما قُلتُ حانَ لَها أُفولٌ
تَصَعَّدَتِ الثُرَيّا وَالسُعودُ

فَلَأياً ما أَفَلنَ مُخَوِّياتٍ
خُمودَ النارِ وَاِرفَضَّ العَمودُ

أَصاحِ تَرى ظَعائِنَ باكِراتٍ
عَلَيها العَبقَرِيَّةُ وَالنُجودُ

كَأَنَّ ظِباءَ وَجرَةَ مُشرِفاتٍ
عَلَيهِنَّ المَجاسِدُ وَالبُرودُ

عَلى تِلكَ الحُدوجِ إِذِ اِحزَأَلَّت
وَأَنتَ بِهِم غَداةَ إِذٍ مَجودُ

فَيا لَدَنِيَّةٍ سَتَعودُ شَزراً
وَعَمداً دارَ غَيرِكِ ما تُريدُ

فَما أُجشِمتِ مِن إِتيانِ قَومٍ
هُمُ الأَعداءُ وَالأَكبادُ سودُ

فَإِذ فارَقتِني فَاِستَبدِليني
فَتىً يُعطي الجَزيلَ وَيَستَفيدُ

فَمِثلِكِ قَد لَهَوتُ بِها وَأَرضٍ
مَهامِهَ لا يَقودُ بِها المُجيدُ

قَطَعتُ وَصاحِبَي سُرُحٌ كِنازٌ
كَرُكنِ الرَعنِ ذِعلِبَةٌ قَصيدُ

كَأَنَّ المُكرَهَ المَعبوطَ مِنها
مَدوفُ الوَرسِ أَو رُبٌّ عَقيدُ

كَأَنَّ قُتودَها بِعُنَيبِساتٍ
تَعَطَّفَهُنَّ ذو جُدَدٍ فَريدِ

تَضَيَّفَ رَملَةَ البَقّارِ يَوماً
فَباتَ بِتِلكَ يَضرِبُهُ الجَليدُ

يُكِبُّ إِذا أَجالَ الماءَ عَنهُ
غُصونُ الفَرعِ وَالسَدَلُ القَريدُ

فَأَصبَحَ يَنفُضُ الغَمَراتِ عَنهُ
وَيَربِطُ جَأشَهُ سَلِبٌ حَديدُ

وَرُحٌّ كَالمُحارِ مُوَتَّداتٌ
بِها يَنضو الوَغى وَبِهِ يَذودُ

أَذَلِكَ أَم خَميصُ البَطنِ جَأبٌ
أَطاعَ لَهُ النَواصِفُ وَالكَديدُ

يُقَلِّبُ سَمحَجاً فيها إِباءٌ
عَلى أَن سَوفَ تَأتي ما يَكيدُ

بَقى عَنها المَصيفَ وَصارَ صَعلاً
وَقَد كَثُرَ التَذَكُّرُ وَالقُعودُ

إِذا ما رَدَّ تَضرِبُ مَنخَرَيهِ
وَجَبهَتَهُ كَما ضُرِبَ العَضيدُ

فَتِلكَ إِذا الحُجوزُ أَبى عَلَيهِ
عِطافَ الهَمِّ وَاِختَلَطَ المَريدُ

فَإِنَّكَ لَو سَأَلتِ قُتَيلَ عَنّا
إِذا صَفَحَت عَنِ العاني الخُدودُ

تَنيهِ وَقَد أَحالَ القِدُّ فيهِ
وَشَفَّ فُؤادَهُ وَجَعٌ شَديدُ

فَخَلَّصَهُ الَّذي وافاهُ مِنّا
وَكُنّا الوَفدَ إِذ حُبِسَ الوُفودُ

فَلَم نَطلُب لَهُ شُكراً وَلَكِن
نُوَلّي حَمدَ ذَلِكَ مَن يُريدُ

وَقَومٍ تَصرِفُ الأَنيابُ مِنهُم
عَلَينا ثُمَّ لَم يَصِدِ الوَعيدُ

بَعَونا فَاِلتَمَسنا ما لَدَيهِم
وَكادونا بِكَبشِهِمُ فَكيدوا


الاعشى

الحمدان 08-03-2024 10:53 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا حَيِّ مَيّاً إِذ أَجَدَّ بُكورُها
وَعَرِّض بِقَولٍ هَل يُفادى أَسيرُها

فَيا مَيُّ لا تُدلي بِحَبلٍ يَغُرَّني
وَشَرُّ حِبالِ الواصِلينَ غَرورُها

فَإِن شِئتِ أَن تُهدي لِقَومِيَ فَاِسأَلي
عَنِ العِزِّ وَالإِحسانِ أَينَ مَصيرُها

تَرَي حامِلَ الأَثقالِ وَالدافِعَ الشَجا
إِذا غُصَّةٌ ضاقَط بِأَمرٍ صُدورُها

بِهِم تُمتَرى الحَربُ العَوانُ وَمِنهُمُ
تُؤَدّى الفُروضُ حُلوُها وَمَريرُها

فَلا تَصرِميني وَاِسأَلي ما خَليقَتي
إِذا رَدَّ عافي القِدرِ مَن يَستَعيرُها

وَكانوا قُعوداً حَولَها يَرقَبونَها
وَكانَت فَتاةُ الحَيُّ مِمَّن يُنيرُها

إِذا اِحمَرَّ آفاقُ السَماءِ وَأَعصَفَت
رِياحُ الشِتاءِ وَاِستَهَلَّت شُهورُها

تَرَي أَنَّ قَدري لا تَزالُ كَأَنَّها
لِذي الفَروَةِ المَقرورِ أُمٌّ يَزورُها

مُبَرَّزَةٌ لا يُجعَلُ السَترُ دونَها
إِذا أُخمِدَ النيرانُ لاحَ بَشيرُها

إِذا الشَولُ راحَت ثُمَّ لَم تَفدِ لَحمَها
بِأَلبانِها ذاقَ السِنانَ عَقيرُها

يُخَلّى سَبيلُ السَيفِ إِن جالَ دونَها
وَإِن أُنذِرَت لَم يَغنَ شَيئاً نَذيرُها

كَأَنَّ مُجاجَ العِرقِ في مُستَدارِها
حَواشي بُرودٍ بَينَ أَيدٍ تُطيرُها

وَلا نَلعَنُ الأَضيافَ إِن نَزَلوا بِنا
وَلا يَمنَعُ الكَوماءَ مِنّا نَصيرُها

وَإِنّي لَتَرّاكُ الضَغينَةِ قَد أَرى
قَذاها مِنَ المَولى فَلا أَستَثيرُها

وَقورٌ إِذا ما الجَهلُ أَعجَبَ أَهلَهُ
وَمِن خَيرِ أَخلاقِ الرِجالِ وُقورُها

وَقَد يَئِسَ الأَعداءُ أَن يَستَفِزَّني
قِيامُ الأُسودِ وَثبُها وَزَئيرُها

وَيَومٍ مِنَ الشِعرى كَأَنَّ ظِباءَهُ
كَواعِبُ مَقصورٌ عَلَيها سُتورُها

عَصَبتُ لَهُ رَأسي وَكَلَّفتُ قَطعَهُ
هُنالِكَ حُرجوجاً بَطيئاً فُتورُها

تَدَلَّت عَلَيهِ الشَمسُ حَتّى كَأَنَّها
مِنَ الحَرِّ تَرمي بِالسَكينَةِ قورُها

وَماءٍ صَرىً لَم أَلقَ إِلّا القَطا بِهِ
وَمَشهورَةَ الأَطواقِ وُرقاً نُحورُها

كَأَنَّ عَصيرَ الضَيحِ في سَدَيانِهِ
دَفوناً وَأَسداماً طَويلاً دُثورُها

وَلَيلٍ يَقولُ القَومُ مِن ظُلُماتِهِ
سَواءٌ بَصيراتُ العُيونِ وَعورُها

كَأَنَّ لَنا مِنهُ بُيوتاً حَصينَةً
مَسوحٌ أَعاليها وَساجٌ كُسورُها

تَجاوَزتُهُ حَتّى مَضى مُدلَهِمُّهُ
وَلاحَ مِنَ الشَمسِ المُضيئةِ نورُها


الاعشى


الساعة الآن 08:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية