منتديات قبائل شمران الرسمية

منتديات قبائل شمران الرسمية (http://vb.shmran.net/index.php)
-   المنقولات الأدبية (http://vb.shmran.net/forumdisplay.php?f=153)
-   -   هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به (http://vb.shmran.net/showthread.php?t=53208)

الحمدان 08-03-2024 11:06 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
سَيفُ رَسولِ اللَهِ في يَميني
وَفي يساري قاطِعُ الوَتينِ

فَكُلُّ مَن بارَزَني يَجيني
أَضرِبُهُ بِالسَيفِ عَن قَريني

مُحَمَّدٍ وَعَن سَبيلِ الدينِ
هَذا قَليلٌ مِن طُلابِ العينِ


علي بن أبي طالب

الحمدان 08-03-2024 11:06 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِذا المَرءُ لَم يَرضَ ما أَمكَنَهُ
وَلَم يَأتِ مِن أَمرِهِ أَزيَنَه

وَأَعجَبُ بِالعُجبِ فَاِقتادَهُ
وَتاهَ بِهِ التِّيهِ فَاِستَحسَنَهُ

فَدَعهُ فَقَد ساءَ تَدبيرُهُ
سَيَضحَكُ يَوماً وَيَبكي سَنَه


علي بن أبي طالب

الحمدان 08-03-2024 11:06 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
الدَهرُ أَدَّبَني وَاليَأَسُ أَغناني
وَالقوتُ أَقنَعَني وَالصَبرُ رَبانّي

وَأَحكَمَتني مِنَ الأَيامِ تَجرِبَةٌ
حَتّى نَهَيتُ الَّذي قَد كانَ يَنهاني


علي بن أبي طالب

الحمدان 08-03-2024 11:07 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَمَن كَرُمَت طِبائِعُهُ تَحَلّى
بِآدابٍ مُفَصَلَةٍ حِسانِ

وَمَن قَلَّت مَطامِعُهُ تَغَطّى
مِنَ الدُنيا بِأَثوابِ الأَمانِ

وَما يَدري الفَتى ماذا يُلاقي
إِذا ما عاشَ مِن حَدَثِ الزَمانِ

فَإِن غَدَرَت بِكَ الأَيامُ فَاِصبِر
وَكُن بِاللَهِ مَحمودَ المَعاني

وَلا تَكُ ساكِناً في دارِ ذُلٍّ
فَإِنَّ الذُلَّ يُقرَنُ بِالهَوانِ

وِإِن أَولاكَ ذو كَرَمً جَميلاً
فَكُن بِالشُكرِ مُنطَلِقَ اللِسانِ


علي بن أبي طالب

الحمدان 08-03-2024 11:07 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي
مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي

فَما لي حِيلَةٌ إِلا رَجائي
بِعَفوِكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنِ ظَنّي

فَكَم مِن زَلَّةٍ لِي في الخطايا
عَضَضتُ أَناملي وَقَرَعتُ سِنّي

يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي
لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عَنّي

وَبَينَ يَديَّ مُحتَبسٌ طَويلٌ
كَأَنّي قَد دُعِيتُ لَهُ كَأَنّي

أَجُنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً
وَأَفنِي العُمرَ مِنها بِالتَمَنّي

فَلَو أَنّي صَدَقتُ الزَهدَ فيها
قَلَبتُ لَها حَقّاً ظَهرَ المُجَنِّ


علي بن أبي طالب
المخضرمون

الحمدان 08-03-2024 11:07 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أراني دونما الخلقِ مُنِعتُ
من الدّنيا وفي الغيْبِ ظللَتُ

أرى أحوالَها في كلّ وجهٍ
بغى أحداً فخان العُمرَ سبتُ

وأسمعُ صوتَها أنّ ظلومٍ
وشدوَ مُظفَّرٍ عادا فحِرْتُ

فأصبحتُ أميزُ الحلوَ فيها
من المرِّ وشيئاً ما أُذِقتُ

فمنّيتُ الفؤادَ بها على كلل
ما فيها من الضَّيْمِ وقلتُ

فلو أنّي كما الإنسِ خُلقتُ
وفي جَسَدٍ من الطينِ حلَلْتُ

ولكنّي بلا غايٍ تُركتُ
فما كُلّفتُ أو حتّى أُمِرتُ

فأنجو من جهنّم إن أطَعْتُ
وألقاها ذميماً إنْ عصَيْتُ

وما اخترتُ ولا خُيِّرتُ فيما
أنا فيهِ ولا يوماً سُئِلْتُ

ويوم سُئلتُ عنها قلتُ شرٌ
لهُ في كلِّ ما يهتزُّ بيْتُ

فيخْبو وهْجهُ إن صُبَّ ماءٌ
ويأتجُّ إذا ما صُبَّ زيْتُ

فينجو اليومَ منها ذو ضجيجٍ
ويهلكُ من بفيهِ اعتشَّ صَمْتُ

وحين سُئلتُ ثانية أجبتُ
جنانٌ أسّ فيها العدلَ موتُ

دنتْ أثمارُها من كلّ رذلٍ
وأعجِبْ بالّذي ألهاهُ جِفتُ

ويقصدُ من طغى بيعَ الكلام
وتلقى الناسَ حيث يُباع نكْتُ

ويوم سُئلتُ ثالثة أضفتُ
ولو عُرِضتْ عليّ لما أبيتُ

فمثلَ نهايةٍ حتمٍ أُساقُ
إليها دون علمٍ ما كرهتُ

وما خلقُ بني آدم إلا
ليختاروا على علمٍ فغِرتُ

فسَلْ بالنأيِ عنْها كم خسِرتُ
وكم في عزلتي تلكَ حَسِرتُ

فما أُورثتُ أصنامَ ثمود
وما بجَّلتُ نجماً أو رأيتُ

فيدعوني إلى اللهِ نبيٌّ
ويقبلُني ويغفرُ إنْ أنَبْتُ

فيسْري في ثنايا الروحِ حلوٌ
بُعيد مرارِ كُفرٍ قد خبِرتُ

أسرَّ النفسَ حلوٌ بعد حلوٍ؟!
فروح الحُلْوِ فجٌ ما أكلْتُ

أقال النيلُ يوماً أنّهُ ابنُ
الفرات؟ بل ابن ملحٍ ما شربْتُ

ولا أُوتيت علما دنيويّا
به أرتادُ كوناً ما سَكنْتُ

فأعرفهُ من الفعلِ بفعلٍ
وأعبدهُ وصالاً لا يُبَتُّ

ولا أُعطيتُ عمراً حدُّه الموْ
تُ مهما طالَ أو حاباهُ بخْتُ

فأستعدي النّهى فضلاً وأعدو
إلى حيث المُنى إنْ ضاعَ وقْتُ

ولا قِستُ السّما حين انتصرتُ
ولا شئتُ البكا حين هُزمتُ

ولا اشتقتُ الى أمسٍ حبيبٍ
ولا احتطتُ ليوم غدٍ فنِمتُ

ولا رمتُ الجنان بوصلِ رحمٍ
فلا أبَ ليْ وأمّا ما رُزقتُ

ولا امتزتُ عن الناس بفعلٍ
ولا حاط بأوصافيَ نعتُ

أألقاك إلهي دون ذنبٍ
فلا أعلو بغفرانٍ أُنلتُ

أألقاك إلهي دون ركعٍ
به أرفع رأسي ان سُئلتُ

فمُنَّ عليّ يا ربّ بجسمٍ
فأخطئُ ثم أرجع إن علمتُ


أسامه محمد زامل

الحمدان 08-03-2024 11:08 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حالي كحال شعوبنا العربية
لي كل يومٍ ثورةٌ و قضيّة

بعضي يموت وكل ما قدّمتُ لم
يشفع لوقْف معاركي اليوميّة

سأشيبُ والخيباتُ تشرب من دمي
وغداً أموت بحسرتي الأبديّة


عفاف عطاالله

الحمدان 08-03-2024 11:08 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لا تستثيروا بالجَفا* أحداقي
يكفي الذي عانيتُ من أشواقي

ردّوا لملهوفِ الفؤاد .. فؤادَه
أو أكرموهُ مع اللقا .. بعناقِ


عفاف عطاالله

الحمدان 08-03-2024 11:08 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
كم مرةٍ أغلقتَ بابَ الأسئِلةْ
وصددتَ رُوحاً في هواكَ مكبّلة

كم مرةٍ*أطفأتَ نبراسي الذي
أوقدتُه بِمُنى الرّدودِ* المهمَلة

ماذا عَن الأشواقِ عَن دمعِي أنَا
عن قلبيَ المشبوبِ من نارِ الولَه

مازلتَ تخبرُ* وَرْدتِي عَن رِيّها
مازلتَ تَضربُ بالكلامِ الأمْثِلة

ماذا ادّخرْتَ سِوى دَواتِك للّتِي
جَمَحتْ بها نحوَ اللّقاءِ الأَخْيِلة

إنّي سَئمتُ وأنْتَ تُذكِي حَيرتِي
ذُلّ انتظاركَ والتباسَ المَسْألة

لَا تَسْألي هذا جَوابُكَ كلّمَا
ضَيّعتَ فِي دربِ الغرامِ البَوصَلةْ


عفاف عطاالله

الحمدان 08-03-2024 11:09 AM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
ماانفكّ صوتكَ في روحي يراودها
ذكرى بنتْ في صميم الروح بنيانا

ماهئتُ والله كلا أو هممتُ به
ولا رأيتُ لكي أقصيه بُرهانا

استنزلُ الصبر من لي ؟ لا بشيرَ ولمْ
تحمل ليَ الريحُ ممن غابَ سلوانا

حيرى .. كأنّي على الأعرافِ واقفةٌ
ياليت أنّ الهوى والشوقَ ما كانا


عفاف عطاالله
فلسطين

الحمدان 08-03-2024 02:02 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
حُلَّتْ عَليكَ مَعَاقدُ الأَنْدَاءِ
ونَحَتْ ثَراكَ قوافِلُ الأنواءِ

وسَرَتْ عَلى أكنَافِ قبرِكَ نَسْمَةٌ
بَلَّتْ حَوَاشِيها يدُ الأنداءِ

ما بَاليَ استسْقيتُ أنداءَ الحَيَا
وأرحتُ أجفاني مِنَ الإسْقاءِ

ما ذَاكَ إلا أنَّ بِيْضَ مَدَامِعي
غَاضَتْ مُبَدَّلَةً بحُمْرِ دِماءِ

هتفتْ أياديكَ الجِسَامُ بأعيني
فَسَمَحْنَ بالبيضاءِ والحمراءِ

أنَّى يجازيْ شُكْرَ نعمتِكَ التي
جَلَّلتَنيها قطرةٌ من مَاءِ

يا دُرَّةً سمحتْ بها الدنيا على
يَأْسٍ من الإحسانِ والإعطاءِ

واسترجَعَتْها بعدما سَمَحَتْ بها
وكَذَاكَ كانتْ شيمةُ البخلاءِ

فلئنْ قَصَرْتَ من الإقامةِ عندَنا
حتى كأنَّكَ لمحةُ الإِيماءِ

فلقد أقمتَ بنا غريباً في العُلا
وكذاكَ قُصْرُ إقامةِ الغُرَبَاءِ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
عَاثَ الحِمامُ فما أبقَى وما تَرَكَا
ولم يَدَعْ سُوقَةً مِنَّا ولا مَلِكَا

فما سألتُ امرأً يوماً بصاحبِهِ
والعهدُ لم ينأ إلاّ قالَ قد هَلَكَا

تُراهُ أقسمَ لا يُبقي على بَشَرٍ
ولا يغادِرُ إنساناً ولا مَلَكَا

ما بَثَّ في سَاكِنِ الغَبراءِ أسهُمَهُ
إلاّ ويُصمِي بها من يَسْكُنُ الفَلَكَا

فما يشُدُّ على شَخْصٍ فيعْصِمُهُ
إن يَمتَطِ العيسَ أو يستبطِنِ الفُلُكَا

يا للرزيّةِ لم يسمعْ بها أحدٌ
إلاّ وأجهَشَ من حُزْنٍ لها وبَكَى

ما للجَليدِ بها ما ساورتْهُ يدٌ
لو خَامَرَتْ قلبَ أيّوبَ الصبورِ شَكَا

تبَّتْ يدا الدهرِ لم يعلمْ بأيِّ فتًى
أودَى وأيِّ هُمَامٍ سَيِّدٍ فَتَكَا

بواحدٍ مَرَّ فَرْداً في مكارِمِهِ
ما افترَّ عن مثلِهِ دَهْرٌ ولا ضَحِكا

وَكَارِعٍ في حِيَاضِ المكرُماتِ فَمَا
زاحَمهُ واغِلٌ فيها ولا شُرَكا

متى يُفَاخِرْهُ حيٌّ مَتَّ منتسباً
بمَحْتِدٍ تتوارَى مِنْ سَنَاهُ ذُكَا

من دَوْحَةٍ طَابَ مَجْنَاهَا وحَلَّقَ أَعْ
لاها كما قَرَّ مَسْرَى عِرْقِها وَزَكَا

تكادُ تخرقُ سَمْكَ الأرضِ راسخَةً
عُروقُها ويناجي فَرْعُها الحُبُكا

شَهَادَةُ اللّهِ في التنزيلِ كَافِيةٌ
في فَضلِهِم عَنْ رَوَاهُ جابرٌ وحَكَى

يُرْبِعْ على ضلعِهِ السَّاعي ليُدركَهُ
فليس يلحقُهُ إنْ خبَّ أو بَرَكا

عَفُّ السريرةِ صَفَّاحُ الجَرِيرةِ مِقْ
دَامُ العَشيرةِ جَوَّادٌ بما مَلَكَا

ما مَدَّ يوماً إلى الدنيا وزينتِها
طَرْفاً ولا كانَ في اللذاتِ مُنْهَمِكَا

ما ضَمَّ يوماً على الدينارِ راحتَهُ
بخلاً ولا شَدَّ من حرصٍ عليهِ وِكا

أثرَى فما كانَ فيما أحرزتْ يَدُهُ
لفرطِ ما جَادَ إلاَّ وَاحِدَ الشُّرَكَا

الشَّهْدُ ما مَجَّهُ زَجْراً ومَوْعِظةٌ
لِسَانُهُ الطَّلْقُ لا ما أودعَ العَكَكَا

والعضبُ ما استلَّ من رأيٍ إذا التَحَمَتْ
عُرَى الخُطُوبِ وأَمرُ الأُمَّةِ التَبَكَا

يا منْ مَضَى وبقينا بعده هُمُلاً
لو أَنْصَفَ الدهرُ أَفنَانا وخَلَّدَكَا

لو سَامَنَا فيكَ مَحْتُومُ القضا بَدلاً
فَدَاكَ كلُّ امرئٍ مِنَّا وقَلَّ لَكَا

أَبعِدْ به من غَريمٍ لو خَضَعَتَ لهُ
ذُلاًّ قَسَا وإنِ اسْتمحلتَهُ مَحكَا

ما لامرِئٍ تَتَقاضَاهُ الدُّيُونُ يدٌ
بِدَفْعِهِ أَلَوَاهُ الدَّيْنُ أمْ مَعَكَا

فلستُ أعلمُ ما مَتَّ الحِمَامُ بِهِ
حتى لوَى بِكَ عَنَّا واستبدَّ بِكَا

إنْ يَغْتَصِبْكَ الردَى مِنَّا فقد غُصِبَتْ
بالأَمسِ أُمُّكَ صَافِي إرثِهَا فَدَكَا

فاذهبْ فما زالَ هَامِي الغَيْثِ يصحبُهُ
مُرفَضُّ دَمْعِي على مَثْوَاكَ مُنْسَفِكا


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:03 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بكيتُكِ لو أنّ الدموع تُديلُ
من الحزن أو يُطفَى بهن غليلُ

وناوحتُ فيك الوُرْقَ شجواً فلي إذا
شدتْ ولها تحت الظلامِ هديل

وعاتبتُ دهري فيكِ جهلاً ومن غدا
يعاتب هذا الدهر فَهْو جهول

فما كان هذا الدهرُ يوماً عَنِ الذي
غدا وَهْو مطبوعٌ عليه يحول

إلى الله من دهرٍ كأنّ صروفَهُ
لها أبداً عند الأنام ذُحول

أبى أن يُرينا وجهَ يومٍ وما بهِ
على إثْر ماضٍ رنّةٌ وعويل

فمن هالكٍ يلقى الرَّدى حتفَ أنفهِ
وآخرَ منزوفِ الحياة قتيل

ومستكثرٍ من حاشد الجند والردى
شَروبٍ لأعمار الرجالِ أكول

تعَاظمَ حتى كاد من فرط منعةٍ
وعزٍّ على صرف القضاءِ يطول

رماهُ الردى من حيث لم يدرِ بالتي
يروح لها ذو الأكلِ وَهْو أكيل

فباء من الجمِّ الغفير بقلّةٍ
وأصبح بعد العزِّ وَهْو ذليل

ألا في سبيل الله أقمارُ أوجهٍ
لها أبداً تحت الترابِ أُفول

وأغصانُ قاماتٍ ترفّ نضارةً
لها عند ريعانِ النموِّ ذبول

ولا كالتي أمسى بها الترْبُ مُؤْنَساً
وأوحشَ منها منزلٌ ومَقيل

وأهدتْ إلى أهل القبورِ مَسرّةً
وساء حليلٌ بعدها وسليل

وعَائِدَةٍ من حَجِّها لم يكنْ لها
على غَيرِ أَصْحَابِ القُبُورِ نُزُول

كأن لم تَؤبْ بعد المغِيبِ ولم يكنْ
لها بعد إِزْمَاعِ الرَّحيلِ قُفُول

لأَسرَعُ ما وافَتْ وفَاءَتْ كأنَّمَا
عَلَيها بأنْ لا تَستقِرَّ كفيل

وما قابلَ البُشْرَى النعيُّ وقَبَّحَتْ
يَدُ الحزنِ وجْهَ البِشْرِ وَهْو جَمِيلُ

وسَاءَتْ كما سَرَّتْ وأَبْعِدْ بِفرحةٍ
يُعَقِّبُها رُزْءٌ أَلَمَّ جَليلُ

لعمرُ أبي المَسْرُورِ بالشيءِ إنَّهُ
إلى الحُزْنِ فيما بعدُ سَوفَ يؤولُ

رأتْ أَبَويها طَالَ عَهدُهَما بِهَا
فزارتْهما إنَّ المُحبَّ وَصُولُ

فيا ابنةَ مَنْ لو كانَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
رَسُولٌ لَما أَمْسَى سِوَاهُ رَسُولُ

وزوجةَ من لو فَتَّشَ الخَلقُ لم يكنْ
ليلقى له في العَالَمينَ مَثيلُ

وأُختَ الذينَ استفرغُوا الجَهْدَ في العُلا
وأثرَى بهم عَافٍ وعَزَّ نَزِيْلُ

وأُمَّ الذي والسِّنُّ خَمسٌ جَرَى إلى
مَدَى لذَوِي الخمسِينَ عنهُ نُكُولُ

وإحدَى النِّساءِ اللائِي هُنَّ لِفَرْطِ ما
كَسَبْنَ مِنَ اخْلاقِ البُعُولِ بُعُولُ

عَفَائِفُ ما زُرَّتْ لَهُنَّ على الخَنَا
جُيُوبٌ ولا جُرَّتْ عليهِ ذُيُولُ

جَمَعنَ إلى عَقْلٍ عُلاً جَابَ قُمْصَهَا
لَهُنَّ عليٌّ ذُو العُلا وعَقِيلُ

وأثرينَ من هَدْيِ البَتُولِ وِرَاثةً
فَمَنْ شِئْتَها مِنْهُنَّ فَهْيَ بَتُولُ

ومن لا يُعزّى عِفَّةً ونَجَابةً
على مِثلها طُولَ الزمانِ حَليلُ

لَهوَّنْتِ أرزاءَ الحَواصِنِ فَلْتَغُلْ
خلافَكِ مَنْ لاَثَ العِصَابةَ غُوْلُ

فإنْ قَلَّ بعدَ العَوْدِ لَبْثُكِ فالأَسَى
عليكِ وإن طَالَ الزَّمانُ طَويلُ

فَزَارَكِ من رَبِّ العِبَادِ سَلامُهُ
وزَارَكِ مِرْزَامُ العَشيِّ هَطُولُ

ويا أصبرَ النَّاسِ الذينَ نَرَاهُمُ
وأَحمَلَهُمْ للعِبْءِ وَهْو ثَقيلُ

عَزاءً ولا أرضاهُ لكنْ مَقَالةً
بها أَبَداً يُوصِي الخليلَ خليلُ

فإنَّ أَسَاكَ اليومَ يستأصِلُ العَزَى
ويتركُ رَبْعَ الصَّبْرِ وَهْوَ مَحيلُ

ودونكَها كالروضِ بَاكَرَهَا الحَيَا
وهَبَّتْ جَنُوبٌ فوقَهُ وقَبُولُ

وإنِّيَ لَلْخلُّ الذي لا ترونَهُ
يميلُ مع النَّعْمَاءِ حَيثُ تميلُ

لسانُكُمُ الطَّلْقُ الذي لو رميتُمُ
بِهِ قائِلاً لم يدرِ كيفَ يَقُولُ

وسيفُكُمُ العضْبُ الذي إن ضَرَبتُمُ
بهِ لم يُصافحْ مَضْرِبَيْهِ فُلُولُ

وإنْ كانَ فيكمْ من يُنَاجِيهِ ظَنُّهُ
عليَّ بِشَيءٍ ما عليهِ دَليلُ

خلا أنَّ مَدْحاً سَارَ لي فيهِ لم تزلْ
شَواردُهُ في الخَافِقَينِ تجولُ

فدومُوا كما شئْتُمْ وشَاءَ وليُّكُمْ
يَزُرْكم بمدحي بُكرةً وأصِيْلُ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:04 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا يا قومُ ما للدهْرِ عِندي
لأَسَرَفَ في الإسَاءَةِ والتعدِّي

تَخَرَّمَ أُسْرتي فَبَقيْتُ فَرْداً
أُبَارِزُ نَائِبَاتِ الدَّهْرِ وَحْدِي

وكَرَّ على ذَوِي ودِّي فأورَى
بفقدِهِمُ من الأَحْزَانِ زَنْدِي

فما خُلِقَتْ لِدَمْعٍ غَيرُ عَيني
ولا مَجْرًى لِدَمعٍ غَيرُ خَدِّي

لَوَ انَّ الدهرَ حينَ أبادَ رَهْطي
وقعقعَ من مَبَانِي العزِّ عُمْدي

وأفنَى الغُرَّ من سَرَوَاتِ قَومي
وثَنَّى بعد ذَاكَ بأهلِ وِدِّي

تدارَكني فأوفَدني عليهِمْ
لأَحْسَنَ حيثُ سَاءَ وكان سَعْدِي

إذَا استعْظمتُ فَقْدَ أَخٍ كَرِيمٍ
رَمَاني من أَخٍ ثَانٍ بِفَقْدِ

فَمَنْ لي أَنْ أَموتَ أمَامَ خِلٍّ
تُعَزِّيهِ الأنامُ عَلَيَّ بَعْدي

وكنتُ لا ألوذُ بمُستَغَاثٍ
وإن ثَلَمَتْ يدُ الأَيَّامِ حَدِّي

أَليجُ من الحِمامِ على حَميمي
وجدتُ فكدتُ أرْحَمُ منه ضِدِّي

فَمَنْ شَمَخَ الإِبَاءُ به وألغَى
مَقَالَ الناسِ هل مُعْدٍ فيُعدي

فَهَا أَنَذَا على أيامِ دَهْري
قد استعديتُ لو أَلفيتُ مُعْدي

ومِمَّا غَادرَ الأجفانَ سَكْرَى
بأدمعِهِنَّ كالقَرْحِ المُمَدِّ

وأورَدَني حِيَاضَ الهمِّ حتَّى
صدرتُ وهَمُّ أهلِ الأرضِ عِندي

مَصائبُ هَانَ عند الناسِ فيها
عظيمُ الرُزءِ من مالٍ ووُلْدِ

أناختْ بَرْكَها ببَنِي عَلِيٍّ
نُزُولَ أخِي قِرىً فيهِمْ ورِفْدِ

قَرَوْهُنَّ النفوسَ وليس شيءٌ
أَعزَّ من النفوسِ قِرىً لوَفْدِ

فأضْحَوا بعد جَمْعِهِمُ فُرَادَى
كما نَثَرَتْ يدٌ خَرَزَاتِ عِقْدِ

فيا لِلّهِ ما رَمَتِ الليالي
بهِ الساداتُ من سَلَفَيْ مَعَدِّ

تخوَّنَ جَمْعَهُمْ مَيتٌ فَمَيْتٌ
يُسَارُ بِهِ إلى لَحْدٍ فَلَحْدِ

يُعيدُ مَسَاءَ يومِهِمُ عليهِمْ
جَوَى ثَكْلٍ له الإصباحُ يُبْدِي

سَقَى الأجداثَ شَرقيَّ المُصَلَّى
وإن رُفِعَتْ إلى جنَّاتِ خُلْدِ

حَياً متَهزِّمُ الأَطْبَاءِ إنْ لم
يكنْ دَمْعِي على الأجْداثِ يُجْدِي

وجَرَّ بِها نسيمُ الريحِ ذَيْلاً
يَمُرُّ بهِ على بَانٍ ورَنْدِ

فكمْ حَمَلَتْ إلى ساحاتِها مِنْ
قَناً خَطِّيَةٍ وسُيُوفِ هِنْدِ

كُهُولٌ كالرِّمَاحِ اللُّدْنِ شِيْبٌ
وأَغلمةٌ كَبِيْضِ الهِنْدِ مُرْدِ

وكلُّ كَرِيمَةِ الأَبَوَيْنِ ليستْ
كهندٍ في النِّسَاءِ ولا كَدَعْدِ

عفيفةُ ما يُكِنُّ الخِدْرُ ملء الْ
مُلاَءَةِ مِن صَلاَحةِ بَلْهَ زُهْدِ

ولا مِثْلُ التي بالأَمْسِ أودتْ
طَهَارَةَ مَوْلِدٍ وسُمُوَّ جَدِّ

قضَتْ نَحْباً على آثَارِ أُخْرَى
تَوَافِيَ سَاعِيَيْن مَعاً لِوَعْدِ

هُمَا لأَبٍ إذَا اعْتُزِيَا وأُمٍّ
رُجُوعَ القِدَّتَينِ معاً لِجِلْدِ

فيا لكريمتَي حَسَبٍ ودِيْنٍ
ويا لعَقِيلَتي شَرَفٍ ومَجْدِ

كلا رُزْأَيْهِمَا نَارٌ فَهَذَا
لَظَى قلبٍ وذَاكَ حَرِيقُ كِبْدِ

ونَالَ الصهرُ ثالثةً فأودتْ
خِلالَهما كأنَّ الرزءَ يُعْدِي

ثلاثٌ ما سَمَتْ علياءُ بَيْتٍ
بِغَوْرٍ في مَنَاكِبِها ونَجْدِ

على مَثَلٍ لَهُنَّ تُقىً ودِيناً
وطِيبَ مَغَارسٍ ووُفُورَ رُشْدِ

أولئِكَ خَيرُ مَنْ وَارَاهُ سِتْرٌ
وأكرمُ من سَحَبْنَ فُضُولَ بُرْدِ

نَزَلْنَ من النَّباهَةِ في مَكَانٍ
يُميّزُهُنَّ عن نُعْمٍ وهندِ

بناتُ أُبوَّةٍ ليستْ كبَكْرٍ
إذا عُدَّ الرجالُ ولا كَسَعْدِ

سَجَاياها إذَا ذُمَّ السَّجَايَا
ضَوَاربُ دُونَ غِيبتِها بِسَدِّ

حَرَائِرُ ما أَغَرْنَ الدهرَ بَعْلاً
بجرسِ حُلِيْ ولا تكليمِ عَبْدِ

أَلِفْنَ بيوتَهُنَّ عُكُوفَ طَيْرٍ
على مُسْتَودَعَاتِ الوَكْرِ رُبْدِ

فلم يعرفْنَ غيرَ البيتِ دَاراً
سِوَى لحدٍ سَكَنَّ بِهِ ومَهْدِ

أما لو كنَّ للعَرَبِ المواضي
وقد نَظَروا البناتِ بعَينِ زُهْدِ

إذن كَرُمَتْ بناتُهُمُ عليهِمْ
وما أَوْدَتْ لهم أُنثَى بِوَأْدِ

أَمَا لو كَانَ غَيرُ الموتِ مُدَّتْ
يَدَاهُ لَهنَّ والآجالُ تُرْدِي

لكادتْ أن تسوخَ الأرضُ ممّا
تَظَلُّ بها جيادُ الخيلِ تُرْدِي

عليها الشُّوسُ منْ عُلْيا قُرَيشٍ
أُولي النَّجَداتِ والعَزْمِ الأَشَدِّ

إذا استصرختَهم وَافُوكَ غَضْبَى
كما هَجْهَجْتَ في غاباتِ أُسْدِ

بِكُلِّ مُثَقَّفِ الأُنْبُوبِ لَدْنِ الْ
مَهَزِّ وكلِّ مَصْقُولِ الفِرَنْدِ

كأنَّكَ تَسْتكِفُّ الخَطْبَ مِنْهُمْ
بِذِي الرُّمْحَينِ أَو عَمرو بنِ وُدِّ

بني عبدالرءوفِ وكلُّ حيٍّ
لِمصرعِهِ أخو سَيْرٍ مُجِدِّ

عَزَاؤكُمُ فأوفَى النَّاسِ أَجْراً
أَخُو ضَرَّاءَ قابَلَها بِحَمْدِ

فِدَاكُمْ من يكاثرُكُمْ ويُخْفِي
لَكُمْ تحتَ الضُّلُوعِ غَلِيلَ حِقْدِ

أُنبِّئُكُمْ وما في ذَاكَ بأسٌ
فَهَذَا الناسُ من هَادٍ ومَهْدِي

بِأَنِّي خَيرُ من أَرعَيتُمُوهُ
لَكُمْ وِدّاً وأَوفَاهُ بِعَهْدِ

فقد جَرَّبتُمُ الإخوانَ غَيري
وأكثرتُمْ فَهَلْ سَدُّوا مَسَدِّي

فلا تتمسَّكُوا بِحِبالِ غَيرِي
وإنْ ما استمسكُوا بِعُرَى مُوِدِّ

ودونَكُمُ بلا مَنٍّ عليكمْ
ثَنَاءَ مُبَرَّزٍ في النظمِ فَرْدِ

يُجيدُ الحفرَ عن ماءِ المَعَاني
فَيُنْبِطُهُ وحَفْرُ الناسِ يُكدِي

تُشَاركُنِي الورَى في الشِّعْرِ دَعْوَى
على أَنِّي المَبَرَّزُ فيهِ وحدِي


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:05 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلا تَسْتنطقُ الدِمَنَ الخَوَالي
فَنَسْألُها عن الحيِّ الحِلالِ

أَبَتْ إلاَّ أَثَافي جَاثِمَاتٍ
على الكَانُونِ كالخَدَمِ الصَّوَالي

وأشعثَ غيرَ مَمْسُوسٍ بدُهْنٍ
ولا عَبَثَتْ بِهِ أيدي الغوالي

عَوَاطِلُ بَعدَمَا كانتْ زَمَاناً
بأُنْسِ القَاطِنينَ بها حَوَالي

دعاهُم رَيْبُ دهْرِهِمُ فَبَانُوا
سِرَاعاً والمقيمُ إلى ارتِحَالِ

ولا تبقَى على الحَدَثَانِ شُمُّ الْ
هِضَابِ ولا مُنيفاتُ القِلالِ

فَعَدِّ على الدِّيَارِ فإنَّ خَطْباً
تَوَخَّانا بهِ صَرْفُ الليالي

أَطَارَ كَرَى العُيُونِ فَخِيطَ جَفْنٌ
على سَهَرٍ وَقَلْبٍ باشْتِغَالِ

وبَيَّضَ لِمَّةً وأَحَالَ وَجْهاً
كَأَنَّ الوجْهَ يُصبَغُ بالقَذَالِ

غَدَاةَ نُعِي لَنَا حَسَنٌ وقَالُوا
هَوَى من أفْقِهِ نَجْمُ المَعَالي

فَظَلْنَا حِينَ جَدَّ بنا نَعَاهُ
وقد ضَاقَتْ بِنا سَعَةُ المَجَالِ

كَشَرْبٍ طَوَّحتْ بِهِمُ شَمُولٌ
فَطَاحُوا لليَمينِ وللشِمَالِ

نَلُوذُ إذَا غَليلُ الحُزْنِ أَغْرَى
لَظَاهُ بنا إلى الدمْعِ المُذَالِ

سَلِ الأَجْدَاثَ مَاذَا أَوْدَعُوهُ
بِها من شُهْرَةٍ وظُهُورِ حَالِ

وما واروهُ فيها من جَميلٍ
بهِ يُبْكَى عَلَيهِ ومن جَمَالِ

أَوالدَهُ ولَسْتَ تُلامُ عندي
سِوَى شَيءٍ على وَجْهِ السُّؤَالِ

عَلامَ غَسلتَهُ من كلِّ عَيْبٍ
فجاءَ كقطرةِ الماءِ الزُلالِ

فَهَلاَّ كُنتَ تتركُ فيهِ عيباً
فَكَانَ يقيهِ من عَينِ الكَمَالِ

أَلاَ قُولوا لِحِمْيَرَ حَيثُ كَانتْ
أُولي العَزَمَاتِ والهِمَمِ العَوَالي

وفُرْسَانِ الحروبِ إذَا تداعتْ
فَوَارِسُهَا بحيَّ عَلَى النِزَالِ

أَصَابكُمُ الحِمَامُ فلم يَهَبْكُمْ
بِأَشْرَفِ أوّلٍ فيكُمْ وتَالي

فَتًى عُظَمَاءُ بلدتِهِ عِيَالٌ
عليهِ في المهَابَةِ والجَلالِ

على حينِ استتبَّ لَهُ عُلاهُ
وقِيلَ قد استوَى ضَوْءُ الهِلالِ

أَمَا لو كان ثَأراً عندَ غيرِ الْ
مَنيَّةِ والنفوسُ إلى زَوَالِ

لأَوجفْنَا عليهِ الخَيلَ شُعْثاً
تُعادي في الأَعِنَّةِ كالسَّعَالي

إذَا أَرسَلْتَهنَّ وراءَ نَبْلٍ
تَجَاوزتِ المدَى قَبلَ النِّبَالِ

عليها كلُّ ضِرْغَامٍ إذَا ما
استطالَ السِّلْمَ حَنَّ إلى القِتَالِ

وَأجْلَبنَا بِبِيضِ الهِنْدِ تُدْمَى
مَضَارِبُهُنَّ والسُّمْرِ الطِّوَالِ

خليليَّ ازْجُرَا السُّحْبَ الغَوَادِي
على ما تشتكِيهِ من الكَلالِ

بطيئاتٍ تنوءُ إذا استُثيرتْ
من السُّقْيَا بأَعْبَاءٍ ثِقَالِ

إِذَا جَاوَزْنَ سِيْفَ أوالَ صُبْحاً
وشَارفنَ القطيفَ مع الزَّوَالِ

فَصَبّاً ما حَمَلْنَ من الرَّوَايَا
على قَبْرٍ بِجَرْعَاءَ الشِّمَالِ

وتحبُسُ نَفْسَها أبداً عَلَيهِ
عُكُوفَ المُرْضِعَاتِ على الفِصَالِ

بحيثُ يُشَقُّ يَومَ البَعْثِ رَطْباً
بما قد أَسْأَرتْهُ من البِلالِ

أرَى الأَيَّامَ تُقْسِمُ ظالماتٍ
فتبدلُنا الأَسَافِلَ بالأَعَالي

فتتركُ من تَرَاهُ النَّاسُ كَلاَّ
على المولَى وتذْهبُ بالمَوَالِي

فيا ابنَ أبي سِنَانَ وكلُّ ثَاوٍ
وإنْ طَالَ المدَى فإلى انتقالِ

عَزَاءً فالنفوسُ إلى فَنَاءٍ
وصَبْراً فالقَطينُ إلى زِيَالِ

فمثلُكَ تَسْتمِدُّ الصَّبْرَ منهُ
عَلى البَأْسَاءِ أَعْيَانُ الرجَالِ

فما دُفِعَ امرؤٌ يوماً إلى ما
دُفِعْتَ له ولستَ من الحُبالِ

صَبَرْتَ وليسَ ذلكَ عَنْ سُلُوٍّ
طُوِي عَنْهُ الأَسَى لَكنْ تَسَالي

على ما نَابَ من نَفْسٍ وآلٍ
كما شَمِتَ العُدُوُّ بهِ ومَالِ

جراحٌ لا تطيبُ وفَوْتُ مَالٍ
يَضِيقُ بهِ الفضاءُ وفقدُ آلِ

فلستُمْ بالقطيفِ أشَدَّ حزناً
عليهِ اليومَ مِنَّا في أُوَال

لنا مُهَجٌ تَذُوبُ عليهِ حَرَّى
وإنْ فَاءَتْ إلى بَرْدِ الظِّلالِ

أَمَا والراقصاتِ كَأَنَّ وَحْشاً
تندُّ بما حَمَلنَ من الرِّجَالِ

إِذَا شَارَفْنَ مَكَّةَ كِدْنَ شَوْقاً
يَطِرْنَ وإنْ عُقِلْنَ مَعَ العِقَالِ

عَلَيها كلُّ عُرْيَانِ الضَّواحي
كَنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ

إذا اسْتَجلَى البنيّةَ من بَعِيدٍ
تَرَاءَى كالمطيَّةِ في الجَلالِ

تَرَدَّى عن رحالتها نُزُولاً
وأكثرَ من دُعَاءٍ وابْتِهالِ

وطَوَّفَ حَوْلَها سَبْعاً وأَدَّى
مَنَاسِكَهُ وفَاءَ إلى انفِتَالِ

لقد عَقَدَتْ لَكَ الأيامُ مِنِّي
وَفَاءً غَيْرَ مُنْصَرِمِ الحِبَالِ

فَسَهْمي فَوقَ سَهْمِكَ في سُرُورٍ
يَسُرُّكَ حَيْثُ كُنتَ وشُغْلِ بالِ

ودونَكَ من خبيرٍ بالتعازِي
رُقَىً تعدُو على الدَّاءِ العُضَالِ

تَعزٍّ لو رقَى يعقوبُ منهُ
ببيتٍ أو أقَلَّ لَظَلَّ سَالِي

وَعَدِّ عن استماعِكَ شِعْرَ غَيري
فأينَ حَصَى الطريقِ منَ اللآلي

مَكَانُ قريضِ غيري من قريضي
مَكَانُ النَّغْلِ من وَلَدِ الحَلالِ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَشادِنٍ ثَمِلِ الأَعْضَا كَأنَّ بهِ
من نَشْوَةِ التيهِ أَغْصاناً تحرِّكُهُ

يُدمي القلوبَ بألحاظٍ مجرَّدَةٍ
قد وُكِّلَتْ بِدَمِ العُشَّاقِ تسفُكُهُ

كَتمتُ سِرَّ هَوَاهُ ما استطعتُ فَما
أفَادَ كتمانُهُ والدمْعُ يهتكُهُ

ملَّكتُهُ في الهَوَى قلبي فَصَارَ لهُ
عَبْداً مُطيعاً وفيما شَاءَ يسلكُهُ

ثم انثنَى مُعْرِضاً والقلبُ في يدِهِ
هَلاَّ جَفَاني وقلبي كنتُ أملُكُهُ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:06 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَهْدَى لنا طيفَهُ بعد الهدوِّ عِشا
فكانَ مِنَّا قِرَاهُ مهجةً وحَشَا

ظبيٌ فرشْتُ خدودي إذْ أُلِمُّ بهِ
أَرضاً فلو شَاءَ يمشي فوقَهَا لمشَى

كأنَّهُ غُصْنُ بانٍ تحتَ بدرِ دُجىً
على نقاً من رمالِ الأبرقينِ نَشَا

بتنا وباتَ يعاطينا مُروَّقَةً
من رِيقِهِ لو حَسَاها الميْتُ لانتعَشَا


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَمَا لفراقِنا هذا اجتماعُ
ولا لمدى تقاطعِنا انقطاعُ

حمَلْنَا بعدكم يا أهلَ نجدٍ
مِنَ الأشواقِ ما لا يُستَطاعُ

مننتُمْ آنِفاً بالقُرْبِ منكُمْ
فهلْ لزمانِ وَصلِكُمُ ارْتِجاعُ

رَحلْتُمْ بالنُّفُوسِ فليتَ شِعْري
أكانَ لكُمْ بأنفُسِنَا انْتِفاعُ

وخَلَّفتم جُسُوماً بالياتٍ
عَلَى جَمْرِ الغَرَامِ لها اضْطِجَاعُ

وأَكْبَاداً وأفئِدَةً مِرَاضاً
بِهَا مِنْ لاعِجِ الشَّوْقِ انصداعُ

وأَلْسِنةً خَرَسْنَ فلا كَلامٌ
وآذَاناً صَمَمْنَ فَلا اسْتِمَاعُ

وأجْفَاناً مُؤرَّقَةً دَوَاماً
لهَا عَنْ خاطِبِ الغَمْضِ امتِنَاعُ

كَأَنَّ قُلوبَنا لمَّا استَقَلَّتْ
ركائِبُكُمْ ضُحىً ودَنَا الوَدَاعُ

فِراخُ قَطاً تَخَطَّفَها بُزاةٌ
وعَرجُ ظِبَاً تَعاوَرُها سِبَاعُ

أَهيمُ بكُمْ أسَىً وأَضيقُ وَجْداً
ومَا بَيْنِي وبينِكُمُ ذِرَاعُ

فَكَيفَ وبَيْنَنَا آذِيُّ بَحْرٍ
وبِيدٌ في مَفَاوِزِهَا اتِّسَاعُ

ألاَ حَيّا الحَيَا أَحْيَاءَ قَومٍ
أَذَاعُوا بالفِرَاقِ ولَمْ يُرَاعُوا

وظَبْيٍ من ظِبَاءِ الأُنْسِ حَالٍ
يَرُوعُ القَانِصِينَ ولا يُرَاعُ

يُبَارزُنِي بألْحَاظٍ مِراضٍ
فتَصْرَعُنِي لهُ وأنَا الشُّجَاعُ

ذَكَرْتُ جَمَالَهُ والخيلُ حَسْرَى
عَوَابِسُ قد أضَرَّ بِها القِرَاعُ

وسُمْرُ الخَطِّ مرْكَزُهَا التَّرَاقِي
وبِيضُ الهِنْدِ مَغمُدها النُّخَاعُ

فَمَا لِيْثَ الخِمَارُ علَى مُحيّاً
كَغُرَّتِهِ ولا عُقِدَ القِنَاعُ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
لَوْ تَمْرَضُون وحُوشِيْتُمْ لَعُدْتُكُمُ
سَعْياً فَما لِي مريضاً لا تَعُودُوني

إِنْ لَمْ تَرَوْنِيَ أَهْلاً أن أُزَارَ فَمِنْ
إحسَانِكُمْ شَرَّفوا قَدْرِي وزُوروني

ما بِي وحقِّكُمُ حُمّىً ولا مَرَضٌ
بل من هوىً في صَمِيمِ القَلْبِ مَكْنونِ

لَو أنَّ بالرَّاسِيَاتِ الشُّمِّ أيْسَرَهُ
ذَابتْ فَكَيْفَ بِشَخْصٍ صِيغَ من طِينِ


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:07 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا خَلِيلَيَّ احْبِسَا الرَّكْبَ إذَا مَا
جِئْتُمَا عَن أَيْمَنِ الحَيِّ الخِيَامَا

وابلُغَا سُعدَى عن الصَّبِّ الذي
غَادرَتْهُ غَرَضَ السُّقْمِ السَّلامَا

واسْأَلاهَا وارْفُقَا جهدَكُما
عَجَباً واسْتَفْهِمَاهَا لا مَلامَا

ما لَهَا تحمِلُ أعْبَاءَ دَمِي
وَهْيَ لا تسطيعُ مِنْ ضَعْفٍ قِيَامَا

وبَرِيقٍ لاحَ وَهْناً بعدَمَا
هَدَأَ الطَّائِرُ في الوَكْرِ ونَامَا

في كَثِيفَاتِ الحَواشي دُلَّجٍ
يتجاوبْنَ فَيُشْبهنَ السَّوَامَا

بِتُّ أَرْنُوهُ بعينٍ ثَرَّةٍ
تَكِفُ الدَّمْعَ فُرَادَى وتُوَامَا

وَهْوَ يَفْرِي حِلَلَ اللَّيّلِ كَمَا
جَرَّدَ الفَارِسُ في الحَرْبِ حُسَامَا

وصَباً هَبَّتْ سُحَيْراً فَرَوَتْ
خَبَراً أوْقَعَ في القَلْبِ كَلامَا

حَدَّثَتْ أنَّ عُرَيباً باللّوَى
نَقَضُوا العَهْدَ ولمْ يَرْعَوا ذِمَامَا

واسْتَحَلّوا من دَمِ الصَّبِّ ولَمْ
يرْقُبُوا إلاًّ ولمْ يَخْشَوا أَثَامَا

يا عُرَيْباً حلَّلُوا سفكَ دَمِي
إنَّما حَلَّلتُمُ شَيْئاً حَرَامَا

نمتُمُ عَنْ سَهَرِي لَيلاً بِكُمْ
ومَنَعْتُمْ جفنَ عيني أن يَنَامَا

ما لكُمْ بدَّلْتُمونِي سَادَتِي
بالرِّضَا سُخْطاً وبالوصْلِ انْصِرَامَا

كُلَّما عَنَّ لهُ ذِكْرُكُمُ
أسْبَلَتْ أجفانُهُ الدَّمعَ سِجَامَا

وإذَا غَنَّتْ حَمَاماتُ الحِمَى
حَمَتِ النَّومَ وأَهْدتْهُ الحِمَامَا

لا يَلَذُّ العَيْشَ في يَقِظَتِهِ
لا ولا يَأْلفُ باللَّيْلِ المنَامَا

فَهْوَ بينَ اليَأْسِ مِنْكُمْ والرَّجَا
مَيِّتٌ حَيٌّ فَدَاووهُ لِمَامَا


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يَا مَنْ نَأَتِ بِهِمُ الدِّيارُ فأَصْبحُوا
مُسْتوطِنين على النَّوَى الألْبَابا

إنْ تُكسِبِ الألْقَابُ مَنْ يُدْعَى بِها
شَرَفاً فَقَد شَرَّفتُمُ الألْقَابَا

فارقتُكُم فجَعَلْتُ زَقُّومَ الأَسَى
زاداً وغَسَّاقَ الدُمُوعِ شَرَابا

أكَذَاكَ كلُّ مُفَارِقٍ أمْ لمْ يكنْ
قَبْلي مُحِبٌّ فَارَقَ الأحْبَابَا

يا مُنْتَهَى الآرَابِ هَذِي مُهْجَتِي
قد قُطِّعَتْ مِنْ بِعدِكُمْ آرَابَا

وتَأسُّفِي أنِّي غَدَاةَ فِرَاقِكُمْ
لمْ أَقْضِ منْ تَوْدِيعِكُمْ آرَابَا

إنِّي لأعجَبُ مِنْ مُراجَعَةِ النَّوَى
عَنْ ربْعِكِم لي جِيئَةً وذَهَابَا

ما ذُقْتُ عَذْبَ القُربِ إلاّ ردَّهُ
وَشْكُ التَّفَرُّقِ والبِعادِ عَذَابَا

قد جَرَّدَ التَّفْريقُ سَيْفاً بَيْنَنَا
أفَما يُتيحُ لَهُ اللِّقَاءُ قِرَابَا

يا هَلْ تَرونَ لِنازِحٍ قَذَفَتْ بِهِ
أيْدي البِعَادِ لجِدَّ حفْصَ إيابَا

لو أنَّ ذَا القرنَيْنِ أصْبَحَ مُوقِداً
زُبُرَ الحَديدِ بِحرِّها لأذَابَا

لا تحْسَبِ البحْرينُ أنِّي بَعْدَهَا
مُسْتوطِنٌ دَاراً ولا أصْحَابَا

ما أصْبَحَتْ شيرازُ وَهْي حَبِيبةٌ
عِنْدِي بأبْهجَ من أوالَ جَنابَا

ما كُنْتُ بالمبْتَاعِ دارَ سُرُورِها
يَوماً بفَارَانٍ ولا بمقَابَا

فَأمَا وَجائِلُةُ النُّسوعِ تَخَالُها
للضَّمْرِ مِمَّا أهذبَتْ هُذَّابَا

تَتَبادرُ الحرمَ القَصيَّ بفِتْيةٍ
يثنُونَ نازِلةَ القَضَاءِ غِلابَا

لئِنِ اقْتَعَدْتُ مَطَا البِعَادِ وغَرَّني
وشْكُ التلاقِي والدُنُوِّ طِلابَا

لأُسَيِّرَنَّ لَكُمْ وإنْ طَالَ المدَى
ما رَقَّ من محضِ الثَّناءِ وطَابَا


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا سَاكِنِيْ الخَطِّ في قَلْبي لَكُمْ خِطَطٌ
مَعْمورَةٌ بمَعانِيكم مَغَانِيهَا

يا جَادَ أرْضاً تبوَّأتُمْ مَعَالِمَهَا
وَطْفَاءَ ينْحَلُّ مِنْ دَمْعيَ عَزاليها

يَا هَلْ تَرَوْنَ لمحنيّ الضُّلُوعِ عَلَى
ذِكرِ الدِّيَارِ وُقُوفاً في مَحَانِيهَا

تَبُلُّ نَفْساً إذَا اسْتسْقتْهُ وصلَكُمُ
وعِزَّ ظَِلٍّ بكأسِ اليأسِ يُسقِيها

كَادَتْ تُقِيمُ علَى أَرجاءِ مَصْرَعِهَا
لَوْ لَمْ تَجدْهُ بلُقْياكُمْ يُرَجِّيهَا

لَمْ يُولِكُمْ مُذْ تَوَلَّى عَنكُمُ مَلَلاً
لوِجْهَةٍ هُو عن قَصْدٍ مُولِّيهَا

إِنْ سَاقَ عَنْ ربعِكُمُ أنَضاءَهُ فكفَى
لهُ بِأشْيَاءَ من وجْدٍ يُقاسِيهَا

حَشاً لَوَ انَّكَ تَسْتَملِي صَبَابتَهَا
أكدَى ولاذَ بِظِلِّ العَجْزِ مُمْلِيهَا

وزَفْرَةٍ لو ثَوَى اليَوْمَ الخَلِيلُ بِها
أودَى ولَمْ يُغْنِ عَنهُ بَردُهُ فِيهَا

لوْ سِيمَ وَبْلُ الحَيَا إِطْفَاءَ وقْدَتِها
لَم تَلفْهُ ومِياهُ الأَرْضِ يُطفِيهَا

وعَبْرَةٍ لو دُعِي نوحٌ لِيَسْلكَهَا
بِفُلكِهِ قَال بِسْمِ اللَّهِ مُرسِيهَا

ومُقلةٍ أَلِفَتْ فَرْطَ السُّهَادِ فَلوْ
رُدَّ الرُّقَادُ عَلَيها كَادَ يُؤذِيهَا

ماذَا علَى الطَّيرِ إذْ أبلَى الضَّنى جَسَدِي
فَخَفَّ لو حمَلتْنِي في خَوافِيها

إِنْ يقعدِ الطَّيْرُ عَنْ حَمْلي لَكُمْ وسَرَتْ
رِيحُ الصَّبَا فاطْلُبُوني في مَسَارِيهَا

تُلْقي لَكُمْ جَسَدي لو أنَّ عِلَّتَهُ
يُدعَى المَسِيحُ لَها ما كادَ يُبرِيهَا

لَقد تضاءَلَ حتّى لو قَذفتُ بِهِ
في مُقلَةٍ ما أحسَّتْهُ مَآقِيها

ومُسْتريحٍ إلى تَرجيعِ نَغمَتِهِ
أضْحَى يَبُثُّ صَبَابَاتِي ويُبدِيها

فما تَثنَّتْ بِهِ أعطافُ بانَتِهِ
إلاّ ثَنَى وجْهَ سُلْوانِي تَثَنِّيهَا

ومُستطيرٍ كأَنَّ الرِّيحَ تُلْهبُهُ
إذَا اسْتَمرَّ عَلَيهِ خَفْقُ سَارِيهَا

أَشِيمُهُ خُلَّباً والعَينُ تُبْصِرُهُ
بِعَبْرةٍ سَالَ حتّى غَصَّ وادِيهَا

ومُسْتميتِ السُّرَى لو مَرَّ نَاسِمُهُ
بِشَعْرةٍ لم يَكَدْ مَسْراهُ يُثنِيهَا

سَرَى فأسْرَى الكرَى عنِّي فأَنْزَلَ بِي
صَبابَةً بِتُّ تُخفِينِي وأُخْفِيها

يا ويحَ نَفْسِي أمَا شَيءٌ يعنُّ لَهَا
إلاّ وظَلَّ لبَلْواهَا يُعنِّيها

إنْ أومَضَ البَرقُ أشْجَاهَا وإنْ هتَفَتْ
وُرْقُ الحِمَى باتَ حَرُّ الشَّوقِ يُحميهَا

وإنْ تنَسَّمَ عُلْويُّ الرِّيَاحِ لَها
ألفَيتُهُ لقَصِيّ الوَجْدِ يُدْنِيها

لقَدْ مُنيتُ بما اختَرتُ المَنونَ لَهُ
يا قَومُ لو أُعْطِيتْ نَفْسٌ أَمانِيهَا

يا قَطَّعَ اللَّهُ أسَبَابَ النَّوَى وَرَمَى
حُجُبَ البِعَادِ بِما يُبلِيْ حَوَاشِيْهَا


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:08 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا نُزُولاً بَينَ أَجْرَاعِ الحِمَى
بُعْدُكُمْ عَنْ عَينيَ النَّومَ حَمَى

هَلْ تُعِيرُونَ جُفُونِي هَجْعَةً
أمْ تَرَوْنَ النَّومَ شَيئاً حُرِّمَا

أَرسَلَتْ مِنْ دَمعِها في حُبِّكُمْ
عَارِضاً يَهْمِي وتَيَّاراً طَمَى

وأَسَالَتْ ذَاكَ مُبْيَضَّاً فإنْ
طَالَ هَذَا البُعْدُ أجْرَتْهُ دَمَا

إنَّ عَيناً لا تَرَاكُمْ لا تَرَى
فَرْقَ مَا بَينَ هُدَاهَا والعَمَى

وكَذَاكَ السَّمْعُ يشْكُو بَعْدَكُمْ
عَارِضَ الوَقْرِ بِهِ والصَّمَمَا

سَادَتِي أَسْلَمتُ في الحُبِّ لَكُمْ
أَفَيَنْجُو سَالِماً من أَسْلَمَا

إنْ يَكُنْ أَذنَبْتُ في حُبِّكُمُ
فَأَقيلُونِي ذُنُوبِي كَرَمَا


ابو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
صَاحِ ما وَجْدي بسُكَّانِ المَحلِّ
بالذي تَحْوِيْهِ أرْقَامُ السِّجِلِّ

فَأَرِحْ جَاريَةَ الأَقْلامِ منْ
خِطَطٍ مَنْ يَبْتدِرْهُنَّ يَكِلِّ

غَيرَ أنِّي أَبْعَثُ الرِّيحَ لَهُمْ
بِسَلامٍ إنْ تَعِدْهُ لا يَمَلِّ

عَبِقٌ يَنْفضُّ رَيَّاهُ عَلَى
كُلِّ حَزْنٍ يَتَخطَّاهُ وسَهْل

وكَلامٍ يَستمِلُّ الوَجْدَ مِنْ
خَاطِرٍ ملآنَ مِنْ ذَاكَ ويُمْلِي

يا نُزُولاً بَينَ أجْرَاعِ الحِمَى
وفُؤَادِي حَيْثُمَا حَلُّوا يَحلِّ

وأبَى العُشَّاقُ لَوْلا حَسَدِي
كَلَّ مَنْ يأتِيكُمُ بالكُتْبِ قَبْلِي

لَغَدَا أكْثَرُ ما في الأَرْضِ مِنْ
وَرَقٍ كُتْبي لَكُمْ والخَلْقُ رُسْلِي

يا شَوَى قَلْبي على البُعْدِ فَهَلْ
مِنْ لِقاً يُعدِي علَى ذَاكَ وَوصْلي

وغَزَانِي عَسْكَرُ الشَّوْقِ فَلَمْ
يَكُ عن شَيءٍ سِوَى قَلْبي يَحِلِّ

إنَّ مَنْ أَمْطَرَهُ البُعْدُ وَبَالاً
أفَلا يُنْعشُهُ القُربُ بِوَبْلِ

كُلَّمّا أعْطَشَنِي اليأسُ بِهَيْهَاتَ
مِن الوَصْلِ تَعلَّلتُ بِعَلِّ

كُنْتُ والأرْضُ إذَا صَافَحَها
قَدَمِي أُثْقِلَها أَعْظَمَ ثِقْلِ

أَصْبَحَتْ أثقَلَ مِنِّي نَمْلَةٌ
فَزِنُوا بِي بَعْضَها يَرْجَحْ بِكُلِّي

ثُمَّ لو قَد حَمَلَتْنِي بَقَّةٌ
مُدَّةَ الأيَّامِ لَمْ تَعيَ بِحَمْلِي

فَإنِ اسْتَحلَلْتُمُ قَتْلي فأَنتُمْ
أَبداً في سَعَةٍ مِنهُ وحِلِّ

غَيرُ مَنْشودِينَ عَنْ ذَاكَ فإنْ
يَقتُلِ العَبدُ مُوَاليهِ يُطلِّ

واسْتَشفَّتْنِي يَدُ الشُّوقِ فَلَوْ
قُمْتُ في الشَّمْسِ لَمَا أبْصَرتُ ظِلِّي

أَيْنَ من يُسْلفُنِي دَمْعاً فَقَدْ
غَاضَ ما أبْكِي بِهِ غَيْرَ الأَقَّلِ

وجَرَى ذَاكَ دَماً فاحْتَاجَ مِنْ
سَاكبِ الدَّمْعِ لِتَطهيرٍ وغُسْلِ

يا نَسِيماً هَبَّ من نحوِهِمُ
هَاتِ باللَّهِ عن الحَيِّ فَقُلْ لِي

أَعَلَى العَهْدِ هُمُ أم ضَيَّعُوا
مَا لَنَا من ذِمَّةٍ فِيهِمْ وإلِّ

أَنْضَجُوا أكْبَادَنَا حَرّاً وهُمْ
وهَنَاهُمْ ذَاكَ في بَرْدٍ وظِلِّ

ليتَهُمْ إِذْ ملَكُونَا كُلَّنَا
مَلَّكُونا عنهُمُ بعضَ التَّسَلِّي

كَيفَ نَسْلُو والتَّسَلِّي عَنْهُمُ
كِلْفَةٌ تُحدَثُ والوَجْدُ جِبِلِّي

ما تَسلَّينَا بِشَيءٍ حَسَنٍ
عَنْ هَوَاهُمْ فَرأينَا ذَاكَ يُسْلي

ما علَى المُثْري من الصَّبْرِ إذَا
جَادَ مِنْهُ بِقَلِيلٍ للمُقِلِّ

إنَّ شَخصاً أَشْخَصَتْهُ عَنهُمُ
نِيَّةٌ تُفضِي لِعِزٍّ بعد ذُلِّ

وتُؤَدِّيهِ إلى ما يَشْتَهِي
من شَرَابٍ وِفْقَ ما شَاءَ وأَكْلِ

فأَنَا مِنْهُ عَلَى فُرْشِ الهَنَا
بَينَ عَلٍّ من أَمَانيهِ ونَهْلِ

وأَجازتْهُ السَّمواتُ عُلاً
وصُعُوداً فَهْوَ في أسْفَلِ سُفْلِ

قُلْ لسُكَّانِ الحِمَى عن نَازِحٍ
قَذَفَ الدَّهْرُ بِهِ نَأْيَ المَحَلِّ

إنّ تَرَامَى البُعْدُ بِي عَنْكُمْ فَلَم
أَرَكُمْ إلاّ بِكُتْبٍ أو بِرُسْلِ

ورَمَاني كُلَّما أَفْرَقُ مِنْ
نَبْلِهِ أنْكسَهُ الشَّوقُ بِنََبْلِ

واستَقَلَّ الرَّكبُ بي عَنْكُمْ وقَلبِي
عندَكُمْ والجِسمُ عِندَ المُستَقلِّ

فلأنتُمْ نُصْبَ عيني أيْنَما
كُنْتُ مجموعاً بِكُمْ في البُعْدِ شَمْلي


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:09 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وَطُرْقٍ سَلَكْنَاهَا فَمَازَالَ ضِيْقُهَا
يَجُورُ بِنَا حتَّى ضَلَلْنَا بِها القَصْدا

فَلَوْ أنَّ ذَا القرنَينِ أدْرَكَ بَعْضَهَا
لَصَيَّرَهُ من دُونِ يَأْجوجِهِ سَدّا


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
وصَادِحَتَي وُرْقٍ شَجَانِي غِنَاهُمَا
وأَدْنينَ مِنِّي قَصِيَّ نِزَاعِي

تُطَارِحُنَا شَكْوَى الغَرَامِ تَغنِّياً
فأبْرَزتَاهُ في ألَذِّ سَمَاعِ

هَدِيرٌ كما حَرَّكْتَ أَوْتَارَ مِزْهَرٍ
ونَوْحٌ كما اسْتَنْطَقت جَون يَرَاعِ


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
بَاءَتْ حَنيفَةُ بالخُسْرانِ إذْ عَكَفَتْ
دُونَ الأَنَامِ من الحَلْوى على صَنَمِ

لَوْ أنَّهُ من بَرِشْتُوه وقد عَكَفَتْ
علَيهِ لاتَّبَعَتْها سَائِرُ الأُمَمِ

حَلْواءُ لَو جعلَتْ مثقالَهَا دِيَةً
بَكْرٌ لما طَالبَتْها تَغْلبٌ بِدَمِ

ولو تكرّم منها مَادِرٌ بِقِرَى
ضيفٍ لما وُصِف الطائيُّ بالكَرَمِ

ولَو تراءَتْ عَلَى بُعْدٍ لِذِي شِبَعٍ
ألْفَيتهُ وهو يشْكُو سَوْرةَ القرَمِ

ولَو أُتِيحَتْ لأهْلِ النَّارِ لاشْتَغَلُوا
بأكلِهَا ما رَأَوا للنَّارِ من أَلَمِ

هَذَا ولَوْ طَرَقَتْ في النَّومِ ذَا سِنَةٍ
مَا وَدَّ يَقظَتَهُ من ذَلِكَ الحُلُمِ

لَو لَم أَذُقْهَا وأُلبِسها المدِيحَ لما
وجَدْتُ خلْقَ لِسَانِي نَافعاً وَفَمِي


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
خُذه إليكَ كصَفْحةِ المرآةِ
بَدْراً يكثِّفُ حالكَ الظُّلماتِ

وكأنه الدِّينارُ ثُبِّتَ حوله
بيضُ الدرَاهم غيرُ مُجتَمعاتِ

وكأنَّه والنَّقْصُ يأخذُ بعضَه
قُرصُ اللُّجينِ مُثلَّمُ الجَنَباتِ

وكأنه والمحوُ في أرجائِه
وجهُ الفتاةِ مُجدَّرُ الصَّفَحاتِ


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:10 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
تَوَشَّحَتِ السَّمَاءُ بِبُرْدِ غَيْمٍ
فَأجْمِلْ بالمُوشَّحِ والوِشَاحِ

أمطْ فُدمَ البَرَانِي واجلُ مِنها
بِآفَاقِ الكُؤُوسِ شُمُوسَ رَاحِ

يُولِّدُ فوقَها حَبَبٌ إذَا مَا
تَغَشَّاهَا فَتَى المَاءِ القُرَاحِ

بِكَفٍّ مُخَضَّبِ الكَفَّينِ رَخْصٍ
فَسَادي في مَحبَّتِهِ صَلاَحِي


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
جزَى اللَّهُ عَنَّا زَاهِراً في صَنِيعِهِ
بِنَا خَيرُ ما يُجزَى علَى الخَيرِ مُنْعِمُ

تَتَبَّعَ أقْصَى ثَارَنَا فأَصَابَهُ
فَمَا طُلَّ مِنَّا عِندَ نُصْرَتِهِ دَمُ

دَرَى أنَّ عندَ الحُوتِ بَعضَ دِمَائِنَا
فَخَاضَ إلِيهِ البَحْرَ والبَحْرُ مُفْعَمُ

وَأَغْرَبَ في استِئْصَالِهِ فَأتَى بِهَا
يَشُقُّ علَى مُسْتَصيدِيهِ ويَعْظُمُ

فَأصْبَحَ صَيَّاداً ومَا كَانَ قَبلَها
بِشيءٍ سِوَى صَيدِ الفضَائِلِ يَعْلَمُ

فَمَا مَدَّ كَفّاً للتُرَاةِ ولا مَشَى
بِأقْدَامِهِ في الأخْذِ للثَّارِ مُسْلِمُ

فَحَيَّاهُ عَنِّي حَيثُ ما حَطَّ رِجْلَهُ
من الأرْضِ مَحْلُولُ النِّطَاقَينِ مِرْزمُ


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أوْفاتَّخِذْ لَكَ سِنداناً ومِطْرقَةً
واعمَلْ مَتَى شِئْتَ سِكِّيناً ومِسْمَارَا

أوَفاتَّخِذْ لَكَ مِنْشَاراً وقِشتَرَةً
وكُنْ كنُوحٍ نَبيِّ اللَّهِ نَجَّارَا

أوصَائِغاً يَسبُكُ العُقيَانَ تَبْرُزُ مِنْ
إبْريزِهِ للنِّسَا صَفّاً ودِينارَا

أوَفاتَّخِذْ لَكَ مِزْمَاراً ودَبْدَنَةً
وعِشْ لَكَ الخَيرُ طَبَّالاً وزَمَّارَا

أوْكُنْ فَدَيتُكَ صَفَّاراً فَليسَ عَلَى
عَلْيَاكَ بَأْسٌ إذَا أصْبحتَ صَفَّارَا

أوَكُنْ كَصَاحِبِكَ الأدْنَى أبي حَسَنٍ
أعنِي عليَّاً فَتَى عِمرانَ زَرَّارَا

أو فَاتَّبِعْ ابنَ مُهَنّا في بِزَازَتِهِ
أو فَامْشِ خَلفَ فَتَى شَنْصُوه قَصَّارَا

أوَ فاسأَلْ ابنَ مُهَنَّا عِلمَ صَنْعَتِهِ
مِمَّا يُفيدُكَ بالدِّينارِ قِنْطَارَا

أوعَالِجْ الأُتْنَ في أدَواَئِهِنَّ وكُنْ
شَرْوَى خَميسِ بن خَضَّامُوه بِيطارَا

أوفاقْتلِعْ مِنْ رَشَالَى الطِّينِ مُتَّخذاً
منهُ الجِرَارَ وعِشْ في الخَط جَرَّارَا

أوفاقْتَنِ الأتنَ واحْمِلْ فَوقَهَا حَطَباً
فَخَيْرُ شَيءٍ إذَا أَصْبحتَ حَمَّارَا

أوَفاحمِلْ الفَخَّ واذْهَبْ حَيثُ شِئْتَ فَصِدْ
بِهِ لِصِبْيةِ أهْلِ الخَط أْطْيَارَا

وإنْ سَمِعْتَ مَقَالِي فامْضِ مُتِّكِلاً
عَلَى إلَهِكَ في الأبْوَام بَحَّارَا

وإنْ تَرَفَّعْتَ عَنْ هَذَا فَحَيِّ علَى
استِغْفَارِ رَبِّكَ تَلقَى اللَّهَ غَفَّارَا

أوَقَيِّمَاً في بُيُوتِ اللَّهِ تُسْمِعُنَا
أَذَانَكَ العَذْبَ آصَالاً وأسْحَارَا

أوَمُنْشداً مَدْحَ خَيْرِ النَّاسِ حَيْدَرَةٍ
أوَقَارئاً في نَوَاحِي السُّوقِ أخْبَارَا

ولا تُلِمَّ بِربْعِ الشِّعْرِ إنَّ لَهُ
ظُعْناً تأخَّرتَ عن مَسْرَاهُ إذْ سَارَا

قَدْ حَلَّقَتْ بِنَفيسِ الشِّعْرِ طَائِرةٌ
عَنْقَاءُ مُغْرِب فاقْعُدْ عَنهُ إذْ طَارَا

وهاكَهَا كَشَوَاظِ النَّارِ لاَفِحَةً
أثْنَاءَ قَلبِكَ لا تَأْلُوهُ أسْعَارَا


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:11 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا طِرْسُ قُلْ لخَليلَيَّ اللذَينِ هُمَا
كالعَينِ لِي في اجْتِلابِ النَّفْعِ والأُذنِ

يُمنَى يَدَيَّ ويُسْرَاهَا ومَنْ مَلَكَا
رِقِّي بِما أَسْلَفَا عِندي مِنَ المِنَنِ

هذَا يَميني إذَا كَانَ الدِّفَاعُ وذا
يُسْرَاي إنْ أَسْتعنْ يَوماً بِها تعِنِ

السَّيّدُ النُدْبُ درويش وصَاحِبُهُ
جَمَال عَطَّارةُ الأَمْصَارِ والمُدنِ

أُنُس المجَالِسِ نَجم الدِّين أطْربُ مَنْ
شَدَا ومَنْ بمُراعَاةِ اللُّحُونِ عُنِي

هَدَاكُمَا اللَّهُ إنِّي ما صَحبْتُكُمَا
إلاَّ وأرْجُوكُما عَوْناً عَلَى الزَّمَنِ

ولا لَبِسْتُكُمَا في كُلِّ نَائِبةٍ
إلاّ لِكَونِكُما من أَحْصَنِ الجُنَنِ

فَمَالِي اليَّومَ أستعْطِيكُما تِتَناً
وهَانَ لا بَارَكَ الرَّحمنُ في التِّتن

فَتَجْبَهاني بِرَدٍّ لا يقومُ لَهُ
صَبْرِي ولا يَتَقضَّى عندَهُ حزني

ما كَانَ عُذْرُكُمَا قَولاً لأَسْمَعُهُ
فإنَّ تتنَكُمَا مِنْ أعظَمِ الفِتَنِ

لو سُمْتُمانِيهِ بَيْعاً كُنتُ جِئْتُكُمَا
سَعْياً بما شِئْتُمَا بهِ من الثَّمَنِ

إنِّي لأنشُدُ إذْ خَيَّبتُمَا أمَلِي
بَيتاً لبعضٍ ذَوي الألْبابِ والفِطَنِ

ما كنتُ أوَّلَ سَارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ
ورَائدٍ أعْجبَتْهُ خُضْرَةُ الدِّمَنِ

وَقَاكُمَا اللَّهُ عُتْبي إنَّ أيْسَرَهُ
لا تَستقِرُّ عَليهِ الرُّوحُ في البَدَنِ

وسَلَّمَ اللَّهُ رَبِّي كُلَّ شَارِقَةٍ
عَليكُمَا ما شَدَتْ ورْقَاءُ في غُصُنِ


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مُنْكِراً هَدْمَ الحُصُونِ إذَا اعْتَصَتْ
بِدعائِمِ التَّأسِيسِ والتَّشهِيقِ

أَرِنَا البُنَاةَ لَهَا أدَامُوا أمْ رُمُوا
بِمطيحِ ضَخْمِ السَّبقِ عَالي النِّيقِ

فهُمُ بحَيثُ تَرَى الصَّعيدَ وإنْ سَمَا
بِهِمُ الصُّعُود لمِسْبَحِ العَيُّوقِ

كُلٌّ أَعَارَ الأرْضَ صَفْحةَ مُلْطِمٍ
حُرٍّ يَذِلُّ لَهُ النُّضَارُ عَتيقِ

وَفَرَى البِلَى شَبَحاً لَو أنَّكَ سُمْتَهُ
حَمْلَ الهِضَابِ لجَاءَهَا بمُطيقِ

ورَحيبِ صَدْرٍ لَو حَكَمتَ عَليهِ أنْ
يَسَعَ البِلادَ لما اتَّقَاكَ بضِيقِ

وبَنِيَّةُ الخَلاّقِ إنْ تُهدَمْ فَلاَ
تَعْجَبْ لِهَدْمِ بَنِيَّةِ المَخْلُوقِ


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَوْلايَ دَارُكَ بالعَفَاةِ فَسِيحَةٌ
حَاشَاكَ إنْ ضَاقَتْ بِشخْصٍ وَاحدِ

ونَدَاكَ قَدْ شَمِلَ الورَى وأُجِلُّهُ
مِنْ أنْ يُقَصِّرَ عَنْ ضَعيفٍ وَافِدِ


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
مَوْلايَ لَوْ قَرَعَ امْرُؤٌ بَابَ امرِئٍ
بِيدِ الرَّجَاءِ وآبَ بالحِرْمَانِ

لَرَحِمْتَهُ وذَمَمْتَ ذَاكَ لبُخْلِهِ
والبُخْلُ قلْتَ سَجِيَّةُ الإنْسَانِ

ولأنْتَ ذُو الكَرَمِ الذي يُغْرِي لَهُ
ما شَاعَ من بِرٍّ ومِنْ إحْسَانِ

ولَقَدْ وقَفْتُ ببابِ جُودِكَ سَائِلاً
في حَاجَةٍ زَمَناً منَ الأزْمَانِ

أَدْعُوكَ مُبْتَهِلاً وأَرْغبُ ضَارِعاً
في السِّرِّ لا آلُو وفي الإعْلاَنِ

فَعَلاَمَ أرْجعُ خَائِباً من بَعْدمَا
تَعِبَتْ يَدي قَرْعاً وكَلَّ لِسَانِي


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:12 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مَنْ إذَا وَقَفَ الوُفُودُ بِبَابِهِ
ولَوَوْا أكُفَّهُمْ علَى أسْبابِهِ

رَجَعُوا وقد ملأُوا حَقَائِبَ عِيسِهِمْ
مَا لا يَهُمُّ الفَقْرُ أن يحظَى بِهِ

ارحَمْ غَرِيباً أَفْرَدَتْهُ يَدُ النَّوَى
فَشَكَا إلَيكَ وأنْتَ تَعْلمُ ما بِهِ


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا فَتْحَ مَنْ أُغْلِقَتْ أبْوَابُ مَطْلَبِهِ
في وَجْهِهِ وغِنَى القَومِ المفَاليسِ

لَوْ سُمْتَنَي حَصْرَ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمٍ
كُتْباً لَضَاقَ بِهَا بَاعُ القَرَاطِيسِ

بَيْنَاكَ بالأمْسِ تُعْلِيني ذُرَا رُتَبٍ
شُمٍّ تَهُشُّ لَهَا أَقْدَامُ إدْرِيسِ

أوْلَيتنِي اليَومَ آلاَءً خَرَجْتُ بِهَا
أَجُرُّ ذَيلي في خُضْرِ المَلاَبيسِ

فَلَوْ رآنِيَ أدْرَى النَّاسِ بِي لقَضَى
عَلَيَّ إنِّي مِنْ بَعضِ الطَّواويسِ


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
أَلاَ قُلْ لِعبدِاللَّهِ عَنِّي مَقَالَةً
تَدُلُّ عَلَى وِدِّي وصِدْقِ وَلائِي

أيَا خَيرَ مَنْ أُوتِي نَصِيباً من العُلاَ
وزِيدَ بِهِ في عِدَّةِ الكُبَرَاءِ

وَحَقِّكَ ما تَرْكِي مَدِيحَكَ ضِنَّةً
عَلَيكَ بِتَقريظِي ولا بثَنَائِي

ولا مَدْحَ من كَلَّفْتَنِي بامتِدَاحِهِ
وإنْ كَانَ مَحفُوفاً بِفَرطِ هِجَائِي

فإنِّي وإنْ أصْبحتُ والشِّعرُ حِرْفَتِي
وكُنتُ امرأً من سَائِرِ الشُّعَرَاءِ

لأسْلُكُ نَهْجاً في الوَفَاءِ يُريكَ مَنْ
تَقَدَّمَ من أهْلِ الوَفَاءِ ورَائِي

وإنَّ يداً أوليْتَنِيها وإنْ مَضى
بِها الدَّهرُ باقٍ ذِكرُهَا ببقائي

أرَاكَ بِعَيْنَيْ عاجِزٍ عَنْ جَزَائِهَا
فَيصرُفُ وَجْهِيَ عَنْ لِقَاكَ حَيَائِي

فَلَسْتُ امرأً إنْ غَابَ غَابَ وَفَاؤُهُ
ولكنَّنِي إنْ أنأ يدْن وفَائِي

وأنتَ الذي لَمْ يَبْقَ في مَنْهَلِ النَّدَى
لِمَنْ جَاءَ يَسْخُو بعدَ سُور إنَاءِ

عَمَمْتَ ولَمْ تَخْصُصْ بفَضلِكَ فاغتَدَتْ
لَكَ البُعَدَاءُ الغُرْبُ كالقُرَبَاءِ

رُوَيْداً فَلوْ غُولِبْتَ لَمْ تَأخُذِ الوَرَى
بغلبِكَ في أُكْرُومَةٍ وسَخَاءِ

ولَوْلاَ وُجُوهٌ في القَطيف أخَافُهَا
لَمَا طَالَ بالبحرين عَنْكَ ثَوائِي

وحُيِّيتَ عَنِّي ما حَضَرْتُ وإن تَغِبْ
يَزُرْكَ بِتَسليمي صَبَاحَ مَسَاءِ


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:13 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
يا مَنْ تَمَلَّكَني بِمَا
أَوْلاَهُ من نِعَمٍ وأسْدَى

أشْكُو إليكَ مُهَنَّداً
هَجَرَ الغُمُودَ وظَلَّ فَردَا

قَدْ كَادَ ممَّا لا يَقِرُّ
يَخِدُّ في فَخذَيَّ خَدّا

فَقِني ذَلاَقَةَ حَدِّهِ
وأَتِحْ لَهُ بندَاكَ غِمْدَا


أبو بحر الخطي

الحمدان 08-03-2024 02:14 PM

رد: هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به
 
هَنَّاكَ رَبُّكَ ما أولاَكَ من نِعَمِ
يا خَيرَ مَنْ أنبَتَتْ جُرثُومةُ الكَرَمِ

ونِلْتَ في ضِمنِ ما وُلِّيتَ من نِعَمٍ
يُمْناً ومأمَنةً من زَلَّةِ القَدَمِ

الآنَ لانَ الزَّمَانُ الوَعرُ جَانِبُهُ
وافْتَرَّ عَنْ ثَغر طَلْقِ الوَجهِ مُبتَسِمِ

وأصْبحت تُتْحِفُ البُشْرَى قَوابِلَها
أُمُّ الرَّجَاءِ وقَد مَرَّتْ علَى العُقُمِ

مَا أَنْتَجَتْ دَوْرَةُ الأفْلاَكِ فَائدةً
كَهذِهِ وقَضَاءُ اللَّوحِ والقَلَمِ

خَير الرِّجَالِ قَضَى سَعْدُ الجدُودِ لَهُ
بأنْ تُزَفَّ إليهِ خِيرَةُ الحَرَمِ

يا ابْنَ الذينَ تَولَّى اللَّهُ مدْحَهُمُ
دُونِي فَهُمُ أغنِيَاءٌ عن مَقَالِ فَمِي

قَوْمٌ كأنَّكَ إذ تَتْلو مناقِبَهُمْ
تُغرِي بِزَهْرِ الرُّبا معتَلَّة النِّسَمِ

وَقُرَّ عَيناً وطِبْ نَفْساً ونَمْ دعَةً
يَصْحبْكَ ذانكَ يَقْظَاناً وفي الحُلُمِ


أبو بحر الخطي


الساعة الآن 04:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية